Ch83
بينما كان لين روفي في طريق عودته شُغل ذهنه بالتفكير في كيفية العثور على وو آو لم يظهر غو شواندو عندما التقى لين بأفراد القبيلة وعندما عاد إلى المنزل ظهر غو شواندو مجددًا غير أن حالته لم تكن على ما يرام إذ جلس بهدوء على الجانب منتظرًا لين روفي دون أن ينطق بكلمة.
شعر لين روفي بالقلق تجاه غو شواندو وسأله: “معلم ، ما الذي يجري بينك وبين وو آو تحديدًا؟”
أجاب غو شواندو بكسل: “كما سمعت هكذا كان الوضع.”
قال لين روفي: “لقد سمعت بالفعل لكنني أجد الأمر غريبًا بعض الشيء بما أنكما كنتما تتمتعان بعلاقة جيدة بين المعلم والتلميذ سابقًا ألا يجب أن تكون بينكما بعض الصداقة؟ حتى لو تدهورت العلاقة لاحقًا لماذا كان عليه أن يفعل ذلك؟” ثم نظر إلى غو شواندو بحزن
وأضاف: “هذا القلب مهم جدًا بالنسبة لك وإذا لم نستطع استعادته…”
لكن غو شواندو ابتسم ببساطة وكأن قلق لين روفي لم يكن يعنيه
وأجاب بلا مبالاة: “إذا لم نستطع استعادته فلا بأس يكفيني أن تكون بجانبي، يا شياو جيو.”
وبينما كان يتحدث استند برأسه على كتف لين روفي.
لم يكن أمام لين روفي سوى أن يدعه يفعل ما يحلو له بينما يفكر في أعماقه بخطة لإيجاد وو آو.
مرّت بضعة أيام دون أن يتوصل لين روفي إلى أي أفكار جيدة كل ما يعرفه عن وو آو محدودًا ويقتصر على أحداث عائلة شين ولم يكن قادرًا على تخيل مكان وجوده.
ولكن ما لم يكن يتوقعه هو أن الشخص الذي كان يبحث عنه سيظهر بنفسه ففي اليوم السادس لوصوله إلى قبيلة السحرة وبينما لم تكن هناك أي أخبار عن وو آو، ظهر فجأة.
في صباح بارد كان لين روفي قد انتهى للتو من تناول الفطور الذي أعدته فو هوا وكان يخطط للخروج للتحدث مع أفراد قبيلة السحرة
لكن عندما خرج من الباب رأى شخصية مألوفة تقف هناك في البداية اعتقد أنه يتخيل وفرك عينيه للتأكد من أنه ليس في وهم وو آو كان بالفعل يقف عند بابه بابتسامة مجاملة على وجهه وهو ينادي: “لين غونغزي.”
نظر لين روفي إليه بريبة وسأله: “وو آو؟ لماذا أنت هنا؟”
وبعد المفاجأة الأولى أصبح حذرًا إذ كان يعلم أن الظهور المفاجئ لوو آو ليس فألًا حسنًا.
أجاب وو آو: “لين غونغزي ألم تكن تبحث عني؟”
سأله لين روفي: “كيف عرفت ذلك؟ هل كنت تراقبني؟”
قال وو آو: “لم أراقبك لكن طالما أن ذلك الشيء في يدي فأنت بالتأكيد ستبحث عني.”
وبينما اقترب من لين روفي كان الثعبان الأسود الطويل الملتف حول ذراعه يصدر صوتًا خافتًا كأنه يعبر عن حالة الحماس التي كان وو آو يشعر بها ثم تابع بصوت أجش
وكأن الحديث كان صعبًا عليه: “الجو عاصف في الخارج يا لين غونغزي هل يمكننا الدخول لنتحدث؟”
أجاب لين روفي: “حسنًا.”
دخل الاثنان إلى المنزل لكن غو شواندو لم يكن موجودًا ربما كان يكره وو آو لدرجة أنه لم يرغب حتى في رؤيته.
قال وو آو بابتسامة متيبسة: “لقد كانت رحلة شاقة يا لين غونغزي.”
لم يكن وو آو يبتسم كثيرًا لذا عندما فعل بدت ملامحه مشوهة قليلاً.
وكرر كلماته بصوت منخفض: “كانت شاقة حقًا…”
قال لين روفي دون إطالة الحديث: “أين وضعت الشيء الذي يخص الحاكم السماوي؟”
لكن من كان يظن أن وو آو سيثور فجأة عند سماع هذا السؤال؟ صاح بغضب: “ذلك الذي تدعونه غو شواندو لا يمكن اعتباره الحاكم السماوي! إنه مجرد كاذب مخادع لا تنخدع به يا لين غونغزي، إنه… إنه…”
عبس لين روفي وقال: “حتى لو كان لديك بعض الاستياء تجاهه فقد كان معلمك ذات يوم لا يجب أن تتحدث عنه بهذه الطريقة…”
قفز وو آو من مكانه بسبب انفعاله واحمر وجهه من شدة الغضب بدا وكأنه يريد أن يصرخ بكلمات بذيئة لكنه لم يقل شيئًا إذ لم يكن لسانه فصيحًا بما يكفي
كان لين روفي يراقبه بقلق وخشي أن يُغمى عليه بسبب الغضب فجأة
صاح وو آو بجملة واحدة: “كذب… إنه ليس معلمي!”
صُدم لين روفي: “معلمك ليس الحاكم السماوي؟”
قال وو آو بفخر وهو ينفخ صدره: “بالطبع ، معلمي هو الحاكم السماوي معلمي هو أفضل شخص في العالم.”
نظر لين روفي إلى وو آو بعدم تصديق في تلك اللحظة وُضعت الحقيقة أمامه بوضوح كان لديه شكوك طفيفة من قبل لكنها بدت بعيدة عن التصديق وسرعان ما تجاهلها لكن الآن، أمامه أحد شهود التاريخ وبدا صادقًا في كلامه إذا كان غو شواندو ليس معلم وو آو ومعلمه هو الحاكم السماوي فهذا يعني أن غو شواندو ليس الحاكم السماوي الحقيقي
أو بعبارة أخرى كان هناك أكثر من حاكم سماوي في هذا العالم.
راودت لين روفي هذه الفكرة وفجأة أصبحت الأمور التي بدت غريبة سابقًا منطقية لماذا كانت الآراء حول الحاكم السماوي متضاربة؟ لماذا يقول البعض إنه طيب القلب بينما يقول آخرون إنه عدائي؟
تبين أن السبب هو وجود أكثر من حاكم سماوي: أحدهما كان معلم وو آو والآخر كان غو شواندو.
لم يكن لين روفي يصدق ما يسمعه فسأل بتردد: “هل تقول إن هناك حاكمين سماويين في العالم؟”
أجاب وو آو بحزن دون أي محاولة لإخفاء الأمر: “نعم غو شواندو لا يستحق لقب الحاكم السماوي إنه مجرد كاذب كبير يستغل هذا اللقب ويخون معلمه ويسيء إلى أسلافه لقد خدع العالم بأسره بينما الحاكم السماوي الحقيقي قد سقط… منذ زمن بعيد.”
بدا الأمر صادمًا للغاية وكان لين روفي غارقًا في الذهول
نظر إلى وو آو وسأله: “ما الذي حدث بالضبط في ذلك الوقت؟”
سأل وو آو ببرود: “وماذا أخبرك غو شواندو؟”
قال لين روفي: “لم يذكر الكثير عن ما حدث آنذاك…”
حتى إن غو شواندو عندما تحدث كان غالبًا ما يروي قصصًا عن رحلاته ونادرًا ما تطرق إلى أخبار الحاكم السماوي في البداية اعتقد لين روفي أنه لا يريد أن يستعيد ذكريات ذلك الحزن لكن الآن وبعد التفكير مليًا أدرك أن هناك أمورًا ربما كان يصعب الحديث عنها خصوصًا مع وجود مسألة الحاكمين السماويين التي تبدو غير قابلة للتصديق.
قال وو آو: “إذا أردت يمكنني أن أخبرك بما حدث في ذلك الوقت.”
ثم أضاف: “ولكن عليك أولاً يا لين غونغزيًأن تعود معي إلى كونلون.”
سأله لين روفي: “العودة إلى كونلون؟ ولماذا؟”
أجاب وو آو: “هناك أمور أحتاج مساعدتك فيها.”
نظر لين روفي إليه بريبة وسأله: “أنا؟ كيف يمكنني مساعدتك؟”
ابتسم وو آو قائلاً: “لين غونغزيً لا داعي لأن تقلق لن أؤذيك ولكن هذه المسألة أنت الوحيد القادر على مساعدتي فيها…”
تأمل لين روفي في اقتراحه للحظة ثم قال: “إذا كنت تريد مساعدتي فهذا ممكن لكن عليك أن تسلمني الشيء الذي أخذته من وو مين.”
رغم أن غو شواندو لم يكن الحاكم السماوي الحقيقي إلا أن لين روفي لم يستطع تجاهله في قلبه.
لكن وو آو انفجر غضبًا فور سماعه لهذا الطلب وكاد أن يهاجم لين روفي وهو يصرخ: “لين غونغزي غو شواندو هذا ليس شخصًا جيدًا لماذا ما زلت تفكر فيه؟ لقد دمرت ذلك الشيء الخاص به منذ زمن طويل ولن يحصل عليه أبدًا في حياته!”
تنهد لين روفي قائلاً: “يا للأسف ، إذن ربما لن أتمكن من مساعدتك في هذا الطلب.”
ثم فتح يديه بطريقة تعبر عن عدم الحيلة.
نظر وو آو إليه بعينين تشتعلان غضبًا قبل أن يخفض رأسه في هزيمة ويتمتم: “كيف يمكن أن يحدث هذا؟ لقد مرت مئات السنين كيف يمكن أن يبقى الوضع كما هو…”
لم يفهم لين روفي تمامًا ما الذي يقصده لكنه لم يكن على عجلة من أمره جلس بهدوء يحتسي الشاي تاركًا وو آو يغرق في صراعاته الداخلية في النهاية وبعد صراع طويل عض وو آو على شفتيه وقال: “حسنًا يمكنني أن أعيده إليه لكن يجب أن تغادر معي إلى كونلون فورًا!”
أومأ لين روفي برأسه وقال: “نعم بشرط أن تسلمني الشيء أولاً.”
قضّ وو آو أسنانه وهمهم بكلمات غير مفهومة بلغة محلية لم يدركها لين روفي لكنه لم يكن بحاجة إلى فهمهابل كان يكفيه أن يسلم وو آو الشيء الخاص بغو شواندو.
قبل أن يغادر وو آو أبرم اتفاقًا مع لين روفي بأنه سيعود بعد بضعة أيام ومعه الشيء المطلوب لكنه طلب من لين روفي أن يغادر معه إلى كونلون عند عودته.
وافق لين روفي.
بعد مغادرة وو آوونادى لين روفي على غو شواندو لوقت طويل قبل أن يظهر أخيرًا لكن لسبب ما بدت صورته هذه المرة أخف مما كانت عليه عادة كأنها لوحة حبر تتلاشى
ناداه لين روفي بقلق: “معلم، هل أنت بخير؟”
رفع غو شواندو رأسه لينظر إليه بعينين ضيقتين وحزينتينوقال: “شياو جيو.”
سأله لين روفي: “هل ما قاله وو آو صحيح؟”
أومأ غو شواندو برأسه.
تردد لين روفي وقال: “إذًا ، كان هناك حاكمان سماويان في العالم؟ أنت…… الحاكم السماوي الثاني؟”
أومأ غو شواندو مرة أخرى قائلاً: “نعم.”
تأمل لين روفي في الأمر قليلًا ثم سأل بحذر: “إذًا الحاكم السماوي الأول كيف انتهى به الأمر؟”
وبعد أن طرح السؤال خشي أن يُساء فهمه فأضاف بسرعة: “أنا أصدق كل ما تقوله.”
لكن غو شواندو ابتسم ببساطة وقال: “إذا أراد شياو جيو أن يعرف.سأخبره بكل شيء.”
وبعد أن قال هذا اهتزت صورته فجأة كالماء المتماوج مما جعل قلب لين روفي يغرق بالقلق أراد أن يتقدم لدعمه لكنه رأى غو شواندو يشير إليه بيده، ليؤكد أنه بخير.
سأل غو شواندو بهدوء: “هل يعرف شياو جيو كيف تم إنشاء التشكيل العظيم في قارة ياو غوانغ؟”
قال لين روفي: “أعرف فقط أن التشكيل وُضع على يد الحاكم السماوي ، لكن لا أعرف كيف تم ذلك.”
ابتسم غو شواندو ابتسامة مريرة وقال: “نعم الناس يعرفون فقط أن الحاكم السماوي وضع التشكيل لحماية ياو غوانغ لمئة عام لكنهم لا يعرفون مدى صعوبة هذا الأمر.”
تابع بصوت ضعيف: “التشكيل الذي يهدف إلى حماية قارة يحتاج إلى عين تشكيل تشغّل العملية ولأن هذا التشكيل كان ضخمًا للغاية لم تكن طاقة الأحجار الروحية كافية.”
اتسعت عينا لين روفي ، وذكرته كلمات غو شواندو بفو يو من قرية عائلة فو ففتح فمه قليلاً وقال: “هل تقصد، يا معلم أن……؟”
“نعم.”
أومأ غو شواندو وأجاب بابتسامة خفيفة: “الحاكم السماوي كان طيب القلب ولم يحتمل رؤية العالم يعاني وفي ذلك العام كانت الشياطين يستعدون لمهاجمة ياو غوانغ مرة أخرى وعندما اقتربت المعركة علم الحاكم السماوي أنه لم يعد بإمكانه الانتظار لذلك قدّم جسده طوعًا وضحى به ليصبح عين تشكيل التشكيل العظيم في ياو غوانغ.”
رغم الابتسامة على وجهه كانت عيناه تدمعان وقال بصوت مختنق: “شياو جيو حاولت إقناعه لوقت طويل طويل جدًا ، لكنه رفض الاستماع قلت له إنه الشخص الوحيد الذي تبقى لي لكنه اعتقد أنني أكذب……”
نظر لين روفي إلى غو شواندو مذهولًا
كان يعلم أن غو شواندو حزين للغاية لكنه لم يعرف كيف يواسيه فأمسك بيده برفق تصرف غو شواندو بسرعة ولف يد لين روفي بإحكام بين كفيه.
تابع غو شواندو بصوت مملوء بالحزن: “في ذلك الوقت كنت ضعيفًا جدًا ولم أستطع منعه لم يكن بوسعي سوى مشاهدته وهو يذهب كنت أكره نفسي على هذا العجز لو كنت قويًا بما يكفي لكنت أنا من أصبح عين التشكيل ولما اضطر هو إلى فعل ذلك.”
اشتعلت في عينيه موجة عارمة من الحزن لكنها سرعان ما خمدت وعاد صوته إلى هدوئه.
سأله لين روفي: “وماذا حدث بعد ذلك؟”
قال غو شواندو: “بعد ذلك؟ أصبحت أنا الحاكم السماوي كما أراد هو رغم أنني لم أكن أرغب في ذلك إلا أنني لم أرد أن أخالف رغبته.”
ثم أكمل بابتسامة خفيفة: “لكن طبيعتي كانت مختلفة تمامًا عن طبيعته فعندما أقابل شخصًا أكرهه ، لن أحاول التعايش معه بل سأجده مزعجًا وأقضي عليه بسيفي.”
غو شواندو تنهد بلطف وقال: “الآن عندما أفكر في الأمر ربما لم يكن ينبغي لي فعل ذلك بعد كل شيء، ما فعلته يُحسب على عاتقه لكنني كنت صغيرًا ولم أكن أهتم كنت أحبه إلى حد الجنون وكنت أيضًا أكرهه إلى حد الجنون كان يحمل العالم في قلبه ، بينما انا كنت أحمله فقط أخبرني كيف يمكن أن يكون هذا جيدًا؟”
حتى لو تمكن غو شواندو من صد غزو الشياطين حينها لو لم يتخلَ الحاكم السماوي عن جسده لتأسيس التشكيل في ذلك العام لم يكن يعرف كم من الناس كانوا سيموتون
مرت مئات السنين ولا يزال سكان قارة ياو غوانغ يذكرون اسم الحاكم السماوي بسبب ذلك التشكيل لكن لم يكن أحد يعلم الثمن الذي دفعه الحاكم السماوي لتحقيقه.
لين روفي شعر بألم خفيف في قلبه وهو يستمع كان بإمكانه أن يسمع بوضوح مشاعر غو شواندو تجاه الحاكم السماوي الأول أراد أن يقول شيئًا لكن ولسبب ما شعر بعدم ارتياح حين رأى مظهر غو شواندو المتألم
لذا خفض رأسه وهمس بلهجة مريحة: “لا تحزن يا معلم .”
غو شواندو ربما لاحظ تغير مزاج لين روفي ابتسم مرة أخرى وقال: “لا لم أعد حزينًا منذ وقت طويل.”
أمسك يد لين روفي بإحكام وقال بصوت دافئ: “طالما أن شياو جيو معي لن أشعر بالحزن أبدًا.”
ثم سأل بجدية: “هل شياو جيو يحبني؟”
لم يكن لين روفي يتوقع أن يسأل غو شواندو هذا السؤال فجأة فبقي مصدومًا للحظة قبل أن يجيب غريزيًا: “بالطبع أحبك.”
“لا، ما أسأله ليست المودة بين المعلم والطالب .”
قال غو شواندو، “بل الحب بين رجل وامرأة.”
رمش بعينيه السوداوين الممتلئتين بصورة لين روفي وقال: “هل شياو جيو يرغب في تقبيلي؟ هل يشعر بالغيرة إذا تحدثت مع الآخرين؟ وهل……قلبه سيحتويني أنا فقط؟”
احمرّت وجنتا لين روفي فجأة وبعد فترة طويلة ضم شفتيه وأجاب بهمس ضعيف.
غو شواندو ابتسم وعيناه منحنيتان بلطف رفع يد لين روفي وضغطها على صدره وقال: “وأنا أيضًا أنا أيضًا أحب شياو جيو كثيرًا.”
من الناحية المنطقية لم يكن لدى غو شواندو جسد مادي ، شعر ظهر يد لين روفي بنبض قلب قوي لم يكن قلب غو شواندو هادئًا مثل مظهره بل كان ينبض بسرعة وكأنه على وشك أن ينفجر من صدره شعر لين روفي بالحرج من هذا التصرف وأدار رأسه كاشفًا عن أذنين محمرتين وهو يهمس: “نبض قلبك سريع للغاية.”
“بصراحة.” قال غو شواندو بنبرة جادة: “عندما رأيت شياو جيو لأول مرة كان هذا النبض أسرع بكثير لكنني لم أشعر أنه من المناسب أن أخبر شياو جيو خوفًا من أن يأخذني كمنحرف غريب.”
ضحك لين روفي بارتباك: “كيف لي أن أفعل ذلك……”
سأل غو شواندو: “وماذا عنك يا شياو جيو؟”
لين روفي: “همم؟”
غو شواندو قال: “عندما يراني شياو جيو ، هل ينبض قلبه بسرعة أيضًا؟”
وقع لين روفي في حيرة من أمره بسبب صراحة غو شواندو ولكنه لم يُضايقه كثيرًا اكتفى غو شواندو بابتسامة وهو يقرص شحمة أذن لين روفي المحمرة بإصبعه قبل أن يتركه.
بعد ذلك تحدث لين روفي عن موضوع وو آو أخبر غو شواندو أن وو آو قد جاء إليه وتأكد من أن الشيء المطلوب في يديه وبمجرد حصوله عليه ، سيعود إلى كونلون
ولكن لم يخبر لين روفي غو شواندو بكل تفاصيل الاتفاق الذي أبرمه مع وو آو كان يشعر في قلبه أن القلب الذي في يد وو آو قد يكون بحوزته دائمًا وبالتالي قد يكون له تأثير قمعي على غو شواندو ولهذا السبب لم يتمكن غو شواندو من الظهور في وجود وو آو كما فعل في جبال شيليانغ إذا كان الأمر كذلك فقد لا يعرف غو شواندو محتوى المحادثة بينه وبين وو آو.
على الرغم من أنه لم يكن يعرف لماذا طلب وو آو منه العودة إلى كونلون إلا أنه كان يؤمن بأن هناك أمرًا ما وراء ذلك نظرًا لسوء العلاقة بين غو شواندو ووو آو من المؤكد أن غو شواندو سيظهر ليمنعه لم يكن لين روفي يرغب في أن يخسر غو شواندو قلبه الأكثر أهمية بسببه.
وكما توقع لين روفي بعد سماع القصة لم يكن غو شواندو على علم بتفاصيل محادثته مع وو آو ولكنه علم فقط أن وو آو قد زاره
ومع ذلك ظل يوصي بشدة لين روفي بعدم الاستماع لوو آو قائلًا إن وو آو شخص مجنون يتصرف بعشوائية دون اعتبار للعواقب وأن طباعه أسوأ من طباع غو شواندو نفسه.
ضحك لين روفي وقال: “إذن، يعرف المعلم أيضًا أن طباعه سيئة؟”
لم ينكر غو شواندو الأمر وقال بصراحة: “امتلاك الشخص لشيء من الوعي الذاتي أمر جيد.”
تمتم لين روفي: “إذا كانت طباع شخص ما أسوأ من طباعك ، فكم سيكون هذا مخيفًا؟”
أجاب غو شواندو: “انظر فقط إلى ما فعله شين ووتسوي لم يستفزه أبدًا ولكنه مع ذلك هاجمه بالسيف. ماذا حدث؟ لقد كاد يقتله تافه حتى أنه لم يُولد بمظهر جميل ، فلا عجب أن الحاكم السماوي لم يعجب به.”
كان ضيقه الظاهر الطفولي يُثير الضحك لم يستطع لين روفي كتم ضحكته وارتسمت ابتسامة على شفتيه
قال: “إذن، ما هي العلاقة التي كانت تجمع بين المعلم والحاكم السماوي في ذلك الوقت؟”
أجاب غو شواندو: “كانت علاقة… معلم وتلميذ أنا كنت التلميذ الأكبر للحاكم السماوي.”
تجمد لين روفي للحظة وتذكر وو مين ووو يين خلال الأيام التي قضاها في قبيلة الساحر كان يرى الاثنين يعيشان حياة غاية في الود والانسجام يوميًا في البداية كان يشعر ببعض عدم الراحة لكنه لاحقًا تقبل الأمر بسهولة على الرغم من مظهر وو يين الودود إلا أنه كان في الواقع شديد التملك
وحتى عندما كان الآخرون يلقون نظرات إضافية على وو مين كان يُظهر استياءه لحسن الحظ كان وو مين يفضل البقاء في المنزل مما جعلهما مناسبين لبعضهما البعض.
ربما غو شواندو ومعلمه مروا بتجربة مماثلة مما جعل قلب لين روفي يشعر ببعض الغصة: “إذن هكذا كانت الأمور.”
قال غو شواندو: “كان طيب الطباع ولكن التلاميذ الذين كان يختارهم أصبحوا أغرب مع الوقت دخلتُ إلى جانبه في الوقت نفسه تقريبًا مع وو آو؛ تم قبوله بعدي بثلاثة أيام.”
ثم بدأ غو شواندو يتحدث عن تلك الفترة ببرود وقال: “كل هذا بفضل حظه لو مرت بضعة أيام أخرى ، لكان الحاكم السماوي قد اكتفى بي كتلميذ وحيد له…”
ضحك لين روفي وقال: “كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ أليس الحاكم السماوي طيب الطباع؟”
رد غو شواندو وهو يتنهد: “بالضبط كان لطفه الزائد يجعل الجميع يقلقون بشأنه.”
فكر لين روفي للحظة قبل أن يحك أنفه ويفكر أنه يبدو أيضًا طيب الطباع.
تابع غو شواندو قائلًا: “أنا أذكى من ذلك الأحمق وو آوًولهذا السبب كان يشعر دائمًا بالغيرة ولكن هذه الغيرة لا يمكن تجاوزها لأن الحاكم السماوي ببساطة كان يحبني أكثر.”
قال هذا بابتسامة وكلماته مليئة بالإثارة، “كم كان سيكون من الأفضل لو مات غيظًا.”
بدا هذا الأسلوب الطفولي المشاكس في حديث غو شواندو كافياً ليعمق الابتسامة على وجه لين روفي فقال ممازحًا: “الكبير مذهل حقًا.”
رد غو شواندو بثقة: “بالتأكيد.”
قال لين روفي: “بعد أن أستعيد قلبك يمكنك العودة معي إلى كونلون.”
نظر غو شواندو إلى لين روفي الذي شعر ببعض الحرج لكنه جمع شجاعته وقال ما كان يجول في خاطره: “إخوتي وأختي يحبونني كثيرًا ، لذا لا أعتقد أنهم سيعترضون إذا كان الشخص الذي اخترته رجلاً.”
أجاب غو شواندو بنبرة دافئة: “حسنًا ، كما يتمنى شياو جيو.”
أشرق وجه لين روفي بابتسامة واسعة
تحدث الاثنان طويلًا حتى حل الظلام ثم ذهب لين روفي إلى السرير للراحة
هذه المرة استلقى غو شواندو خلفه بحيث كان ظهر لين روفي مستندًا إلى صدره كانت هذه هي المرة الأولى التي يكونان فيها على هذا القرب استنشق لين روفي رائحة خفيفة لزهور الكرز من شعر غو شواندو ، وسرعان ما غرق في نوم عميق.
في البداية ظن لين روفي أن الأمر سيستغرق بضعة أيام قبل أن يُحضر وو آو الشيء المطلوب لكن في اليوم التالي رأى وو آو واقفًا خارج النافذة كان ينظر إليه عبر الزجاج دون أن ينوي إيقاظه مما أصاب لين روفي بالدهشة.
قال لين روفي وهو يجلس في السرير: “أنت هنا؟”
وكما توقع لم يكن غو شواندو موجودًا في الغرفة فرك عينيه وقال: “كم مضى عليك هنا؟ لماذا لم توقظني؟”
أجاب وو آو بابتسامة: “لين غونغزي يمكنه النوم كما يشاء أنا لست مستعجلاً.”
تنهد لين روفي: “لا تفعل إذا رآك الآخرون عند بابي فلن يكون الوضع جيدًا هل أحضرت الشيء الذي طلبته بالأمس؟”
قال وو آو: “نعم.”
وأخرج صندوقًا خشبيًا صغيرًا من جيبه وبحجم الصندوقًكان يبدو أنه يحتوي على قلب غو شواندو.
مد لين روفي يده لأخذ الصندوق لكن وو آو سحب يده وأعاد الصندوق إلى جيبه نظر لين روفي إليه بريبة لكن وو آو قال بحذر: “يمكنك أخذ هذا الشيء، لكن عليك العودة معي إلى كونلون أولاً بمجرد أن نعود سأعطيك إياه.”
قال لين روفي مستغربًا: “لكن هذا ليس ما اتفقنا عليه في البداية.”
رد وو آو بصراحة: “لقد غيرت رأيي.”
عقد لين روفي حاجبيه وقال: “ليس من الجيد أن تتراجع عن وعودك.”
تنهد وو آو: “لم أكن أريد ذلك أيضًا لكن إذا عاد غو شواندو مبكرًا فسوف يتسبب لي بالكثير من المتاعب.”
بدا وكأنه شعر أن نبرته كانت ثقيلة بعض الشيء، فعادت الابتسامة إلى وجهه وقال بلطف: “لين غونغزي ، لا تلمني بمجرد أن تصل إلى كونلون ستفهم كل شيء.”
قال لين روفي: “…… ألا يمكنك حقًا إعطائي الشيء أولًا؟ ماذا لو لم تفِ بوعدك بمجرد أن نصل إلى كونلون؟”
ضحك وو آو: “أليس كونلون موطن لين غونغزي؟ عندما نصل إلى منطقتك ، لماذا ستخشى ألا أفي بوعدي؟”
تجهم وجه لين روفي وقال: “لا يمكن الوثوق بك تمامًا.”
تنهد وو آو: “إذا كنت لا تزال لا تصدقني يمكننا توقيع عقد العقد يكون قائمًا على الطاقة الروحية ولا أحد يجرؤ على كسره.”
فكر لين روفي للحظة، ثم قال: “حسنًا.”
بهذا، اتفق الاثنان أخيرًا.
كان وو آو يبدو سعيدًا بعض الشيء وبعد أن همس للين روفي بضرورة المغادرة مبكرًا استدار وغادر. نظر لين روفي إلى ظله وشعر بشيء من التعقيد في قلبه كان يعلم أن لوو آو سببًا يجعله يريد العودة إلى كونلون لكن بما أن قلب غو شواندو في يده لم يكن لديه خيار سوى عقد صفقة معه.
أما ما ينتظره في كونلون ، فلم يكن أمامه سوى التكيف مع الوضع حينها
تعليقات: (0) إضافة تعليق