القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch60 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch60


في الليل ، 

جلست مورونغ يان بهدوء على السرير، 

تاركةً خادمتها الشخصية تمشط شعرها، 

بينما نظراتها تائهة على أظافرها التي كاد لونها أن يتلاشى


سألت بشرود : 

“ هل قمتم بوضع طلاء الأظافر لي أثناء غيبوبتي؟” 

لكن حركة الفتاة خلفها تجمدت


نظرت الشابة إلى أختها الواقفة بجانبها ، 

وردّت بصوت متلعثم ومرتجف : “ ا-الأ-الأمر… نعم، 

لقد ساعدنا الأميرة في العناية بأظافرك .”


: “ هذا لطفٌ منكم .”

ظنّت مورونغ يان أن الفتاة كانت متوترة فحسب ، 

فلم تهتم، 

واكتفت بصرف الجميع من الغرفة 

بعد أن انتهت من تسريح شعرها


لم تعتد بعد على لمسات الآخرين، 

لذا نزعت ردائها بنفسها، 

ثم فكّت الحزام على ركبتها اليمنى


{ كم مرّ من الوقت منذ آخر مرة شعرت فيها بألم الأطراف الوهمية؟ 


يبدو أن آخر مرة عانيت فيها من هذا الألم الساحق 

كان منذ زمن بعيد ، 

قبل أن أُترك وحيدة تمامًا …


ومع أن الألم الشبحي قد اختفى من ساقي ، 

بدا وكأنه لم يذهب ، بل انتقل إلى صدري … 

وإلا، فكيف يمكن تفسير هذا الضغط الخانق الفارغ الذي 

يثقل كاهل قلبي ؟ }


حدّقت مورونغ يان في ساقها المبتورة، 

ثم مدّت أصابعها ولمست موضع البتر بخفة ، مشوّه ، مقزز


في الماضي ، لم تكن قادرة حتى على النظر إليه دون أن 

تشعر بالمرارة والحزن، 

وحتى عند ارتداء أو خلع الطرف الاصطناعي، 

كانت بالكاد تلقي عليه نظرة خاطفة


أما الآن ، فقد صارت قادرة على التحديق مباشرة في المكان 

الذي لطالما كرهته، 

بل حتى عند لمسه برفق، لم تشعر بالاشمئزاز


{ لماذا ؟ }


سألت نفسها ، لكنها ضحكت على الجواب الذي لم يكن 

أكثر وضوحًا من ذلك


{ لا يمكن أن يكون سوى بسبب آ-تشين


آ-تشين دائمًا تفرك بشرتي بلطف حيث يترك الحزام 

علامات حمراء منتفخة ، 

وراحتاها الخشنتان قليلًا كانتا دافئتين دائمًا، 

وعيناها الصافيتان تنظران إليها مباشرةً ، دون أن تحملا ولو ذرة ازدراء }


استعادت مورونغ يان ذكريات اللحظات الحميمة التي 

جمعتهما في العربة، 

ولم تستطع منع نفسها من إغماض عينيها


{ في ذلك الوقت ، كم كُنت ماكرة ، 

أستغللت آ-تشين التي كانت مطيعة لي إلى حد لا يصدق، 

وجعلتها تحبني برقة بالغة ، 

وقادتني بسهولة إلى ذروتي … }


كل شبر من بشرتها الذي لامس آ-تشين بدا وكأنه احترق 

بنار عظيمة ، 

بحرارة مشتعلة ، 

كل عصب يرتجف بعنف ويصرخ للمزيد ، 

جالبًا لها نشوة لا تضاهى


{ هل يمكن أن تكون تلك اللحظات المسروقة من الجمال 

قد أغضبت السماء فأخذت آ-تشين بعيدًا عني ؟


هل لأن السعادة دائمًا يكون لها حد ، 

وإن تم انتزاعها مقدمًا ، 

يجب سدادها بألم لا ينتهي بعد ذلك ؟ }


في الخارج ، 

الثلج يزداد كثافة، 

بينما التدفئة الأرضية والفحم الفضي في الموقد جعل 

الغرفة دافئة ومريحة


هو إير بعد أن التهم دجاجة للتو ، 

تمدد تحت السرير مغمغمًا براحة




ومع ذلك، فإن الدفء في قلب مورونغ يان لم يكن أعلى من البرد في الخارج


كانت أفكارها مضطربة


لوم الذات ، الشك ، الحزن ، 

والغضب اختلطت معًا ، 

مما جعل الفتاة تتقلب في سريرها ، غير قادرة على النوم


ولم تستسلم للإرهاق وتسقط في نوم عميق إلا قبل شروق الشمس بقليل


في اليوم الذي وطأت فيه مورونغ يان وزارة العدل وهي 

تحمل مرسوم الإمبراطور، 

كانت ترتدي معطف من فرو الثعلب الأبيض، 

لكن الرداء تحتها بلون أحمر زاهٍ كالألوان الاحتفالية


حاملةً مظلة ورقية مرسومة بفاوانيا زاهية ، 

تقدمت الفتاة والوحش نحو الزنزانات برفقة وزير العدل 

الجديد ، مو قون ، وسط تساقط الثلج الخفيف


قال مو قون باحترام ، منحنياً برأسه : 

“ لقد أوضح لي الإمبراطور أن التعامل مع ولي العهد 

المعزول متروك بالكامل للأميرة تشونغ ون. 

الجميع في وزارة العدل سيطيعون أوامركِ ”


سألت مورونغ يان وهي تشد قبضتها على مظلتها الورقية ، 

وعيناها تتجهان نحو مدخل السجن : 

“ كيف حال ولي العهد المعزول في الزنزانة ؟”


: “… ولي العهد المعزول ظل صامت تمامًا منذ إحضاره إلى وزارة العدل.”

بعد لحظة توقف قصيرة ، تابع مو قون : 

“ كانت أوامري أن يُعامل ولي العهد المعزول كأي سجين عادي ، 

دون أي معاملة خاصة ، 

فقط لضمان ألا تتفاقم إصاباته قبل وصولكِ أيتها الأميرة.”


بدت نبرة مورونغ يان حائرة : “ إصابات ؟

هل أصيب أثناء القبض عليه؟”


: “ لست متأكد من ذلك . 

ولي العهد المعزول قُبض عليه على يد الحراس السريين 

ولم يُجلب إلى هنا إلا قبل بضعة أيام ”، قال مو قون مشيرًا 

إلى مرؤوسيه لفتح البوابة الحديدية ، 

ثم ارتجف وكأنه يتخيل مشهد دامي : “ ربما بالغ الحراس 

السريون في استجوابه ، 

فإصاباته تبدو مروعة بعض الشيء . 

الرجاء توخي الحذر أيتها الأميرة ، حتى لا تصابي بالفزع .”


لم تُعر مورونغ يان قلقه أي اهتمام، 

بل طوت مظلتها الورقية، 

مستخدمة عمودها كعصا، 

وخطت إلى داخل الزنزانات شبه الأرضية


وما إن رأى بعض السجناء أن الزائرة فتاة ، 

حتى انحشروا عند القضبان ، 

يمدون أيديهم المتسخة للخدش ، 

وأفواههم تفيض بكلمات بذيئة وصياح مستمر


لكن قبل أن يتمكن حراس مورونغ يان من التدخل، 

قفز النمر الذي يتبعها فجأة إلى الأمام، 

فاتحًا فكيه الهائلة الناصعين بالبياض مهددًا بضراوة أولئك 

الرجال القذرين الذين يتكئون على القضبان


دوى زئير النمر في الزنزانة الضيقة المظلمة، 

فبدا مرعب على نحو خاص، 

مما جعل السجناء المتعجرفين ينسحبون على الفور، 

متراجعين بخوف دون أن يجرؤوا على إصدار أي صوت آخر


وكأنها تكافئ الوحش ، مسحت مورونغ يان برفق على رأسه 

الناعم، 

ثم أشارت إلى مو قون ليواصل التقدم


كان صوت عصاها الخشبية وهي تنقر على الأرض واضح 

بشكل خاص في صمت المكان المظلم


علاوة على السجناء ، حتى مو قون شحب وجهه خوفًا من 

شراسة النمر، 

فسحب منديله بصمت ليمسح عرقه، 

ثم قاد المجموعة إلى أعماق الزنزانة


أشار إلى أحد الحراس لفتح الزنزانة أمامهم، 

وقال: “ الأميرة ، زنزانة الأمير المعزول الحديدية أمامك مباشرةً .” 

ثم نظر إلى النمر الذي يستنشق الهواء بتوتر وحاول تهدئة 

نفسه : “ هل تحتاجين إلى من يرافقك إلى الداخل؟”


: “ لا حاجة ….” ربتت مورونغ يان على الفرو الناعم للنمر 

بجانبها : “ دعه فقط يتبعني "


مو قون : “ إذًا… سأترك بعض الرجال خارج الزنزانة ، 

فقط نادِي إن احتجتِ إلى شيء " 

رد وهو يومئ و ينظم الحراس، بينما ينظر إلى هذا ' الحارس البري' ،

 الذي بدا أكثر رعبًا من أي بشري


أصدر الباب الحديدي الصدئ صوت — أزيز — عند فتحه ، 

وعلق الحارس المصباح الزيتي الذي يحمله على الحائط، 

لينير ضوءه الأصفر الزنزانة المظلمة


طَق

طَق

دخلت مورونغ يان، 

ممسكة بمظلتها المصنوعة من الخيزران، 

يتبعها النمر عن كثب


رفعت رأسها واستنشقت الهواء الرطب البارد


في زاوية الزنزانة ، 

و تحت بطانية قذرة ، 

ومع صوت الأصفاد وهي تصطك ببعضها، 

تحرك جسد الرجل


شعره الطويل مبعثر ، 

لم يغسل منذ فترة طويلة ، و يبدو دهنيًا


وزيه السجني الخشن لم يستر حتى كتفيه، 

ناهيك عن حمايته من برد الشتاء القارس


أغمض مورونغ شياو عينيه بإحكام، 

وكأن الأمر لا يهمه حتى لو جاء ملك الجحيم بنفسه


كان أنفه المستقيم يومًا ما يبدو مكسور ومعوج


وجهه غير متناسق ، متورم ومليئ بالكدمات


أسفل ساقه اليمنى فارغ من تحت البنطال، 

والدم ينزف منه


جميع أظافره قد انتُزعت ، كاشفة اللحم تحتها


بدا أن ظهر يديه مثقوب بعدة فتحات ، 

وهي إصابات نموذجية من التعذيب أثناء التحقيق


حدقت مورونغ يان في هذا الرجل البائس دون أن يتحرك لها ساكن ، 

بل حتى سخرت منه في قلبها


{ هذا الشخص الذي دمر حياتي بالكامل 

صار الآن متقوقع هنا ، 

ضعيف ومثيرًا للشفقة


أليس هذا المشهد أكثر سخرية ؟ 


ألا يجعل هزيمته الماضية أكثر وضوحًا ؟ }


أخرجت المرسوم الإمبراطوري وقالت ببرود دون أي عاطفة:

“ الأميرة تشونغ ون ، مورونغ يان ، جاءت بأمر من 

الإمبراطور لإدانة ولي العهد المعزول .”


في اللحظة التي سُمع فيها صوتها ، 

فتح مورونغ شياو عينيه فجأة ، 

ممتلئ بعدم التصديق ، 

ثم زحف إلى الأمام


مدّ يده محاولًا الإمساك بالفتاة التي اشتاق إليها بجنون ، 

لكن القيود كبّلته في مكانه


وفجأة ، ظهر نمر ضخم في مجال رؤيته ، 

كاشفًا أنيابه ومطلقًا زئيرًا خفيض ، بينما مخالبه الحادة 

جاهزة لتمزيقه


: “ هو إير لا تأكله " تحدثت مورونغ يان بهدوء، 

ثم أضافت باستخفاف : “ هذا قذر "


نظر مورونغ شياو إلى الشخص الذي يتوق لرؤيتها، 

وقد ظهرت أمامه أخيرًا، 

فلم يستطع إلا أن يبتسم بجنون :

“ جي جي ، جي جي ! أنتِ حية ، وأتيتِ لتجديـني. 

هذا رائع ، رائع جدًا ! 

هل أتيتِ لتقضي بقية حياتكِ معي ؟”


تجاهلت مورونغ يان كلمات الرجل الهذيانية وسألته بهدوء :

“ قبل أن أتخذ القرار النهائي بشأن عقوبتك ، 

يمكنك أن تخبرني كيف تود أن تُعدم .

سوف أضع ذلك في الحسبان .”


: “ جي جي، جي جي ، كنت أعلم أنكِ ستعودين . 

كنت أعلم أنكِ تحبينني ” تمتم مورونغ شياو بجنون، 

متجاهلًا تمامًا ما قالته : 

" لا أحد يستطيع أن يكون معكِ مجددًا غيري ، 

لا أحد سواي !”


عبست مورونغ يان بحاجبيها بإحكام ، 

وشعرت بألم ينبض في صدغها


في هذه اللحظة، لم ترغب سوى في استدعاء أحد الحراس 

لسحب هذا الرجل للخارج وقطع رأسه، 

فقط لإيقاف فمه القذر وأوهامه


وفجأة ، انفجر مورونغ شياو ضاحكًا بجنون، 

وعيناه تلمعان بشرّ : “ تلك الفتاة الحقيرة لا تزال تتجرأ 

على التعالي ، 

رغم أن جي جي في النهاية اختارتني وحدي ….”

ضحك ضحكة هستيرية وتابع : “ وأما تلك الرخيصة ، 

سواءً كانت حية أو ميتة ، ستظل وحيدة دائمًا . 

لكن ، أنا ، لديّ جي جي !! "


الرجل الملقى على الأرض أمامها جعل مورونغ يان تشعر بالقرف ، 

ومع ذلك، وجدت نفسها متوترة من كلماته، 

كأن ثقل غير مرئي بدأ يضغط على صدرها


بالكاد تمكنت من كبح اضطرابها 

وسألته بصوت بارد : “ مَن؟ 

عن مَن تتحدث؟ 

من الذي تقول أنه سيكون وحيد ؟”


: “ بالطبع تلك حارسة الظل اللعينة ، 

التي تجرأت على الطمع بـ جي جي خاصتي ”


كان مورونغ شياو يصرّ على أسنانه بغضب، 

بينما عاد الألم في ساقه المبتورة ينبض من جديد، 

لكنه فجأة اتخذ مظهرًا مصطنعًا من الرثاء، 

وتابع بازدراء : “ مع ذلك، لأنها تجرأت على التضحية 

بنفسها لإطالة عمر جي جي ، فيجب أن أعترف ، 

لقد كانت مخلصة لكِ حقًا ، 

تمامًا مثل كلب… 

حمقاء ومثيرة للشفقة "


: “ حارسة الظل ؟ هل تتحدث عن آ-تشين ؟”


وسط كلماته المتقطعة ، 

شعرت مورونغ يان وكأنها تمسك بقشة واهية ، 

مليئة بالأشواك التي قد تمزقها في أي لحظة


أمسكت بمورونغ شياو من ياقة رداءه ، 

وجسدها كله يرتجف


: “ لا يمكن أن يكون … أنت … 

هل رأيت آ-تشين ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي