القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch33 | SJUTM

 Ch33 | SJUTM



الجاسوس الداخلي —— ، جي يوان —- ألقى نظرة على 

شين أنتو الجالس إلى جواره ، 

مفكرًا في أن سؤال شي ونشوان كان ذكيًا للغاية —-


فعلى السطح ، بدا وكأنه سؤال تافه حول العلاقات —- ، 

لكن لأنه يتعلق بالعلاقات ، صار الجواب معقدًا —- 


فجميعهم على دراية بماضي شين أنتو الجامح —- ، 

أما جي يوان ، فقد رآه بنفسه مع ثلاث ' حبيبات ' على الأقل


ولو أن شين أنتو لم يستخدم فقدان ذاكرته كذريعة ، 

فإما أن يعترف ويخاطر بتدمير علاقته مع شي دوو ، 

على الأقل ظاهريًا —— ، 

أو يكذب ، مما سيوقعه في مأزق آخر ——


أما الادعاء بعدم التذكر —- ، فسيتناقض مع كونه تذكّر جي 

يوان من النظرة الأولى — فكيف يمكنه أن ينسى ماضيه 

الجامح لكنه يتذكّر شخصًا بالكاد يعرفه ؟ ———


حبس الاثنان أنفاسهما وانتظرا الرد ، 

إلى أن قال شين أنتو بنبرة طبيعية تمامًا :

“ حسب ما أتذكّره… لا "


فقد جي يوان أعصابه وصاح فورًا : “ أنت تكذب !

مرتين من أصل ثلاث مرات رأيتك فيها في البار ، كنت مع فتاة !”


مدّ شين أنتو يده ، وبأصابعه البيضاء النحيلة فرّق رزمة 

الأوراق الموضوعة على الطاولة ، 

ثم سحب ورقة الجوكر وبدأ يديرها بين أصابعه ، 

“ كنّ مجرد مرافقات سهر . 

هذا لا يعني أنني كنت على علاقة بأيٍّ منهن .”


اشتعل حماس جي يوان ، معتقدًا أنه كشف أخيرًا الوجه 

الحقيقي لشين أنتو ——  :

“ كانت لديك حبيبة سابقة أجنبية شقراء ، 

وكانت زميلتي في الصف . 

لما تركتها ، جائت تبكي وهي تشرب وتشكي لي ، 

وكانت تقول أنها لم تكن تتوقّع إنك ' الكوهاي الذي بدا 

مهذب وخلوق لطيف ، أن يكون في الحقيقة وغد "


( سنباي = الزميل الأكبر في الدراسة / كوهاي = الأصغر ) 


رفع شين أنتو حاجبًا وقال :

“ زميلتك قالت أنني كنت أصغر منها ؟ كم عمرك ؟”


: “ ستة وعشرون . لا تغير الموضوع !”


تابع شين أنتو وكأن السؤال لم يُطرح أصلًا:

“ وفي أي سنة دخلت الجامعة ؟”


ارتبك جي يوان وأجاب :

“ في 2012… لما تسأل ؟”


: “ أنا تخلّيت عن امتحانات القبول الجامعي في سنتي 

الثالثة من الثانوية عام 2011 وسافرت إلى الدولة A .

أنت دخلت الجامعة في 2012، 

هذا يعني أنني حتى لو كنت سُجّلت في جامعة H فلا يمكن 

أن يكون ذلك إلا في 2013 على الأقل .

إذًا… ما الذي كنت أفعله بين عامي 2011 و2013؟

أنا لا أتذكّر . 

وأنت يا جي يوان … هل تتذكّر ؟”


ابتسم شين أنتو —— واتسعت عيناه الشبيهتان بزهور الخوخ ، 

وارتفعت زوايا شفتيه بابتسامةٍ تحمل مزيجًا من اللطف والغموض ——


ابتسامة من النوع الذي يجعل المرء يحمر خجلًا وينبض قلبه بسرعة … 

لكن جي يوان —- ، بدلًا من ذلك ، شعر بقشعريرة تسري في عموده الفقري ———



قبل تسع سنوات ——- ، 

في بار تحت الأرض في الدولة Y ——-


موسيقى الروك تدوي في المكان ، 

والرجال والنساء يتمايلون على حلبة الرقص ، 

وسط دخان كثيف ، وكحول ، وشهوة معلّقة في الهواء —- .


شاب وسيم في مركز المشهد ، 

يرتدي تيشيرت أسود بلا أكمام ، يرقص بحماس جذاب —-

تسلّطت عليه الأضواء ، 

وهتف له الحضور ، 

وامتدت إليه أيادٍ لا تُعد ولا تُحصى — من الرجال والنساء على حدٍّ سواء 


وفي لحظة استراحة ، 

وبينما هذا الجذّاب يتوجّه لأخذ مشروب ، 

أوقفه جي يوان —- ودسّ رزمة نقود في صدر تيشيرته الضيق 

وبنبرة متفاخرة قال له:

“ أنا حاجزك الليلة كلها . إذا أرضيتني ، سأضاعف المبلغ .”


لكن الشاب سحب النقود ، وأعادها إلى حزام جي يوان ، 

ولوّح بإصبعه أمام وجهه ( لا ) 

ثم اقترب منه وهمس في أذنه بصوت ناعم مليء بالإغواء:

“ هذا هو الحد الأدنى لأجرة الليلة ؟ كم مصروفك يا ديدي؟ 

الأفضل أن تعود لمنزلك مبكراً .”


عاد الحاضر فجأة —— ، 

وصوت شين أنتو يتردد في الغرفة مجددًا  :

“ ما الذي كنت أفعله في تلك السنتين يا جي يوان ؟”


كانت نبرته لا تزال هادئة ، 

خالية من أي تهديد ، ومع ذلك … 

ارتجف جي يوان في مكانه ———



تغيّر المشهد في رأسه فجأة ——— ،،

ذرات غبار تسبح في انعكاس ضوء باهت ، 

ورؤيته بدأت تظلم ——-

ثم ظهرت أمامه فجأة عينان باردتان تشبهان عيني أفعى —-


شعر بقبضة حديدية تطبِق على عنقه ، 

ودُفع بجسده بقوة إلى الحائط ——-


اهتز رأسه ، وارتد الألم من مؤخرة جمجمته إلى عموده الفقري…


: " بالطبع يمكنك أن تخبر أي شخص بما تعرفه يا جي يوان ،  

لكن علينا نحن الاثنين أن نفكر في العواقب ، أليس كذلك؟  

أنا لا أريد أن أخسرك كـ 'سنباي'

ولا أظن أنك تريد أن تخسرني كـ 'كوهاي'.  

لذا أقترح أن تنسى ما حدث قبل عام .  

اليوم هو أول مرة نلتقي فيها .  

أنت مالك شقة حيويّ ومتحمس ، وأنا أعجبت بشقتك كثيرًا ،  

لكن السعر كان مرتفعًا جدًا ، 

لذا لم نتمكن من التوصّل إلى اتفاق .  

موافق ؟"  


—————


رمش جي يوان بعينيه كم مرة ——- ،  

ثم تراكبت العينان أمامه مع تلك التي كانت تطارده في ذاكرته ——


لكن غرفة المعيشة المضيئة والواسعة لم تتغير — 


النجفة الكريستالية في الأعلى ألقت ضوءًا خافتًا يشبه ضباب المساء ،  


وأوراق اللعب المتناثرة على الطاولة بدت وكأنها شيفرة غامضة —-


أما النبيذ الأحمر في كأسه ، فكان يتلألأ بلون مريب


وفي جيبه ، الحافة الحادة للهاتف الجديد الذي منحه له 

شي دوو يضغط على فخذه ،  

وكأنه مسدس على وشك أن يُطلق ——


نقل نظراته نحو شي ونشوان الجالس أمامه ،  

تحركت تفاحة آدم في حلقه كما لو أنه يتوسّل بصمت للمساعدة


لكن شي ونشوان لم يكن إلى جانبه —— 

كان يحدّق به ببرود ، دون أن ينبس ببنت شفة ——


شحب وجه جي يوان —- ،  

وابتلع بصعوبة حتى تمكن أخيرًا من النطق بعد لحظة طويلة من الصمت :  

" أنا… لا أعرف . 

لم أكن أعرفك في ذلك الوقت…"  


ابتسم شين أنتو ——— ،  

ولم يحرّك نظره عن عيني جي يوان لبضع ثوانٍ أخرى ،  

ثم فجأة التفت إلى شي ونشوان وسأله:  

" شياو شوان أنت تعرف أليس كذلك؟"  


كاد شي ونشوان أن ينهار تحت وطأة نظرة شين أنتو الحادة —-


لم يكن أحد يعرف حقًا أين كان شين أنتو أو ماذا فعل بين عامي 2011 و2013


حتى مع كل الموارد المتاحة لشي دوو لم يستطع تتبّع 

تحركاته لا في الدولة ' A ' ولا في الصين


وكأنه اختفى من الوجود،  

ثم عاد للظهور فجأة بعد عامين،  

وقد تحوّل إلى شاب لعوب مشهور


أي شخص آخر يمكنه أن يطرح هذا السؤال،  

لكن شين أنتو لا يمكنه ذلك


لأن أي إجابة سيحصل عليها ستكون كذبة حتمًا —  

و كذبة يمكنه أن يستخدمها ويستغلها لاحقًا كقناعٍ يخفي به حقيقته ———-


لكن شي ونشوان لم يكن لديه خيار


: " هاه ؟ ، ساوزي… لم تكن راضيا عن الجامعة والتخصص الذي دخلته خلال أول عامين ،،، أعتقد أنها كانت جامعة G؟  

ثم قدمت من جديد والتحقت بجامعة H،  

وهذا أرجعك سنتين للوراء ."  


: “ جامعة G؟” عقد شين أنتو حاجبيه بتعجّب ، 

بينما اعتدل شي ونشوان في جلسته مستعدًا لما قد يفعله 

شين أنتو بعد ذلك،

لكن ما سمعه لم يكن سوى:

“ هل نلعب جولة أخرى ؟ شي دوو لم يعد بعد "


و في لحظة ، تبدّد التوتر الذي كان يخيّم على الطاولة ، 

وعاد الثلاثة إلى اللعب وكأن شيئًا لم يحدث ——


في منتصف الجولة ، سُمع من الخارج صوت مألوف لإغلاق باب سيارة


ألقى شين أنتو بأوراقه وقفز نحو المدخل ، 

تاركًا شي ونشوان وجي يوان يتبادلان نظرات القلق


ألقى شي ونشوان أوراقه على الطاولة وأشار إلى نفسه ثم إلى جي يوان قائلًا :

“ سأُحضر الطعام ، وأنت رتّب الطاولة . 

بعد أن نقدّم الطعام للسيّد ، ننسحب بهدوء .”


ثم توجّه إلى المطبخ ، 

بينما بدأ جي يوان بجمع أوراق اللعب في العلبة


وأثناء جمعه لها ، لمح ورقة سقطت على الأرض بجانب كرسي شين أنتو


التقطها، فإذا بها ' جاك البستوني ' 

توقّف جي يوان لوهلة ، ثم فتح العلبة ليتأكّد من عدد الأوراق 


{ واحد… اثنان… ثلاثة… أربعة …..

جميع أوراق الجاك الأربعة موجودة بالفعل ….

فمن أين جاءت هذه الورقة الإضافية ؟ }


تذكّر جي يوان على الفور يد شين أنتو التي فاز بها: ' ثلاثة ملوك وجاك واحد '

وبلا شك، كان سرّ سلسلة انتصاراته هو الغش.

لكن ما إن همّ بمواجهته بالدليل حتى التفت،

فوقعت عيناه على شخصين متعانقين عند المدخل


كان شين أنتو وشي دوو يتبادلان القُبلات ——-


كان شين أنتو مستندًا إلى صدر شي دوو وقد لفّ ذراعيه حوله


ورغم أنه رجل طويل القامة،

إلا أن شي دوو جعله يبدو هشًّا وضعيفًا، كطائر صغير يحتمي به


ومن الزاوية التي يقف فيها جي يوان،

لم يكن يرى سوى وجه شي دوو — ذلك الوجه الذي لطالما 

بدا صارمًا ومتحفّظًا،

كان الآن غارقًا في الحنان والدفء


وتلك النظرة الباردة التي رآها جي يوان ذات يوم في غرفة كبار الزبائن،

كانت تتلاشى ببطء


ومع ميلٍ بسيط للرأس،

تحوّلت تلك العينان القاسيتان إلى نظرة مليئة بالرغبة…


حدّق جي يوان بهما مذهولًا مصدوم ——


: “ إذا كنتَ ترغب في الاحتفاظ بعينيك ، 

أنصحك بأن تلتفت فورًا ”


جاء صوت شي ونشوان من خلفه كالأشباح ،

فكاد جي يوان أن يقفز من مكانه


أسرع بجمع أوراق اللعب، ويداه ترتجفان بلا تحكم ——


ضحك شي ونشوان :

“ الآن صدّقت أنك لست متواطئًا معه .

لكن رغم ذلك ، أنصحك بأن تنتبه لما تقوله .

ففي النهاية ، شين لين ما زال هو شين لين .

من يدري متى قد يستعيد ذاكرته فجأة ، أليس كذلك ؟”



: “ عن ماذا تتحدثان !؟”


تمكّن شين أنتو أخيرًا من الإفلات من ذراعي شي دوو ،

الذي قد صعد إلى الطابق العلوي ليبدّل ملابسه ،

وعندما اقترب ليساعد في تجهيز الطاولة ،

وجدها قد أصبحت جاهزة بالفعل 


وكان شي ونشوان قد ذكر في وقتٍ سابق أنه سيأخذ جي 

يوان لتناول وجبة في الخارج،

لذا لم تُحضّر الخادمة تشاو العشاء لهما


سأل شين أنتو : “ متى يبدأ جي يوان العمل ؟”


ردّ جي يوان: “ الاثنين المقبل "


قال شين أنتو وهو يضيق عينيه ، موجّهًا نظرة تهديد إلى 

جي يوان ثم نقل نظرته إلى شي ونشوان: “ لا يزال يتبقى بضعة أيام .”


لم يكن جي يوان يفهم ما الذي يجري، 

بينما رفع شي ونشوان يديه مستسلماً وقال: “ حسنًا، طالما 

أنك لن تكتشف المزيد من مواقفي المحرجة .”


ألقى شين أنتو نظرة أخرى إلى جي يوان ، الذي ظل مرتبكًا تمامًا


: “ هاه ؟؟”


ربت شي ونشوان على كتفه وقال لشين أنتو : “ أنا مديره ، 

وأنا أوافق ~ .”


زاد ارتباك جي يوان : “ ما الذي تريدون مني فعله بالضبط ؟”


حينها —— ، صدى صوت شي دوو ينزل من الطابق العلوي تردّد ، 

فلفّ شي ونشوان ذراعه حول عنق جي يوان وقاده للخروج 

قائلًا: “ أراك غدًا ساوزي!”


ابتسم شين أنتو مودعًا إياهما : “ وداعًا "


تلاشى جسد جي يوان تدريجيًا في الأفق ليصبح علامة استفهام تتلاشى


صاح جي يوان : “ مهلاً ! ماذا يحدث هنا ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي