Ch25 | شارع الغروب

Ch25 | وعــد

كان تشين بوكياو  شعره اسود مثل تشانغ جوي

لكن طول شعره كان أقصر بكثير وأكثر خشونة من شعر تشانغ جوي

بالكاد كانت هناك أي ندوب على وجهه

باستثناء واحدة بالقرب من الأذن اليمنى - وهو خط يبدو وكأنه قد يكون من شظية

إذا كان تشين بوكياو يرتدي ملابس أنيقة

فلن يظن أحد أن لديه الكثير من الندوب

كانوا مستلقين على السرير

وانحنى تشانغ جوي في مواجهة تشين بوكياو

ربما لأن الغرفة كانت مظلمة للغاية

تحرّك تشين بوكياو إلى جانبه ومد يده لتشغيل مصباح السرير

رفع تشانغ جوي عينيه ورأى علامات الحروق على ظهر تشين بوكياو

عندما ساعد تشين بوكياو في إزالة جهاز التعقب

كان تشانغ جوي قد رآها

لكن لم يكن لديه الوقت لإلقاء نظرة فاحصة في ذلك الوقت

لقد لمسها بخفة فقط لكن تشين بوكياو أوقفه بأدب سابقاً

كان مصباح السرير خافت للغاية

وكانت علامة الحرق بحجم كف اليد

تبدو مخيفة إلى حد ما

مد تشانغ جوي يده ليلمسها

وشعر بأن تشين بوكياو اهتز كرد فعل تحت يده

ثم استرخى بسرعة

لم يقل تشين بوكياو شيئ وهو يتنفس بهدوء

كان ظهره قوي و مشدود

تحت الضوء الخافت بدا الأمر وكأنه ملصق دعائي يحاول حث الناس على التجنيد

كانت العضلات المرتفعة قليلاً ترمز إلى ساحة المعركة و الندبات عبارة عن ميداليات

ظلت أطراف أصابع تشانغ جوي لبعض الوقت، ثم انتقل إلى أسفل حافة الندبة

لقد ضغط على النتوء الصغير من الجلد غير المستوي التي لم يكن خالي من العيوب

كان تشين بوكياو صامت ولم يقاوم لمسات تشانغ جوي

لمسه تشانغ جوي لفترة من الوقت

ثم اقترب منها بشكل لا يمكن السيطرة عليه وضغط خديه عليه ثم ضغط شفتيه عليها

كان الجلد دافئ مثل اي جزأ آخر من تشين بوكياو

لكنه كان غير متساوي ومتجعد مثل باطن قدم طفل حديث الولادة

 وكان لونه مختلف عن الجلد المحيط ' لابد أن هذا الحرق كان مؤلم ...'

لم يشعر تشانغ جوي بالخوف أو الاشمئزاز

ولكن بعد النظر إليه لفترة طويلة

شعر بالحزن قليلاً

لسبب ما شعر أن تقبيل ندوب تشين بوكياو أسوأ مما شعر عندما رفض تشين بوكياو قبلته ...

لم يقاوم القول : " لا بد أن الأمر مؤلم "

بعد أن سأل ذلك شعر وكأنه قال للتو شيئ غبي ومحرج

لحسن الحظ، لم يمانع تشين بوكياو

فكر تشين بوكياو وأجاب بهدوء : " لقد نسيته "

وتابع  : " لقد مر وقت طويل ،على الارجح كان الأمر على ما يرام"

ترك تشانغ جوي تشين بوكياو وأبعد شفتيه

جلس تشين بوكياو وأدار رأسه

نظر إلى تشانغ جوي الذي كان مستلقي على السرير

وسأل : " لماذا ؟ هل تشعر بالحزن من أجلي ؟"

نظر الاثنان إلى بعضهما البعض لبضع ثواني قبل أن يستسلم تشانغ جوي  ويصدر همهمة للتأكيد

أمسك تشين بوكياو بيد تشانغ جوي على اللحاف وقال بشكل مقنع : " نسيان ذلك يعني أنه لا يؤلم "

كان كف تشين بوكياو ساخن جدًا وخشن أكثر من كف تشانغ جوي

أمسك يد تشانغ جوي ولم يتركها

أراد تشانغ جوي ايضاً الجلوس ولكن تم الضغط عليه من قبل تشين بوكياو

تشين بوكياو: "أنت مرهق" " استلقي."

احترق وجه تشانغ جوي

لقد قال فقط أنه كان مرهق لأنه لم يتمكن من تحمل المزيد من شغف تشين بوكياو أثناء ممارسة الجنس

لقد قال ذلك باستخفاف شديد

كان يعتقد أن تشين بوكياو لم يسمع ذلك

لأن تشين بوكياو واصل وتيرته على الرغم من إرهاقه

أدار تشين بوكياو ظهره له بلا حراك

لم يتمكن تشانغ جوي من معرفة ما إذا كان هناك شيء ما في ذهنه أم أنه كان يتباعد

حدق تشانغ جوي لفترة من الوقت ثم سأل سؤالاً كان يثير فضوله لفترة طويلة : " لماذا انضممت إلى الجيش ؟"

عندما كان تشين بوكياو في المدرسة

بدا أنه لا علاقة له بالجيش

اعتقد الجميع أن تشين بوكياو سوف يذهب إلى كلية إدارة الأعمال بعد التخرج ويرث شركة والده

ويصبح رجل أعمال ناجح

نظر تشين بوكياو إلى تشانغ جوي وقال بهدوء: " لا أعرف حقاً "

قال إنه لا يعرف حقًا

لذلك عرف تشانغ جوي أنه لا يريد التحدث عن الأمر

لم يسأل مرة أخرى ووافق ببساطة : " لقد مرت سنوات عديدة ."

ولكن بعد فترة قصيرة

تحدث تشين بوكياو مرة أخرى

وفجأة قال : " كان جدي جندي . لكنه توفي مبكراً جداً ."

جلس تشين بوكياو بشكل مستقيم ورفع رأسه ونظر إلى الجدار الأبيض

لم يتمكن تشانغ جوي من رؤية سوى جزء صغير من هيئته الجانبية ولم يتمكن من قراءة تعبيره بوضوح

وبعد صمت طويل تحدث مرة أخرى: " لقد رافقت والدتي لاستعادة صحتها في أوروبا منذ أن كنت طفلاً "

همس تشين بوكياو : " كانت في حالة صحية سيئة ولم تخرج أبدًا

في كل يوم من ايام الدراسة

كانت تصقل وتلمع أوسمة جدي وتحصي إنجازاته

لذلك شعرت بالاختناق في المنزل في ذلك الوقت

وفضلت بالفعل أن أكون في المدرسة "

فجأة : " تشانغ جوي "

" كم كان عمرك عندما بدأت الذهاب إلى المدرسة في روش؟"

اندهش تشانغ جوي، وأجاب: " كنت في العاشرة من عمري وتم قبولي في الصف الرابع "

تحركت يدا تشين بوكياو قليلا فجأة

: " عشر سنوات." كرر تشين بوكياو بعناية

لم يعرف تشانغ جوي سبب اضطرار تشين بوكياو إلى تكرار ذلك، لذلك سأل : ، " ما المشكلة ؟"

هز تشين بوكياو رأسه وانحنى إلى الخلف

شعر تشانغ جوي أن المرتبة الموجودة تحته تتحرك قليلاً ورأى تشين بوكياو مستلقيًا مرة أخرى

جعل الضوء الخافت ملامح وجه تشين بوكياو تبدو أكثر تحديداً

أدار وجهه ونظر إلى تشانغ جوي

كانت شفتاه رفيعتين بعض الشيء و وكانت زوايا شفتيه معقوفة قليلاً

وكانت عيناه مشرقة ومركزة

كان تشين بوكياو قريب جدًا وتعبيره غامض جدًا

لكن لا يبدو أنه يخطط لفعل أي شيء

مما جعل تشانغ جوي مرتبك ومتوتر

: " تشانغ جوي "

: " هاه؟" عرف تشانغ جوي أنه بدا سخيف ، لكنه لم يستطع السيطرة

سأل تشن بوكياو : " هل سمعت من قبل شائعات مفادها أن علاقة والدي كانت سيئة ؟"

لقد سمع تشانغ جوي عن ذلك لذلك أومأ برأسه بتردد

أي شخص يعرف أي شيء عن تشين بوكياو سيعرف أن تشين تشاويان 

أرسل زوجته وتشين بوكياو إلى أوروبا بعد وقت قصير من ولادة تشين بوكياو

وبالكاد رأوا بعضهم البعض منذ سنوات

تشين بوكياو: " هذا صحيح "

لقد خفض عينيه ولعب بأصابع تشانغ جوي النحيلة

وروى تاريخ عائلته دون أي عاطفة : " كلما التقيا ، كانوا يصرخون على بعضهم البعض "

ابتسم تشن بوكياو فجأة

رفع يده ليلمس وجه تشانغ جوي

وتابع : " ستشعر بخيبة أمل اذا عرفت سبب تجنيدي "

" كان ذلك بسبب..." لم يحدق في أي شيء على وجه الخصوص كما لو كان يحاول أن يتذكر : " لقد قضيت وقتًا أطول بكثير مع والدتي مقارنة بوالدي

كنت في التاسعة عشرة من عمري عندما توفيت والدتي، وكنت قد تخرجت للتو من مدرسة روش

رأيت إعلان الانضمام للاتحاد الآسيوي حينها

لم أكن أرغب حقًا في الذهاب

ولكن عندما ذكرت ذلك لوالدي كره الفكرة بشدة

لذلك عدت إلى الاتحاد الآسيوي وانضممت إلى الأكاديمية العسكرية "

سأل : " ألم أكن غبيًا جدًا في ذلك الوقت ؟"

وتابع : " لكن بعد انضمامي إلى الجيش ، لم أندم على ذلك قط "

نظر تشانغ جوي إلى تشين بوكياو

ورمش ببطء وعلق : " متمرد"

ابتسم تشين بوكياو وضحك، " تشانغ جوي، أنت تُحاول إغضابي "

لكن تشانغ جوي كان يعلم أن تشين بوكياو لم يكن غاضب

سأل تشانغ جوي دون تفكير : " هل سبق لك أن أخبرت باي شو بهذا ؟"

نظر تشين بوكياو إلى تشانغ جوي

وأمسك بيد تشانغ جوي وسحب تشانغ جوي بين ذراعيه

اقترب من أذن تشانغ جوي وقال بقسوة بعض الشيء : " ما علاقة ذلك بك؟"

لم يعرف تشانغ جوي بماذا يرد

ولكن بعد فترة ليست طويلة

تشين بوكياو بهدوء: " بالطبع لا "

ثم أضاف: " ولماذا أخبره بهذا ؟ "

كانت ذراعيه على صدر تشانغ جوي

كان يحتضن تشانغ جوي من الخلف

بعد لحظة من الصمت

سأل تشين بوكياو : " ما هي خططك غداً ؟"

تشانغ جوي: " ساذهب إلى رصيف الميناء

حيث سترسو السفينة السياحية وأتعرف على الطريق

هل تريد أن نذهب معاً ؟"

تشين بوكياو: " لا، سأبقى هنا  "

عرف تشانغ جوي بشكل غامض أن تشين بوكياو 

سيتواصل بـ باي شو غدًا لمناقشة أشياء لم تكن مناسبة للمناقشة امامه

منذ أن تواصل باي شو وتشين بوكياو سار كل شيء بسلاسة كما لو أن الوصول إلى أمريكا الشمالية والجمهورية المستقلة الجديدة أصبح أمر بسيط للغاية

و لم تعد خطة تشانغ جوي مهمة

لم يكن تشانغ جوي يعرف الوقت المحدد

وبالحكم على الضوء المتسرب بين الستائر

فمن المفترض أن الوقت الان الليل

لقد أمضوا يومًا آخر في بانكوك

يبدو أنهم فعلوا الكثير من الأشياء، ولكن لم يكن هناك أي شيء ذا أهمية

لم يتحقق تشانغ جوي من الأخبار من الاتحاد الآسيوي

 أو يحصل على معلومات عن فريق البحث الذي يبحث عن تشين بوكياو

كان لديهم فقط اليوم موعد

حرّك تشين بوكياو ذراعه إلى خصر تشانغ جوي من فوق اللحاف

حدق في عيون تشانغ جوي

و فهم تشانغ جوي التلميح لتقبيله

و بعد بضع القبلات والمصّات

ظل تشانغ جوي يشعر بالتوتر

لذا تعثر وتوسل إليه : " إذا كانت هناك أي تغييرات ، أخبرني فقط "

قال تشين بوكياو حسنًا ثم صعد فوقه

وصنع ظهره خيمة في اللحاف

وضع تشانغ جوي يده على أكتاف تشين بوكياو

كانا بنفس الطول تقريبًا

لكن نوع جسمهما ولون بشرتهما كانا مختلفين تمامًا

كانت ساقا تشين بوكياو متشابكتين مع ساقيه

ويمكن الشعور بدفءها على جلده

: " تشانغ جوي "

رفع تشانغ جوي عينيه لينظر إلى تشين بوكياو

تتبعت أصابع تشين بوكياو زوايا عينيه وخديه

ثم إلى ذقنه

لقد لعب بلطف بشعر تشانغ جوي الأسود المتناثر على الوسادة

ثم همس: " أنا لا أتراجع أبدًا عن وعودي

... من فضلك أعطني المزيد من الوقت "

لم يكن تشانغ جوي متأكدًا من "مدة الوقت" الذي كان يشير إليه تشين بوكياو

ومع ذلك كان الوقت هو الشيء الوحيد الذي كان لدى تشانغ جوي أكثر من غيره

وكان تشانغ جوي صبور للغاية

بغض النظر عن المدة التي سيستغرقها الأمر أو مدى ضآلة الآمال

يمكن لـ تشانغ جوي القيام بذلك دون أي تردد