Ch368 | GHG
سقطت صاعقة الرعد على الأرض مُحدثة دويّ هائل ،
وتبعها اهتزاز عنيف زلزل المكان،
حتى بات من الصعب الوقوف بثبات،
ثم غمر ضوء ساطع كل شيء
كل الأرواح الشريرة والظلال الغاضبة تلاشت في هذا الرعد الكاسح كأنها لم تكن
تبددت جميع الأرواح والأحقاد في تلك الصاعقة السماوية التي دمّرت الأرض
تحوّلت أرواح الشياطين الحمر والبيض إلى ظلال داخل
الضوء البنفسجي،
واحترقت هياكل الأجانب العظمية حتى تحوّلت إلى رماد
داخل ألسنة الرعد الناري،
واهتز مدخل ينشان وسقط أرضًا،
و اشتعل فيه النيران بسبب البرق
فتح الطاوي ذراعيه،
كما لو كان مرتاح للعقاب السماوي الذي أحرق روحه وأذابها،
ثم استدار لينظر إلى باي ليو، الذي لم تصبه صاعقة العقاب
همس الطاوي مبتسمًا :
”… أنا محظوظٌ أن يكون لي سليل مثلك بعد مئة عام .
فهي نعمة ما بعدها نعمة .
فاستمع إلى كلمتي هذه : الطريق أمامك طويل ،
فلا تكن عنيدًا ومكابرًا، ولا تركض خلف أوهامٍ لا تُمسك ،
فالأجدر بك أن تعتزّ بمن يقف أمامك .
فالقمر في قاع الماء… هو ذاته القمر أمام عينيك "
بعد أن أنهى كلماته، توقّف الطاوي قليلًا،
ثم مسح على رأس باي ليو ، مبتسمًا بتنهد :
“ يا لك من شاب ، لا تبدو كبيرًا في السن ، لكنك تنسى كثيرًا ،
تنسى مرة بعد مرة…
فلا تنسَى نصيحة هذا العجوز لك هذه المرة ، رجاءً .
لكن في النهاية ، بعض الأمور… نسيانها خيرٌ لك ،
نعم… خير "
وبينما كان يتحدث، بدأ يتلاشى شيئًا فشيئًا، كأنه يتحول إلى ذرات ضوء وضباب، واختفى تمامًا.
بعد أن انقشع الرعد وتوقّف المطر، كانت الأرض في قرية ينشان مظلمةً حالكة، ولم يتبقَ إلا يانغ تشي وكونغ يانغشو المذهولين، ومو سيتشينغ المغمى عليه، وباي ليو الذي وقف هادئ الملامح، كأنه غارق في التفكير.
رمق كونغ يانغشو كفّه الفارغة، ثم نظر ببطء إلى القرية الخالية، وفي النهاية سقط بصره على مو سيتشينغ الملقى على الأرض، وبدأت ابتسامة جنونية ترتسم على وجهه شيئًا فشيئًا:
“الزعيم النهائي في هذه المرحلة مات، وكل وحوش القرية اختفت، ورفيق باي ليو أيضًا فقد وعيه…”
فتح ذراعيه، وأخذ يضحك بجنون وسط رماد الهواء المتطاير:
“الوضع مثالي، السماء تساندني!”
أما يانغ تشي، فبعد كل تلك التقلبات، لم يحتمل أكثر، وركع على الأرض، وضحك ضحكتين كمن فقد وعيه، قبل أن يتمتم ليقنع نفسه:
“…سنفوز، بالتأكيد سنفوز هذه المرة!”
لكن باي ليو رفع رأسه، ونظر إلى كونغ يانغشو بنظرة غير مبالية، قائلاً بسخرية خفيفة:
“أحقًا؟ هل يجدر بي أن أهنئكم من الآن؟”
بمجرد أن سمعه يتكلم، ظن كونغ يانغشو أن باي ليو سيهاجمه بالسوط، فتراجع بخوف خطوتين إلى الوراء. لكنه ما إن ابتعد قليلاً، حتى لاحظ أن باي ليو لم يتحرك من مكانه.
توقف، ثم نظر بعناية إلى أطراف باي ليو المكشوفة، وإذا بها كلها – يديه، قدميه، عنقه، وجذعه – يكسوها هالة سوداء مزرقة ثقيلة مشؤومة، وكانت تزداد كثافة وتتحول إلى لون شاحب متماسك.
لقد بدأ باي ليو بالتحول إلى زومبي تدريجيًا،
فلم يعد يستطيع التحرك على الإطلاق
تجمّد كونغ يانغشو لثانية،
ثم لم يتمالك نفسه من السعادة ،
فبدأ يصفق ويضحك بجنون :
“آه يا باي ليو، كنت أظنك أذكى من هذا،
ومع ذلك وقعت في فخ كاهن زومبي NPC
ذلك الزومبي استغل حجة إقراضك ثروة من العالم السفلي
لينقل كل طاقته إليك ،
وأنت أصلاً كنت على وشك أن تتحوّل إلى مخلوق يين
بسبب نقص طاقة اليانغ لديك ،
والآن بعد أن تلقيت كل تلك الطاقة…”
تلألأت عينا كونغ يانغشو وهو يضع يديه خلف ظهره،
ويتبختر نحو باي ليو المتحوّل والعاجز عن الحركة،
وقال بنبرة مزيفة من الأسف:
” باي ليو أظن أنك أنت وزميلك القرد ستتحولان إلى
وحوش وتبقيان في هذه المرحلة إلى الأبد !”
نظر باي ليو إليه بابتسامة هادئة وردّ :
“ يبدو الأمر كذلك فعلًا "
وبعد أن تأكد كونغ يانغشو من أن باي ليو لا يستطيع الحراك،
سحب خنجر من خصره،
واقترب بخطى نحو باي ليو
قلّد تعابير وجه باي ليو الهادئة الزائفة، وعيناه مليئتان بالكراهية الصريحة،
ثم رفع الخنجر موجّهًا إياه بقوة نحو قلب باي ليو
“دعني أُعلّمك أن الخاسرين والفائزين لا يمكنهم
التحدث من نفس المستوى وبنفس البرود!”
في منتصف طعنة الخنجر، توقفت حركة كونغ يانغشو فجأة، فتجمّد الخنجر على بُعد أقل من خمسة سنتيمترات من قلب باي ليو،
ويده ترتجف، لكنها عاجزة عن الاستمرار بالطعن
نظر باي ليو إلى كونغ يانغشو المنحني،
جسده منحني قليلًا إلى الأمام، وابتسامته تعمّقت:
“إذاً، يبدو أنك تفضّل التحدث إليّ من زاوية وضيعة،
بينما أنظر إليك من الأعلى يا ابن بلدتي ؟”
صُدم كونغ يانغشو وغضب : “ كيف يمكن أن يكون
هذا…؟”،
ثم نظر بدهشة إلى خيوط من طاقة الين السوداء التي بدأت
تتصاعد من طرف نصل الخنجر
انتشرت طاقة الين السوداء ببطء على كفيه،
فحوّلت كفيه إلى هيئة زومبي و عاجز عن الحركة، تمامًا مثل باي ليو
وبجواره ، فتح يانغ تشي يديه ببطء،
وقد غلّفتهما أيضًا هالة سوداء
بدأت أظافر سوداء حادّة تنمو من يديه وقدميه،
ولمّا شعر بشعره يزداد كثافة ويقصر في آن واحد،
واصل النمو بلا توقف،
فمدّ يانغ تشي يده إلى وجهه بخوف،
وكأن مظهره بدأ يتحوّل إلى هيئة الأموات
صرخ يانغ تشي برعب محاولًا الفرار،
لكن جسده صار بطيئ ومتخشب
كان يتحوّل تدريجيًا إلى زومبي،
فحاول النهوض عدّة مرات،
لكنه سقط وجهه في الوحل الذي خلّفته الأمطار،
يتلوّى بجسده لكنه غير قادر على الوقوف
تجمّد كونغ يانغشو في مكانه، على حافة الانهيار:
“ لا يمكن تمرير طاقة الين من طرف إلى آخر إلا إذا وافق الطرفان !
كيف تمكنت من تمرير طاقة الين إليّ؟
أنا لم أوافق على ذلك إطلاقًا ،
هذا يخالف قواعد طاوية ماوشان!”
: “ أحقًا؟” رفع باي ليو يده ليلمس عنقه،
وأمال رأسه قليلًا ليحرك عنقه وكأنه يتفكك من التصلب،
وابتسامته ازدادت هدوءًا : “ لم أكن أعلم أن طقوس
ماوشان صارمة إلى هذا الحد .”
نظر كونغ يانغشو إلى باي ليو، الذي بات يتحرك بكل
سلاسة،
فتوسعت عيناه من شدة الغضب والذهول:
“ لماذا يمكنك أن تتحرك ؟!”
: “ ربما لأن…” تقدم باي ليو خطوة إلى الأمام،
وسحب برفق الخنجر من يد كونغ يانغشو،
ثم اقترب منه بلا استعجال،
وأطل في عينيه مباشرة وهمس ضاحكًا:
“ لأن طاقة الين في جسدي… تم امتصاصها بالكامل من
قِبلك أنت ورفيقك العزيز يانغ تشي؟”
توقف كونغ يانغشو، ثم خفض رأسه فجأة
وكما توقع، فإن خيوط الظلام السوداء التي كانت تدور حول
جسد باي ليو،
بدأت تتجه إلى جسده وجسد يانغ تشي،
وكأنهما ثقبان أسودان يبتلعان طاقة الين دون توقف
ومع انتقال الطاقة ، بدأ وجه باي ليو يستعيد لونه الوردي،
بينما أنياب كونغ يانغشو ويانغ تشي تطول،
والمنطقة حول عيونهما تزداد سواد
ابتسم باي ليو بصدق وهو يشكرهم : “ شكرًا لكم، يا ابناء
بلدتي ، على مبادرتكم الطيبة في امتصاص طاقتي ،،
طاقة العجوز كانت قوية للغاية ،
لقد أعطاها لي دفعة واحدة، ولو لم تساعداني،
لتحولتُ إلى زومبي خلال لحظات .”
نظر كونغ يانغشو إلى باي ليو بذهول مرعوب:
“ لكن… لماذا بدأنا بامتصاص طاقتك من تلقاء أنفسنا؟!”
تظاهر باي ليو بالدهشة وسأله مستغربًا:
“ يا ابن بلدتي أهذا أمر لا تعرفه؟”
غضب كونغ يانغشو بشدة من تصرف باي ليو المتصنع، حتى احمرت عروق عينيه وكادت أن تنفجر، وأصبح تنفسه شديدًا.
عندها، سأل باي ليو بنبرة بطيئة:
“يا ابن البلدة هل تذكر أين كانت تتركز طاقة الين في قرية ينشان كلها ؟”
أجاب كونغ يانغشو وهو يطحن أسنانه من الغضب :
“ في المقبرة "
ابتسم باي ليو قليلاً ابتسامة غير واضحة:
“ وحين تركزت في المقبرة ، على من تركزت تحديدًا ؟”
: “ على ذلك الزومبي الطاوي الذي تبخّر في النهاية…” توقّف
كونغ يانغشو فجأة ،
وتغير وجهه تمامًا : “ أهذا… اقتراض ثروة الين؟! "
ازدادت ابتسامة باي ليو عمقًا:
“ بالضبط ...
قرية ينشان كلها ما هي إلا مقبرة عملاقة ،
وكل طاقة الين فيها كانت تتجمع في جسد ذلك الطاوي
وحده ،،
أنتم، مهما حاولتم اقتراض طاقة من أي مكان داخل هذه المقبرة ،
فأنتم في الحقيقة تستعيرونها من جسده .”
شحب وجه كونغ يانغشو فجأة :
“ وهو أعطى كل تلك الطاقة لك…
طالما أن جهاز اقتراض طاقة الين ما زال يعمل،
وطالما أنك مستعد لإعطاءها،
فستنتقل طاقتك إلى أجسادنا…”
ابتسم باي ليو:
“ وأنا، بطبيعتي كريم .
ما دمتم تحبون طاقة الين يا أهل البلدة ،
فسأمنحكم كل ما لدي منها .”
احمرّت عينا كونغ يانغشو بالكامل،
وأصبحت بشرته تميل إلى الزرقة الداكنة،
وأظافره طالت أكثر وأكثر:
“ لقد خدعتني عمداً !
جعلتني أستولي على مهمتك ، مهمة اقتراض ثروة الين ،
وأنت كنت تعلم مسبقًا أن مهمة هذا الدور فيها مشكلة ؟!”
ضحك باي ليو بخفة ، وقال بنبرة أسف خفيفة :
“ لا شيء يأتي بلا مقابل ،
ولا توجد شخصية مثالية ،
بما أن هذه الشخصية تتمتع بأفضلية في المكان وفي
علاقات اللاعبين ، فلا بد من وجود نقطة ضعف في مهمتها الرئيسية .
ولهذا لم أجرؤ على تنفيذها…
إلى أن أتيتَ أنت يا ابن البلدة ، وجربتها عني أولًا .
بفضلك صار لدي من يغطيني ،
فاستطعت أن أجرّب المهمة أنا أيضًا .”
اتسعت عينا كونغ يانغشو حتى كادت تتفجر ،
وصرخ بصوت مبحوح، غاضب حدّ الجنون:
“ باي ليو أيها الوغد !!”
[ تنبيه من النظام : حالة اللاعب كونغ يانغشو العقلية
تتدهور بسرعة… 31… 17… 9…
تحذير! تحذير! اللاعب كونغ يانغشو على وشك فقدان
قواه العقلية والتحوّل إلى وحش…]
[ تنبيه من النظام : حالة اللاعب الحَمَل الصامت ( يانغ تشي )
العقلية تتدهور بسرعة… 27… 19… 6…
تحذير! تحذير! اللاعب يانغ تشي على وشك فقدان قواه العقلية والتحوّل إلى وحش…]
[ شاشة بيانات يانغ تشي: دخول حالة الهيجان،
جاري تعزيز المهارة الشخصية…]
ارتعش جسد يانغ تشي بينما بدأت ذكريات باي ليو تُهضم
داخله في لمح البصر،
لكن مع تراجع مستوى العقلية ،
انجرف فورًا إلى الوهم الذي خلّقته ذكريات باي ليو
شعر بأن قدميه باردتان ،
ومع ذلك إحساس غريب بالاحتراق،
كما لو أنه يقف في دلو مملوء بخليط من الماء البارد ومادة حارقة،
بينما شخص ما يضحك عليه بصوت عالي
“ طفل سيء باي ليو6 …"
تبدلت المشاهد ——-
يانغ تشي يجلس الآن على حافة حوض الزهور المجاور
لملعب المدرسة الثانوية ،
بينما أمامه شبحٌ يشبه سبيدز ،
سبيدز جاثي على ركبة واحدة ،
من بعيد ، يُسمع صوت اصطدام كرات الطائرة وصخب
الطلبة، لكن كل ذلك بدا بعيدًا عنه
الشبح يحتضن ركبتيه،
يرفع رأسه نحو باي ليو، يحدّق به بصمت،
وكأن باي ليو هو الكائن الوحيد المتبقي في عالمه —-
فتح الشبح فمه ، وسأل بنبرة جادة وهادئة :
“هل يمكنني الحصول على قطعة من مثلجاتك؟”
فسمع يانغ تشي باي ليو يجيب بصوت واضح وبارد:
“ لا، لن أعطيك .”
توقف الشبح للحظة، ثم قال:
“ إذن هل يمكنني أن أبادلها بشيء ؟”
بدت ملامح باي ليو وقد أبدت اهتمام طفيف ،
مال بجسده قليلًا إلى الأمام ،
وانخفضت عيناه نحو الأرض :
“ بماذا ستبادلها ؟”
قال الشبح:
“ أبادلها بروحي التي وُلدت للتو ”
تغير المشهد من جديد ——-
وجد يانغ تشي نفسه جالس في غرفة بالمستشفى،
رأسه يدور
على السرير ، فانغ ديان تأكل بنهم من وعاء طعام ساخن،
بينما جلس على مقعدين بجوار السرير رجلان يبدوان
وكأنهما في حالة حداد صامت
تعرف يانغ تشي على أحدهما ،
باي ليو
أما الرجل الآخر فكان يبدو مألوف الملامح بعض الشيء،
وسيم المظهر،
لكن تعلو وجهه هالة من الإرهاق،
و تحيط بعينيه هالات سوداء كثيفة،
وتفوح من جسده رائحة سجائر قوية
ما إن أنهت فانغ ديان طعامها،
حتى أمسكت بمنديل ومسحت فمها،
ثم مدت يدها بكل جرأة لتستند على كتف ذلك الرجل:
“ العجووووز لو ، ساعدني قليلاً ، أريد أن أذهب للحمّام "
عندها فقط أدرك يانغ تشي أن هذا الشخص هو صديق باي
ليو منذ الطفولة — لو ييتشان
أمسك لو ييتشان بفانغ ديان وهو يحمل قنينة المغذي،
وبدأ بمساعدتها على المشي نحو الحمام،
وهي تتمايل وتعرج، وتتمتم:
“ اللعنة العجوز لو هل تحولت أمعائي إلى خط مستقيم؟
أتناول الطعام ثم أركض فورًا للحمام…”
رد عليها بهدوء:
“ لا، كل شيء على ما يرام ،
جهازك الهضمي يعمل جيدًا .
لقد سألت الطبيب .”
ضحكت فانغ ديان وهي ترفع إبهامها له بمرح 👍🏻
كاشفة عن أسنانها البيضاء:
“ وأنا أيضًا سألت الطبيب ،
قال إن هذا لن يؤثر على حياتنا الجنسية !”
احمر وجه لو ييتشان تمامًا،
لكنه تماسك وأكمل مساعدته لها :
“…في المرة القادمة، اسألي عن شيء أكثر أهمية ويقلقك حقاً "
جاء صوتها من داخل الحمام بنبرة واثقة :
“ هذا أكثر ما يقلقني !!
لم أنم معك سوى مرات قليلة… اااممم !”
يبدو أن لو ييتشان سارع إلى تغطية فمها
في تلك الأثناء ، بدا أن شفتي باي ليو في الغرفة ارتسم
عليهما شيء يشبه الابتسامة،
ثم سرعان ما اختفت
خرج صوت تدفق المياه من المرحاض،
ثم خرجت فانغ ديان من الحمام مستندة على ظهر لو ييتشان، وجهها شاحب وهي تتنفس بصعوبة
إصابتها في المعدة والأمعاء ،
وكل مرة تذهب فيها للحمام كانت تؤلمها بشدة
لكنها، منذ أن جاء باي ليو لرؤيتها،
لم تُظهر ألمها له ولو لمرة واحدة
قالت وهي تستند على ظهر السرير : “ لم أعد أُخرج دمًا ..."
وتنهدت براحة،
ثم ربتت على بطنها الملفوف بالضمادات :
“ بعد أيام قليلة سأخرج من المستشفى .”
ارتعب لو ييتشان من حركتها،
فنهض سريعًا وأوقفها:
“ لا تلمسي الجرح كثيرًا !”
لوّحت له بيدها بلا مبالاة :
“ ليست إصابة كبيرة ، لا داعي للقلق "
فجأة قال باي ليو بصوت منخفض :
“ إذاً… من المؤكد أن الأمر سيؤثر على قدرتك على الإنجاب، صحيح ؟”
توقفت حركة كلٍّ من فانغ ديان ولو ييتشان عند تلك اللحظة
أنزل باي ليو عينيه ، وحوّل نظره إلى الجانب،
ثم تمتم بصوت خافت:
“ هذا… بسببي …"
فانغ ديان استندت على الوسادة لتجلس،
ثم مدّت جسدها بكل ما أوتيت من قوة،
وعانقت باي ليو الذي يتحاشى النظر إليها،
وهمست بإصرار:
“ ليس خطأك !
إنه خطأ من صدمني ،
وخطئي أنا لتهوري ،
وخطأ الطقس ،
واتجاه الرياح ، وكل الصدف التي اجتمعت في هذا العالم
لتجعلني على هذه الحال .
لكنك لست السبب .
أنا من أصرّ على إنقاذك .
لم ترتكب أي خطأ .
لا تعتذر لي ”
فتح باي ليو فمه قليلًا كأنه سيقول شيئ ، ثم قال أخيرًا:
“…إذن ، أُدين لك بجميل "
فانغ ديان دحرجت عينيها وضحكت،
ثم قالت بمزاح خفيف :
“منذ أيام الثانوية حتى الآن ، متى حسبنا الجميل بيننا أصلاً ؟”
ضحكت بصوت عالي ، ثم عادت لتستلقي،
ممسكةً بخصرها المتألم
بدت وكأنها تذكرت شيئ فجأة ،
فالتفتت نحو باي ليو تتأمله قليلًا ،
ثم مدت يدها لتربّت على رأسه ،
وارتسمت على وجهها ابتسامة ماكرة فيها شيء من
السخرية الطفيفة:
“هيه لو أردنا أن نحسب حقًا،
فأنت لا تدين لي بجميل ، بل بشيء آخر تمامًا .”
رمقها باي ليو بنظرة جانبية :
“ بماذا أدين لك؟”
قالت وهي تربّت على خده ثم تشد برفق على خديّه :
“أنت مدين لي بابن ،،
باي ليو، كُن ابني ، أنا أحب الأطفال الذين يشبهونك .”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق