القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch10 | TMCTM

 Ch10 | TMCTM



ما إن خرج تاو شي من الصف ، 

حتى مزّق الورقة الصغيرة ورماها في سلة المهملات


لم يكن قد انضمّ إلى أي نادٍ مدرسي، 

لكنه أيضًا لم يشأ أن يعود إلى الصف بهذه السرعة


لذا بدأ يتجول بلا هدف في مبنى تشيوشي


معظم مقرات الأندية المدرسية تقع في هذا المبنى


رأى نادي المانغا، 

نادي لعبة الـ”غو”، 

نادي الرقص في الشوارع، 

نادي السينما، نادي الخيال العلمي…


كان هناك عدد كبير من الأندية، لم يرَى مثلها من قبل


تجوّل بنظره لبعض الوقت، 

ثم التقط عددًا من الملصقات التي تخص الأندية التي لفتت 

انتباهه من رف الجرائد في الطابق الأول


خطط لأن يعود إلى غرفته لاحقًا ليدرسها جيدًا ويُقرر أي نادٍ سينضم إليه


لكن لم يمضِ وقت طويل حتى قادته الموسيقى دون وعي 

إلى قاعة التمارين الخاصة بالأوركسترا السيمفونية 

في الطابق العلوي من مبنى تشيوشي


وقف في زاوية مظلمة بجانب الباب، 

ومن خلال قطعة زجاج صغيرة، 

رأى لين تشينهي يعزف على البيانو


لكن سرعان ما وقعت عيناه على يانغ داولي وهو يعزف على التشيلو في مكان قريب


كان كل فرد في الأوركسترا يؤدي دوره بانسجام


تعابير وجوههم تنضح بالثقة والهدوء ، 

وكأنهم وُلدوا في قاعة حفلات موسيقية وهم يرتدون أزياء صينية تقليدية


النغمات المختلفة تتناغم بانسيابية مدهشة تحت قيادة 

المُعلِّم، لتكوّن لحنًا جميلًا ينساب في الأجواء


لم يكن تاو شي قد سمع هذه المقطوعة من قبل، 

لكنه ظلّ يحدق في لين تشينهي


تمامًا وكأنه يحدق في الشاشة المباشرة داخل صف مدرسته 

السابقة تشينغشوي الثانوية


كان الأمر يستغرق وقتًا طويلًا حتى يظهر لين تشينهي على الشاشة، 

تمامًا كطول الوقت الذي يحتاجه القمر ليكتمل بدراً في السماء


لكن في كل اكتمال ، كان تاو شي ينقش القمر في قلبه


والآن، ها هو يقف في زاوية مظلمة خلف باب، 

يُقلد بحرج حركة أصابع لين تشينهي وهو يعزف على البيانو


وكأنه عاد إلى الفصل المتداعي في مدرسة تشينغشوي الأول


ظل لين تشينهي حينها يبعد عنه أكثر من ألف كيلومتر ، 

ولم يكن يملك سوى قلمه ، ليُقلد كلماته ، 

أو يرسمه على الورق


ولكنه الآن يقف أمام الباب ، ليس بعيدًا عنه ، 

لكن بدا وكأنه لم يدخل عالم لين تشينهي قط


فجأة ، رأى تاو شي لين تشينهي وهو يلتفت قليلًا برأسه 

وينظر نحو الباب الذي يقف هو عنده


وقع بصر تاو شي في مرمى نظره


وفي تلك اللحظة، انقبضت يده بقوة، 

لكنه سرعان ما أدرك أن الزاوية التي يقف فيها مظلمة 

للغاية ، ولا يمكن رؤيته بوضوح، 

ورأى أن لين تشينهي أعاد نظره إلى النوتة الموسيقية سريعًا


تأكد تاو شي حينها أن ما حدث كان مجرد وهم


غادر تاو شي قاعة تمرين الأوركسترا، 

وعندما وصل إلى الطابق الأول، 

أعاد كومة الملصقات التي كانت في يده إلى رف الجرائد، 

ثم عاد إلى الفصل الفارغ


اتجه إلى مقعده وجلس، 

وأخرج أوراق اختبار القبول الخاصة بمدرسة وينهوا الأولى الثانوية، 

والتي كان قد طلبها من المعلم تشو تشيانغ في وقت سابق


ففي ذلك الوقت ، لم تُستخدم أوراق وينهوا في امتحانات 

الدخول النهائية لمقاطعة تشينغشوي، 

حتى لا تتسبب في ظلم الطلاب المحليين


كان تاو شي قد خصّص وقتًا كافيًا لإنهاء أوراق اللغة والرياضيات والعلوم، 

فأخرج ورقة اللغة الإنجليزية غير المكتملة وهمّ بمتابعتها، 

لكنّه فجأة شمّ عبيرًا خفيفًا لرائحة زهور


وضع القلم جانبًا ، واقترب ليشمّ بعناية ، 

فاكتشف أن رائحة الزهور تنبعث من درج لين تشينهي المجاور له


تردد قليلًا ثم انحنى ونظر داخل الدرج، 

ليجد وردة حمراء مغلّفة بورق شفاف وردي اللون، 

ومربوطة بشريط أبيض ناصع، 

وإلى جانبها ظرف وردي


خمّن أن فتاة معجبة بلين تشينهي قد اغتنمت وقت 

نشاطات الأندية لتتسلّل وتضعها هنا سرًّا


لكن لا داعي حتى للتفكير بالأمر— فمن المؤكد أن لين تشينهي سيعود إلى المنزل بعد انتهاء نشاطات النادي، 

وإذا ما اكتشف الوردة في اليوم التالي، فستكون قد ذبلت تمامًا


وفوق ذلك، لين تشينهي يكره الزهور


{ من المدهش أن هناك شخصًا ما قد ' داس على اللغم '

بدقة أكثر مني }

وفجأة شعر بشيء من التوازن الداخلي 


لم يُبالِ تاو شي بالوردة ، 

وقرر أن يُنبّه لين تشينهي بالأمر صباح الغد، 

ثم عاد إلى حلّ الورقة


{ ما علاقة نشاطات الأندية بي أصلًا ؟ 

كلها تحتاج إلى المال ، ولا تُضيف شيئًا إلى درجات امتحان 

القبول الجامعي ،

فالأفضل أن أنشغل بالدراسة …


فأنا …. في النهاية … لم أكن من أولئك الذين يملكون 

خلفية أسرية ميسورة }


وبينما في منتصف حلّ ورقة الإنجليزي، 

انفتح الباب الخلفي المغلق فجأة


فارتبك تاو شي والتفت، ليجد أن الداخل هو لين تشينهي ، 

حاملاً بيده ورقة نوتة موسيقية ويهمّ بالدخول


صرخ تاو شي دون أن يُفكر حتى :

“لا تدخل!”


عبس لين تشينهي وهو ينظر إليه، 

لكنه بالفعل توقف مكانه عند الباب ولم يدخل


أشار تاو شي إلى طاولة لين تشينهي وقال:

“ ألا تكره الزهور؟ 

هناك من أهدى لك وردة حمراء ورسالة ، 

موجودتان في درجك. 

هل تريدني أن أتخلص من الوردة نيابةً عنك، أم أنك ستغطي 

أنفك وتأخذهما بنفسك ؟”


ازداد العبوس على وجه لين تشينهي ، 

وظهر في عينيه لمحة نفور واضحة ، ثم قال ببرود:

“ تخلص من كل شيء من أجلي .”


{ الزهرة والرسالة معًا، بلا أي استثناء ؟ }


تجمّد تاو شي لحظة من المفاجأة، 

ثم شُحِذت أشواكه فجأة، 

وضحك بسخرية، وهو يضغط على كلماته:

“شخص ما أمضى نصف نهار يكتب رسالة ، 

وانتقى الوردة بعناية ، وأنت لم تُلقِ عليها حتى نظرة واحدة، 

بل ترميها مباشرةً ،

ألا تُفكّر في مشاعر الآخرين أبدًا ؟”


كان صوته حادًّا ، لكن تاو شي لم يستطع أن يمنع نفسه من 

التعاطف مع تلك الفتاة ، التي لا يعرف من تكون


فكّر في عدد الرسائل التي كتبها هو بنفسه ، 

وتذكّر كيف أن فتيات مدرسة تشينغشوي الأولى لم يتلقّين منه أي رد قط


{ يا لها من سخرية مرة 


يا لها من سخرية لاذعة بحق …. 

لقد حالفني الحظ فقط لأنني غيّرت خط يدي وتظاهرت بأنني فتاة }


لكنه لم يتوقع أبدًا أن لين تشينهي لن يقرأ تلك الرسائل مطلقًا، 

وأنه يرميها كأنها قمامة


شعر تاو شي فجأة بأنه أسخف نكتة في هذا العالم

{ — فعلاً كم كنت غبي ورخيص }


زم شفتيه بصمت ، وحدّق في لين تشينهي ، 

ونظراته مفعمة بالغضب والعدائية ، 

لم يحاول حتى إخفاءها


لكن لين تشينهي قابله بنفس النظرات الباردة ، 

وسأله بنبرة لا تخلو من الجفاء :


“ ولماذا عليّ أن أهتم؟ ولماذا يهمك الأمر أصلاً ؟”


تجمّد تاو شي في مكانه


{ … صحيح ،،،، ما الذي أصابني حقًا ؟


فلو قرأ لين تشينهي رسالة تلك الفتاة ، 

وتأثّر بمشاعرها ، ثم قرر أن يكون معها… 

فهل كنت سأشعر بالسعادة ؟ 


بالتأكيد لا .. }


لقد جاء الغضب من العدم، وذهب كما جاء، دون سبب


لم يفهم تاو شي لماذا لم يعد غاضبًا فجأة ، 

فلم يبقَ له سوى الشعور بأنه لا يزال ذلك الأحمق المريض


انحنى وأخرج الوردة والرسالة من درج لين تشينهي


وكان على وشك الذهاب إلى سلة المهملات لرميها، 

حينها قال لين تشينهي فجأة:


“ خذ كيسًا بلاستيكيًا غير شفاف ، ثم تخلّص منها.”


سأله تاو شي دون تفكير: “ لماذا ؟”


ردّ لين تشينهي وقد بدأت نبرته تميل إلى نفاذ الصبر :

“ هل كنتَ لتريد أن يراها أحد لو كنت أنت من كتبها ؟”


تجمّد تاو شي للحظة أخرى ، 

ثم أدرك أنه إن رماها في سلة المهملات مباشرةً ، 

فربما يراها أحد الطلاب الذين يمرّون لإلقاء القمامة ،



{ وإذا ما التقطها أحد وقرأها …


حسنًا، حتى لو رُميت تلك الرسائل، فلا بد أن تُرمى بكرامة }


قرر تاو شي أن يسامح نصف الإساءة ، بكرم لا يخلو من التحفّظ


بصمت، أخرج من درجه كيسًا بلاستيكيًا غير شفاف كان قد جهّزه صباحًا، 

وضع الوردة والرسالة بداخله، وأغلقه جيدًا، ثم ألقاه في سلة المهملات


وعندما عاد إلى مكانه ، 

كان لين تشينهي قد جلس بالفعل في مقعده، 

وبدأ يحلّ أوراق اللغة الإنجليزية التي أعطتها لهم المعلمة بي آوشوي


{ تسسسسك … حتى تشوشين نفسه يضطرّ لاقتطاع وقت 

من نشاطات النادي كي يُنجز واجباته }


عاد تاو شي لحل آخر مجموعة من أوراق الإنجليزي

وبالنهاية، أكمل أوراق الامتحان النهائي لمدرسة وينهوا 

الأولى، لكن لم تكن لديه ورقة الإجابة


ثم خطرت بباله ورقة لين تشينهي 


ألم تكن إجابته تُعد المرجع الأفضل ؟


وبعد ترددٍ قصير ، وخزة بسيطة من التردّد ، 

نكز تاو شي ذراع لين تشينهي بقلم الجل


قال لين تشينهي دون أن يتوقف عن الكتابة:

“ ما الذي تريده ؟”


ردّ تاو شي:

“ دعني أستعير ورقة امتحانك النهائي للسنة الأولى .”


أجابه :

“ رميتها .”


“…”


لم يجد تاو شي ما يقوله ، ثم تمتم بامتعاض:

“ أليس من المفترض أن تحتفظ بالأوراق ؟ 

يمكنك مراجعة الأخطاء لاحقًا أثناء المذاكرة .”


قال لين تشينهي وهو يضع قلمه جانبًا ويلتفت إليه:


“ لا حاجة ”


{ اللعنة } — تاو شي بُهِتَ من الرد

{ ما يعنيه هو أنه لم يُخطئ في شيء أصلاً ، 

فليس هناك ما يُراجعه }


قال تاو شي وهو يبعد الأوراق :

“ حسناً ، لا بأس، سأستعيرها من طالب آخر غدًا .”


لكن وقبل أن يرفع الورقة تمامًا ، 

مدّ لين تشينهي يده وأخذها إلى طاولته ليتفحّصها


صرخ تاو شي:

“ هيه ، هيييه ! أعدها إليّ !”

لكنه لم يحاول سحبها فعليًا


قال لين تشينهي وهو يُخرج قلمًا أحمر من مقلمته وبدأ يقرأ 

مقال الإنجليزي:

“ ألستَ تُريد تصحيح الورقة ؟”


فجأة، أصبح تاو شي متوترًا


سحب يده، وكأنه جالس على إبر ، 

وهو يراقب لين تشينهي يرسم خطًا على مقال اللغة 

الإنجليزية بقلم أحمر


وكانت عيناه تتحركان يمينًا ويسارًا


كان توتره أكبر مما كان يشعر به عندما كان المعلم في 

المدرسة الابتدائية يصحح أوراقه أمامه


لين تشينهي: " مفرداتك في التعبير ضعيفة جدًا "


أجاب تاو شي مطيعًا: "أوه."


في مادة الإنجليزية، كان لين تشينهي ومعلمه لا يختلفان، 

أو ربما كل المواد كانت تبدو متشابهة له


قرأ لين تشينهي الورقة مرة أخرى، 

وصحح بسرعة كل شيء ما عدا اختبار الاستماع الذي لم ينجزه


لم يكن تاو شي يعلم إن كان لين تشينهي يتذكر الإجابات 

بعد أكثر من شهرين، 

أم أنه يعرف الإجابات بمجرد النظر إلى الأسئلة


مهما كان الأمر،  كان ذلك غريبًا جدًا


سأل لين تشينهي: " هل تستطيع الحصول على الدرجة الكاملة في الاستماع ؟"


هز تاو شي رأسه بصدق : " لا ، 

عادةً أخطئ في سؤالين تقريبًا ."


كان ضعيفًا جدًا في الاستماع والتحدث ،

يشكر الإله لأن الامتحان النهائي لا يشمل اختبارًا شفهيًا ، 

وإلا لما كان له أمل


قال لين تشينهي بنبرة لا تقبل النقاش: " عُد وتمرّن "


أومأ تاو شي: "حسنًا."


أضاف لين تشينهي: " في هذه الورقة يمكنك الحصول على حوالي 133 نقطة . 

هذا أقل بخمس نقاط من متوسط درجات الصف الأول، 

ونقطة واحدة أقل من أدنى درجة في الصف الأول ."


بمعنى آخر ، لا يزال تاو شي بعيدًا عن البقاء في الصف الأول


شعر تاو شي ببعض الإحباط ، وأخفض رأسه


سأل لين تشينهي: " هل أنهيت أوراق المواد الأخرى؟"


أسرع تاو شي بإخراج الأوراق الأخرى، 

ووضع رأسه على مكتب لين تشينهي، 

و قد تلاشى إحساسه بالخجل


صحح لين تشينهي الأوراق واحدة تلو الأخرى، 

ووضع علامة المجموع في نهاية كل ورقة


ثم حلّل فارق الدرجات بين تاو شي ودرجات المتوسط 

وأدنى الدرجات في الصف الأول


باختصار ، كانت هناك خمس كلمات تلخص الأمر 

[ أنت لا تزال متأخراً كثيرًا ]


لم يعد لدى تاو شي طاقة ليشعر بالإحباط ،

وضع ذقنه على المكتب ، ورموش عينيه متدلية ، 

وأومأ برأسه بلا وعي وهو يقول : " أعلم "


ربما كانت تعابير وجهه شديدة التعاسة ، 

فنظر إليه لين تشينهي للحظة ، 

ثم أخذ المواد الإضافية على مكتبه ، 

وفتح الكتاب وبدأ يضع علامات ، 

وأخبره بالأماكن التي يحتاج للتركيز عليها أثناء الشرح


أومأ تاو شي عدة مرات


وأخيرًا سأل لين تشينهي فجأة : " هل تعرف ما هي أكبر مشاكلك ؟"


لم يكن لدى تاو شي طاقة للتفكير ، 

أدار رأسه واستلقى على الطاولة باتجاه لين تشينهي، 

رافعًا رموشه لينظر إليه بعينين صافيتين تعكسان فضولًا 

نقيًا ، وسأل: "ما هي؟"



قال لين تشينهي متوقفًا وهو ينظر إليه : 

" أنت لا تستطيع تحديد النقطة الأساسية ."


فكّر تاو شي في الأمر { يبدو ذلك صحيحًا .. 

دائمًا أشعر بأنه يجب أن أتدرب على كل ما قرأته ، 

لكنني لا أعرف أي جزء يجب أن أتعمق فيه أكثر وأركز عليه أكثر }

فأجاب مطيعًا: "سأكتشف لاحقًا "


لم يبدو أن لين تشينهي صدّق ذلك، فسأله: 

" إذن أخبرني، ما هو المغزى من كلامي لك في المرة الماضية ؟"


تجمّد تاو شي، واستغرق ثانيتين ليدرك ما سُئل عنه


آخر مرة قال له فيها لين تشينهي تلك الكلمات كانت بعد 

مباراة كرة السلة ،

وبصراحة، بالكاد تحدث بعدها


لكن ذكرى ذلك اليوم لم تكن جيدة على الإطلاق، 

لا يزال تاو شي يشعر بألم في قلبه، 

وعندما يتذكر تلك الكلمات، ينتابه شعور بالظلم


رفع رأسه عن الطاولة ، ولم يعد ينظر إلى لين تشينهي، 

وكان جسده مشدود ، 

ولم يستطع إخفاء كل ما في نفسه من استياء حين قال:

" أليس كل ما تريده أن لا أستغل بعد الآن..."


أنزل رموشه وقرص شفتيه بإصرار، متمسكًا بعدم ذكر الاسم


قال لين تشينهي ببرود : " لا "


تجمّد تاو شي للحظة ، 

ثم سمع لين تشينهي يواصل بنبرة هادئة :

" مغزاي هو، إذا كان لديك شيء تريد قوله ، فقل لي مباشرة ، سأستمع ."


{ سأستمع }


ظل تاو شي مشدوهًا للحظة ، 

وشعر فجأة بحرارة خفيفة في عينيه ، 

وألم في صدره ، وجفاف في حلقه ،

أنزل رأسه ، خشية أن يرى لين تشينهي تعبير وجهه ، 

وحاول أن يرد بصوت هادئ : " فهمت "


سأل لين تشينهي: " إذاً ماذا كنت تريد أن تقول لي هذا الصباح ؟" 

وكان صوته، وإن كان هادئًا، يحمل نوعًا من الرقة، 

كأنه يخشى أن يجعل نبرته أكثر حدة فلا يرغب الشخص المقابل في الكلام


تنفس تاو شي بعمق


لقد قطع الورقة التي كتب عليها كلماته بعناية واحدة تلو الأخرى، 

ومزّقها ورماها في سلة المهملات بسبب نقص شجاعته


بدا وكأنه استنفذ كل قوته قبل أن يجمع القطع مرة أخرى، 

وقمع الصوت المتصاعد في قلبه، 

كصفير جبل أو موجة تسونامي، ليخرج بصوت مرتجف :


" أريد أن أستمر في أن أكون زميل مكتبك "


" حسنًا "

 

وافق لين تشينهي بهدوء دون تردد


كانت تلك الكلمة "حسنًا" هي ذاتها التي قالها بعد حصة 

التربية البدنية في ذلك اليوم


كانت منخفضة جدًا ، 

لكن تاو شي شعر وكأنه ركب سحابة ناعمة فجأة



تحت الغيوم —- نهر مقاطعة تشينغشوي في مارس ، 

وحين تهب الرياح ، 

تتساقط أزهار الخوخ على الماء الصافي


قبض تاو شي على يديه بشدة ، 

فقط ليمنع نفسه من البكاء أمام لين تشينهي


كان ذلك سيكون محرجًا جدًا


عضّ لسانه ، ولم يستطع منع نفسه من الاستمرار : 

" وأريدك أن تساعدني على البقاء في الصف الأول "


هكذا كان يحب المجازفة


لكن هذه المرة لم يوافق لين تشينهي بسرعة



شعر تاو شي ببعض الارتباك


لم يستطع إلا أن يلقي نظرة جانبية إلى لين تشينهي

كان واضحًا أنه حذر ، لكنه قال:

" ألا تريدني أن أبقى في نفس الصف ؟"


بدأ هذا السؤال مثقل كالأشواك و تزداد حدّة ، 

وفجأة خطر في باله يانغ داولي 


{ بعد عام من الجهد قبل الانضمام إلى الصف 

أليس من المستحيل أن ينجح بدون مساعدة لين تشينهي؟


لكن ما هي مؤهلاتي مقارنة بيانغ داولي ؟ 

بالنسبة إلى لين تشينهي، أنا مجرد غريب تعرف عليه قبل أيام قليلة }


شعر تاو شي بحرقة في صدره


كان يخشى أن يقول له لين تشينهي ' نعم '

فابتسم ابتسامة مجبرة ، 

متظاهرًا بالاسترخاء وقال:

" لن آخذ من وقتك الكثير ، فقط أسألك بعض الأسئلة . 

وفي المقابل ، ماذا لو ساعدتك في تحسين كتابتك السردية ؟"


لكن لين تشينهي لم يكن بحاجة إلى مساعدة في الكتابة


كان تاو شي مثل طفل يحمل كومة من الحجارة التي انتقاها من النهر ، 

يحاول اختيار أفضل حجر منها ، آملاً في استبداله بكنز الآخرين 


نظر لين تشينهي إلى عيني تاو شي الحمراوين، 

وطوى زوايا ورقة بأصابعه ثم رتبها ، 

ثم قال بنبرة متكئدة:

" هل ستبقى في الصف الأول أم لا ؛ يعتمد أساسًا على 

جهدك أنت . 

لا أستطيع أن أضمن ذلك ."


لمع في صدر تاو شي بريق أمل ، وقال بحماس:

" سأغتنم كل وقت لأجتهد !"


يعرف أن آخر شيء ينقصه هو الاجتهاد ، 

لأنه لم يكن يستطيع سوى الاجتهاد 


أدار لين تشينهي رأسه وألقى نظرة إلى السبورة في نهاية الصف، ثم سأل بصوت منخفض:

" حقًا ؟"


كان هناك بعض الشك في نبرته


توقف تاو شي للحظة ونظر إلى السبورة التي رسم عليها أزهار الكرز. ثم قال:

" لن أضيع وقتي في الرسم مستقبلًا . 

ساعدت جيانغ شينيون في الرسم لأنها أعطتني زجاجة مياه 

بعد مباراة كرة السلة ."


ولكي يبرز سبب مساعدته لها، أضاف بجدية :

" زجاجة الماء تكلف 12 يوانًا. غالية جدًا ! "


بعد أن قال ذلك ، أدرك أن زجاجة مياه بـ 12 يوانًا كانت 

مكلفة جدًا بالنسبة له، 

لكنها لم تكن شيئًا بالنسبة لمعظم طلاب الصف، 

وخاصة لين تشينهي - لم تكن شيئًا على الإطلاق


لم يُظهر لين تشينهي أي تعبير في عينيه بعد سماع كلامه. قال فقط:

" إذا كنت تحب الرسم ، يمكنك الانضمام إلى نادي الفن . 

لا تضيع وقتك في أمور الآخرين ."


اندهش تاو شي قليلًا { نادي؟ }


لم يفهم لماذا كان لين تشينهي واثقًا جدًا من أنه يحب الرسم، 

فقد سمع كلمة ' نادي ' وهو في حالة من الارتباك


لأنه فجأة تذكر المشهد الذي كان فيه لين تشينهي ويانغ 

داولي يعزفان في الأوركسترا قبل قليل، 

وألمه ذلك في قلبه


لم يستطع السيطرة على غيرته، ولم يستطع إلا أن قال:

" أليس الانضمام إلى نادٍ مضيعة للوقت ؟"


لم يغضب لين تشينهي من عناده، وقال: " يمكنك أن تلتقي 

بأصدقاء في النادي . هذا ليس مضيعة للوقت ."


صمت تاو شي


لم يكن لديه اهتمام بلقاء أصدقاء جدد


{ في هذا العالم كله … لا أريد سوى معرفتك أنت يا لين تشينهي }


ولكنه استمع لما قاله لين تشينهي، 

فأومأ برأسه وقال: " حسنًا، سأذهب وأجرب."


بعد أن أنهى تاو شي كلامه، 

أدرك فجأة أن لين تشينهي لم يوعده بمساعدته على البقاء في الصف


و خاف ألا يستطيع الكلام مرة أخرى إذا ترك هذه الفرصة تفلت منه اليوم


وبينما على وشك أن يتكلم، اهتز هاتف لين تشينهي


أخذ لين تشينهي الهاتف ونظر إليه

وبعد أن أجاب ، قال : " أنا في الصف ، 

لي لي  لا يزال يتدرب ."


أغلق تاو شي فمه المفتوح ببطء ، 

وسمع لين تشينهي يضيف : " حسنًا ، سأخذ لي لي إلى المنزل لاحقاً ."


أنهى لين تشينهي المكالمة ، 

ونهض وقال لتاو شي: " سأغادر أولًا "


استغرق وقتًا طويلًا حتى يرفع تاو شي زاوية شفتيه ويبتسم، 

بتصنع ثم نظر إلى لين تشينهي وقال: " حسنًا، أراك غدًا "


لم يكن يعلم أن ابتسامته لم تكن تبدو جيدة على الإطلاق


نظر لين تشينهي إلى عيني تاو شي، وبعد لحظة قال: 

" سأبقى في الصف لتناول الغداء غدًا "


تجمد تاو شي، وقبل أن يستوعب ، 

رأى لين تشينهي يلتفت ويخرج من الصف


ظل يجلس وحيدًا في الصف ، 

يحدق في الورقة على الطاولة وهو في حالة من التشتت


كانت خطوط التصحيح الحمراء التي كتبها لين تشينهي على 

الورقة لا تزال هناك


حدّق في الكتابة بإصرار ، 

كأنه يشعر أن كل ما حدث للتو كان حقيقيًا


فجأة غطى وجهه وبدأ يضحك ، 

لكن بعد الضحك ، عاد إليه الحزن مرة أخرى كأنه مريض


كلما شعر بالرضا حين يحصل لنفسه على حلوى ، 

كان يكتشف أن الآخرين قد حصلوا على حلوى لا يمكنه أبدًا تناولها


{ وتلك الحلوى كان من المفترض أن تكون لي … }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. اهخخخ البوتوم كثير بحزن..

    ردحذف
  2. تاو شي يجنن مرة
    البطل التوب بصراحة قوية رد فلاق معليش ماني شايفة فيه شيء حلو لو تفتح عيونك وتشوف الشقراء الي وراك بس ايش اقول 😩😩

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي