Ch131
العديد من النقابات تبحث عن أخبار باي ليو،
اللاعب الجديد الظاهرة
حتى إن بعض النقابات نشرت شروط صريحة في إعلاناتها،
معربةً عن أملها في انضمام باي ليو إليها،
مؤكدة أنه يمكنه فرض أي شروط يريدها،
وأنهم سيتكفلون بتدريبه جيدًا
في هذا الوقت ، قفز أعضاء نقابة الزومبي الذين لم يحددوا
بعد موقفهم واتجاههم لمقاومة محاولات لاعبي النقابات
العليا استقطاب باي ليو
اتهموا تلك النقابات بشراسة بمحاولة سرقة لاعبهم الجديد،
وصرخوا بغضب: “ انظروا جيداً !
هذا رئيس نقابتنا الجديد !
لن يتبعكم بهذه السهولة !”
ربما كان لاعبو نقابة الزومبي المتعفنين يشعرون بالقلق
بعد فقدان رئيسهم مياو غاوجيانغ،
لكن كان واضح أن باي ليو يعد استثمار قيّم للغاية
لم يكن لديهم حتى فرصة للشعور بالاستياء من تغيير الرئيس،
لأنهم ببساطة لم يتمكنوا من الوقوف مكتوفي الأيدي وهم
يرون قشة نجاتهم الأخيرة يتم انتزاعها من قِبل النقابات الأخرى
كانت مشاركة لاعبين محترفين في الدوري أمر ضروري لأي نقابة
والآن، مع مياو فيتشي ميت ومياو غاوجيانغ في حالة
عقلية مضطربة تمامًا،
بل وقد سلم النقابة إلى باي ليو،
بدا مستقبل النقابة في مهب الرياح
نقابة الزومبي كانت نقابة متواضعة المستوى،
باستثناء مياو فيتشي ومياو غاوجيانغ، لم يكن معظم
أعضائها قادرين إلا على خوض الألعاب العادية،
وإلا لكانوا قد حققوا صفر انتصارات في المنافسات
الجماعية للدوري لسنوات عديدة
بمجرد أن علموا بأن مياو غاوجيانغ وابنه قد أصيبا بمكروه،
غادر جميع اللاعبين ذوي المهارات العالية النقابة على الفور
قد تكون هناك غرامات باهظة لمن ينسحب من النقابة،
لكن بالنسبة لهؤلاء اللاعبين الأقوياء،
كان دفع الغرامة خيار أفضل بكثير من البقاء في نقابة
الزومبي التي لا تملك أي مستقبل واضح
أما بالنسبة للاعبين المخضرمين،
فقد بدا الأمر كأنه مزحة سخيفة أن يتم تعيين رئيس
جديد مبتدئ لم يلعب سوى ثلاث مباريات فقط
لم يكن لديه أي صلات بنقابات أخرى،
ولا يوجد لاعبون على مستوى الدوري يمكنهم خوض
المنافسة،
ولا حتى لاعبين مخضرمين يدعمون النقابة بموارد من
المستودع الخاص بها
كان من الواضح أن النقابة ستنهار عاجلًا أم آجلًا
كان الدوري السنوي حدثًا بالغ الأهمية لكل النقابات
وإذا لم يكن لدى نقابة متوسطة أو كبيرة مثل الزومبي
لاعبين من مستوى مياو غاوجيانغ وابنه في المنافسة،
فإنها ستنهار إلى نقابة أصغر وسيفرّ معظم الأعضاء منها
أما اللاعبون الذين لم يغادروا النقابة،
فكانوا جميعًا من المستويات العادية،
ولم يكن لديهم القدرة على دفع الغرامات،
كما أن النقابات الأخرى لم تكن لتقبل بلاعبين ضعفاء لا
يمتلكون مهارات مميزة
لم يكن أمامهم خيار سوى التمسك بالقشة الأخيرة: باي ليو
حاولوا طمأنة أنفسهم بأنه حتى لو لم يتمكن من اللعب في
الدوري هذا العام،
فإن لديه إمكانات كبيرة وقد يشارك في العام المقبل
لكن، بغض النظر عن مدى محاولاتهم إقناع أنفسهم،
إلا أنهم ظلوا في حالة من الذعر
نظروا إلى رئيسهم الجديد كما لو كانوا مجموعة من
الكتاكيت التي فقدت أمها في لعبة “الصقر يمسك الكتاكيت”
الغريب في الأمر أن الرئيس الجديد،
الذي تسلم النقابة لتوه،
لم يكن في عجلة من أمره على الإطلاق
عادة ، عندما يتغير رئيس النقابة ،
يقوم الرئيس الجديد فورًا بإلقاء خطاب أو تقديم وعود
للاعبين من أجل تهدئتهم ومنع رحيل عدد كبير منهم
وباختصار، كان الأمر أشبه بـ مسؤول جديد يتولى منصبه
ويحاول رسم صورة وردية للمستقبل
لكن باي ليو لم يفعل ذلك
كان مستلقي بهدوء عند طرف قاعة المركز ،
حيث التلفاز الصغير في وسط القاعة يعرض قائمة تصنيف
الملوك ويعيد بث لقطات من مباريات باي ليو
ورغم أن البعض كانوا يسعون بقلق للعثور عليه،
إلا أنه كان متكئ بلا مبالاة في زاوية القاعة دون أن يتحرك
سأل مو كي وهو يستدير لينظر إلى باي ليو :
“ ألن تتحدث معهم؟”
: “ لا، لنتركهم يتجاهلوننا قليلًا أولًا.” خفض باي ليو نظره
وأضاف: “بمجرد أن يغادر كل من يريد الرحيل ،
فإن من يبقى سيكون خائف بدرجة كافية لكي أتمكن من
عقد صفقة معهم .
لا أريد أن أكون الرئيس مجانًا .
الأمر لا يختلف عن وظيفة عادية في النهاية .”
صمت مو كي
نعم، عندما يتولى شخص آخر منصب القيادة،
فإنه عادةً يقدم وعود للاعبين
لكن في حالة باي ليو، كان من الواضح أن اللاعبين هم من
سيضطرون إلى تقديم شروط له،
بل ودفع راتب له،
حتى يوافق على البقاء كرئيس للنقابة
لقد كان يضغط على النقابة من الأعلى إلى الأسفل بكل وضوح
مما جعل مو كي يشعر ببعض الشفقة على أعضاء النقابة،
الذين كانوا في البداية يتعاملون بتعجرف مع باي ليو،
ولكنهم الآن لا يجدون خيارًا سوى التوسل إليه ليبقى
كيف تطورت الأمور إلى هذا الحد؟
لماذا أصبح عليهم دفع المال له ليقودهم؟
أليس القائد هو من يدفع المال عادةً لأتباعه؟
لماذا انقلبت الأدوار مع باي ليو؟
ما الذي يحدث بالضبط هنا؟
لكن باي ليو لم يبدُو مهتم بمشاعر مو كي المعقدة
فتح واجهة النظام الخاصة به وبدأ في حساب النقاط
والعناصر التي حصل عليها
إلى جانب العنصرين من كتاب الوحوش،
حصل أيضًا على عناصر ونقاط من مياو فيتشي ومياو
غاوجيانغ
و كانت الحصيلة كبيرة جدًا
لكن كان هناك عنصر واحد مميز للغاية قد حصل عليه :
[ إشعار من النظام: لقد حصلت على
“ مرآة شبح نظرية مورفي” المجمّعة .]
[جودة العنصر: غير معروفة.
وظيفته المحددة: مشؤومة.]
[المعلومة الوحيدة المعروفة عنه: التحديق في المرآة
لفترة طويلة سيؤدي إلى ولادة خوف من المرآة .
كلما لم ترغب في رؤية شيء، ستراه .
وكلما لم ترغب في حدوث شيء ، سيحدث .]
نظر باي ليو إلى تفسير هذا العنصر لفترة من الوقت،
ثم تفقد نقاطه
وفي النهاية ، أغلق واجهة النظام بهدوء ورضا ،
ثم قال لـ مو كي: “اخرج من اللعبة أولًا ،،
ليس عليك أن تتبعني .
لدي بعض الأمور لإنجازها .” لوّح باي ليو بيده تجاه مو
كي وأضاف: “ لقد بذلت جهدًا كبيرًا ،
عد إلى المنزل وخذ فترة من الراحة .”
تردد مو كي قليلًا قبل أن يجيب،
لكن باي ليو واصل حديثه بلا مبالاة : “ أوه مو كي، لا تنسَى
تجميع المعلومات حول المستثمرين وإرسالها إليّ .”
حدّق مو كي فيه بذهول للحظة ،
ثم أدرك فجأة ما الذي كان باي ليو يخطط له
مو كي بصوت حذر : “ أنت تريد مساعدة صديقك
يا في التحقيق في القضية ، صحيح ؟
سأبحث عن محترفين لإرسال المعلومات بشكل مجهول
إلى البريد الإلكتروني للجهات المختصة،
حتى لا يتم تعقبها. هل هذا مناسب ؟”
ابتسم باي ليو لـ مو كي وقال:
“ سأشكرك نيابة عن صديقي مو كي.”
قبل أن ينهي جملته ،
توهّجت سلاسل من البيانات حول جسده ،
وفجأة اختفى أمام مو كي
فتح باي ليو عينيه في شقته المستأجرة.
تحسس أسفل وسادته حتى وجد هاتفه
شاشته مكسورة ، لكنه لا يزال يعمل.
فتح الهاتف مباشرة ليتحقق من الساعة — لقد دخل اللعبة
صباح البارحة ، والآن الساعة العاشرة صباحًا
لاحظ أنه في أول لعبتين له،
استغرقت كل واحدة تقريبًا يومًا كامل
بدا أن سرعة تدفق الوقت في كل لعبة تعادل يوم واحد في العالم الحقيقي
لكن داخل قاعة اللعبة ، كانت أبعاد الزمان والمكان لكل
تلفاز صغير مختلفة
بمجرد دخول أحدهم إلى منطقة مشاهدة تلفاز معين،
يصبح معدل تدفق الوقت في الداخل متزامن مع معدل
تدفق العالم داخل اللعبة الخاصة بذلك التلفاز
بغض النظر عن عدد المشاهدين،
لم تكن المنطقة تبدو مزدحمة أو مكتظة خارج حدود التلفاز
بالإضافة إلى ذلك،
كانت قاعة اللعبة مصممة بحيث لا يستطيع اللاعبون
مهاجمة بعضهم البعض،
لكن باي ليو كان قد استخدم سابقًا السوط العظمي
لتمزيق الزمان والمكان ومهاجمة مو سيتشينغ
من خلال هذه المعلومات،
استنتج باي ليو أن قاعة اللعبة هي منطقة مشوهة
متعددة الأبعاد من حيث الزمان والمكان
من الناحية المنطقية ، لا يمكن للبشر العاديين التنقل
بين كل هذه الأبعاد المختلفة في شكلهم الطبيعي
ومع ذلك، يبدو أن اللعبة تمكنت من جعل أعداد ضخمة
من الأشخاص يتواجدون في مساحة واحدة رغم تداخل
الزمان والمكان فيها
المساحة واسعة بشكل غير طبيعي،
وكمية الطاقة المطلوبة تتجاوز حدود الفهم البشري
حين وصل تفكيره إلى هذه النقطة،
أنزل باي ليو بصره
ونظر إلى الصليب المقلوب المعلّق حول عنقه
كما توقع ، كان العنصر الذي تم فتحه في صفحة الوحوش
الخاصة بالـ NPC من مستوى الإله يتبعه في كل مرة
بل إنه قال إنه إله
إذا كان هذا بالفعل نوعًا من القوى الإلهية الغامضة التي لا
يستطيع البشر فهمها أبدًا،
والتي لا يمكن لهم سوى أن ينخدعوا بها،
فحينها يصبح الأمر منطقي
“ أنت مؤمني الوحيد ”—
همس له المخلوق بهذه الكلمات
كان المؤمن العاطل عن العمل يلعب بالصليب المقلوب في قلادته ،
ثم لاحظ حراشف السمكة المتشققة بسبب ضربات مياو
فيتشي بسيفاه
جزء من الحرشفة أصبح رمادي باهت وهو يتدلى من عنق باي ليو
تمتم باي ليو لنفسه وهو يلمس سطح الحرشفة بأطراف أصابعه :
“ لا أعرف ما إذا كان يمكن إصلاح هذه الحرشفة…”
ارتدى باي ليو ملابسه وغادر متوجهًا مباشرة إلى
المستشفى حيث يكون الأطفال يتلقون العلاج سابقًا
بمجرد وصوله ، رأى لو ييتشان متكئ على الدرج المجاور
لغرفة ليو جي يي، وهو يدخن بصمت
التلفاز المعلّق في ممر المستشفى يبث نشرة الأخبار الصباحية
ظهر المذيع ، رجل أنيق يرتدي بدلة رسمية،
وهو يقول بجدية :
“هذا الصباح، وقعت حادثة طعن مروعة في أحد مباني مدينتنا.
الجاني، السيد مياو ، يبلغ من العمر 49 عام .
في تمام الساعة 10:01 صباحًا ، استخدم سكين مطبخ
ليقطع أصابع ابنه البيولوجي مياو فيتشي ،
البالغ من العمر 28 عام ، وأجبره على أكلها…
… بحلول الوقت الذي وصلت فيه الشرطة ،
كان مياو فيتشي قد فارق الحياة بسبب النزيف الحاد .
بينما أقدم السيد مياو غاوجيانغ على الانتحار ،
حيث قام بقطع حلقه بنفسه بعد مواجهة قصيرة مع الشرطة .
قبل وفاته، كان يصرخ بجنون باسم رجل معين.
وفقًا للتحقيقات، لم يكن هناك أي تقاطع بين الجاني
وذلك الرجل، ويُرجّح أنه ذكر الاسم بسبب حالته النفسية .
ولهذا السبب، قررت الشرطة إخفاء هوية ذلك الرجل
حفاظًا على خصوصيته .
حاليًا، أكدت الشرطة أن هذه المأساة كانت نتيجة اضطراب عقلي .
في السنوات الأخيرة، سجلت مدينتنا—بل وحتى البلاد
بأكملها—ارتفاع في معدلات الجرائم والانتحار .
في حادث آخر وقع مؤخرًا ، تم ذبح المشتبه به في قضية
مقتل طالبة الثانوية لي قوه داخل السجن ،
وذلك على يد نزلاء آخرين كانوا يعانون من اضطرابات عقلية…
إن تزايد الجرائم المرتبطة بالمشاكل النفسية أصبح
قضية اجتماعية خطيرة تتطلب اهتمامًا بالغ .
ليس من المعروف بعد ما إذا كانت مراكز الاستشارات
النفسية المجانية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد تلعب
بالفعل دورًا فعّالًا في الحد من تصاعد المشاكل النفسية
لدى الناس . ومع ذلك ، هل ينبغي علينا اتخاذ تدابير
أقوى للسيطرة على الأشخاص الذين يعانون من
اضطرابات عقلية ولديهم ميول إجرامية ؟”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق