Ch163
ليو جي يي لاحظت أيضًا أن هناك خطبًا ما ،
رفعت رأسها نحو باي ليو، الذي يمسك يدها،
وعبست قليلًا ثم تحدثت بصوت منخفض :
“ لقد قمت بتفعيل خاصية كتم الصوت في التلفاز الصغير.
الجمهور لا يمكنه سماع حديثك معي.
ما الذي يحدث؟
لا أعتقد أن هذا طبيعي.
هناك الكثير من المصادفات.
الأمر يبدو وكأنه…”
تحدث باي ليو بنبرة غير مبالية :
“ شخص ما صمم هذه اللعبة خصيصًا لي ولـ تانغ إردا، أليس كذلك؟”
تابع و عيناه لا تزالان مثبتتين على جدار الصحف خلف الزجاج :
“ ألا تظنين أن الجولة الأخيرة من اللعبة صُممت أيضًا خصيصًا لك ولي؟
اللعبة التي تم تسجيل الدخول إليها مرة واحدة لا يفترض أن تتكرر.
يا لها من مصادفة أن دار رعاية الحب كانت على وشك
فقدان كل استثماراتها،
مما اضطر العميدة للتحرك ضد الأطفال مرة أخرى،
لتجعل الأمر في النهاية يصل إليّ ..
ويا لها من مصادفة أنني قابلت ليو هواي في لعبة انفجار
القطار الأخير وجعلته يدين لي بدين .
ثم بسبب الأمور في الواقع ، لاحقني إلى دار رعاية الحب ،
وتصميم اللعبة فصلكِ عنه
ووضعني في نفس المعسكر معه .”
نظر باي ليو إلى وجه لو ييتشان الأسود والأبيض في
الصحيفة ،
وتابع بنبرة هادئة :
“ بالإضافة إلى ذلك ،
مو سيتشينغ كان ضمن اللعبة الثانية وصادف ليو هواي.
ليو هواي هو الرابط بيني وبينكِ، وفي الوقت نفسه،
هو نقطة ضعفكِ .
تم وضعه في اللعبة معي بشكل متعمد.
بطبيعة الحال، سأستغل نقطة ضعفكِ لصالح مصلحتي.
وهكذا، ستتصاعد حدة التناقضات بيننا،
وستختارين قتلي،
وسأُجبر على الرد بقتلكِ .
نادرًا ما أصدق أنه يوجد هذا الكم الهائل من المصادفات
المتعمدة في العالم ...” و سحب باي ليو نظره بعيدًا عن جدار الصحف
تمتمت ليو جي يي :
“ يبدو الأمر وكأن شخصًا ما خلق عمدًا كل هذه المصادفات،
وقام بكشف نقاط ضعفنا ليستغلها،
ثم جعلنا نتقاتل…”
باي ليو بنبرة خفيفة : “ لكنني لم أقتلكِ وأنتِ لم تقتليني .
اللعبة التي خطط لها الشخص من وراء الكواليس وصلت
إلى طريق مسدود .
لذا هذه المرة، تمت إضافة نقطة ضعفي إلى اللعبة لتفاقم
الصراع بيني وبين خصمي أكثر .”
استوعبت ليو جي يي الأمر بسرعة :
“ وصديقك لو ييتشان متورط أيضًا .
بالتأكيد ستسارع في إنهاء اللعبة من أجله ،
لكن اللعبة تسمح فقط للاعب واحد بأن يصبح مدير المصنع .
لذا، سيتعين عليك التنافس بشكل أكثر حدة مع القائد تانغ .”
: “ صحيح ...” ظل موقف باي ليو هادئًا تمامًا :
“ لكن الأوراق التي يراهن بها الطرف الآخر ستدفع تانغ إردا
إلى الجنون بالكامل .
من بين 17 ضابط شرطة تورطوا في الانفجار ،
جميعهم من الفريق الثالث ،
بينما سو يانغ هو من قاد الفريق إلى المصنع ،،،
سيكون من الصعب جدًا على تانغ إردا الحفاظ على عقله في مثل هذا الوضع .”
صمت باي ليو لثانية ،،
لم يخبر ليو جي يي، لكن الأمر الأكثر تعقيدًا هو أنه في خط
زمني آخر، شاهد تانغ إردا بنفسه باي ليو وهو يتسبب في
الانفجار الذي أدى إلى انهيار العالم
هذا جعل تانغ إردا، على المستوى الجوهري،
يقرر بالتأكيد قتل باي ليو عند اجتياز اللعبة
فقد كان هو الجاني الرئيسي وراء الانفجار،
ومنعه من النجاة يعني إيقاف كل النهايات المأساوية من التكرار
كل شيء كان متشابك بإحكام في سيناريو صُمم عمدًا
ليحاصر باي ليو وتانغ إردا
والمخرج الوحيد منه كان قتل تانغ إردا،
تمامًا كما أن المخرج الوحيد لتانغ إردا هو قتل باي ليو
الشخص الذي يحرك الأمور في الخفاء كان يعبث بكل شيء
موت سو يانغ دفع تانغ إردا إلى الجنون،
وحوّله إلى صياد الوحوش الذي تخلى عن كل مبادئه
والآن، هذا الشخص يعيد استخدام نفس الأساليب القديمة،
مستغلًا موت لو ييتشان لدفع باي ليو للتخلي عن المبادئ
والخطوط التي أسسها له لو ييتشان بنفسه
كان يدفعه مرارًا وتكرارًا نحو قتل الأبرياء،
ليحوله إلى وحش مجنون ولكنه واعي ، تمامًا مثل تانغ إردا
{ كل هذا ليُجبرني على أن أُصبح باي ليو (6) } ———-
⸻
واصل العامل السير إلى الداخل ،
حيث مروا عبر ممر عميق وكئيب قبل أن يصلوا إلى مكتب
عند دخولهم ، وجدوا أنفسهم داخل مكتب كلاسيكي الطراز
كبير الخدم جالس خلف مكتب مصنوع من خشب الجوز ،
يحتسي شاي الورد ويرتدي نظارات
لم يرتدي كبير الخدم ملابس الحماية ،
بل يرتدي بدلة أنيقة ومتقنة الصنع ،
مما أظهر أن مكانته أعلى من العامل الذي أحضر باي ليو وجي يي إلى هنا
رفع الرجل رأسه ونظر إلى باي ليو وليو جي يي
كانت هناك وردة تتفتح ببطء في وسط عينيه
الوردة في عيني كبير الخدم نضرة ورقيقة،
تبدو أكثر حيوية بكثير من تلك التي على وشك الذبول في عين العامل
هذه الوردة مليئة بالحياة،
و من المنطقي أن تكون هناك هالة خافتة من الورود تحيط بجسده
حتى من خلال الحجاب الذي يغطي باي ليو والملابس الواقية ، استطاع أن يشم رائحتها،
وكأنها برعم ورد طازج ينشر عبير خفيف
وضع كبير الخدم كوب الشاي جانبًا،
ونظر إلى باي ليو وليو جي يي بنظرة تنم عن شيء من
الغطرسة : “ هل أنتما العمال الجدد ؟
لقد أتيتما إلى أشهر مصنع للورود في العالم ،
حيث يتم تحضير أرقى العطور العالمية .
آمل أن تأخذا عملكما على محمل الجد .”
ثم أخرج كبير الخدم عقدين من أحد الأدراج
رفع ذقنه ودفعهما نحو باي ليو وليو جي يي
“ هذا هو عقد العمل لدينا.
بعد التوقيع واستلام بطاقة العمل الخاصة بكما،
يمكنكما البدء في العمل.”
أخذ باي ليو عقد العمل وقلب صفحاته بسرعة ثم وضعه جانبًا
ثم نظر إلى كبير الخدم بتعبير متردد :
“ لا يوجد عدد ساعات ثابتة ؟
ثلاث وجبات يوميًا مع الإقامة مجانًا ؟
ويتم دفع الراتب باستخدام غاز أوراق الورد المجففة ؟
ألا تنوون دفع المال لي؟”
نظر إليه كبير الخدم بازدراء : “ هل لديك أي اعتراض؟
الآن فقط أرقى الشركات في العالم تجرؤ على استخدام غاز
أوراق الورد كراتب للموظفين .
الناس العاديون، الذين لا يستطيعون شراؤه،
يعملون بجد لدخول مصنعنا والحصول على العطر كأجر
إذا خرجت إلى الخارج ، يمكنك مبادلة العطر بأي شيء تريده،
سواء كان طعام ، منزل ، مجوهرات، ذهب ،
رجالًا أو نساءً جميلين ،
أو حتى حيوانات نادرة .
الآن، العالم كله أصبح مهووس بغاز أوراق الورد المجففة .”
أخذ كبير الخدم رشفة بطيئة من شاي الورد
ازدادت الوردة في عينيه تألقًا ،
وارتسمت على وجهه ابتسامة غريبة : “ لأنه بدون العطر ،
سيذبل الناس .
المال الآن مجرد كومة من الورق عديم القيمة ،
ولم تعد العملة الصعبة في هذا العالم .
الورود هي العملة .”
صمت باي ليو لثانية ثم انحنى لتوقيع العقد
ليو جي يي وقّعت أيضًا بصمت
لكن العامل الذي قادهم إلى هنا بدا متردد في المغادرة
نظر إلى أسفل فنجان الشاي الذي أفرغه كبير الخدم تمامًا
كبير الخدم ، وكأنه معتاد على الأمر ،
وضع فنجانه جانبًا، وسقطت منه قطرة شاي على الأرض
في اللحظة نفسها،
ركع العامل الذي أحضر باي ليو على الأرض،
وانحنى مثل كلب وهو يخرج لسانه المتشقق من تحت
البدلة الواقية بشراهة وجنون،
ليلعق قطرة الشاي
بمجرد أن لمس الشاي لسان العامل،
بدا وكأنه ارتوى
و تحول من نسيج جاف ومتشقق يشبه البتلات الذابلة إلى
لسان طبيعي بلون وردي فاتح
ركله كبير الخدم في رأسه باشمئزاز : “ احرص على ألا تلوّث
رائحة جسدك النتنة عبق الورد في مكتبي .”
أومأ العامل برأسه وهو لا يزال راكع ،
وامتلأ وجهه بالامتنان والفرح لهذه ' النعمة ' :
“ شكرًا لك على هذه القطرة من الشاي !
إنه أطيب شاي ورد تذوقته على الإطلاق !
إنه مصنوع من أزهار الورد المجففة بعد استخراج الغاز منها !”
شمَّ العامل الأرض التي لعقها بلسانه، وأخذ نفسًا عميقًا،
ثم تمتم بجنون : “ هذه الرائحة… مذهلة حقًا!”
لكنه أدرك أنه لن يحصل على مكافأة إضافية بالبقاء هنا،
فتردد قليلًا ثم وقف على مضض،
وألقى نظرة أخيرة على فنجان الشاي الفارغ
ثم انحنى بأدب وتراجع إلى الخلف :
“ سأقوم بإخراج الوافدين الجدد الآن.
قاطفا الزهور هذان سيبدآن العمل .”
ثم تغير تعبيره فجأة ،
ولوّح بيده نحو باي ليو وليو جي يي بعدم صبر : “ اتبعاني!”
أنزل باي ليو وليو جي يي رأسيهما وسارا خلف العامل حتى
وصلا إلى خارج المصنع
⸻
في الليل ،
بدت حقول الزهور غامضة وساحرة
الحشرات المضيئة ذات اللون الأزرق تحطّ على الأزهار المتفتحة،
بينما النسمات الليليّة تحرك البتلات برقة،
مما جعل الورود تتماوج كالأمواج في الظلام
يوجد صوت خشخشة خفيف،
وتعكس التربة الحمراء الداكنة لونًا بدا وكأنه مبلل بالدماء
أشار العامل إليهما قائلاً :
“ هذا هو المكان الذي ستعملان فيه .
الحقول التي تستخدمها مصانعنا لزراعة الورود من أجل
العطور تمتد على مساحة 16,000 مو*،
ويتولى عامل أو اثنان مسؤولية كل حقل.
أنتما مسؤولان عن قطف الورود في هذا الحقل .”
( مو: وحدة قياس صينية تعادل 1/15 من الهكتار )
ثم تابع وهو يشير إلى الورود :
“ الورود تتفتح في وقت متأخر من الليل .
هذه الوردة حساسة جدًا لضوء الشمس،
لذا عليكم قطف أكبر عدد ممكن منها قبل أن تلامسها أول
أشعة الفجر .
فقط الورود الليلية هي التي تنتج أرقى وأصفى العطور دون أي شوائب .
أما الورود التي تبقى بعد طلوع الفجر ،
فلن يكون لها أي رائحة .”
قاد العامل باي ليو وليو جي يي إلى طرف الحقل،
ثم أشار إلى بعض الخيام الصغيرة والبسيطة المنتشرة على
جانبي المزرعة،
وقال بنبرة تنم عن شماتة :
“ هل ترون هذه الخيام الصغيرة ؟
أنتما مجرد قاطفي زهور من المستوى المنخفض ،
لذا لن يوفر لكما المصنع سكنًا في المهاجع.
ستعيشان هنا، في هذه الخيام عند أطراف الحقول .”
ثم ابتسم بخبث وهو يضيف : “ انظرا جيدًا .
أي خيمة خالية تعني أن قاطف الزهور الذي كان يسكنها قد
تم فصله وأصبح متشرد .
يمكنكما ببساطة اختيار خيمة فارغة والاستقرار فيها .”
يوجد العديد من الخيام القماشية الصغيرة والمهترئة بين الحقول
مختلفة في الحجم،
ويبدو أن أكبرها بالكاد يتسع لثلاثة أشخاص
مصنوعة من قماش مقاوم بلون أزرق رمادي،
وهو لون ومادة مصممان للصمود أمام الظروف القاسية
لكن الآن، هذه الخيام مغطاة ببقع دماء وبصمات أيدي ،
مما جعلها تبدو وكأنها شهدت أحداث مروعة
لم يكن واضح ما إذا كان هذا دمًا حقيقي ،
أم مجرد أوساخ مسحتها الأيدي المتسخة بعد يوم شاق من العمل ….
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق