القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch9 | رواية ليس سُدى | Not in vain

Ch9




اشتعلت الشمعة الحمراء خلف الستارة المطرزة ،،


جلس يو شياومان بجانب السرير يُصلح شرابة الحبل ، 

بينما بقي لو جي في مكانه المعتاد على المكتب ، 


كان ضوء الفانوس يتمايل من خلال النافذة ، 

ولم يُسمع سوى أصوات خافتة من احتكاك الأقمشة وتقليب الصفحات ،


وببضع لفات حاذقة وعقدة أخيرة لتثبيتها كانت الشرابة قد انتهت بدقة


استغل اللحظة وقام بتعديل الخيط الذي أصبح غير متساوي بسبب الاستخدام الطويل ... 

وأعاد زهرة هايتنغ إلى شكلها الكامل ثلاثي الأبعاد ، 

وقف يو شياومان وأخذه إلى المكتب ، 

ورفع رأسه قليلاً كما لو أنه يبحث عن الثناء : " انظر ، ما رأيك ؟ "


وضع لو جي كتابه جانباً ، وأخذ الحبل من يده ، ونظر إليها وقال : " إنها جيدة ، شكرًا لك"


على الرغم من أنه لم يتلقى أي مديح صريح ، 

إلا أن يو شياومان بإمكانه أن يعرف من تعابير وجه لو جي أنه راضي ، 

طالما أنه استطاع أن يفعل شيئ من أجله ، 

فشعر يو شياومان بالرضا . 


احمرت وجنتاه خجلاً بشكل لا إرادي …. 

لحسن الحظ ، أخفى ضوء الشموع الخافت ذلك ،

فتمتم يو شياومان : " لقد شكرتني بالفعل قبل قليل ..."



لم يرد لو جي و وضع الحبل جانبًا وأعاد انتباهه إلى الكتاب


—— من الواضح أنه لم يرغب في مواصلة المحادثة


لكن أراد يو شياومان البقاء لفترة أطول قليلاً ، لذا كان يتجول بلا هدف حول المكتب ، ويتصفح مجموعة الكتب القديمة التي يمتلكها لو جي، ويتفحص فرش شعر الذئب التي يستخدمها لو جي ،



عندما لم يكن لو جي موجود ، كان يتبع القواعد بصرامة ولم يلمس هذه الأشياء أبدًا . ولكن الآن بعد أن أصبح المالك حاضر ، شعر بأنه أكثر جرأة ، أثار فضوله ، وأراد أن ينظر إلى كل شيء ويلمسه ،


ولسوء الحظ ، لم يكن مثقف جداً ، 

كان قلق من إحراج نفسه إذا حاول الكتابة ، 

ولم يتمكن من فهم الكتب بشكل كامل ، 

بعد التريث لفترة ، 

حمل حبل زهرة هايتنغ مجدداً وأُعجب بها


وكلما نظر إليها أكثر ، زاد فضوله ،

{ من الذي صنع هذا الحبل الذي جعل لو جي اللامبالي يبحث في كل مكان ، 

حتى أنه ذهب إلى حد سؤال الشخص الذي لا يحبه ؟"



وبدون الكثير من الأمل ، سأل يو شياومان: " هذا الحبل رائع للغاية . هل صنعها حرفي مشهور ؟"


هذه المرة ، أجاب لو جي : " ليس حرفي مشهور "

 

: " إذًا من..."


لم يرفع لو جي عينيه حتى : "صديق قديم"


كان الأمر نفسه مثل عدم الإجابة


عندما رأى أن لو جي لم يكن راغب في قول المزيد ، لم يضغط يو شياومان أكثر من ذلك ، و تساءل { متى تتفتح أزهار هايتنغ ؟ }


بصفته مقيمًا في عالم تحت الماء ، 

لم يكن يو شياومان متأكد . 

بحث في ذاكرته عن قصائد عن أزهار هايتنغ وفكر فجأة في جملة ' تتفتح وحدها في البرد ' أدرك أن أزهار هايتنغ تتفتح في الشتاء


{ في البرد القارس ، وسط الثلوج الكثيفة ——


الثلج... شين موشيو … }


عندما قفز هذا الاسم فجأة إلى رأسه ، خفق قلب يو شياومان خفقان شديد ، وتبعه شعور بالخسارة لا يمكن تفسيره


{ إذن هي من صنعتها ، منطقي … }


قام بترتيب الحبل بعناية ، ووضعها  على المكتب ، ثم أدار وجهه بتعبير محبط ، وفكر { حتى شعب حوريات البحر ماهرين في النسيج ، 

عملي لم يكن سيئ ايضاً ،

ولكن …

هل لو جي سيقبلها لو قد صنعتها حقاً ؟ }


———————————————-


صباح اليوم التالي ، 

رأى يو شياومان حبل زهرة هايتنغ مربوط بسيف لو جي


كانت القطعة التي يتم ارتداؤها بالقرب من الجسم تحمل معنى كبير ….. حدق فيها يو شياومان لفترة طويلة ، ثم حشر قطعة الحرير غير المكتملة التي كان يعمل عليها في عمق اللحاف ، خوفًا من أن يتم رفضه وإلقائها على الأرض مجدداً 


ومع ذلك ، بعد تلك الليلة التي قضياها معًا ، 

تغير موقف لو جي تجاهه بشكل كبير ،


وعلى الرغم من أنه لا يزال بارد ومنعزل ، 

إلا أنه على الأقل لم يعد يرفضه علانية ، 


وخلال الأيام التي يعود فيها السيد لو إلى المنزل في وقت مبكر من المحكمة ، كان لو جي يأتي إلى غرفة يو شياومان ليقضي الليلة في غرفته دون أن يطلب منه أحد ذلك


في البداية ، امتلأ يو شياومان بالقلق ، 

خوفًا من أن يكشف لو جي عن هويته الحقيقية إذا انزعج ، 

ولكن مع مرور الوقت ، 

لاحظ أن لو جي كان منطوي على نفسه ولم يكن قريب من أحد ، ولا حتى حارسه الشخصي دوان هنغ، الذي لم يكن على علم بالحقيقة ،


يبدو أنه بعد إصابة ساقه ، 

اعتاد لو جي على مثل هذه الحياة الانفرادية المنعزلة - ليس لأنه كان في سلام مع العالم ، ولكن لأنه لم يعد يهتم -


علاوة على ذلك ، وبما أنه لم يكن ينوي أبدًا إقامة علاقة زوجية حقيقية معه ، فقد رسم حدود واضحة منذ البداية ، حتى قبل أن يعرف أن يو شياومان كان بديل ، 

باستثناء أنه سيمنحه حريته ،

لقد حافظ على كل كلماته ، مثبتًا نزاهته —-


وجد يو شياومان نفسه مجدداً عالق في متاهة من المشاعر ،

غير متأكد ما إذا كان عليه أن يفخر بسلوك منقذه النبيل أو أن يحزن على لامبالاة منقذه المخدرة بعد تحمله الكثير —


———————————————-


وصل ضيوف إلى المنزل في أحد الأيام لمناقشة طلب الزواج من لو يوي ،

تذكّر يو شياومان الفتاة من عائلة ليو التي زارته عدة مرات ، وكيف أن فنغ مانيانغ لم تأخذها على محمل الجد ، 


وكانت فنغ مانيانغ تخطط دائمًا تزويج ابنها من عائلة مرموقة في العاصمة ، 


جلس يو شياومان على الطاولة لملء مقعد ، وشعر بالغضب نيابة عن الفتاة ليو


ومن حديث الضيوف وكبار العائلة ، علم يو شياومان أن ترتيب زواج لو جي كان يهدف إلى تسريع خطط زواج لو يوي الخاصة …. وفقاً للتقاليد ، يكون على الأخ الأكبر أن يتزوج ثم يتقدم الأخ الأصغر للزواج ، 

وقد زاد هذا من غضب يو شياومان أكثر ،


{ يبدو أن العائلة بأكملها يعتبرون لو جي شخص يمكن الاستغناء عنه ، ولا يفعلون شيئ من أجله إلا عندما يخدم ذلك غرضهم . 

لا عجب أنه أصبح بارد وبعيد جداً عنهم ،،، }


في الخامسة عشر من عمره ، لم يكن لو جي بهذه الطريقة. في ذلك الوقت ، كان متحمس ولطيف ، مليئ بفخر الشباب الذي لا يعرف الخوف ، ويتطلع بشغف إلى مستقبله ،

عيناه الكهرمانيتان تشعّان دائمًا بضوء لامع ،


كانت تلك هي الصورة التي يو شياومان يعتز بها في قلبه لمدة سبع سنوات ، الصورة التي كان يسعى إليها ويتوق إليها


والآن ، حطمها هؤلاء الناس قساة القلوب ——


سحق يو شياومان حبة لونغان في يده وحدق بشراسة في لو يوي


ربما كان واضح جداً ، لأن لو يوي لاحظ ذلك ، فابتسم مبتسمًا وقال للخاطب : " بالنسبة للمظهر ، فإن المتطلبات ليست عالية . عليها فقط أن تكون جميلة مثل زوجة أخي "


قاطع النقاش حول متطلبات الزواج مع كبار العائلة ، منتهزًا الفرصة للسخرية من زوجة أخيه


كان يو شياومان غاضب ، لكنه لم يستطع أن يهاجم أمام الكبار . أمسك بصمت بمجموعة من اللونغان، وخطط لجمع سبع قشور ثم عندما يكون لو يوي غير منتبه ، سيضربه


وقبل أن يتمكن من جمع خمسة قشور ، وصل ضيوف آخرين


كانوا أشخاص مهمين ، 

حتى أن السيدة العجوز التي كانت تتكئ على عكازها خرجت لتحيتهم ، 

تبعها يو شياومان المرتبك إلى الباب ،

استمرت الضيفتان ورجل واحد في الإشارة إليه ،،، صفع جبهته وفهم : " آه، زعيم القـ ... أبي ، أمي ، لماذا أنتما هنا !"


لم يأتي زعيم القرية يو وزوجته خاليين الوفاض ، لقد أحضرا معهما رفيق كان مألوف وغير مألوف ليو شياومان


وبمجرد دخولها ، أمسكت يو مينغلو الحقيقية بيد يو مينغلو المزيفة وحاولت أن توصل هويتها الجديدة من خلال الكتابة على كف يده …. لكن يو شياومان لكونه حساس للدغدغة، لم يسعه إلا أن يضحك وكاد أن يسقط على الأرض


لحسن الحظ كانت يو تاو سريعة البديهة و تقدمت إلى الأمام ، وأمسكت بيد يو مينغلو ، وصرخت قائلة : " ليو لو ، لماذا أتيتِ أنتِ ايضاً !"


لم تتوقع يو مينغلو هذا …. لم يكن الاسم الجديد الذي فكرت فيه في الطريق عديم الفائدة ، وكان عليها أن تستخدم الاسم الريفي ليو لو ، و تمثّل مع يو تاو لتظهر كخادمة من مسقط رأس يو شياومان


بينما كبار السن يتحدثون في القاعة الأمامية ، 

تسلل لو يوي بعيداً ، 


وايضاً الفتيات توجهوا إلى الحديقة خلف القاعة الرئيسية للحديث


هذه هي المرة الأولى التي تزور فيها يو مينغلو العاصمة ، وقد أذهلها القصر الكبير بأسوده الحجرية الشرسة التي تحرس المدخل ، 


✨ أسود حجرية تحرس المدخل :




والأجنحة ومعالمه المائية ومبانيه المنحوتة بإتقان ، 

وبينما تنظر حولها، لم يسعها إلا أن تنظر إلى يو شياومان وتقول: " لقد رفضت الزواج ، ولكنك حصلت على كل المزايا"


وعلى الرغم من نبرتها الغيورة ، كان على يو شياومان أن يوافقها الرأي ، وأومأ برأسه مرارًا وتكرارًا لأنها كانت على حق، فقد كسب الكثير بالفعل


شخرت يو مينغلو وهي لا تزال غير راضية ، وسألت: " كيف يبدو الجنرال حقاً ؟ 

هل صحيح أن الأطفال يبكون عند رؤيته ؟"


كان يو شياومان على وشك الإجابة عندها سبقته يو تاو إلى ذلك


: " قبيح ، قبيح للغاية . 

لقد أخافنا كلانا حتى الموت في ليلة الزفاف " 

كذبت يو تاو دون تردد ، قلقه من أن تغير الشابة المتقلبة رأيها : " لحسن الحظ أنك لم تتزوجيه ، وإلا كنتِ ستفقدين الوعي على الفور !" 


زعيم القرية بعائلته قد جاؤوا إلى العاصمة ظاهريًا لزيارة الأقارب والأصدقاء ، لكن يو شياومان كان يعرف أن نيتهم الحقيقية كانت الاطمئنان على الاوضاع لراحة البال ،


و عندما رأوا أن انتحاله لشخصيته لم يُكتشف ، تنفس ثلاثتهم الصعداء بشكل جماعي 


كانت السيدة العجوز مهذبة في ضيافتها ، 

وخاصةً تجاه أهل زوجة حفيدها ،

وخلال حديثهم غير الرسمي ، 

اتضح أنها كانت تشارك السيدة يو حب تخمير الشاي ،

لذا تجاذب الاثنان أطراف الحديث إلى ما لا نهاية وقررتا المبيت في القصر والمغادرة في اليوم التالي


عند العودة إلى القاعة الأمامية وسماع هذه ' الأخبار السيئة ' شعر يو شياومان بالذعر والارتياح في نفس الوقت لأنه لم يكن اليوم الأول أو الخامس عشر من الشهر ، لذا لم يكن على العائلة بأكملها أن تجتمع وتثير ضجة


في وقت لاحق ، عندما تحدث كبار السن عن السيد الشاب لو جي كان يو شياومان سعيد لأن لو جي لم يشارك أبدًا في هذه الأنشطة ولم يظهر لتحية الضيوف …. 

وإلا فإنه بغض النظر عن عدد التفسيرات التي قدمها ، لم يكن قادرًا على تبرير سبب ابتعاد العروسين عن بعضهما البعض


شعر يو شياومان كما لو أنه جالس على جمر ، يتضرع ويتعبد إلى كل الآلهة التي يُمكن أن يفكر فيهم ، ولكن للأسف ، كانت الآلهة تهتم بالبشر وليس الأسماك ، 

وفي النهاية ، ظهر الموضوع الذي كان يخشاه أكثر من غيره ،


قالت السيدة يو وهي منغمسة تماماً في دورها : " أي أب أو أم سيكونون مترددين في رؤية ابنتهم الحبيبة تتزوج بعيداً "  تعابير وجهها مؤثرة للغاية لدرجة أنها لم تبدو مزيفة : " إن أعظم ما يتمناه الوالدان هو أن يجدوا لابنتهما زوج مراعي للظروف وتعيش حياة مريحة وسعيدة "


لا بد أن هذا الكلام لامس حزن الجدة ، فمسحت السيدة العجوز دموعها ثم لوحت بيدها قائلة : "بسرعة ، استدعي السيد الشاب الأكبر لو جي إلى هنا ، 

حتى يتمكن أهل الزوجة من معرفة ما إذا كان جديرًا 

بالثقة "


قفز قلب يو شياومان إلى حلقه ….. 

كان يتمنى لو بإمكانه أن يستبدل قرن من حياته ليتأكد من أن لو جي لا يزال في ميدان التدريب أو في مزاج سيئ ويرفض المجيء


ولكن يبدو أن حظه قد نفذ اليوم ….. 

لم يمضِي وقت طويل حتى سمع صوت العجلات المألوف وهو يقترب ، 

ثم سمع صوت بارد يدخل إلى أذنيه 


: "هذا الصهر يحيي والد زوجته وحماته "


رفع يو شياومان رأسه بصعوبة ورأى لو جي جالس منتصبًا في القاعة الرئيسية ، ويو مينغلو التي كادت عيناها تخرجان من رأسها عند رؤية مظهره الحقيقي


في وقت لاحق ، بعد أن رأى الشيوخ ينصرفون للراحة في غرفهم ، لم يستطع يو شياومان الاسترخاء ... وبقي في الحديقة لتهدئة الشابة المحبطة 


لم يكن الأمر مهم حقاً ، كانت يو مينغلو قد رأت لو جي شخصيًا ، وقد تأثر قلبها ، وندمت على قرارها السابق ، حتى أنها اقترحت أن يغادر يو شياومان مع والديها في اليوم التالي وأن تبقى هي


داست يو مينغلو بقدمها بغضب : " لقد خدعتيني ! 

من الواضح أنه وسيم للغاية ، ولا توجد ندبة على وجهه . لقد أخبرتيني حقًا أنه قبيح جداً لدرجة أنه يمكن أن يخيف شخص لدرجة فقدان الوعي!"


تظاهرت يو تاو بالجهل : " هل هو حقًا بهذا القدر من الوسامة ؟ ~ 

اعتقدت أن الكتب دائمًا تصف الرجال الوسيمين بعيون مثل النجوم الساطعة . لم أرى أي نجوم في عينيه ."


لم تنخدع يو مينغلو ، التي لم تعد طفله ، بهذا العذر الضعيف


كان على يو تاو أن تتخذ نهج مختلف ، فتحدثت عن القواعد الصارمة لعائلة لو وعن الحماة الشرسة والمتطلبة ، وبالغت في الحديث عن حوادث تعرض يو شياومان فيها للتنمر من قبل الخدم ، وأومأ يو شياومان برأسه موافقاً ، وقد أخاف ذلك يو مينغلو المدللة


وعلاوة على ذلك ، وعلى الرغم من وجه لو جي الوسيم ، 

إلا أنه كان معاق و لا يستطيع المشي ، 

و بعد تقييم الخيارات ، 

قررت يو مينغلو أنها لا تستطيع تحمل مثل هذه المظالم واستسلمت على مضض ،


بعد تهدئة وإقناع السيدة الشابة أخيرًا ، عادت يو تاو إلى الفناء …. وتلقت طبق من شرائح التفاح التي قشرها وقطعها يو شياومان بنفسه ، واستلقت على كرسي منهكة : " أنا أفعل ذلك لنفسي ! 

إذا تبادلتما حقًا ، فلن أتمكن من تحمل طبيعة الآنسة يو المتسلطة "  لوحّت بيدها : " لا تهتمي بي يا سيدتي ، اذهبي لقضاء الليلة مع زوجك الوسيم "


بسبب هذا التعليق ، عندما دخل يو شياومان الغرفة ورأى لو جي جالس أمام الطاولة ، احمّر وجهه لسبب غير مفهوم


لم يعرف لو جي ما الذي كان يفكر فيه ولم يكن لديه وقت للسؤال ، سمع يو شياومان يقول أنه قد سوّى جميع الأمور ، فأومأ برأسه فقط


لم يستطع يو شياومان الاحتفاظ بالأشياء لنفسه ... 

فسحب كرسي وجلس بجانب لو جي، وانتظره حتى يقلب صفحة ثم قال : " تلك الفتاة ، التي تدعى ليو لو ، هي في الواقع يو مينغلو "


لو جي : " أعرف "


تفاجأ يو شياومان في البداية ولكنه سرعان ما فهم . كانت الأدلة واضحة ، غطرسة يو مينغلو تصرخ عمليًا قائلة ' أنا السيدة الشابة لعائلة ' دون أي أثر لسلوك الخادمة 


عند رؤية سلوك لو جي الهادئ ، 

بدا أنه لم يكن لديه أي اهتمام بـ يو مينغلو الحقيقية ، 

مما جعل يو شياومان يتنهد بارتياح  ، وتابع : " ايضاً ، لاحظت المربية العجوزة التي أرسلها السيد لو بالأمس أننا ننام منفصلين . 

قلت لها أنني أعاني من ألم في ظهري وأنك تخليت عن السرير من أجلي ، ولكن من تعابير وجهها ، أعتقد أنها لم تصدق ذلك "


لو جي لا يزال غير مهتم : " لا يهم ، من الغد ، اعبث بمفارش السرير بعد أن تستيقظ . 

ينبغي أن يكون ذلك كافياً "


أمال يو شياومان رأسه في ارتباك وسأل: " لماذا يجب أن أعبث بالسرير ؟ "


نظر لو جي إلى يو شياومان ورموشه ترفرف قليلاً ، وكأنه يحاول تحديد ما إذا كان شياومان يتظاهر بالجهل أم أنه فعلاً لا يفهم …. 


وبينما لو جي يفكر في كيفية توضيح أهمية العبث بالسرير ، 


فجأة ظهر صوت الامرأة العجوز العالي من الخارج ( المربية التي وظفها السيد لو لمراقبتهم ) : " لماذا لم يسترح السيد الشاب والسيدة الشابة بعد ؟ 

اليوم ، أهل الزوجة هنا في القصر . 

إذا اكتشفوا أنكما تنامان منفصلين ، واحد على الطاولة والأخر على السرير ، فمن المؤكد أنهم سيحزنون ويتحطمون !"


جعل هذا يو شياومان يختنق تقريبًا ، وربت على صدره : " هل تنوي عدم المغادرة ؟ "


وبالفعل، بعد مرور ساعة ، عاد صوتها مجدداً ، مع تنهيدة : “ السيد الشاب والسيدة الشابة ، أرجو أن تطفئا الشمعة وترتاحا.. حتى البيت الذهبي في الكتب لا يمكنه أن يتحمل أن يكون وجهًا لوجه هكذا !"


{ اتضح أنها تعرف حتى مكان جلوسنا ! }


يبدو أن شخص ما رأى ظلالهما على النافذة ، والآن سيُقبض عليهما إذا ناما منفصلين . 

و إطفاء الشمعة مباشرةً سيكون واضح جدًا... اشتكى يو شياومان من مدى ولاء هذه السيدة العجوز ، لكنه لم يستطع التفكير في طريقة للتعامل مع الأمر 


و في النهاية ، لو جي هو من جاء بفكرة 


أغلق الكتاب ، وألقى نظرة على السرير الخشبي المزخرف في الغرفة ، وقال : "يجب أن يكون هذا السرير قادر على استيعاب رجلين "


——————————————-


في القسم المجاور في الغرفة   

يو شياومان وهو ينظف يديه ، دندن لحن بسعادة


{ هل لو جي على استعداد لمشاركة السرير معي بسبب أنه لم يعد يكرهني كثيرًا الآن ؟ }

ولكن بعد ذلك فكر 

{ من الواضح أن لو جي يحاول فقط تجنب الشبهات . 

وبالمصادفة ، كلانا رجلين ، 

لذا فإن نومنا في نفس السرير لم يكن أمر خارج عن المألوف أو غير معتاد }


تلاشت فرحة يو شياومان تدريجياً —— 


عندما عاد شياومان إلى الغرفة ، 

رأى أن لو جي قد استلقى بالفعل على السرير بمفرده ، 


نظر باتجاه الكرسي المتحرك ، 

{ ربما استخدم ذراعيه لتحريك نفسه لصعود السرير } شعر يو شياومان بمزيج مرير من الحزن وخيبة الأمل


{ ألم نتفق على أن أُساعده على النهوض قبل قليل ؟ }


مع أن لو جي لم يتفق معه بكلمة واحدة ——-


خوفًا من أن يجد لو جي صعوبة ، قال له يو شياومان أنه سينام في الجهة الداخلية من السرير ... 


وفي هذه اللحظة ، كان لو جي مستلقي على الجهة الخارجية ، مغلقاً عينيه بإحكام ، يتنفس بانتظام ، وكأنه نائم


أطفأ يو شياومان الشمعة عند رأس السرير ، 

وخلع حذاءه ، 

وصعد بحذر ، 

محاولاً استبدال التوتر تدريجيًا بالترقب ،

قلبه ينبض بسرعة ، 

وعندما رفع ساقه ليتجاوز لو جي ، 

اصدمت أصابعه بالسرير ، لذا ترنح للحظات وهو يحاول التوازن ولكن سقط على لو جي


الضجيج كافي ليوقظ الأموات حتى —-


فتح لو جي عينيه ، وما شاهده هو وجه يو شياومان المرتبك فوقه مباشرة


: " آسف... أيقظتك "


تحدث يو شياومان ببطء ، ولكن أنفاسه سريعة ، 

وسقطت بضع خصلات من شعره على وجه لو جي ، 

فشمّ لو جي رائحة شعر شياومان المليئة بالصابون المنعش ،


ضوء القمر في الخارج كافي لإضاءة شفتيه وهما تتحركان قليلاً


تذكر لو جي أن هاتين الشفتين حمراوين أثناء النهار ؛ لم يكن يحب شياومان استخدام أحمر الشفاه ، وكانتا ناعمه ووردية بشكل طبيعي


و دائماً مغطاة بطبقة من اللمعان ، لأن شياومان يعض شفته السفلى برفق 


في هذه اللحظة ، لم يعرف يو شياومان ما الذي يفكر فيه لو جي بالتأكيد ، لكنه يشعر بنبضات قلبه المتسارعة ... 

وإذا استمرا في تبادل النظرات لفترة أطول ، 

فقد يقفز قلبه من صدره ،


لو جي أول من أبعد نظره وقال بهدوء : “ لا بأس ”


عندما استقر يو شياومان واستلقى ، بدأ الشعور بالإحراج يتسلل إليه


كان الجو متوتر إلى حد ما ،

حاول أن يخفف من حدة التوتر بقوله : " شكرًا لقدومك إلى القاعة الرئيسية اليوم . 

لو لم تأتِي ، لربما اعتقدت السيدة العجوز أننا لم نكن على وفاق وأرسلت شخص ايضاً لمراقبتنا "


رد لو جي بـ "همم"


أجاب بخفة ، لكن يو شياومان لم يستطع قبول إهتمام لو جي الدائم ببرود —


يمكن إرجاع سبب حادثة السيف ، أن لو جي يخشى من التسبب في إزعاج ، ولكن في الواقع ، المستفيد الوحيد من هذا التصرف هو شياومان ، حتى لو سمع لو جي شيئ أثناء مروره ، كان بإمكانه تجاهل ذلك الشجار بين الخدم وشياومان تماماً ، لكنه لم يفعل


و لا يزال يمد يده للمساعدة ، حتى وهو يعلم أن ذلك قد يسبب له المتاعب 


بعد سبع سنوات ، في لقائهما الأول ، بدا لو جي وكأنه تغير كثيراً ظاهرياً ، و لكن في أعماقه ، لا يزال هو نفسه ،

لا يزال ذلك الشاب اللطيف الذي أعاد السمكة العالقة إلى البحر


تحولت موجة من العاطفة والمشاعر إلى قوة تنتشر داخل شياومان …... وأخيراً نطق شياومان الكلمات التي يخفيها منذ فترة طويلة  : “ اسمي يو شياومان ، 

يمكنك أن تناديني… شياومان "


على الرغم من أنه تحدث باندفاع من المشاعر ، إلا أنه لا يزال يفتقر إلى الثقة ... 

بعد أن قال هذا ، أغمض يو شياومان عينيه ، كما لو أنه يتظاهر بأنه لم يقل أي شيء ——


لم يكن يتوقع رد ، ففي النهاية ، كان مجرد عروس بديلة ، سمكة عديمة القيمة لا قيمة لها وقابلة للنسيان حتى لو التقيا


لذا عندما رد لو جي ، ارتجف يو شياومان فجأة ، 

وارتجفت رموشه المغلقة بشكل لا يمكن التحكم فيه ،


أولاً وافق لو جي :مم ...” ثم ناداه بلطف :شياومان.. "

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي