Ch9
جناح رئاسي مساحته 300 متر ، وكانت غرفة المعيشة وحدها أكبر من غرفة في فندق بالخدمة الذاتية
يقوم نظام الإضاءة الذكي بضبط الإضاءة الداخلية تلقائياً
مما يجعل الغرفة الفسيحة تبدو نظيفة ومريحة
توفر النوافذ الممتدة من الأرض حتى السقف بزاوية 270 درجة إطلالة جميلة على المدينة في الليل
من مسافة بعيدة
لا يزال هناك العديد من النازحين يقومون بدوريات حول محيط محطة الطاقة وابعد شين سيوي تمامًا فكرة الاستكشاف ليلاً
خلع قناع الأكسجين الذي كان يرتديه طوال اليوم
وخلع الزي الأبيض الذي تم شراؤه حديثًا
وغمر جسده بالكامل في حوض الاستحمام
سواء كان ذلك بسبب التجميد لفترة طويلة أم لا
فإن الشعور بأنه محاط بالمياه الساخنة جعل شين سيوي مرتاح للغاية
كانت بشرته مبلله بالماء الساخن وأيقظ البخار الدافئ جهازه التنفسي و ارتاح حقاً
لولا رنين جهاز الاتصال فجأة في تلك اللحظة لكان شين سيوي قد كاد أن ينام في حوض الاستحمام
【 كليت: المفاوضات صباح الغد .】
عند تسجيل معلومات هويته في فندق الخدمة الذاتية سيتم عرض معرف الاتصال الخاص بـ شين سيوي على الشاشة
من الواضح أن كليت بدا وكأنه ألقى نظرة خاطفة على الشاشة لكنه حفظ جميع معلومات شين سيوي
لقد كان ماكر حقًا
ولم يكن ذلك جديدًا بالنسبة لشين سيوي
أجاب بكلمة "حسنًا" ثم حول نظره إلى النافذة الممتدة من الأرض حتى السقف
كان هناك ايضاً نافذة كبيرة ممتدة من الأرض حتى السقف في الحمام
كان حوض الاستحمام الدائري في وسط الحمام
وجلس شين سيوي في وضع مواجه للنافذة
مستمتع بسماء الليل أثناء الاستحمام
وهو أمر ممتع حقاً
على الرغم من عدم وجود نجوم في سماء الليل
إلا أن المنظر كان مثالي لتفريغ عقل المرء
عندما بدأت أفكار شين سيوي تتلاشى مرة أخرى
ظهر فجأة عدد لا يحصى من النجوم الصغيرة في عينيه
لااا
لم يكونوا نجوم
بل طائرات بدون طيار مصغرة
كانت الطائرات بدون طيار محتشدة مثل مستعمرة النحل وحلقت من مكان ما والتصقت بالنافذة الكبيرة الممتدة من الأرض حتى السقف محدثة صوت قصف
خرج شين سيوي بسرعة من حوض الاستحمام وفي الوقت نفسه انفجرت جميع الطائرات في وقت واحد مما أدى إلى تحويل زجاج النافذة السميك إلى قطع
تم تفعيل نظام الدفاع في الفندق تلقائياً
وظهرت أربعة مدفعيات داكنة في زوايا إطار النافذة
ومع ذلك بحلول هذا الوقت
كانت الطائرات قد دمرت نفسها ذاتياً
ولم تتمكن فوهات المدفعيه المحملة من العثور على أي أهداف لإطلاق النار
فجأة
وبنقرة
ألقيت قنبلة يدوية صغيرة من أسفل النافذة ....
لقد حدث كل شيء بسرعة كبيرة
لو كان الأمر في وقت آخر لما كان شين سيوي خائف من الانفجار ولكن في هذه اللحظة لم يكن على وجهه قناع وبمجرد وقوع الانفجار سيتضرر جهازه التنفسي
تم وضع قناع الأكسجين على حوض الغسيل على بعد عدة أمتار من شين سيوي
لم يتبقى سوى علامة واحدة فقط في العد التنازلي للقنبلة اليدوية وكان من المحتمل جدًا أن يحدث الانفجار قبل أن يتمكن شين سيوي من الوصول إلى القناع
في لحظة
اتخذ شين سيوي قرار وعاد على الفور إلى حوض الاستحمام وغمر جسده بالكامل في الماء
وفي اللحظة التي لامس فيها شعره سطح الماء سمع صوت انفجار قوي
حطمت موجة الصدمة القوية حوض الاستحمام وحملت المياه المتناثرة شين سيوي عدة أمتار
كانت الغرفة مليئة بموجات من الحرارة مثل جحيم مشتعل
أمسك شين سيوي بمنشفة مبللة من الجانب وغطى فمه وأنفه ولكن في غضون خمس ثواني
شعر بإحساس خانق قوي
لا
الأمر لا يطاق ...
أصبح المشهد أمام عينيه ضبابياً تدريجياً ،
لكن شين سيوي لم يجرؤ على ترك المنشفة المبللة
لأنه إذا تركها فإن ارتفاع درجة الحرارة لن يؤدي إلا إلى اختناقه أكثر
على الرغم من أن نظام الرش فوق رأسه قد بدأ العمل
إلا أن البخار جعل شين سيوي أكثر انزعاج ومكتوم
من أراد قتله ؟
يجب أن يكون الشخص الذي ألقى القنبلة اليدوية في الطابق السفلي وإلا لكان نظام الدفاع في الفندق قد منع أي هجوم من مسافة بعيدة
كما مرت الطائرات بدون طيار عبر المنظومة الدفاعية
ما يدل على أن الطرف الآخر كان دقيق
لم أعد أحتمل ..
لا استطيع التحمل اكثر ...
انا بحاجة للأكسجين ......
كان القناع على الأرض على بعد أمتار قليلة
طالما حاول شين سيوي بذل جهد أكبر
فيمكنه الوصول إليه
لكن...
لقد بالغ في تقدير وظيفته القلبية
لم يتوقع أنه لن يتمكن من حبس أنفاسه
ولو لبضع ثواني
أصبح وعيه غير واضح بشكل متزايد
ولم يتمكن شين سيوي من الصمود لفترة أطول
ومع ذلك
في تلك اللحظة فقط
ظهرت أحذية مارتن المألوفة في مجال رؤيته وفي الثانية التالية كان جسده العاري مغطى بالكامل بالمعطف ابيض
: " ماذا حدث ؟"
ظهر صوت كليت في أذنه
وشعر شين سيوي بالارتياح لسبب غير مفهوم
كان يعلم أنه من أجل تجنب حرب شاملة
لن يسمح كليت ابداً بحدوث أي شيء للمفاوض في أراضيه
أمسك شين سيوي بالملابس الموجودة على صدر كليت بإحكام وسمح له بحمله خارج الغرفة
بعد أن ترك الجحيم المشتعل
ترك شين سيوي أخيرًا المنشفة التي غطت فمه وأنفه
زاد من قوة يديه ، ومنع كليت من الذهاب إلى أبعد من ذلك وقال: " قناع... أحتاج إلى قناع..."
عبس كليت وسأل : " ماذا كان ذلك بالضبط ؟"
لم يكن لدى شين سيوي الطاقة اللازمة للشرح
لم يكن بإمكانه سوى أن يتكئ على كتف كليت ويمسك الملابس بيده بإحكام : " قناع الوجه..."
كانت خصلات الشعر الرطبة ملتصقة بجبهة شين سيوي
مما جعل وجهه يبدو مرهق للغاية
على الرغم من ذلك كان لا يزال متمسك بملابس كليت بقبضة قوية وتشكل لون شاحب على بشرته الفاتحة
لم يكن كليت منزعج حقًا من قناع الوجه اللعين ولكن عندما رأى تغير مظهر شين سيوي وضعه أرضاً وعاد إلى الغرفة الفوضوية
في هذه اللحظة
وبفضل نظام الرش في الغرفة
تمت السيطرة على الحريق المنتشر تدريجياً
تحمل كليت الانزعاج الناتج عن غمره بالمياه وسرعان ما وجد تلك الأداة الصغيرة في الحمام
قناع تنفس بسيط لا يوجد به أي شيء مميز
فهل الوضع كما قال مالكين
أن المفاوض النبيل لم يتمكن من التكيف مع هواء الطوابق السفلية ؟
بقي شين سيوي في الخارج بمفرده
ولم يكن لدى كليت الوقت للتفكير كثيراً
لذلك وصل إلى الباب وسلم القناع إلى شين سيوي
وبمجرد أن وضع المفاوض
الذي كان شبه ميت القناع هدأ بسرعة
كليت : " ما نوع الأشياء التي تستنشقها ؟
مهدئ ؟"
: " هذا ليس من شأنك" عدّل شين سيوي تنفسه بجهد
واخيراً امتلك الطاقة اللازمة لسحب ساقه المكشوفة مرة أخرى إلى داخل المعطف الطويل
إذا كان شين يتذكر بشكل صحيح
عندما كان كليت يحمله في وقت سابق
بدا وكأن كليت كان يلمس نواصل ركبته ( خلف ركبته )
( يتأكد من ساقاه اذا ميكانيكية او لا )
رفع كليت حاجبه وسأل : " هل هذه هي الطريقة التي تعامل بها مُنقذك ؟"
: " ألا تعتقد أنه يجب عليك إنقاذي؟" رد شين سيوي
لم يعد ضعيف كما كان من قبل : " موتي لن يفيدك بأي شكل من الأشكال "
كاد كليت أن ينفجر في الضحك
كيف تغير هذا الشخص بهذه السرعة ؟
من كان ينظر إليه بشفقة بين ذراعيه في وقت سابق
ويطلب منه إحضار القناع ؟
بمجرد حصوله على القناع
عاد مرة أخرى إلى شخص شرس المظهر
ابعد كليت أفكاره وأشار نحو الغرفة : " إذن ما هو الوضع بالضبط ؟"
: " شخص ما يريد أن يقتلني " أصبحت نظرة شين سيوي باردة : " إنهم في الطابق السفلي
ولكني لست متأكد من أي طابق "
لم يخفي الكثير وأبلغ كليت بما حدث للتو
على الرغم من أنه كان غريب بعض الشيء أنه تعرض للانفجار دون أن يصاب بأذى إلا أن تفسير الاختباء في حوض الاستحمام كان مقنع بما فيه الكفاية ويبدو أن كليت لم يشك في ذلك
كليت: "سأطلب من أحد التحقيق"،
وفي تلك اللحظة
وصل أخيرًا عدد قليل من موظفي الفندق
وهم يرتجفون بالمسدسات والمقالي في أيديهم
ربما لم يتمكنوا من فهم الوضع وكانوا يخشون أن يهاجم النازحين الفندق
كليت: "لا يمكننا البقاء هنا
اذهب إلى منزلي أولاً "
شين سيوي : " منزلك ؟"
: " أو يمكنني أن أُعيدك بعيدًا على الفور "
لو لم يكن كليت في الغرفه المجاوره ، لكان شين سيوي في مشكلة خطيرة
من وجهة نظر أي شخص
كان الخيار الأكثر أمان لشين سيوي هو المغادرة على الفور
ولكن كيف يمكن لشين سيوي أن يغادر ؟
فزم شفتيه وسأل: " هل منزلك نظيف ؟"
استدار كليت وبدأ بالمشي : " حسنًا سأعيدك "
: " حسناً حسناً ." أوقف شين سيوي كليت على الفور
وأخذ ثلاث أو أربع خطوات للأمام : " سأذهب إلى منزلك "
يتبع ...

تعليقات: (0) إضافة تعليق