Ch5
صرخ الرجل ذو السلسلة الذهبية بحزم : “ أسرعوا واصعدوا
على القارب !”
في تلك اللحظة ،
لم يجرؤ أحد على التعبير عن أي رأي مخالف ،
فقد كان واضحًا للجميع أنه إذا استمروا في البقاء هنا ،
فإن الهاوية ستبتلعهم في اللحظة التالية ،
التفت الجميع بسرعة للصعود على القارب ،
لكن سرعان ما ظهرت مشكلة واضحة – هذا القارب الصغير قديم ومتهالك ،
ومن مظهره ، بدا أنه لا يمكنه استيعاب أكثر من شخصين
أو ثلاثة ،
لكنهم ثلاثة عشر شخص ،
فكيف يمكن أن يتحمل القارب الجميع دون أن يغرق ؟
في تلك اللحظة ، تحدثت المرأة التي كانت ضمن الثلاثي
الهادئ قائلة : “ اللعبة لن تخلق وضع غير قابل للحل ،
خاصةً أن اللعبة قد بدأت للتو .
اصعدوا على القارب !”
وبينما تتحدث ، صعدت إلى القارب أولاً ،
ولم يتردد رفيقاها في متابعتها ،
سرعان ما تبعهم الآخرون ، وفي النهاية ،
سحب شياو تانغ تشيو الممثل الصغير معه إلى القارب ،
تحت هذا الحمل الثقيل ، تأرجح القارب الصغير بشكل عنيف ،
مما جعل تعبيرات الجميع تتحول إلى الشحوب ،
كانوا جميعًا خائفين من أن ينقلب القارب في أي لحظة ،
لكن لحسن الحظ ،
وبعد بضع هزات إضافية ،
استقر القارب بسرعة ،
وعلى الرغم من أنه بدا بالكاد قادرًا على تحمل الوزن ،
إلا أنه لم يغرق ،
تنفس شياو تانغ تشيو الصعداء ،
لكنه لاحظ أن الهاوية قد امتدت لتغطي الضفة بالكامل ...
فصاح على الفور : “ تحرك بسرعة !”
كان الرجل العجوز يحدق في شياو تانغ تشيو ببلادة بينما
يطلق ضحكة غريبة “ هيهيهيهيهيهي ”
شعر شياو تانغ تشيو وكأن برد شديد اجتاح جسده —-
أمسك الرجل العجوز العصا الخيزرانية ببطء وبدأ يدفع القارب للأمام
كانت حركاته بطيئة بشكل مؤلم ،
وكأنه لم يكن لديه القوة لتحريك القارب ،
صاح الشاب ذو الشعر الأصفر بغضب عندما لاحظ الظلام المحيط،
واندفع نحو الرجل العجوز : “ أسرع !
أسرع أيها العجوز القذر !
هل تستطيع دفع القارب أم لا؟
إذا كنت لا تستطيع ، دعني أفعل ذلك !”
لكن الرجل العجوز لم يعر أي اهتمام للشاب ذو الشعر الأصفر ،
وتصرف وكأنه لم يسمع شيئ ،
استمرت حركاته البطيئة المؤلمة ،
مدفوعًا بالقلق ،
كان الشاب ذو الشعر الأصفر على وشك أن ينتزع العصا
الخيزرانية من الرجل العجوز ،
لكن الرجل ذو السلسلة الذهبية بجانبه قال فجأة : “ كفى !
انظر للخلف مجدداً !”
استدار الشاب ذو الشعر الأصفر بنظرة مليئة بالخوف ،
ليجد أن الهاوية قد امتدت لتغطي الضفة ،
لكنها لم تتجاوز ذلك ،
التفت الآخرون أيضًا ونظروا للخلف ،
وواجهوا نفس المشهد الغريب ،
تلك الهاوية المرعبة بدت وكأنها ابتلعت الطريق الذي جاءوا منه
لم يبقَى سوى قرية الصيد القريبة والنهر الذي يعبرونه ؛ كانوا محاطين بالهاوية ،
عبس شياو تانغ تشيو؛ لم يكن متأكدًا من السبب ،
لكن الهاوية أعطته شعور وكأنها تمتلك نوعًا من الذكاء ،
وكأنها كانت تحدق فيه …..
لم يعرف إذا شعر أي شخص آخر بنفس الشيء ،
لكنه لم يخطط للسؤال على أي حال ،
تعبيرات الجميع كئيبة للغاية ،
لم يتحدث أحد حتى بادر الرجل ذو السلسلة الذهبية
إلى كسر الصمت : “ هذا العجوز يتحرك ببطء شديد .
لماذا لا نستغل هذا الوقت لتقديم أنفسنا ؟
سأبدأ .
اسمي لوو مانسو — أنا لاعب متمرس .”
وأضاف بلا مبالاة : “ بالتأكيد أنا لست إله رحيم ،
لذا لا أخطط للمساعدة مجانًا .
سأكون صريح معكم ؛ لا يمكن إتمام اللعبة بمفردكم ،
إلا إذا كنتم أحد هؤلاء المجانين ذوي القوة الخارقة .
لكن هؤلاء الأشخاص نادرين جداً .
اللاعبين العاديين مثلي يحتاجون دائمًا إلى مساعدة من
رفاقهم ، حتى لو كانوا متمرسين .”
ثم اقترح بنبرة غير مكترثة : “ إذا كنتم ترغبون في التعاون
معي ، يمكنكم اتباعي عندما نصل إلى القرية .
بالتأكيد ، لن أجبركم إذا لم تثقوا بي؛
يمكننا أن نسلك طرقًا منفصلة .
فكّروا في الأمر الآن .”
نظر الجميع إلى بعضهم البعض في حيرة ،
ثم بدأوا بتقييم الرجل ذو السلسلة الذهبية سرًا ،
محاولين تحديد ما إذا كان جديرًا بالثقة ،
كان مظهره العدواني يجعل من الصعب على أي شخص
الوثوق به بسهولة ،
ومع ذلك ،
كان حديثه صريح ولم يحاول تزييف كلماته ،
استمر الرجل العجوز في التحرك ببطء ،،،،،
وعلى الرغم من أن قرية الصيد لم تكن بعيدة ،
إلا أنه لم يكن من الواضح متى سيصلون إليها بسبب سرعته ،
بدأ الآخرون بتقديم أنفسهم بينما يبحثون عن شركاء مناسبين ،
الشاب ذو الشعر الأصفر يدعى لو دادونغ 👱 ؛
الرجل ذو النظارات زينغ جينبينغ 👓؛
الشاب الصامت ببدلته يدعى جيانغ زيهان🤵♂️ ؛
أما الثنائي ، فالمرأة تدعى لو شياوتاو والرجل يانغ بينغ ؛
وأخيرًا ،
الفتاتان اللتان كانتا تجلسان معًا ،
إحداهما تدعى دينغ تيانتيان، والأخرى دينغ ميمي .
وحينها فقط أدركوا أن الفتاتين توأم
المجموعة الهادئة المكونة من ثلاثة أشخاص يبدون
غير راغبين في التعامل مع الآخرين
وأعطوا أسماء واضح بأنها مزيفة ——
: “تشانغ سان ، لي سي ، وانغ وو”
تبِع شياو تانغ تشيو الآخرين وأعطى اسمه : “ أنا شياو تانغ تشيو”
قبل ذلك ، لم يُظهر لوو مانسو الرجل الأصلع ذو السلسلة
الذهبية أي اهتمام عندما قدّم الآخرون أنفسهم ،
لكنه بدا مهتم عندما جاء دور شياو تانغ تشيو
فسأل: “ ما عملك ؟”
ردّ شياو تانغ تشيو بنبرة محايدة : “ أنا أعمل لحسابي الخاص ”
كان يعتقد أن لوو مانسو سيواصل طرح الأسئلة عليه ،
لكن لوو مانسو اكتفى بابتسامة صغيرة وحوّل انتباهه إلى
شخص آخر
الممثل الصغير الجالس بجانب شياو تانغ تشيو تحدث
بحذر: “ أنا تانغ ميانميان”
أومأ لوو مانسو برأسه بلا مبالاة ؛
لم يكن واضح إن كان قد تذكر أسماءهم ،
طوال هذا الوقت ، كان الرجل العجوز الذي يقود القارب
يتصرف وكأنه لم يسمع شيئ ،
حيث ظل يحدق للأمام ببلادة وهو يجدّف ببطء ،
نظر شياو تانغ تشيو إلى العصا الخيزرانية في يد الرجل العجوز ،
ثم ألقى نظرة على سطح الماء ،
لكنه لم يرَى سوى الظلام ،
لم يكن هذا نهر عادي ؛ المياه المظلمة والمغبرة كانت
تبعث شعور بالخوف ،
ساد الصمت مجددًا على القارب ،
وعاد إلى حالة من السكون المميت ،
ولكن في تلك اللحظة ،
بدأ الرجل العجوز يغني ،
صوته أجش وغير ممتع ،
يحمل نغمة غريبة ومخيفة ،
[ “ الأغصان والأوراق الندية في بيت والدها
بعد زواجها ، ذبلت وتصفر وتضعف
المياه تغمرها مرارًا وتكرارًا
وتطفو مجدداً ، مبللة بالدموع ” ]
أثار هذا الغناء شعور بالانزعاج لدى الجميع ،
حاولوا الابتعاد عن الرجل العجوز ،
محاولين خلق مسافة أكبر بينهم وبينه ،
عبس شياو تانغ تشيو قليلاً ،
ولاحظ أن لوو مانسو والمجموعة الهادئة المكونة من ثلاثة
أفراد بدوا وكأنهم يفكرون بعمق —— كانت أعينهم
منخفضة ، و يحتفظون بأفكارهم لأنفسهم .
أنهى الرجل العجوز أغنيته ،
وانحنى قليلاً وهو يضحك ضحكة خافتة ،
ثم قال: “ لقد وصلنا ”
رفع الجميع أنظارهم ورأوا أن قرية الصيد أصبحت قريبة بالفعل ،
رغم أنها كانت بعيدة قبل لحظات ،
قمعوا الرعب في قلوبهم ونزلوا بحذر من القارب ،
من مسافة بعيدة ،
لم تكن قرية الصيد تبدو مختلفة عن أي قرية صيد عادية ،
لكن بمجرد أن اقتربوا ،
بدأوا يلاحظون وجود شيء غريب وغير متناسق في كل مكان ،
كانت المنازل في القرية كلها منخفضة ،
ضيقة ومتهالكة ،
ولا تبدو وكأنها قادرة على حمايتهم من الرياح أو المطر ،
ويوجد عدد قليل من الناس في الشوارع ،
ولكن أعينهم بدت فارغة وخالية من الحياة ،
وجوههم الخشبية ( جامدة ) خالية تمامًا من أي تعبير ،
وبالنظر إليهم فقط ،
كان من الواضح أنهم ليسوا طبيعيين ،
بالإضافة إلى ذلك ، كانت حركاتهم بطيئة بشكل غير طبيعي ،
مما يجعل من المستحيل أن يبتعدوا كثيرًا ——
بعض الفتيات مجتمعات معًا ، يرتجفن من الخوف ،
بينما بقي وجه لوو مانسو هادئ تمامًا ،
وكأنه معتاد على هذا النوع من المواقف ،
وفي تلك اللحظة ، نادى صوت عجوز :
“ هل أنتم طلاب الجامعة الذين جئتم للدراسة هنا ؟
مرحبًا بكم في قرية يونجيا.
أنا زعيم القرية ؛ سأأخذكم إلى أماكن إقامتكم.
من فضلكم، اتبعوني .”
ظهر هذا الرجل العجوز فجأة أمامهم وكأنه شبح ،
مما جعل الجميع يقفزون من الخوف ،
ولكن سرعان ما تنفسوا الصعداء ،
على الأقل ، بدا هذا العجوز طبيعي مقارنةً ببقية القرويين.
على الأقل من مظهره الخارجي ،
لم يكن يبدو مختلف كثيرًا عنهم ،
تحدث لوو مانسو وهو يلمس ذقنه : “ حسنًا، خذنا إلى
أماكن إقامتنا إذًا ”
دون أن يلتفت إليهم ،
استدار زعيم القرية وبدأ يتحرك ؛
حركته ليست بطيئة ولا سريعة ،
ولكن على الأقل لم تكن مثل القرويين الآخرين الذين
يتحركون وكأنهم جثث متحركة ،
لوو مانسو: “ دعونا نتبعه .
بمجرد أن نصل إلى مكان الإقامة ، يمكننا الانفصال .”
وأضاف ليطمئنهم : “ يبدو أن هذا زعيم القرية مجرد
شخصية غير لاعبة (NPC)،
لذا لن يبادر بمهاجمتنا في الظروف العادية .
بما أننا سنبقى هنا لثلاثة أيام ، سنحتاج بالتأكيد إلى مكان للإقامة .”
رفع شياو تانغ تشيو حاجبه وسأل: “ في الظروف العادية ؟”
ابتسم لوو مانسو لشياو تانغ تشيو ولكنه لم يُجب ،
لم يستطع تانغ ميانميان ( كوتون كاندي ) كبح نفسه وسأل:
“ ماذا لو لم نتبعه ؟”
لوو مانسو رفع كتفيه بلا مبالاة : “ يمكنك اختيار البقاء على
الشاطئ خلال الأيام الثلاثة . القرار يعود إليك .
أو يمكنك البحث عن أحد القرويين وسؤاله إذا كان يمكنك
البقاء معه .”
ثم استدار وتبع زعيم القرية …..
نظر تانغ ميانميان إلى القرويين الذين يشبهون الجثث
المتحركة ، وسرعان ما سحب شياو تانغ تشيو ليبقى قريبًا
من زعيم القرية ،
تابعوا زعيم القرية ،
حيث تجولوا في ما بدا أنه نصف القرية ،
ثم توقف أمام منزل ،
زعيم القرية : “ هذا هو المكان "
نظروا إلى المنزل وفحصوه ؛
رغم أنه بدا متهالك بعض الشيء ،
إلا أنه بدا وكأنه يستطيع الصمود أمام الرياح والمطر ،
تنهد بعضهم تنهيدة ارتياح ،
كان زعيم القرية على وشك المغادرة بعد إنهاء مهمته ،
لكن لوو مانسو أوقفه وأشار إلى مبنى في منتصف القرية
قائلاً : “ انتظر لحظة ، هل يمكن أن تخبرني ما هذا ؟”
التفت شياو تانغ تشيو مع الآخرين لينظروا في ذلك الاتجاه
كان المبنى ذو طراز قديم وجذاب ،
بتصميم صيني عتيق ،
بدا وكأنه يقف وسط القرية ،
ولكنه غير متناسب تمامًا مع الخلفية المتهالكة للقرية ،
على الفور ، تغيرت تعابير زعيم القرية ؛
أغلق شفتيه بإحكام ورفض الإجابة ،
حاول لوو مانسو مواصلة الضغط : “ مهلاً ، أنت…”،
لكن زعيم القرية استدار وغادر دون أن ينبس ببنت شفة
اصبحت خطواته سريعة ،
وعلى الرغم من أنه بدا وكأنه يمشي ،
إلا أن وتيرته كانت غير طبيعية للغاية ….
وفي غمضة عين ، اختفى عن أنظارهم تمامًا ——
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق