Ch33 | TMCTM
استمرّت اختبارات منتصف الفصل لمدة يومين ——-
وبعد انتهاء امتحان الرياضيات في ظهر اليوم الأول،
دخل تاو شي الفصل ليجد بي تشنغفي قد حشد مجموعة من الطلاب،
يناقشون إجابات الامتحان بحماس شديد،
وكأنه لا يطيق صبرًا ليُخبر العالم بما كتب
— “أنا اخترت (C) في آخر سؤال اختيار من متعدد، وأنتم؟”
— “مستحيل، (B)! حتى مشرف الصف اختار (B)!”
— “انتهى أمري، سأرسب بالتأكيد!”
…
غطّى تاو شي أذنيه وعاد إلى مقعده ،
فهو يكره أكثر شيء نقاش الإجابات بعد نهاية الامتحان
الاختبار أشبه بالماء المسكوب، لا سبيل لاستعادته، ومناقشة إجاباته لا تجلب إلا التوتر
تمدّد على الطاولة وهو يضغط أذنيه بيديه،
لكن فاعلية ذلك لم تكن كبيرة
بدأ يتصفح مواد مراجعة مواد الغد، مرددًا في نفسه بصمت :
“ لن أستمع ، لن أستمع ، السلحفاة تتلو تعويذة بوذية…”
وفجأة ، انحنى أحدهم وطرق بأصابعه على طاولته طرقتين
رفع تاو شي رأسه بسرعة ،
ليجد لين تشينهي واقفًا بجانب طاولته ،
ينظر إليه من أعلى بعبوس خفيف ، ويسأله بصوت خافت:
“ هل واجهت صعوبة في الامتحان ؟”
كان في نبرته شيء من القلق ، كما لو أنه خائف من سماع الإجابة
لمعت عينا تاو شي، فسارع للوقوف، وهمس مبتسمًا:
“ أعتقد أنني أديت أداءً جيدًا .”
كان يشعر فعلًا أنه أجاب جيدًا في امتحاني الرياضيات واللغة اليوم
وأضاف وهو يرفع رأسه مشيرًا إلى مجموعة بي تشنغفي
القريبة، بنبرة من الشكوى:
“ لكنني كلما سمعتهم يناقشون الإجابات
بدأت أشك أن شعوري جيد مجرد وهم .”
عندها ارتخت ملامح لين تشينهي قليلًا ،
وبدا أن العبوس قد زال عن جبينه
نظر إلى تاو شي، الذي يزال يغطي أذنيه، ثم ابتسم بخفة وقال :
“ أنزل يديك "
نظر تاو شي إليه بدهشة ، لكنه امتثل للأمر وخفض يديه عن أذنيه
عندها اقترب منه لين تشينهي خطوة واحدة ،
فقلّص المسافة بينهما فجأة
توقف نفس تاو شي للحظة ، وارتجفت رموشه وهو يحدّق
في وجه لين تشينهي الذي أصبح قريبًا جدًا منه
انحنى لين تشينهي قليلًا ،
ورفع يده ليضع في أذنيه سمّاعات أذن لاسلكية بيضاء
وفي أثناء الحركة ، لمست أطراف أصابعه الباردة أذن تاو شي
بعد لحظات قليلة، بدأ إيقاع الموسيقى يخفق في طبلة أذنه
لكن تاو شي كان مذهولًا
شعر أن أذنه وكأنها قد قُرصت بخفة ،
وارتجف فورًا كما لو أنه أرنب صغير
نظر إلى لين تشينهي بعينين متسعتين ،
لكنه لم يستطع النطق بأي كلمة
سحب لين تشينهي يده بهدوء ،
وفرك إصبعيه السبابة والإبهام معًا ، ثم سأل بصوت هادئ:
“ هل ما زلت تسمعهم ؟”
هز تاو شي رأسه ببطء وذهول
لم يعد يسمع أصوات نقاش المجموعة خلفه،
ولا حتى الموسيقى التي تنبعث من السماعات
كل ما كان يسمعه… هو دقات قلبه التي بدأت تزداد عنفًا
لم يكن بحاجة لتغطية أذنيه بعد الآن، بل كان بحاجة لتغطية وجهه المتورد
أنزل تاو شي نظره بذعر ، همس بشكر خافت ،
ثم جلس سريعًا في مقعده ، وأسند رأسه على الطاولة ،
مستمرًا في قراءة ملاحظاته ،
وقد دفن وجهه عميقًا بين الصفحات
نظر لين تشينهي إلى أذني تاو شي المحمرّتين ،
ثم عاد إلى مقعده
ابتسم بصمت، وأخرج هاتفه ليغيّر الموسيقى إلى أغنية
أكثر بهجة ، ورفع مستوى الصوت قليلًا
وكما توقّع، ارتعش الشخص الجالس على الجانب الآخر على الفور
⸻
انتهت اختبارات اليومين سريعًا —-
وكانت كفاءة تصحيح الأوراق في مدرسة وينهوا الثانوية معروفة بأنها ليست عادية،
فالنتائج تظهر عادةً في اليوم الثالث بعد انتهاء الامتحانات،
ويُعلَّق جدول الترتيب الكامل للدرجات في ممر الطابق
الأول من مبنى التدريس في وقت مبكر من الصباح
وبالتأكيد—- فإن العديد من أولياء الأمور القلقين بشأن
درجات أبنائهم كانوا يتواصلون مسبقًا مع المعلمين لمعرفة النتائج والترتيب
في الليلة السابقة لإعلان النتائج ، كان المعلم تشو تشيانغ
يعمل لساعات إضافية في المكتب حتى الساعة العاشرة مساءً ،
وخلال تلك الفترة تلقّى أكثر من عشرين مكالمة هاتفية من
أولياء أمور طلاب الصف الأول ،
من ضمنهم مكالمة من لين تشينهي، الذي لم يتصل به من قبل أبدًا
—————
في نفس الوقت —- في السكن —-
أجرى شو تسيشي مكالمة مع والدته
كان تاو شي جالسًا يحل مسألة ،
ورفع عينيه نحو شو تسيشي ليرى تعابير وجهه تتقلّب بسرعة مذهلة
من التوتر، إلى الذهول، إلى الإحباط — بسرعة تغيّر وجه في أوبرا بكين
“ ماذا
؟! كيف يمكن أن يحدث هذا ؟!”
صاح شو تسيشي بانفعال ، واندفع خارج باب السكن غاضبًا
تنفّس بان يان بأنف مرفوع ،
وأخرج هاتفه ليشغّل أغنية “رشّة من أزهار البرقوق” أمام
الجميع، بنبرة شماتة صريحة
لكن تاو شي لم يكن في مزاج يسمح له بالفرح
كان وجهه هادئًا ظاهريًا،
لكنه كان يدير القلم في يده بسرعة متزايدة،
حتى طار منه وسقط بعيدًا
كان على وشك أن يُصاب بانهيار من شدة التوتر
بل إنه كان أكثر توترًا مما شعر به حين انتظر نتائج امتحان
القبول النهائي في مقاطعة تشينغشوي
….
وفي الليل ، رأى حلمًا …
رأى نفسه وقد فشل في دخول قائمة الخمسين الأوائل،
وتم نقله إلى الصف الثاني برفقة شو تسيشي
ثم رأى لين تشينهي ويانغ داولي يدخلان معًا إلى الصف
الأول، وهما يضحكان ويتحدثان بسعادة
وفي الحلم صرخ تاو شي منادياً لين تشينهي،
لكن الأخير التفت إليه وقال ببرود :
“ أنت لا تستحق أن تكون زميلي في المكتب "
تَفَاقمَ شعور تاو شي بالبرد والتعرق عندما استيقظ
بعد أن غسل وجهه ،
هرع إلى لوحة النتائج في ممر الطابق الأول من مبنى
التدريس دون أن يتناول إفطاره
كان هناك بالفعل عدد كبير من الطلاب متجمعين أمام
اللوحة، تتخللهم أصوات صراخ وبكاء وهمس بالفرح
صارَ من الصعب على تاو شي أن يتسلل بين الحشد،
وأول ما وقعت عيناه عليه كان اسم لين تشينهي معلّقًا في
أعلى قائمة النتائج، متفوقًا بفارق 27 نقطة عن صاحب
المركز الثاني، هوانغ تشينغ —-
هتف أحدهم قائلاً : “ لين تشينهي فعلاً متفوق بطريقة مرعبة ،
في المرة الماضية تفوق على صاحبة المركز الثاني بـ20 نقطة ، لكن هذه المرة تفوق أكثر !”
وصدر صوت آخر يعبّر عن استيائه قائلاً: “هذا كثير جدًا
ليُعطي وجهًا لصاحبة المركز الثاني، هل هناك حسد ما؟”
بعد أن تأكد تاو شي من أن لين تشينهي هو الأول بدأ يبحث
عن اسمه
بدأ بالنظر أسفل قائمة الأسماء بدءًا من اسم لين تشينهي ،
وتنفس بأنفاس متقطعة من التوتر
رقم 42 —— اسمه
في اللحظة التي رأى فيها ترتيبه ، لم يستطع أن يلتقط أنفاسه فورًا،
ثم أطلق زفيرًا طويلاً، وكانت دقات قلبه مؤلمة
{ بإمكاني أن أستمر كـ زميل مكتب لين تشينهي ! }
استرخى تاو شي تمامًا، واستمر في النظر إلى القائمة حتى
وجد بي تشنغفي في المرتبة الخمسين، آخر الترتيب المحظوظ
وكان يانغ داولي في المرتبة الحادية والخمسين
غادر تاو شي لوحة النتائج بلا تعبير على وجهه،
لكنه لم يستطع كبح ضحكة الانتصار وهو يصعد الدرج
حالما دخل لين تشينهي الصف صباحًا ،
رأى عيني تاو شي تلمعان كالمصباح و كأن ذيل يلوح خلفه من السعادة
توقف لين تشينهي في خطواته ودخل الصف بوتيرة أبطأ
ساعد تاو شي لين تشينهي بجد في سحب الكرسي،
وما أن جلس لين تشينهي حتى انحنى تاو شي وأمسك
بذراعه وهزه بحماس قائلاً: “ لين تشينهي أستطيع البقاء في الصف الأول الآن !”
بعد قوله ذلك ، أدرك فجأة أنه مبالغ في حماسته ،
فأسقط يده بخجل وتراجع قليلًا
نظر لين تشينهب إلى يد تاو شي المنسحبة ،
وظل وجهه جامدًا بلا تغيير، وسأله : “ كم الترتيب ؟”
عرف تاو شي أن لين تشينهي لم ينظر إلى قائمة النتائج بعد،
فزم شفتيه وقال : “ 42، أفضل بكثير مما توقعت .”
أومأ لين تشينهي بهدوء : “ أديتَ امتحانك بشكل جيد، تهانينا .”
وبعد انتهائه ، أخرج كومة من الأوراق من حقيبته ووضعها على المكتب
نظر تاو شي إلى لين تشينهي ، وخفت النور في عينيه
شعر أن رد فعل لين تشينهي على نتيجته كان بلا مبالاة ،
ولم يستطع إلا أن يشعر ببعض خيبة الأمل
{ أنا كنت متحمسًا جدًا للبقاء زميلًا لـ لين تشينهي
لكن ربما لم يكن الأمر مهمًا كثيرًا بالنسبة له
وعلاوة على ذلك ، هل سيحزن لين تشينهي لأن يانغ داولي
خرج من الصف الأول ؟
فهم أصدقاء كالأخوة منذ سنوات طويلة
بينما أنا ولين تشينهي نعرف بعضنا فقط منذ ….
أكثر بقليل من شهرين }
لم يستطع تاو شي السيطرة على نفسه في التفكير في هذه المشكلة
حين يتعلق الأمر بيانغ داولي ، كان كطائر خائف يعاني من المكاسب والخسائر ،
فانخفضت فرحته فجأة إلى قاع البحيرة
أنزل تاو شي عينيه ، صمت للحظة ،
لكنه لم يستطع منع نفسه من السؤال بتردد إلى لين :
“ رأيت أن يانغ داولي جاء في المركز الحادي والخمسين،
هل ستغضب؟
لو لم آتِ أنا إلى هنا، لكان ترتيبه بالضبط خمسين .”
رد لين تشينهي بسرعة دون تردد ، وهو ينظر إلى تاو شي
الذي خَفَضَ حاجبيه:
“ لماذا عليّ أن أغضب ؟”
ثم وضع يده التي كانت تلتقط شيئًا من حقيبته وأكمل:
“ أنت بقيت ، وهو لم يبقَى
هذا يعني فقط أنك تعمل بجد واجتهاد أكثر منه أليس كذلك؟”
تفاجأ تاو شي، رفع عينيه لينظر إلى لين تشينهي
وسمع صوت تشينهي ينخفض ويصبح ألطف
: “ ولا داعي لأن تقارن نفسك بأي أحد .
أنا فقط أعلم أنك بقيت في الصف الأول واستمررت في الجلوس بجانبي .
هذا يجعلني سعيدًا جدًا .”
{ سعيد جدًا }
تنفس تاو شي بهدوء ، ونظر إلى لين تشينهي ،
وكأنه ابتلع كرة من القطن المبلل في حلقه،
وارتفعت زوايا شفتيه تدريجيًا، لكن عينيه امتلأتا بالمرارة
{ كان لين تشينهي دائمًا هكذا معي ،
يجعل قلبي يريد أن يبكي ويضحك في نفس الوقت }
قلب يذهب من اليسار إلى اليمين، يصعد وينزل،
وفي النهاية يسقط في ماء دافئ، يبلله بالحموضة والتورم
عضّ تاو شي شفتيه ولم يجد كلمات
رأى لين تشينهي يُخرج من حقيبته صندوق مربع من
المخمل الأسود، وضعه في يده وقال له:
“ هذه المكافأة التي وعدتك بها بعد الامتحان النصفي "
تفاجأ تاو شي، ونظر إلى صندوق الهدية الفاخر في يده،
وفرك المخمل الناعم بأصابعه بحذر،
وكأن قلبه يُخدش بنعومة الوبر، همس:
“ لكن ألم أطلب منك بالفعل …" { عناق وقتها كـ مكافأة مقدماً …}
قال لين تشينهي بحزم :
“ ذلك لا يُحسب " ثم خفّض صوته مجددًا،
“ افتحه وانظر ، هل يعجبك ؟”
فتح تاو شي الصندوق ، ووجد فيه سوارًا منسوجًا بحبل
أحمر ، يتدلى منه حجر تركواز بحجم حلوى
تم نحت حجر التركواز على شكل كوكب صغير ،
وكأن الضوء الأزرق والأخضر الفريد يشع في مجرة مضيئة
حتى لو لم يكن تاو شي خبيرًا بالأحجار الكريمة ، عرف أن
هذا التركواز لا بد أن يكون ثمينًا جدًا
حدّق في الحجر لفترة طويلة ، وسمع دقات قلبه ،
وارتفعت لديه موجة من الحموضة في أنفه
لين تشينهي بهدوء :
“ لا يعجبك ؟”
هزّ تاو شي رأسه على الفور بالنفي
أخرج السوار وحاول ارتداؤه على معصمه الأيمن،
لكنه شعر ببعض العجز في يده اليسرى،
فاحتاج إلى بعض الوقت حتى يتمكن من ارتدائه
مدّ لين تشينهي يده ووضع السوار على معصم تاو شي الأيمن
كان الحبل الأحمر يلمع على معصمه الأبيض النحيل،
وكان حجر التركواز يبدو كنجم يدور في مدار حول معصمه
نظر تاو شي إلى السوار على معصمه الأيمن،
رمش بضع مرات ثم رفع رأسه وابتسم إلى لين تشينهي :
“ شكرًا ، أحببته كثيرًا "
{ طالما أنه منك ، فأنا أحب كل شيء منك
ولا أستطيع التخلي عن أي شيء }
نظر لين تشينهي إلى الحبل الأحمر وحجر التركواز على
معصم تاو شي ——- لقد لاحظ اهتمام تاو شي الشديد
بسوار الخيط الأحمر الذي يحمل عقدة السلام على يد يانغ داولي اليمنى
فظن أنه يحب سوار الخيط الأحمر ، فاستخدم الحبل
الأحمر ليربط حجر التركواز معًا
عاد لين تشينهي ينظر إلى عيني تاو شي المملوءتين بالنجوم وهمس :
“ سمعت أن التركواز يرمز إلى السلام والحظ السعيد
هل تستطيع أن تؤدي جيدًا في الامتحان النهائي القادم ؟”
في الحقيقة لم يقل أن التركواز هو أيضًا حجر الميلاد لمن وُلدوا في ديسمبر ،
ولم يكن يريد فقط أن يتمنى له نهاية سلسة ،
بل يريد أن يتمنى له حياة هادئة ، وحظًا سعيدًا ،
وخالية من الهموم
أومأ تاو شي بقوة ، ورفع رأسه قليلاً ، ونظر برضا وثقة قائلاً:
“ لا تقلق ، الآن بعد أن أصبح لدي سوار الحظ ،
سأؤدي جيدًا في كل امتحان بالتأكيد !”
في الحقيقة كان يريد أن يقول أنه قد استنفذ تقريبًا كل
حظه في لقائه به، ولم يجرؤ على طلب المزيد من الحظ
قبل ستة عشر عامًا،
عندما كانت والدته حاملاً به في خليج تاوشي
نسجت له خيطًا أحمر يحمل عقدة السلام ،
تتمنى له العافية ، وخلوًّا من الأمراض والكوارث ، والسعادة
لكنّه لم يحصل على خيط السلام ذلك
و الآن — ، الشخص الذي يحبّه ،
أعطاه سوارًا من حبل أحمر منسوج عليه حجر التركواز،
يتمنى له السلام والحظ السعيد
نظر تاو شي إلى لين تشينهي ، الذي بدا قريبًا جدًا منه ،
لكنه كان كأنه ينظر إلى هذا الشخص وكأن سنوات عديدة مضت وهو يفتقده طوال تلك السنوات
{ يوجد شخص في هذا العالم سيكون على استعداد ليباركني غير والدتي
وأنا أحب هذا الشخص كثيرًا ..
وقد يكون هذا الشخص يحبني أيضًا }
تلاعبت أصابع تاو شي اليسرى بلطف بحجر التركواز على معصمه الأيمن،
وأخذ نفسًا عميقًا، ثم سأل لين تشينهي فجأة:
“ هل يمكنني أن أقدم امتحان القبول الجامعي معك في المستقبل ؟”
عض على شفته السفلى بتوتر ، وأضاف:
“ أعني، أريد أن ألتحق بنفس الجامعة التي تلتحق بها،
سأقدم طلبًا إلى أي جامعة تقدم لها، مهما كانت صعبة،
سأبذل قصارى جهدي للالتحاق بها، حسناً ؟”
{ لقد عملت بجد لكي أدخل مدرسة وينهوا الأولى ،
وبذلت جهدي الكافي لأبقى في الصف الأول ،
وبالتأكيد سأبذل جهدي الكافي لأذهب إلى نفس الجامعة التي تذهب إليها …
ليس فقط الجامعة ،،، بل أريد أن أعمل جاهدًا لأدخل حياتك ،
وأمسك يدك على نفس الطريق لبقية حياتنا … }
نظر لين تشينهي إلى عيني تاو شي وحدقتاه التي ترتجف بخفة ،
قبض أصابعه داخل كفه ، وصمت قليلاً ،
كما لو أنه اتخذ قرارًا كبيرًا في تلك اللحظة القصيرة ،
ثم همس :
“ حسنًا "
انتشرت السعادة في وجه تاو شي فورًا ،
ولمعت عيناه كنجوم المساء ،
وزُينت زوايا عينيه ورموشاه بالابتسامات
نظر لين تشينهي إلى تلك العيون المبتسمة لفترة ،
ثم أدار وجهه جانبًا ،
أنزل رأسه وأخرج القلم من حقيبته ولعب به بين أصابعه ،
يفرك القلم البارد
لكن تاو شي بوضوح لم يكن ينوي التخلي عنه،
فاقترب منه مرة أخرى،
حتى أصبح قريبًا بحيث استطاع أن يشم رائحة غسول
الاستحمام الخفيفة على جسده. استدار وسأله:
“ إذن، هل تفضل الآن تشينغهوا أم جامعة بكين؟
عندما يحين الوقت ، بالتأكيد ستتنافس الجامعتان على قبولك .
لو كنت مكانك ، سأذهب إلى الجامعة التي تقدم لي مكافآت أكثر .”
نظر لين تشينهي إلى القلم في يده :
“ لم أفكر في ذلك بعد "
تاو شي : “أوه” ولم يستطع كبح نفسه عن الإمساك بذراع
لين تشينهي مجددًا ، وقال بقلق :
“ إذن يجب أن تخبرني مسبقًا عندما تفكر في الأمر !”
ألقى لين تشينهي نظرة على يد تاو شي التي تمسك بذراعه،
وكان معصم تلك اليد ملفوفًا بالسوار الذي أهداه إياه
ثم أدار وجهه مرة أخرى وابتسم:
“ حسناً ، لكن عليك أن تستمر في تحسين درجاتك .
فقط حينها ستكون لديك المزيد من الخيارات .”
توقف تاو شي للحظة ، ثم أومأ على الفور وقال:
“ لا مشكلة ، سأحرص على أن أكون أفضل في المرة القادمة !”
ثم رأى تاو شي لين تشينهي يضع كومة من الأوراق التي
أخرجها من حقيبته على مكتبه، وقال له:
“ هذه مكافأة أخرى لامتحان منتصف الفصل .
سلمني إياها عندما تنهيها .”
وقف تاو شي مذهولاً
{ هل يعني هذا أن لين تشينهي وعدني بثلاث مكافآت
لامتحانات منتصف الفصل دفعة واحدة ؟ }
أخذ نفسًا عميقًا، وشد قبضته :
“ حسنًا! لا مشكلة ! أليست مجرد أوراق امتحان؟
بالتأكيد سأتمكن من إنجازها !”
دون أن يقول شيئ ، بدأ تاو شي في حل الأوراق بالقلم
فكرة أن يذهب إلى نفس الجامعة التي يلتحق بها لين تشينهي جعلت قلبه يطير ،
وكأنه غارق في فقاعة ناعمة ،
وعندما فكر في ذلك ، شعر بسعادة كبيرة كأنه يريد أن ينفث فقاعات أيضًا
غمر رأسه في حل الأوراق ،
يكتب سؤالًا ثم ينظر إلى حجر التركواز على معصمه الأيمن لثوانٍ قليلة ،
ثم يعود لإكمال الورقة
بعد أن تكرر تشتته عدة مرات ، هبّت سعادة مفاجئة في ذهنه
التفت فجأة لينظر إلى لين تشينهي الذي كان يقرأ كتابًا ،
ضيق عينيه وكأنه شك في شيء ما وسأله:
“ طالما أنك لا تعرف ترتيبي ، فلماذا أعطيتني هدية ؟”
توقفت يد لين تشينهي التي كانت تقلب صفحات الكتاب،
وبعد لحظات من الصمت قال بصوت هادئ:
“ حتى لو لم تكن من بين الخمسين ، كنتُ سأعطيها لك "
ذُهل تاو شي، وبدأت أذناه تحمرّان بلا تحكم
قال “أوه” بسرعة، وأنزل رأسه بسرعة،
ثم استمر في حل الأوراق، ينظر أحيانًا إلى حجر التركواز
لكن نبض قلبه بدا أكثر اضطرابًا —-
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق