القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch343 | GHG

 Ch343


مرّر باي ليو يده على ذقنه وفكّر للحظة، 

ثم قال: “هذا ليس جيدًا… يُعد جريمة زواج مزدوج.”


اشتعل مو سيتشينغ غضبًا: “هل هذا كل ما فكرت به الآن؟! 

هل تدرك كم كان الهروب صعبًا؟! 

أُجبرت على أداء طقوس الانحناء للسماء والأرض معهم!”


أشار باي ليو بعينيه إلى إصابات مو سيتشينغ: “هل حصلت 

على هذه الإصابات أثناء هروبك وتعرّضك للضرب؟”


: “ وليس هذا فقط!” بدا مو سيتشينغ أكثر غضبًا وهو 

يتحدث : “ كنت على وشك الهرب، لكنني عندما التفت، 

رأيتك محاط ومتزوج من أكثر من ثلاثين عروس ! 

شعرت بالذعر وعدت لإنقاذك .”


ازداد غضب مو سيتشينغ كلما استرجع الموقف


رفع يده وضرب الحائط بعنف


“وفي النهاية، الذي أنقذته كان شبح لعين . 

عضّني مرتين وأنا أعبر جسر الأشباح معه. 

لم أستطع حبس أنفاسي، 

وكدت أن أسقط من جسر الورق وأغرق !”


نظر باي ليو سريعًا إلى كتفه، 

فلاحظ بالفعل وجود أثر لعضتين وآثار دم على كتف مو سيتشينغ


باي ليو : “ ألم تستخدم الشمعدان لتضيء على من كنت تحمله ؟”


رمق مو سيتشينغ باي ليو بنظرة حانقة وقال:

“ عندما أُجبرت على الزواج ، صادرت الأشباح كل متعلّقاتي ، 

حتى الشمعدان أخذوه .”


قال باي ليو بابتسامة مهذبة:

“ رغم أن من أنقذته لم يكن أنا ، 

ورغم أن قرار العودة في تلك اللحظة لم يكن حكيمًا…

لكن مع ذلك ، أشكرك.”


مو سيتشينغ: “…”

{ لماذا أشعر وكأن باي ليو يلمّح أنني غبي؟ }


تمتم مو سيتشينغ:

“… وماذا لو كنتَ أنت؟ 

إن متّ، سأبقى وحيدًا في هذا المكان.

لا أعرف حتى كيف أخرج من هنا.”


نظر باي ليو إليه من طرف عينه وقال بهدوء:

“ أنت تظن أنك تعتمد عليّ للخروج ، 

وهذا يعني أنك تعتقد أنني أفضل منك في التعامل مع هذا 

النوع من المواقف.

فإذا كنتَ تؤمن بقدرتي على الخروج ، 

لماذا تظن أنني سأُحتجز بينما يمكنك أنت النجاة ؟”


مو سيتشينغ: “…”

{ اللعنة، معه حق! }


حكّ مو سيتشينغ وجهه بتوتر وقال:

“ هذه أول مرة أواجه فيها شيئ كهذا… 

أصابني الرعب وفقدت التركيز …”


ردّ باي ليو بهدوء وهو يسير ممسكًا الشمعدان:

“ لا بأس . المرة الأولى تكون جديدة ، والثانية مألوفة .

وستستطيع التعامل مع الأمر عندما تخوضه مجددًا .”


توقف مو سيتشينغ مصدومًا، ثم تبعه بسرعة:

“… باي ليو ماذا تقصد؟! 

لا تخبرني أنك تنوي…”


همهم باي ليو بنبرة هادئة:

“ أريد العودة .”


انهار مو سيتشينغ كليًا


أوقف باي ليو بسرعة وهو يسير إلى الأمام وقال بلهفة:

“ أخبرتك أن هناك الكثير من الأشباح في تلك الجهة!

إنه خطر للغاية! 

لماذا تعود إلى هناك؟!”


رفع باي ليو الشمعدان ونظر إلى مو سيتشينغ بهدوء، وقال:

“ لأنني أريد أن أجد مو سيتشينغ.”


تجمّد مو سيتشينغ في مكانه وقال بدهشة:

“أيّ إيجاد لمو سيتشينغ؟ 

أنا هنا بالفعل…”


لكن كلماته توقّفت فجأة عند التقاء نظراته الهادئة بنظرة باي ليو الثابتة


تدريجيًا، بدأت ملامح وجهه تتلاشى وتصبح مسطّحة، 

وتحولت بشرته إلى لون أزرق شاحب،

وصار صوته يصدر بشكل غريب، 

منخفض وأجوف، كما لو أن شخص يتحدث تحت الماء


تذبذب ضوء الشمعة الخافت بين “مو سيتشينغ” وبين باي ليو


ألقت الشمعة ظلّين على الجدار


ظل باي ليو كان واضح ومتماسك ، 

أما ظل مو سيتشينغ فكان مزدوج ومشوّش ، 

كأن هناك ظلال متراكبة تومض وتتلاشى، 

وكأنه قد يختفي في أي لحظة


لمس مو سيتشينغ وجهه في ذهول، 

ولم يبقَى فيه سوى خطوط غير واضحة لملامحه : 

“ كيف… حدث هذا ؟

هل… هل أنا شبح؟ لكن… لدي ظل…”


اقترب باي ليو بالشمعدان ووضعه أمام مو سيتشينغ، 

وأدار معصمه للأعلى ، فأصبح قريب من أنف مو ، 


شمّ مو سيتشينغ الرائحة لا إراديًا مرتين


وكأنه يستنشق رائحة الحياة المنبعثة من باي ليو، 

ولم يتمالك نفسه فاستنشقها بعمق مرة أخرى


وفي اللحظة التي دخلت فيها الحيوية من باي ليو إلى أنف مو سيتشينغ،

عادت ملامحه الغائمة إلى الوضوح تدريجيًا


لكن بعد أن فعل ذلك، 

أدرك مو سيتشينغ ما فعله، 

فتجمّد في مكانه ثم تراجع خطوتين وهو يقول في ذعر:

“لا تقترب! 

أنا حقًا شبح… 

لقد كنت… 

كنت أمتص منك الحياة للتو!”


سحب باي ليو كم قميصه ليغطي معصمه، 

ثم نظر إلى مو سيتشينغ الواقف أمامه بجنون وقال بهدوء:

“ أنت لست شبح… لكنك على وشك أن تصبح واحد .

أنت روح مفصولة عن الجسد .”


تجمّد مو سيتشينغ في مكانه : “ روح… مفصولة؟”


أومأ باي ليو:

“ ببساطة ، جسدك قد يكون تعرض لأذى شديد في ظروف 

معينة . ربما تم استبدالك بجسد آخر،

أو أنك على حافة الموت، 

مما أدى إلى انفصال روحك عن جسدك وجعلها تتجول .

إذا لم نستطع إعادة روحك إلى جسدك قبل عودتنا إلى 

عالم الأحياء عند منتصف الليل،

فستبقى روحك بالفعل على طريق العالم السفلي، 

وتتحول إلى شبح داخل هذا القبر السفلي ...”


نظر باي ليو إلى شاشة هاتفه وتابع :

“ إن لم يكن الهاتف معطّلاً ، 

فيجب أن تكون الساعة الآن الخامسة مساءً…

لا يزال لدينا سبع ساعات .”


وبمجرد أن ابتعد مو سيتشينغ عن باي ليو، 

بدأت ملامحه تتلاشى مجددًا

وصار صوته أجوف من جديد:

“سبع ساعات… ينبغي أن تكون كافية .”


اقترب باي ليو من مو سيتشينغ مرة أخرى، 

ومدّ يده إليه، ليمنحه بعضًا من طاقته الحيوية عبر ظهر كفه


وبعد أن امتصها مو سيتشينغ مجددًا، 

شحب وجه باي ليو قليلاً وقال:

“ سبع ساعات هو السيناريو الأكثر تفاؤلاً .

أنت الآن في حالة على وشك التحوّل إلى شبح، 

وتحتاج إلى امتصاص طاقة الأحياء للحفاظ على شكل روحك .

و تفسير واحد فقط لهذا … " ألقى باي ليو نظرة نحو مو 

سيتشينغ : " جسدك على وشك الموت .”


تراجع مو سيتشينغ خطوتين للخلف ورفع يده ليحجب بها عينيه


لقد بدأ فعليًا يشعر بأن ضوء الشمعدان في يد باي ليو مؤذٍ لعينيه


نظر إلى يده التي رفعها، 

وشعر بقشعريرة تسري في جسده


لم يعلم متى بدأت يداه تشبهان أيدي الأشباح: مقلوبة، 

ملتوية، شاحبة، تنبعث منها رطوبة، وتقطر ماء


رفع باي ليو الشمعدان وأضاء به على مو سيتشينغ،

الذي تحولت عيناه إلى اللون الأحمر الدموي

قال بهدوء:

“ما هو أكثر إلحاحًا الآن هو أن نساعدك في العثور على جسدك، 

وإلا فإن طاقتي الحيوية لن تتمكن من الحفاظ على شكل 

روحك طويلًا .”


سكت مو سيتشينغ لفترة، 

ثم سأل بصوت منخفض:

“وماذا لو لم أتمكن من العودة قبل أن يهلك جسدي؟”


نظر باي ليو إليه وقال:

“ ستموت .

حينها ستصبح مثل أولئك الأشباح . 

ستبدأ تدريجيًا في نسيان أنك كنت بشرًا ذات يوم؛ سيفقد 

جسدك معالمه الإنسانية،

ويصبح لا ينتمي إلى عالم الأحياء ولا الأموات، 

بأطراف معكوسة لا تفرّق بين اليين واليانغ،

وسيتحوّل دافعك الوحيد إلى البحث عن بديل… 

لتصبح تابعًا للنمر .

لكن يمكنني أن أستخدم طاقتي الحيوية للإبقاء على روحك حية.

كل ما أحتاجه هو أن أجد جسدك قبل أن تنفذ هذه الطاقة .”


مد باي ليو معصمه مرة أخرى نحو مو سيتشينغ ليمنحه 

الفرصة لامتصاص طاقته الحيوية


وقف مو سيتشينغ في الظلام دون أن يتحرك، 

لم يقترب، ولم يمتص الطاقة، لكنه أيضاً لم يبتعد


ولم يسحب باي ليو يده، 

بل أبقاها ممدودة بثبات، 

ينتظر بصبر حتى يتحدث مو سيتشينغ


وأخيرًا، قال مو سيتشينغ بصوت مبحوح خافت :

“ ماذا سيحدث لك لو أنني استهلكت كل طاقتك الحيوية 

ولم أجد جسدي بعد؟”


أجاب باي ليو بهدوء:

“ الحيّ الذي يفقد طاقته الحيوية يُصبح كالجثة المتحركة.

سأتحوّل إلى زومبي.”


تقلصت شفتا مو سيتشينغ وتراجع خطوتين، 

كأنه يستعد للهرب من باي ليو


ضحك باي ليو بخفة ، وكأنه رأى شيئ مثير للدهشة.

ثم سأله باهتمام :

“لماذا تظن أنني سأمنحك كل طاقتي الحيوية وأتحوّل إلى زومبي من أجلك ؟

أنا لا أحمي أحدًا إلا إذا ضمنت سلامتي أولاً .

أحميك لأنك مفيد .

أنت واحد من القلة الذين ما زالوا على قيد الحياة في قرية 

ينشان، وتنفذ أوامري دون اعتراض .

أنت أكثر فائدة حيًا من ميت .”


تراجع مو سيتشينغ خطوة أخرى، وصوته بدأ يهتز:

“… أنت بارع في التعامل مع كل هذا أليس كذلك؟

بإمكانك حل الأمور بمفردك، أليس كذلك؟”


تقدم باي ليو خطوة إلى الأمام، 

ممسكًا بالشمعدان، ثم مدّ يده نحو وجه مو سيتشينغ،

الذي بدأت ملامحه تتلاشى مجددًا، 

وقال بنبرة خافتة:

“ألم يقل سارق القبور كونغ يانغشو أننا زملاء مرتبطون ؟

إذا كانت قرية ينشان هذه مقسّمة إلى فرق ثابتة 

ومعسكرات مختلفة…

فهل من الممكن أن تكون هناك مسابقة تجري هنا ؟


فلنفترض أن هذه مسابقة…” رفع باي ليو عينيه ونظر إلى 

مو سيتشينغ الذي يختبئ في الظل،

“ إذًا، قبل أن تبدأ المسابقة ، أنا اخترتك كزميلي في الفريق 

في ذلك الوقت ؛ وأنا أثق في اختياري ، 

لذا لا بد أنك ذو قيمة وقادر على مساعدتي في الفوز .

أنا لا أحب الخسارة ، ولذلك أحتاجك أن تبقى حيًا ،،


لديك الآن خياران :

الأول هو أن تطيعني مباشرة وتمتص الطاقة الحيوية التي 

أقدمها لك لتثبيت شكل روحك .


الخيار الثاني هو أن تهرب وتجد مكانًا تموت فيه. 

وفي هذه الحالة، سأمسك بك وأجبرك على التهام الطاقة 

الحيوية لأُبقيك على قيد الحياة .”


تقدم باي ليو خطوة إلى الأمام، 

معصمه ممدود، يحدق ببرود في مو سيتشينغ:

“ أيّ خيار ستتخذ ؟”


وهذه المرة، لم يتراجع مو سيتشينغ


بعد صمت طويل، بدأت ملامحه بالظهور تدريجيًا


وعيناه مليئة بالغضب والانكسار، 

ثم اقترب من معصم باي ليو،

وقبض على قبضته وأخذ نفسًا


ازداد شحوب وجه باي ليو


سحب معصمه البارد وفركه قليلاً، 

ثم نظر إلى مو سيتشينغ وابتسم:

“ شكرًا على تعاونك… أيها الزميل ”


كان مو سيتشينغ على وشك أن يتنهد ، 

لكن ما إن تذكّر أنه روح بلا جسد ولا يستطيع التنفس، 

حتى توقف محبطًا

“… كم من الوقت يمكنني امتصاص طاقتك قبل أن تتحول إلى زومبي؟”


فكّر باي ليو للحظة، ثم قال:

“ أعتقد أنني أستطيع الصمود لأكثر من ساعة . 

ففي النهاية أنا رجل شاب وقوي ، 

وطاقة الـيانغ لدي لا تزال كافية .”


نظر مو سيتشينغ إلى أكتاف باي ليو النحيلة، 

ثم كرر بشك:

“رجل شاب وقوي؟”


ابتسم باي ليو واستدار:

“هل لديك أي أسئلة؟”


تردد مو سيتشينغ لوهلة، ثم هزّ رأسه سريعًا:

“ لا، لا شيء!”


عاد باي ليو وسار في الممر المظلم:

“ حسنًا، لا تقلق بشأن أمري . أنا مدرك تمامًا لحالتي.

اهتم بشؤونك أولًا . 

هل تتذكر متى انفصلت روحك عن جسدك؟”


تردد مو سيتشينغ للحظة، ثم قال:

“… لا "


لم يُبدِ باي ليو أي اندهاش ، بل أومأ بتفهّم:

“ عادةً لا يدرك الشخص اللحظة التي تنفصل فيها روحه عن جسده .

يستمر بالسير، ظانًا أنه حي، لكنه في الحقيقة جسده يكون 

ممددًا في مكان ما، لا يتحرك .

سأطرح السؤال بطريقة مختلفة…”

تأمّل باي ليو للحظة ، ثم قال:

“هل تتذكر متى بدأ ظلك يصبح مشوش ؟”


أجاب مو سيتشينغ بسرعة هذه المرة وبثقة:

“ تمت مصادرة شمعداني أثناء مراسم الزواج .

وأنا متأكد أن ظلي كان طبيعي وقتها !”


باي ليو:

“هذا يعني أن جسدك وروحك انفصلا بعد مراسم الزواج .”

رفع الشمعدان وأضاء الطريق أمامهما داخل الممر:

“ فلنعد من حيث أتينا . 

هل لا تزال تتذكر الطريق إلى قاعة الزفاف ؟”


لكن مو سيتشينغ لم يُجب


توقف باي ليو وخفض الشمعدان قليلاً ، 

مسلطًا الضوء على الأرض


رأى شبح ذو وجه مشوّه سقط على الأرض ، 

يشبه ملامح مو سيتشينغ


منكمش من الألم ، يتقيأ ماء ، وعيونه سوداء تمامًا


جثا باي ليو على ركبة واحدة ، 

ومدّ معصمه أمام الشبح ليتنفس مرتين


اختنق مو سيتشينغ وسعل مرتين، 

ثم عادت ملامحه تدريجيًا إلى طبيعتها، 

مع بروز بعض ملامح وجهه


رفع مو سيتشينغ رأسه، 

وكان هناك طبقة كثيفة من الضباب الأسود على وجهه

ثم رد بصعوبة على سؤال باي ليو السابق:

“ أ- أتذكر بعض الطرق… 

لكن البعض الآخر نسيته تمامًا…”


قال باي ليو بهدوء:

“ هذا طبيعي . فعندما تتحوّل إلى شبح، 

تبدأ ببطء في نسيان حياتك السابقة ...”


ثم مد يده وساعده على النهوض


“ تجمّع طاقة اليين حولك بهذه السرعة يعني أن جسدك في حالة سيئة جدًا .

علينا الإسراع .”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي