Ch308
في الغابة ——-
باي جيامو يركض بسرعة حاملاً باي يي على ظهره،
وعيناه حادتان، ومشرط يتلألأ باستمرار في يده،
يدور يمينًا ويسارًا،
ويثبت أجزاء الجثث التي تقترب منهم على الأرض أو جذوع الأشجار
نادى باي يي بصوت خافت من فوق ظهر باي جيامو:
“…توقف عن الاهتزاز ، سأقع "
هزّ باي جيامو كتفيه بلا حيلة : “… أنت غبي حقًا ….”
ودفع باي يي الذي كان ينزلق ليثبته أكثر على ظهره،
وتابع :
“ تخسر من أول حركة . هل أنت خاسر إلى هذه الدرجة ؟”
لم يقتنع باي يي وردّ:
“ كيف لي أن أعرف أن باي ليو قوي إلى هذا الحد !”
قال باي جيامو بوجه جاد وهو يتفادى جثة سقطت من فوق رأسه:
“ باي ليو قادر على القتال مع القاضي على قدم المساواة ،
لذا فهو بالتأكيد لاعب في نفس مستوى سبيدز…
لو كان لاعب بهذا المستوى ينوي قتلك حقًا ، لما أتيحت
لك الفرصة حتى لتسجيل الخروج من اللعبة .
باي ليو كان قد تهاون معك للتو .”
توقف باي يي قليلاً ، ثم همهم بهمهمة خفيفة
تابع باي جيامو قائلًا:
“ وأعتقد أن القاضي أيضًا تهاون ،
وإلا لو استخدم مهاراته وأسلحته ،
لكان قد أجبر باي ليو على الخروج من اللعبة .”
تنهد باي يي طويلًا:
“ على أي حال لم أفهم يومًا ما الذي كان ينوي القاضي فعله .”
كان يمكنه إخراج باي ليو مباشرة ، فلماذا استخدم التاي
تشي لاستهلاكه ببطء؟
بل وجعل لياو كي (آخر عضو في فريق نقابة القتلة)
ينسحب من اللعبة ، وأرسلنا للخارج لنبحث عن سبيدز.”
دحرج باي جيامو عينيه :
“ لو كنت تفهم عمليات القاضي ، لكان ذلك إهانة لذكائه
الذي يبلغ 96 نقطة ...
أتتذكر ما قاله لنا القاضي حين تواصل أول مرة بباي ليو؟”
حاول باي يي أن يتذكر بتركيز لبعض الوقت،
ثم قال:
“لا أتذكر.”
كاد باي جيامو أن ينفجر من الغيظ:
“ قال إن باي ليو هو خصم اعترف به سبيدز،
ويمكنه أن يجعل سبيدز يفهم أشياء كثيرة .
وطلب منا أن نجد سبيدز ليلتقي بباي ليو حتى يتمكن باي
ليو من التأثير على سبيدز ….” أخذ باي جيامو نفسًا عميقًا، وتابع :
“ لا أعلم إن كان ذلك بسبب عدوى سبيدز له، لكن إحساسي
يخبرني أنه بعد هذه اللعبة،
يمكن لسبيدز أن يعود إلى الفريق ويقاتل معنا مرة أخرى.”
باي يي بوجه متجهم:
“ تجعله يبدو أمرًا بسيطًا جدًا !
القاضي طلب منا أن نجد سبيدز، لكن متى تمكنا من إيجاده في اللعبة؟
حتى ونحن زملاؤه، لم يسمح لأي أحد بتتبعه بمجرد أن
يدخل إلى اللعبة.
إيجاده مهمة شبه مستحيلة، حسنًا—”
قبل أن يكمل باي يي كلامه،
رأى سبيدز يقفز أمامهم وهو يقود تانغ إردا وليو جي يي ،
دون أن يلتفت إليهم
ومن بعيد، سُمع صوت استجواب تانغ إردا:
“ سبيدز لقد مررنا بجانب تلك الشجرة للتو ….
لحظة … بدا لي وكأنني رأيت زملاءك ؟”
رد سبيدز بصوت هادئ:
“ لا، لقد أخطأت .
كانت مجرد جثة .
لنذهب للعثور على باي ليو أولًا "
' الجثة ' باي يي: “…”
' الجثة ' باي جيامو: “…”
صرخ كل من باي يي وباي جيامو معًا،
وأصواتهما المشوهة المليئة بالغضب أفزعت أسراب
الطيور في الغابة:
“ سبيييييييييددددددددزززز !!!!! قف مكانك !!”
⸻————————————-
بجانب البحيرة ———
انفجرت سحابة ضخمة من الدخان الأبيض،
ثم شُقت بواسطة سوط يلوّح في الهواء
وقف باي ليو في مكانه،
والسوط معلق إلى جانبه،
يتقطر الدماء من النتوءات العظمية
و خطان عميقان وطويلان من آثار السحب على الأرض،
و القاضي راكع على ركبته عند نهاية هذه الآثار،
يمسك بكوعه الأيمن بيده اليسرى
أصابع يده اليمنى مضرجة بالدماء وترتجف قليلاً،
بينما الدم يتساقط منها
تنفس القاضي بعمق عدة مرات،
ثم رفع رأسه مبتسمًا وقال:
“ … ظننت أنك ستحتاج لبعض الوقت للتأقلم مع هذا
السوط الجديد، لكن لم أتوقع أن تتقنه بهذه السرعة .”
أنزل باي ليو عينيه وقال بهدوء:
“ لم أتوقع أنك مع ذلك لا تزال ترفض استخدام أسلحتك ومهاراتك .
هل هناك شيء فيّ يستحق منك كل هذه الشفقة المتكررة ؟”
عرق خفيف يتساقط على جبين القاضي،
لكن عينيه وفمه مقوسين بابتسامة:
“ أنا من يجب أن أطرح عليك هذا السؤال .
كان بإمكانك قتلي منذ وقت طويل ،
فلماذا كنت تُظهر الرحمة لي مرة بعد مرة ، وتقتصر إصابتي
على يدي اليمنى فقط كل مرة ؟”
ابتسم وتابع:
“ ما الأمر ؟
ألست مستعدًا للقتل بعد؟
أم أن السبب في تهاونك هو نفس السبب الذي جعلني أتهاون معك ؟
….. أنا معجبك بك بسبب سبيد … ” ضحك القاضي بمزاح ، وتابع :
“هو يحبك .
منذ ولادته، لم يُحب أحدًا من قبل . وأنت الأول .
و بصفتي المخطط الاستراتيجي الخاص به،
لن أؤذي بسهولة أول شخص يحبه،
لذا أنت، لماذا لم تقتلني حتى الآن؟”
فتح باي ليو عينيه ببطء،
ونظر إلى القاضي الراكع على الأرض
الطلاء الأسود على السوط يمتد صعودًا عدة مرات،
لكنه بطريقة غريبة كان يُقمع ويرتد مجدداً
اتسعت ابتسامة القاضي أكثر:
“ أنت لم تقتلني لأنك أنت أيضًا تحب سبيدز وتراعي مشاعره، أليس كذلك؟”
وقبل أن ينهي جملته، انطلق سوط باي ليو فجأة باتجاه القاضي
هذه المرة ، لم يستطع القاضي السيطرة عليه بيده اليمنى
كما يفعل من قبل،
بل كان الهجوم عنيف ومباشر نحو قلبه
القاضي لا يزال راكع على الأرض،
أمسك بالسوط الذي طعنه به باي ليو بيده اليسرى
دُفع القاضي إلى ركبتيه بالكامل وتحرك للخلف بسبب تأثير القوة
وعندما أوشك السوط على اختراق قلبه،
صرّ القاضي على أسنانه وأمسك بالأشواك العظمية
على السوط بإحكام،
وقام بتحريف السوط،
مما جعله يخترق كتفه بدلاً من قلبه
توقف السوط لحظة قصيرة بعد الاختراق،
ثم بدأت الأشواك العظمية تتفتح واحدة تلو الأخرى داخل
جسد القاضي،
وكأنها تتأكد من أن كل شوكة قد غرست تمامًا في لحمه،
ثم قام باي ليو بجذب السوط للخلف
وفي أثناء سحب السوط ، مزق أحشاء القاضي،
تاركًا فراغ كبير نازف بعمق كشف عن العظم في كتفه
أغمض القاضي عينيه نصف إغلاق تحت تأثير الألم،
ولاحظ أن اللون الأسود على سوط باي ليو قد امتد ليغطي ثلثي طوله
{ … هذا ليس جيدًا
باي ليو أصبح أكثر مهارة في استخدام سوطه الجديد
استمراره في إبقائي حيًا وتعذيبي أثناء القتال،
ليس سوى من أجل… }
تحدث باي ليو وهو يسير نحو القاضي،
يجر السوط الملطخ بالدماء خلفه:
“ أنا لا أظهر لك الرحمة ، كل ما في الأمر أن أي سلاح جديد
يحتاج إلى تدريب قبل أن يُتقن استخدامه .
مهاراتك البدنية جيدة للغاية ،
ومناسبة تمامًا لردعي.”
نظر باي ليو إلى القاضي الذي يلهث صامتًا ،
دون أن يظهر على وجهه أي تعبير بشري،
ببرود أقرب إلى تمثال حجري
قال باي ليو بنبرة هادئة:
“ لا داعي لرفض هدف تدريب عالي الجودة قُدم لي على
طبق من ذهب .
لقد كنت أُقيد نطاق هجماتي على يدك اليمنى فقط حتى
أتمكن من التدرب على ' التجريد من السلاح ' "
بدا أن الطلاء الأسود على السوط يتصاعد بسرعة إلى الأعلى،
وكأنه متحمس ، حتى غطى ثلاثة أرباعه
قال باي ليو بهدوء وهو يرفع السوط : “ لكن الآن ، بما أنك
ترفض استخدام سلاح مهارتك ،
فقد فقدتَ قيمتك كهدف للتدريب .
دعنا نُـنهي الأمر هنا لهذا اليوم .”
السوط الملطخ بالدماء مرفوع عاليًا ،
والأشواك العظمية البشعة عليه واضحة للعيان
تجمدت عينا القاضي تدريجيًا
وضع يديه خلف ظهره ببطء وكأنه يمسك بشيء،
وأخذ نفسًا عميقًا
لم يتوقع أبدًا أن يتمكن باي ليو من دفعه إلى هذا الحد قبل
أن يحصل حتى على الإرث الكامل لإله الشر
{ كيف يمكن وصف الأمر…؟
ربما، يستحق أن يكون الخليفة الذي انتظره الإله الشرير طويلًا }
[ تنبيه من النظام : اللاعب القاضي، هل ترغب باستخدام
مهارتك الشخصية…؟]
وفجأة ،
انقض سوط عظمي أسود قاتم من الضفة المقابلة للبحيرة
بطريقة وحشية،
وضرب باي ليو مباشرةً في معدته ،
مطيحًا به إلى الخلف بقوة
تنهد القاضي أخيرًا براحة وهو ينهار على ظهره أرضًا:
“…أخيرًا ، وصلت ….”
قفز سبيدز قفزات متتالية ثم هبط فوق باي ليو الذي قد
نهض للتو من الأرض
ولأول مرة، ظهرت عليه ملامح جدية
سبيدز بوجه خالٍ من التعبير:
“ لقد أخذت شيئًا تكرهه "
سعل باي ليو مرتين،
ثم نفض الغبار عن ركبتيه، واستقام،
ونظر إلى سبيدز بهدوء:
“ ظننت أنني سأكون كارها له كثيرًا ،
لكنني الآن لا أشعر بالكراهية ….”
قاطع سبيدز حديثه دون أي تعبير:
“ أنت تكذب …..
أنت خائف .”
رفع باي ليو عينيه إلى سبيدز وقال بهدوء:
“ الناس يخافون دائمًا من ذواتهم المجهولة .
لكن هذا لا يعني أن المجهول أمر سيء .
إذا كان المجهول يحتوي على ما تريده ، فهو ليس سيئ .”
تحركت عينا سبيدز نحو الأسفل وسأل:
“ إذًا لماذا لا تُمسك بالسوط بإحكام ؟”
صمت باي ليو
ثم قبض على السوط فجأة
انتشر اللون الأسود فجأة بقوة،
ثم رفع يده وضرب سبيدز بالسوط دون أي تردد
تراجع سبيدز بخفة وتفادى الضربة،
ثم، بتعبير بارد، لوّح بسوطه العظمي الأسود المليء
بالثقوب بشكل جانبي
تشابك السوطان الأسودان في الهواء على الفور،
مشدودين بين سبيدز وباي ليو،
حتى التفا حول بعضهما ليشكلا عُقدة من الأشواك
باي ليو على وشك سحب سوطه للخلف
لكن سبيدز لم يتركه
بل زاد من قوة قبضته على السوط، ولوّح به بقوة،
مما أدى إلى انفصال السوطين تحت سيطرته
وفي اللحظة نفسها، قفز سبيدز برشاقة،
وداس بقدمه الباردة على السوط الذي كان باي ليو يسحبه،
وانطلق بسرعة نحو باي ليو الذي كان على الطرف الآخر،
حتى وصل إليه في طرفة عين
أفلت باي ليو السوط بسرعة وحاول سحب أسلحة أخرى
من شاشة المهارات،
لكن سبيدز كان قد وصل إليه بالفعل ولم يمنحه أي فرصة للرد
استغل سبيدز قوته الجسدية،
واستدار جانبيًا وركل عنق باي ليو بكل قوته دون رحمة
استطاع باي ليو أن يسمع بوضوح صوت تكسير عظامه
بسبب ركلة سبيدز،
كما انعكست صورته بوضوح في عيني سبيدز،
تلك العينين الخاليتين تمامًا من أي مشاعر
{ سبيدز… غاضب }
في اللحظة التالية ، تدحرج باي ليو عدة مرات على الأرض
بسبب الركلة ،
ثم اصطدم بالشاطئ ،
وسعل واختنق ثم سقط مباشرة في البحيرة
وفي النهاية انفصل السوطان المتشابكان،
وسقط باي ليو إلى البحيرة وهو لا يزال ممسكًا بسوطه العظمي
تبعه سبيدز وقفز إلى البحيرة أيضًا
القاضي، الذي كان مدعومًا من باي جيامو وباي يي،
قد اتسعت عيناه بدهشة حين رأى هذا المشهد:
“ سبيدز يستخدم كل قوته .
إنه جاد هذه المرة .”
باي يي بذهول:
“ اللعنة ! لم أرى سبيدز يتحرك بهذه السرعة من قبل!
لا أستطيع حتى أن أتبعه بعيني !”
أما باي جيامو فلم يستوعب بعد ما حدث وسأل:
“ لماذا فجأة استخدم سبيدز كامل قوته ؟”
رفع القاضي يده إلى ذقنه وفكر قليلًا،
ثم قال:
“…إن كان لابد لي أن أقول شيئ ،
فهو أنك تقع أخيرًا في حب شخص ما، لكن ذلك الشخص
ينكر نفسه بالكامل،
ويُجبر نفسه على أن يصبح شخص آخر .
الأسوأ أنه يكره هذا المظهر بنفسه ،
لكنه لا يزال يتحمل الكراهية ويواصل التظاهر ….
لا يقبل نفسه،
ولا يسمح للآخرين بقبوله كما هو.
لا أحد في هذا العالم يقبل باي ليو بهذه الهيئة ...
لقد مسح حتى معنى وجوده ،
ورغم ذلك ، لا يزال باي ليو يهدئ الجميع قائلاً :
هذا ما أريده ...
الشخص الذي أحبّه يعذب نفسه بهذه الطريقة ...”
نظر القاضي نحو البحيرة وتابع بهدوء:
“ لابد أنك غاضب جدًا سبيدز ”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق