Ch2
من النادر أن يأتي الناس لزيارة القبور في هذا الوقت ،
مرَّ شياو تانغ تشيو في ذهنه مشاهد من بث لعبة الرعب
الذي شاهده اليوم وما قالته صاحبة محل الزهور في وقت
سابق
لكن عندما استدار بحذر ليرى من القادم ، توقف ….
امرأة في منتصف العمر ترتدي معطف أبيض طويل ...
جميلة جدًا ،، على الرغم من تقدمها في السن ،
إلا أنها حافظت على جمالها ،
فقط حواجبها تبدو حزينة قليلاً ،
توجهت المرأة مباشرةً إلى قبر منغ شينغ هي ،
ولم تبدُو وكأنها رأت شياو تانغ تشيو ،
مما جعل عيناه تظلم قليلاً ….
تحركت شفتاه لكنه لم ينطق بشيء في النهاية ——-
هذه المرأة هي منغ تشينغشيو ، والدة منغ شينغ هي —-
منغ تشينغشيو في ذكريات شياو تانغ تشيو امرأة لطيفة
وجميلة ،
كان هو و منغ شينغ هي قد نشأوا معًا ،
وكلما يعودان بعد اللعب في الخارج ،
كانت منغ تشينغشيو ، طالما تكون في المنزل ،
تبتسم بلطف وتمسح أيديهما الصغيرتين بمنديل ….
لكن منذ وفاة منغ شينغ هي ، تغيرت تمامًا …..
لم تتغير شخصيتها فقط ، بل تغيرت أيضًا طريقة تعاملها
مع شياو تانغ تشيو ———
في كل مرة ترى فيها شياو تانغ تشيو في المقبرة ،
كانت تبدو باردة جداً ، وكأنها لا تراه ——
تتجاهل وجوده وتتناسى أي شيء يقوله وكأنه هواء ——
هذه المرة أيضًا ، تجاهلت منغ تشينغشيو شياو تانغ تشيو
على الرغم من أن شياو تانغ تشيو شعر بعدم الارتياح قليلًا ،
إلا أنه يتفهّم تمامًا برودتها ….
فمن يستطيع أن يتعامل مع الشخص الذي قتل ابنها بشكل طبيعي ؟
——- قبل سبع سنوات ،
مات منغ شينغ هي بسببه ———
كان ذلك في الليلة التي سبقت عيد ميلاد منغ شينغ هي الثامن عشر ——-
بسبب خلاف مع أفراد العائلة ، قررا أن يهربا من المنزل
معًا ،
وبعد أن تجولا في الخارج طوال اليوم ،
كانا متعبين وجائعين ،
وبما أن ذلك كان عيد ميلاد منغ شينغ هي،
قررا شراء كيكة عيد ميلاد بكل المال الذي كان معهما ،
لكن أثناء عودتهما إلى الحديقة التي يرتاحان فيها بعد شراء
الكيك ، نشب شجار بينهما في الشارع ……..
أدار شياو تانغ تشيو وجهه وابتعد غاضبًا ،
وكان يستعد لعبور الطريق ،
لكن سيارة فجأة انطلقت نحوه بسرعة خارجة عن السيطرة
في اللحظة التي كان يظن فيها أنه سيموت ،
دفعه منغ شينغ هي بعيدًا بقوة وسرعة قوية ،
لكنه انتهى بضربه بعيدًا مع الكيك ….
منغ شينغ هي ، الذي صدمته السيارة ، مات في مكانه …..
وعندما وصلت سيارة الإسعاف ، كان قد فات الأوان ——-
على الرغم من مرور سبع سنوات على ذلك الحادث ،
لا يزال شياو تانغ تشيو يتذكر المشهد بوضوح عندما يُغلق عينيه …...
كان مستلقيًا على الطريق وشاهد منغ شينغ هي وهو يتنفس أنفاسه الأخيرة أمام عينيه ……..
لقد أثر هذا الحادث بشكل كبير على نفسيته
وترك له جرحًا عميقًا ——-
بعد ذلك ، حبس نفسه في المنزل لمدة عامين
لم يجرؤ على الخروج ،
لم يرغب في الذهاب إلى أي مكان ،
وبالتأكيد لم يجرؤ على ركوب سيارة ………..
بعد عامين ،
بدأ يخرج تدريجيًا من صدمة الحادث ،
لكن مهما كان ، إذا لم يكن مضطرًا لركوب سيارة ،
فإنه لن يركب ،
بالتأكيد كان من الأفضل ألا يخرج على الإطلاق ،
كما أنه عانى من حاجز اجتماعي ورفض الذهاب إلى
المدرسة أو تكوين صداقات ،
ولم يتحسن حاله إلا عندما أصبح مدمنًا على الإنترنت منذ
خمس سنوات ، وكون بعض الأصدقاء عبر الإنترنت ،
وتواصل مع H Station، وبدأ في البث المباشر كستريمر . وبدأت الأمور تتحسن تدريجيًا …..
على الرغم من أن شياو تانغ تشيو بدأ يتحسن تدريجيًا من
الماضي ،
إلا أنه لم يستطع أن يواجه منغ تشينغشيو ،
لم يرَى شياو تانغ تشيو والد منغ شينغ هي أبدًا ،
ولم يلتقِي ببقية أقارب منغ شينغ هي ،
لذا كان يعتقد أن منغ شينغ هي ربما لم يكن لديه إلا منغ
تشينغشيو في هذا العالم …
ولهذا السبب ،
كان يشعر بذنب أكبر تجاه منغ تشينغشيو ——-
بينما يحدق في صورة منغ شينغ هي على الشاهد في حالة
من الذهول والسرحان ،
رن هاتفه ….
في المقبرة الهادئة ، كان الصوت مفاجئ جداً
نظر شياو تانغ تشيو إلى الأم منغ تشينغشيو بشكل عفوي ،
لكن تعبيرها لم يتغير ، وكأنها لم تسمعه ،
سحب بسرعة هاتفه من جيبه ،
وسار بضعة خطوات بعيدًا ثم أجاب على الاتصال ،
ظهر صوت أم شياو تانغ تشيو من الجهة الأخرى ...
تبادلت مع شياو تانغ تشيو بضعة كلمات
ثم ذهبت مباشرة إلى الموضوع ،
كانت تخطط لأن يذهب شياو تانغ تشيو في موعد غرامي مدبر غدًا
ابتسم شياو تانغ تشيو بلا حول ولاقوة ،
وانخفض صوته قليلاً : “ أمي، أنا ما زلت صغير
لذا لا أحتاجك لتنظيم مواعيد مدبرة .”
لم تقتنع أم شياو تانغ تشيو على الإطلاق ،
فقالت: “ نعم ، أنت لا تزال صغير .
لكنك طوال هذه السنوات لم تدخل في علاقة واحدة ،
أليس كذلك ؟”
لم يجد شياو تانغ تشيو كلمات ليجيب بها ،
ثم سمع أمه تتابع
: “ لقد وجدت لك عراف ليحسب حظك .
قال العراف أنه سيكون لديك مصيبة في الخامسة
والعشرين من عمرك .
إذا لم تحلها ، قد تخسر حياتك .
لذا، وجدت لك بعض المواعيد الغرامية المدب التي قد
تساعد في تجنب هذه المصيبة .
من أجل حياتك الصغيرة ، يجب أن تلتقي بهم .”
تمتم شياو تانغ تشيو : “ أمي، هذه كلها خرافات …
أي عراف ؟
أظن أنه كان نصّاب يسرق أموالك !”
: “ حتى لو كانت خرافات ، فأنا أفضل أن أصدقها !” تنهدت الأم : “ ألا تتذكر منغ شينغ هي ؟
عندما وُلد ، طلبت والدته من أحدهم أن يحسب حظه.
قال العراف أنه سيموت صغير ولن يتجاوز الثامنة عشرة !
حتى لو حاولت أمه الهروب من عين القدر ، انظر !
لم ينجُو حتى من عمر الثامنة عشرة !”
سكت شياو تانغ تشيو ——-
بدت أم شياو تانغ تشيو وكأنها أدركت أن نبرتها كانت ثقيلة جداً ،
فأخذت في التخفيف : “ شياو تشيو ليس لأنني مستعجلة .
في هذه السنوات… أنا لا أطلب منك أن تقع في الحب
وتتزوج فورًا ، لكن على الأقل عليك أن تحاول .”
صمت شياو تانغ تشيو طويلًا ، ثم قال بحزن : “ حسنًا ،
سأحاول ،
لكن لن يكون هذا الأسبوع .
لدي موعد لعرض عقار .”
بدت نبرة الأم أكثر لطفًا : “ هل جمعت المبلغ الكافي للدفعة المقدمة ؟
هل تحتاج إلى مساعدتي ؟”
: “ لا، لدي ما يكفي من المال…”
تحدث شياو تانغ تشيو مع والدته قليلاً ثم أغلق الهاتف
تنهد ،
وعندما نظر للأعلى ،
اكتشف أن منغ تشينغشيو تنظر إليه مباشرةً في لحظة ما ،
و تعبير عينيها معقد ، مما جعل قلبه يرتجف
بعد لحظة ، تحدثت منغ تشينغشيو ،
وصوتها خافت قليلاً : “… هل ستذهب في موعد مدبر ؟”
توقف شياو تانغ تشيو —— هذه المرة الأولى منذ سبع
سنوات التي تتحدث فيها الأم منغ تشينغشيو إليه ——
و قبل أن يتمكن من الرد ،
سألته منغ تشينغشيو سؤال آخر ،
: “ هل تخطط لتأسيس عائلة ؟”
شياو تانغ تشيو تجمد في مكانه ——
لم يتوقع أن تسمع منغ تشينغشيو كل ما قاله رغم أنه
خفض صوته ———
كان الموقف محرج ، وبعد لحظة ، اعتذر بصوت خافت
أن تربي طفلاً ، ثم تشاهد هذا الطفل يؤسس عائلة ويتزوج
وينجب هو على الأرجح أمنية كل أم ——
ومع ذلك ، فقدت منغ تشينغشيو كل ذلك في وقت مبكر ،
وكان عليها فقط أن تشاهد الطفل الذي نشأ مع ابنها يحقق
هذا الحلم ————
في الإضاءة الخافتة و المقبرة مظلمة ،
نظرت منغ تشينغشيو إلى شياو تانغ تشيو مباشرةً
بعد فترة ، سألت سؤال غير مرتبط بالموضوع
: “ هل تخطيت ذلك ؟”
شياو تانغ تشيو شعر بالارتباك ،
و قبل أن يدرك أن منغ تشينغشيو كانت تسأله إن كان قد
تخلص من صدمة الحادث الذي وقع قبل سبع سنوات .
فوقع في صمت ولم يعرف كيف يجيب ———
تنهدت الأم منغ تشينغشيو : “ لقد تخطيت بالفعل…”
ابتسم شياو تانغ تشيو ابتسامة مُرَّة : “ لا "
في هذا العالم ،
ربما كان هناك شخصان فقط يتذكران الحادث الذي وقع
قبل سبع سنوات …..
لو كان قد تخطى ذلك بالفعل ،
لترك منغ تشينغشيو بمفردها في تلك الذكرى ،
وهذا كان سيكون قاسيًا جدًا على الأم .
منغ تشينغشيو نظرت إلى شياو تانغ تشيو ،
وبعد وقت طويل ، سألت : “ إذا عاد الزمن للخلف وكنت
في ذلك الوقت قبل سبع سنوات ، هل ستكون مستعد
لإنقاذه ؟”
شياو تانغ تشيو أجاب دون تردد : “ نعم "
لقد تخيل هذا السؤال في ذهنه مرات عديدة ——
صوت منغ تشينغشيو غامض قليلاً ،
و كأنه يأتي من مسافة بعيدة ... : “… حتى لو كان الثمن هو
حياتك؟”
تردد شياو تانغ تشيو للحظة ، لكنه أومأ برأسه
أخذت منغ تشينغشيو نظرة طويلة عليه وقالت شيئ آخر
دون أن تتكلم ،
ثم استدارت وأعادت النظر إلى صورة منغ شينغ هي على الشاهد ، حيث تحدق فيها بشدة
شياو تانغ تشيو وقف مع منغ تشينغشيو لمدة نصف ساعة
تقريبًا ، ثم استدار و غادر
في تلك اللحظة ، اختفى نور القمر ،
وأضواء المقبرة خافتة جدًا ،
حتى وإن كان رجلًا بالغ مرَّ بتجارب عديدة مع أفلام الرعب
وألعاب الرعب ،
إلا أنه شعر بشيء من التوتر …..
لم يفهم كيف يُمكن لامرأة رقيقة مثل منغ تشينغشيو تجرؤ
على السير وحدها في المقبرة في الليل
في منتصف الطريق ،
لم يستطع المقاومة واستدار ليلقي نظرة خلفه ——-
وعندما استدار ،
اكتشف أن منغ تشينغشيو قد اختفت من أمام القبر ———
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق