Ch39 | TMCTM
: " افتح فمك "
أغمض تاو شي عينيه وهو يسمع همس لين تشينهي
أطاع بفتح شفتيه ، واستسلم لقيادة لين تشينهي التي
جعلت شفتيه تتشابك مع فمه ولسانه
في قاعة الحفلات الموسيقية الفارغة ،
لم يكن هناك سوى صوت تنفسهم المتسارع وصوت تلاقي
شفتيهما وألسنتهما
ضغط لين تشينهي على خصره وأحكم احتضانه
أصبحت القبلة أكثر حدة
تدريجياً، لم يعد تاو شي قادراً على التقاط أنفاسه،
وأصبح جسده كله ضعيفاً،
معتمداً فقط على يد لين تشينهي حول خصره للبقاء واقفاً
وجهه أحمر كأنه ينزف دماً
لم يعرف كم من الوقت استمرت القبلة ،
لكن لين تشينهي أخيراً أطلق سراحه ، يلهث وكأنه يدرك عدم صبره
فجأة شعر تاو شي بأن جسده أصبح أخف؛ فقد رفعه لين
تشينهي بيديه حول خصره ووضعه بلطف على البيانو
وضع لين تشينهي إحدى يديه على خصره والأخرى على
البيانو بجانبه ، محاصراً إياه في زاوية صغيرة
نظر إليه قليلاً ، ينظر إلى شفتيه الحمراوين المفتوحتين قليلاً ،
وينظر إلى عينيه الرطبتين وظهرت ابتسامة خفيفة
نادراً ما رأى تاو شي لين تشينهي يبتسم له
كان يتنفس بتوتر ويحدق في لين تشينهي في ذهول
في تلك اللحظة شعر أنه يمكنه التخلي عن كل شيء من أجل هذا الشخص
لم ينتظر تاو شي حتى يهدأ لهاثه ،
مدّ ذراعيه بقوة ولفهما حول عنق لين تشينهي،
خفض رأسه وقبّله بعنف،
والتهم شفة لين تشينهي ببراعة وحماس
توقف لين تشينهي لثانية ثم رد عليه بحماس ،
ماسكاً خصره بقوة وكأنه يحاول كسره
شعر تاو شي بأن مبادرته تحولت إلى سلبية ،
أصبح جسده ضعيفاً مرة أخرى بين ذراعي لين تشينهي،
يُقبَّل بعمق في دوار
تم ملاحقة طرف لسانه وامتصاصه ولم يجد وقتاً لالتقاط أنفاسه
تقلصت أصابعه دون وعي
تذمر بفقدان الصبر ، كان كل رأسه يشعر بالوخز ،
وكاد قلبه يتوقف بسبب نقص الأكسجين
عندما شعر أنه على وشك الإغماء ،
أطلقه لين تشينهي أخيراً مرة أخرى ، احتضنه بقوة ،
وتنفس بسرعة قليلاً في أذنه
وجه تاو شي كله ساخن ، وعيناه في ذهول
لم يعرف السبب ، لكن مجرد الاستماع إلى لهاث لين
تشينهي جعل جسده كله ساخناً
شعر أنه عديم الفائدة ، و خجلاً بعد إدراكه ذلك
بينما ذراعاه لا تزالان حول عنق لين تشينهي،
دفن رأسه على جانب عنقه،
داعبه بخفة مثل قطة صغيرة، وهمس :
" لم تكذب علي؟"
كان يتدلل مثل الطفل دون أن يدرك ذلك
أحكم لين تشينهي قبضته على خصره،
و صوته مكتوماً أكثر : " قلت أنني لن أكذب عليك "
لم يستطع تاو شي كتم ضحكته ، فضحك بخفة ،
لكنه تذكّر فجأة أمرًا مهمًا، فنسي خجله وقفز من على
البيانو بسرعة، وسأل على عجل:
“إن كنت لا تكذب عليّ، فلمَ قالت والدتك إنك ستذهب إلى
الولايات المتحدة للدراسة الجامعية ؟”
{ حتى مع يانغ داولي }
نظر إليه لين تشينهي ، ولا تزال في عينيه بقايا العتمة، وقال:
“ اللوم عليّ لأنني لم أوضح لك الأمر جيدًا .
خلال هذه الفترة ، بحثت عن عدة جامعات في الولايات
المتحدة ، بعضها شامل وبعضها كليات فنون مناسبة لك.
وحين ننتهي من الاختيار ، سنتقدّم معًا بطلب الالتحاق .”
خلال الأسبوعين الماضية —- ، حين كان يتدرّب خارجًا ،
طلب من سو يون مساعدته في البحث ،
ولم يحصل على المعلومات المفصّلة عن الجامعات إلا بالأمس
شعر تاو شي بالذهول ،
ولم يستوعب ما سمعه على الفور
نظر إلى لين تشينهي بوجه خالٍ من التعبير، وقال ببطء:
“ لكن… لكنني لا أملك المال للدراسة في أمريكا.”
كان ما ادخره للدراسة في الجامعة المحلية قد جاء من
كفالة أحد المحسنين ،
ولم يكن لديه حتى ترف التفكير في الدراسة في الخارج ،
وهو يعلم كم تتطلب من المال
صمت لين تشينهي لثانيتين، ثم أمسك بيد تاو شي وقال:
“ لا بأس ، تلك الجامعات تمنح منحًا دراسية
وستكون كافية لتغطي دراستك .”
تألقت عينا تاو شي للحظة ثم خفت بريقها، وتردّد قليلًا:
“ لكن… ماذا لو لم أُقبَل ؟”
لم يكن قد تخيّل يومًا أن تُتاح له فرصة للدراسة في الخارج،
لكنه يعلم أيضًا أن مواصلة دراسة الرسم الزيتي في الخارج ستكون أفضل بكثير
أجابه لين تشينهي بثقة :
“ ستُقبَل حتمًا "
لكنه لم يُضِف أنه حتى لو لم يُقبَل ، فسيأخذه معه للدراسة
سويًا بأي شكل من الأشكال
ورغم أن تاو شي لا يعرف الكثير عن نظام الدراسة في الخارج،
إلا أنه يدرك أن الأمر ليس بتلك البساطة،
وربما كان لين تشينهي يواسيه وحسب
لكنّه فكّر ، ما دام هناك أمل ، فهو مستعدّ لأن يتمسّك به
بكل ما أوتي من قوة
وبعد أن عقد عزمه ، بدا أنه تذكّر شيئًا آخر ،
فحدّق في لين تشينهي من جديد وسأله :
“ نحن الاثنان فقط ؟”
لم يستطع منع نفسه من التفكير { لا تُضِف يانغ داولي }
وكأن لين تشينهي قرأ أفكاره ، فارتسمت ابتسامة في عينيه، وسأله :
“ ومن تريد أن يأتي معك غيري ؟”
احمرّ وجه تاو شي بسرعة وهزّ رأسه نافيًا وقال بإصرار:
“ لا لا، فقط نحن الاثنان !”
اختفت كلّ مشاعر القلق
وكأنه غُمر في ماء دافئ، دافئ حتى الأعماق
الشمس في الخارج قد غربت تمامًا خلف الأفق،
ولم يتبقَ سوى رماد أرجواني داكن مكدّس على حافته
أما داخل قاعة الحفلات، فقد خيّم الظلام، لكن تاو شي لم يشعر بأي عتمة
كان ينظر إلى قمَره ، ويشعر أن العالم بأسره يشعّ نورًا
تلك الحفر العميقة التي خلّفتها عجلات القدر ،
بدت وكأنها قد امتلأت فجأة ،
ونبت فيها عشب كثيف بعد ليلة من مطر الربيع
عادت قاعة الحفلات إلى الصمت ،
لكن لو كان لصوت القلب وقعٌ مسموع ،
لكان المكان صاخبًا حتى الضجيج
نظر تاو شي إلى لين تشينهي في ضوء الأرجوان القاتم،
فرآه يبادله النظرات ، وفي عينيه بزوغ صامت لنورٍ ما
رقّ قلبه وهدأ ، فقطع ذلك السكون وهمس له:
“ لين تشينهي ،،،، أنا حقًا أحبك كثيرًا ”
فانحنى لين تشينهي برأسه وقبّل قبلة خفيفة على شفتيه ،
رقيقة ، همس :
“ وأنا كذلك "
ابتسم تاو شي ، ووقف على أطراف أصابعه ليقبله قبلة
ناعمة أخرى على شفتيه
ربما، أن تُحب أحدًا يعني أن ترغب في أن تكون قريبًا منه،
جسدًا إلى جسد، في كل لحظة
عبثا قليلًا داخل قاعة الحفلات،
وفي النهاية كان تاو شي هو من ذكّرهما بضرورة اللحاق
بحصة المذاكرة الليلية، فخرجا معًا
وقبل أن يغلقه ، ألقى تاو شي نظرة أخيرة على البيانو الأسود
المخبأ في الضوء الخافت، ثم قال فجأة:
“هل يمكنك أن تعلّمني عزف البيانو يومًا ما؟
فقط المقطوعة التي عزفتها من أجلي .”
أومأ لين تشينهي :
“ حسنًا .”
أغلق تاو شي الباب، وما إن أنزل يده عن المقبض،
حتى قبضت عليها يد دافئة
أخذ لين تشينهي بيده وسار به، لكن ليس في اتجاه الدرج
وجد تاو شي نفسه يُقاد نحو سلة المهملات في الزاوية
رمق لين تشينهي بذهول، فرآه ينحني على الأرض ليبدأ
بجمع قصاصات الورق التي مزّقها سابقًا من داخل السلة
شعر بانقباض في صدره
{ لين تشينهي شخص شديد الحرص على النظافة }
انحنى تاو شي وسحب ذراع لين تشينهي ، محاولًا منعه بلطف :
“ لا تلتقطها، إنها متّسخة جدًّا . سأكتب لك واحدة جديدة .”
لكن لين تشينهي واصل جمع القصاصات بعناية،
ووضعها في نفس الظرف المهمل، ثم همس قائلًا:
“ هذه أول رسالة حب أعطيتني إياها ، وككل رسائلك من
قبل، سأحتفظ بها جميعًا .”
أصيب تاو شي بالذهول،
وظل يحدّق في لين تشينهي وهو يلتقط القصاصات في
صمت لا يصدق، ثم سرعان ما انتشرت الحرارة في وجهه،
وبعد لحظات من التردد ، تمتم قائلًا:
“ أَيّ… أيّ رسائل ؟”
التفت إليه لين تشينهي ، وفي عينيه لمعان غريب :
“ ثمانية وستون رسالة في المجموع ،
موقعة باسم ’شياو تاو‘، وفي نهاية كل واحدة ،
زهرة خوخ مرسومة .”
توقف لثانيتين ، ثم نظر إلى وجه تاو شي الذي احمرّ خجلًا،
فابتسم بخفوت وأكمل ببطء :
“ عزيزي لين تشينهي ، مرحبًا ، أعتذر لإزعاجك .
أنا من مدرسة مقاطعة تشينغشوي الثانوية الأولى .
رأيتك في درس اللغة الإنجليزية المباشر ،
وسمعتك تقول…”
قاطع تاو شي كلامه وهو يغطي وجهه، صارخًا في خجل:
“ كفى، أسرع واجمع رسالتك الغرامية !”
وفي النهاية ، وضعا معًا جميع قصاصات الرسالة في الظرف ،
ثم ذهبا ليغسلا أيديهما، وسارا جنبًا إلى جنب نحو مبنى التدريس المضيء
في الطريق ، لم يستطع تاو شي أن يكتم فضوله ،
فسأله بعد تردد طويل :
“ كيف عرفت أنني أنا من كتبها ؟”
أجاب لين تشينهي بهدوء:
“ خط يد الإنسان لا يمكن إخفاؤه مهما حاول .
هناك حركات لا يمكن تغييرها بعد أن يعتادها الشخص
طوال حياته . لا تنسَى أن لك مقالة حصلت على العلامة
الكاملة ووزعت على الصف بأكمله .”
في الواقع — ، كان الأمر أكثر من ذلك ——
فشخصية لين تشينهي تميل إلى البحث والتحقيق ،
وبمجرد أن لاحظ التشابه بين المقالة الكاملة والرسائل ،
تحقق بنفسه من ملف تاو شي الطلابي ،
وبذلك عرف درجاته الممتازة أيضًا
شعر تاو شي أن الجملة السابقة سمعها من قبل ،
ولم يكن ليتوقع يومًا أن تكون المقالة ذات العلامة الكاملة
هي التي فضحت أمره
قال تاو شي وهو لا يزال يشعر ببعض الحرج ويحاول
التخفيف عن نفسه بمزاحه مع لين تشينهي :
“ هل قرأت الكثير من روايات التحري ؟
لمَ لا تصبح محققًا في المستقبل ؟”
أجاب لين تشينهي بنبرة عفوية :
“ لم أقرأ كثيرًا ، فقط أنت غبي جدًا .”
تجمد تاو شي في مكانه ، وبمجرد أن أدرك أن لين تشينهي
يسخر منه، رمقه بنظرة حادة وقبض يده بغيظ:
“ أنا ذكي جدًا ! لو كنت غبيًّا ، لما استطعت الوصول إلى هنا !”
لكن لين تشينهي توقف فجأة عند سماعه تلك الكلمات،
ونظر إلى تاو شي بوجه خالٍ من التعبير
في ذلك الوقت، لم يُلقِ سوى بحبل صغير إلى قاع البئر ،
ولو أن تاو شي لم يحصل على المركز الأول في الامتحان ،
لما استطاع القدوم إلى هنا
والآن شعر بالخوف ——- ؛ { ماذا لو لم يؤدِي تاو شي جيدًا حينها ؟
ماذا لو فشل في تحقيق المركز الأول ؟
لم يكن ينبغي لي أن أضع شرطًا قاسيًا إلى هذا الحد … }
رفع لين تشينهي يده وقرص مؤخرة عنق تاو شي
وما إن رأى الأخير يرتجف من الحركة،
حتى ارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة، وقال بصوت خافت :
“ نعم ، لحسن الحظ أنك ذكي فعلًا . شكرًا لك "
رفع تاو شي يده ولمس عنقه بدهشة
لم يتوقع من لين تشينهي أن يشكره
فرفع رأسه قليلًا وقال بتفاخر :
“ عفواً ، لقد وُلدت ذكيًّا ،
وأنت تعرف أن هدفي هو هوانغ تشينغ.”
لكن وجه لين تشينهي تغيّر على الفور، وحدّق فيه بنظرة غير لطيفة
ارتجف تاو شي من جديد، وعندما أدرك
أن ذكر ' هوانغ تشينغ ' قد أغضب لين تشينهي فعلًا ،
عبس وقال وهو يُبعد بوجهه :
“ أنا أريد أن أكون الثاني على الدفعة ، أما الأول فأنت ،
والثاني أنا، أليست صورة جميلة ؟
وهل تظن أنني قادر فعلًا على أن أكون الأول ؟
هذا صعب جدًا بالنسبة لي.”
هدأ عبوس لين تشينهي ، وتابعا السير نحو مبنى التعليم
قال بنبرة هادئة:
“ إذا عليك أن تواصل بذل الجهد "
كان تاو شي يسير إلى جانبه ،
وشدّ كم قميصه بلطف وهو يهمس :
“ إذا عليك كحبيبي أن تواصل مساعدتي .”
وما إن نطق بكلمة ' حبيبي ' حتى شعر بالخجل ،
فأنزل يديه بسرعة وسعل قليلًا ،
محاولًا التظاهر بالتماسك وهو ينظر إلى الأرض بهدوء
سعل لين تشينهي أيضاً :
“ بالتأكيد ”
كان الاثنان يسيران ببطء شديد ،
ولحسن الحظ لم يكن هناك أي معلم في الطريق
أصوات تدريبات الاستماع للغة الإنجليزية تتسلل أحيانًا من
مبنى التدريس، تتردد فيها الجملة المألوفة : “ تسعة جنيهات وخمسة عشر بنسًا .”
كان تاو شي يكره أن المدرسة صغيرة إلى هذا الحد
ثم تذكّر شيئًا آخر فسأل لين تشينهي :
“ لمَ عدتَ مبكرًا ؟
ألم يكن من المفترض أن تعود غدًا ؟”
فكر لين تشينهي قليلًا :
“ انتهى المعسكر التدريبي في وقت أبكر من المتوقع .”
فهم تاو شي الأمر فورًا ، وبعد لحظات من الصمت ، قال
بنبرة غير مباشرة :
“ أنت فتحت المانهوا التي أعطيتك إياها في موعدها
وقرأتها، أليس كذلك ؟”
رد لين تشينهي بهدوء:
“ ممم .”
قال تاو شي وهو يخفي رضاه عن نفسه :
“ إذًا يمكنك قراءة مانهوا الغد عندما تعود اليوم "
: “ حسناً .” أجاب لين تشينهي
لكن في الحقيقة ——- ، لم يستطع الانتظار وفتحها اليوم بالفعل
في مانهوا الغد ، كان البطلان قد عادا إلى القمر والشهاب الصغير
القمر : لمَ كنت تتجول في أرجاء الكون ؟
الشهاب : لأنني فقدت مسار طيراني .
القمر : الكون مليء بالنجوم ، لمَ بقيت هنا طوال هذا الوقت ؟
الشهاب : لأنّه ، حتى وإن كانت هناك آلاف النجوم في الليل ،
فأنا لا أحب سوى هذا القمر .
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق