القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch12 | TMCTM

 Ch12 | TMCTM



 

: " شي غا أريد أن أعتذر لك، ويجب أن تسامحني ."


بينما يغادر تاو شي الكافيتيريا صباحًا متجهًا إلى مبنى التعليم ، تعرّض لهجوم مباغت

 في منتصف الطريق من قبل بي تشنغفي وقال له هذا


كاد أن يتعثر من قوة السحب ، 

وكاد يفقد إفطاره ، 

ثم سأل بصوت خافت : " ما الأمر ؟"


لم يبدُ على وجه بي تشنغفي أي شعور بالذنب ، 

بل بدا عليه شيء من السرور وهو يقول : " قررت بعد صراع 

طويل أن أضحّي بنفسي وأواصل إطعام اللبوة 

وأبقى زميلًا لهوو تونغ في المكتب . لذا، آسف يا أخي ."


نظر إلى وجه تاو شي بحذر ، 

خائفًا أن يحزن هذا الملفوفة الصغيرة الهش بسبب قراره


لكن تاو شي لم يبدُ حزينًا على الإطلاق ، بل سأل بفضول: 

" هوو تونغ سامحتك ؟"


فبعد أن رمت هوو تونغ زجاجة مياه جين جينغ بالخطأ في المرة الماضية ، 

عبس في وجهها بي تشنغفي، فتوقفت عن الحديث معه لأيام


: " ومن قال إنها سامحتني؟ 

أنا باعتباري شخصًا ناضجًا سامحتها لأنها كانت الشريرة، مفهوم ؟"

شرح بي تشنغفي الأمر

، قائلاً إنه نشر صورة له وهو يلعب كرة السلة على لحظات ويتشات بالأمس، 

فوضعت له هوو تونغ إعجاب ثم ألغته ، 

فـ ' ركض هو بنَفسه ليعتذر '


: " أوه."


وعندما رأى بي تشنغفي عدم اكتراث تاو شي، قال بقلق :

" شي غا أنت وسيم جدًا . 

لا بد أن هناك كثيرًا من الفتيات اللواتي يردن الجلوس معك . 

يمكنك أن تجد واحدة الآن ."


فحتى الجميلات مثل جيانغ شينيون كنّ يتقدمن نحوه ، 

مع أن تاو شي رفضها لأجل بي تشنغفي ،

حين تذكّر ذلك، شعر بالذنب، 

وبدأ يفكر بأي زميل يمكنه أن يعرّف تاو شي عليه


لكن حينها سمع تاو شي يقول:

" لدي زميل في المكتب ، لذا لا داعي لأن أبحث ."


اندهش بي تشنغفي، ونظر إلى وجه تاو شي الأبيض المشرق 

بابتسامة أشبه بزهرة ملفوف مزهرة


: "؟؟؟ 

متى وجدت واحد ؟ جيانغ شينيون؟ 

هل عدتما أمس إلى جمعية سرية؟"

شمّ رائحة النميمة في الأفق ——


كانا قد وصلا لتوهما إلى ردهة الطابق الأول من مبنى التعليم، 

فأغمض تاو شي عينيه ومد إصبعه مشيرًا إلى لائحة الشرف 

على الحائط الزجاجي:

" اووه ، ذاك الذي يشعر بأكبر قدر من التعاسة ... 

هو زميلي في المكتب ."


كانت وقفته المتبجحة لا تختلف عن وقفة الخالة تشو


حين وصلا إلى الصف ، 

كان بي تشنغفي لا يزال يشعر بعدم التصديق


فمنذ بداية العام ، لم يكن هناك سوى اثنين في الصف بلا زميل في المكتب :

هوانغ تشينغ ، التي تحتل المركز الثاني ، 

ولم يرغب أحد في الجلوس بجانبها بسبب شخصيتها الغريبة .

ولين تشينهي ، المتصدر الأول . 

كان هناك كثير من الطلبة يرغبون بالجلوس بجانبه ، 

لكن باستثناء يانغ داولي ، لم يجرؤ أحد على التحدث معه


{ شي غا …. بالفعل شي غا... مذهل كالعادة }


في صباح يوم الاثنين ، 

أثناء حصة الدراسة الذاتية ، تم تغيير أماكن الجلوس


لم تحدث تغييرات كثيرة، فالجميع تقريبًا ظلوا في أماكنهم


كان مزاج تاو شي في قمة السعادة


مسح طاولته بعناية ثم جلس ، 

وضبط حافة الطاولة بترتيب أنيق


جلس يتأمل الطاولة للحظة ، 

ثم ابتسم برضى وبدأ بمذاكرة الصباح


كان لين تشينهي لم يأتِ بعد ، 

فخمّن أنه سيصل كالعادة قبل رنين جرس الحصة بدقائق


وحين خرج تاو شي ليملأ الماء من غرفة الشرب ، 

التقى بفتاة ذات شعر قصير تُدعى تشن ياتشون، 

فقالت له:

" المعلّم المشرف كان يبحث عنك قبل قليل ، 

وقال أن تذهب إليه في الطابق الأول من مبنى تشيوشي."


استغرب تاو شي قليلًا ؛ { لو كان المعلم الخالة تشو تشيانغ يبحث عني ، لكان جاء إليّ بنفسه ، 

فلماذا يطلب لقائي في مبنى تشيوشي البعيد ؟ }


لكنه لم يشكّ كثيرًا —— شكرها ، ثم غادر الصف ، 

دون أن يرى الابتسامة الماكرة التي ابتسمت بها تشن ياتشون خلفه


ركض تاو شي حتى وصل إلى مبنى تشيوشي وهو يلهث


لم يكن هناك أحد في المبنى، 

فخلال ساعات الدوام العادية، لا يُعقد فيه أي نشاط للنادي


ألقى نظرة سريعة على الردهة في الطابق الأول ، ولم يجد حتى بعوضة


سألته عاملة النظافة التي مرت:

" يا طالب ماذا تفعل هنا ؟ 

الحصة على وشك أن تبدأ ."


راود تاو شي فكرة في قلبه ، 

ولم يشرح شيئ لعاملة النظافة ، 

بل استدار وركض نحو مبنى التعليم ،

كان يجري بسرعة ، 

وكلما تقدم ازداد جريه سرعة ، 

لكنه مع ذلك لم يتمكّن من الوصول قبل أن رنين جرس الحصة


وفي اللحظة التي رن فيها الجرس، 

كان تاو شي يلهث واقترب من باب الفصل وهو على وشك 

الاندفاع داخله، 

فرأى المعلمة بي آوشوي واقفة بالفعل على المنصة 

بحذائها ذي الكعب العالي


قالت له بي آوشوي بابتسامة خفيفة وهي ترتدي فستانًا جديد ولا يبدو عليها الغضب:

“ نعم ، ها قد وجدنا من يتسلّم لقب المتأخر الدائم في حصّة اللغة الإنجليزية .”


قال تاو شي معتذرًا ، وهو يدرك أن لا جدوى من التبرير، 

واتخذ موقفًا جديًا تمامًا:

“ أنا آسف يا أستاذة ، لقد أخطأت ، ولن أكرّر ذلك .”


أشارت إليه بي آوشوي بالدخول، وقالت:

“ ادخل، القواعد القديمة لا تزال قائمة . 

لا يمكنك التهرّب منها لمجرد أنك طالب جديد .”


ثم أخرجت مجموعة من المقالات الإنجليزية، 

فتحتها بشكل عشوائي، 

وأشارت إلى فقرة وقالت لتاو شي الذي صعد إلى المنصة:

“ اقرأ هذه الفقرة بصوت عالٍ. هيا .”


وقبل أن يأخذ تاو شي الكتاب، 

ألقى نظرة إلى الصف الأخير


كان لين تشينهي قد جلس في مقعده بالفعل، 

ورأسه منخفض، 

لا يُعلم أي كتاب من كتب المسابقات كان يقرأه


تنفّس تاو شي الصعداء ، 

ثم نظر إلى الكاميرا الموجودة في نهاية الفصل، 

كان يعلم أن طلاب مدرسة تشينغشوي الأولى على بُعد آلاف 

الأميال، يمكنهم أيضًا رؤيته واقفًا على المنصة وسماع صوته


أنزل تاو شي نظره وقرأ الفقرة بشكل تقريبي


ومن الواضح أن بي آوشوي قد عاملته بلطف أكبر ، 

فقد اختارت له فقرة بسيطة ، 

دون مفردات صعبة ، بخلاف ما كانت قد أجبرت لين 

تشينهي على قراءته من قبل


أخذ تاو شي نفسًا عميقًا، 

وبدأ يحاول جاهدًا تقليد نبرة لين تشينهي في قراءة الإنجليزية، 

وهي نبرة ظلّ يتدرب عليها منذ أن كان في مدرسة تشينغشوي الأولى


لكن، في النهاية، لم يكن هو لين تشينهي


وما إن تعثّر في بضع كلمات، 

حتى سمع بعض الفتيات يضحكن من الصفوف الأمامية


كانت الضحكات منخفضة، 

لكنه سمع فيها بوضوح نبرة السخرية


عقدت بي آوشوي حاجبيها ونظرت إلى الفتيات الضاحكات بنظرة باردة


ولم تبتعد نظراتها عن جيانغ شينيون وتشن ياتشون، 

ومعهن اثنتان أو ثلاث إلا بعد أن توقّفن عن الضحك



بعد أن أنهى تاو شي القراءة ، أعاد الكتاب إلى بي آوشوي، 

فاكتفت بإيماءة خفيفة وأشارت له بالنزول


عاد إلى مقعده بسرعة وأخرج كتاب اللغة الإنجليزية من الدرج


أراد بي تشنغفي أن يلتفت إليه، 

وقد استدار نصف استدارة، 

لكن بي آوشوي رمقته بنظرة صارمة فتراجع فورًا


كان تاو شي في الحقيقة هادئًا تمامًا


لطالما كان مدركًا للفجوة بينه وبين طلاب مدرسة وينهوا الأولى، 

وهي فجوة لم تقتصر على الدرجات، بل شملت الرؤية، 

والبصيرة، والمشاعر، 

وسائر الصفات الأخرى… فالتحصيل يمكن تعويضه بأي وسيلة ، 

أما تلك الأمور التي تحددها الولادة ، 

فلن يستطيع تعويضها في وقت قصير أبدًا


وفجأة تذكر ما قاله له معلم اللغة الصينية حين ودّعه قبل 

قدومه إلى مدرسة وينهوا الأولى : “ لا تكن متواضعًا حدّ 

الذل ، ولا متكبرًا حدّ الغرور ”


لم يشعر تاو شي بالدونية ، 

لكنه مع ذلك لم يستطع كبح خيبة أمله في نفسه ،

فقد فكّر أنه عندما رأى لين تشينهي على الشاشة ، 

رأى النور —-

{ فهل يا ترى ، حين يرى طلاب مدرسة تشينغشوي الأولى 

صورتي على المنصة ، سيرون هم أيضًا النور ؟ }


ففي النهاية، كان هو أفضل طالب في مقاطعة تشينغشوي.

وقد خاب أمله قليلًا لأنه لم يتمكن من أن يكون ذلك النور


قمع تاو شي تلك الأفكار، 

وأكمل الحصة بجدية



وما إن رن الجرس ، حتى استدار بي تشنغفي، الذي يجلس أمامه، بسرعة وسأله:

“ شي غا ما الأمر ؟ لماذا تأخرت ؟”


رأى تاو شي من زاوية عينه لين تشينهي ينظر إلى هاتفه ، فقال بتكاسل في محاولة للتبرير:

“ ذهبت إلى المقصف لأشتري عبوات حبر ، 

وفي منتصف الطريق تذكرت أن الحصة على وشك أن تبدأ، فرجعت مسرعًا .”


وقد انطلت الحيلة على بي تشنغفي، 

فقال وهو يضحك:

“ آه، لو كنت طلبت كنتُ لأعطيك طبعًا !”

ثم أخذ كمية من عبوات الحبر من صندوقه ووضعها أمام تاو شي


أخذ تاو شي واحدة فقط، وابتسم قائلاً:

“ شكرًا لك "


ولم ينبس لين تشينهي ببنت شفة منذ البداية حتى النهاية


تنفّس تاو شي الصعداء، 

رغم أنه كان يعلم مسبقًا أن لين تشينهي لن يسأله شيئ


كان يعرف تمامًا ما يعنيه هذا ' المقلب الصغير ' 

لكنه لم يشعر بالارتياح


فإحساس جيانغ شينيون بالتفوّق لن يسمح لها، كفتاة من 

المدينة، أن تقابل مبادرتها بالرفض من قبل فتى قروي مثل تاو شي


ورغم أن تاو شي كان غاضبًا ، إلا أنه لم يكن ليتسبب في المتاعب لفتاة


ومقارنة بما اعتاد أن يراه في مدرسته القديمة ، 

لم يكن هذا بشيء يُذكر


أنهى تاو شي غداءه بسرعة في المقصف، 

وكان ممتنًا لأن بي تشنغفي، هذا الشخص المزعج، لم يعد 

إلى الفصل أثناء استراحة الغداء


وعندما أسرع عائدًا إلى الفصل، 

لم يكن فيه سوى هوانغ تشينغ، صاحبة المركز الثاني، 

التي لا تغادر الصف عادةً ، و تقرأ بهدوء



دخل تاو شي وهو يلهث قليلًا، 

وعاد إلى مقعده، وأخرج مجموعة كتب الاستماع والأشرطة 

التي اشتراها للتو، 

وبدأ في حل تدريبات الاستماع باللغة الإنجليزية


كان يريد من لين تشينهي أن يرى أنه طالما قال له شيئ ، 

فإنه سيأخذه على محمل الجد


وبعد حوالي عشر دقائق ، عاد لين تشينهي إلى الفصل، 

في الوقت الذي كان فيه تاو شي قد أنهى للتو مجموعة من تدريبات الاستماع


وما إن سمع صوت الحركة ، 

حتى التفت بسرعة إلى لين تشينهي ، 

وجلس مستقيمًا تمامًا، 

وعيناه مليئتان برسالة تقول ' أنا أطيعك '


ألقى لين تشينهي نظرة سريعة عليه، ثم اقترب وسحب كرسيه وجلس


شعر تاو شي فجأة بعدم الارتياح، 

لم يعرف كيف يضع يديه ولا إلى أين ينظر، 

فدفع كتاب الاستماع على الطاولة إلى جانب واحد، 

وأخبره بنبرة تشبه نبرة تلميذ يقدم تقريرًا لمعلمه:

“ أنهيت أربع مجموعات استماع للغة الإنجليزية ، 

وأخطأت في اثنتين فقط .”


وفكر بتوتر أنه ربما يكون هذا جيدًا بما يكفي… 

بل وكان يتطلع بشكل غير مفهوم إلى شيء


{ ترى ، ماذا أتوقع ؟ ربما… مديح ؟ }


لكن لين تشينهي نظر إلى كتاب الاستماع وقال:

“ هذه الأسئلة قديمة جدًا ، ولن تفيدك بشيء .”


صُدم تاو شي، فهذا الكتاب هو بالفعل الوحيد الذي وجده 

مع أشرطة كاسيت مرافقة


فسحب الكتاب نحوه بارتباك ، 

وكأنه يسحب كيس قمامة يثير الاشمئزاز ، وقال:

“ إذًا… إذًا سأذهب لشراء كتب وأشرطة جديدة .”


أغلق تاو شي الكتاب ، 

ولاحظ أن لين تشينهي كان ينظر إلى جهاز الكاسيت الخاص 

به، والمكتوب عليه اسمه

فأسرع بإدخاله في الدرج ، 

ثم خفَض رأسه وقال بصوت منخفض:

“ أنا معتاد أكثر على الاستماع للإنجليزية من الأشرطة .”


ولم يكن الأمر مجرد ' الاستماع من خلال الأشرطة '


بعد أن قال ذلك ، شعر أن ما فعله لم يكن ضروري


فلم يكن هناك جدوى من التمسك بهذا النوع من الكرامة أمام لين تشينهي


فكّر تاو شي في أنه ربما يذهب إلى مكتبة أكبر في المدينة 

في عطلة نهاية الأسبوع ليبحث عن مواد استماع جديدة


لم يعلّق لين تشينهي على كتاب الاستماع مرة أخرى، 

بل أخرج عدة أوراق مطبوعة من الدرج ووضعها على مكتب تاو شي، وقال:

“ أنهيت هذه الأسئلة في وقت الظهر اليوم . 

راقب الوقت بنفسك .”


ثم وضع سماعاته ، وأخرج كتابه وبدأ في القراءة ، 

كما لو أنه لم يعد يكترث بما يجري بجانبه


نظر تاو شي بدهشة إلى الأوراق الموضوعة أمامه


كانت أوراق A4 مطبوعة ومرتبة بعناية ، 

كل ورقة تحوي أسئلة متعددة الخيارات وأسئلة مقالية رئيسية ، 

وإلى جانب كل سؤال مذكور الوقت المطلوب للإجابة عليه بالدقائق


لم يكن تاو شي قد رأى شيئًا كهذا من قبل


كان يعرف أن هذه الأسئلة لم تُنتزع من كتاب مساعد بشكل عشوائي ، 

بل إن لين تشينهي اختارها واحدًا تلو الآخر ، وكتبها بنفسه ، 

ثم طبعها ورتّبها


: “ لمَ لم تبدأ بعد؟” قال لين تشينهي ببرود


أفاق تاو شي من شروده وأومأ برأسه قائلاً :

“ سأبدأ حالًا .”


خلع ساعته الإلكترونية القديمة من معصمه ووضعها إلى جانبه ، ثم فتح غطاء قلم الجل ببطء


كان الأمر بسيطًا، لكنه بدا وكأنه يحتاج إلى جهد كبير


كتب تاو شي بخفة شديدة ، 

كأنّه يخشى أن يخترق القلم الورقة


كان حذرًا ألا يخطئ، 

وبقيت الورقة نظيفة تمامًا حتى أنهى الإجابة، 

دون أي شطب أو تعديل


وقد التزم بالوقت الذي حدده له لين تشينهي بدقة


فبمجرد أن تنقضي المدة المخصصة للسؤال، يتوقف عن الإجابة فورًا


وعندما أنهى كل شيء، أخذ نفسًا عميقًا، 

ثم دفع بكومة الأوراق برفق نحو مكتب لين تشينهي

وهمس وكأنه يسلم واجبه إلى معلم:

“ أنهيته .”


كان متوترًا للغاية


وضع لين تشينهي كتابه جانبًا ، وأخرج قلمًا أحمر ، 

وبدأ بتصحيح الأوراق


وقد أصبحت هذه اللحظات ثقيلة بشكل خاص


لم يعرف تاو شي ماذا يفعل بجانبه


لم يجرؤ على النظر إلى الأسئلة التي يجري تصحيحها ، 

ولا حتى إلى وجه لين تشينهي


ومع ذلك، شعر أنه من غير اللائق أن يفعل شيئًا آخر بينما 

يقوم لين تشينهي بتصحيح أوراقه، 

فلم يكن أمامه سوى النظر حوله بلا هدف


وحين فعل، رأى أن الفصل لم يكن فيه الكثير من الطلاب


يوجد فتى قد أنزل رأسه على الطاولة ، 

وكتفيه يهتزان قليلًا 

ربما كان يشاهد رواية مضحكة أو فيلمًا ساخرًا


و فتاة تضع أحمر الشفاه وهي تنظر في المرآة ، 

ثم بدأت تعصر الرؤوس السوداء على أنفها


أما المرتبة الثانية في الصف ، هوانغ تشينغ ، والتي لم يكن 

لديها رفيقة مقعد ، فلم تغيّر وضعيتها منذ وقت طويل

و لا تزال تجلس مستقيمة كاللوح الحديدي


ويبدو أن ليس جميع النخبة يتمتعون بالاسترخاء مثل لين تشينهي ، 

فهناك أيضًا من هم مجتهدون ومثابرون بهذه الدرجة


بدأ تاو شي يحدّق بشرود في ذيل حصان هوانغ تشينغ، 

إلى أن سمع فجأة صوت لين تشينهي إلى جانبه يقول:

“ أعد حساب هذه المسألة "


كان صوته منخفض ، لكن نبرته كانت تحمل شيئًا من الانزعاج


عاد تاو شي إلى وعيه ، 

فرأى لين تشينهي يضع ورقة الامتحان أمامه، 

ويشير بطرف القلم الأحمر إلى مسألة رياضية


انكمش تاو شي قليلًا وقال:

“ حسنًا ”،

ثم انحنى وأعاد الحساب، 

وسرعان ما اكتشف أنه كان قد أخطأ في عملية حسابية بسيطة


{ لا عجب أن لين تشينهي بدا منزعج 

فمثل هذا الخطأ البدائي لا يُغتفر !! }


وبعد أن أنهى إعادة الحساب ، 

سلّم الورقة إلى لين تشينهي ليصحّحها


وما إن بدأ تاو شي ينظر حوله ، 

حتى قال لين تشينهي بنبرة جادة :

“ إذا شعرت بالملل، اقرأ كتاب .”


سحب تاو شي نظره بسرعة وأومأ رأسه موافقًا

طالما أن لين تشينهي هو من قال ذلك، فلا بأس لديه


أخرج كتابًا دراسيًا وبدأ يقرأ إلى أن أنهى لين تشينهي 

تصحيح الأوراق، ثم بدأ يشرح له الخطأ


كان شرح لين تشينهي مباشرًا ومختصرًا،


ويتمكن دائمًا من الإشارة بدقة إلى مكامن الخطأ في حل تاو شي


وحين أنهى تاو شي حل هذه المجموعة من الأسئلة ، 

شعر وكأن غشاوة قد انزاحت عن ذهنه،


فأشياء كثيرة كانت ضبابية قد أصبحت فجأة واضحة


بل إن العديد من الأسئلة التي لم يكن يفهمها بالأمس، 

لم يعد بحاجة لطرحها أصلًا


فهو في النهاية شخص ذكي جدًا


وبعد أن انتهى الشرح، ظل تاو شي مترددًا، 

فهو لم يكن راغبًا في أن ينتهي هذا الأمر بهذه السرعة


فقد كان هذا أول يوم يتحدث فيه لين تشينهي معه في وقت الظهر ، 

ولم يقل أبدًا أنه سيكرر ذلك كل يوم


أعاد تاو شي ترتيب أوراق الأسئلة ، ثم بعد تردد للحظات، سأل بحذر:

“ ما رأيك أن تعطني موضوع لكتابة تعبير ، وسأُريك إياه بعد أن أنتهي منه ؟”


لم يكن يعرف إن كان لين تشينهي يرغب في أن يكونا صديقين أم لا،

لكن الأصدقاء – في رأيه – ينبغي أن يتواصلوا


وحتى إن لم يكن لين تشينهي بحاجة لذلك ، 

فهو – تاو شي – عليه أن يُظهر نواياه على الأقل


وكما كان متوقع ، وضع لين تشينهي غطاء القلم الأحمر، 

وردّ باختصار :

“ لا "


لم يُصدم تاو شي بل قال بابتسامة خفيفة:

“ لا بأس. إذا احتجت مني أن أكتب شيئًا في المستقبل ، فقط اطلب ، وسأكتبه.”


كان يظن أنه كتب كثيرًا من الأشياء من أجل لين تشينهي من قبل


{ لكن… ما الذي قد يحتاج لين تشينهي أن أكتبه له؟


مراجعة ذاتية ؟ هو بارع فيها ، 

لكن من يجرؤ على أن يطلب من لين تشينهي كتابة مراجعة ذاتية ؟


رسالة حب ؟ 


إن طلب مني لين تشينه أن أكتب رسالة حب لفتاة أخرى…


فأنا لا أريد أن أتخيّل هذه الفكرة أصلًا }


كان هناك الكثير من الأفكار تدور في رأس تاو شي، 

لكنه لم يجد سببًا حقيقيًا يدفع لين تشينه لجعله يكتب له شيئ


لذا لم يكن يتوقع أن يرد عليه ، 

لكن فجأة سمع صوت لين تشينهي الحازم :

“ حسنًا ، أنت من قلت هذا "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. اح ايش حركات اللووزر هذي لسع كنت حاباها طلعت سحلية

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي