Ch357 | GHG
استدار كونغ يانغشو جانبًا وأمسك التعويذة بين إصبعيه،
مرر أصابعه على الرموز المرسومة عليها ثم شخر بازدراء، “ تعويذة جثة يين منخفضة المستوى ؟”
ابتسم باستخفاف وبرودة: “ باي ليو يحلم أحلامًا أجمل
يومًا بعد يوم، يعتقد أنه بتعويذة جثث تافهة مثل هذه
سيتمكن من الإفلات من شباكي،
بل ويتحكم في مخلوقات الين التي أُديرها ؟”
وما إن حرّك إصبعيه ،
حتى اشتعلت التعويذتان الصفراوان اللتان كان يمسكهما
بلهب أزرق أرجواني دون أن تهب أي رياح ،
وسرعان ما تحوّلت إلى رماد
سخر قائلًا: “ أنت واهم ببساطة ،
هذه الكمية التافهة من طاقة الين لا تكفي حتى لإطعام الأشباح .”
استمرت التعويذات الصفراء بالخروج من شق باب القبر،
تتطاير في كل اتجاه،
لكن كونغ يانغشو كان يعترضها ويحرقها واحدة تلو الأخرى
وقد ازدادت السخرية والازدراء وضوحًا على وجهه: “ ستموت عبثًا ،
لم يتبقَى سوى القليل على الساعة الثانية عشرة وربع .”
حدّق يانغ تشي في الفراغ الصغير في باب القبر ،
و يُفترض به أن يشعر بالارتياح،
لكنه شعر بتوتر متزايد،
وبدأ العرق البارد يتصبب من جبينه،
وابيضّت شفتاه وجفّت : “ باي ليو سيظل محاصر في العالم
السفلي للأبد ، أليس كذلك؟
أخ كونغ هل لا يوجد حقًا حل لتعويذة العبور بين الين واليانغ ؟”
نظر كونغ يانغشو إلى يانغ تشي بنظرة غريبة،
وقال: “ ألم تلعب نسخة قرية يينشان من قبل؟
ألا تعرف أن هذا الإصدار قائم على مفاهيم الطاوية والكارما ؟
وفقًا لإعدادات اللعبة ، فإن تعويذة العبور بين الين واليانغ
تُعد تعويذة شريرة .
من يستخدمها، إما أن يكون محظوظ جدًا ليهرب في
اللحظة التي تنتهي فيها صلاحيتها ،
ولكن نحن نقف عند باب القبر ،
وباي ليو محاصر في فخي ، فمن المستحيل أن يهرب .
أو أن يكون هناك طاويٌّ من طائفة ماوشان شديد التقدم قد
فك التعويذة ،
لكن مثل هذا الشخص ببساطة لا وجود له في هذه المرحلة
من تقدم النسخة .
ووفقًا لمفاهيم الطاوية ، فإن من يستخدم تعويذة شريرة
كهذه ، سينقلب عليه السحر في النهاية ،
مثل ما يحدث مع باي ليو الآن .
نحن على وشك الفوز ، فلِم القلق إذًا ؟”
ابتسم يانغ تشي ابتسامة مُتعبة بينما مسح العرق عن
جبينه: “ معك حق "
ورغم أن يانغ تشي كان يعلم منطقياً أن الأمور تسير وفق الخطة،
إلا أن شعور القلق داخله ازداد قوة، وأصبح يخنقه
وبينما كونغ يانغشو واقف في وضع مريح ،
يراقب تعويذات الجثث وهي تنفجر من فراغ الباب،
لم يعد يكلف نفسه عناء صدّها،
بل نظر إلى ساعته، وابتسم بخفة وهو يبدأ العد التنازلي:
“ عشرة ….
“ تسعة …….
كان يانغ تشي مرتبكًا لدرجة أنه لم يتمالك نفسه وقطع عد
كونغ يانغشو: “ أخ كونغ لماذا لا نغادر الآن تحسّبًا لو أن باي ليو…”
: “ لو ماذا ؟ لو ماذا ؟”
تدحرجت عينا كونغ يانغشو بانزعاج : “ لا أفهم ممّ تخاف بالضبط ،
لا يمكن لباي ليو أن يقلب الموازين إلا إذا تدخل طاويّ
حقيقي بارع وساعده…”
لكن فجأة ، خرج صوت باي ليو الهادئ من داخل القبر وهو
يعدّ : “ ثمانية ~~~ "
تجمد كل من يانغ تشي وكونغ يانغشو،
ثم استدارا ببطء نحو باب القبر
عدّ باي ليو من جديد ، بصوت واضح : “سبعة ~~~~ "
تراجع يانغ تشي خطوة إلى الوراء ووجهه مليء بالرعب،
وأشار إلى باب القبر : “ أخ كونغ باي ليو أيضًا يعدّ تنازليًا !”
أمسك كونغ يانغشو بكتفي يانغ تشي ليمنعه من التراجع،
وحدّق بشراسة في فراغ الباب : “ مجرد تهديد فارغ ،
لا معنى للهرب !
أريد أن أرى ماذا يخطط له بالضبط – أربعة …...”
باي ليو بصوت هادئ : “ ثلاثة ~~~ "
كونغ يانغشو بنبرة ساخرة : “ اثنان .
لا تقلق ، سنفوز قريبًا .”
باي ليو بهدوء : “ واحد "
ومع سقوط الرقم الأخير ،
وحلول الثانية عشرة وربع تمامًا ،
انتشر لون رمادي قاتم بسرعة من جانبي ممر القبر،
وارتفعت أصوات ضحكات الأطفال الورقيين،
وضحكات العرائس الناعمة حتى أصبحت تخترق الأذنين،
وكأنها تنبع من أعماق القبر وتصل عبر الباب
: “ رحببببووووا بضيوفكم في طريق العالم السفلي ،
ليعيشوا في بيت العالم السفلي ، ويصبحوا من سكانه !”
بدت تلك الكائنات الظلية وكأنها تسحب باي ليو ومو
سيتشينغ إلى أعماق القبر،
تُسمع أصوات احتكاك الملابس وخطوات الأحذية تطرق الأرض
صرخ مو سيتشينغ وهو يقاوم : “ اخرجوا !
دعوني وباي ليو نذهب !!!”
انبهر كونغ يانغشو: “ لقد نجحت الخطة !”
تنفس يانغ تشي الصعداء بعمق وبدت على وجهه علامات
الفرح: “ أخ كونغ لقد فزنـ…”
وقبل أن يتمكن يانغ تشي من إنهاء كلمة “نفوز”،
انبعث ضوء أحمر من باب القبر،
وتردد صوت مدوي يصمّ الآذان من داخله
اهتز الصوت بقوة متكررة،
جعل الأرض ترتجف بعنف،
وكأن شيئ ضخم للغاية يقفز مرارًا وتكرارًا على الأرض،
محطمًا المقابر تحت الأرض،
مهزًا الأرض من جانب إلى آخر
تأرجح كونغ يانغشو والآخرون عدة مرات بفعل الاهتزازات،
فتشبث كونغ يانغشو بالجدار في الوقت المناسب ليحافظ
على توازنه،
بينما تهاوى يانغ تشي جالسًا على مؤخرته من قوة الهزة
: “ ما هذا بحق الجحيم؟
هل يوجد شيء كهذا داخل القبر ؟”
تلاشى اللون الرمادي الكئيب الذي يغلف باب القبر للحظة،
وصدرت عن الدمى الورقية والعروس أصوات همسات
خافتة مليئة بالخوف،
ثم تلتها أصوات خطوات متكسّرة وورق يتمزق،
وكأنها تهرب هروب جماعي
تغيّرت ملامح كونغ يانغشو بالكامل: “ ما الذي يحدث ؟!
كيف تم فك تعويذة طريق العبور بين الين واليانغ ؟!
لا يمكن لباي ليو أن يفك هذه التعويذة !”
لا يوجد شخص حيّ داخل قرية ينشان قادر على فك تعويذة
الشر لتعويذة ماوشان!”
عقل كونغ يانغشو في حالة فوضى،
وتراجع عدة خطوات من أمام باب القبر الذي بدأ يظهر فيه
تشققات
: “ الوحيد الذي من الممكن أن يكون قادر على ذلك،
هو الطاوي ،
أنا طردته في البداية ! ما الذي يحدث ؟!”
بدأ باب القبر المصنوع من الطوب يتشقق ببطء مع استمرار الاهتزاز،
وانبعث من الداخل ضوء أحمر ساطع ،
ومعه صوت مبحوح ومنخفض ،
كأنه وحش يستيقظ من نومه،
و مع الصوت نسيم مظلم بارد يُقشعّر الرقبة
تحطّم باب القبر ،
وظهر باي ليو الشاحب من خلفه ،
مع أنياب خفية تلمع حول فمه وهو يبتسم بسخرية نحو
كونغ يانغشو: “ لقد صنعت فخ جيدًا ، أنت محق ، لا يوجد
طاوي حي هنا قادر على فك تعويذة الشر .
لكن يوجد طاويّين أموات قادرين على ذلك ...” ابتسم باي
ليو : “ هل نسيت من الذي دُفن في هذا القبر ؟”
ساد الصمت على كل من كونغ يانغشو ويانغ تشي للحظة،
ثم ببطء، وبحركة متصلبة، استدارا ناحيته
رفع باي ليو التعويذة التي كان كونغ يانغشو قد سخر منها
في البداية بوصفها “تعويذة جثة يين منخفضة المستوى”،
وابتسم: “صحيح أن هذه الشبح الصغير لا يُذكر ،
لكنه كافي لإيقاظ سيد هذا المكان .”
نظر كونغ يانغشو خلف باي ليو بذهول،
إلى الزومبي القادم ببطء وهو يرتدي زيّ طاوي،
و قفزاته تتصاعد عاليًا أكثر فأكثر،
بأظافر سوداء طويلة وسميكة على كفيّه المسطحتين
الزومبي مغطى بالكامل تقريبًا بتعويذات صفراء مرسومة حديثًا،
حتى وجهه لم يُرَى منه سوى عينين مظلمتين والمنطقة
المجعدة والجافة من الجلد حولهما،
و تلك التعويذات ليست سوى تعاويذ الجثث السفلية
ومن أول نظرة ، أدرك كونغ يانغشو أن هذا الشيء هو أخطر
وحش في نسخة قرية ينشان بأكملها – الزومبي الطاويّ
الذي مضى على تحنيطه مئة عام
لقد دُفن في هذا القبر مع كل هذه المرفقات،
ومات العديد من سكان قرية ينشان دون دخولهم دورة التناسخ،
فقط لتجميع طاقة يين وغضب الأرواح لتغذية هذا الزومبي الواحد
انهار يانغ تشي أولًا : “باي ليو، هل جننت ؟!
إن أيقظته سنموت جميعًا !”
أجاب باي ليو بلا مبالاة ، وهزّ كتفيه بأسف ،
وعلى وجهه ابتسامة ملتوية : “ أعرف ،،، لكنني سأموت على
أي حال ، وفكرت ، بما أنني ذاهب للجحيم لم لا أسحبكم
معي إلى جنازتي ؟”
تفرقت الدمى الورقية التي كانت ترمز إلى كآبة العالم
السفلي جميعها،
بينما الزومبي الطاوي المضيء باللون الأحمر يقترب بقفزاته شيئًا فشيئًا،
وعندما أوشك أن يصل إلى باب القبر،
ظهر أمامه فجأة مسار غير مرئي،
كأنما يقطع طريقه، مما منعه من القفز أكثر
حدّق كونغ يانغشو بعينين واسعتين،
وقلبه قفز إلى حنجرته: “ إنها تعويذة الفصل بين الين
واليانغ بدأت بالعمل !”
صرخ يانغ تشي برعب وبدأ يصلي: “احبسووووه! أرجوكم،
دع التعويذة التي رسمها باي ليو تشتغل وتحبسه!
إذا خرج، ليس لدينا أي شي نقاتله فيه،
ولا نستطيع حتى الهرب ، سنموت !”
الزومبي الطاويّ المغطى بالتعاويذ الصفراء زفر كمية من
الهواء الأبيض المرئي،
ثم خفّض رأسه ببطء للحظة،
وعيناه السوداوان المائلتان إلى الأرجواني حدّقتا إلى
الأسفل،
بينما دار ظفر إصبعه السبابة اليمنى بخفة،
وبدا وكأنه يرسم تعاويذ في الهواء ويؤدي طقوسًا معقّدة
تمتم يانغ تشي بذهول: “ لا يمكن…
كيف لا يزال يتذكّر كل هذه التقنيات الطاوية حتى بعد موته ؟!”
ضحك باي ليو بخفة وهو يربّت على ذقنه مفكرًا :
“ الطريق الطاويّ عميق، ومعرفته بهذه الفنون متجذرة فيه.
يبدو أنه مؤهل تمامًا لفك التعويذة أليس كذلك؟”
تحطّم الحاجز الذي كان يفصل الطريق
أومأ الزومبي الطاويّ برأسه أخيرًا مستخدمًا أظافر يده،
وكما كان متوقّع ، شمّ الهواء مرتين ثم اندفع مباشرة نحو
كونغ يانغشو دون أي تردد
: “ اللعنة !” لعن كونغ يانغشو وهو يخرج كمية من
التعويذات الصفراء،
يلقي بعضها خلفه ويضع بعضها الآخر على جسده،
ثم استدار وبدأ يركض،
وهو يصيح: “ باي ليو ، حتى إن كنت قد أطلقته فأنت لا
تملك وسيلة للدفاع ،
ستكون أول من يموت في هذه المطاردة وليس أنا !
عندما تموت ، سأتمكن من العبور !
إما أن أنجو ، أو أن أفوز !”
ازدادت ابتسامة باي ليو اتساعًا، وسأله بهدوء: “أحقًا تظن ذلك؟”
وفي اللحظة التالية،
وكأن الزومبي الطاوي لم يرَى باي ليو ومو سيتشينغ
الواقفَين عند باب القبر أصلًا،
قفز بينهما مباشرة،
متوجهًا نحو كونغ يانغشو ويانغ تشي اللذين كانا يركضان أمامه
يانغ تشي يركض خلف كونغ يانغشو،
وعندما سمع صوت القفزات من خلفه،
التفت برأسه،
ثم صرخ: “ الزومبي لا يطارد باي ليو والبقية !
إنه يتجه نحونا مباشرةً !”
نظر كونغ يانغشو خلفه،
واتسعت عيناه في ذهول،
ثم صرخ صرخة مذعورة وهو يرمي التعويذات من يديه
بجنون محاولًا صدّ الزومبي،
الذي كان بوسعه أن يقتلهما بمجرد قفزة واحدة
كونغ يانغشو : “ كيف يمكن لهذا أن يحدث؟!”
لكن تلك التعويذات لم تصمد أكثر من بضع أنفاس أمام
الزومبي الطاويّ المتقن لفنون الطاوية،
فتم تفكيكها جميعًا،
ثم واصل مطاردته لهما دون توقف
كان مو سيتشينغ يحدّق في ظهر الزومبي الطاوي وهو يبتعد،
بينما تتردّد في أذنيه صرخات كونغ يانغشو ويانغ تشي الهستيرية
شعر بشيء من الحيرة، لكنه أحسّ أيضًا بشيء من الراحة والطمأنينة
نظر مو سيتشينغ إلى نفسه في حيرة،
ولاحظ أن جسده قد عاد إلى طبيعته تمامًا منذ لحظة فشل
تعويذة طريق العبور بين الين واليانغ،
ثم التفت نحو باي ليو وقال:
“ إذا كان هذا الزومبي الطاوي يطارد الأحياء ،
فلماذا لا يطاردنا ؟
نحن الآن نُعد أحياء ، لكنه يتجاهلنا تمامًا .”
أجابه باي ليو بهدوء ،
وعيناه تتبعان الزومبي وهو يبتعد:
“ هذا الزومبي لا يطارد الأحياء ، بل يطارد الغرباء .”
ازداد ارتباك مو سيتشينغ: “ غرباء؟
تقصد أولئك الذين لا ينتمون إلى قرية ينشان؟
لكن إن كان كونغ يانغشو والآخرون يُعدّون غرباء ألسنا كذلك أيضًا ؟”
قال باي ليو مبتسمًا ، وهو يربّت برفق على رأس مو سيتشينغ : “ كنا كذلك في البداية .
لكن بعد أن أخذتَ أكثر من ثلاثين زوجة من قرية ينشان،
لم نعد غرباء ~~~ .”
مو سيتشينغ: “……”
أشار إلى الزومبي الطاوي ،
وقال بصوت مكتوم من الضيق : “ لكن… حسب هذا
المنطق ، أنت لم تتزوّج أحد من ينشان، صحيح؟
هذا يعني أنك ما زلت غريب ، فلماذا لم يطاردك ؟”
قال باي ليو بنبرة مغمورة بالحنان : “ ما الذي تقوله أيها الفتى الساذج ؟”
ثم ابتسم بمودة أكبر:
“ أنا من عقد قرانك ، وأكلت من طعام وليمتك ،
وسكنت في غرفة عرسك ،
فأنا بكل تأكيد أُعدّ من كبار العائلة من جهة والدتك ~~ .
كيف يمكن أن أُعدّ غريب ؟”
مو سيتشينغ: “……”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق