Ch38 | SJUTM
مع اقتراب نهاية العام ، وجد شي دوو نفسه غارقًا في العمل
الأحد الذي قضاه مع شين آنتو بالكاد وقتًا استطاع اقتطاعه
من جدول أعماله المزدحم ——
وبعدها بيومين فقط ، سافر في رحلة عمل إلى الدولة A،
وتكيّف شين آنتو مع فارق التوقيت كي يتمكنا من إجراء مكالمات فيديو
شي دوو : “ ماذا تفعل؟” سأل وهو يخرج من حمّام الفندق
بعد الاستحمام،
يتحدث مع شين آنتو لكنه لاحظ أن هذا الأخير يبدو شاردًا،
إذ استغرق وقتًا طويلاً للرد على كل سؤال
: “ انتظر، أوشكت على الانتهاء ”
كان شين آنتو منهمكًا ومركزاً في أمرٍ ما
فاستغل شي دوو الفرصة وعاد إلى الحمّام وهو يحمل هاتفه ،
ووضعه على طاولة المغسلة ليجفف شعره بالمجفف بينما يُبقي عينيه عليه
: “ انتهيت !!!!”
قالها شين آنتو بحماس ،
رافعًا دفتر الرسم أمام الكاميرا ،
ليعرض عليه تحفته الجديدة
: “ تا-دا ! ما رأيك ؟ هل يشبهك ؟”
حين خرج شي دوو من الحمّام مرتديًا منشفة فقط ،
كان جذعه العضلي قد ملأ الشاشة لوهلة ،
مما فجّر شرارة إلهام مفاجئة لدى شين آنتو —-
اقترب شي دوو لينظر إلى الرسمة عن كثب ،
بينما شين آنتو يتأمل وسامته من هذه الزاوية المنخفضة
غير المناسبة ، و غير قادر على منع حلقه من أن يجف
قال شي دوو ناقد : “ لا بأس به ،،، لكن رسمت كتفيّ نحيلين جدًا .”
وبينما شين آنتو يُعدّل الرسم مستجيبًا لملاحظات المودل ،
لم يستطع كبح لسانه السليط : “ يا رئيس شي لما لا تتخلّى
عن المنشفة؟
سأرسم لك لوحة كاملة ،
وأتأكد من أن كل جزء يبدو كبيرًا ~ "
نظر شي دوو إلى الساعة : “ مستحيل .
يجب أن أستيقظ باكرًا للذهاب إلى المصنع غدًا .”
تظاهر شين آنتو بالجهل : “ أنا فقط طلبت منك أن تنزع
المنشفة، ما علاقة ذلك بالاستيقاظ المبكر ؟”
وحين انتهى من تجفيف شعره ،
صعد شي دوو إلى السرير وهو يحمل هاتفه :
“ شين آنتو يبدو أن مؤخرتك لم تعد تؤلمك أليس كذلك؟”
قرر شين آنتو تجاهله وأغلق الصوت ،
ثم وضع دفتر الرسم على الطاولة المجاورة للسرير ،
والتقط التابلت ليتصفح الأخبار
منذ حادثة ' حفلة المخدرات ' التي تورط فيها شين مينغفي،
بدأ شين آنتو يتابع الأخبار الاقتصادية باهتمام أكبر
ولم يُخفِي هذا عن شي دوو — ، بل إنه يشاركه كثيرًا ما يكتشفه ،
وأحيانًا يناقش أمورًا تخص شركة جينشنغ أمامه علنًا
آنتو : “ أنظر لهذا العنوان !
' المستفيد الأكبر من إفلاس جينشنغ هي شركة روي تشيان ! '
لما يواصلون المقارنة بينها وبين شركتك
هل أنتما عدوان لدودان ؟”
: “ مجرد تداخل في الأعمال—منافسة طبيعية ” رد شي دوو بهدوء
: “ هممم…” واصل شين آنتو تصفّح الأخبار : “ أوه !
هنا مقال و قسم التعليقات فيه مليء بناس يهاجمونك .”
أرسل التقرير لشي دوو —- ، الذي فتحه ليجد مقابلة حديثة
يظهر فيها الأخ شين تشاو الأكبر يتحدث عن خسارة
جينشنغ في مزاد أرض البلدية ——
[ الأخ شين تشاو الأكبر : " لطالما التزمت شركة جينشنغ بالاستماع إلى أصوات الناس ،
وبذلنا أقصى ما في وسعنا لتلبية احتياجاتهم الروحية والثقافية .
وقد كان إنشاء مدينة ملاهٍ في مدينة Z هو الطلب الأعلى تكرارًا من المواطنين .
للأسف ، رغم أن توجّهنا كان صائبًا ، إلا أن طرقنا لم تكن كافية …” ]
تصفّح شي دوو المقال سريعًا
وكانت الخلاصة أن خسارة جينشنغ للأرض لم تكن بسبب
عيوب في عرضهم،
بل بسبب ' قصور في الوسائل ' — في تلميح واضح إلى أن
شركة روي تشيان بالتعاون مع بلدية المدينة عقدوا صفقات
سرّية لاستبدال مشروع مدينة الملاهي بمشروع منتجع بيئي
كان شي دوو قد قرأ هذه المقابلة عندما نُشرت لأول مرة قبل بضعة أيام
وقد امتلأت التعليقات بالمعلّقين المأجورين الذين يتّهمون
شركة روي تشيان بممالأة أصحاب النفوذ والجري خلف الأرباح بلا خجل
بدأت أصابع شين آنتو تطير على لوحة المفاتيح :
“ لا تقلق رئيس شي !!!! لقد رددتُ عليهم نيابةً عنك !!!!! "
وعندما تفقد شي دوو سجل نشاطاته ،
رأى أن شين آنتو لم يكتفِي بوصف شين تشاو بالأبله في
قسم التعليقات، بل ذهب أيضًا إلى الحساب الرسمي
لشركة جينشنغ ليسألهم : [ لماذا لم تُفلسوا حتى الآن ؟ ]
ضحك شي دوو رغماً عنه : “ ابحث عن الأخبار الاقتصادية على قناة XX.”
نادراً كان يستغل الرأي العام لصالح شركة روي تشيان—
ليس لأنه لا يستطيع ،
بل لأنه ببساطة لا يحتاج إلى ذلك
لكن إن ظنّ أحدهم أنه يستطيع الدوس على اسم روي
تشيان ، فسيكون شي دوو أول من يلقنه درسًا لن ينساه
وبناءً على تعليماته ، بحث شين آنتو في قناة XX ووجد
مقطع فيديو إخباري
الصورة المصغّرة تُظهر شي دوو جالسًا باستقامة في مقابلة،
والمنشور قد حصد بالفعل عشرات الآلاف من المشاركات
حتى قبل أن يضغط على زر التشغيل ، كان شين آنتو يعلم أن شي دوو قد فاز
على الشاشة ، بدا جذابًا بكل معنى الكلمة ، أشبه بمشاهير الفن
وفي المشاهدة الأولى ، بالكاد انتبه شين آنتو إلى ما يقوله ،
واضطر إلى إعادة المشاهدة مرة أخرى
في الفيديو ، شرح شي دوو باختصار ووضوح الأسباب التي
تجعل مشروع مدينة الملاهي غير عملي ،
وأنهى حديثه بتذكير مستخدمي الإنترنت :
“ دعوا الأمور المهنية لأهلها ، وانشغلوا بشؤونكم الخاصة "
بدت التعليقات أسفل الفيديو أكثر موضوعية بشكل ملحوظ ،
وكان الكثيرون يكررون العبارة نفسها : “ انشغلوا بشؤونكم.”
ولم يمضِي وقت طويل حتى خرجت التعليقات عن صلب الموضوع ،
وبدأت تنهال بالإعجاب بوسامة شي دوو
أما شين آنتو، فلم يستطع كتمان ابتسامته وهو يقرأها بسعادة بالغة
ومن شاشته ، راقب شي دوو شين آنتو وهو يتدحرج على السرير ،
و عيناه الساحرتان كزهور الخوخ انحنت في انحناءة جذابة
وهو يبتسم ويقول مديحًا :
“ رئيس شي وسيم جدًا…”
ورغم أن الوقت كان متأخرًا ، لم يقترح شي دوو إنهاء المكالمة ،
بل بدا مستعدًا للسهر معه طوال الليل —— طالما أن شين
آنتو لا يزال راغبًا في الحديث
نظر شين آنتو إلى الساعة ، وعلى الرغم من تردده ،
قال أخيرًا:
“ ينبغي أن تنام رئيس شي "
: “ هممم.” تمتم شي دوو، لكنه لم يقل وداعًا
بل واصل التحديق فيه بصمت ، بنظرة صادقة وعميقة
وتحت وطأة نظرته ، شعر شين آنتو ببعض الارتباك، فسأله :
“ متى ستعود ؟”
: “ بعد ثلاثة أو أربعة أيام .
سأعود حتمًا قبل رأس السنة .” وعده شي دوو
: “… آووه ” ردّ شين آنتو ، ونبرة خفيفة من خيبة الأمل تسرّبت إلى صوته
كان شي دوو يعلم أن شين آنتو ظلّ في المنزل طوعًا خلال
الأيام القليلة الماضية دون أن يغادره
وربما بدأ يشعر بالضجر، لذا سأله :
“ لديّ ثلاثة أيام عطلة بمناسبة رأس السنة ، هل ترغب في
الذهاب إلى مكانٍ ما؟”
لم يُجب شين آنتو على الفور ، بل انقلب على بطنه ،
وأبعد غُرّته عن عينيه وثبّتها خلف أذنيه
شعره قد طال حتى بات بإمكانه ربطه في ذيل حصان صغير
ثم بدأ يعبث بالهاتف الجديد الذي اشتراه له شي دوو وقال:
“ لا أرغب بالذهاب إلى أي مكان …
كل ما أريده هو أن أبقى في المنزل معك "
منذ ظهر ذلك اليوم الذي “اختفى” فيه شين آنتو ،
نشأ بينه وبين شي دوو تفاهمٌ صامت لم يتطرّقا إليه مجددًا ———
ورغم أن شي دوو قد أزال القيود عن الباب الأمامي ،
وسمح له بالخروج والدخول بحرية باستخدام رمز المرور ،
فإن شين آنتو لم يغادر الفيلا ولو لمرة واحدة
بدأ شين آنتو يسرد خططه لعطلة رأس السنة : مشاهدة عرض ليلة رأس السنة ،
شراء بعض الوجبات الخفيفة ،
جعل شي دوو يتخذ وضعيات للرسم ،
والعزف له على آلة الإرهو…
ثم خطر له فجأة :
“ ما رأيك أن ندعو شي ونشوان وجي يوان للاحتفال معنا بليلة رأس السنة ؟
سيكون الأمر أكثر مرحًا بوجود المزيد من الأشخاص !
يمكننا أن نلعب الورق نحن الأربعة !”
سخر منه شي دوو :
“ نلعب ماذا ؟ لعبة ‘الهرّ يصطاد السمك ’؟”
ردّ شين آنتو بانزعاج:
“ قاتل المالك ! أصبحت محترفًا فيها الآن —
من بين كل عشر جولات ، أفوز بتسعة !”
: “ عشر جولات وتسعة انتصارات؟
وما معنى ذلك بالضبط ؟”
: “ يعني أنه حين أكون أنا ‘المالك’، أفوز في تسع مباريات من أصل عشرة !”
“…”
⸻
في وقتٍ لاحق من الليلة ، وقبل أن ينام جي يوان ،
تلقّى رسالة من شين آنتو :
شين آنتو :
[ تعال واحتفل معنا بليلة رأس السنة في منزلي ليلة الحادي والثلاثين، لا تنسَى ! .]
أمسك جي يوان بهاتفه ،
وظلّ عاجزًا عن النوم طيلة تلك الليلة ~ ——-
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق