Ch4 | رواية Top edge

Ch4

واتجهت السيارة المعدلة نحو وسط المدينة

مروراً بالأنفاق المضاءة بالنيون والجسور المرتفعة

وعلى جانبي الطريق

أطفأت أنوار معظم المحلات التجارية والشقق

مما يدل على مدى خراب المكان

على الرغم من عدم تدمير البنية التحتية للمدينة على يد النازحين 

يمر قطار السكك الحديدية في سماء المنطقة

ولم يكن بداخله سوى عدد قليل من الأشخاص 

حول شين سيوي نظرته بعيدًا عن النافذة وسأل: "هل تعانون من انقطاع التيار الكهربائي هنا ؟"

بارن : " من أجل تقليل استهلاك الطاقة ، فإن المستويات العليا لا تشجع الناس على ممارسة النشاط أثناء الليل

بعد الساعة الثامنة مساءً ، تتوقف وسائل النقل العام في الجزء السفلي من المدينة " أجاب بارن مضيفًا بنبرة ساخرة في صوته. " أليس هذا مذهلاً ؟ 

نحن لا نخضع للسيطرة من المستويات العليا ."

تابع شين سيوي المحادثة : " لماذا ؟"

وكان الغرض من زيارته لمعرفة ذلك ؛ وإلا لكان قد قُتل منذ وقت طويل 

هز بارن كتفيه بلا مبالاة وقال: " عليك أن تسأل كليت "

تتوافق هذه الإجابة مع المعلومات التي يمتلكها الجيش بالفعل

وبصرف النظر عن كليت

لم يكن أحد يعرف تفاصيل إمدادات الطاقة في المدينة

توقف شين سيوي عن أسئلته وأعاد توجيه نظرته إلى خارج النافذة

لم يكن في الشوارع المهجورة شخص واحد

فقط عمال نظافة من الذكاء الاصطناعي يقومون بدوريات

التقطت روبوتات صغيرة قشور الفاكهة من جانب الطريق ، واستغرقت نصف ثانية لتقييم تركيبتها ، ثم فتحت أفواهها لرمي القشور في محارق مدمجة ( الات تحرق النفايات ) ، والتخلص من النفايات على الفور 

وفجأة ، سُمعت أصوات طلقات نارية في الهواء

أصابت الروبوت الصغير وتحول إلى كومة من الخردة المعدنية 

وبعد سماع صوت إطلاق النار 

رأى شين سيوي متجر قد فعّل فيه نظام الدفاع الخاص به مما أدى إلى مقتل اثنين من اللصوص بالرصاص 

تصادف وجود الروبوت البريء في مكان قريب وتعرض لأضرار جانبية 

( المحلات التجاريه الفنادق اغلب الاماكن مزودة بأنظمة دفاع

عشان الوحوش و اللصوص )

وقف صاحب المتجر عند مدخل المتجر وهو يحمل بندقيته ويصرخ على جثث اللصوص: "لقد قلت لكم إذا كنتوا لا تستطيعوا تحمل تكاليفها ، فانقلعوا عني !"

بارن: " أحمق "رن صوت بارن المحتقر في أذني شين سيوي 

" رغم التحذيرات ، ما زالوا يستفزون المحلات التجارية المزوده بأنظمة الدفاع "

لم يتم إجلاء جميع سكان المنطقة Z في المنطقة الغربية من المدينة X وبقي البعض في منازلهم بينما اعتمد آخرون على أنظمة الدفاع المثبتة في متاجرهم لمواصلة اعمالهم التجاريه

( للتذكير النازحين هم ( المجرمين الي كانوا عايشين بالصحراء ) احتلوا المدينه Z 

عشان كذا شين سيوي جاء يتفاوض مع زعيمهم لترك المدينه ' للتنويه التفاوض حجه فقط هو جاي للتحقيق بكليت ' )

الآن، تحول هذا المكان إلى منطقة حرب

مما تسبب في ارتفاع الأسعار بشكل كبير

وربما الوضع الآن بسبب مطالبة صاحب المتجر بسعر مرتفع مما دفع اللاجئين إلى اللجوء إلى السرقة 

ومع ذلك لم يكن أي من هذا يهم شين سيوي

لقد شعر بالأسف فقط على الروبوت الصغير

وبعد فترة قصيرة

دخلت السيارة المعدلة إلى ساحة بموسيقى بوسط المدينه

' اسم هذا المكان حيكون : ساحة الموسيقى '

في الساحة

كانت هناك حاوية صغيرة قذرة

وكان العديد من النازحين يقفون أو يجلسون حول الساحة ويبدو أنهم ينتظرون رؤية شيء مثير

الحاويه :

شعر شين سيوي بشعور سيء في قلبه

عبس ونظر إلى بارن وسأل: " أين كليت ؟"

رفع بارن ذقنه وأشار إلى الحاوية قائلاً: " في مركز القيادة "

كانت الحاوية سوداء اللون ولا يمكن رؤية أي شيء بوضوح

لم يصدق شين سيوي للحظة أنه يمكن أن الحاويه تسمى بمركز القيادة ! 

لكن بارن تابع: "مركز القيادة تحت الأرض

والحاوية هي المدخل "

بدا الأمر معقول 

لكن لا يزال غريب

كيف يمكن أن يجعلوا المدخل واضح إلى هذا الحد؟

نزل شين سيوي من السيارة ونظر حوله بحذر وظل ساكن في مكانه

يبدو أن بارن فقد صبره

مشى نحو الحاوية بينما كان يحث شين سيوي : " أيها المفاوض ، ألا تريد رؤية كليت ؟"

أراد شين سيوي رؤية الكليت ولم يرغب في إضاعة المزيد من الوقت

عند رؤية بارن يدخل الحاوية بنفسه تخلص شين سيوي قليلاً من شكوكه و تابع وراء بارن في الظلام

ومع ذلك بمجرد أن أصبح الاثنان بالداخل تماماً 

تبين أن شعوره السيئ كان حقيقي

الساحه الفسيحه التي كانت في المقدمة فجأة أصدرت ضجيج غريب . مع الضوء الخافت 

لاحظ شين سيوي أن بارن قد تحرك للأمام مما خلق مسافة بينهما

وفي الثانية التالية ظهرت الظلال أمامه وخلفه و يليها صوت إغلاق الباب الحديدي

لم يكن لدى شين سيوي الوقت الكافي لمعرفة ما كان يحدث عندها رأى الألواح الحديدية للحاوية تسقط فجأة لتكشف عن قفص حديدي مربع مخبأ داخل الصندوق 

وكان للقفص بابان في الأمام والخلف 

و من الأعلى إلى الأسفل اقباض حديديه

نأى بارن بنفسه عمداً عن شين سيوي وأطلق البابين الحديديين المثبتين في الجزء العلوي من الحاوية 

وبمجرد أن نزلت الأبواب

حبسوا شين سيوي داخل القفص الحديدي 

وفي الوقت نفسه 

أضاءت النوافير في ساحة الموسيقى فجأة

وانطلقت نفاثات المياه في السماء مثل الألعاب النارية ، استجابة لهتافات الجماهير الجامحة 

سقطت قطرات مياه بحجم حبة الفول من الأعلى 

وبللت شعر وملابس شين سيوي

كان زيه المتسخ اساساً ، الان ملتصق بإحكام بجسده

مما جعله يبدو أسوأ

الأمر الذي أثار حماسة المتفرجين 

" لقد أصبح المفاوض مبللاً !"

" اجعل الماء أكبر !"

وقف شين سيوي بلا تعبيرات وعيونه نصف مغلقة مما سمح لقطرات المياه بالانزلاق على خديه

نظر ببرود إلى القفص الحديدي الذي حبسه ولاحظ وجود الكثير من الشعر وبقع الدم على السور 

خمن أن هذا كان قفص يستخدمه المشردون للقبض على الوحوش المتحولة

البيئة خارج شجرة الحياة قاسية

ليس فقط بسبب المناخ القاسي 

ولكن ايضاً بسبب الوحوش المتحولة المتفشية الناجمة عن الإشعاع

وهذا هو السبب ايضاً وراء رغبة المشردين دائمًا في العودة للعيش داخل شجرة الحياة

إذا كان شين سيوي يتذكر بشكل صحيح

فإن النازحين لم يكن لديهم مثل هذه الأدوات الكبيرة لصيد الوحوش المتحولة من قبل

يبدو أن الكثير قد تغير في الخارج خلال العشرين عام التي قضاها متجمد

: " أيها المفاوض لا تقف هناك مثل الأحمق !" 

صرخ أحدهم في وجه شين سيوي :" اخلع كمامتك ودعنا نلقي نظرة !"

وانضم آخرون على الفور، " نعم ! اخلعه ! "

" اخلع ذاك الرداء شيئاً فشيئاً.. قدم لنا عرض ! "

عند الاستماع إلى التصريحات السيئة التي لا تطاق

أغمض شين سيوي عينيه

وأخذ نفس عميق وقمع الغضب المتصاعد داخله 

تم وضع حاوية صغيرة قذرة على الساحة ووقف العديد من النازحين أو جلسوا حول الساحة ينتظرون بفارغ الصبر حدوث شيء ما

كانت قوة عضلاته أقوى من ذراع بارن اليمنى الميكانيكية ، ويمكنه بسهولة كسر القضبان الحديدية للقفص

لكنه لم يستطع أن يفعل ذلك

لأنه بمجرد الكشف عن هويته ، فهذا يعني أن المهمة قد فشلت

على أية حال لم يرغب شين سيوي العودة خالي الوفاض

بارن : " ما الخطأ ؟ ألم يصل المال لك بعد ؟" 

كان لدى بارن الأقرب إلى شين سيوي نظرة بذيئة لم يبذل أي جهد لإخفائها 

قام بتشغيل جهاز الكمبيوتر الصغير في كفه 

وفتح نظام دفع العملة ، ثم ألقى العملات الافتراضية المسقطة في الهواء باتجاه شين سيوي بإبهامه 

لم يكن الأشخاص العاديون يغلقون قنوات الدفع الخاصة بهم عمداً ، لذا التقط الكمبيوتر الصغير الخاص بـ شين سيوي تلقائيًا رمز العملة المرسلة وظهر صوت : " لقد استلمت 50 عمله نقدية" 

انفجر بارن في الضحك : " هل هذا يكفي بالنسبة لك للتعري الآن؟"

كان الغضب المكبوت على وشك الخروج وحرك شين سيوي أصابعه راغبًا في فتح القفص الحديدي لكنه في النهاية تراجع 

اذاً ..... هذه التحية التي قدمها له كليت ؟

ارتفعت أصوات الدعوات لشين سيوي لخلع ملابسه واختبرت صبره في كل لحظة 

ومع ذلك

في تلك اللحظة

جاء صوت المحركات الهادرة فجأة من خارج الساحة

توجهت عدة مركبات للطرق الوعرة ببطء إلى وسط الساحة وتوقفت عند القفص الحديدي 

صمتت الساحة على الفور 

حتى النافورة الموسيقية توقفت

نزل عدد قليل من الأشخاص من المركبات

وتعرف شين سيوي على الفور على الرجل الذي يسير أمامه 

إنه كليت 

ظهوره بطول 1.95 متر مبالغ فيه أكثر مما ظهر في مقاطع الفيديو وبدت ملامحه القاسيه أكثر دقة من المنحوتات

كانت خطوط الفك و الانف كلها مثاليه و هالته البطولية واضحه بشكل قوي 

كان يرتدي قميص أسود ضيق مع سترة تكتيكية في الأعلى ، وقفازات بدون أصابع على يديه 

و أحذية مارتن عالية الجودة 

و كانت عيناه العميقتان تفحصان النازحين في الساحة ، وتجنب الجميع نظراته ، ولم يجرؤوا على إصدار صوت 

عند رؤية هذا المشهد ظهرت فكرة فجأة في ذهن شين سيوي - يبدو أن كليت لم يكن على علم بما كان يحدث هنا -

أعاد كليت نظراته عن مرؤوسيه ونظر بشكل غير مبالي إلى شين سيوي ثم نظر إلى بارن : " متحمسين للغاية "

لم تكشف نبرته عن أي مشاعر كما لو كان يقول حقيقة ولكن انطلاقا من ردود أفعال النازحين لا يبدو أن هذا علامة جيدة

: " ألعب فقط "، ثم أشار بارن إلى شين سيوي بذقنه : " لقد أحضرت المفاوض "

كليت : " هل طلبت منك ذلك ؟"

بارن : " لقد جاء إلى هنا للتفاوض معنا

كيف يمكننا أن نتركه يذهب هكذا ؟ 

يجب علينا على الأقل..." توقف بارن للحظة وتابع

" التواصل ، أليس كذلك ؟"

كليت : " هل انتهيت من التواصل ؟"

كان بارن يثرثر فحسب ولم يكن متأكد من كيفية الرد

لقد أبعد نظرته على مضض إلى مكان آخر 

كليت : " قلت أنني لن أتفاوض ، لذا لن أتفاوض . سوف آخذ هذا الشخص معي " ترك كليت تحذير ثم اقترب خطوة من بارن، وهو يخفض صوته: " هذّب نفسك ولا تسبب لي المشاكل "

ربما لم يتمكن النازحين حول الساحة من سماع المحادثة بين الزعيمين بوضوح لكن شين سيوي الذي بجوارهم سمعها بصوت عالي وواضح 

من الواضح أن كليت لم يرغب في التفاوض معه على الإطلاق لقد كان قرار بارن بإحضاره إلى المدينة بدون موافقة كليت 

مشى إلى جانب القفص الحديدي وفتح الباب الحديدي المقفل بيديه العاريتين وقال لشين سيوي المبلل: " اخرج "

أثار شين سيوي حاجبًا غير محسوس 

هذا القفص الحديدي لم يكن لعبة

انطلاقًا من القضبان الحديدية الملتوية عند القفل

كان من المستحيل فتح الباب الحديدي بأيدي عارية دون استخدام الكثير من القوة

— هل يمكن أن تكون ذراع كليت ايضاً طرف صناعي ميكانيكي ؟

لم يكن هناك وقت للتفكير كثيراً لذلك خرج شين سيوي من القفص الحديدي

من الواضح أن بارن الذي كان بجانبه لم يكن راغب في السماح بأخذ شين سيوي بعيدًا بهذه السهولة

فجأة رفع صوته وقال: " أنا الذي أحضره إلى هنا

هل تقول أنك ستأخذه بعيدًا بهذه الطريقة ؟ "

مع تولي بارن زمام المبادرة 

بدا النازحين وكأنهم اكتسبوا الثقة فجأة وانضموا إلى الضجة : " هذا صحيح، لماذا لا تفكر معنا ؟"

اشتد صوت الاحتجاج وقام الأشخاص الذين مع كليت بتحميل الرصاص بينما أخرج النازحين أسلحتهم ايضاً 

فاجأ هذا المشهد شين سيوي قليلاً 

وتبين أن النازحين لم يكونوا متحدين ومتفقين فيما بينهم كما اعتقد

أصبحت رائحة البارود أقوى

فتح كليت نظام الدفع بهدوء وأرسل عملات افتراضية إلى بارن : " هل هذا كاف ؟"

أصدر كمبيوتر بارن الصغير صوت على الفور : " تم استلام عملة واحدة "

لم يكن بمقدور مرؤوسي كليت إلا أن يسخروا 

لكن تعبير بارن كان مزعج للغاية 

عملة واحدة لا تختلف عن طرد المتسول 

فجأة طور شين سيوي إعجاب طفيف بكليت لأن بارن أهانه الآن، وعلى الأقل ساعده كليت على استعادة بعض الكرامة

ولكن بعد التفكير مرة أخرى

شعر شين سيوي أن هناك خطأ ما

استغرق جسده عشرين عام للشفاء باستخدام التكنولوجيا السوداء الأكثر تقدم في الجيش

على الرغم من أنه لم يكن متأكد من مدى قيمة جسده

إلا أن كليت اشتراه مقابل عملة واحدة فقط

هل هو طلب رأيه حتى ؟

تجاهل كليت بارن واستدار متجهًا نحو السيارة 

لقد ظهر ظهره دون أي حارس ولكن على الرغم من ذلك لم يجرؤ بارن على القيام بأي حركات من خلفه 

قبل ركوب السيارة توقف كليت وأعاد نظره إلى شين سيوي 

نظر إلى شين سيوي من أعلى إلى أسفل ثم عبر نافذة السيارة ألقى سترة فوق رأس شين سيوي : " اركب السيارة "

يتبع  ..