القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch23 | SJUTM

 Ch23 | SJUTM



عانى شين آنتو في محاولاته للاستيقاظ، 

وكأنه عالق في دوامة لا تنتهي من الأحلام التي حاصرته مثل مستنقع لزج


وحتى حين كان ينجح أحيانًا في رفع رأسه قليلًا وإدراك أنه يحلم، 

لم يكن قادرًا على تحرير جسده بالكامل


ولحسن الحظ، كان شي دوو دائمًا هنا لإنقاذه


لم تكن هذه المرة الأولى التي يرى فيها شي دوو شين آنتو غارقًا في كابوس


وكما فعل سابقًا، أمسك بيده ليمنحه شعورًا بالأمان، 

ونادى اسمه برفق، 

و قبّله قبلات خفيفة على خده حتى استيقظ


وحين لامست جبهتاهما بعضهما البعض، 

شعر شي دوو بحرارة غير طبيعية، 

فسارع بمناداة الطبيب يانغ يو:

“ جبينه يحترق .”


: “ حمى خفيفة ،” أكّد يانغ يو بعد أن فحصه بمقياس الحرارة


ساعد شي دوو شين آنتو على الجلوس ، 

وسنده برفق ليجعله يستند على صدره


بدا شين آنتو منهكًا تمامًا ، 

وكأنه عاد إلى حالته الشاحبة الضعيفة في المستشفى—

هزيل لدرجة أنه لم يستطع التفوّه بكلمة واحدة


سأل الطبيب يانغ يو: “ ماذا أكل قبل أن يتقيأ هذا الصباح؟”


شي دوو: “ أعدّ بعض الزلابية على الفطور ، 

ثم شرب كوبًا من شاي بوير في مكتبي . 

وأنا شربت من نفس الشاي ، ولم أشعر بأي شيء .”


كان يانغ يو يحاول تجميع الصورة حين قال شين آنتو بصوت مبحوح :

“ شربت الشاي المتبقي قبل عودتي للمنزل هذا الصباح… كان بارد .”


: “ هذا هو السبب إذًا . 

التهاب معدة وأمعاء حاد من الشاي البارد . 

الحمى عرض طبيعي . والخبر الجيد أنه لم يتقيأ مرة أخرى. 

سأطلب إرسال الدواء إلى هنا. 

تناوله، وارتَاح ، وستتحسن غدًا على الأرجح .”

قالها يانغ يو مطمئنًا ثم غادر غرفة النوم لإجراء مكالمة


وبعد خروجه ، ناول شي دوو شين آنتو كوبًا من الماء الدافئ


وبقيت عيناه معلّقتين على وجهه الشاحب، وبين حاجبيه 

خط قلق لم يختفِي لحظة


وبعد أن أخذ رشفة ، عاد شين آنتو ليرتمي داخل أحضان 

شي دوو، وأغمض عينيه، ثم همس بصوت خافت:

“ أريد أن أستلقي .”


شي دوو:

“ اصبر قليلًا . الخالة تشاو تسخّن لك بعض العصيدة . 

كل قليلًا ثم نم ”


ولم يقل شين آنتو شيئ


ورغم أن الغرفة دافئة ، 

إلا أن شي دوو خشي أن يكون جسده ما زال يشعر بالبرد، 

فغطّاه بمعطف مبطن، 

ثم وضع كفّه على بطنه ليمنحه بعض الدفء


دفعه شين آنتو بنعومة ليُبعد يده : “ حر .”


وبعد قليل ، دخلت الخادمة تشاو تحمل وعاءً من عصيدة الدخن الساخنة


ونظرًا لأن يد شين آنتو كانت مصابة لم يسمح له شي دوو بالأكل بمفرده ، 

بل أطعمه بنفسه ملعقة بعد ملعقة حتى انتهى من الوعاء كاملًا


عندما عادت الخادمة تشاو لأخذ الوعاء الفارغ ، 

شعرت بالذنب وهي ترى شين آنتو في تلك الحالة المتعبة 

قالت بلطف: “السيد شين، كيف تشعر؟ 

هل ترغب بالقليل من العصيدة مجددًا ؟”


هز شين آنتو رأسه نافيًا، فأجاب شي دوو نيابة عنه:

“ معدته لا تزال ضعيفة . 

من الأفضل أن يبدأ بكمية صغيرة . 

يمكنه أن يأكل مجددًا لاحقًا إن شعر بالجوع .”


أومأت الخادمة تشاو موافقة ، 

وأخبرتهما أن العشاء بات جاهزًا ، ثم غادرت الغرفة


حين وصل يانغ يو ومعه الدواء ، 

ساعد شي دوو شين آنتو على تناوله ، 

ثم خرج من غرفة النوم لبعض الوقت


وحين أنهى شي دوو عمله ، واغتسل ، وعاد إلى الغرفة ، 

كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة


تسلّل إلى السرير بهدوء ، 

ولاحظ أن شين آنتو مستيقظ تمامًا


لم يكن متأكدًا ما إذا كان قد استيقظ وحده أم أن دخوله أيقظه


: “ لماذا لا تنام ؟ هل تشعر بعدم الراحة ؟”

استلقى شي دوو إلى جانبه ، مستديرًا نحوه


أجاب شين آنتو وهو يحدّق في ملامح وجهه وسط العتمة:

“ لا، أشعر بتحسُّن كبير… 

فقط نمت كثيرًا هذا النهار ، ولا أستطيع النوم الآن .”


شي دوو: “ ماذا تحب أن نفعل؟ نشاهد فيلمًا ؟ 

سأبقى مستيقظًا معك .”


لكن شين آنتو استدار على جنبه ، معطياً ظهره لشي دوو


: “ احكِي لي كيف ارتبطنا . 

كنت قد ذكرت من قبل أنك أنت من لاحقني ، صحيح ؟”


: “ مم.”


غاص شي دوو من جديد في ذكرياته القديمة ، 

فبدأ بتفكيكها ، متجاوزًا الأجزاء التي لا يحبها ، 

ومزينًا بعض التفاصيل كما يشاء


“ في السنة الأولى من المرحلة الثانوية ، كنا في الصف نفسه . 

وكانت درجاتنا متقاربة ، لذا اعتاد الجميع مقارنتنا ببعض .”


لكن شين آنتو، بصفته الابن غير الشرعي للعائلة، 

لم يكن يحظى بسمعة جيدة في المدرسة

ومع حبه للعزلة ، لم يكن له أصدقاء تقريبًا


حينها ، لم يكن شي دوو يتعمد التحدث إليه —ليس لأنه 

يحتقر خلفيته العائلية ، بل لأنه لم يجد سببًا يدفعه لذلك


في ذلك الوقت كان شي دوو الابن الوحيد لعائلة شي، 

محاطًا بالألقاب منذ ولادته


سواءً في التحصيل الدراسي ، أو النسب العائلي ، 

أو حتى المظهر ، كان دائمًا في المقدمة


لم يكن بحاجة لأن يُنزل رأسه لأحد


أما شين آنتو ، فقد كان شخصًا مميزًا قليلًا… لا أكثر


“ تعمدت أن أطلب منك مساعدتي في مسائل أولمبياد الرياضيات . 

في البداية كنت مترددًا ، لكنك اعتدت على الأمر لاحقاً . 

ثم شاركنا معًا في مسابقة للفيزياء…”


كان منظّمين المسابقة قد وفروا سكنًا للطلاب المشاركين


وبما أن شين آنتو وشي دوو كانا من مدرسة Z الثانوية ، 

فقد تم تخصيص غرفة مشتركة لهما


لكن لأن عائلة شي كانت تمتلك منزلًا قريب ، اختار شي دوو 

الإقامة هناك، وفوّت بذلك فرصة مشاركة الغرفة مع شين آنتو


“ كنا نقيم معًا ، نؤدي الامتحانات في النهار ، 

ونراجع الدروس ليلًا . 

وفي النهاية فزنا بالمركزين الأول والثاني . 

وأقامت المدرسة حفل تكريم خاص للمشاركين .”


كان الحفل مخصصًا فقط للمشاركين في المسابقة ، 

لكن بسبب عدم شهرة شين آنتو ، لم يُخبره أحد بموعد الاجتماع


فذهب شي دوو بنفسه وأخذ له الشهادة ، 

ثم سلّمها له في صمت ، من دون أي اهتمام يُذكر


ردّ عليه شين آنتو بالشكر حينها ، لكن شي دوو مضى في طريقه دون أن يلتفت


تابع شي دوو :

“ أحضرت لك الشهادة ودعوتك لتناول العشاء احتفالًا بالفوز . وافقت ، وهكذا أصبحنا صديقين . 

بعدها صرنا نلعب كرة السلة ونذاكر معًا .”


في السنة الثانية ، قُسّمت الفصول إلى مسارات علمية وأدبية


رغم تفوق شين آنتو في العلوم ، أصر على اختيار المسار الأدبي

ومنذ تلك اللحظة ، افترق طريقاهما



لم يعد شي دوو يراه إلا من بعيد، يلمحه أحيانًا وهو يرسم 

بجانب البركة خلف مبنى المدرسة، من خلال نافذة الصف


“ قبل تقسيم الفصول ، اعترفت لك بمشاعري ، 

ومن الطبيعي أننا ارتبطنا بعدها . 

بقينا معًا حتى السنة الثالثة ، حين قررت السفر إلى الخارج .”


كان رحيل شين آنتو مفاجئًا وصامتًا


لا يزال شي دوو يتذكر ذلك اليوم بوضوح — كان في أثناء 

تجمع العدّ التنازلي المئة لامتحانات التخرّج


كان من المقرّر أن يُلقي كلاهما خطابًا كممثلَين عن فصلي العلوم والآداب


لكن عند بدء الحدث ، لاحظ شي دوو أن فتاةً صعدت إلى 

المنصة بدلًا من شين آنتو لإلقاء كلمة قسم الآداب


لم يعرف السبب إلا لاحقًا : لقد سافر شين آنتو إلى الخارج —-


حينها بدأ الجميع يتهامسون بأنه، لولا سفره، لكان شين آنتو 

وشي دوو قد حصدا أعلى الدرجات في المدينة، كلٌّ في مساره


حاول شي دوو أن يستحضر آخر مرة رأى فيها شين آنتو خلال المرحلة الثانوية


كانت في استراحة الغداء ليوم اثنين


صادف أن توجّها معًا إلى متجر المدرسة لشراء الماء


نسي شي دوو حينها أن يجلب فكة ، 

ولم يكن يملك سوى ورقة نقدية من فئة المئة ، 

ولم تستطع الموظفة أن تصرّفها


حينها ، تدخل شين آنتو ودفع له


بعد ذلك ، مرّت سبع سنوات كاملة لم يرَى فيها شي دوو وجهه مرة أخرى


تابع شي دوو :

“ تشاجرنا لفترة ، لكننا قررنا في النهاية البقاء معًا، وبدأنا علاقة عن بُعد .

وحين دخلنا الجامعة ، أصبح بإمكاننا استخدام هواتفنا، 

فكنا نتصل بالفيديو ونرسل الهدايا لبعضنا البعض .

وبعد عودتك ، انتقلنا رسميًا للعيش معًا…”


ظل شي دوو يُعدّل تفاصيل القصة في ذهنه، وكلما فعل، 

غمره شعور مرّ ——

{ لو أنني أدركت الأمر في وقت أبكر ، 


لو أنني بادرت مرة واحدة فقط ، 


لربما كان كل هذا حقيقيًا بالفعل …. }


أما شين آنتو —- ، فظل مستلقيًا معطياً ظهره له ، صامتًا طوال الوقت


ظن شي دوو أنه قد غفا ، فانحنى إليه ومدّ يده ليضمه إليه


لكن شين آنتو لم يكن نائمًا


أمسك بمعصمه، ثم دفعه بعيدًا مجددًا بصوت مبحوح :

“حر …”



يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي