القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch26 | رواية ليس سُدى | Not in vain

Ch26



في الصباح ، 

جلس يو شياومان وهو لا يزال يشعر ببعض الدوار ، 

مستندًا على ذراعيه ،


عدّل البطانية إلى خصره ، 

رأى آثار حمراء متناثرة على صدره ، 

استعاد وعيه بالكامل فجأة ، 

و بسرعة سحب البطانية ليغطي جسده ، 

لكن هذه الحركة المفاجئة تسببت بألم في الأسفل ، 

و لهث من الألم ،


لو جي الذي ارتدى ملابسه ، 

خرج من خلف الشاشة واقترب من السرير وسأله: “هل تشعر بعدم الراحة في أي مكان ؟”


بالفعل كان هناك شعور بعدم الراحة ، 

لكن من الصعب عليه التعبير عنه ، 

اندفعت أحداث الليلة الماضية إلى ذهن يو شياومان كالسيل ،


عضّ شفتيه ، وأخفى نصف وجهه تحت البطانية ، وتمتم قائلاً : “ لـ…لا شيء "


بعد أن انتهى شياومان من الاستحمام ، 

جلس أمام المرآة ، 

بينما يو تاو تقف خلفه وتمشط شعره ،

ترمقه بنظرات سريعة في المرآة ، 

وابتسامة خفيفة على شفتيها ،


عندما سألها عن سبب ضحكتها ، 

حاولت أن تبدي تعبيرًا جديًّا ورفضت الإجابة ، 

مما ترك يو شياومان يشعر بعدم الارتياح ،

كان قلق من أن تكون ضجة الليلة الماضية قد وصلت إلى الغرف الأخرى ، مما قد يؤدي إلى انتشار الشائعات ،

{ هل سيكون بإمكاني البقاء في قصر عائلة لو ؟ }


بينما يتصارع مع هذه الأفكار ، 

تقدم لو جي وأخذ المشط من يد يو تاو وجمع خصلة من شعر يو شياومان الأسود الطويل المتدلي ،

المشط يمرّ برفق من فروة رأسه حتى أطراف شعره ، 

ناشرًا رائحة خفيفة من صابون التوت ،


جلس يو شياومان مستقيمًا بالكاد يجرؤ على التنفس بصوت مرتفع ،

على الرغم من أنهم عاشوا لحظات حميمية مرتين ، 

إلا أنه لا يزال يشعر بالارتباك ويتأثر بلطف لو جي ،


لو جي يصفف شعره بتركيز ، 

ناظرًا إلى شعر يو شياومان في المرآة ، 

يرفع بصره أحيانًا أو يخفضه كلما تحرك المشط للأعلى أو للأسفل ،


لاحظ يو شياومان ايضاً رموش لو جي الطويلة ، 

التي تبرز عيناه الداكنتان العميقتان أسفل أنفه المستقيم وشفتيه الرفيعتين مثاليتي الشكل ،

ملامحه قد فقدت استدارة الشباب ، 

واكتسبت حدة جعلته أكثر جاذبية وثبات ،


ليس من العجيب أن يُعجب به الكثير من الفتيات


متذكرًا مغادرته الباكرة بالأمس ، 

كان يو شياومان قد وقف لبعض الوقت بالقرب من بيت الشاي بجسر سو تشياو


في الداخل ، 

كان الرواة يسردون بطولات لو جي في ساحة المعركة ، ويصورونه كشخصية بارزة تتطلع إليها نساء النبلاء في العاصمة ، 

حتى أن أميرة من العائلة الملكية قد أُعجبت به ،


بعض المستمعين لم يعرفون من أين نشأت تلك الشائعات ، 

لكن رواياتهم كانت تتطابق مع ما سمعته يو مينغلو في قرية عائلة يو البعيدة ، 

والتي كانت ترفضها بوصفها مجرد تلفيقات ،


في ذلك الوقت ، 

كان يو شياومان يسخر داخلياً من أولئك الذين يصدقون مثل هذه الأقاويل دون تمييز ،

أما الآن ، 

فبينما يركز على قصة الراوي ، شعر بخيبة أمل


انساب مشط اليشم بسلاسة ، 

وعندما أنهى لو جي تمشيط آخر خصلة من شعره ، 

رفع رأسه ، والتقت أعينهما في المرآة


في عيون لو جي السوداء الحبرية ، 

هناك لمحة من المودة والافتتان ، 

مصحوبة بحزن لا يوصف ،


لو جي : “ هل لا تُعجبك طريقتي في تمشيطه ؟ 

بإمكاني أن أستدعي يو تاو مجدداً ”


سارع يو شياومان بإيقافه ، ومدّ يده ليلتقط دبوس الشعر المعلق بجانب الكرسي المتحرك


ناظراً إلى حبل زهرة هايتنغ المعلقة على سيفه ، 

أنزل يو شياومان رأسه وبدأ يعبث بشرابة الحقيبة الكثيفة التي صنعها بنفسه : “ سمعت أن الكثير من الفتيات يردن… يردن صنع حبال لك ”


من دون أن يرفع رأسه ليرى تعبير لو جي، 

لم يسمع سوى رد لو جي الهادئ : “ لا ” 

وبعد توقف قصير ، أضاف لو جي : “ أنا متزوج بالفعل "


خفض يو شياومان صوته : “ لكن … 

لكنني لستُ… زوجتك أيضاً "


كان الآخرون يخطئونه ويظنونه يو مينغلو ، 

وكان دائماً يتذكر هويته ، 

ويشعر بالرهبة عند أدنى تجاوز ، 

ومع ذلك ، كانت إيماءة واحدة من لو جي كفيلة بإزالة جميع مخاوفه


نادراً يستخدم يو شياومان المكياج ، 

لكن بعد نصيحة يو تاو بالأمس ، 

اهتم بمظهره قليلاً ، 

وهكذا ، عندما التقط لو جي دبوس الشعر اليشم من على طاولة الزينة ، شعر يو شياومان بالارتباك لوهلة ، 

لقد نسي تماماً كيف بدا في الليلة السابقة ،


وضع لو جي برفق دبوس الشعر اليشم العادي في شعره ، وعدّل ياقة ملابسه ليغطي العلامات الحمراء البارزة على عنقه ، ثم قال  : “ إذن شعر من كنت أُمشطه للتو ؟”


———————————————


أواخر الخريف ، والهواء بارد ونقي ،


وقت تجنيد الجنود ، تم إرسال لو جي من قبل الإمبراطور للمساعدة في وزارة الحرب ، 

مما جعله يقضي أيامه مشغولاً بالمغادرة مبكرًا والعودة في وقت متأخر ،


أما يو شياومان، فوجد نفسه فجأة متفرغ جداً ،

وبصرف النظر عن اللعب بجانب البركة مع شياو جيا وشياو يي ،

 غالبًا يزور السيدة العجوز لو ،


السيدة العجوز لو، التي تجاوزت السبعين من عمرها ، تتوق إلى الرفقة


فابنتها متزوجة وتعيش بعيداً ، 

وولداها مشغولان ؛ 

أحدهما يعمل في الحكومة والآخر في التجارة ، 

ونادرًا يكونان في المنزل ،

لذا ، وجود كنّتها معها الآن جعلها تشعر براحة أكبر ،


اليوم ، 

طلبت من المطبخ تحضير حساء مغذٍّ ليو شياومان وسألته برفق عما إذا كانت هناك أي مؤشرات على حركة في بطنه . احمرّ وجه يو شياومان وهزّ رأسه نافيًا ، 

ثم سألته السيدة العجوز لو مجدداً : “ هل لا يزال تشي تشي عنيد ويرفض أن يشاركك السرير ؟”


فكر يو شياومان { يبدو أن السيد الأكبر لو صريح جدًا ليناقش أمورًا كهذه مع والدته }


وبالنظر إلى اللحظات الحميمية التي قضاها مع لو جي في الأيام الماضية ، استمر في هزّ رأسه : “ هذا ليس صحيحًا ، في هذه الأيام … ننام معًا "


ابتسمت السيدة العجوز لو : “ في هذه الحالة ، يجب على هذا الزوجين الشابين أن يبذلا جهدًا أكبر ” 

شعرت بالرضا عن الإجابة ، 

ثم ارتشفت بعض الشاي وتذكرت : “ في ذلك الوقت ، 

لم يمضِي على وجود وان إير نصف عام حتى حملت . 

وفي يوم ولادة تشي تشي ، كان الجو أبرد حتى من اليوم ، 

و الأرض مغطاة بطبقة سميكة من الصقيع طوال الليل . وعندما ذاب الصقيع وطلعت الشمس من الشرق ، 

وُلد تشي تشي وهو يبكي بصوت عالي لدرجة أن نصف العاصمة قد سمعه "


يو شياومان يحب سماع القصص عن لو جي ، 

وغالباً يطلب من السيدة العجوز أن تروي له المزيد ،


بدأت السيدة العجوز لو تسرد حكايات من طفولة لو جي ، ملتقطة قصص نادرة لا يعرفها إلا القليلون ، 

مثل محاولته في سن الرابعة تسلق الأشجار للحصول على بيض الطيور حتى كاد أن يكسر ساقه ، 

أو محاولته في سن السادسة الهروب من الدراسة ووقوعه في قبضة والده وهو يحاول التسلق فوق السور ،


ومع تقدمه في العمر ، أصبح أكثر طاعة ، و يستمع لوالديه ، ويمارس الفنون القتالية بجدية ، ولا يهمل دراسته أو أدبه ،


وقد اعتبره الجميع فخرًا لعائلة لو


: “ من كان يظن أن هذا الفتى سيعاند في سن الخامسة عشرة ؟ 

عندما أرادت العائلة منه أن يتقدم لامتحانات الإمبراطورية ، رفض قائلاً إنه لا يمكنه النمو بين أبناء المسؤولين . 

وفي منتصف الليل ، جمع أغراضه ، وأخذ حصان ، 

وانضم إلى الجيش في الشرق . 

وبحلول الوقت الذي وجده فيه والده ، 

كان قد التحق بالفعل ، 

وأصرّ على الذهاب إلى ساحة المعركة ، 

رافضًا العودة مهما حاولوا إقناعه ”


كان في صوت السيدة العجوز لو نبرة ندم وهي تستعيد تلك الأحداث ، ففي النهاية ، 

ربما كان اتباع مسار العائلة المرتب له سيجعل حياته أسهل ، بدلًا من مواجهة كل تلك المصاعب وحده في هذا العمر الصغير ،


لكن يو شياومان شعر أن لو جي قد اختار الطريق الصحيح ،

دون الاعتماد على خلفية عائلية أو اتباع رغبات والديه ، 

كان لو لانغ لا يزال بطلاً شامخ


والأكثر من ذلك ، لولا إصرار لو جي على الذهاب إلى الشرق في ذلك الوقت ، ربما لم يكن الاثنان قد التقيا أبدًا


ظهرت أمام عينيه صورة شاب بملابس جديدة وحصان غاضب ، 

تنبعث منه روح البطولة ، 

وكأن لو جي جاء من أجله ، 

وصوت حوافر الحصان يتردد في قلب يو شياومان الدافئ ،


عند الحديث عن الماضي ، لم تستطع السيدة العجوز لو إلا أن تشعر بالكآبة : “ الآن بعد أن وصلت الأمور إلى هذا الحد،

لا أزال لا أعلم إن كان قرار السماح له بالذهاب إلى ساحة المعركة من البداية صائبًا أم خاطئ .

لو كنا قد سمحنا له بالالتحاق بالجيش بعد بضع سنوات ، ربما كان قد تجنب تلك الكوارث . 

أو ربما ، لم يكن ليُفوِّت اللحظات الأخيرة مع وان إير ”


من خلال أحاديثهما السابقة ، 

علم يو شياومان أن وان إير كان اسم والدة لو جي البيولوجية


وكان دائمًا يتساءل عن كيف كانت والدة لو جي ،

وبما أن اسمها كان وان إير ، 

فلا بد أنها كانت لطيفة وفاضلة ، 

ومع أن لو جي نشأ بهذه الخصال الحميدة ، 

فلا شك أن والدته كانت ذات جمال أيضاً ،


وعندما سأل عن سبب وفاة والدة لو جي ، 

بدا أن السيدة العجوز لو على غير عادتها ، ترغب في إخفاء شيء ما ، وقالت : “ بعد ولادة تشي تشي، تدهورت صحتها ، ولم تكن سوى أمراض نسائية عادية امتدت حتى أصبحت غير قابلة للعلاج ”


كان يو شياومان متشوق لمعرفة المزيد وعلى وشك أن يسأل شيئ ، لكن السيدة العجوز لو سبقته بالقول : “ على ذكر ذلك ، غدًا هو ذكرى وفاة وان إير . 

لا بد أن تشي تشي سيعود مبكرًا إلى المنزل لزيارة قبر والدته . 

عادةً يكون حزينًا جدًا في هذا اليوم ، 

لذا يجب عليك أن تواسيه جيدًا ”


وبعد هذه التلميح ، خرج يو شياومان ويو تاو في الصباح الباكر لشراء كل ما يلزم من القرابين : البخور ، النقود الورقية ، المعجنات ، الفواكه ، والبطيخ .


عند العودة إلى المنزل ، 

دخلا القاعة التذكارية ورتبا الأشياء التي اشتروها واحدة تلو الأخرى حسب القواعد المتبعة ،


جمع يو شياومان يديه أمام أجداد عائلة لو وقدم احترامه


وبينما يقف منتصبًا ، سمع فجأة ضجيج عالي في الخارج . بعد لحظات قليلة ، أسرعت يو تاو إلى الداخل بقلق وقالت : “ بسسسرعة ، اذهبي إلى القاعة الرئيسية ! 

هناك شجار !”


هرع إلى القاعة الرئيسية ، 

وقبل أن يدخل حتى ، سمع صوت السيد لو العالي وهو يوبخ شخص : “ تقضي يومك بأكمله في اللهو والتسكع مع أولئك الشبان ، تشرب وتقامر . 

والآن ، لم تتزوج بعد ومع ذلك لديك فتاة في الخارج ، 

وقد تسببت في فضيحة . 

انظر إذا لم أقم بكسر ساقيك اليوم !”


وعندما دخل ، 

وجد المكان في حالة من الفوضى — لو يوي كان مختبئ ويحاول الزحف تحت الطاولة هربًا من السيد لو الذي يُمسك بسيف ويطارده


كانت السيدة العجوز لو والسيدة الرئيسية ( والدته )  تحاولان تقييد السيد لو لمنعه من إلحاق الأذى بلو يوي 

و  عدة خدم يقفون حولهم ، 

في حالة من الارتباك وهم يحاولون التدخل ، 

والكراسي مقلوبة ، 

والصراخ يملأ المكان ،


وسط هذا الهرج ، لو جي الذي عاد للتو إلى المنزل ، هادئ تماماً ، جالس بشكل غير ملحوظ في زاوية ، يراقب المشهد ببرود


اقترب يو شياومان منه ، وانحنى ليسأله عما حدث ،

أشار لو جي فقط بأصبعه إلى شفتيه وأومأ برأسه نحو اتجاه الحشد ، مشيرًا إلى يو شياومان لمشاهدة الموقف بصمت


شاهد يو شياومان تطور الدراما وسط الجدال والنقاشات


اتضح أن لو يوي قد تصرف بطيش ، 

حيث انغمس في البذخ والتفاخر خارج المنزل ، 

بل واستأجر فناء في غرب المدينة لتقيم فيه راقصة قام بشرائها من جناح تيانشيانغ ،

وكان هذا الأمر مستمرًا منذ نصف عام ، 

ومع اقتراب زواج لو يوي ، 

بطريقة ما وصلت أخبار هذه الفضيحة إلى عائلة ليو ،


عائلة ليو، التي تنتمي إلى خلفية علمية ونبيلة ، 

كانوا في حالة صدمة عند اكتشاف هذه الحقيقة ،

قيل إن ليو وان تشينغ، التي كانت على وشك الزواج منه ، بكت طوال الليل بعد سماعها هذا الخبر 


وعلى الرغم من رغبة عائلة ليو الأولية في تعزيز مكانتهم بالزواج من عائلة لو ، إلا أن حبهم لابنتهم طغى على ذلك ، فأرسلوا على الفور خطاب خطوبة ' لو و ليو ' مؤكدين نيتهم إلغاء الزواج ،


احتجت فنغ مانيانغ بشدة : “ من المفترض أن الرجل هو من يلغي خطبة المرأة . 

لماذا يلغون خطبة ابني يوي’اير؟ 

أرى أن مكانة عائلة ليو أقل من أن تتناسب معنا أساساً . وكما توقعت ، لا يستطيعون حتى تحمل وجود محظية !”


كان السيد لو غاضب ، وقد اهتز شاربه من شدة الغضب : “ كيف يمكن لمحظية أن تلد الابن البكر قبل دخولها المنزل الرئيسي ؟”


شعر يو شياومان بالذهول ، { هل أنجبت طفلاً بالفعل ؟ }


تابعت فنغ مانيانغ : “ لم تلد بعد ، أليس كذلك ؟ 

هناك فرق بين الأبناء الشرعيين وغير الشرعيين . 

إن كانت لديها كفاءة ، فهل ستسمح لغيرها بأن يتفوق عليها ؟”


هذه الكلمات منها غير مفاجئة ، 

فقد ارتقت هي نفسها من محظية إلى زوجة شرعية ، 

كما تحول لو يوي من ابن غير شرعي إلى ابن شرعي ،


ومع ذلك ، لم تكن هذه الكلمات مستساغة بالنسبة للسيد لو


تمتم ببعض الكلمات عن “ الأم المحبة التي تفسد ابنها بالدلال ” و رمى السيد لو السيف بغضب وتنهد بأسف : “ نظف هذه الفوضى ، واتبعني إلى عائلة ليو للاعتذار "


رفع لو يوي رأسه بحذر ، ممسكًا برأسه ومنحني على الأرض : “إذا كانوا يريدون الإلغاء ، فليكن . 

لماذا نذهب للاعتذار ؟”


انحنى السيد لو مجدداً ليلتقط السيف ، 

لكن الجدة أوقفته : “ يكفي ، 

ألا تعتقد أن هذه الفوضى كافية ؟ 

دعنا نناقش هذا غدًا "


صاحت فنغ مانيانغ بغضب : “ المهمة الأساسية الآن هي معرفة من الذي سرب هذا الأمر لعائلة ليو !”


لو يوي مؤيداً : “ نعم ! 

لا بد أن ذاك الشخص يغار من نجاحي ويريد تدمير زواجي ومستقبلي !”


السيد لو مستاء : “ أنت من فعل هذا بنفسك ، ولا زلت تملك الجرأة لتلوم الآخرين ؟”


بينما يتحرك لرفع لو يوي عن الأرض ، واصل توبيخه :“ كيف لي أن يكون لدي ابن غير كفء مثلك ؟ 

رغم التربية ذاتها ، 

لماذا لا تصل حتى إلى نصف مستوى أخيك الأكبر ؟”


فنغ مانيانغ بإنزعاج : “ كيف يمكن أن يكون ابني يوي’اير أدنى منه ؟”


غضب لو يوي، وبعد أن التفت برأسه ، رأى لو جي جالس يحدق فيه ببرود — زاد هذا من غضبه وقال : “ أنت أليس كذلك ؟ 

لابد أنك تغار من صحتي ورغبتي في الزواج ، 

وتريد تدمير مستقبلي وزواجي !”


و بسرعة هرب لو يوي من قبضة والده ، واندفع نحو لو جي بسرعة البرق 


يو شياومان، الذي فوجئ، دُفع جانبًا بذراع وأضبح خلف الكرسي المتحرك


في تلك اللحظة ، 

صدر صوت حاد بينما رفع لو جي سيفه أمامه ، 

ولمس لو يوي الغاضب المندفع بحماس ، 

فتوقف في مكانه مجمدًا —-


حدثت العملية برمتها بسرعة كبيرة ، 

لدرجة أن لا أحد تمكن من رؤية ما جرى بوضوح ،


ارتعد لو يوي من الألم في بطنه ، 

ثم أنزل رأسه وتأكد أن السيف لا يزال مُغمّد ، 

عندها تنهد ،


لو جي بهدوء ، وكأنه كان يتوقع هذا اليوم منذ زمن طويل : “ إذا كنت لا تريد أن يعرف الآخرون ، فلا تقم بالأمر من الأساس . 

أعتقد أن على الجميع في هذا العالم أن يفهم هذا المبدأ ”


مع تأديب لو يوي مؤقتًا من قبل العائلة ، 

أصبح الأمر مع عائلة ليو والزواج غير قابل للتصحيح ،


أخبر السيد لو لو جي ببعض الكلمات عن كيفية الاعتذار في اليوم التالي ... وباعتباره الأخ الأكبر ، يجب على لو جي حضور مراسم تغيير رموز الخطوبة ، حتى لو كان عليه تنظيف الفوضى بعد ذلك ،


نهاية المناقشة ، قال السيد لو : “ لو يوي عديم الفائدة . 

هذه السنوات… لقد كان الأمر صعبًا عليك كأخ أكبر ”


ظل لو جي صامت


تنهد السيد لو  : “ اليوم هو ذكرى وفاة والدتك . 

لا يزال الوقت مبكرًا . 

تناول الوجبة ، ثم اذهب إلى قاعة الأجداد للتحدث معها "


لكن لو جي لم يأكل ، و توجه مباشرة إلى قاعة الأجداد


في الطريق ، 

فكّر في العديد من الأمور ، 

 { هل والدي حقًا غير مدرك لما تفعله فنغ مانيانغ  ؟ 

وكم من أفراد العائلة متواطئين معها ومع ابنها ؟ }


هذا اليوم هو الخطوة الأولى في خطته ، 

وكان يتساءل ما إذا كان القدر قد اختار هذا اليوم على غير توقع ،


ابتسم لو جي بسخرية ، و ملأت عينيه ملامح كآبة ،

وعندما اقترب من قاعة الأجداد ، 

عدّل تعابير وجهه ، 

وهيأ نفسه للقاء والدته بعد عام من الفراق ،


توقف عند الباب —-


رأى شخص بالداخل —-


بعد أن تفرق الجميع من القاعة الرئيسية ، 

عاد يو شياومان إلى قاعة الأجداد وجلب بساط ووضعه أمام لوحة روح والدة لو جي ، ثم ركع بانضباط ،


المشهد الخطير الذي مر به قد تركه مضطرب ، والبقاء هنا الآن بدا له جالبًا لبعض السكينة 


لم يعرف متى سيصل لو جي ، فقد احتجزه والده للحديث ، ولن يأتي قريبًا ، فاستغل يو شياومان فرصة الوحدة ليتحدث إلى والدة لو جي قائلاً 


: “ هل يمكنني أن أناديكِ بـ’خالتي’ الآن ؟”


“ أنا… زوجة لو جي ، كما أكّد هو بنفسه "


“ لكنني أخطأت في عدم زيارتي لكِ حتى اليوم . 

عندما يأتي لاحقاً ، أرجوكِ لا تلوميه ، بل لُوميني أنا بدلاً منه ”


“ هل ما زلتِ تحبين هذه الحلويات والفواكه ؟ 

مقارنةً بالأطعمة الحارة والمالحة ، يحب لو لانغ الحلوى بشكل خاص . 

وبما أن العلاقة بين الأم والابن وثيقة ، 

فلا بد أنكِ تحبين الأشياء الحلوة ايضاً أليس كذلك ؟”


“ أشكركِ على توجيهكِ ورعايتكِ لـ لو لانغ… هو شخص رائع جداً جداً ”


توقف يو شياومان للحظة …. 

وعندما تحدث مجدداً ، 

في صوته لمحة من الابتسامة ،


: “ يُمسك لي بالمظلة حين تُمطر ، 

يُغطيني بالبطانية حين تهب الرياح ، 

يُحملني إلى السرير عندما أنام ، 

يُعلمني ركوب الخيل ، 

يُمشط شعري ، 

يجلب لي الكعك النباتي المفضل لدي ، 

يعتذر بتواضع عندما يرتكب خطأ … 

ويُمسك بيدي حين أشعر بالخوف والقلق ،


والأهم من ذلك ، 

أنه قد أنقذ حياتي سابقاً …..”


“ إنه إنسان طيب جداً ، لذا…”


نظر يو شياومان إلى لوحة الذكرى ، 

ثم وضع كفيه على الأرض وانحنى بعمق ،


“ لذا ، إذا كانت هناك أرواح في السماء ، 

أرجو أن تناشدين جميع الآلهة ليحرسوه ويحموه ، 

وألا تدعيه يعاني مجدداً 

أنا يو شياومان، مستعد أن أتنازل عن مئتي عام من عمري المتبقي مقابل حياة لـ لو لانغ مليئة بالسلام . 

و ليكن كل طريق يسلكه من الآن فصاعدًا سلس وسهل ، وليواجه أي صعوبات بيسر وسعادة ، 

دون قلق أو هم "

author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي