القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch32 | رواية ليس سُدى | Not in vain

Ch32




جاء الشتاء مبكرًا هذا العام …..


هبّت رياح الشمال ، 

وهاجرت الطيور نحو الجنوب وذبلت النباتات ——


حتى القرية الصغيرة الواقعة على ساحل البحر الشرقي دخلت في سبات أبكر من المعتاد ، 

ولم تخرج قوارب الصيد إلى البحر في الأيام الأخيرة ،


مع بزوغ الفجر ، 

انبعثت أصوات حفيف من كوخ خشبي متهالك على الساحل ،


وبعد وقت قصير ، 

فُتح نافذة الكوخ قليلًا ، 

مما سمح لنسيم بارد بالدخول ودفع الشخص في الداخل لإغلاق النافذة فورًا …. 


بعد قضاء بعض الوقت في الداخل ، 

فتح الشخص أخيرًا الباب ونظر إلى الخارج ،


ماء البئر في الشتاء بارد كالثلج ، 

ولسببٍ ما كان الحطب رطب ولم يشتعل رغم المحاولات المتكررة ،


لم يجد يو شياومان خيار سوى غسل وجهه بالماء البارد ، مما جعل أصابعه تتخدر من شدة البرودة ،


المدرسة مغلقة اليوم ، 

لذا حضر الأطفال الذين لديهم وقت فراغ إلى منزل ' يو شياومان ' على شكل مجموعات منذ الصباح الباكر ، 

مما جعل الكوخ الصغير مزدحم 


لم يتمكن يو شياومان من التحرك بحرية أثناء توزيع الحلوى واضطر إلى إرسال الأطفال للخارج ، 

حيث جهز لهم بعض المقاعد الخشبية للعب واللهو ،


أما هو فقد اتكأ على الباب ، 

ممسكًا بحلقة تطريز ويعمل بسرعة ،


الآن بعد أن أصبح شخص عادي ، لم يعد بإمكانه الاعتماد على نفسه كما كان تحت الماء ، 


كان يحتاج إلى المال لتغطية احتياجاته في الحياة على اليابسة ، 

لم يمضي سوى بضعة أيام منذ أن عاش في هذا الكوخ ، وزوجة المالك جاءت لتحصيل الإيجار ثلاث مرات بالفعل . 


كان عليه كسب المال بسرعة لدفع الإيجار لتجنب القيل والقال


بالوشاح الذي ينهيه ، يمكنه مبادلته مقابل قطعتين من الفضة ، 

أسرع يو شياومان في العمل ، 

على أمل أن يتمكن من الذهاب إلى البلدة قبل غروب الشمس ،


جاءت طفلة صغيرة بشعر مضفر لتلقي نظرة : “ أخي شياومان، زهور الخوخ التي طرزتها جميلة "


ابتسم يو شياوما : “ هذه زهور هايتنغ ”


أومأت الفتاة بفهم : “ زهرة أخرى لا توجد إلا في العاصمة "


يو شياومان : “ لا، يمكن العثور على زهور هايتنغ في كل مكان "


عبست الفتاة بحاجبيها بعدم رضا : “ لا توجد في قريتنا… أتمنى حقًا زيارة العاصمة .”


يبدو أن ذكر الحلوى التي تباع في كل مكان في العاصمة لم يقتصر على إثارة رغبة الأطفال فيها ، بل ايضاً شوقهم لاكتشاف العالم الخارجي ،


ركض صبي آخر واقترب قائلاً : “ أخي شياومان متى ستخرج مجدداً ؟ سأطلب من والدي أن تأخذني معك "


عاد يو شياومان فجأة ، 

والأطفال جميعهم يتذكرون هذا الأخ الأكبر الذي اصطحبهم للتحليق بالطائرات الورقية ، 

ساعدوه في الاستقرار على الشاطئ واستخدموا منزله كقاعدة يزورونها بانتظام ،


تابع يو شياومان عمله وصمت لحظة ، 

ناظرًا نحو الطريق البعيد الذي تنيره الشمس ، 

همس قائلاً : “ نعم ، العاصمة رائعة ، 

لكن مهما كانت رائعة ، فهي ليست موطني "


———————————————

قبل شهر ، 

تسلل يو شياومان من بوابة خلفية في مقر عائلة لو في جنح الليل عندما كانت الحراسة متراخية ——-


وبسبب خوفه من أن يلفت الانتباه ، 

سلك طريق مليئ بالأعشاب بعد مغادرته زقاق جينهوا


وعندما لم يعد قادرًا على المشي ، 

استراح على الأرض ،


وعندما استعاد بعض قوته ، نهض وواصل سيره ——-


لحسن الحظ ، كانت شمس الخريف تشرق في وقت متأخر


عندما وصل إلى الطريق المتجه شرقاً ، كان الجو ما زال مظلم …. وبدون الـ ' يوان دان ' ، أصبح أضعف بكثير ، وانهار بجانب الطريق من الإرهاق


عندما استيقظ ، رأى سماءً زرقاء صافية وشعر بحركة خفيفة لعربة يجرها حصان 


وجد نفسه مستلقي على كومة من القش داخل عربة ، وواجه امرأة تبتسم له


المرأة ذات الملابس البسيطة وهي تعطيه كيس ماء : “ أخيرًا استيقظتِ . 

كنت أعتقد أنك ستظلين نائمة حتى الصباح . 

اشربِي ، 

لم أتمكن من إطعامِك وأنتِ نائمة "


أخذ يو شياومان الكيس بذهول ، شرب بعض الماء ، وأكل بعض قطع الخبز ، وبعد أن استعاد بعض قوته ، سأل عما حدث


شرحت المرأة أن هي وزوجها —— 

كانا تجار عائدين من بيع بضائع في العاصمة ،

وجدوه مستلقي بجانب الطريق ، 

واعتقدا أنه يبدو كزوجة لأحد المسؤولين ، 

فقررا أخذه معهما لضمان عدم تعرضه للسرقة من قِبل قطاع الطرق وهو فاقد الوعي . 

كانت نيتهم سؤاله عن مكان منزله لإعادته بعد أن يستيقظ .

لكن يو شياومان قد نام لساعات ، 

وعلى الرغم من أن العربة كانت تتحرك ببطء ، 

إلا أنهم قد اقتربوا بالفعل من أطراف العاصمة ،


المرأة : “ ألستِ خائفة ؟ فتاة جميلة مثلك تسافر بمفردها وتنام بجانب الطريق ، ألا تخافين من أن تُخطفين وتُباعين لأحد بيوت الدعارة ؟”


بينما لا يزال يرتدي رداء فتيات ، أمسك يو شياومان بملابسه ليغطي صدره وشكر الزوجين الطيبين


و هم بدورهم سألوا إذا كان بحاجة إلى إعادته ، 

فكر يو شياومان للحظة وسأل : “ هل لي أن أسأل إلى أين أنتم متجهين في هذه الرحلة ؟”


الرجل الذي يقود العربة التفت رأسه : “ نحن متجهين شرقًا إلى الساحل للقاء العائلة ”


المرأة : “ لقد كنا نسافر شمالًا وجنوبًا طوال العام ؛ 

حان الوقت لأخذ استراحة . 

أنهينا أعمالنا مبكرًا هذا العام لقضاء رأس السنة بشكل جيد مع عائلتنا ”


ولأن وجهتهم تتطابق مع اتجاه يو شياومان، طلب مرافقتهم


المرأة التي وجدت طبيعة زوجها الصامتة مملة ، سعيدة بوجود شخص تتحدث إليه في الطريق ووافقت بسعادة


وهكذا حصل يو شياومان على وسيلة نقل مجانية ، 

سافر جنوب شرق على نفس الطريق الذي اتخذه ، 

ناظرًا إلى السماء الواسعة ليلاً والسهول الشاسعة تحتها ،

استمر في رحلته من أواخر الخريف إلى أوائل الشتاء ،


في الأصل ، 

لم يكن يتوقع أن يبقى على قيد الحياة لفترة طويلة ،


كان يو شياومان يعلم أن فقدان اليوان دان سيُقِّصر من عمر حورية البحر ، لكنه لم يعرف إلى أي مدى ،  

لأنه لم يكن هناك حدث مثل هذا مسبقاً ،

كان يعتقد أن ذلك سيقلل من حياته بنسبة تسعة وتسعين بالمئة ، وعاش كل يوم كما لو كان آخر يوم له ،


عندما علم من الأخت بيو أن هذا الخفض سيكون بحد أقصى النصف ، كان من الصعب عليه تصديق ذلك ،


ففي النهاية ، متوسط عمر رجال حوريات البحر حوالي ثلاثمئة عام

وبالرغم من ذلك ، كان تبادل مئة عام من الحياة للحصول على اثنين من الأرجل يبدو كصفقة سيئة بالنسبة للأخت بيو  و في كل مرة تراه ، كانت تؤنبه بلا رحمة


في المساء ، 

بعد أن غادر الأطفال إلى منازلهم ، 

طوى يو شياومان الأوشحة المطرزة التي صنعها خلال الأيام القليلة الماضية


ارتدى معطف و على وشك الخروج عندها سمع خطوات خفيفة وسريعة


استدار ، ورأى أنها بالفعل الأخت بيو


قد أحضرت معها بعض الأعشاب البحرية الطازجة ، 

وعلى الرغم من أن يو شياومان لم يعد يستطيع العودة إلى البحر ، إلا أنه لا يزال يستمتع بلمسها ،


أخذ واحدة وربطها حول معصمه ، 

وقام بتغطيتها بعناية بأكمامه ،

وبينما يصب الشاي لأخته ، سألها : “ لماذا جئتِ باكرًا اليوم ؟”


نظرت إليه بيو بزاوية عينها قائلة : “ لو لم أجيء باكرًا ، ماذا لو هربت مجددًا ؟”


كانت تقصد الوقت الذي عاد فيه يو شياومان للتو إلى قرية يوجيا، مختبئ هنا وهناك لتجنب أن تجده ، 


عندما تمكنت أخيرًا من الإمساك به ، قد غطى وجهه فوراً والتفت


في ذلك الوقت ، كانت بيو غاضبة ،

استخدمت بعض الأعشاب البحرية ، 

وأمسكت يو شياومان من ذراعه وسحبته إليها ،


عندما اقترب ، لم تستطع حتى أن تؤنبه


أمسكته من ذراعه وقالت بغضب : “ كيف أصبحت نحيفًا هكذا ؟ 

هل لم يُطعموك في عائلة لو ؟”


يو شياومان قد نسي ما قاله في ذلك الوقت ، 

لكنه كان يتذكر فقط أنه بكى ، 

بكى بشدة لأن وجه بيو كان مرعب بشكل مروع ، 

كما لو كانت تريد قتل شخص ما ،


لم يرغب يو شياومان في إخبارها عن فقدان اليوان دان ، لكن بيو لم تكن غبية ،

من خلال شعورها بمعصمه ، 

علمت أنه لن يعيش حتى يصل إلى ثلاثمئة سنة ، 

وغضبت بشدة وقالت أنها تريد قطع رأسه لترى كم من الماء دخل فيه ،


عندما تذكر هذا ، أنزل يو شياومان رأسه مثل طفل ارتكب خطأ ، وهمس : “ لن أهرب… لا أستطيع الهروب بعد الآن "


جسده الآن أضعف من جسد شخص عادي ، 

ولم يكن لديه القوة للاستمرار في الهروب ،


بقيت بيو في المنزل لفترة ، 

شاهدت يو شياومان وهو يعطس بشكل متكرر رغم أنه كان يرتدي الكثير من الملابس ،


 بيو : “ هذا المنزل صغير جداً وبارد ؛ يجب ألا تبقى هنا . سأبحث لك عن مكان أكثر اتساع . 

سمعت ايضاً من شياو جيا وشياو يي أن في العاصمة يحرق الناس الفحم للتدفئة في الشتاء . 

سأحضر لك بعضاً منه "


لم تكن العملة البحرية متوافقة مع العملة البشرية ،

حك يو شياومان أنفه وقال: “ لا داعي . ارتداء المزيد من الملابس يكفي .”


رأت بيو حالته الضعيفة ، فشعرت بالقلق والغضب ، ووبّخته : “ أنت ضحيت من أجل ذلك الرجل ، 

و خسرت اليوان دان الخاص بك ، ودمرت جوهرك الروحي . لا يمكنك العودة إلى البحر أو التحول إلى سمكة مجدداً ، بينما هو قد شفي وأصبح قادرًا على القفز والجري . 

هذا يُغضبني !”


قوة حوريات البحر الروحية تتركز في اليوان دان ، المعروف أيضًا ب' لؤلؤة حوري البحر ' بدونها ، يصبح حوري البحر شخص عادي


بيو غاضبة من يو شياومان لأنه أعطى اليوان دان بشكل أحمق ، و غاضبة من نفسها ايضاً لأنها لم تتمسك بمبادئها وتتركه ، على الرغم من أنها قررت ألا تهتم به بعد الآن ، إلا أنها لم تستطع تحمّل رؤية أخيها ، الذي رعته واعتنت به ، يعاني . 

استمرت في القدوم من البحر إلى اليابسة للتحقق من حاله 


يو شياومان يعرف لماذا كانت غاضبة ، 

وبشعور من الذنب ، 

أمسك بيدها وقال بلطف : “ أنا آسف أختي "


أمسكت بيو بيده الباردة ، وعينيها تحمران ، لكنها لا تزال تشتمه قائلة : “ لماذا تعتذر لي؟ 

أنت من اخترت هذا الطريق بنفسك . 

هههففف ، تستحق ما تعانيه !”


يو شياومان مبتسم : “ نعم ، أستحق ما فعلته "


————————————————-


في الليل ، 

عند توديع بيو ، تردد يو شياومان ثم سأل : “ هل تركا شياو جيا وشياو يي أي رسائل أخرى لي ؟”


استدارت بيو ونظرت إليه بعينيها الغاضبتين : “ لماذا ؟ 

هل ما زلت تريد سماع شيء عن ذلك الوغد ؟”


شياومان : “ لا ، فقط أريد أن أعرف إن كانت ساقيه قد شفيت بالكامل وإذا قد تحقق انتقامه "


تحدث يو شياومان بهدوء ، 

كما لو كان يتحدث عن شخص آخر ،


تابع : “ إذا سارت الأمور كما خططت ، فقد سددت جميلي له ، 

وأنا لا أدين له بشيء بعد الآن ”


————————————————-


في اليوم التالي ——

الجو مشمس ،،،


خرج يو شياومان مبكرًا لبيع تطريزاته في البلدة 


أعجب صاحب المتجر بمهارته ، فدفع له أكثر من المتوقع ، وسأله إذا كان يقبل طلبات مخصصة


وافق يو شياومان على الفور ... 

وعندما علم أنه يحتاج إلى استلام المواد من مقر إقامة عائلة ' وانغ يوانواي ' في الجهة الشرقية من البلدة ، 

لم يمانع الجهد الإضافي ،

ولتوفير الوقت ، 

اشترى فطيرة بصل من بائع في الشارع وأكلها أثناء سيره


عند وصوله ، 

اكتشف أن وانغ يوانواي كان والد زوج ابنة زعيم القرية يو ، يو مينغلو — 


و غطاء اللحاف المخصص هي التي طلبته ——


التقى يو شياومان ويو مينغلو في القاعة بشكل غير متوقع ،

كانا أكثر دهشة من الخوف ، 

وأمرا الخدم بالانصراف للتحدث ،


يو مينغلو : “ لماذا عدت ؟ هل تزور العائلة ؟” 

ثم شعرت فورًا أن السؤال غير مناسب 

{ إذا كان يزور العائلة ، لماذا هو هنا يعمل في التطريز } 

لذا سألت بحذر : “ أنت و الجنرال لو…؟”


عرف يو شياومان ما كانت ترغب في سؤاله وأجاب بصراحة : “ نحن منفصلان "


عندما فهمت أن ' الانفصال ' يعني أن يو شياومان قد ترك رسالة طلاق ، أصيبت يو مينغلو بالدهشة : “ أليس عادة الزوج هو من يطلق الزوجة ؟ 

كيف كتبت رسالة الطلاق بنفسك وسلمتها ؟”


يو شياومان: “ النتيجة هي نفسها "


أعجبت يو مينغلو بحسمه ، لكنها ايضاً تنهدت وقالت : “ في آخر زيارة لي إلى العاصمة ، بدوتما سعيدين للغاية . 

كنت غارقة في الإعجاب وظننت أنكما ستكبران معًا "


مر وقت طويل منذ أن سمع يو شيامان عبارة '  تكبران معًا ' وأعطته شعور حنين غير حقيقي ، 

كأنه يشع من الماضي البعيد ،


عندما استعاد وعيه وفكر في الأمر ، 

أدرك أنه لم يكن وهم تماماً ،

ما حدث في العاصمة في النصف عام الماضي كأنه حياة أخرى ، … حلم عابر …..


في النهاية ، قال يو شيامان: “ فقط الذين يحبون بصدق هم من يمكنهم أن يكبرا معًا "

هو ولو جي لم يكن لديهما هذا الحب ، 

لذا لم يكن هناك أساس لهذا الوعد ——

حتى بعد كل ما حدث ، 

كان يو شيامان لا يزال يتذكر لطف عائلة زعيم قرية يو ،

فبادر بأن يطرز غطاء اللحاف ليو مينغلو مجانًا ، 

وحمل حزمة من القماش القطني عائدًا إلى القرية ،

بدلاً من العودة إلى كوخه الخشبي الصغير ، 

قرر الجلوس قليلاً على الشاطئ ،


صادف بعض الأطفال الذين يلعبون بالطائرة الورقية التي صنعوها في بداية العام


في الرياح الشمالية العاتية ، 

لم يتمكنوا من جعلها تطير ،


طلبوا من يو شيامان مساعدتهم ، 

لكنه أشار باتجاه الرياح ، 

مما يعني أنه لا يستطيع فعل شيء ،


خاب أمل الأطفال ، 

لكنهم حصلوا على فكرة مفاجئة ،


جلسوا بالقرب من الشاطئ ، فككوا الطائرة الورقية ، وكسروا عصي الخيزران ، وصنعوا قارب صغير من الورق ، 

و أطلقوه في البحر بحماس ،


نظرًا للمواد المحدودة ، كان أشبه بفانوس نهر أكثر من قارب


الرياح والأمواج كانت تتلاعب بالقارب في البحر ، 

أحيانًا ترفعه عاليًا وأحيانًا تخفضه للأسفل ، 

كأنه ورقة عائمة ،


منظره أثار الحزن في قلب يو شيامان


هذه الصورة لم تفارق ذهنه ، 

وذكّره بفوانيس اللوتس التي أطلقها هو ولو جي بجانب الجسر في العاصمة في ليلة مهرجان تشيشي


تساءل { أين هما الآن ، 

هل ايضاً مفصولين مثلنا ، 

عائمين بعيدًا عن بعضهما البعض ، 

حتى أن عبارة ' الانفصال كزوجين ' أصبحت مبالغة } 


في طريق العودة ، 

شد يو شيامان معطفه بإحكام ضد البرد ،

و أنفاسه تتصاعد في الهواء ،


كل نقاط ضعف الإنسان ظهرت عليه الآن : 

كان يخاف من البرد ، و يشعر بالضعف ، و قد يشعر بالدوار إذا كان جائع أو لم ينم جيداً ، 

مما يجعله ضعيف طوال اليوم ...


ومع ذلك ، كانت حواسه حادة كعادته …. 

عندما شعر أنه يُتبع ، تسارع في خطواته ، 

محاولًا التخلص من المتتبع قبل أن يصل إلى كوخه الخشبي


لكنه لم ينجح ———


ركض بسرعة ، لكن المتتبع كان أسرع


وبينما يضع يده على مزلاج الباب ، سمع صوت خلفه جعله يلتفت فجأة حتى ارتجف كتفه وكاد أن يصرخ


: “ شياومان لماذا عدت متأخرًا جداً ؟”


كان الصوت من الرجل الذي استأجر له المنزل ، 

النجار صن


يو شيامان: “ ذهبت إلى المدينة ” 

لكن ظهره شدّ مجددًا عندما سمع خطوات تقترب


قبل أن يتمكن من فتح الباب ، وقف الرجل الطويل أمامه ، واضعًا يده على الباب


النجار صن : “ لا تسرع ، أنا لم انتهي من الكلام بعد ” تحدث بصوته الخشن الذي جعل يو شيامان يشعر بالغثيان : “ هل سببت لك زوجتي المزعجة مشكلة مجدداً ؟ لا تقلق ، سأؤدبها جيداً ولن تزعجك بعد الآن "


أدار يو شيامان وجهه بعيدًا وأغمض عينيه


لقد شعر بشيء غريب في نظرة صن النجار سابقاً ، لكن الآن تأكد


صن النجار رأى رفض يو شيامان على أنه خجل ،

تحت إنعكاس ضوء القمر ، 

وجه يو شيامان الأبيض أكثر دقة ،


ابتلع صن النجار ريقه ، 

فكر {  فتى بمثل هذا الجمال يمكنه إشباع رغباتي مرات عديدة }


عندما جاء يو شيامان لاستئجار المنزل ، 

كان صن النجار مفتونًا به ،

وعندما رأى هذه الجمال النادر ليس له أحد يعتمد عليه ، 

ظن أنها فرصة ذهبية ليأخذها لنفسه 


و الآن ، 

مع الليل البارد والرياح ، 

ولا أحد في الجوار ، 

بدا كأن السماء تساعده ،


مد يده ليُمسك ذقن يو شيامان، لكن الأخير أداره بعيداً 


تغير وجه صن النجار : “ هل تصدق أنني سأرميك في الشارع الليلة ؟ أيها المشرّد ! 


صدقه يو شيامان —- إذا حدث هذا في الماضي ، لكان صن النجار قد تم إسقاطه ولا أحد سيلاحظ ...


ولكن الآن ، أصبح شياومان ضعيف جداً ، 

لم يعد يستطيع فتح الباب ، ناهيك عن استخدام قوته الروحية ——


مجدداً ، كان على يو شيامان أن يقبل أنه أصبح إنسان عادي الآن ، ولم يعد قادرًا على التحول إلى شكل سمكة أو العودة إلى البحر


رؤية صمته جعل صن النجار يغضب ، 

فأمسك بقميصه وقال: “ ما المشكلة في أن تكون معي ؟ على الأقل سيكون لديك ما تأكله وتلبسه ، 

ولن يُعتدى عليك من الآخرين …”


يو شيامان أضعف منه ، كافح لكنه لم يتمكن من الإفلات ، وتم رفعه عن الأرض حتى لم تلامس قدماه الأرض


أجبر نفسه على البقاء هادئ ، 

كان يخطط لركل صن النجار في منطقة حساسة للهرب ….. ولكن بينما يفكر في المكان الذي يهرب إليه ، 

لاحظ لمحة من الضوء الأبيض عبر عينيه ، 

تلاه صوت ثقيل لسيف يخترق اللحم والخشب ، 

مما جعل الرجل يسكت ،


عندما فتح يو شيامان عينيه ، 

رأى غمد السيف يتحرك على بعد بوصتين من وجهه ،


السيف قد ثبّت يد صن النجار السمينة على إطار الباب ، 

مما جعل يو شيامان يظل صامتًا من شدة الصدمة ،


ترك يده ، ثم ربّت على صدره ليهدأ ، 

واستدار نحو الاتجاه الذي جاء منه السيف ، 


وسط صراخ صن النجار الذي يشبه صوت الخنزير ،

رأى رجل طويل يقف تحت شجرة قريبة ،

لم يلاحظه يو شيامان سابقاً ، 

ولم يعرف إذا قد وصل للتو أو كان ينتظر هناك منذ فترة ،


عقله ، من الحيرة إلى الوضوح ، 

تعلق بفكرة واحدة : { هذا الرجل أطول مما أتذكر }


مشا الرجل نحوه ، أولًا بسرعة ثم ببطء ، كما لو كان متحمسًا لكنه متردد في نفس الوقت


عندما اقترب ، اضطر يو شيامان إلى النظر للأعلى ليراه


لم يشعر يو شيامان بأي انزعاج من هذا ، 

لأنه في الماضي ، 

ورغم أن الرجل كان غالباً جالس ، 

كان يو شيامان يحب أن ينحني أمامه ، 

ينظر إليه من الأسفل ،


والآن كما لو أنه ينظر إلى القمر في السماء


لكن الرجل الذي كان عادة ثابت وهادئ ، أصبح الآن متردد


يداه الثابتتان سابقاً —-  ترتجفان الآن ، 

مد يده ثم سحبها —- وكأنه يخشى أن تختفي الصورة بمجرد لمسه —-


لقد جاء مسرعًا ، وعيناه مليئتان بالإرهاق والمشاعر التي لم يستطع يو شيامان فك رموزها


وفي النهاية ترك القرار ليو شيامان


لو جي بصوت خافت ، بنبرة مليئ بالأمل :جئت لأخذك إلى المنزل ،،،، تعال إلى المنزل معي

author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي