القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch69 | Rainfall: 100%

 Ch69 | Rainfall: 100%


الزهور التي أحضرها تشين كان قد اشتراها من السوبرماركت بعد انتهاء دوامه


لم يكن شي ييجين يحب الزهور المقطوفة بشكل خاص — 

ليس فقط لأن غبار الطلع يصعب التعامل معه، 

بل لأن رؤية شيء نابض بالحياة يذبل ببطء كانت تشعره بعدم الراحة


لكن تشين كان قد اختار باقة من زهور عباد الشمس الذهبية


وقف أمام شي ييجين وهو يحمل الزهور ، 

ثم التفت للخلف بابتسامة مشرقة ، 

كما لو أنه يحتضن قطعة من الشمس بين ذراعيه ،

قال بصوت حيوي :

“ سنباي هل تبدو جميلة ؟”


في تلك اللحظة ، لم يكن شي ييجين ينظر إلى الزهور، 

بل مشدوهًا بكيف بدا اللون الأصفر الساطع لعبّاد 

الشمس وكأنه يُبرز دفء عيني تشين كان العسلية —-

أجاب بهدوء : “ إنها جميلة .”


عملا معًا ، 

كلٌّ منهما منشغل بمهمته : شي ييجين يقص السيقان 

ويرتب الزهور ، 

بينما تشين كان يتولى أمر المزهرية والماء والمغذيات


وبينما يقطع ورق الصحيفة الملفوف حول الباقة ، 

قال شي ييجين بنبرة عابرة :

“ ما كان ينبغي أن تخبر هي جيازي بشأن علاقتنا .”


تجمّد تشين كان، الذي كان واقفًا عند المغسلة يملأ 

المزهرية الزجاجية بالماء عند سماعه تلك الكلمات 

شرح بنبرة دفاعية :

“ كانت لحظة استعجال… لم أفكر كثيرًا . 

سألني عنا، 

وأنا… لم أرغب في الكذب .”


ثم صمت للحظة ، ثم أضاف وهو يضحك ضحكة محرجة:

“ كان يجب أن أكون أكثر حرصًا ...”


لم تتغير ملامحه كثيرًا، 

لكن صوته كان يحمل نبرة خفيفة من الذنب، 

كأنها مرارة بالكاد تُلحظ


التقط شي ييجين ذلك على الفور، 

وعبس بحاجبيه قليلاً :

“ لم أقصد الأمر بهذا الشكل ...”

قال موضحًا:

“ والدته دلّلته منذ صغره ، 

وربّت فيه طبع حساس ودقيق وأقرب للطفولة . 

أحيانًا، لا يستطيع التحكم في مشاعره جيدًا ...”

ثم أضاف وهو ينظر في عيني تشين مباشرةً :

“ لو كنتَ مهّدْتَ له قليلًا قبل أن تخبره ، لكان الأمر أفضل .

أنا لا أمانع أن تخبره بعلاقتنا ، 

بل يسعدني أن يعرف الآخرون أننا معًا .”


كانت كلمات شي ييجين دائمًا تترك أثرًا عميقًا في نفس تشين كان


خفق قلبه بسرعة، 

وأنزل رأسه، متمتمًا بـ “همم” بالكاد تُسمع


تذكّر تشين كان المشهد الذي حدث في وقت سابق من ذلك العصر، 

حين عاد هي جيازي والدموع في عينيه، محمرةً، لكنه أصر بعناد:

“ دخلت حبيبات رمل في عيني لما هبّت الرياح وأنا في الحمام ! .”


راود تشين شعور غريب ومعقد —-

تمتم : “ هو حقًا ما زال طفلًا ”


ثم أغلق الصنبور ، ووضع المزهرية الممتلئة بالماء بجانب شي ييجين


وقف شي ييجين أمام طاولة الطعام، 

يضع زهور عباد الشمس واحدة تلو الأخرى بعناية في المزهرية، 

بينما تشين كان ينظّف الأوراق المقصوصة إلى جانبه


قال شي ييجين بعد لحظة بصوت هادئ:

“ عادةً تلتقي بجوناثان فقط أيام الجمعة لمَا ذهبت إلى مكتبه اليوم ؟”


تصلّب تشين كان —-

كان أحيانًا لا يستطيع أن يميّز إن كان شي ييجين شديد الملاحظة ، 

أم أن ملامحه هو شديدة الوضوح ويفضح نفسه


قال متذرعًا :

“… تقدّم التجربة لدينا بات على المسار تقريبًا ، 

فسألته عن الجدول الزمني للأسابيع المقبلة ...”

ثم تنهد، مستسلمًا :

“ الشهر القادم فيه إجازة قصيرة . 

كنت أفكر بالسفر إلى سويسرا لقضاء عطلة قصيرة، للاسترخاء .”


عندما نطق كلمة ' سويسرا ' توقّفت يدا شي ييجين عن الحركة للحظة


لاحظ تشين كان التغيّر الطفيف في ملامحه، 

فواصل بنبرة أكثر رقة:

“ الآن خريف ، والمناظر الطبيعية والطقس في سويسرا في غاية الروعة . 

فكرت أننا يمكن أن نزور جامعة E هناك أيضًا ، 

فهي قوية في مجال الهندسة وعلوم الحياة . 

لديهم الكثير من المحاضرات المفتوحة ، 

ويمكننا حضور بعضها .”


وضع شي ييجين آخر زهرة عباد شمس في المزهرية


أصابعه لزجة من عصارة الساق ، 

فحدّق في كف يده للحظة ، 

ثم استدار لينظر إلى جانب وجه تشين كان


قال بصوت خافت لكنه ثقيل المعنى :

“ إذاً أنت تعرف ”


حدّق فيه تشين كان بدهشة : 

“ أعرف؟ أعرف ماذا ؟”


لكن شي ييجين لم يرد


عندما رحلت تشن يينغ، كان شي ييجين صغيرًا جدًا ليفهم ،

كطفل ، شعر بخيبة أمل وحتى بعض الحنق بسبب مغادرتها ، 

ومع ذلك لم يستطع أن يمنع نفسه من التوق إلى معرفة المزيد عنها


ومع تقدّمه في العمر ، 

بدأ يتواصل مع زملاء وأصدقاء تشن يينغ القدامى ، 

محاولًا التعرّف إلى ماضيها الحقيقي — ذاك الذي لم يُعد 

كتابته بواسطة شي فنغ


وبمرور الوقت ، بدأ يفهم سبب اختيارها الرحيل ، 

وشعر ببعض الارتياح لأن وجوده لم يكن قيدًا لها


كان يأمل أنها بعد مغادرتها ، تعيش حياة سعيدة وحرة بالفعل


لكن التوق ظلّ شيئ لم يستطع كبته


وخلال سنواته في الخارج ، بحث شي ييجين مرارًا عن اسم [ تشن يينغ ]

قرأ عشرات المقالات ، 

مستبعدًا كل من يحمل نفس الاسم في مجالات أخرى، 

حتى عثر على تشن يينغ تعمل في مجال [ مناعة الأورام ]


اتضح أنها أستاذة مساعدة في مختبر بجامعة E في سويسرا خلال السنوات الماضية


واصل فريقها نشر الأبحاث ،

لكنها عاشت بهدوء دون أن تجذب الانتباه


الصفحة الخاصة بها على موقع الجامعة لم تتضمن حتى 

صورتها — فقط مناظر طبيعية


والسيرة الذاتية تدور بالكامل حول أبحاثها وإنجازات 

مختبرها، دون ذكر أي شيء عنها شخصيًا


لكن شي ييجين كان يعرف ، في أعماقه ، —- أنها هي


كان الموقع يدرج بريدها الإلكتروني الخاص بالعمل، 

وعنوان مكتبها، ورقم هاتفها


وخلال تلك السنوات، مرّر شي ييجين مؤشر الفأرة على تلك 

الروابط مرات لا تُحصى — لكنه لم يضغط أبدًا


والآن ، وتحت نظرة تشين كان الحارقة الموجهة إليه ، 


سأل تشين كان :

“هل… تود أن تأتي معي إلى سويسرا؟”


كان تشين قد رأى الشوق المكبوت في عيني شي ييجين ، 

وفهم التردد العالق في قلبه


كان يعرف أن اتخاذ تلك الخطوة ليس سهلًا عليه


لكن الدموع التي ذرفها شي ييجين تلك الليلة العاصفة ، 

والمشاعر التي كبتها طويلًا ، 

جعلت تشين كان يدرك أن، في عمق قلبه، شي ييجين يريد 

أن يخطو تلك الخطوة


كل ما يحتاجه هو دفعة صغيرة من أحدهم


ومع ذلك ، ظل شي ييجين صامتًا لفترة طويلة ، 

ثم قال أخيرًا:

“ لا "


لم يتغير تعبير تشين كان، لكنه أومأ برأسه:

“ لا بأس ، فكرة السفر فكرتي أنا ، 

فلا يمكنني أن أطلب منك مرافقتي ...”


ثم أضاف بنبرة خافتة، يلمّح دون مباشرة :

“ لكن… إن سافرت وحدي ، وهطلت الأمطار في لندن خلال غيابي ، 

أظن أن… لن تتمكن من لمس هذا أليس كذلك؟”


اقترب تشين كان من شي ييجين ، 

وأخذ يده ، ووضعها أولًا فوق صدره ، 

حيث ضغط على عضلاته المشدودة على كف يد شي ييجين


ثم أنزلها برفق إلى أسفل، 

فوق عضلات معدته المشدودة، وهو يتنهد قائلًا:

“ يبدو أنك لن تتمكن من لمس هذا أيضًا … 

يا لها من خسارة مؤسفة .”


تعثّر نفس شي ييجين للحظة ، 

وتحرك بصره قليلًا ثم أبعد نظراته ، 

لكن يده بقيت مشدودة في يد تشين كان


قال بصوت خافت :

“ إن كنت قلقًا عليّ… فلا داعي لأن تذهب .”


لكن تشين أجابه بنبرة امتزج فيها التعب بالرجاء:

“ لكن المناظر هناك جميلة ، 

وأنا كنت مشغولًا جدًا مؤخرًا بكتابة الأوراق العلمية واللحاق 

بتجارب المختبر… 

لم نحصل على إجازة منذ مدة طويلة ، 

وحتى المواعيد بيننا صارت نادرة ...”


وبينما كلماته تحمل مسحة من الضعف، 

إلا أن نظرته حين التقت بعيني شي ييجين كانت مشتعلة بعزم صامت


سأله بنبرة ثابتة وحنونة في نفس الوقت :

“ فقط هذه المرة… تعال معي ، حسناً ؟”


عيناه ، بلونهما العسلي الدافئ المشابه للون دوّار الشمس ، 

تتألقان بابتسامة كفيلة بأن تطغى على أي ضوء آخر


وقد حملت نظراته من الثقل ما كاد يسلب من شي ييجين آخر لحظات اتزانه


تردد شي ييجين قليلًا :

“…لا أريد الذهاب .”


لكن تشين كان، الذي بات يعرف تعابير وجه شي ييجين 

الدقيقة عن ظهر قلب، 

أدرك على الفور أن ' لا أريد ' لم تكن تعني ' لا ' 

بل كانت تعني ' لا أعرف كيف أواجه ذلك ، 

لذا اختار الهروب '


قال بهدوء ، وهو يمسك بيد شي ييجين بلطف:

“ سنلقي نظرة فقط من بعيد ، 

ولا داعي لأن تقترب منها أو تتحدث معها . 

يمكننا قضاء بقية الوقت في التجوّل في سويسرا والاستمتاع بالمناظر .”


ثم أطلق سلاحه النهائي — ابتسامة ناعمة ، خبيثة قليلًا ، 

وهو يضيف:

“ وإذا وافقت ، سأعد لك الحلوى الليلة .”


رغم أنهم تناولوا في الأيام الماضية العديد من ' الكعكات الفاخرة'  و ' الأطعمة الفخمة' ، 

كان تشين كان يعلم يقينًا أن ' حلوى' شي ييجين المفضّلة 

لم تتغيّر أبدًا — أبسط الأنواع ، وأكثرها دفئًا


انحنى تشين كان للأمام ، ليُقلّص المسافة بينهما


اتسعت عينا شي ييجين بدهشة

وعبر طبقات القماش ، 

لامس قضيبه عضلات صدر تشين الدافئ والمشدود


عدّل تشين وضعه ، مستندًا بقوة ، 

لتُحيط خطوط صدره المحددة بقضيب شي ييجين في 

حركات دقيقة لا تحتمل الفكاك


تشين يحتفظ دومًا بالمفتاح الذي قدمه ييجين ، 

معلّقًا على صدره


المفتاح قد برز قليلًا من تحت ملابسه ، 

و انضغط طرفه المعدني البارد على بشرة شي ييجين ، 

مما جعله ينتفض فجأة ، وكاد أن يركله من ردّة الفعل 


لحسن الحظ كان تشين سريع كعادته ، 

فأمسك بساقه فورًا ، مُحافظًا على قرب جسديهما رغم التوتّر


استمرت عضلات صدر تشين وبطنه بالتحرك أمام شي ييجين ، 

و يتمايل عمداً أمام ناظريه ، دون أن منحه مهرب


تشين يعرف تمامًا ما يعجب شي ييجين — وأين تكمن نقطة ضعفه


لم يكن لدى الشاب الأكبر دفاع ضده


انحنى جسد شي ييجين إلى الخلف، 

فاستند ظهره على طرف طاولة الطعام

بدأت أنفاسه تتسارع قليلًا


و قال بصوت متوتر:

“ أنتَ…”


رفع تشين كان وجهه ، ونظر إليه ببراءة متعمدة:

“ أنا ماذا؟”


تنفس شي ييجين بسرعة قائلاً:

“ أنت تعرف جيدًا… كم يثيرني جسدك ...”

ثم أضاف بصوت ثابت رغم التوتر:

“ أنت الآن تستغل مشاعري لتتحكم بي "


حدق تشين بعينيه بابتسامة ماكرة : 

" « دعنا من كل هذا الهراء …. فقط أخبرني ، 

هل تريد أن تأكله أم لا ؟ "


نظر شي ييجين إلى وجه تشين كان


وبعد لحظة، رفع ساقه فجأة، 

وضغط بركبته على معدة تشين ، يُدلّكها بلطف


: " أريد أن أبدأ بأكل هذا أولًا …. "

وأثناء حديثه ، 

بدأت ركبته تتحرك صعودًا ، 

محافظاً على المسافة بين جسديهما ، 

يداعب ويفرك عضلات تشين بحركة بطيئة ، 

وتابع : 

" وأثناء هذا ، يجب أن تُقبّلني . 

وإذا كنت ستلمس مؤخرتي ، فعليك أن تُنبّهني أولًا ، 

ولا تضغط عليها طويلاً مثل المرة الماضية "


قال ذلك بجدية تامة ، وكأنه يقرأ قائمة شروط —-


كتم تشين ضحكه كانت على وشك الإفلات : " آووه … حسنًا "


همهم شي ييجيين بـ " هممم "


ثم مال قليلًا إلى الوراء ، ورفع ساقه أكثر ، 

حتى استقرت ركبته منتصف صدر تشين كان، 

ضاغطًا بقدر مدروس من القوة :

" و عليك أن تدعني أعضّ صدرك قليلًا ، 

واليوم… لا يوجد وقت محدد " 



كانت هذه الجرأة مألوفة تمامًا — مستحيلة الرفض


شعر تشين بقشعريرة تمرّ بجسده ، 

وفروة رأسه توخزت من شدّة الإحساس


وضع يده على فخذ شي ييجين ، 

وتردد قليلًا وهو يقول:

" العض لا بأس به… لكن بدون وقت محدد؟ 

أليس هذا قليلًا… "


لكن شي ييجين لم يرد ، واكتفى بالنظر إلى عينيه بصمت


تشين بنبرة خافتة :

" سنباي… لم تتغيّر أبدًا — لا زلت بارعًا في المساومة كما كنت " 


ثم تنهد ، ورفع يده ، وبدأ بفكّ أزرار قميصه واحد تلو الآخر، 

بينما ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة ،

انحنى ليقبله قبلة عند زاوية شفتي ييجين ، وهمس:

" كما تأمر "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي