القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch18 | Rainfall: 100%

 Ch18 | Rainfall: 100%


وصلت دمية البطريق إلى شقة تشين كان —-

و كلما أطال النظر في وجنتيها المنتفختين والوردية ، 

شعر بعدم ارتياح أكبر — وكأنه ينظر إلى انعكاس صورته في مرآة


غلى الضيق في صدره حتى لم يعد يحتمل ، 

و بخطوة حاسمة ، قلب دمية البطريق على بطنها ووضعها

على الرف المجاور لسريره ، 

بحيث لم يبقَى ظاهرًا منها سوى مؤخرتها الدائرية الناعمة


و هكذا بدأ نوع غريب من الحرب الباردة بين تشين كان وشي ييجين


ربما كان وصفها بـ”الحرب الباردة” مبالغة


فالمصطلح يوحي بدرجة من القرب لم تكن موجودة حقًا بينهما


ومع ذلك، لم يجد تشين كان طريقة أفضل لوصف المسافة 

الغريبة والمتوترة التي امتدت فجأة بينهما


ما زالت الكلمات التي قيلت تدوي في ذهنه ، 

ثقيلة ومستعصية على النسيان : “ بعد انتهاء المشروع ، سنفترق أليس كذلك ؟”


في كل مرة يستعيد فيها نبرة شي ييجين الهادئة والبعيدة، 

يشعر وكأن حجر يضغط على صدره


{ كيف يمكن لشخص أن يقول شيئ بارد إلى هذا الحد ؟ 

دعك من أنني ساعدته مرتين تحت المطر — حتى معرفة 

عابرة كان من المفترض أن تبدي بعض اللطف أليس كذلك ؟ }


وكانت آخر تفاعلاتهما قد انتهت بوداع مرتبك ومتسرع


وبما أن شي ييجين ليس من النوع الذي يبادر بالحديث، 

فقد مرّت ثلاثة أيام دون أن يتبادل أي منهما كلمة واحدة



هاو تشييوي : “ تشين-غا هل يمكنك مساعدتي— هاه ؟”

نظرت من خلفه بفضول : “ لماذا تحدق في تطبيق الطقس ؟ 

وما هذا التطبيق؟ 

يبدو متطورًا أكثر بكثير من التطبيق الافتراضي على هاتفي "


تجمد تشين كان في مكانه ، وأغلق هاتفه ووضعه بعنف على 

الطاولة كما لو أنه قد لسعه ، 

و اسودّ وجهه : “ لا شيء "


والتطبيق ، ولسخرية القدر ، كان هو نفسه الذي اقترحه 

عليه شي ييجين — تطبيق طقس دقيق للغاية


و يعرض حاليًا أن الأسبوع بأكمله سيكون مشمس ، مع 

بضعة أيام غائمة لا أكثر


{ طقس رائع ونادر في لندن !!  


رائع !! كلما زادت الشمس كان أفضل !!!


أتمنى أن تشرق كل يوم من أيام السنة !!! } 


فكر تشين كان بمرارة ، مجبرًا نفسه على تركيز انتباهه 

مجددًا على هاو تشييوي


تشين كان : “ ما الأمر ؟ هل نفذ الجل ؟ انتهيتِ من التصوير؟ 

لماذا تفاجئين الناس هكذا يا مشاغبة …. ”


قاطعته هاو تشييوي : “ انتهيت من كل ذلك ،” 

رفعت هاتفها بوجه عابس : “ لكن النتائج غريبة يا تشين- غا 

انظر إلى هذا …. 

لماذا تبدو نتائج تحليل شرائط الويسترن بلوت بهذه… الغرابة؟”




( اختبار تحليل البروتين في العينة ) 



هاو ووتشو، الجالس بالقرب، ألقى نظرة على الشاشة، 

ثم انفجر ضاحكًا على الفور : “ مبروك، لقد اكتشفتِ بروتين جديد كليًا ”


صرخت هاو تشييوي : “ اصمت !”

ثم التفتت إلى تشين كان بعينين متوسلة


تمعّن تشين كان في الصورة للحظة ، وتجهم حاجباه


كانت العصابات غريبة بالفعل — لم يرَى شيئًا كهذا طوال سنوات أبحاثه

وبعد صمت ، سأل : “ هل تركتِ الجل والمحلول يصلان 

إلى درجة حرارة الغرفة قبل تشغيل العينة ؟”


: “ نعم !”


: “ هل قمّتِ بطرد العينة بالطرد المركزي وحمّلتِها بعناية على الحافة ؟”


( ترجمة للقراء غير المتخصصين بالاحياء : ' هل جهّزتِ العينة بشكل صحيح؟ 

هل وضعتيها بعناية في مكانها المخصص ؟ ' ) 


: “ بالطبع !”

 

تعمّق عبوس تشين كان : “ إذًا لا يُفترض أن تبدو هكذا ”

 

اقتربت هاو تشييوي وهمست بتآمر : 

“ تشين-غا لمَ لا تسأل شي-غا بدلاً عني؟ 

ربما يتمكن من معرفة السبب ”

 

تيبّس تشين كان ، وابتلع بصعوبة : “… اسأليه بنفسك "

 

: “ هاه ؟ لماذا ؟” رمشت هاو تشييوي بدهشة : “ أليس أقرب إليك؟ 

وأيضاً أنا… أشعر ببعض الخوف .. " 

 

قاطعها تشين كان : “ أنتِ… أنتِ بحاجة لأن تصبحي أقوى !” 

و بصوت مبحوح على غير عادته : “ ماذا لو انضممتِ إلى 

مختبر آخر مستقبلاً لاستكمال دراستك ؟ 

لن أكون دائمًا هنا لمساعدتك . 

عليكِ أن تتعلمي كيف تسألين الكبار بنفسك ”


رغم أن كلماته كانت منطقية إلى حدّ ما، 

إلا أنها خرجت بسرعة وكأنّه كان يتمسّك بأي حجة يجدها


وبعد لحظة من التردّد ، أومأت هاو تشييوي : 

“ معك حق… حسنًا ! سأحاول ”



في الطرف الآخر من المختبر ، 

كان شي ييجين واقف عند طاولته ، 

يسجّل شيئ بعناية في دفتر ملاحظاته


بدا معطفه الأبيض وهيئته الهادئة وكأنها تبث هالة لا يمكن 

الاقتراب منه ، كما لو أن حاجزًا خفي يحيط به


لكن بينما تشين كان يراقبه ، 

طفت إلى السطح دون استئذان ذكريات من ذلك اليوم في 

مدينة الملاهي : وجه شي ييجين المرتفع نحو السماء ، 

وانعكاس الألعاب النارية في عينيه ، 

ودمية البطريق محتضنة في صدره


كان من الصعب التوفيق بين تلك الصورة ، والشخص البعيد 

الوقوف أمامه الآن


وفي تلك الأثناء ، جمعت هاو تشييوي شجاعتها واقتربت من شي ييجين


تمتمت بتوتر : “ شي-غا هل يمكنني… ممم … أن أزعجك للحظة ؟”


رفع شي ييجين رأسه ، وصوته هادئ ومنضبط كعادته : 

“ ما الأمر ؟”


تلعثمت وهي تشرح مشكلتها ، 

تمد هاتفها الذي يعرض صورة شرائط الويسترن بلوت


تأمّل شي ييجين الصورة ، ثم سأل : “ هل عوّدتِ العينة إلى 

درجة حرارة الغرفة وطردتِها بالطرد المركزي ؟”


: “ نعم، فعلت ذلك "


: “ هل قمتِ بتشغيلها على جهد كهربائي منخفض ، 

حوالي 10 فولت، لمدة عشرين دقيقة قبل التشغيل الرئيسي ؟”


: “ هاه؟” رمشت هاو تشييوي بدهشة : “ لا، لم أفعل. 

هل هذا ضروري ؟”


شرح شي ييجين : “ ليس بالضرورة ، و لكن تشغيلها أولًا 

على جهد منخفض يساعد في إزالة الأيونات المتبقية ، 

مما يقلّل من التداخل في العينة ...

جرّبي تقليل كمية العينة بمقدار الثلث ، 

واجعلي طبقات الجل أكثر كثافة . 

ينبغي أن يحل ذلك المشكلة ”


لمعت عينا هاو تشيوي بالفهم : “ أوه! فهمت الآن — 

شكرًا لك شي-غا !”


أومأ شي ييجين : “ لا تترددي في السؤال إذا ظهرت لديكِ مشاكل أخرى ”


عادت هاو تشيوي متوهجة من الحماس


: “ المهمة أُنجزت ! 

الحديث معه أسهل مما ظننت — ودقيق جدًا ! 

حين فحص الصورة ، كان مركزًا تمامًا ، ولم يكن متعالي أو 

متجاهل أبدًا…”


من الجانب ، علّق هاو ووتشو ساخرًا : “ ربما كان منبهرًا من 

غرابة الشرائح نفسها ”


بدأت هاو تشيوي بتهديده : “ ووتشو هل تصدّق أنني—”


لكن قبل أن تتصاعد المعركة ، أثار ضجيجهما الانتباه


و من الطرف الآخر لطاولة الكواشف ، أدار شي ييجين رأسه وألقى نظرة نحوهما


ومن خلال فراغ ضيق بين المعدات ، 

التقت نظراته بنظرات تشين كان


تلك النظرة جعلت قشعريرة تسري في جسد تشين كان، 

فأبعد نظره بسرعة وكأنه احترق من تماس كهربائي


وفي اللحظة التي أبعد فيها بنظره ، استقر الندم في قلبه


{ بدا رد فعلي وكأني أشعر بالذنب !! رغم أنني لا أعرف حتى السبب على وجه التحديد }


سعل قليلًا محاولًا التخلص من هذا التوتر الغريب : 

“ … على أي حال ، 

جياجيا-جي أرسلت لي رسالة . 

قالت إن علينا حضور حديثها لاحقًا ، فلا تنسوا .”


وبينما شعر أن الشقيقين هاو على وشك بدء جولة جديدة من الشجار، 

قاطعهم تشين كان بنفاذ صبر: “ نظفوا الطاولة . 

ضعوا ما يحتاج إلى تبريد في الثلاجة . 

سننزل إلى الطابق السفلي قريبًا .”


ضربت هاو تشيوي جبينها : “ أوه، صحيح ! نسيت ! 

علينا تشجيع جياجيا-جي!”




تحوّل الشقيقان سريعًا من الجدال إلى الحركة النشيطة، 

و تعالت أصوات حركتهما وضجيجهما وهما يرتبان المختبر


تردّد تشين كان للحظة، وعاد ذهنه إلى الوراء، 

لكن حين رفع نظره مجددًا، 

كان شي ييجين قد غادر طاولة العمل بالفعل


في تلك الظهيرة ، توقّف جميع أعضاء المختبر عن التجارب 

لحضور مؤتمر التبادل الأكاديمي نصف السنوي في المعهد


كان هذا الحدث السنوي يجمع الباحثين من جميع 

مختبرات المعهد لعرض نتائج أبحاثهم في جلسات مفتوحة


لم يكن رسمي جدًا — فقط من لديهم إنجازات حديثة بارزة 

أو يستعدون لمناقشة أطروحات تخرجهم كانوا مطالبين بإلقاء عروض


وبما أن تشين كان ألقى عرض في العام السابق بعد نشره ورقة بحثية ، 

فقد حضر هذه المرة كمستمع فقط، ليستمتع بتبادل الأفكار


بعد تناول وجبة غداء سريعة ، توجه الفريق إلى القاعة


أعلنت هاو تشيوي بحماس وهي تدخل القاعة : 

“ بصراحة ، أتمنى لو تُقام هذه المؤتمرات أسبوعيًا !

الوجبات الخفيفة المجانية في كل مرة !”

لمعت عيناها وهي تنظر عبر القاعة : “ آه، ها هي جياجيا-جي! 

انتظِر لحظة ، هل شي-غا سيقدّم عرضًا اليوم أيضًا ؟”


تفاجأ تشين كان وتبع اتجاه نظرها


القاعة الواقعة في الطابق السفلي ، تحتوي على مقاعد 

مدرّجة تواجه منصة مركزية


جلس مقدمو العروض في الصفوف الأمامية ، 

حيث جلست لوو جياجيا إلى يسار جوناثان، 

و شي ييجين إلى يمينه


يبدو أن جوناثان قال نكتة ما، إذ انفجرت لوو جياجيا بالضحك، 

أما شي ييجين فظلّ متماسك ، بتعبير لا يمكن قراءته كعادته


أجبر تشين كان نفسه على تحويل نظره بعيدًا


كان أول المتحدثين ليو بو —- وسرعان ما تحوّل عرضه إلى 

مثال يُحتذى به… لتجنّبه ~


تلعثم متوتر ، إعداد عشوائي ، 

قراءة مستمرة من الشرائح  —  ولتكملة الكارثة ، نطق اسم 

إنزيم حيوي بطريقة خاطئة عدة مرات ——


تنقّل الحضور من النعاس المفاجئ إلى الاستيقاظ بسبب أخطائه الفادحة 


همست هاو تشييوي بأسلوب درامي : “ النجدة ، أحدهم 

فلينقذ أصابع قدمي — إنها تنكمش بقوة لدرجة أنني بدأت 

أشعر بالتشنج !”


تمتم هاو ووتشو : “ أشعر بكِ تمامًا ، أنا في القارب نفسه ”


حتى تشين كان، الذي نادرًا يصدر أحكامًا قاسية ، 

لم يستطع منع نفسه من العبوس : “ على الأقل، الآن 

تعرفان ما لا يجب فعله في عروض التخرج الخاصة بكما. 

فقط… لا تكونا مثله ”


( ' فلينقذ أصابع قدمي — إنها تنكمش بقوة لدرجة أنني بدأت 

أشعر بالتشنج ' 

عندما يرى الشخص موقف محرج جدًا 

تعبير مجازي لنوع من الإحراج غير المباشر ، 

نيابةً عن شخص آخر )


بعد عدة عروض أخرى، جاء أخيرًا دور لوو جياجيا


وكما هو متوقع من طبيعتها الحيوية ، 

حوّلت لوو جياجيا المؤتمر النعس إلى مناسبة نابضة بالحياة


بدأت بمواقف طريفة من أيامها في ألمانيا والولايات المتحدة، 

مما أطلق الضحك في القاعة، ثم انتقلت بسلاسة إلى نتائج بحثها


عندما أنهت عرضها، دوى التصفيق في القاعة


صفقت هاو تشييوي بقوة حتى احمرّت يداها : 

“ جياجيا-جي مذهلة ! إنها ملكة خلق الأجواء !”


تلاها في العرض شي ييجين


وفي مؤتمرات أكاديمية كهذه ، لا شيء أكثر رهبة من تقديم 

عرض بعد متحدث جذاب وكاريزمي


غالبًا يُترك من يأتي بعده يكافح للحفاظ على الحماس


لكن شي ييجين لم يظهر عليه أدنى أثر للقلق


بدأ، بصوته الهادئ المتزن : “ مساء الخير ، 

قبل قليل، قدّمت زميلتي عملها حول الفيتيلوجينين والشيخوخة ….”


نظر إلى لوو جياجيا، التي ردّت بابتسامة وإيماءة


كانت تفاعلاتهما طبيعية، سلسة، ومهنية


: “ و بناءً على ذلك ، أود أن أشارك بعض النتائج الحديثة في 

علم أمراض أورام الخلايا الجرثومية ...”


بسهولة، سدّ الفرق بين موضوعيهما، 

وجذب الجمهور مجدداً إلى عمق النقاش العلمي


منذ اللحظة التي بدأ فيها الحديث ، بدا وكأن من في القاعة حبسوا أنفاسهم


وبإدراكه لتنوع الخلفيات العلمية في الحضور ، 

بسّط شي ييجين بعض النقاط التقنية


ومع ذلك، ظلّ أسلوبه يحمل ثقة ووضوحًا لا يتزعزعان — 

وكأن أبحاثه تعلن عن تفوقها دون الحاجة لكلمات مباشرةً


استقام الجميع في مقاعدهم ، متشبثين بكل كلمة


حتى هاو تشييوي، التي عادةً تصنّف العروض على أنها “مملة” أو “عبقرية” فحسب ، 

صمتت تمامًا ، ثم همست، مبهورة :  “ لو كنت أستطيع 

التحدث بهذه الطريقة يومًا ما…”


أما تشين كان، فلم يُجب




كان عرض شي ييجين خالي من العيوب — إلى درجة أن 

الوقت بدا وكأنه يتلاشى مع كلماته


ومع اقتراب الخاتمة ، عمّ القاعة صمت مشوب بترقّب مكثّف


“… وبعد أن أثبتنا التماثل بين أورام الخلايا الجرثومية 

والتيراتوما المبيضية في الثدييات، 

فإننا أيضًا…”


ثم، فجأة، ارتجف صوته


كانت رجفة خفيفة ، بالكاد تُلاحظ لو أنه لن يتوقف عن الكلام


لكنه فعل …. توقّف ، وظلّ واقفًا بلا حراك لعدة ثواني 


تجمّد تشين كان في مكانه ——


في محادثة عادية ، ربما مرّ هذا التوقف دون أن يلاحظه أحد


لكن في صمت محاضرة عامة مشحونة ، بدا واضحًا، و غريباً


تبادل الحضور النظرات المتسائلة


حتى هاو تشييوي وهاو ووتشو نظرا إلى بعضهما بدهشة


همست هاو تشييوي : “ ما الذي يحدث ؟

هل السنباي متوتر ؟”


لكن في اللحظة التالية ، أخذ شي ييجين نفسًا عميقًا واستأنف حديثه


“…يمكننا إذًا أن نستنتج أنها تنشأ من تمايز البويضات غير 

الناضجة بعد الانقسام الاختزالي الأول، 

مما يتيح لنا أن…”


عاد صوته ثابتًا كما كان، وإيقاعه منتظمًا دون خلل

و تلاشت تلك العثرة القصيرة في الخلفية بينما أكمل عرضه 

بما بدا أنه رباطة جأش متمرسة


تنهد هاو ووتشو براحة : “ ليس توتر . على الأرجح مجرد 

لحظة من تلك اللحظات اللي اللسان يتأخر فيها عن المخ. 

تحصل مع أفضل المتحدثين ”


كانت لحظة عابرة، عيبًا ضئيلًا يمكن تجاوزه


وظلّ الجميع مستغرقين في متابعة المحاضرة


لكن شيئًا ما لم يبدُو على ما يرام لتشين كان


فمن الطبيعي أن يتعثّر المتحدثون حين لا يواكب لسانهم أفكارهم، 

خاصةً عند التحدث بلغة ثانية


لكن شي ييجين يتحدث الإنجليزية بطلاقة تامة — بمستوى 

الناطقين الأصليين


{ لا يمكن أن يكون متوتر في مؤتمر بهذا المستوى }


تضيّقت نظرة تشين كان وركّز عينيه على وجه شي ييجين


ومن حيث يجلس ، كان من الصعب تمييز ملامح وجه شي ييجين بدقة ، 

خاصةً مع المسافة بينهما


لكنه لاحظ شيئًا خفيًا : يد شي ييجين كانت تشد على حافة المنصة ، 

وأصابعه تضغط بقوة حتى بدت مفاصله ابيضت من الشد


كما لو أنه كان يستند إلى المنصة ليبقى واقفًا ——-


اجتاح صدر تشين كان شعور بارد مشؤوم ، 

وسقط قلبه في اللحظة التي دوّى فيها الإدراك الكارثي في ذهنه ——-


{ لا …. يوجد خطب ما بالتأكيد }


و انطلقت غريزته ، وبلا تفكير ، التفت برأسه إلى نهاية القاعة ، 

رافعًا نظره إلى النافذة الضيقة في الخلف ——


القاعة ضخمة ، مزوّدة بعزل صوتي ممتاز ، 

وهو المكان الذي يجتمع فيه الطلاب عادةً للمحاضرات

وكان الضجيج الخارجي بالكاد يُسمع —-


ولأن القاعة تقع تحت مستوى الأرض ، 

لم يكن فيها سوى نافذة واحدة ضيقة في الخلف ، 

بالكاد تسمح برؤية لمحة من العالم الخارجي 


اتسعت عينا تشين كان بصدمة ——-


رغم صغر حجم النافذة ، فقد رأى بوضوح — ذلك السائل الشفاف ، 

وهو يتناثر بسرعة على الزجاج ، 

مخلفًا وراءه آثار متلألئة تنساب للأسفل ——


إنها تمطر ——


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي