Ch311
باي ليو على ظهره فوق الأرض،
ينظر إلى تاويل الذي يثبته إلى الأسفل بانحناءة رأسه،
وعلى وجهه تعبير نادر من عدم القدرة على الاستيعاب ،
و تنفسه مضطرب بالكامل، إلا أن نبرته ظلت هادئة
:“ اللعنننة …
ماذا تفعل؟ أتركني ”
لم يكن في عيني تاويل الفضيّتين المائلتين إلى الزرقة أي أثر للمشاعر
استخدم السوط ليقيد يدي باي ليو،
ضغطهما بيد واحدة،
ثم خفض نظره إليه بثبات:
“ باي ليو ثمة ثمن يجب دفعه حين تتمنى أمنية لدى إله شرير
لقد أخذتَ مودتي، ورفقتي، وقلبي، وحبي منذ البداية ،
وأردتَ أن أبقى إلى جوارك للأبد .. .”
تدلت خصلات شعر تاويل الطويلة على الأرض،
تختلط بشعر باي ليو،
و يحدق إليه مباشرةً :
“ وبالمقابل ،،،، ينبغي عليك أن تمنحني الشيء ذاته ….”
انعكس ظل باي ليو بالكامل داخل حدقة عينَي تاويل
“ أنت مؤمني الوحيد ...
مشاعرك، وقلبك، وحبك، وألمك، وإيمانك ،
لا يمكن أن تُقدَّم إلا لي .
لا يُسمح لك أن تهبها لأي إله شرير آخر .”
ماء البحيرة المصبوغ بالكامل بالطلاء الأحمر يندفع نحو
ظهر تاويل بشكل جامح
وظهرت إشارة صليب معكوسة مبهمة في عينيه الفضيّتين
المائلتين للزرقة،
و انعكاس باي ليو داخل هذا الصليب المعكوس ،
وكأنه قد سُجن داخل عيني تاويل
[ تحذير من النظام : رغبات هوية وحش اللاعب سبيدز
“الإله القديم الساقط” خرجت عن السيطرة بالكامل،
وقيمة الاستقرار العقلي تتذبذب بمعدل مرتفع…]
امتدت يد تاويل إلى أسفل قميص باي ليو،
وتسللت أطراف أصابعه الباردة من خصره إلى الأرض،
ثم مد أصابعه المتشنجة، متوقفًا عند مكان قلبه
: “… قلبك ينبض بسرعة ،،، أهو الخوف مني الآن؟”
غطى باي ليو عينيه بيديه المقيدتين ،
وقال وهو يتنفس بخفة:
“ لا "
: “ أشعر بخوفك ...” انخفض صوت تاويل فجأة،
وشعر باي ليو بمدى اقترابه منه :
“ إله شرير على وشك أن يتحول بالكامل إلى وحش لا يرغب
في تركك أليس ذلك أمرًا مخيفًا ؟
لكن رغم ذلك …. ” أمسك تاويل بمعصم باي ليو فجأة ،
وسحب يده بعيدًا عن عينيه بقوة ،
وثبّت رأسه ليجعله يواجهه مباشرةً ،
و تابع بصوت بارد :
“ لن أسمح لك بالهرب مني .
منذ اللحظة التي نظرت فيها إليّ ،
فقدتَ حقك في أن تخاف مني ”
انعكست ملامح تاويل وشعره الفضي المزرق المتطاير
بالحركة البطيئة داخل عيني باي ليو السوداوين
توقف السوط الأسود المغطى بالأشواك العظمية لحظة
قصيرة، ثم انفجر للأعلى بقوة
لوّح باي ليو بالسوط، وتحرك بلمح البصر،
محطّمًا القيود التي كبلته
التف السوط حول ذراع تاويل،
ثم انحرف إلى الجانب، مطيحًا بتاويل بعيدًا عنه
حدّق تاويل إلى باي ليو الذي يهزب من تحته بعينين خاليتين،
مياه البحيرة خلفه تتدفق كالماء المغلي إلى ظهره
رفع رأسه، ونظر إلى باي ليو الواقف على الطرف الآخر:
“ لقد تخلّيت عن إيمانك بي، أليس كذلك ؟”
رد باي ليو وهو يمسك بالسوط المتدلي إلى جانبه،
و الجزء الأبيض صغير لا يزال عليه ،
بنبرة هادئة للغاية:
“ لم أعد أؤمن بك شي تا "
سأل تاويل باي ليو بصوت خافت :
“ فما العلاقة التي تربطنا الآن إذن ؟”
ظل باي ليو يحدق بتاويل بصمت،
بينما طلاءات البحيرة الحمراء تنعكس داخل عينيه السوداوين،
مرسلة لمعان أحمر باهت ،
و الجزء الأبيض الوحيد على السوط يُبتلع شيئًا فشيئًا
حتى لم يبقَى منها سوى حافة صغيرة
باي ليو بهدوء قاتل:
“ أما عن أي علاقة أخرى بيننا — طالما أنك لم تعد قادرًا
على الوجود إلى جانبي كشخص مستقل ،
وحتى ذاكرتك وروحك لم يعد بالإمكان الحفاظ عليهما —
ألا ترى أنه من غير العادل مناقشة أي نوع من العلاقات بيننا الآن ؟
لذا فكرتُ في الأمر ،
وشعرتُ حقًا أنه لم يعد هناك داعٍ لمناقشته ….”
رفع باي ليو حاجبيه، وأمال رأسه بابتسامة خفيفة:
“ لذا الآن، لم تعد هناك أية علاقة بيننا .”
وما إن أنهى كلامه حتى لوّح بالسوط الذي بيده
و اندفع السوط المغطى بالأشواك العظمية مباشرة نحو تاويل
بووم–
استعمل باي ليو مسدس لفتح طريقه عبر سوط تاويل الأسود
راكع على إحدى ركبتيه فوق الأرض،
صدره يرتفع وينخفض بشدة،
وجهه مليء بالجراح،
وقميصه الأبيض مغطى بالكامل ببقع الدماء،
حتى صوته بدا مبحوح وهو يقول:
“سبيدز توقف .”
أنزل تاويل رأسه كأنه في غيبوبة ،،،
رأى السوط الأسود المغطى بالأشواك ينزف دمًا في يده،
وفي يد باي ليو مسدس فضي اللون ——
{ لكني رأيت منذ لحظات سوط مليئ بالأشواك في يد باي ليو … }
الفوضى تعمّ كل شيء حوله
لقد اختفت مياه البحيرة،
ولم يبقَى سوى حفرة ضخمة حيث كانت البحيرة سابقًا
ظهر الطين الموحل في قاع البحيرة،
مغطًى بأكوام من العظام،
وبرز تمثال خشبي قديم لإله شرير بشكل مائل،
و رأس التمثال يبتسم في وجه تاويل
في هذا الفراغ الغائم والفوضوي ،
سمع تاويل صوت التمثال الخشبي العتيق ،
يتحدث إليه بنبرة حنونة وابتسامة :
" تاويل هل يظل الإله الشرير إلهًا شريرًا إذا وقع في الحب ؟
الإله القديم الذي كان يومًا لا يُقهر ، أصبح الآن ممتلئ
بالرغبات تجاه شخص ما،
تغمره المشاعر ، يملؤه الضعف والهواجس ...
انظر ،
لقد أصبحت رغبتك البشرية قوية بما يكفي لتسمع الوحي
الذي منحته لك أيها الإله القديم .
أفي أوهامك الباطنية ، أنت خائف إلى هذا الحد من أن
يرعبك باي ليو ويتخلى عنك ؟
تاويل ، لقد أصبحت مجرد إنسان الآن .
بسبب مشاعرك المتطرفة، ورغباتك، وأوهامك،
لم يعد يفصلك عن بيع روحك وسقوطك من بشر إلى
وحش سوى شعرة واحدة "
نظر تاويل إلى باي ليو الواقف أمامه
رفع باي ليو رأسه ونظر إليه مباشرة،
ثم اندفع فجأة وهو يحمل المسدس،
أطلق عدة طلقات على رأسه،
وكشف عن ابتسامة غريبة وهو يقول:
“ طالما أنني أضحي بك أيها الإله القديم ،
سأصبح خليفة الإله الشرير الجديد بالكامل .”
دُفع تاويل بقوة إلى الوحل بسبب قوة ارتداد الطلقات
وفجأة، هطل مطر غزير من السماء،
قوي بشكل لا يُصدق،
حتى أنه ملأ البحيرة على الفور
نمت نباتات الكرمة بسرعة في الطين،
متشابكة حول جسد تاويل
تدحرج رأس تمثال الإله الشرير الخشبي القديم إلى جوار
تاويل الذي كان مقيدًا بأسفل البحيرة،
وعلى وجه التمثال بقيت نفس الابتسامة :
" ما الأمر ؟
لم تقاوم هجوم باي ليو مطلقًا .
إنه مجرد وهم ، فلماذا لم تقاتل ؟
كنت تعلم أن هذا الباي ليو على الأرجح مجرد نسخة زائفة،
ومع ذلك لم تجرؤ على مقاومة هجومه .
أهو لأنك كنت تخشى أن يكون حقيقي ؟
ربما حقًا إذا كرهك باي ليو، واشمأز منك، وخافك ،
فسيعاملك بهذه الطريقة، أليس كذلك ؟
ففي النهاية ،
العلاقة بينكما كانت واهية للغاية ،
مجرد لقاء صدفة منذ عشر سنوات ."
بدأت البحيرة تتقلص نحو الداخل،
ضيقة أعمق وأصغر،
حتى تحولت من بحيرة واسعة إلى بركة صغيرة بحجم حاجز مائي
وتحول الماء من عكر إلى صافي،
تسبح فيه أسماك صغيرة وربيان
و حبل ملتف حول كاحلي تاويل،
مربوط بإحكام في قاع البحيرة،
وكأن من ربطه كان يخشى أن يجرفه الماء إذا لم يثبت الحبل جيدًا
ثم قفز شخص إلى الماء وسحب تاويل إلى الأعلى —
كان باي ليو
بشعر مبتل يلتصق برأسه
بدا وكأنه في الرابعة والعشرين من عمره،
غير أن البيئة المحيطة كانت بوضوح دار الرعاية التي أقاما
بها حين كانا في الرابعة عشرة
حتى أن ملابس باي ليو هو الزي الموحد الذي وزعته دار
الرعاية في ذلك الوقت
ابتسم باي ليو بوجه شاحب وهو يقول:
“ جئتُ لأطعمك شي تا ….”
ثم أضاف بابتسامة مفاجئة:
“ ما إن تشرب هذا ، سينتهي كل شيء ...
لن أسمح مرة أخرى لحياتي بأن تفسد وتتدهور كل هذا
الوقت بسبب وحش مخيف مثلك .”
نظر تاويل إلى الشيء الذي كان باي ليو يمسكه — زجاجة سم
سم الساحرة
حين وضع باي ليو الزجاجة عند فم تاويل،
ينظر إليه بتوقع شديد، تردد تاويل للحظة ، ثم فتح فمه
بعد أن شربها ، دفعه باي ليو بلا رحمة مجدداً في البركة
أغمض تاويل عينيه نصف إغلاق ، وغاص، وغاص، وغاص،
حتى لامس قاع البركة
تدفقت الطين والرمال بعيدًا بسرعة،
ثم تغير قاع البركة فجأة من صخور وعرة إلى سطح خزفي أملس
وبينما رأس تاويل يغرق أكثر،
سحب أحدهم شعره فجأة وأخرجه من الماء
تحولت البركة أمام تاويل إلى حوض معمودية على هيئة حوض استحمام
وتغيرت البيئة من بركة دار الأيتام إلى كنيسة
تسلل ضوء القمر الخافت عبر نوافذ الكنيسة الزجاجية
الملونة ليسقط فوق وجه تاويل المأسور،
مرسومًا عليه هالة جميلة من النور
و الإله فوق حوض المعمودية لم يعد يسوع المصلوب،
بل صليب معكوس وتمثال خشبي مكسور للإله الشرير القديم
ابتسم التمثال الخشبي في وجه تاويل،
الذي كان أحدهم قد قبض على شعره بعنف
لم يكاد تاويل يُسحب من حوض المعمودية
حتى أُجبر على إرجاع رأسه للخلف،
ليواجه التمثال
ومن خلفه، انطلقت صيحة أنثوية حادة،
مشوهة، مليئة بالغضب:
“أيها الوحش! ما هذا الشيء الغريب الذي فعلته مجددًا !
سأعاقبك بشدة أمام الإله !”
دُفع تاويل مرة أخرى إلى الماء،
وعندما سُحب مجددًا،
التمثال على المذبح قد تغيّر
كان باي ليو يقف هناك، مبتسمًا
جثا على ركبة واحدة، وخفض عينيه،
ثم رفع شعر تاويل المبلل عن جبينه بيده المغطاة بالقفاز —
أمسك وجه تاويل الغارق بالماء وهمس له بهدوء:
“يؤلمك، أليس كذلك ؟
كنتُ في نهاية الكنيسة ، أختبئ خلف الستائر ،
وكان من المؤلم جدًا أن أرى هذا المشهد ….”
ابتسم باي ليو برقة ،
وانعكس ضوء القمر الملون عبر نوافذ الكنيسة على أهدابه الطويلة،
ليغمرها بهالة قوس قزحية رقيقة:
“ لكن الألم الذي تشعر به الآن ، أنت أيها الوحش الذي لا يموت،
لا يُعادل حتى عُشر الألم الذي شعرتُ به من أجلك .”
قاطعتهم فجأة صرخة نسائية حادة هستيرية،
دفعت تاويل مجددًا إلى الماء:
“ ذلك الطفل الغريب باي ليو، الذي كان مستعدًا لمرافقتك،
لا بد أنه ليس شخصًا صالحًا هو الآخر !”
سُحب تاويل مجددًا من الماء،
وتغير التمثال على المذبح مرة أخرى
الأن عميدة دار الأيتام هذه المرة معلقة على الصليب،
وقد استُنزف دمها تمامًا،
ووجهها مشوه من الرعب،
وركعت أمامهم كما لو أنها تعترف بذنوبها
هذه المرة، باي ليو هو من سحب تاويل من حوض المعمودية
عانق باي ليو رقبة تاويل بيديه بلطف،
لكن أصابعه بدأت تتحول ببطء
أصبحت أظافره سوداء حادة ،
وتحولت يداه إلى مخالب قرد ،
ثم ابتعد برشاقة ، ممسكًا حلق تاويل
مخالب قرد اللص —-
غاصت مخالب باي ليو في عروق تاويل، وصوته كان خافتًا
بالكاد يُسمع، كأنه همس:
“ تعلم ، لولا وجودك…
لكنت مجرد إنسان عادي يتبع رغباته بكل سرور ...
يا له من نعيم كان سيكون .”
تفجر الدم من عنق تاويل بقوة،
فملأ حوض المعمودية أمامه،
صابغاً كل شيء بلون أحمر قاتم
نبتت كروم دموية مليئة بالأشواك من قاع الحوض،
والتفت حول أطراف تاويل، وسحبته للأسفل
وقف باي ليو إلى جانبه،
يراقب ببرود تاويل وهو يُسحب إلى قاع الحوض،
و قطرات الدم تتساقط من مخالب يديه :
“ شي تا الإيمان الذي منحته لي لا يساوي شيئ ،
ولم يجلب لي سوى العذاب من البداية إلى النهاية .
ومع ذلك، أتبقى أنانيًا وترغب أن أستمر بالإيمان بك؟”
الكروم الدموية تلتف أكثر حول أطراف تاويل،
وتسحبه أعمق فأعمق نحو قاع لا قرار له
الدم حوله أكثر احمرارًا،
وكأن طلاء أحمر يتسرب باستمرار إلى جسده
سُحب تاويل من البحيرة بواسطة مجموعة من السكان
الأصليين ذوي الملامح الغريبة
علقوه على صليب مقلوب باستخدام كروم متشابكة،
مثبتين أطرافه بإحكام ليصبح تمثالًا خشبي
ثم تجمعوا حوله، يغنون أغنيات غريبة بلغات مكسّرة،
ومن وسطهم تقدم باي ليو محاط بجو غريب
باي ليو يحمل خنجر حاد بيده ———
ابتسم وهو يخطو خطوة تلو الأخرى نحو تاويل المقيد على الصليب المقلوب
وضع طرف الخنجر على قلب تاويل وهمس بهدوء :
“ شي تا … منذ أن التقيت بك وحتى الآن ،
لم أنعم بالحرية إلا بعد موتك ،
لعشر سنوات كاملة نسيتك فيها كليًا …
لم يكن لدي إيمان بك، ولا مشاعر نحوك،
ولا حتى ذكريات عنك.
كنت مجرد إنسان عادي في هذا العالم،
يعاني بين حين وآخر من شهوة المال…
يا لها من سعادة مبتذلة .
كنت تكرر القول إنك تريدني أن أكون سعيد ، ومع ذلك، لم
تتركني وشأني بعد أن دخلت اللعبة .
كنت تتمسك بي مرارًا وتكرارًا ، تحرسني في كل لعبة ،
وتخشى أن أبتعد عنك ، أو أن أنساك .
لقد قبلتني، وأغويتني ، وأثرتني.”
فتح باي ليو عينيه برقة وهو يتحدث:
“ سمحتَ بأن يقع مؤمنك الوحيد في حبك ،
بأن يضحي بحبه وروحه لك،
وبدلاً من أن تحميني، استوليتَ بصمت على ألمي الذي دام
عشر سنوات كأضحية تقدمها لنفسك ….
قل لي، أهناك أي فرق جوهري بين أنانيتك البغيضة هذه
وتلك التي يمارسها هذا الإله الشرير الآن ؟”
أنزل تاويل رأسه،
وأنفاسه خفيفة، ولم ينطق بنفي أو اعتراض
تساقطت قطرات الماء من رموشه الطويلة،
وكأنها دموع مختلطة بمياه البحيرة
ابتسم باي ليو، ثم غرس الخنجر ببطء في قلب تاويل
تدفق طلاء أحمر فاقع من مكان الطعنة ،
لينسكب فوق السوط الأسود الذي كان باي ليو يحمله في يده الأخرى
خنجر القاتل ——
الجزء الوحيد الأبيض المتبقي على السوط تلطخ تدريجيًا بسواد دم تاويل
ابتسم باي ليو بعمق أكبر وقال:
“أترى؟
دمك كله شرير على حد سواء ،
له نفس التأثير الملوث عليّ .”
أمسك باي ليو وجه تاويل بيديه الملطختين بالدماء،
أنزل عينيه ، وابتسم برقة :
“ شي تا وقد بلغ الأمر هذا الحد …
افعل لي آخر شيء يُفيدني قبل أن تختفي "
رفع تاويل رأسه ، ونظر إلى باي ليو بوجه شاحب
ابتسم باي ليو ابتسامة مشرقة حد الإيلام:
“ كقربان للإله الشرير الجديد ، تحرر من كل القيود ،
واصبح إلهاً لأجلي ، ثم مت في الوهم المرعب الذي خلقته
بيديك شي تا ”
امتد السوط الأسود في يد باي ليو ،
ونبتت منه نتوءات عظمية حادة كالأشواك،
تسلقت الصليب المعكوس ،
والتفت حول يدي تاويل وقدميه
غُرست العظام الشائكة نفسها في جلده الأبيض الناصع،
حتى توقف طرف السوط العظمي عند قلب تاويل،
ثم انغرس بعنف
تسرب الدم وتقطر على السوط،
واختفى آخر جزء أبيض ، ليغدو أسود بالكامل
مد باي ليو يديه وعانق تاويل الملفوف بالأشواك العظمية
اقترب من أذنه وهمس ضاحكًا :
“ شي تا موتك هو أثمن شيء بالنسبة لي ،
وأنا أحب الأشياء الثمينة…
لذا سأقع في حبك في اللحظة التي تموت فيها ،
وسأظل ألاحق ذكراك وأفتقدك بعد موتك .
بعد موتك، ستملك حبي للأبد .
أليس هذا ما كنت تريده دومًا ؟
أتريد أن تعقد صفقة معي ؟” ابتسم باي ليو ابتسامة
شريرة، ووضع يده على قلب تاويل:
“ بادل موتك بحبي ؟”
عند سماعه عبارة ' حبي للأبد ' ، ارتجف قلب تاويل،
الذي كان طرف السوط قد انغرس فيه،
وبدأ ينبض بسرعة جنونية
جاء صوت الوحي من الإله الشرير،
مصحوبًا بابتسامة ساخرة:
" هكذا إذن… هذا ما تخشاه وترغب فيه أكثر من أي شيء آخر يا تاويل ….
كنت فيما مضى لا تخشى شيئ ، ولا ترغب بشيء ..
أما الآن ، فقد باتت مخاوفك ورغباتك كلها تدور حول باي ليو ...
تخشى أن يهجرك وينساك .
تخشى أن يحب شخص آخر ، أن يؤمن بشخص آخر .
ترغب بامتلاك مشاعره وكسب إيمانه ...
أترى ؟
حينما يمتلك الإله مشاعر بشرية ، يمتلئ بالرغبات
والمخاوف… وسرعان ما يتحول إلى وحش .
كنت تعلم أن هذا سيحدث، ومع ذلك وقعتَ في حب
إنسان غارق في الرغبة والعقلانية،
إنسان قد يستغلك ثم يتخلى عنك ،
ومع ذلك غرقت في حبه أكثر فأكثر .
… يا له من أمر مسلٍ حقًا "
قطرات دم تاويل تتساقط من الأشواك العظمية،
عيناه الفضيّتان الزرقاوان بدأت تخفت ببطء
وفي اللحظة التالية حين فتح عينيه مجددًا،
وجد نفسه في الحانة القديمة بالبلدة
محاط بجمع من الناس يرقصون ويهتفون بفرح مصطنع
لكن بنظرة أدق، وجوههم شاحبة تحمل آثار الغرز…
كانوا جميعًا جثث ميتة
تاويل يرتدي بذلة سوداء أنيقة للعريس،
وشعره مصفف بعناية
رفع عينيه ، فرأى باي ليو واقف على المنصة،
يرتدي قميص أبيض وبنطال رسمي ،
ممسكًا بباقة زهور براقة ، ويبتسم له برقة
ضحكت الجثث حولهم بضحكات كئيبة وهتفت :
“ليضع العريس الخاتم للعريس ،
ثم ليقبل العريس العريس الآخر !”
نزل باي ليو خطوة خطوة عن المنصة،
حاملاً باقة الزهور
اقترب من تاويل،
وأخرج من جيب بنطاله خاتم على شكل سوط عظمي تلتف حوله الأشواك
رفع باي ليو نظره نحو تاويل وابتسم:
“بعد أن تضع الخاتم…
سأحبك إلى الأبد .
هيا نتزوج .”
حدق تاويل في باي ليو،
و عيناه خاليتين من أي بريق
تذكر حديث قديم بينهما، حين كانا طفلين، عن الزواج
{ شي تا : " الزواج يعني أن يتعهد شخصان بحبهما الأبدي أمام القانون
باي ليو هل فكرت يومًا بمن ستتزوج ؟ "
كان باي ليو يسند ذقنه بيده متكاسلًا
وعندما سمع سؤال شي تا،
التفت وضحك وكأن الأمر مضحك جدًا
رد باي ليو : " لا "
صمت شي تا طويلًا ، ثم سأل بهدوء: " لماذا ؟ "
ضحك باي ليو بلا مبالاة ، وأجاب:
" لأنني لن أحب أحد إلى الأبد .
فهذا أمر لا قيمة له. "
ساد صمت طويل
شعر باي ليو بشيء غير مألوف،
فاقترب لينظر إلى تعابير شي تا،
الذي أدار عينيه إلى الجهة الأخرى،
متجنبًا النظر في وجه باي ليو
استند باي ليو على رف الكتب،
عاقدًا ذراعيه ومبتسمًا ابتسامة غامضة:
" لا تقل لي… أنك لا تريد الزواج من امرأة ، بل من شخص آخر؟ "
لم يرد شي تا، أنزل عينيه بهدوء:
" هل لا يحق لي أن أحلم بالزواج ؟ "
: " بالتأكيد يمكنك ... " ابتسم باي ليو بمكر ، وحاجباه
معقودان بخبث: " لكن ذلك لن يكون أكثر من مجرد خيال
فوحش خالد مثلك ،
لا يمكنه أبدًا أن يُسجل قانونيًا ليتزوج بشريًا .
من الأفضل لك أن تتخلى عن هذه الأفكار الغريبة ،
وأن تتبعني إلى الأبد . "
انحنى باي ليو، الذي كان عمره أربعة عشر عامًا حينها،
وأمسك بذقن شي تا،
وأجبره على رفع وجهه والنظر إليه
ابتسم باي ليو ابتسامة شريرة:
" لأنني الوحيد الذي يرغب بقبولك واللعب معك أيها الوحش الصغير " }
يتبع
ملاحظة الكاتبة :
وقت طفولة باي ليو 6 ، لم يكن طفلًا جيدًا حقًا ،
بل كان سيئًا إلى حد ما حتى فترة المراهقة
لاحقًا ، تم تآكله بفعل المجتمع ( نظام العمل)
أرى أن بعض القراء لم يفهموا ، لذا سأوضح الأمر
تلك الجملة :
[ تحذير من النظام : رغبات اللاعب سبيدز تحت هوية
“الإله القديم الساقط” خرجت عن السيطرة بالكامل،
والقيمة العقلية تقفز بتردد عالٍ…]
تعني أن ما سيحدث بعد الآن سيكون عبارة عن هلوسات —
الهدف الأساسي من هذا الفصل هو السير على خط تطور شخصية شي تا
باي ليو 6 يشعر بالقلق وعدم الارتياح ،
و شي تا أيضًا مضطرب للغاية
باي ليو 6 يخاف من رحيل شي تا ،
بينما شي تا يخشى أن حب باي ليو 6 له ليس حبًا حقيقي ،
بل مجرد فضول أو اهتمام بقيمته وفائدته
يوجد الكثير من الأشخاص حول باي ليو 6 ممن يمكنهم أن
يحلوا محل شي تا ؛؛
ولهذا لا يعرف شي تا ما إذا كان يجب عليه أن يستمر في
الوجود إلى جانب باي ليو 6
وجوده ، في نظره ، لا يجلب لـ باي ليو 6 سوى الألم
علاوة على ذلك، هو لا يعرف ما إذا كان باي ليو 6 يسمح له
بالبقاء فقط لأنه ذو قيمة بالنسبة له،
أم لأن باي ليو 6 يحبه حقًا ويتألم لأجله ( لأن باي ليو 6 ضحى بألمه لأجل شي تا وحصل بسبب ذلك على هوية
وريث الإله الشرير)
لذا ، من جهة، لا يستطيع شي تا أن يمنع نفسه من الرغبة
في امتلاك باي ليو 6 ،
ومن جهة أخرى ، يشعر أن امتلاكه بهذه الطريقة أمر دنيء ومشين،
لأنه لا يستطيع أن يفهم بوضوح مشاعر باي ليو 6 الحقيقية نحوه .
تعليقات: (0) إضافة تعليق