Ch5
أشجار النار و الزهور تتفتح ،
و أقفال جسر النجوم الحديدي تُفتح ، ( رموز ترمز للارتباط والتواصل ، مثل أقفال الحب التي يضعها الناس على الجسور لتمثيل وعود أو الأمنيات )
✨اشجار النار :
عندما اقتربت العربة من بوابة القصر ،
بعد أن انتهى من تمشيط شعر يو شياومان ، أطل برأسه من نافذة العربة ،
ونظر إلى الشوارع المزدحمة والمضاءة وكأنها النهار ،
فجأة تذكر أن اليوم هو اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الأول ،
مهرجان الفوانيس لشعب البشر ،
العام الماضي ،
خلال مهرجان الفوانيس ، لم يكن قد طور ساقيه بعد ،
و كان يشاهد من بعيد إنارات قرية عائلة يو تتلألأ بشكل رائع ، بينما يصفها للأخت بيو ، بأن الفوانيس لطيفة وحيوية ، وكانت مشاعره الطاغية تكاد تغمره حماس
هذا العام ، تمكن من اللحاق بها ، و وصل ايضاً إلى العاصمة ، عيناه تلمعان بالأضواء البراقة ، والضجيج الصاخب يتردد في أذنيه
شعر يو شياومان بسعادة عارمة ،
حتى أنه كاد يشعر أنه يطير ،
ولم يستطع مقاومة المناداة بحماس ،
شياومان : “ انظر ! ، انظر ! ، ذلك الفانوس جميل جداً !”
بصرف النظر عن دوآن هنغ الذي يقود العربة ،
لم يكن لدى شياومان سوى السيد الشاب لو الذي يمكنه أن يُناديه ،
لو جي لا يفضل الازدحام ، ألقى نظرة عابرة من النافذة ورد بشكل عابر : “ همم "
توقفت العربة خارج سور القصر الامبراطوري ،
وبمساعدة الحارس دوآن هنغ، تم مساعدة لو جي للجلوس على الكرسي المتحرك ،
لف يو شياومان أكمامه استعدادًا لدفعه ، لكن دوآن هنغ أوقفه : “ الجنرال لا يمكنه تحمل الاهتزازات ، دعني أفعل ذلك "
عض يو شياومان شفته ، معتقدًا أنه لم يكن بتلك السوء ، لكنه كان يعلم أنه ليس جيدًا في العناية بالآخر ، فبدأ يراقب وضعية دوآن هنغ وكيفية دفع العربة وتجاوز العتبات ، مستعدًا لتولي المهمة بنفسه مستقبلاً ….
الوليمة في قاعة تايجي ——-
وهم يدخلون الفناء الداخلي ،
مرورًا بالأجنحة والجسور ،
مستمتعين بحدائق الفناء ،
كل شيء كان يثير فضول يو شياومان ،
و قبل أن يتمكن من الاستمتاع بالمنظر أمامه ،
تم جذب انتباهه إلى شيء آخر ——-
أشار إلى مصابيح الجدران المدموجة في الجدار الحجري
شياومان : “ ما اسم هذه المصابيح ؟
إنها أكثر سطوعًا من المصباحين اللذين رأيناهما عند قوس نصف القمر للتو "
اتبع لو جي إصبعه ونظر في ذلك الاتجاه : “ تُسمى هذه مصابيح أبدية "
يو شياومان بفضول : “ لماذا تُسمى مصابيح أبدية ؟ ،
هل لا تنطفئ أبدًا ؟ حتى في الرياح أو المطر ؟”
أجاب دوآن هنغ هذه المرة قبل أن يتمكن أي شخص آخر من التحدث : “ هذه المصابيح تستخدم زيت الحوريات البحرية كوقود ، وبالتالي يمكنها بالفعل أن لا تنطفئ ”
عند سماعه كلمة ' حوريات البحر ' شعر يو شياومان بالصدمة ، وكلمة ' وقود ' جعلت جسده يرتجف
ظن دوآن هنغ أن هذه الريفية قد بدأت تتخيل أمور غريبة مجدداً ، فتابع قائلاً : “ يُمكنكِ فقط النظر إليها ،
لأن الحوريات نادرة وصعبة الصيد .
وزيت السمك أثمن من اللؤلؤ واليشم .
ولا يحق إلا للعائلة الملكية استخدامه ”
تقشعر يو شياومان وأغلق عقله ، قائلاً بإصرار : “ لن أنظر ، لن أنظر . ما الجدوى من رؤيته ؟”
واستمر شعور الخوف من أن يتم عصره لاستخراج الزيت حتى بدأت الوليمة
الحفل الملكي يتميز بالكثير من القواعد ،
و ترتيب المقاعد ايضاً يتسم بالدقة ،
وُضع لو جي ويو شياومان في المقعد الرسمي غرب مائدة الوليمة الذهبية الكبرى ،
محاطين بالمسؤولين العسكريين ،
وبعد تبادل التحيات ،
تمكنوا أخيرًا من الجلوس ،
يو شياومان الذي لم يشاهد القصر إلا في الكتب ،
ذُهل من عظمة المشهد أمامه ...
وبعد أن تناول الطعام بتوتر ،
لم يتذكر ما قاله الإمبراطور أو من ذكره بالاسم ،
شعر فقط بإحساس بالخطر ،
وحتى المصابيح حول الإمبراطور قد تكون هي ما يسمونه ' المصابيح الأبدية '
في النصف الثاني من الوليمة ،
غادر المسؤولون المدنيين والعسكريين مقاعدهم بإذن من الإمبراطور للتواصل والحديث مع بعضهم البعض
شعر يو شياومان بالغربة ، فقادته سيدة من عائلة رسمية إلى مقدمة القاعة ، نظر للأعلى ورأى امرأة جميلة ترتدي ملابس فاخرة ، وأدرك أنه دخل منطقة نساء القصر
بتوجيه من السيدة ، انحنى يو شياومان وقال : “ النبيلة يو”
( النبيلة يو = المحظية الي من عائلة زعيم القرية واقترحت تزويج الجنرال من بنت عمها )
هو والنبيلة يو ينتظران قدوم الإمبراطور لرؤيته ،
كاد يو شياومان أن يعجز عن النهوض بعد الركوع ،
وعندما تذكر المصباح ،
شعر بتعرق بارد وحتى أن جرأته على التنفس قلّت ،
تحدثت النبيلة يو التي لم تعرف حتى شكل ابنة عمها : “هذه ابنة عمي .
إنها جديدة في العاصمة وتبدو خجولة قليلاً ...” وتابعت متبجحة أمام الإمبراطور دون أن تفتح عينيها : “ على الرغم من أن وضع عائلتها ليس رفيع ، إلا أن المكان الذي تعيش فيه جميل ويحيطه الجبال والمياه .
ابنة عمي متعلمة وذات فضيلة ،
وهي أكثر من مناسبة للزواج من الجنرال لو "
بعد أن قالت ذلك ، طلبت من يو شياومان رفع رأسه ،
ورغم أن الإمبراطور كان لديه شكوك في البداية ،
إلا أنه شعر بالاطمئنان عندما رأى الوجه الرزين والجميل ، وقال : “ عائلة لو وفية ، والجنرال لو شاب موهوب .
التحق بالجيش في سن السادسة عشرة وحقق العديد من الإنجازات العسكرية .
من الصواب أن يتزوج بزوجة جميلة كزهرة "
عقل يو شياومان ممتلئ بالأفكار ، ورغم أن الإمبراطور أثنى عليه ، لم يشعر بالسعادة ….
وبعد رحيل الناس ، اقتربت منه بعض السيدات من العائلات الرسمية وبدأن يطرحن عليه أسئلة مختلفة ،
لكنه رد عليهن بشكل غائب ….
“ أين تقع قرية يو جيا ؟ لم أسمع بهذا المكان من قبل ”
شياومان : “ بجانب البحر الشرقي "
“ سمعت أن نسيم البحر قوي . كيف تكون بشرتك ناعمة وناعمة هكذا ؟”
شياومان : “ لا أتعرض للشمس كثيراً "
“ هل اعتدتِ على البقاء في العاصمة ؟
هل يعاملك زوجك جيداً ؟”
شياومان : “ إنه جيد للغاية "
وعندما لاحظت السيدات قلة اهتمام الزوجة الجديدة للجنرال لو في الحديث ، غيرن الموضوع
“ سمعت أن ابنة الوزير شين أخيرًا مستعدة للزواج "
“ إنها بالفعل مثيرة للشفقة . بعد أن انتظرت كل هذه السنوات ، تم جرهّا حتى وصلت إلى هذا العمر بلا زواج ”
“ كانا في الأصل ثنائي مثالي ، من كان ليظن أن ساقي الجنرال لو غير قابلة للشفاء حقاً ”
“ الآن بعد أن تزوج الجنرال لو ، يُمكن للسيدة شين أن ترتاح ”
بينما كن يتحدثن عن لو جي، انتبه يو شياومان من شروده ، وركز ليستمع
السيدات النبيلات اللواتي نشأن في بيئة غنية بالشعر والأدب ، يتميزن بمهارة في الحديث ،
كانت محادثتهن خالية من الإهانة أو الغموض ، وبدأ يو شياومان يجمع القصة التي لم تكن أقل درامية من حكايات الشعب ،
في مهرجان الفوانيس ، تكون الليالي قصيرة وممتعة ، ورفعت العاصمة حظر التجوال لهذه الليلة ،
لم يكن للحفل الملكي حد زمني ،
واستمتع الإمبراطور ورجاله بالأجواء الصاخبة حتى وقت متأخر من الليل ،
القصر مضاء ببراعة ، وغادرت بعض السيدات النبيلات اللواتي لم يستطعن التحمل ، وذهبن في مجموعات من ثلاثة أو اثنين للعودة إلى منازلهن ….
اندمج يو شياومان بينهن ، وخرج من قاعة تايجي وسار عبر الممرات المزهرة
تذكر أن الحارس دوآن هينغ ذهب في هذا الاتجاه سابقاً ، فتجرأ على الدخول إلى الممر المنعزل ، معتقدًا أنه المكان الذي يحتفل فيه النبلاء ... لكنه اكتشف أنه طريق لحديقة هادئة
بعد أن أكل وشرب واستمع إلى كومة من الأحاديث ، أراد يو شياومان أن يعود سريعًا ليأخذ حمام قدمين ثم ينام
لكن المكان كان خالي ، ولم يكن هناك أحد في الأفق ، سوى فانوسين مضاءين عند المدخل ، وبينما يعود في الاتجاه الذي جاء منه ، فكر يو شياومان في إيجاد لو جي ،
ولكن عندما مر ببركة تتلألأ بالقمر ،
توقف فجأة ،
وظهر على وجهه تعبير بالشوق ——
حَسَب الأيام ،،، لقد مضى ما يُقارب نصف شهر منذ آخر مرة دخل فيها الماء ——
لحسن الحظ ، كان الجميع يشربون في القاعة الرئيسية ، ولم يكن أحد يزور هذه الزاوية المنعزلة ...
مشى يو شياومان بهدوء إلى حافة البركة ،
جلس على ركبتيه ،
خلع حذاءه وجوربه ،
ورفع طرف الفستان ،
ثم غمر أصابع قدميه أولاً في الماء ،
يراقب الأمواج وهي تتحرك …..
غير قادر على مقاومة الإغراء ، مدد ساقيه ببطء في الماء
ما برز من سطح الماء لم يكن ساقين بل ذيل سمكة شفاف ومرن
تنهّد يو شياومان تنهيدة ارتياح طويلة ، مغمضًا عينيه
{ هذا أكثر راحة من نقع قدمي في حوض ؛
سيكون رائع لو كان في قصر عائلة الجنرال لو مثل هذه البركة }
استمر في الاسترخاء ،
مائلًا بجسده على حافة البركة ،
وترك ذيل السمكة يتحرك بلطف ،
مستمتع بصفاء الماء ،
فجأة ،
سمع خطوات تقترب من بعيد ،
مع صوت العجلات تدور على الأرض ——
كان الأوان قد فات للخروج من الماء ….
المكان الذي توقف عنده الشخصان كان مفصول عن البركة بشجرة واحدة فقط ، وأي حركة منه ستُلفِت انتباه الشخصان
شعر يو شياومان و كأنه قد تحول إلى حجر ،
لم يجرؤ على الحركة بتاتًا ،
وذيل السمكة يلامس الأعشاب في قاع البركة ،
على الجانب الآخر من الشجرة ،
تحدثت امرأة أولاً ، بصوت ناعم وهادئ : “ ذهبت مع والدي إلى الجنوب قرب نهاية العام .
سمعت أنك تزوجت ، لكن لم يكن لدي الوقت لأهنئك”
لم يتمكن يو شياومان من تحديد هويتها ، لكنه كان يعرف الشخص الذي تحدث بعدها
: “ شكرًا لك”
ظهر صوت لو جي العميق بنبرة باردة : “ كنت مشغول في رأس السنة ، ولم أتمكن من زيارتكم .
إذا كنتِ لا تمانعي ، أرجو أن تنقلي تحياتي إلى والدك ”
المرأة : “ هل أنت مشغول حقاً ، أم أنك فقط غير راغب في الزيارة ؟”
عند هذه العبارة ، تجمد كل من لو جي ويو شياومان الذي في الماء
كيف شعر لو جي غير معروف طبعاً ، و لكن يو شياومان أدرك طبيعة العلاقة بينهما من هذه المحادثة القصيرة ،
{ لابد أن هذه الفتاة هي التي كانت السيدات النبيلات يتحدثن عنها سابقاً ، شين موشوي، أذكى فتاة في العاصمة وخطيبة لو جي السابقة }
بعد صمت ، سألت شين موشوي بقلق : “ إلى متى تخطط لتجاهلي ؟”
صمت لو جي ليس فقط بارد ، بل تقريبًا غير مكترث . رد قائلاً : “ أنا متزوج الآن ، وأنتِ على وشك الزواج .
ينبغي أن نتجنب أي شبهة ”
ضحكت شين موشوي بخفة : “ تجنب الشبهات ؟
لماذا لم تذكر هذه الكلمات في وقت سابق ؟”
: “ ظننت أنك تعلمين "
رفعت شين موشوي صوتها فجأة ، متجاهلة مظهرها النبيل : “ لم أكن أعلم !
كل ما كنت أعرفه هو أنك وعدتني قبل ثلاث سنوات حين ودعتك عند بوابة المدينة بأنك ستعود وتطلب يدي للزواج رسميًا "
انخفض صوتها تدريجيًا ، وكأنها تبكي : “ وعدتني… بأن تتزوجني ”
بعد فترة صمت طويلة ، رد لو جي: “ قلتِ ايضاً ' كان ذلك قبل ثلاث سنوات'
علاوة على ذلك ، لم تنتهِي تلك المعركة بالنصر ،
كانت هناك تقارير متكررة عن انتصارات ، ولكن قرر الجيش الإمبراطوري ملاحقة العدو ،
لكننا تعرضنا لكمين عندما وصلنا إلى ممرات الجبال على الحدود .
ونظراً للتضاريس غير المواتية ، عانى الجيش من خسائر فادحة رغم قتالهم الشرس "
——- وفقد القائد العام ' الجنرال لو جي ' ساقيه في تلك المعركة ، غير قادر على قيادة القوات مرة أخرى ——-
تقدمت شين موشوي خطوتين ورمت نفسها أمامه : “ لا أهتم ، الجنرال لو . أنا لا أهتم ،،
سواءً استطعت الذهاب إلى المعركة أم لا ،
منذ أن وافقت عليك حينها ، لم أفكر مطلقاً في الزواج من شخص آخر .
يمكنني الاعتناء بك مدى الحياة …
لا أهتم بما يعتقده أو يقوله الآخرون ،
كل ما أريده هو أن أكون بجانبك ”
عند سماع هذا ، وضع يو شياومان يده على قلبه ، متأثرًا بشدة بهذا الاعتراف العاطفي …..
—— قلة هم من يمكنهم مقاومة مشاعر صادقة كهذه —
شين موشوي كانت جمال نادر ، متميزة ليس فقط في مظهرها بل ايضاً في موهبتها وخلفيتها
لم يتمكن يو شياومان من منع نفسه من التنهد بصمت { لو كانت هي الزوجة ، حتى أصعب الحموات لن تجد فيها عيب ، على عكسي … }
و في لحظة ، تخيل ما سيحدث بعد ذلك — قبول لو جي لشين موشوي ، يعانقان ويتبادلان الدموع ،
يواجهان معارضة الوالدين ،
وفي النهاية يقنعان كبار العائلتين ويعيشان معًا في وئام —
أما هو، فسيكون شخصية هامشية في هذه القصة ….
ولأجل عدم عرقلة زواجهما ، بالطبع سيطلب الطلاق ويختفي عن الأنظار ، ولن يظهر مجدداً
ولكن لن يجد فرصة لشفاء ساقا لو جي
كان يو شياومان منشغلاً بالقلق ، مما جعله يتجاهل شعور الخسارة العابر في قلبه ، وكاد أن يفوّت رد لو جي —-
من نبرة صوته ، بدا رد لو جي أقل حدة من ردود فعل المتفرجين …. صوته كان بارد ، وكلامه ثابت
: “ لكنني أهتم ،، اعتبري الوعد قبل ثلاث سنوات مجرد مزحة ، ولنمضي في حياتنا بشكل منفصل ”
———————————————————
———- في طريق العودة ،
تحت إنعكاس القمر الساطع ،
و الحشود تتزاحم ، ———-
يو شياومان يتظاهر بالانبهار بالمناظر الليلية خارج النافذة ، وعندما مروا بمناطق مضاءة جيداً ، ألقى نظرة خاطفة على لو جي الجالس داخل العربة ———- و لاحظ العلامة الحمراء على خد لو جي الأيسر ،
وأصبحت مشاعره معقدة ،
شعر بالأسف لأن لو جي تعرض للصفع ،
لكنه ايضاً اعتقد أن لو جي يستحق ذلك ———-
الأخت بيو قالت ذات مرة له " إن الزوج الذي يجعل زوجته تبكي ليس رجل جيد "
{ لكن الآن ، أنا زوجة لو جي ، وليست شين موشوي }
عندما فكر في هذا ، شعر يو شياومان براحة غريبة ، وكأن قلقه على أمر ما قد كان دون سبب وجيه
عندما عاد إلى الغرفة ،
رداءه لا يزال مبتل من ماء البركة ،
نوى يو شياومان غسل قدميه وتغيير ملابسه ،
و دفع الباب يحمل حوض بيده ،
رأى يونلو وهي توجه اثنين من الخدم لحمل حوض خشبي كبير مملوء بالماء الساخن إلى الغرفة
ومن حجمه ، يكفي لشخص واحد أن يجلس فيه براحة
حدق يو شياومان ببلاهة في الحوض الخشبي الذي وُضع في وسط غرفته ونادى على يونلو التي على وشك المغادرة : “ عذرًا أختي ، ما هذا ؟”
من دون أن تنظر إليه مباشرة ، أجابت يونلو : “ إنه للاستحمام . تذكري أن تسحبي الستارة "
حتى لم يفكر فيما قد يكون فعله لإزعاج هذه الأخت ، وعندما أُغلق الباب ، مشى يو شياومان نحو الحوض وجلس بجانبه ،
شعر بالدفء الذي يتصاعد من الماء على خديه ويدخل إلى أنفه ،
في هذه الليلة الباردة قليلاً من أوائل الربيع ،
بدا الأمر منعش أكثر من بركة الماء في القصر ،
وبما أن الحوض بالفعل أمامه ، فعدم الاستمتاع به سيكون أمر غبي
لذا وقف باستقامة ، رفع ساقيه ، وقفز في الحوض برشاقة ، مما أحدث موجات في الماء
تحولت ساقاه النحيلتان بسرعة إلى ذيل سمكة ،
وانساب الماء الدافئ على الحراشف ،
مما جعلها تتألق وتلمع وكأنها تلقت التغذية التي تحتاجها بشدة ،
بعد أن استمتع لبعض الوقت ،
توقف يو شياومان عن الرش حوله وبدأ يشعر ببعض الانزعاج ——
فبالنسبة لسمكة معتادة على المياه الباردة ويعيش في قاع البحر ، كانت درجة حرارة الماء التي يستخدمها البشر عالية بعض الشيء ، وبعد فترة طويلة من النقع ، شعر بالدوار وأصبح تنفسه سريع
ولكي لا يتحول إلى سمكة مطبوخة ، كان عليه الخروج وأخذ فترة من الراحة
بكلتا ذراعيه الممسكتين بحافة الحوض ، خرج بصوت عالي و نصف جسمه ظهر من الماء ،
ومسح الماء عن وجهه بيده ،
في تلك اللحظة ، رأى أن الستارة لا تزال مطوية بجوار الجدار ، فك رباط شعره واستدار ليسحب الستارة عندها سمع صوت فتح الباب
توقف قلب يو شياومان للحظة عندما التفت لينظر إلى الباب ورأى لو جي يدخل ….
بشكل غير واعي تنفس الصعداء ، لكنه تذكر فجأة شيئ ، أنزل يده ليغطي الجزء السفلي من جسده ،
ذيله السمكي لم يختفي بعد ،
لحسن الحظ ،
حافة الحوض مرتفع ، ولم يكن قد خلع ملابسه ، لذا ربما لم يرَى لو جي شيئ
تنهد يو شياومان الصعداء مجدداً ،
دون أن يدرك أنه كان يركز على الجزء السفلي ونسى كشفه عن أجزاء مهمة ——
لم يستوعب حتى تتبع نظرات لو جي المتفحصة ،
ورأى الملابس المبللة الملتصقة بصدره المسطح ،
عندها تجمد في مكانه ——
( إنه ماعنده صدر 😭 )
تعليقات: (0) إضافة تعليق