القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch52 | Rainfall: 100%

 Ch52 | Rainfall: 100%



لم يستطع تشين كان أن يفهم كيف يمكن لشخص أن يقدّم 

طلبًا بهذه الغرابة وهو في منتهى الهدوء، 

وكأنه لم يطلب سوى كوب من الشاي ——


وبالمثل، لم يستطع شي ييجين أن يفهم لماذا أثار طلبه 

المباشر هذا ردة فعل مبالغ فيها إلى هذا الحد من تشين كان ——


لقد كانا في علاقة، وقد تبادلا القُبل من قبل


طلب أن يعض صدره—رغم أنه قد يبدو غريبًا للوهلة الأولى

—لكن لم يكن شيئًا خارقًا للمنطق


شي ييجين بجديّة: “ما المشكلة في عضة صغيرة؟”


تدفقت إحراج تشين كان حتى شعر وكأن شعر رأسه نفسه 

ينتصب من شدتها، 

وتلعثم في كلماته بانفعال :

“ المشكلة ليست في ذلك—أنا فقط لا أفهم ! 

ما الممتع في العض هناك ؟ 

ليس بالأمر المحفّز مثل التقبيل ، 

وهو—”


: “ ليس محفّزًا مثل التقبيل؟” كرر شي ييجين بنبرة فضولية 

وهو يميل برأسه : “ إذًا ما المشكلة في أن أعضّه؟”


تشين كان، “…”


لم يكن هناك أي مجال للفوز


غمره شعور بالاستسلام ، تمامًا مثل رذاذ الأمطار التي اعتادا 

المشي تحته معًا في أيامهما الأولى


من تلك البدايات البريئة حتى هذه اللحظة الغريبة، 


كان كل ما مرّ به مع شي ييجين خطوات ثابتة نحو تجاوز حدود جديدة


{ وأما الجدال مع شخص مثل شي ييجين؟ فلا جدوى منه إطلاقًا


ولكن هذا… هذا محرج للغاية }


أضاف شي ييجين، وكأن حججه السابقة لم تكن كافية:

“ طبعًا تقبيلك ممتع ،، 

لكن كما تعلم ، أنا شخص يعطي أهمية كبيرة للإحساس الجسدي .


سواء كان الإحساس بيديّ أو… بفمي . 

صدرك حين ألمسه يعطي شعور رائع —متماسك ، 

لكنه ناعم— ويبدو أنه سيكون أروع حين أعضّه .


بصراحة ، أشعر بالندم لأني لا أتذكر الكثير من تلك الليلة 

الممطرة حين لم أكن بكامل وعيي . 

أعتقد أنها كانت فرصة ضائعة … "


قاطع تشين كان بانفعال ، صوته يجمع بين التوتر والاستسلام:

“ خمس دقائق ! 

لديك خمس دقائق فقط . 

سأعدّها في رأسي . وحين تنتهي ، يجب أن تتوقف ، 

أو سأ—”


لكنه لم يُكمل جملته ، لأن شي ييجين ، الذي بدا وكأنه كان 

ينتظر هذه اللحظة، انحنى فجأة دون تردد


و لامست شفتاه صدر تشين بلمسة حاسمة وهادئة في نفس الوقت


مرّ طرف لسان شي ييجين بخفة فوق الجلد أولًا ،


نظرته مركّزة، لا تتزعزع


و ضغط بشفتاه بحرارة فوق صدر تشين كان، 

تلاها خدش خفيف من أسنانه، 

بالقدر الذي يترك أثرًا دون أن يسبب ألم


كانت الأحاسيس طاغية


شعر تشين بوخز في فروة رأسه وكأن تيارًا كهربائيًا صعقه


أدار وجهه بعيدًا ، يحاول جاهدًا ضبط إيقاع تنفّسه الفوضوي


لم يعد قادرًا على النطق بأي كلمة


أما شي ييجين، فظل محتفظًا بهدوئه، 

لكن وجهه حمل شيئًا من العزلة الصامتة


أغمض رموشه نصف إغماضة بينما استغرق في اللحظة، 

حركاته دقيقة، 

تكاد تكون علمية في عنايته بالتفاصيل


وربما بدافع مراعاة حساسية تشين كان، 

كانت عضته هذه المرة ناعمة للغاية— بل لدرجة أنها بدت 

خفيفة أكثر من اللازم


ومع ذلك، لم يستطع تشين كان إلا أن يتمنى لو أنه عضه 

بقوة أكبر—كما في تلك الليلة في إدنبرة تحت سيل المطر—

حتى ينتهي الأمر بسرعة


الصدر بطبيعته منطقة شديدة الحساسية ،

لم يكن تشين كان قد اعتاد بعد على تجوّل يدي شي ييجين 

هناك ، فكيف بتحفيز كهذا الآن ؟


الوخز المثير والألم الخفيف اختلطا في مزيج حارق من المشاعر ، 

يشعلان رعشة لذيذة لا يمكن السيطرة عليها في أعماقه


وللحظة وجيزة ، تمنّى تشين كان لو يستطيع أن يفقد الإحساس تمامًا


بعد ثواني ، أفلت شي ييجين عضته وهو يومئ بتفكير:

“ همم.

إذًا هكذا هو الإحساس .”


احمرّت أذنا تشين كان بشدة حتى شعر وكأنهما ستشتعلان. 

قال بانفعال: “ إنه مجرد… جلد !”


هزّ شي ييجين رأسه رافضًا ، 

ومن دون أن يضيّع لحظة ، غيّر زاويته وعاد إلى ' بحثه '


كان الأمر وكأنه يتعامل مع تجربة علمية معقّدة — 

كل تفصيلة تستحق التدقيق ، 

و كل ملمس يستوجب الاستكشاف


كان غارقًا في عالمه الخاص من الفضول والاكتشاف


إغراء بارد ، أسلوب شي ييجين الكلاسيكي —-


عندها فقط، انفجر تشين كان: “ شي ييجين !”


توقّف الأخير عن الدراسة في منتصف الطريق، 

و عبس قليلًا، 

وأسند أسنانه بخفّة على صدر تشين كان، 

ثم رفع عينيه إليه


كانت نظرته ضبابية، وقد احمرّت أطراف عينيه


تمتم بسؤال مبهم : “هم؟” لايرغب بإفلات تشين


لمعت عيناه كما لو أن شمس ربيعية تنعكس فوق بحيرة هادئة ، 

متناثرة عليها بتلات وردية


توقّف قلب تشين كان لجزء من الثانية


لكن في اللحظة التالية ، اندلعت الحرارة مجددًا في صدره، 

حين عاد شي ييجيين، غير متأثر، لمواصلة بحثه الدقيق


أصبحت حرارة الهواء خانقة ، 

وكل لمسة من شفتيه ولسانه تشعل شرارات صغيرة على جلده



تمتم شي ييجين وفمه لا يزال عليه ويلعقه : 

“ مرن جدًّا "


تشين كان، “…”


يحب ييجين إضافة بعض الأوصاف الدقيقة ~ 


: “ أما الملمس… فهو مزيج مثالي من الخبز الطري ، 

وكونجاك، وجيلي، وكرات الأرز اللزجة ! "


أدار تشين كان وجهه بعيدًا ، 

أنفاسه متقطّعة وغير منتظمة


وفي هذه الأثناء، تفجّرت حرارة من صدره وامتدت عبر جسده، 

لتستقر في أماكن لم يكن يتوقعها… أو يرغبها ——


تشنّج، رافضًا النظر إلى شي ييجين، قال بصوت ثقيل : 

“ شكرًا على التحليل التفصيلي، 

لكنني—”


ولم يُكمل ، إذ قام شي ييجين بمصّة خفيفة أخيرة ، ثم ابتعد


وحين ابتعد عن صدر تشين كان، 

انطلق صوت خافت لكنه واضح، 

كفرقعة صغيرة وسط الهواء المشحون


ارتجف تشين كان بعنف


اعتدل شي ييجين ، 

يتأمل الآثار التي خلّفها بفخر — يُشبه فخر فنان يُقيّم لوحته


و مدّ يده بغير وعي ليلمسه مجددًا ، 

لكن تشين قد بلغ حده


و قال بحدة : “ توقف "


عبس شي ييجين ، مستاءً بوضوح : “ لكني متأكد أن الوقت لم ينتهِي بعد ”


رفض تشين كان النظر إليه ، 

و قال بصوت ثقيل : “يكفي…”


ساد الصمت في المكان


لم يتحدث تشين كان لفترة طويلة ، 

وبدأت ملامحه تتيبّس بشيء غريب


{ هل هو غاضب ؟ } تجمّد شي ييجين ، 

يتساءل إن كان قد تجاوز الحد

لقد حاول التماسك قدر الإمكان 

لكن تعبير تشين كان—




الإحراج والارتباك مشاعر مألوفة بالنسبة له


شي ييجين قد رآهما مرارًا على وجهه في لقاءاتهما السابقة تحت المطر


لكن الآن، كان هناك شيء مختلف… 

شيء يشبه الذهول، وكأن تشين كان كان يواجه صعوبة في تقبّل ما يشعر به


سأل شي ييجين بتردد، ورفع يده كأنه سيتفقد الأثر بنفسه: 

“ هل كنت عنيفًا ؟”


لكن قبل أن يتمكن من لمس شيء ، 

أمسكه تشين كان من معصمه بإحكام


وبعد لحظة من التردّد ، 

وكأنه يستسلم لنوع من الحقيقة الحتمية ، 

و سحب يد شي ييجين إلى أسفل ، 

وضغطها على معدته

و قال بصوت منخفض ومتزعزع :

“ ليس صدري… بل هنا "


التضاريس القاسية لعضلات معدة تشين رحّبت براحة يد شي ييجين ،

لم تكن ناعمة كصدره ، 

لكنها حملت في توترها الصلب دلالة على الانضباط ، 

والتحكم ، والجاذبية الخشنة التي لم يستطع شي ييجين إلا أن يُعجب بها


سأل شي ييجين : “ معدتك ؟” حاجباه عبسا بخفة : “ ما به؟”


لم يكن يتوقع أن يصبح تشين كان فجأة صريح إلى هذه الدرجة ، 

بل وأن يدعوه للمس عضلات معدته ،

وحين بدأ يمد أصابعه ليضغط قليلًا ويقدّر صلابتها ، 

أوقفه تشين كان مجددًا ، 

ممسكًا بيده بشيء من العجلة


لكن هذه المرة ، بدلًا من أن يتركه يستقر على معدته ، 

وجّه تشين يده إلى أسفل —- أكثر


أصابع شي ييجين تحركت إلى مكان أبعد ، 

والمسار السلس انقطع فجأة عندما استقرت يده على شيء 

لم يكن يتوقعه أبدًا


: “ ليس معدتي …” 


خرج صوت تشين كان خافت ومضطرب ، 

لكن كلماته حملت نبرة من التحدي لا يمكن إنكارها —-


: “ هنا "


ارتعشت حدقتا عيني شي ييجين


قال تشين كان من بين أسنانه ، 

و وجهه مصبوغ بحمرة عميقة :

“ بعد كل ما فعلته بي…

لا زلت تملك الجرأة لتسألني : ما الخطب ؟”


الهواء من حولهما تشبّع بالتوتر ، 


بينما تابع تشين كان ، 

و صوته مزيج من الغضب واستفزاز خفي:

“ لمَ لا تخبرني أنت سنباي؟ 

حلّل الأمر . 

أخبرني بالضبط… ما الذي يحدث لي الآن ؟”


تحت كف يده ، شعر شي ييجين بالحرارة الخفيفة لجسد 

تشين من خلال القماش الخفيف ، وجسده كله تيبّس


نظر إلى أسفل ، إلى مكان يده ، 

وعيناه متسعتان بدهشة حقيقية نادرة


ولأول مرة ، بدا شي ييجين الذي لا يتزعزع ، ضائع بالفعل


و برؤية هذه النظرة النادرة على وجهه منحت تشين كان لحظة انتصار عابرة


ومع شفاه مشدودة في خط رفيع ، 

أبقى قبضته مشدودة على يد شي ييجين ، 

وسحبها لأعلى قليلاً ، ليزيل أي التباس في نيّته 


كان القماش الرطب يلتصق بجسده ، 

كاشفًا أكثر مما يخفي ، وواضح المعالم هناك ،

مما جعل التوتر بينهما يكاد يُلمس


وفي النهاية بدا أن شي ييجين قد استوعب تمامًا ما يحدث


تراجع خطوتين بشكل غريزي للخلف ، وكأنه يحاول الهروب


لكن تشين كان لم يكن مستعد لإطلاق سراحه بهذه السهولة …


و بحركة واحدة حاسمة ، 

تقدّم وأغلق المسافة بينهما ، 

و حاصر شي ييجين بجسده عند حافة المغسلة


وقبل أن يرتطم ظهره بالحافة الصلبة، مدّ تشين كان يده 

ليمسكه من خصره ويثبّته


و تلاصقت أجسادهما في المساحة الضيقة


اليد التي كانت قبل لحظات مصدر دعم ، 

تحركت تدريجيًا إلى أسفل بحساب دقيق —- 



ثم — وكأن تشين يرد لـ ييجين ما فعله في السابق ، 

شد قبضته حول مؤخرة ييجين بجرأة ، 

ضاغطًا بقوة واضحة ، ومتعمدة


ارتجفت رموش شي ييجين ، 

وتقطّعت أنفاسه فجأة ، 

نظر لـ بتشين نظرة محتقنة : “ أنت تـ ! …”


: “ ما المشكلة في لمسة ؟” قاطعه تشين كان بنبرة 

يتصنع البراءة ، مكرّرًا كلماته السابقة بسخرية


ارتبك ييجين ورفع قدمه في محاولة لركله ، 

رد فعل غريزي في مواجهة هذا الانتقام الوقح ——


عادةً ، كان تشين قد يتسامح مع مثل هذه المقاومة الطفولية ، 

لكنه الآن لم يكن في مزاج يسمح بذلك


أمسك ساقه بسهولة ، 

و قبضته ثابتة لا تتزحزح : “ لا تتحرك "


لأول مرة —— شعر شي ييجين بوضوح بالفارق الجسدي بينهما


طول تشين كان ، وعرض كتفيه ، وبنيته الرياضية —

أشياء لم يُلقِي لها بالًا كثيرًا من قبل، 

فقد كان تشين كان دائمًا حذرًا معه ، متحفظًا ويعامله بلطف


لكن الآن ، أمام هذه القوة الخام ، 

وهذا الإصرار الذي لا يتراجع ، 

أدرك شي ييجين أن الهرب لم يعد خياراً


أجسادهما ملتصقة ، والتوتر يكاد يُقطع بسكين


لم يحتاج شي ييجين للنظر أو اللمس ليدرك التغير الذي 

طرأ على جسد تشين كان — كان واضح في كل نفس ،  

وكل عضلة مشدودة ، وكل نظرة ملتهبة


ارتجف صوت ييجين : “ أنت .. " 

وأنفاسه صارت متقطعة


لكن صوت تشين كان حين تحدّث مجددًا كان أهدأ ، 

وفيه نبرة مبحوحة ، وكأنها رجاء خافت :

“ كم مرة سامحتك من قبل سنباي… "

لكن قوة قبضته لم تتضائل إطلاقاً ونظر إلى عيني ييجين : 

وماذا عنك ؟ 

ألا يجب أن ستساعدني… ولو مرة واحدة ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي