القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch63 | رواية سيف بارد على ازهار الخوخ

 Ch63


انتهى الأمر في داجينغ وحان وقت الرحيل.
في صباح اليوم التالي جاء شوان تشينغ ليودّع لين روفي فسأله لين روفي عن وجهته فأجاب أنه لا ينوي الذهاب إلى مكان محدد بل سيجول في أنحاء البلاد إذ لا يزال هناك العديد من المناظر الطبيعية التي لم يرها بعد.

رغم أن لين روفي كان يحب هذا الراهب إلا أن لا شيء يدوم للأبد فلا يوجد في العالم وليمة لا تنتهي لذلك لم يُصرّ على بقائه لكن عندما همّ شوان تشينغ بالمغادرة ، أخرج لين روفي سبيكة ذهبية من جيبه وناولها له.

عندما رأى شوان تشينغ الذهب تراجع خطوة إلى الوراء وكأنه رأى وحشاً مفترساً قال بقلق: “ما معنى هذا يا غونغزي لين؟”

ضحك لين روفي وأجاب: “أتذكر أن الراهب أعطاني خرزة في جبال شي ليانغ، لذا… يمكن اعتبار هذا الذهب دَيناً أسدده لك أليس كذلك؟”

كان شوان تشينغ على وشك الرد لكن لين روفي لوّح بيده مقاطعاً: “إذا لم يقبل الراهب فلن أجبره ولكن، هذا التصرّف يجعله يبدو وكأننا غير مقربين إذا كنت ترى أني صديق فرجاءً اقبل ذلك بكرم.”

بعد هذه الكلمات إذا رفض شوان تشينغ مجدداً فسيبدو غير ودود لذا أطلق تنهيدة ثقيلة ومد يده ليأخذ الذهب وعندما رأى لين روفي ذلك شعر بشيء من الارتياح
فمهما كانت قوة شوان تشينغ يظل إنساناً والإنسان بحاجة إلى الطعام والملبس والمصاريف اليومية ورغم أنه يعيش في معبد ويمكنه الاعتماد على التسول لتلبية احتياجاته هناك دائماً أمور تتطلب المال تمنى لين روفي أن يكون لدى الراهب مبلغ إضافي لشراء حلوى على شكل تمثال صغير إذا أراد ذلك.

وبالحديث عن تلك الحلوى تذكّر لين روفي أحداث الليلة الماضية وبدت عليه علامات ارتباك لم يفهم شوان تشينغ تعبيره هذا واعتقد أنه يعكس حزنه على فراقه لذا، وضع يديه معاً بانحناءة خفيفة قائلاً إن كان لهما نصيب فسيتقابلان مجدداً.

رافق لين روفي شوان تشينغ إلى مدخل النُزل أراد أن يصحبه إلى خارج المدينة لكن شوان تشينغ رفض هذا الاقتراح فوقف لين روفي في مكانه يشاهد شوان تشينغ وهو يبتعد شيئاً فشيئاً
كان ظهره يبدو تماماً كما رآه لين روفي لأول مرة ؛ خفيف الخطى ، واثقاً ومتحرراً.

فكر لين روفي: “يا له من راهب مثير للاهتمام.”

أما لين روفي فقد سأل فو هوا عن الغداء قبل استكمال رحلتهم فاستغلت فو هوا الوقت لإعداد العربة للسفر.
عندما جاء وقت الغداء لاحظ لين روفي غياب الطبق النباتي الخاص بشوان تشينغ لم يعتد بعد على الأمر التقط قطعة من التوفو وبينما كان على وشك تناولها سمع صوت حوافر خيل سريعة يتردد من الخارج تبعه دخول شخصية مذعورة عبر الباب.

“أين الراهب شوان تشينغ؟” 

جاء الزائر لاهثاً وغطت جبينه طبقة من العرق لم يكن سوى الأمير باي تيانروي من داجينغ الشخصية الأخرى التي رآها لين روفي في الزقاق الليلة الماضية.

أجاب لين روفي. “غادر في الصباح.”

“غادر؟” بدت علامات الصدمة على وجه باي تيانروي

“ألم يذهب إلى القصر ليطلب من أخي الإذن بالمغادرة؟”

“لا أعلم.” هز لين روفي رأسه ببساطة.

أطلق باي تيانروي سلسلة من الشتائم ثم استدار وغادر

استطاع لين روفي بوضوح رؤية البؤس الذي يكسو ظهره وهو يبتعد أكثر فأكثر أما يو روي والآخرون الذين لم يعرفوا العلاقة بين هذين الشخصين فقد تساءلوا همساً عمّا إذا كان لهذا الأمير عداء مع الراهب شوان تشينغ وإلا لماذا بدا بهذه الهيئة البائسة؟

أجاب لين روفي بشكل عابر: “ربما هناك عداء بينهما.”

قالت يو روي: “على الراهب أن يكون أكثر حذراً هذا الأمير يبدو مخيفاً جداً…”

ابتسم لين روفي فمن الواضح أن الأمير باي تيانروي المعروف بـ”النمر المبتسم” أصبح شخصاً مختلفاً تماماً بعد لقائه بشوان تشينغ لكنه رأى أن هذا الأمر كان مسلياً جداً.

بعد تناول الغداء صعد لين روفي إلى العربة وسلك الطريق الرسمي متجهاً نحو الجنوب.

كلما اقتربوا من قلب قارة ياو غوانغ أصبحت التنمية الاقتصادية أكثر وضوحاً حتى الطريق الرسمي تحتهم أصبح أوسع بكثير لم يمض وقت طويل حتى ظهرت قوافل التجار الأثرياء والمسافرين على ظهور الخيل في كل مكان.

رغب لين روفي في ركوب الخيل أيضاً لكنه عندما رفع الستارة ليرى الشمس الساطعة فوق رأسه تراجع بخفة إلى داخل العربة رأت فو هوا المظهر الحزين على وجه سيدها فناولته وعاءً من حساء البرقوق المثلج لترضيه 

قائلة: “لا تحزن يا سيدي بعد بضعة أشهر ستبرد الأجواء وعندها يمكنك ارتداء عباءة والخروج لركوب الخيل وستبدو أنيقاً أيضاً.”

بدأ لين روفي يحتسي حساء البرقوق على فترات متقطعة ثم سألها كم من الوقت سيستغرق الوصول إلى يونان.

حسبت فو هوا الأيام وقالت إنه إذا سافروا ليلاً ونهاراً فسيصلون خلال سبعة أو ثمانية أيام أما إذا أخذوا استراحات أثناء السفر فسيستغرق الأمر أكثر من عشرة أيام.

أطلق لين روفي “آه” وقال إنه لا داعي للعجلة بما أنهم في رحلة سفر، فليأخذوا وقتهم ويستمتعوا بالمناظر المحيطة.

وهكذا وبشكل غير مستعجل قطعوا بضعة أيام من السفر بدأت العادات والتقاليد المحيطة تتغير تدريجياً كان سكان يونان أقل انفتاحاً من سكان داجينغ لكن الزراعة كانت متطورة للغاية وكانوا يفضلون الطعام المصنوع من دقيق القمح.


لين روفي الذي كان يتناول الأرز طوال رحلته وجد أن الأطعمة الرئيسية في يونان أصبحت المعجنات بأنواعها ، كانت جميعها لذيذة لذا كان يأكلها بسرور بالغ.



يو روي هي من لم تعتد بعد على هذا التغيير كانت تتمتم قائلة إنها دائمًا ما تشعر بجوع في معدتها عندما لا تأكل الأرز 

ابتسمت فو هوا وربّتت على جبينها معاتبةً: “هل جئتِ هنا للاعتناء بالسيد أم للاستمتاع بنفسكِ؟” 

تمتمت يو روي بردة فعلها وقالت إن السيد بالتأكيد يريد تناول الأرز أيضًا ثم استدارت وسألت لين روفي مباشرةً 

“نعم، نعم، نعم.” قال لين روفي وهو يحاول تهدئة خادمته: “إذن ، دعونا نبحث عن نُزل يقدم الأرز الليلة.”

“حسنًا.” وافقت فو هوا.

بعد دخولهم المدينة وسؤال بعض المارة وجدوا في النهاية نُزلاً يقدم الأرز فدخلوا وطلبوا بعض الطعام وخططوا لقضاء الليلة فيه.

بينما كان لين روفي جالسًا في النُزل ينتظر سمع بائعًا في الخارج ينادي: “بطيخ للبيع!” 

وبعد تفكير طلب من يو روي أن تخرج وتشتري واحدة ليتمكنوا من تناولها مساءً لتخفيف حر الصيف.

خرجت يو روي بسعادة ولكن بعد مرور وقت طويل لم تظهر أي علامة لعودتها

كان الضجيج في الخارج يتزايد وكأن هناك خلافًا نشب شعرت فو هوا أن الوضع ليس على ما يرام فقررت النهوض للتحقق لكن لين روفي قال لها: “دعينا نذهب معًا.”

أومأت فو هوا برأسها.

خرج الاثنان ورأوا بالفعل أن يو روي في نزاع مع شخص ما كانت ترفع رأسها وتجادل شخصًا آخر وبدت شديدة الانفعال لدرجة أن وجهها الشاحب تحول إلى لون أحمر قانٍ، وكانت يدها تمسك بقوة مقبض السيف المعلق على خصرها مما يوحي بأنها قد تسحبه في أي لحظة 

أما الشخص الذي يجادلها فقد كان رجلاً طويل القامة ذو حواجب رفيعه وعينين حادتين يحمل سيفًا ضخمًا على ظهره
يطوي ذراعيه العضليتين أمام صدره وينظر إلى يو روي الصغيرة بغطرسة بالنسبة لرجل طويل البنية مثل هذا كانت يو روي بسنها الصغيرة وجسدها الضئيل أشبه بدمية صغيرة.

“لماذا أنت غير معقول هكذا؟!” 
صرخت يو روي بأسنانها المطبقة: “اذا اشتريت كل البطيخ فماذا سيأكل الآخرون؟!”

“كنت هنا أولاً.” رد الرجل ببرود.

“ألا يمكنك أن تترك لي واحدة فقط؟!” صرخت يو روي بغضب.

“كنت هنا أولاً.” كرر الرجل نفس الجملة بلا مبالاة.

“أنت——” اشتعل غضب يو روي.

عندما رأت فو هوا هذا المشهد نادت: “يو روي ماذا يحدث؟”

“أختي فو هوا.” 

بمجرد أن رأت يو روي أن فو هوا والسيد جاءا معًا هرعت بخطوات صغيرة نحو فو هوا 


وقالت بغضب: “قال السيد إنه يريد تناول البطيخ لذا خرجت على الفور لكن من كان يظن أن هذا الرجل سيصل قبلي ويقول إنه يريد شراء كل البطيخ! حاولت أن أطلب منه أن يترك لي واحدة، لكنه رفض!” 

كان البائع يدفع عربة مليئة بالبطيخ ولكن رغم أن وزنها يبلغ مئات الأرطال لم يوافق الرجل على ترك واحدة منها أثناء الجدال اشتعلت حدة النقاش وبدأت يو روي في مشادة مع الرجل 

لم يقل الرجل سوى جملة واحدة: “كنت هنا أولاً.”

كاد هذا الرد أن يجعل يو روي تفقد أعصابها تمامًا.

استمع لين روفي إلى القصة التي رواها خادمته لكنه لم يُبدِ الكثير من الاهتمام 

لوح بيده قائلاً: “لا بأس إذا كان يريد شراءها فليشتريها بعد أن ننتهي من تناول الطعام يمكننا البحث في السوق لنرى إن كان هناك مكان آخر يبيع البطيخ.”

عضّت يو روي على شفتها السفلى وقالت: “كل هذا البطيخ هل يستطيع حتى أن يأكله كله؟ الجو حار ولن يصمد البطيخ لأكثر من يومين.”

سمع الرجل كلمات يو روي ورد عليها قائلاً: “بالطبع أستطيع أكله كله.”

سألت يو روي: “كم عدد الأشخاص الذين سيتناولونه؟”

أشار الرجل إلى نفسه فقط.

حدقت يو روي بذهول: “أنت فقط؟ كل هذا البطيخ لشخص واحد؟ لا أصدق——”

رفع الرجل كتفيه بحركة تدل على أنه غير مكترث قائلاً: “إن لم تصدقي فهذا شأنك.”

صرّت يو روي على أسنانها وقالت بغضب: “كنت أعلم أنك تفعل هذا عن قصد إذا استطعت أن تأكل كل هذا البطيخ ، فسأدفع لك ثمنه!”

رفع الرجل حاجبيه وقال: “حقًا؟”

أجابت يو روي بحزم: “بالطبع!”

عندما سمع الرجل هذا ، رفع أكمامه واستعد للأكل بالفعل كان بائع البطيخ يبتسم بسعادة فقد أدرك أن هؤلاء الأشخاص بمظهرهم الاستثنائي وسيوفهم المعلقة لن يتراجعوا عن دفع الثمن 

لذا، بدأ يساعد الرجل في تقطيع البطيخ وقال مبتسمًا: “ما رأيك أيها الضيف أليس بطيخي حلوًا؟”

رد الرجل: “ليس سيئًا ، انه حلو.”


قُطِع البطيخ ذو القشرة الخضراء الزاهية كاشفًا عن لُبّه الأحمر اللامع كالماء يتخلله بريق بلوري يعكس هشاشته وحلاوته امتلأ الهواء تدريجيًا برائحة حلوة جذبت يو روي التي لم تستطع منع نفسها من ابتلاع ريقها وعيناها التصقتا بالثمرة وكأنها لا تريد تفويتها أما الرجل بفمه الكبير فقد أكل نصف البطيخة خلال بضع قضمات فقط ورغم شراهة تناوله لم يكن مشهده قبيحًا بل أضفى على مظهره شيئًا من الوحشية البدائية.

عبست فو هوا وهي تراقب المشهد وشعرت بأن الرجل كان يضايق يو روي عمدًا وبينما استعدت للتدخل أوقفها لين روفي بابتسامة ناعمة وهزة رأس: “لا بأس دعيه يأكل.”

أومأت فو هوا مجبرة.

كان الرجل يأكل بسرعة فائقة حتى تراكمت قشور البطيخ بجانبه بدا أن هذه الأطنان من البطيخ التي دخلت معدته وكأنها اختفت في ثقب أسود لا قاع له لم يتغير إيقاع تناوله منذ البداية وجذبت طريقته الأنظار حتى تجمّع حول البائع حشد من الناس لمشاهدة الحدث المثير مع كل بطيخة ينتهي منها كان الجمهور يهتف بحماسة مما أضفى جوًا احتفاليًا على الموقف.

فو هوا لم تستطع إخفاء دهشتها؛ لم ترَ في حياتها شخصًا بمثل هذه الشهية الكبيرة كان الرجل يتناول مئات الأرطال من البطيخ وكأنها مجرد وجبة خفيفة ومع مرور الوقت لم يبقَ سوى عدد قليل من البطيخات على العربة مما جعل يو روي تحدّق بدهشة في قشور البطيخ المكدسة ثم في الرجل الذي بدا وكأنه مخلوق غير بشري.

لين روفي الذي لاحظ صدمة يو روي وجد الموقف مسليًا للغاية.

قالت يو روي بدهشة: “كيف يمكنك أن تكون بهذا القدر من القوة؟! هذا الكم الكبير من البطيخ ألا تشعر بالانتفاخ؟” فهي بالكاد تستطيع تناول شريحتين فقط ومع فو هوا والسيد بالكاد يتمكن الثلاثة من إنهاء نصف بطيخة.

الرجل الذي بدت عليه ملامح السرور من سؤالها ضحك بصوت منخفض وهز رأسه.

قالت يو روي مستسلمة: “حسنًا إذن لقد أخطأتُ في تقديرك يبدو أن هناك بالفعل أشخاصاً يأكلون بهذه الطريقة ظننت أنك تتعمد إزعاجي.” 

استعدت لسحب نقودها لدفع ثمن البطيخ لكنها فوجئت عندما توقف الرجل عند آخر بطيخة وقال بجدية: “لقد شبعت لا أستطيع تناول المزيد.”

تعالت أصوات الجمهور المندهشة بينما لم يُظهر الرجل أي اهتمام استدار وسأل البائع عن ثمن ما أكله ثم بدأ بدفع النقود بسخاء.

“انتظر، انتظر!” صرخت يو روي فجأة، “لم يتبق سوى واحدة ألا تستطيع إنهاءها؟”

أجاب الرجل ببساطة: “لا أستطيع.”

بدت يو روي غير مصدقة: “حقًا؟ لا يمكنك أكلها كلها؟”

أومأ الرجل بجدية: “لا أستطيع.”

رغم صغر سنها كانت يو روي ذكية بما يكفي لتفهم أن الرجل ترك واحدة عمدًا شعرت بارتباك وحرج خاصةً وأنها كانت قد ظنت به سوءًا واتهمته بمحاولة إزعاجها.

دفع الرجل ثمن البطيخ واستدار مغادرًا أما يو روي فقد بقيت تنظر إلى البطيخة المتبقية وقشور البطيخ المتناثرة على الأرض وقد استولى عليها شعور مختلط أخيرًا ابتسم لين روفي وربّت على رأسها قائلاً لها أن تأخذ البطيخة المتبقية معهم.

أثر هذا الموقف بشكل كبير على يو روي التي قضت الليل متجهمة وبينما كانت تأكل البطيخ تذكرت ملامح الرجل وتنهدت قائلة: “حقًا، هناك الكثير من الأشخاص الغريبين في هذا العالم.”

ضحك لين روفي وقال: “نعم الناس يضايقونك كما لو كنتِ طفلة.”

ردت يو روي معترضة: “أنا لست طفلة! لقد بلغت الخامسة عشرة!”

في العائلات العادية كان ينبغي أن تتزوج الفتاة في هذا العمر ولكن يو روي كانت من ممارسي فن السيف في المستوى الخامس مما جعل الزواج أمرًا غير مستعجل بالنسبة لها.

“نعم، الخامسة عشرة.” 

تنهدت فو هوا قائلة: “أنتِ تعرفين أن عمركِ خمسة عشر عامًا فهل يمكن أن تكوني أكثر استقرارًا في أفعالكِ في المستقبل؟ لو واجهتِ شخصًا لا يراعي كرامتكِ اليوم ألن يكون ذلك إحراجًا للسيد أيضًا؟”

أطالت يو روي النظر إلى الأرض واعترفت بخطئها وأقرت بأنها كانت متهورة للغاية.

لكن لين روفي لم يُبدِ أي قلق ابتسم وقال: “لا بأس لا أحد يعرفني على أي حال خسارة بعض الكرامة بين الحين والآخر لن تقتلني علاوة على ذلك من كان يظن أن هذا الرجل يمكنه تناول مئات الأرطال من البطيخ دفعة واحدة؟”

هزت فو هوا رأسها وقالت: “هذا الرجل ليس شخصية عادية السيف الضخم الذي يحمله على ظهره ليس مجرد شيء عادي مثل هذه السيوف الثقيلة نادرًا ما تُرى وأشهر ما رأيناه من هذا النوع كان سيف تشونغ فنغ الخاص بغو فييو.”

“أوه؟” أظهر لين روفي اهتمامًا، “هل هو أيضًا سياف قوي؟”

“أعتقد ذلك.” أجابت فو هوا: “لم أتمكن من معرفة عمق مستواه مما يعني أن مستواه ربما يبلغ السابع على الأقل أو ربما يحمل كنزًا غريبًا على أي حال ليس شخصًا يمكننا العبث معه.”

أبدى لين روفي نظرة متأملة.

في تلك الليلة وبينما كان في غرفته تحدث لين روفي مع غو شواندو عن هذا الموقف كان غو شواندو يأكل بطيخًا طازجًا وقال مبتسمًا: “هذا البطيخ حلو جدًا.”

“حقًا؟” قال لين روفي، “دعني أجربه.” 

تقدم وأخذ قضمة صغيرة من البطيخ الذي كان في يد غو شواندو مضغها ثم أومأ برأسه قائلاً: “إنه لذيذ بالفعل.”

خفض غو شواندو رأسه ونظر إلى علامات أسنان لين روفي التي تركها على البطيخ لم يظهر أي تعبير محدد لكنه أصدر صوتًا خافتًا.

“ما رأيك؟” سأل لين روفي “ما أصل هذا الرجل؟”

فكر غو شواندو للحظة ثم أجاب: “رغم أنني لا أعرف هذا الشخص إلا أنني أذكر هذا السيف.”

“أوه؟ تعرف السيف؟” استفسر لين روفي.

“نعم.” قال غو شواندو، “اسم هذا السيف هو ‘تشيانجون’، وله تاريخ يمتد لمئات السنين لقد التقيت بصانع السيف نفسه كان عجوزًا شهوانيًا ولكن على الرغم من أن اسم السيف ‘تشيانجون’ قد يوحي لك بأنه ثقيل إلا أنه ليس كذلك.”


سأل لين روفي: “أليس سيفًا ثقيلًا؟”

هز غو شواندو رأسه وأجاب: “تشيانجون يتميز بميزة أخرى.”

بعد أن استفسر لين روفي بعناية علم أن تشيانجون، على الرغم من كونه مجرد سيف ثقيل في يد سياف عادي فإنه يتحول إلى آلاف الشفرات الصغيرة إذا كان في يد سياف يعترف به تتحول هذه الشفرات إلى تشكيل سيفي قاتل يحيط بالعدو ويخنقه وفقًا لغو شواندو تشيانجون سيف ذكي يختلف تمامًا عن مظهره الضخم.

بينما كان يستمع لوصف غو شواندو عن تشيانجون شعر لين روفي أن هناك شبهًا بين السيف والرجل الذي قابله في النهار فكلاهما بدا خشن المظهر لكن في الحقيقة كانا دقيقين مثل ذرات الغبار.

وأثناء حديثهما غرق لين روفي في النوم برفقة غو شواندو واستمر في نومه العميق حتى صباح اليوم التالي حيث أيقظته فو هوا ويو روي بهدوء لتناول وجبة الإفطار.

كان عليهم مواصلة رحلتهم اليوم أيضًا وبعد الانتهاء من تناول الطعام صعد لين روفي إلى العربة مرة أخرى ليستكملوا طريقهم.



فُو هوا رفعت السياط واستمرت في الخروج من البلدة الصغيرة سافرت العربة لفترة ولكن سرعان ما سمعوا صوت وقع الحوافر يأتي من جانبهم ظن لين روفي أن شخصًا ما يمر بجانبهم ولم يأخذ الأمر على محمل الجد ولكن من كان يعلم أن صوت وقع الحوافر سيستمر في ملاحقتهم.

قالت يو روي: “من الذي يتبعنا؟”

“سأذهب لأتحقق.” رفعت الستارة الخاصة بالعربة وخرجت للحظة وعادت سريعًا وعلامات الاستفهام على وجهها.

“من هو؟” سأل لين روفي.

“إنه الرجل الذي التقينا به أمس الذي كان يأكل البطيخ.” قالت يو روي، “……هو خلفنا تمامًا هل نتوقف ونسأله ماذا يفعل؟”

فكر لين روفي للحظة وقال: “من الجيد أن نسأله.”

فأوقفت فُو هوا الحصان وكما توقعت عندما توقفت عربتهم توقف الرجل أيضًا.

اقتربت فُو هوا من الرجل المجهول وسألته عن السبب وراء متابعتهم ابتسم الرجل ببساطة وقال: “ربما لا تصدقون لكنني فقط كنت ذاهبًا في نفس الطريق الذي تسلكونه.”

“هل تذهب في نفس الطريق بالصدفة؟” بالطبع لم تصدق فُو هوا كلماته لم يكن هناك مثل هذا التوافق في العالم، “أنت تركب حصانًا واحدًا، لذلك يجب أن تسرع.”

هز الرجل رأسه وقال: “على الرغم من أن الحصان الفردي أسرع في الظروف العادية إلا أن السيف الذي أحمله ثقيل للغاية بحيث لا يمكن للحصان الركض بسرعة.”

كانت فُو هوا في حيرة من أمرها ولم تعرف ماذا تفعل فألقت نظرة استغاثة نحو لين روفي.

لين روفي، الذي كان قد سمع حديثهم أشار بيده لفُو هوا مشيرًا لها للعودة.

“في هذه الحالة يمكنه المتابعة إذا أراد.” قال لين روفي، “ماذا لو كان حقًا يسير في نفس الطريق.”

تنهدت فُو هوا وقالت: “هذا بعيد جدًا عن المنطق.”

أجاب لين روفي: “لا بأس، يجب ألا تكون له نية سيئة تجاهنا.”

في النهاية لم يكن أمام فُو هوا سوى التوقف عن الاهتمام به.

ثم استمرت الرحلة كان كل شيء هادئًا ولم يحدث شيء في وقت قصير كانوا يقتربون أكثر فأكثر من يونان بعد مرورهم عبر جزء من الطريق الرسمي الذي كان مهجورًا للغاية كانوا قريبين من وجهتهم لذلك قرر لين روفي أن يرتاح لمدة نصف يوم قبل أن يواصلوا السفر.

لكن بعد دخولهم المدينة لم يعد الرجل الذي كان يتبعهم يظهر.

وصل لين روفي إلى نزل للاستراحة وطلب بشكل عابر إبريقًا من الشاي العشبي كان يهدف إلى تهدئة نفسه قليلاً وفي أثناء ذلك سأل عن عائلة هي من خلال فم “شياو إير”.

عندما سمع شياو إير أنهم جاءوا من الشمال أظهر تعبيرًا من المفاجأة وقال: “الضيوف ، أنتم جئتم من ذلك الطريق الرسمي في الشمال؟”

“نعم، لماذا؟” شعر لين روفي أن هناك شيئًا مختلفًا في تعبير شياو إير 

قال شياو إير” لم تصادفوا شيئًا في الطريق؟”

عندما سمع لين روفي وموظفوه هذه الكلمات كانوا في حيرة لم يعرفوا ما كان يعنيه “شياو إير”.


لاحظ شياو إير أنهم لم يفهموا كلماته لذا كان عليه أن يشرح قال إن الطريق الرسمي في الشمال قد ظهرت فيه بعض الشياطين القوية بشكل غير مفسر أكلوا العديد من التجار، والأغرب من ذلك أنهم لم يهتموا بأي أماكن أخرى وقرروا التدمير على هذا الطريق فقط لهذا السبب لم يجرؤ السكان المحليون على استخدام هذا الطريق، فقط الغرباء الذين لا يعرفون شيئًا عن ذلك هم من يغامرون ويسلكون هذا الطريق.


“ابها الضيوف ، حظكم جيد جدًا.” 
استمر شياو إير في التنهد،“قبل عدة أيام سمعت أن بعض الأجانب تم أكلهم من قبل هؤلاء الشياطين ولم يعثروا حتى على عظامهم.”

تساءلت فُو هوا: “ألا يتولى أحد من السكان المحليين المسؤولية؟”

قال شياو إير مع ابتسامة مريرة: “كان يجب أن يكون هناك لكن تلك الشياطين تبدو قوية بشكل خاص أرسلت عائلة هي بعض التلاميذ لكنهم أصيبوا إصابات خطيرة.”

تمتم لين روفي قائلاً: “هكذا إذًا.”

“نعم.” هز شياو إير رأسه وتنهد قائلاً: “العالم ليس هادئًا الضيوف بما أنكم تسيرون في جيانغهو يجب أن تكونوا أكثر حذرًا.”

“شكرًا لك.” سلم لين روفي قطعة من الفضة المكسورة لـ شياو إير قبل شياو إير ذلك بفرح ثم التفت ليغادر.

بعد سماع كلمات شياو إير تذكر لين روفي الرجل الذي كان يصر على متابعتهم طوال الأيام القليلة الماضية بدا أن أفكاره كانت دقيقة جدًا حتى تجاه الغرباء الذين التقى بهم مرة واحدة فقط.

كانوا قد انتهوا تقريبًا من الراحة قال لين روفي لفُو هوا ويو روي بعض الكلمات قبل أن يذهب في نزهة بمفرده
هذه المدينة الصغيرة ليست كبيرة ولكن الشارع حيويًا للغاية بإمكانه رؤية العديد من الأشياء النادرة التي لم يرها من قبل 

سرعان ما توقف لين روفي عند كشك يبيع الفطائر المقلية كانت الفطائر المقلية تبدو لذيذة جدًا كان العجين مغطى بحشوة من البصل واللحم وعندما تم قليها في المقلاة انتفخت وأصدرت رائحة قوية جدًا.، يتم إخراجها باستخدام عيدان الطعام وتجفيف الزيت وتكون جاهزة للأكل.


اشترى لين روفي واحدة وعندما كان على وشك أن يضعها في فمه لاحظ شخصية مألوفة كان نفس الرجل الذي كان يتبعهم طوال الأيام القليلة الماضية كان الرجل لا يزال يحمل ذلك السيف الثقيل وكان ينظر إلى الفطيرة المقلية في يده……بشغف كبير.


قال لين روفي: “هل تريد بعضها؟”

رد الرجل: “هذا ليس مناسبًا تمامًا بالإضافة إلى أنك اشتريتها للتو.” 

لكنه ، تقدم نحو لين روفي وأصبح نظره إلى الفطيرة المقلية أكثر حرارة.

ابتسم لين روفي وقال: “لا بأس، سأشتري واحدة أخرى.” 

وناول الفطيرة المقلية للرجل الذي لم يمانع في أخذها وفتح فمه ليأخذ قضمة كبيرة 
الفطيرة المقلية التي كانت كبيرة تم ابتلاعها منه في قضمتين فقط بعد أن انتهى من تناولها ، اندفع نحو البائع وقال: “أيها البائع، لفها كلها لي.” 

وبعد أن قال ذلك، بدا أنه شعر بشيء غريب فكر في كلماته للحظة قبل أن يتذكر لين روفي الذي كان يقف بجانبه وأشار إليه قائلاً: “احفظ واحدة له.”

كان هذا الموقف مألوفًا جدًا لدرجة أن لين روفي لم يستطع إلا أن يضحك وقال: “شكرًا.” 

لا يزال يتذكر أن الرجل حفظ واحدة له.

قال الرجل: “من فضلك لا تأخذ الأمر على محمل الجد هكذا أنا آكل.” 
وأضاف: “يجب أن أشبع نفسي بلقمة واحدة وإلا فإن قلبي لا يشعر بالراحة مما يجعل الأمر لا يُحتمل.”

توقف لين روفي لحظة وقال: “بالمناسبة هل يمكنني أن أسأل عن اسمك؟”

أجاب الرجل: “هي وانشيانغ.”

تألق عينا لين روفي عندما سمع هذا الاسم وقال: “هل هذا السيد من عائلة هي؟”

قال هي وانشيانغ: “نوعًا ما؟ ماذا يريد الشاب من عائلة هي؟”

قبض لين روفي يديه وأدى التحية قائلاً: “أنا لين روفي من عائلة لين من كونلون.”

تجمد هي وانشيانغ للحظة وكأنه لم يتوقع أن يكون لين روفي من عائلة لين وتغيرت نبرته على الفور وأصبح فيها بعض التردد وقال: “لين غونغزي … هل جئت لتسليم دعوة لمسابقة السيف كونلون؟”

أجاب لين روفي بابتسامة: “نعم ، هذا صحيح.”

تمتم هي وانشيانغ قائلاً: “يا لها من مصادفة.” 
وأضاف: “يبدو أننا نسير في نفس الاتجاه لماذا لا نذهب معًا؟”

أجاب لين روفي: “بالطبع.”

من هنا إلى مكان عائلة هي تبقى يوم أو يومين آخرين من السفر ومن الطبيعي أن يكون السفر مع احد عائلة هي أمرًا جيدً



  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. هههههه ياخي مافي احد صاحي من الي بيروحو مسابقة السيف ليش

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي