Ch355 | GHG
توقف مو سيتشينغ عن المقاومة
إذ غرس “مو سيتشينغ” الزومبي أسنانه بشراسة في عنقه،
لكن ما امتصه لم يكن دماً، بل الروح
التوى وجه مو سيتشينغ من شدة الألم،
وبدأت روحه تتلاشى تدريجياً،
ثم اختفى تماماً من فوق العمود
بعد امتصاص الروح، حرّك “مو سيتشينغ” الزومبي كتفيه برضى،
وقفز من العمود متجهاً بخطى ثقيلة نحو باي ليو،
وملامحه تفيض بالوحشية
انخفض باي ليو برأسه وكأنه لم يلحظ اقتراب مو سيتشينغ
اقترب مو سيتشينغ من باي ليو،
وقبل أن يهمّ بعضّه،
سقط فجأة على ركبتيه كما لو أنه أجبر على الركوع
بدا أن وجهه يدمج بين وجهين يتبدلان باستمرار،
و جسده كله يتلوى بعنف
رفع باي ليو رأسه ببطء، وسأل: “مو سيتشينغ، سيتطلب
الأمر بعض الوقت لتندمج مع روحك الشريرة .
هل تستطيع التحكم في هذا الجسد الزومبي؟”
خرجت روح مو سيتشينغ من وجهه المشوه وأجاب بصوت
مبحوح : “ بصعوبة… لكن يمكنني !”
قال باي ليو وهو يقفز من السرير
ويشرح بهدوء: “بقي دقيقتان على الساعة الثانية عشرة،
وقت التقاء الين واليانغ — تمامًا حين تكون الكائنات الينية
في أضعف حالاتها بسبب تدفق طاقة اليانغ إلى الوراء.
نحن الآن بشر أحياء ، وقد تقاطعت طرق الين واليانغ،
لذا هذه أفضل لحظة للهروب والعودة إلى طريق الأحياء ...
المشكلة الوحيدة ، ،”
أدار باي ليو رأسه نحو العروس الجامدة التي تحدّق في مو
سيتشينغ تحت حجابها
: “ أن جسدك أصبح زوجهنّ، وأنت أيضًا أحد مالكي هذا القبر.
إن فرّ المضيف والضيف المكرم، فإن كائنات الين في القبر
ستلاحقك حتمًا.
لا تدع روحك تُلتهم بالكامل،
وبهذا يمكنك الحفاظ على جسدك الزومبي وشيء من
وعيك، مما يمنحنا القدرة على القتال .”
تنفس مو سيتشينغ بصعوبة : “يعني أنك فعليًا تركت روحي تُلتهم، صحيح ؟”
أومأ باي ليو برأسه
زمّ مو سيتشينغ شفتيه في غضب،
وأخرج أنيابه ،
بدأ يضرب الأرض بأظافره الحادة وركع على الارض وقال :
“… سأبذل جهدي.”
: “ إذًا سأعدّ… واحد، اثنان…” توقف باي ليو للحظة ونظر
إلى ساعته،
ثم جثا على ركبة واحدة فوق ظهر مو سيتشينغ وأمسك بكتفيه،
ثم رفع عينيه وأمر : “—ثلاثة، انطلق.”
انطلق مو سيتشينغ كالسهم
تذبذب ضوء الفوانيس في القاعة بفعل الرياح الناتجة عن اندفاعه،
وحين عادت الفوانيس لتضيء من جديد،
كانت العروس التي تسكن القاعة قد اختفت
كان مو سيتشينغ يركض على أربعة في ظلمة القبر ،
بينما باي ليو يجثو على ظهره
وعند زاوية من الطريق،
ظهرت أمامهم عروس بلا رأس و على وشك الاقتراب في لحظات
عندها انعطف مو سيتشينغ بسرعة،
وغرس أصابعه في جدار الممر الحجري،
ثم انطلق متجاوزًا العروس بالقفز فوق السقف والجدران
وعندما استدار، رأى عروس أخرى تقترب
فبادر باي ليو إلى صدّها مستخدمًا عصا الميزان ، ورفع حجابها
انقلب وجهها رأسًا على عقب،
وابتسمت ابتسامة ناعمة،
وكشف الحجاب عن وجه شاحب بشفتين مدهونتين
بالأحمر تنظر إلى باي ليو
ضغط باي ليو على رقبة مو سيتشينغ،
فانطلق الأخير هابطًا من الجدار الجانبي،
وخفّض جسده ليمر من النقطة العمياء للعروس
ركضا بسرعة حتى وصلا إلى القاعة الرئيسية
توقفت الظلال التي كانت تتحدث وتضحك في الحال ما إن
دخل مو سيتشينغ حاملاً باي ليو،
وتحولت نظراتهم إليهما،
وقد انكشفت الشراسة في عيونهم دون مواربة
عند مخرج القاعة،
وقف شخصان يلبسان قبعات على شكل البطيخ،
ينحنون تحية،
يبتسمون بخنوع وعيونهم مقوسة كأهلة،
كأنهم يرحبون بالضيوف
وانطلقت أصواتهم الحادة،
التي تشبه أصوات الخصيان، قائلين: “ المضيف يحيي
الضيف المكرم—!”
لكن مو سيتشينغ لم يتوقف حتى لحظة،
واندفع خارج البوابة الرئيسية حاملاً باي ليو
اختفت الابتسامات عن وجهيهم على الفور،
وصرخا بلهجة صارمة: “الضيف اختطف العريس!
اقتلوا الضيف غير المدعو ، واستقبلوا المضيف المكرم !”
وكأن جميع الظلال كانت تنتظر هذه الأوامر،
انطلقت صرخات حادة وجنونية من الجدران بطريقة فوضوية
على الرغم من أن زوايا أفواههم مرسومة بابتسامات قاتلة
حمراء كالدم،
إلا أن أعينهم المنحنية كانت مفتوحة على اتساعها بشكل غير طبيعي
وفي اللحظة التي خرج فيها مو سيتشينغ من البوابة الرئيسية،
تحولت هذه الظلال إلى خطوط سوداء رفيعة،
اندفعت بسرعة مرعبة نحو الخارج
نظر مو سيتشينغ خلفه،
وكان وجهه يتبدل باستمرار بين شخصيتين،
وكأن كلامه نابع من مريض انفصام،
تتناوب فيه نبرات الحقد والحذر:
“ إنهم يقتربون ! ماذا نفعل !!”
“ مت هنا باي ليو !”
“ سريعين جداً !”
“ لا يمكنك التفوق على هؤلاء الأشباح !”
كان مو سيتشينغ يركض بسرعة داخل ممر القبر،
والفوانيس الحمراء الكبيرة المعلقة على جانبي الممر
جعلت الظلال المنعكسة على الجدران تبدو مرعبة إلى أقصى حد،
كأنهم أفاعي سوداء ذات عيون حمراء تلتف وتطارد البشر
قال باي ليو بنبرة هادئة: “ في عالم الأحياء ، لا ضوء بدون
نار،
ولا ظل بدون ضوء ،
ولا روح بدون نفس .”
ثم ارتفع بجسده للأمام،
ممسكًا بعصا الميزان ، وبدأ بسرعة في إسقاط الفوانيس
المعلقة على جانبي الجدران
ومع انطفاء الشموع داخل الفوانيس،
تصاعد دخان أخضر،
واختفى الضوء الأحمر، ليغرق ممر القبر في ظلام دامس
وبزوال مصدر الضوء، ابتلعت الظلمة الأرواح المنعكسة
على الجدران، ولم يتبقَى سوى صرخات تتردد في الهواء
قفز مو سيتشينغ من على الجدار واندفع خارج ممر القبر،
ليظهر أمامه من جديد جسر الورق الذي كان قد اختفى وسط الظلام
فوق الجسر،
أشباح التضحية تقف حاملة مظلاتها،
ونصف رؤوسها يحدقون بعتمة نحو مو سيتشينغ وباي ليو
اللذين يصعدان الجسر
وتحت الجسر، جثث لا تُحصى تصعد وتهبط كأنها تغلي
قفز مو سيتشينغ على دعامة الجسر ووجهه مملوء بالوحشية
وفي بضع قفزات سريعة،
تجاوز أشباح الجسر
التفت باي ليو للخلف،
فرأى تلك الأشباح تندفع نحوهم بسرعة،
لكن لحسن الحظ، كان مو سيتشينغ أسرع من ذي قبل،
كما بدا أن سرعة الأشباح قد تراجعت مقارنة بالمرة السابقة
وسرعان ما تركهم وراءه ،
محاصرين على الجسر ، يراقبونهمم بابتسامة حاقدة وهم
عاجزون عن اللحاق بهما
قال باي ليو وهو ينظر إلى ساعته: “ الساعة الثانية عشرة ودقيقة .
أمامنا أربع عشرة دقيقة فقط حتى الثانية عشرة والربع ،
حيث تنتهي ذروة تقاطع الين واليانغ .
يجب أن نعود إلى اليابسة قبلها .
أسرع قدر الإمكان .”
صرخ مو سيتشينغ وهو يركض بأقصى ما لديه: “هذه أقصى
سرعة أقدر عليها !”
كان يلهث بشدة حتى أن لسانه كاد يطير من فمه :
“ بهذه السرعة، يمكننا النجاة !”
وأثناء رده ، انقضّ فجأة على شبح خرج من جرّة على جانب الممر، وعضّه بعنف،
غارسًا أنيابه في عنقه،
ثم بدأ يهز رأسه بقوة ليغرس أنيابه أكثر
سمع باي ليو صوت تكسّر العظام وطحنها،
فربّت على رأس مو سيتشينغ وقال: “ لا تمتص دماء
الأشباح، طاقة الين الزائدة ليست جيدة لك.
وأيضاً دماء شبح الماء لا طعم لها أيضاً .”
بصق مو سيتشينغ عنق الشبح الذي قد عضّه حتى أصبح طري ،
وتفل على الأرض باشمئزاز : “ اللعنة لماذا لم تخبرني بذلك من قبل؟
طعمه مائي ونتن !”
قال باي ليو وهو يضيّق عينيه نحو الجرار التي استمرت في
التدحرج خارجة من ممر القبر المظلم والأجساد الملتوية
التي خرجت منها: “ هذه الجرار لم تكن موضوعة هنا أصلاً،
بل في قبر جانبي سقطت فيه .
أحدهم دحرجها إلى هنا ليصعّب الأمور علينا .”
أمال مو سيتشينغ رأسه واستنشق الهواء،
ثم زحف إلى الأمام بكلتا يديه،
وقال بوجه عابس : “ الرائحة فوضوية للغاية .
من فعل هذا ؟”
رفع باي ليو عينيه ببطء، وقال: “ من الطبيعي أن يأملوا في
خسارتنا للمباراة وموتنا في القبر — إنهم يقفون حالياً عند
المخرج: كونغ يانغشو ويانغ تشي .”
————————————————————
عند مدخل القبر ———————
كونغ يانغشو يلوّح بنصف [تعويذة فصل الين واليانغ]
في يده وهو يسخر من يانغ تشي، قائلاً: “باي ليو استخدم
تعويذة فصل الين واليانغ في مكان كهذا ؛
إنه حقاً يسعى إلى الهلاك .”
أثنى يانغ تشي بخفة : “ ذلك لأنه دُفع إلى الزاوية واضطر
للتخلي عن كل شيء .”
نظر كونغ يانغشو إلى الباب السري في مدخل القبر وابتسم
بخبث: “ إذا لم نقدم له يد المساعدة الآن ،
ألا يكون من غير اللائق أن نقف مكتوفي الأيدي ونراقب فقط ؟”
رد يانغ تشي: “ بالفعل .
أذكر أنه إذا سقط أحد من هنا،
فإنه يسقط في غرفة جانبية مليئة بالجرار أليس كذلك؟”
أومأ كونغ يانغشو برأسه،
وابتسامة نرجسية تعلو وجهه: “صحيح، القبر في ذلك
الجانب مليء بأشباح الجرار .
خدش واحد على أحدها كافي لجعلك تُؤخذ كبديل .”
تذكّر يانغ تشي وقال: “ حين لعبت أول مرة في قرية ينشان،
أذكر أنك استخدمت ذلك القبر الجانبي لقتل لاعبين اثنين
وسرقة ممتلكاتهم .
كيف فعلت ذلك؟”
دحرج كونغ يانغشو عينيه وقال بسخرية: “ مع أنك تملك
مهارة الذاكرة ، لا تتذكر شيئ .”
ضحك يانغ تشي بتملّق وقال: “ الأخ كونغ ، أنت محترف في
نصب الفخاخ .
الحيل التي تستخدمها داخل اللعبة وخارجها كثيرة لدرجة
أنني لا أستطيع تذكرها كلها .”
أرجع كونغ يانغشو رأسه إلى الخلف وهو يدندن بغرور،
ثم لوّح بيده ليبعد يانغ تشي الذي يقف عند مدخل الفخ :
“ طالما أنك تعرف، فلا تعترض الطريق .”
قال يانغ تشي وهو ينظر إلى الجرة أسفل باب الفخ:
“ بعد استخدام تعويذة فصل الين واليانغ ،
أي شخص لا يعود إلى عالم الأحياء قبل الثانية عشرة والربع
سيموت في عالم الأرواح . — رغم أن شبح الجرة ليس قوي ،
إلا أنه الأكثر إزعاج في قرية ينشان.
يمكن استخدامه لشراء الوقت .”
قال كونغ يانغشو وهو يُخرج تعويذة صفراء،
ثم غمس فرشاة في الزنجفر وبدأ يرسم بسرعة :
“ كل ما أحتاجه هو [تعويذة قيادة] صغيرة ...”
لمع بريق في عينيه وهو يثبت التعويذة على باب الفخ :
“ ستقودهم نيابة عني وتمنع من في القبر من الخروج .”
فور أن لُصقت التعويذة الصفراء على باب الفخ،
أصدرت ضوءاً أحمر
بدأت الجرة في الأسفل تهتز وتصدر أزيز تحت انعكاس الضوء الأحمر،
ثم تدحرجت باتجاه معين كأن شيئ ما يستدعيها
أثنى يانغ تشي بإعجاب : “ الأخ كونغ لا تزال أفخاخك خبيثة
وشريرة كما عهدناها .”
ضحك كونغ يانغشو: “ لا بطل بلا سم "
لكن ابتسامته لم تكتمل،
إذ انفجر باب الفخ أمامه فجأة كأن عاصفة مدمّرة قد أطاحت به
بدا وكأن شخصين يقفان وسط الغبار ——
وقبل أن يتمكن يانغ تشي من تمييز من هما،
صدم شبح عُنقه ، تم قذفه بقوة نحو وجهي يانغ تشي وكونغ يانغشو،
فاصطدم بهما مباشرة ودفعهما بقوة نحو الباب،
فتقيّآ دماً على الفور
تبدّد الغبار تدريجياً ، كاشفًا عن شخصين وسطه
مو سيتشينغ ممددًا على الأرض،
وجهه مغطى بالكدمات وأنيابه دامية
بصق الدم من فمه بعنف،
ثم زحف بنظرة شرسة نحو يانغ تشي وكونغ يانغشو
أما باي ليو، الذي كان جاثي على ظهر مو سيتشينغ،
فقد كانت بقع الدم تلطّخ وجنتيه وقميصه
ورغم شحوب وجهه الشديد،
إلا أن ابتسامة ودية تقشعر لها الأبدان تعلو وجهه
ابتسم باي ليو ابتسامة مشرقة وهو يحدّق في الرجلين
المطروحين أرضًا وهما يسعلان:
“ يا أبناء بلدتي ، نلتقي مجددًا ~ "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق