القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch25 | رواية لعق العسل من حافة السكين

 Ch25


بعد العشاء ، 


لو تشانغ تينغ: “ لنأخذ جولة في المدرسة . 

لم أعد إليها منذ سنوات .”


أنزل شين لي رأسه قليلًا وأجاب بصوت خافت: “ مم "


أصابعه التفت بتوتر وهو يتبع لو تشانغ تينغ باتجاه المدرسة 

للحظة ، 

شعر وكأنهما عادا إلى أيام الثانوية ،


في ذلك الوقت ، كان يتجرأ فقط على الاندماج مع الحشود ، يتبع لو تشانغ تينغ سرًا من بعيد ،

أما الآن ، فقد كان يسير بجانبه مباشرة …


ألقت أشعة الشمس ظلالهما جنبًا إلى جنب ، 

ممتدة وطويلة ،


وبينما يمشيان ، لامست أيديهما بعضها بخفة 


ارتجفت أصابع شين لي، ثم قبضها بشدة وسحب يده


ملأ الجو عبير خشبي دافئ مع لمسة من الانتعاش ،

من زاوية عينه ، 

بدا ظلهما وكأنهما يمسكان أيدي بعضهما ، و يسيران معًا


ابتسم لو تشانغ تينغ قليلًا ، ونظر نحو ملعب كرة السلة في البعيد : “ هل تم تجديد ملعب كرة السلة؟”

{ يبدو لون الأرضية المطاطي جديد أكثر }


تبع شين لي نظرته وقال: “ تم تجديده العام الماضي ”


لو تشانغ تينغ وهو يسير تحت ظلال الأشجار قرب ملعب كرة السلة ، مع تلميح من الابتسامة : “ في الثانوية ، صودر مني ست كرات سلة . 

ولم يُعيدها لي عميد المدرسة حتى بعد التخرج ”


في ذلك الوقت ، 

كان لدى المدرسة عميد جديد صارم بشأن الانضباط ،


كان يمنع الطلاب من إحضار كرات السلة ، 

ولا يُسمح لهم باللعب أثناء الاستراحة ،

و إذا ظهرت كرة ، كانت تُصادر ... 


و لكي يلعبوا ، كان عليهم استعارة كرة من غرفة المعدات ، لكنها لم تكن جيدة الجودة ،

لذا ، كان لو تشانغ تينغ يجلب كراته سرًا ، لكن أُمسك به عدة مرات —-


وهو ينظر إلى ملعب كرة السلة المألوف ، تذكر لو تشانغ تينغ شيئ : “ أتذكر أن شخص في صفك كان اسمه دو هينغ؟ كان يلعب كرة السلة معي كثيراً ”


شين لي بهدوء : “ صحيح ، كان مسؤول النشاطات الرياضية ”


لو تشانغ تينغ بنبرة حملت بعض الحنين: “ كنا مقربين في الثانوية ….” ثم توقف للحظة : “ لكننا فقدنا التواصل بعد التخرج ”


شين لي: “ هذا يحدث مع الكثير من الأصدقاء وزملاء الدراسة ”


لو تشانغ تينغ: “ هل فقدت التواصل به ايضاً ؟”


رد شين لي: “ ما زلنا على تواصل ، لكن ليس بشكل مستمر . يعمل في مدينة B، لذا يعود فقط في نهاية العام .”


صداقات الرجال لا تعتمد على التواصل المستمر ،

قد لا يرسل أحدهما رسالة أو يجري مكالمة طوال السنة ، لكن عندما يعود دو هينغ إلى مدينة S، 

كان شين لي دائمًا يستقبله ،

وكان دو هينغ يحرص على دعوته لتناول المشروبات والعشاء ،

إذا احتاج أحدهما شيئ ، كانت مكالمة واحدة تكفي .


لو تشانغ تينغ مع قليل من الانزعاج: “ يبدو أنكما مقربان”


{ كنت أنا و  ودو هينغ صديقين جيدين في الثانوية ، 

وشين لي أيضاً قريب من دو هينغ ،

و فصولنا متجاورة ، 

ولدينا صديق مشترك …. 

فلماذا لم أعرف شيئ عن شين لي ؟ }


أجاب شين لي ببساطة : “ مم ، كان على الأرجح صديقي الوحيد في الثانوية ”

{ على الرغم من أن صداقتنا بدأت بنقل الواجبات المدرسية }


استدار لو تشانغ تينغ لينظر إليه ، 

ولم يرغب فجأة في متابعة الحديث عن دو هينغ ، فغير الموضوع بطريقة محرجة : “ ما الذي كنت تحبه في الثانوية ؟”


شين لي: “ التفكير… أعتقد ” تابع داخلياً {  التفكير أثناء مراقبتك }


ضحك لو تشانغ تينغ ،،

كان يمكنه بسهولة تخيله كفتى بنظرة حالمة ، 

ينظر من النافذة ، 

مع كومة مرتبة من الكتب على مكتبه ، 

جالس بهدوء في زاوية الفصل ،

لو كان قد مر بجانب الفصل 16 ونظر إلى الداخل ، لكان رآه مباشرةً

لكن للأسف ، نادرًا ما مر لو تشانغ تينغ بجانب الفصل 16 ولم ينظر أبدًا إلى الداخل ——


بينما يحدق في المبنى الصغير بجانب ملعب كرة السلة ، سأل لو تشانغ تينغ: “ هل سمعت قصة الأشباح عن هذا المبنى ؟”


شعر شين لي بالارتباك للحظة ، وانخفضت عيناه : “ نعم، سمعت عنها "


بدا لو تشانغ تينغ أكثر انفتاح : “ في الليلة الأولى من سنتنا الدراسية ، هل ذهبت إلى هناك أيضاً ؟”


أجاب شين لي بهدوء: “ مم ”


ضحك لو تشانغ تينغ : “ هل أمسك بك المعلمين ؟”


: “ لا … ” ضغط شين لي على كف يده ، غير متأكد إن كان ما يشعر به بسبب الحرارة أو التوتر ، 

لكنه لاحظ طبقة رقيقة من العرق ، 

ثم سأل بدوره : “ وأنت ؟”


أجاب لو تشانغ تينغ بابتسامة تصل إلى عينيه : “ ولا أنا . 

بل حتى أخذت معي أحد الزملاء المرتبكين ”


لسبب ما، أراد شين لي أن يضحك فجأة ...

{ إذًا ، لو تشانغ تينغ يتذكرني }


نعم ، قد أخذه لو تشانغ تينغ معه بشكل عابر ، 

لكن شين لي ظل يتذكره لسنوات ——


لو تشانغ تينغ: “ عندما أفكر في الأمر ، 

على الرغم من أننا لم نكن نعرف بعضنا في الثانوية ، 

فقد مررنا بالكثير معًا ” بدأ يعدد الأحداث من ذاكرته : “ استكشاف المبنى ليلًا ، التدريب العسكري ، 

لقاءات الرياضة ، 

حفل بلوغ السن القانونية …”


ثم توقف فجأة

{ لم أعرف شين لي ، لكن شين لي كان يعرفني ... 

فهل هذا يعني أن شين لي كان يعرف أيضاً عن قصة حبي في الثانوية ؟ }


بعد مرور كل تلك السنوات ، 

بدا أن الحديث عن الأمر قد يُظهر أنه لم يتجاوز الماضي …. تنهد داخليًا وغير الموضوع مجدداً 


واصلوا السير والحديث ، 

حتى طرحوا موضوع منشور شين لي على وسائل التواصل الاجتماعي


كان شين لي يشعر بالتوتر طوال اليوم ، 

تاركًا للو تشانغ تينغ قيادة الحديث بالكامل ،


عندما سمع لو تشانغ تينغ يسأل بابتسامة عن سبب وجوده في المدرسة تلك الليلة المتأخرة ، 

وما إذا كان قد تسلق الجدار في النهاية ، 

لمس كف يده لا شعوريًا ،


لم يعد هناك أثر للندبة الناتجة عن شظية الزجاج


شين لي: “ كان قرار عفوي أن أعود وأتجول ”


لو تشانغ تينغ: “ هل كنت بمفردك ؟”


شين لي: “ كنت مع جيانغ تشيفنغ "


رفع لو تشانغ تينغ حاجبه : “ هل هو من مدرستك؟”


بعد أن تأكد من مشاعره ، كان لو تشانغ تينغ قد بحث عن جيانغ تشيفنغ


———  معرفة أن جيانغ تشيفنغ لديه شريك هدّأت قليلاً من غيرته تجاهه ، لكن حقيقة أن جيانغ تشيفنغ وشين لي قريبان للغاية كانت تجعل اسم جيانغ تشيفنغ يثير غيرته في كل مرة يسمعه ———


أجاب شين لي بصراحة ، دون أن يلاحظ النبرة الحامضة ( الغيرة )  في صوت لو تشانغ تينغ : “ لا 

هو من المدرسة الثانوية الثانية ،

اتصلت به ليخرج معي .

هو الصديق الوحيد الذي يأتي كلما اتصلت به "


توقف لو تشانغ تينغ عن السير ، ونظر إليه بعينين عميقتين : “ المرة القادمة ، يمكنك الاتصال بي "


لم يتفاعل شين لي على الفور ، وأجاب بحيرة : “ هاه ؟”


كرر لو تشانغ تينغ بجديّة : “ المرة القادمة ، يمكنك الاتصال بي. 

سأكون معك متى ما تطلبني ”


تجمد شين لي للحظة ، 

وتحركت تفاحه آدم بتوتر بينما ابتلع ،

قبضت أصابعه لا إراديًا ،


{ هل هذا… حلم ؟ }


لو تشانغ تينغ : “ ما الأمر ؟” ، بدا في صوته خيبة أمل طفيفة : “ جيانغ تشيفنغ مقبول ، لكن أنا لا ؟”


شين لي بصوت مبحوح : “ أنت…” 

ثم أرخى أصابعه ببطء ، ونظر إلى ك تشانغ تينغ، خائف أن يكون هذا مجرد حلم عابر ، ولم يتجرأ حتى أن يرمش : “ أنت كذلك ”


ابتسم لو تشانغ تينغ : “ إذن اتفقنا . 

في المرة القادمة ، اتصل بي "


عندما وصلا إلى قاعة المدرسة ، 

سأل لو تشانغ تينغ فجأة : “ هل الباب الجانبي ما زال موجود ؟”


لم يكن من الدقيق وصفه بقاعة المدرسة ،

كانت القاعة مبنى كبير بجوار مختبر العلوم ،

الطابق الأول يحتوي على القاعة ، 

والتي تُستخدم كصالة رياضية أيضاً ، مع منصة تحكم ، وملعب كرة سلة داخلي ، ومركز لياقة بدنية .


الطوابق العلوية تحتوي على غرف موسيقى واستوديوهات تدريب ورقص


في عطلات نهاية الأسبوع ، تُغلق القاعة . 

لكن الباب الجانبي الصغير في الطابق الأول ، 

وهو بوابة حديدية قديمة ، كان قفلها مكسور دائمًا ،

يبدو الباب مغلق ، لكن بمجرد دفعه ، كان ينفتح


فهم شين لي فورًا ما يقصده لو تشانغ تينغ ، وشعر بشيء من الإغراء : “ ما زال موجود ”


كان الباب كما هو، 

مغطى بنبات اللبلاب الأخضر ،

الأوراق كثيفة مع عروق واضحة ، 

متراكمة فوق بعضها البعض ،

عندما تهب الرياح ، 

تبدو كأنها موجة خضراء تتمايل برفق ،


داخل القاعة الرياضية الواسعة ، 

الأرض مغطاة بألواح خشبية ، 

وفي المقدمة توجد منصة عالية ،

الأضواء والستائر هادئة ، 

وفي الزاوية يوجد بيانو مغطى بقماش أسود ، 

وكأنه حارس مخلص للقاعة ، 

واقف بهدوء على مر السنين ——


نظر شين لي إلى البيانو ، 

بينما زاوية رؤيته الطرفية تستقر على لو تشانغ تينغ ، 

بنظرة تجمع بين الرقة والحدة ،


صعد شين لي إلى المنصة ، ورفع الغطاء القماشي، ولمس غطاء البيانو بلطف


لو تشانغ تينغ: “ هل تعرف العزف ؟” وهو يفتح غطاء البيانو وينظر إليه


أنزل شين لي رأسه ، ومرر أصابعه الطويلة فوق المفاتيح السوداء والبيضاء …. 

ضغط ببطء على بضع نغمات ، ليعزف نسخة متقطعة من “Twinkle, Twinkle, Little Star” في القاعة الصامتة


قال شين لي، بإصبعه مثبت على نغمة ' دو' : “ لقد عزفتَ نسخة التغييرات على الأغنية في حفل رأس السنة ذلك العام "


لم يتوقع لو تشانغ تينغ أن يتذكر شين لي ذلك ،

أكمل العزف حيث توقف شين لي، بأصابع مسترخية ، يداه تتحركان بسلاسة على المفاتيح ، لينتج لحن نابض بالحياة ومتدفق


جلوس تشانغ تينغ أمام البيانو ، 

رأسه منخفض قليلاً ، 

و تركيزه الكامل ، 

جعل شين لي ينظر إليه بإعجاب ودفء …. 


قلبه ، المغطى بصوت البيانو ، بدأ ينبض بقوة أكبر ، وكأنه يحاول مجاراة إيقاع الموسيقى


فجأة ، 

قاطع صوت صارم من الباب الزجاجي : “من في القاعة ؟!”


أمسك لو تشانغ تينغ بمعصم شين لي وسحبه بسرعة للاختباء أسفل البيانو ، 

بينما سقط غطاء القماش الأسود ليخفيهما تماماً 


تحت البيانو الضيق ، 

كانا متقاربين بشدة ، 

حتى أن شين لي يكاد يلتصق بلو تشانغ تينغ


حاول التحرك للخلف غريزيًا ، لكن رأسه اصطدم بالبيانو ، محدثًا صوت مكتوم


لو تشانغ تينغ بصوت خافت: “ لا تتحرك ” وضع يده بين رأس شين لي والبيانو ، وربت على رأسه بلطف : “ لا تُصدر صوت ”


توقف قلب شين لي للحظة ، وحبس أنفاسه


 أنت … قريب جداً }


احمر وجهه وبدأ قلبه ينبض بعنف من جديد ،

أغمض عينيه فجأة ، 

ثم بهدوء شديد ، 

مال على كتف لو تشانغ تينغ ، 

مطيعًا وخافضًا رأسه ،


في الظلام ، 

جميع حواسهم مشدودة و متوترة — صوت ضربات قلوبهم المتسارعة ، أنفاسهم المتشابكة …


نظر لو تشانغ تينغ إليه عبر الضوء الخافت المتسلل وسأله بصوت خافت : “ هل أُصبت ؟”


هز شين لي رأسه بالنفي بخفة


تأمل لو تشانغ تينغ عينيه المنخفضتين بهدوء ، 

بينما ارتجفت أصابعه في محاولة لضبط النفس ،


كان ممزق بين الالتزام والاندفاع ، 

لكنه في النهاية سيطر على نفسه وأدار وجهه بعيداً ، 

مركزًا على الأصوات في الخارج ،


بعد فترة ، 

لم يكن هناك أي صوت 

و يبدو أن المعلم المناوب قد غادر


نظر لو تشانغ تينغ إلى شين لي، 

وشعر أنه إذا استمروا في هذه الوضعية لفترة أطول ، فسيكون ذلك اختبار صعب للغاية على ضبط نفسه ، 

فحاول أن ينهض ،

لكن بمجرد أن تحرك ، أمسك شين لي بطرف تيشيرته


بتردد وبصوت خافت ، قال شين لي: “…دعنا ننتظر قليلاً بعد ”


{ دعني أبقى هكذا ، فقط قليلاً ...

مجرد لحظة أطول ، 

لن أطلب أكثر من ذلك … }


———————————يتبع


مشاهد صغيرة :


مشهد صغير 1:

لو تشانغ تينغ : ركضت بسرعة تلك الليلة ، حتى إنني جررت زميلًا مرتبكًا معي .


شين لي: هممم، ذلك الشخص كان أنا ، لكنك لم تكن تعلم ، ولن أخبرك .


الراوي : نعم ، ركضت بسرعة لدرجة أن حبيبك لم يتمكن من اللحاق بك .


أغنية بعنوان “أسطورة” مُهداة للو تشانغ تينغ: “ كان فقط لأنني لمحتك وسط الحشد ، ولم أتذكر ملامح وجهك …”


مشهد 2:


في بداية فصل دراسي جديد ، 

كان الطلاب في الفصل يتحدثون بحماس


الطالب أ: مهلاً ، هل سمعتم ؟ 

هناك شبح في قاعة المدرسة ، والبيانو يعزف من تلقاء نفسه !


الطالب ب: هذا ليس شبح ؛ إنه روح ، أليس كذلك ؟


الطالب ج:  واو ، عزف البيانو لوحده في منتصف الليل يبدو مخيف جداً .


الطالب د: لنذهب لاستكشاف القاعة الليلة !


مشهد 3:


الراوي : لقد أغمض عينيه ، لماذا لم تُقبّله ؟!


لو تشانغ تينغ : من قال أنه ينبغي لي أن أقبله هاه ؟


الراوي (بجدية): صحيح لم تبدآ المواعدة بعد ، 

فما الداعي للتقبيل ~

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي