Ch13
أخمد جيانغ تشيفنغ سيجارته ثم نظر إلى الساعة على الحائط، حيث لا يزال العقرب على علامة الصفر : “ هيييه لماذا لم يظهر هؤلاء الذين تسببوا بمشاكل في العمل اليوم حتى الآن ؟”
استبدل شين لي الكحول أمامه بشراب ناي تشا ، وهو نكهة جديدة في البار — شاي بالحليب بنكهة الكمثرى المثلجة ، يُقدّم في كأس مع شريحة ليمون على الحافة ، ويبدو شهي للغاية
شين لي : “ لحسن الحظ أنهم غير موجودين هنا .
لماذا تأمل أن يأتوا ؟”
دفع جيانغ تشيفنغ المشروب بعيداً : “ أنا لا أشرب الناي تشا ...”، وأخرج بطاقة سوداء من جيبه ، وضربها على الطاولة : “ أريد أن أشرب الكحول ”
دفع شين لي ناي تشا إلى الأمام ، وأضاف له القشّة : “ لقد شربت بما فيه الكفاية . هذا فقط . اشربه أو ارحل ”
كان جيانغ تشيفنغ يتردد على بار شين لي كل يوم مؤخرًا ، مدعيًا أن العمل في البار بطيء وأنه هنا لدعمه ،
وفي الواقع ، ربما قد تشاجر مع شريكه وكان يمضي الوقت هنا ،
أشعل شين لي سيجارته
في الأيام الأخيرة ، كان البار يعج بالشرطة الذين يقومون بحملات تفتيش ، مما قلل من حماس الزبائن ، وبالتالي كانت الأعمال بطيئة ، مما منح شين لي بعض الهدوء
توجهت عيني شين لي إلى رجل في الزاوية كان يراقبهم ، فابتسم شين لي باهتمام وقال : “ إذاً ما الذي يجري بينك وبين حبيبك وي وينشينغ ؟”
مص جيانغ تشيفنغ القشة ، و نبرته باهتة : “ ننفصل . الأمر مزعج ”
رفع شين لي حاجبه ، متفاجئ : “ أنت من تريد الانفصال ، أم هو ؟”
: “ أنا ” أخذ جيانغ تشيفنغ سيجارة من العلبة ، ولم يهتم بإشعالها بنفسه بل مال نحو شين لي ليشعلها له
: “ هل الأمر جدي لهذه الدرجة ؟” قال شين لي وهو يمسك السيجارة بين أصابعه وينفث دخانها ببطء : “ إذًا لا تخبرني عن ذلك ؛ أنا من النوع الذي يشجع على الانفصال لا الإصلاح ”
: “ الانفصال سيكون أسهل ” تمتم جيانغ تشيفنغ بشتيمة خافتة ، محاولًا كبح غضبه وهو يفرغ إحباطه لصديقه :
“ أشعر بالغضب .
‘حبه الأول’ يطلب منه المال مجددًا .
ليس اقتراض ؛ بل مساعدة ،،
ليست أموالي ، لذا إذا أراد أن يقرضها ، يمكنه فعل ذلك بحرية . لكن لماذا يخفي الأمر عني ؟” شرب جيانغ تشيفنغ الناي تشا وكأنه يشرب الكحول ،
ابتلع جرعة كبيرة مباشرةً من الكأس ،
تاركًا أثر بسيط من أثر الحليب على شفتيه ،
شين لي قد سمع بعض التفاصيل عن وي وينشينغ وحبه الأول من جيانغ تشيفنغ سابقاً ، بما يكفي ليجمع القصة بشكل عام
كان وي وينشينغ نجم صاعد في دائرة الأعمال في مدينة S، متخصص في تطوير البرمجيات ،
شركته نمت بشكل كبير ،
رغم أنها لا تزال بعيدة عن مستوى عائلة جيانغ ،
عندما كان يبدأ عمله ، مر بظروف صعبة ، و الشخص الذي وقف إلى جانبه خلال تلك السنوات كان ' الحب الأول ' الذي يشير إليه جيانغ تشيفنغ ،،،
كانا زملاء في الجامعة وبدؤوا عملهم معًا بعد التخرج ،
ربما بسبب صعوبة الأيام الأولى ، ترك الحب الأول في النهاية وي وينشينغ ، تزوج وأنجب أطفال ، وعاد إلى مسار الحياة التقليدي
نظرًا للمعاناة التي مروا بها معًا ، كان من المفهوم أن وي وينشينغ يريد المساعدة
مع ثروة جيانغ تشيفنغ، لم تكن المشكلة في المال ، بل في أن وي وينشينغ أخفى ذلك عنه ،
مما تسبب في التوتر— جيانغ تشيفنغ من النوع الذي لا يتحمل ولا يتسامح مع الأسرار
شين لي : “ يا له من وقح — إذاً انفصل عنه ”
عند سماع كلمات صديقه الحاسمة ، تردد جيانغ تشيفنغ ، و رق قلبه قليلًا : “ حسنًا … ليس تماماً .
ابنة حبه الأول مريضة ، وحالتها خطيرة ، وتحتاج إلى عملية . إنهم حقًا في ضائقة مالية …”
شين لي : “ إذًا لا تنفصل ”
تذمر جيانغ تشيفينغ: “ ألا يمكنك أن تكون أكثر إخلاصًا في نصيحتك ؟”
ابتسم شين لي ووضع ذراعه حول كتفي جيانغ تشيفنغ ، مقتربًا منه
شعر جيانغ تشيفنغ بعدم الراحة بسبب القرب المفاجئ ، وحاول دفعه بعيداً بشكل غريزي وهو يتمتم : “شين شياو لي دعني أخبرك ، بالرغم من أنني أخطط للانفصال عن وي وينشينغ ، لم نفعل ذلك بعد .
لا يمكننا تجاوز الحدود …”
: “ لا تتحرك ، أحتاج أن أخبرك بشيء ...” مال شين لي محدقًا في عينيه ، مقتربًا أكثر : “ أنت لا ترتدي عدساتك اللاصقة اليوم أليس كذلك ؟
وي وينشينغ جالس أمامنا في الزاوية .
لقد كان هنا منذ فترة ”
قاوم جيانغ تشيفنغ الرغبة في الالتفات ، وتحولت تعابيره ثم ابتسم فجأة ابتسامة عريضة : “ دعني أخبرك بشيء أيضاً . لو تشانغ تينغ دخل للتو وكان يراقبك منذ وصوله .
أعتقد أنه قد فهم شيئ خاطئ …”
قبل أن يتمكن جيانغ تشيفنغ من إنهاء جملته ، سحب شين لي نفسه للخلف ، سريع وبشكل طبيعي ، مبتعدًا عنه ، ونظر نحو الخلف
— لم يكن هناك أحد ———
نقر جيانغ تشيفنغ لسانه : “ كنت أمزح ... إذن حقًا هناك شيء بينك وبين لو تشانغ تينغ دون علمي ”
لقد شعر جيانغ تشيفنغ بشيء غريب عندما رأى صورة نشرها لو تشانغ شو في دائرته على وسائل التواصل الاجتماعي ، تظهر شين لي معهم في إجازة ،
وفي إحدى الصور ، التي تم التقاطها بالصدفة ، رأى شين لي وهو ينظر إلى لو تشانغ تينغ بابتسامة مشرقة تشبه أزهار الخوخ في الربيع
شعر شين لي بتوالي سريع من المشاعر – توتر ، تماسك قسري ، ارتياح ، وخيبة أمل – كلها خلال ثوانٍ قليلة ...
و بنبرة غير مألوفة تحمل لمحة من الانزعاج ، حذرّه : “ لا تمزح بشأن أمور كهذه مجدداً ”
نظر جيانغ تشيفنغ إلى المكان الذي من المفترض أن يكون فيه وي وينشينغ، ورأى بشكل غير واضح شخصية ذات ملامح قوية تشبهه فعلاً
لكنه ما زال غاضب ، تجاهل جيانغ تشيفنغ وي وينشينغ، وركَّز بدلاً من ذلك على القيل والقال عن شين لي ولو تشانغ تينغ ،
أصبح فضوله شديد : “ اخبرني عنك وعن لو تشانغ تينغ ،، متى ' تولى هذا المنغ جوانغ قضية ليانغ هونغ ' ؟”
لم يُجب شين لي ، و لمس الخيط الأحمر حول معصمه كعادته
تفاجأ جيانغ تشيفنغ للحظة حتى وجد صوته مجدداً : “ مبروك ، أخيرًا تخلصت من حُبك القديم …”
قاطعه شين لي بنبرة حازمة : “ لا ،، لطالما كان هو ”
جيانغ تشيفنغ: “؟؟؟”
“ ماذا تقصد بـ’لطالما كان هو ’ ؟”
وجد شين لي ملامح جيانغ تشيفنغ المرتبكة مضحكة ، فابتسم وتحدث بنبرة أكثر دفئ : “يعني بالضبط ما أقوله "
استغرق الأمر وقت حتى يستوعب جيانغ تشيفنغ ما قاله : “ لو تشانغ تينغ هو حبك القديم ؟”
أطَفَأ شين لي سيجارته ، ثم نظر إليه بهدوء : “ نعم "
شرب جيانغ تشيفنغ جرعة كبيرة من الحليب ليهدئ أعصابه : “ ألم يكن بالخارج طوال هذه السنوات …؟
متى حدث ذلك بينكما ؟ "
لم يُجب شين لي مجدداً
تغيرت ملامح جيانغ تشيفنغ عدة مرات ، غير متأكد مما إذا كان عليه أن يصف شين لي بالسذاجة أو أن يمدحه على وفائه الذي لا يتزعزع
تنهد ورفع كوب الناي تشاي الخاص به، ونقره بلطف بكوب شين لي : “ شين لي أنت شيء آخر .
لقد أعدت إيماني بالحب !
الحب شيء مذهل "
نظر شين لي إلى وي وينشينغ : “ إذاً لماذا لا تلاحق حبك الخاص؟”
: “ حبي ناضج بالفعل ؛ عليه أن يتعلم القدوم إلي بنفسه ” و أثناء حديثه ، فتح تطبيق ويتشات على هاتفه وأرسل رسالة
راقب شين لي بينما دفع وي وينشينغ الفاتوره وغادر ،
رفع شين لي حاجبه : “ ماذا أرسلته له ؟”
: “ أخبرته أنني أشتهي سرطان البحر الحار” أنهى جيانغ تشيفنغ مشروبه ، ثم أمسك بهاتفه ومعطفه ، ووقف ليغادر : “ أنا ذاهب . أراك غدًا عزيزي ”
ضحك شين لي ولعنه : “ عزيزي قدمي !
إذا سترحل بكل بساطة ؟ ليس لديك أي ضمير ”
جيانغ تشيفنغ الذي يدفع الحساب ، لم يرفع رأسه حتى : “ أنا فقط أعطيه فرصة لإثبات نفسه ”
شين لي : “ لا أفهم نوع الحب الذي تعيشه " تحدث بينما أخرج قطعة حلوى نعناع من الوعاء الموجود على البار وألقاها باتجاه جيانغ تشيفنغ : “ هل تحتاج توصيلة ؟”
: “ سائقي ينتظر في الخارج ” بعد شرب الحليب والدردشة طوال الليل ، كان جيانغ تشيفنغ قد استعاد وعيه بالكامل ، وضع حلوى النعناع في فمه وخرج بخطوات هادئة
بعد فترة ، تلقى شين لي رسالة ويتشات من جيانغ تشيفنغ :
[جيانغ تشيفنغ : شين شياو لي هل تريد أن أرتب لك موعد ؟]
كتب شين لي رد
[ بائع الخمور : لا داعي ، لا تتعب نفسك .]
[ جيانغ تشيفينغ: لا تكن مؤدب ؛ نحن أصدقاء .
سأرتب لقاء مع لو تشانغ تينغ في البار غدًا ]
[ بائع الخمور : أنا لست مؤدب . فعلاً ، لا داعي .]
[ جيانغ تشيفنغ: ???]
[ جيانغ تشيفنغ: هل ستظل تعيش في سرية للأبد؟ ]
[ بائع الخمور: هو مستقيم .]
[ جيانغ تشيفنغ: …]
[ جيانغ تشيفنغ: لماذا تُصّر عليه إذاً ؟]
نظر شين لي إلى لي آن ، الذي يجلس خلف البار يلعب على هاتفه ، وقرر أن يرسل رسالة صوتية لجيانغ تشيفنغ ——
شين لي : “ قرأت شيئ في كتاب ذات مرة : ‘ بالنسبة لبعض الأشخاص ، ذلك الشخص ليس إغراء ولا مغامرة ؛ إنه القدر .
لا يمكنك تجنبه .
حتى لو أعطيتك عشرة آلاف فرصة ، ستختار دائمًا أن تلعق العسل من حافة سكين ، مُتخلّيًا عن كل شيء لتحبه ’ “
ابتسم شين لي وهو يتحدث ، بنبرة مستسلمة : “ بالنسبة لي ، ذلك الشخص هو لو تشانغ تينغ "
عندما التقى شين لي أول مرة بلو تشانغ تينغ ،
كان لا يزال شاب ،
كان يعتقد أن الحب من أول نظرة هو مجرد شيء في القصص وخرافات —-
ولكن مع مرور السنين ،
أدرك مدى قيمة مجرد مراقبة ذلك الشخص من بعيد …
كانا بعيدين جداً عن بعضهما لدرجة أن شين لي لم يكن أمامه سوى تغذية نفسه بوهم كبير ،
مغذيًا جوعه بفتات الذكريات التي شاركاها ، ينحت كل تفاصيل ذلك الشخص في قلبه ...
خائف من النسيان ، لكنه خائف ايضاً من أنه لن يستطيع النسيان
في النهاية ، تقبل شين لي الأمر ، واستسلم لقدره — لو تشانغ تينغ هو كنزه —-
مثل تنين يحرس كنزه بشراسة ، أبعد شين لي الجميع ، يائس ولكن بفخر ، مخلص لكنه وحيد ، يحميه للأبد ..
بعد إرسال الرسالة الصوتية ، ظل جيانغ تشيفنغ صامت لفترة طويلة ولم يرد
شعر شين لي فجأة بشيء من الإحباط
أخرج قطعة من الشوكولاتة من جيبه ، فك غلافها ، وألقاها في فمه
: “ لي آن سمعت كل ما قلته أليس كذلك ؟
اذهب وأخبر أخاك الصغير لي يي ” تناول الشوكولاتة ، لتذيب الحلاوة مرارة قلبه : “ فليتوقف عن إضاعة
وقته عليّ "
لقد قضى بالفعل اثني عشر عام مع لو تشانغ تينغ .
و ربما ستمر اثنا عشر أخرى ،
أو حتى اثني عشر عام اخرى بعدها …
لكن لي يي ما زال شاب ، ولا ينبغي أن يُسحب إلى حياة قاسية وباردة كالتي يعيشها شين لي ——
يتبع ————
( ' منغ غوانغ تولى قضية ليانغ هونغ '
إشارة ساخرة ، تعني شيئ غير محتمل مثل شروق الشمس من الغرب — ببساطة متى أصبحتما مهذبين هكذا مع بعضكما ؟ )
"刀尖舔蜜”
هو تعبير صيني يعني حرفيًا “ لعق العسل من حافة السكين”
يُستخدم مجازيًا لوصف موقف يكون فيه الشخص يخاطر بشكل كبير أو يعيش حياة محفوفة بالمخاطر .
تعليقات: (0) إضافة تعليق