Ch11 | رواية الرغبة العميقة

Ch11 | الرحيل

أحضر النادل الطعام ، وانتهى الموضوع عند هذا الحد

عبس لو جينغشين، ولاحظ فنغ سي رد فعله، ابتسم بخفة : " ما الذي يجعلك متوترًا جداً ؟"

لم يستجب لو جينغشين

منذ اليوم الذي التقى به مجدداً ، كان لديه شعور بأن فنغ سي سوف يسبب المتاعب ،، 

لقد كان يعتقد أن إبقائه بجانبه سيبقيه تحت السيطرة ، 

لكن اتضح أنه بالغ في تقدير نفسه وقلل من تقدير فنغ سي

شعر لو جينغشين بالندم بشكل غريب . يبدو أن علاقته مع فنغ سي تنزلق في اتجاه 

لا يمكن السيطرة عليه ، لكنه عاجز عن إيقافه

بمجرد أن يلتصق بك ، لا يمكن التخلص منه . في الواقع كان عليه أن يدرك ذلك منذ البداية .

كما لو كان يرى أفكاره ، تحدث فنغ سي أثناء تناول الطعام ، 

لم يكن قاسي ولا لطيف : " لا داعي للتوتر . ليس لدي ثلاثة رؤوس وستة أذرع . لن أؤذيك " 

بادر لو جينغشين بالسؤال الذي طرحه سابقاً : " هل يمكنك الخروج من حياتي والاختفاء إلى الأبد ؟"

دون انتظار أن يندم ، نظر فنغ سي إلى شفتيه الرقيقتين ونطق بكلمتين بخفة : " لا يمكنني "

لو جينغشين عاجز عن الكلام تماماً ، وأنزل رأسه ، وأكل طعامه بصمت

بعد الانتهاء من وجبتهم ، تلقى فنغ سي مكالمة هاتفية . 

لقد كانت دعوة أخرى للخروج ، و قبلها عرضاً . 

و بعد إنهاء المكالمة ، قال للو جينغشين: " هل ستعود إلى المنزل مباشرة ؟ هل انتهت مهمتي لهذا اليوم ؟ 

حسنًا، أستطيع أن أرى أنك منزعج مني لذا سأغادر بمفردي "

تردد لو جينغشين للحظة وسأله: " لقد كنت هنا منذ ما يزيد قليلاً عن شهر ، 

ولديك بالفعل الكثير من الأصدقاء ؟"

: " أليكس هل تظهر اهتمام بحياتي الشخصية ؟" وتابع فنغ سي بلا مبالاة: " ما مدى صعوبة تكوين صداقات ؟ 

حتى لو كانوا أصدقاء غير موثوقين ، طالما أنهم يستطيعون الترفيه وتمضية الوقت ، 

أليس هذا كافياً ؟ أم هل يعتقد السيد لو أن الجميع مثله ؟ "

ووقف ، وقبل أن يغادر أضاف : " لا تقلق ، سأعود قبل الساعة العاشرة الليلة "

غادر فنغ سي ، وحتى بعد أن غادرت هيئته المطعم ، كان لو جينغشين لا يزال في حالة ذهول ، 

ويفكر لسبب غير مفهوم في نبرة فنغ سي وتعبيره عندما كان يتحدث على الشرفة في وقت سابق من ذلك الصباح ، 

مما جعل حواجبه مجعدة

—————————-

في اليوم التالي ، صباح يوم الاثنين ، 

تبع فنغ سي لو جينغشين إلى الشركة كالمعتاد وساعد في بعض الوظائف الغريبة 

و غادر قبل الظهر ، واكتفى بتوديع السكرتيرة ليو جي بسرعه 

وذكر أن لديه شيئ ليفعله في فترة ما بعد الظهر ويحتاج إلى إجازة 

عندما دخلت السكرتيره ليو جي مكتب لو جينغشين لتقديم تقرير عن عملها ، 

قدمت ايضاً تقرير عن فنغ سي ، مشيرة إلى أنه غادر دون انتظار الموافقة بعد طلب إجازة . 

و هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها ليو جي مثل هذا السلوك من موظف

لم يقل لو جينغشين كلمة واحدة

بعد مغادرة السكرتيره ، امسك لو جينغشين هاتفه

كان فنغ سي قد أرسل له رسالة قبل عشرين دقيقة ، يشرح فيها سبب إجازته ، 

وذكر أن عليه التعامل مع بعض الأعمال الورقية في شركة الطائرات الخاصة وكذلك شراء بعض الأشياء .

لم يرد لو جينغشين وأغلق هاتفه ، وأجبر نفسه على التخلص من تلك الأفكار التي لا يمكن تفسيرها

في السابعة مساءً ، عاد لو جينغشين إلى مبنى مينجيو باي . 

وحالما دخل ، شم رائحة لذيذه 

كان فنغ سي يدندن أغنية في المطبخ ، ويحضر العشاء

قبل ذلك بساعة ، تلقى لو جينغشين رسالة WeChat أخرى من فنغ سي ، 

طلب منه العودة من العمل في الوقت المحدد لتناول العشاء 

لم يكن يريد الرد وانتهى به الأمر إلى التأخير لمدة عشرين دقيقة في المكتب ، لكنه عاد في النهاية 

رفع فنغ سي رأسه نحو لو جينغشين واشار له : " تعال وتناول الهوت بوت "

هوت بوت :

خلع لو جينغشين سترته ومشى ليرى الهوت بوت يتصاعد منه البخار 

وطاولة مليئة بالمكونات . سأل بفضول: " لقد ولدت في المملكة المتحدة ، كيف تعرف صنعها ؟"

وضع فنغ سي الطبق الأخير على الطاولة وقال عرضاً : " أنا أجنبي مزيف . بفضل والدتي ، لدي معدة صينية . 
بخلافك الذي بعد سفرك إلى الخارج إلى مكان لا يعرفك فيه أحد ، 

تُصّر على التظاهر بأنك أجنبي حقيقي ، بل وتتظاهر بعدم فهم اللغة الصينية "

جلس لو جينغشين على طاولة الطعام ولم يرد على ضغينة فنغ سي واكتفى بالصمت

فنغ سي: "هل يمكنك تناول هوت بوت حار ؟ أتذكر أنك تستطيع تحمل التوابل "

أومأ لو جينغشين برأسه ، وفتح فنغ سي زجاجة بيرة بشكل عرضي وسلمها إليه قائلاً : " اشرب هذا "

و أخذ كولا لنفسه :  " لن أشرب اليوم . غداً لدي رحله طيران لأخذ أخيك الأصغر "

توقفت نظرة لو جينغشين للحظة ، وابتسم فنغ سي وهو يسلمه علبة البيرة

أخذ لو جينغشين رشفة منه والتقط عيدان تناول الطعام

بعد ذلك ، قام انغ سي بإعداد جهاز العرض واختار فيلم بشكل عشوائي . 

و كانوا يتناولون الطعام أثناء مشاهدة الفيلم ، 

ويتبادلون أحيانًا بعض الكلمات ، وكان الجو متناغم نسبياً 

عندما انتهوا من تناول الطعام ، كانت الساعة تشير إلى التاسعة تقريباً . 

قاموا بتنظيف الطاولة معًا ، ووضعوا الأواني والأوعية في غسالة الأطباق ، 

واستعد لو جينغشين للعودة إلى غرفته للاستحمام . 

ولكن عندما استدار ، أمسك فنغ سي معصمه

نظر إليه فنغ سي بمتعه : " أليكس ، أخوك الأصغر وأصدقاؤه سيخرجون لمدة أسبوع أليس كذلك ؟ 

ماذا ستفعل بمفردك عندما لا أكون هنا ؟ "

كلمة ' تفعل'  في جملته تعني بشكل طبيعي شيئ ما، وقد فهم لو جينغشين على الفور

فنغ سي بابتسامة : " هل تريد مني أن أساعدك ايضاً الليلة ؟"

لمعت نظرة لو جينغشين للحظة ، ولكن قبل أن يتمكن من الإجابة ، 

استمر فنغ سي : " إذا لم تكن مهتم ، فانسَ الأمر"

ترك معصم لو جينغشين وتركه معلقًا عمداً : " على أية حال ، 

أعلم أنك ستجد دائمًا طريقة للتعامل مع الأمر . 

ليس الأمر كما لو أنني لا غنى عنه "

تفاجأ لو جينغشين ، وذهب فنغ سي بلا مبالاة لفعل شيء آخر

ظلت نظرة لو جينغشين عليه للحظة ، ثم استدار وعاد إلى غرفته

وبعد عشرين دقيقة ، أنهى لو جينغشين الاستحمام وخرج ليشرب المياه 

كان فنغ سي يجلس في غرفة المعيشة ، ويحزم حقيبته

عندما مر لو جينغشين بجانبه ، رفع فنغ سي يده فجأة ، 

وسد طريقه ونظر إليه من تلك الزاوية 

حواجب لو جينغشين مجعدة قليلاً ، وشعره المبلل المتدلي بعد الاستحمام ، 

كان له مظهر لطيف على نحو غير عادي . ضحك فنغ سي بهدوء

عبس لو جينغشين : " ما الذي تضحك عليه مجدداً ؟"

هز فنغ سي رأسه قليلاً : " لا شيء"

قبل أن يتمكن لو جينغشين من قول أي شيء آخر ، مد فنغ سي يده وأمسك بكاحله ، 

الذي كان أمام عينيه مباشرة 

في تلك اللحظة ، توتر جسد لو جينغشين 

وتقلصت عضلات ساقه بشكل لا إرادي ، مما جعله يرتجف

و بدأت يد فنغ سي المضطربة في المداعبة

لو جينغشين بصوت خافت : " اتركني "

ضغطت أصابع فنغ سي على ساقه بقوة ليس بخفه جدًا وليس بقوه جداً 

لقد كان راضي عن سماع أنفاس لو جينغشين المكثفة ثم أطلق سراحه بجو من الانتصار

رفع فنغ سي يديه في استسلام قبل أن يتمكن لو جينغشين من تغيير تعبيره : " أنت لا تزال حساس كالسابق . مجرد لمسة غير رسمية وتبدو وكأنك على وشك الاستسلام . 

هل يعرف أحد مدى سهولة استغلالك ؟ ،، أمزح أمزح ."

وبعد ضحكة قصيرة ، سأل بجدية: " أليكس سأغادر غدًا . 

أليس لديك ما تقوله لي؟"

سأل لو جينغشين في المقابل : " ماذا تريد مني أن أقول ؟"

فنغ سي : " تمنى لي رحلة آمنة ، أو عودة مبكرة ، 

أو ربما أخبرني أنك ستشتاق إلي  ..."

نظر اليه لو جينغشين ثم اتجهت عيناه على الأريكة ، وقاطعه : " لقد أسقطت قفازاتك "

نظر إليهم فنغ سي وقال بلا مبالاة: " إنها قديمه . لم أعد بحاجة إليهم . لقد اشتريت اليوم قفازان جديدين "

: " حسنًا ، خذ وقتك لحزم أمتعتك" و لم يقل لو جينغشين أي شيء أكثر 

وذهب ليصب لنفسه بعض المياه ثم عاد إلى غرفته 

————————-

في صباح اليوم التالي ، عندما استيقظ لو جينغشين كان فنغ سي 

قد أعد وجبة الإفطار كالمعتاد ووضعها على طاولة المطبخ ، لكنه لم يكن هناك

وقف لو جينغشين في غرفة الطعام الفارغة ، 

غارقًا في أفكاره للحظة ، ثم أدرك أنه ' أعار ' فنغ سي ولن يعود لمدة أسبوع

بعد تناول وجبة الإفطار ، قام لو جينغشين بتغيير ملابسه . 

وبينما يربط ربطة عنقه وعلى وشك المغادرة ، تذكر فجأة شيئ ما وعاد إلى غرفة المعيشة

وقف أمام المرآة ، محاولًا ربط العقدة المعقدة التي ساعده فنغ سي في ربطها منذ بضعة أيام . 

لقد حاول عدة مرات لكنه لم يتمكن من فعلها بشكل صحيح

نظر لو جينغشين إلى نفسه غير المألوفه قليلاً في المرآة وأوقف أفعاله

وبعد فترة ، أغمض عينيه وأعاد ربطة عنقه إلى عقدة بسيطة تقليدية

عندما استدار للمغادرة ، رأى القفازات الملقاه على الأريكة . حملهم لو جينغشين بدافع الاندفاع

كانت القفازات الجلدية ذات اللون الرمادي الداكن مهترئة بشدة وقديمة جداً بالفعل

قبل أن يرميها في سلة المهملات ، خطرت في ذهنه فكرة

قام بإمساك القفازات في يده بشكل لا إرادي ، وظل ساكن لمدة ثانيتين ، ثم عاد إلى غرفته ، 

و وضع القفازات في درج الطاولة بجانب السرير

................

في الساعة التاسعة والنصف ، وقف فنغ سي بجانب باب الكابينة مع الآخرين للترحيب بالضيوف

قبل وصول الضيوف ، كانت المضيفة لين لينغ والآخرون ينظرون بحماس إلى الخارج ثلاث أو أربع مرات 

ضحك فنغ سي : " يجب أن أقول أليس هذا مبالغًا فيه بعض الشيء ؟ 

ألم يسبق لكم أن رأيتم السيد الشاب لو الثاني من قبل ؟"

صاحت لين لينغ بحماس:" لا ! تمتلك عائلة لو طائرات خاصة أخرى ،

و هذه هي المرة الأولى التي يستخدمون فيها هذه الطائرة .

 ولا يقتصر الأمر على لو تشيكسي فحسب ، بل ايضاً على لينغ تشو ! إنه لينغ تشو !"

لم يتمكن الكابتن العجوز تشين من متابعة محادثة الشباب . أمال رأسه وفكر : " نجم مشهور ؟"

بمجرد انتهاء لين لينغ من الحديث ، وصل الضيفان الموقران. وقف الثلاثة الآخرون على الفور ، 

وحافظوا على سلوك جيد ورحبوا بالضيوف على متن الطائرة بابتسامة

فقط فنغ سي الذي وقف في الخلف ، بقي غير رسمي ، يراقب الشخصين المقتربين باهتمام كبير

وسط التحيات الحماسية من المضيفات ، أومأ لينغ تشو برأسه بأدب ، 

بينما نظرة لو تشيكسي مثبتة مباشرة على فنغ سي 

التقى فنغ سي بنظرته بهدوء ، وأعطاه لو تشيكسي نظرة سريعة مرة واحدة ، 

ويبدو أنه غارق في أفكاره

دخلوا المقصورة ، 

وأبقى لو تشيكسي يده على ظهر لينغ تشو ، ولم يحاول إخفاء علاقتهما

أبعد فنغ سي نظرته بعيداً ، وشعر بمزيد من المتعه 

{ لدى هذين الأخوين شخصيات متعارضة تماماً ، ومع ذلك مرتبطين بالدم ؟ }

بعد أن جلسوا ، سأل لينغ تشو لو تشيكسي بصوت خافت : " مساعد الطيار الشاب من وقت سابق ، 

الذي ذكرته الأخت جينغ تشينغ مساعد لو جينغشين الجديد صحيح؟ 

طلبت منك الأخت جينغ تشينغ على وجه التحديد الاهتمام به. ماذا كانت تقصد بذلك ؟ "

حدق لو تشيكسي بعينيه للحظة وابتسم : " إنه أمر مثير للاهتمام للغاية "

———————————-

في الساعة 6:30 مساءً ، كانت سيارة لو جينغشين لا تزال عالقة في الشارع المزدحم خلال ساعة الذروة 

حمل هاتفه ، وقبل عشر دقائق ، أرسل لو تشيكسي رسالة WeChat تفيد بأنهم وصلوا وهبطوا للتو

[  يا أخي ، مساعد الطيار الخاص بك ، إنه مثير للإعجاب . 

ذهبنا إلى قمرة القيادة للزيارة ، 

وقام بالفعل بالتبديل إلى الوضع اليدوي وطار بالطائرة مثل طائرة مقاتلة !! 

لقد كاد أن يخيف الطيار العجوز الذي بجانبه حتى الموت . 

ولكن بفضله وصلنا مبكراً ولدينا الوقت لتناول وجبة خفيفة في وقت متأخر من الليل ! ]

توقفت نظرة لو جينغشين عند عبارة ' مساعد الطيار ' للحظة ، ولم يرد

وجاءت رسالة فنغ سي: [ لقد وصلنا . انتيهت من العمل . دعنا نتحدث لاحقاً ]

نظر لو جينغشين لوقت الرساله

بعد أن أدرك أفعاله ، تردد للحظة ثم ضغط بإصبعه 

في خضم إرهاقه وانزعاجه ، وضع لو جينغشين هاتفه ، وأغمض عينيه ، واتكئ على مقعده

يتبع