القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch41 | SJUTM

 Ch41 | SJUTM




قضى جي يوان الساعة التالية في شبه غيبوبة ——

جلس في مكتب شي دوو لأكثر من عشرين دقيقة ، 

ثم سُحب إلى سيارة مليئة بوجوه لا يعرفها


أحدهم صادر هاتفه ، 

وأعاد له هاتفه القديم وكل الأجهزة الإلكترونية الأخرى ،

إلى جانب عقد جديد —-


لم يُكلّف جي يوان نفسه عناء قراءة كل كلمة


اكتفى بالاستماع إلى الشخص وهو يشرح أن بإمكانه العودة 

إلى حياة طبيعية ، 

شرط أن يبقي كل ما حدث طي الكتمان

و كانت تسوية ديونه هي تعويضه ، 

وما إن يوقّع على العقد ، حتى تنقطع كل صلاته بشي دوو أو شن آنتو


و من دون تردد ، قلب جي يوان الصفحات حتى وصل إلى الأخيرة، ووقّع


ثم… طُرد من السيارة في منتصف الطريق ——


الوقت قد تجاوز منتصف الليل بقليل ، 

ومع بداية العام الجديد ، امتلأت الشوارع بالوجوه المبتسمة ، إلا أن جي يوان لم يشعر إلا أنه مثل خردة 

بشرية تم رميها


وقف مذهولًا بجانب الطريق عدة دقائق ، 

حتى أفاقه مرور سيارة أجرة ، فأشار إليها ليوقفها


الزحام خانق في ليلة رأس السنة، فاستغرقت الرحلة إلى 

منزله أكثر من أربعين دقيقة


بمجرد أن عاد إلى مساحته الآمنة المألوفة ، 

تنهد جي يوان بعمق


جلس عند المدخل معظم الليل ، 

ثم ذهب إلى غرفة نومه


من تحت وسادته ، أخرج منديلًا ورقيًا متجعدًا وهاتفًا بدائيًا 

لا تتجاوز قيمته مئة يوان


أخرج بطاقة SIM من هاتفه القديم ، 

وخبّأ الجهاز في خزانة ملابسه


وبيدين مرتجفتين، أدخل البطاقة في الهاتف البسيط، 

ثم بدأ يكتب الرقم المدون على المنديل، 

المكتوب بصلصة داكنة ، رقمًا رقمًا… ثم ضغط زر الاتصال


رنّت نغمة الاتصال في أذنه


المكالمة تُجري


انتظر جي يوان بصمت أن يُجيب الطرف الآخر ، 

لكن ذهنه ارتد فجأة إلى ظهيرة ذلك اليوم ، 

حين دعاهم شي ونشوان إلى لقاء معجبي تشنغ زوي —-


في الغرفة الخاصة بمطعم تارانجو، أوقع شين آنتو كوب 

شاي الحليب خاصته، 

فانسكب على هاتفه وهاتف شي ونشوان


ذهب الأخير إلى دورة المياه ليغسل بنطاله ، 

وأخذ هاتف شين آنتو معه، تاركًا خلفه فقط جي يوان وشين آنتو


شين آنتو :

“ هذا ممل جدًا . جي يوان، أين هاتفك؟ 

شغّل لنا بعض الموسيقى .”


: “ ماذا تحب أن تسمع؟” أخرج جي يوان هاتفه


كان هذا الهاتف قد أعطاه له شي دوو بعد أن صودِر هاتفه 

القديم مؤقتًا بموجب اتفاقية السرية


ورغم تردده ، لم يكن أمامه خيار سوى الاعتماد على شي 

دوو لتسديد ديونه


وكان بوسعه أن يتكهن بما قد يكون مزروعًا في هذا الهاتف


رد شين آنتو : “ شغّل شيئ من الهيفي ميتال . 

كلما كان صاخبًا ، كان أفضل .”


من دون أن يشك بشيء ، شغّل جي يوان إحدى المقطوعات 

الكلاسيكية من موسيقى الروك الخاصة بالنوادي الليلية :

“ ما رأيك بهذه ؟”


: “ مثالية ” قالها شين آنتو ، ثم خطف الهاتف ، 

ورفع مستوى الصوت إلى أقصاه ، ورماه في زاوية الغرفة


سأل جي يوان، بعينين مصدومة : “ ما الذي تفعله؟”


: “ أتناول طعامي فقط.” قال شين آنتو، وعاد إلى طاولة 

الطعام، لكنه لم يجلس في مقعده، 

بل سحب الكرسي المجاور لجي يوان وجلس بجانبه


وبينما لا يزال جي يوان في حالة من الصدمة ، 

استغل الفرصة ، ورفع طرف معطف يوان ، 

وبمهارة تبدو متقنة ، 

أخرج علبة سجائر وولاعة من الجيب الداخلي


همس في أذنه :

“ بعد كل هذه السنوات ، ما زلت تخبّئ سجائرك في نفس المكان .”


شعر جي يوان وكأن دلواً من الماء المثلج قد سُكب عليه


حدّق في شين آنتو ، يراقبه وهو يسحب سيجارة بين شفتيه

وبحركة رشيقة من أصابعه النحيلة، 

أصدرت الولاعة طقطقة خفيفة


الصوت أشبه بطلقة البداية في سباق ، 

ومع تصاعد دخان النيكوتين كدخان البارود من فوهة 

مسدس، بدأ عدّاد الزمن بالدق


: “ أنت… تتذكر كل شيء؟!”


قال شين آنتو والسيجارة بين شفتيه ، 

وعيونه أشبه بعيني ثعلب خبيث :

“ ليس لدي وقت كثير

جي يوان لا تضيّعه بأسئلة من هذا النوع .”


وسط موسيقى الروك الصاخبة ، ورائحة النيكوتين ، 

أنزل شين آنتو القناع أخيرًا… وأظهر وجه ' شن لين ' الحقيقي


اقترب منه ، كما لو أنه يهمس بسر لحبيب :

“ ساعدني في شيء يا جي يوان… 

أريد التواصل مع جينشنغ "



في لحظة ، لمعت صورة شي دوو في ذهن جي يوان ، 

تلتها مباشرةً الأرقام الفلكية في اتفاقية السرية ،

هزّ رأسه دون تردد ——

“ مستحيل !”


: “ لما لا؟ ألا تريد العودة إلى حياة طبيعية ؟”


تحركت ذراع شين آنتو خلف ظهر مقعده ، 

فالتصق كتفاهما ببعضهما، 

كذئب يحاصر فريسته داخل نطاق الصيد


بقي جي يوان عاجزًا عن الرد ، 

يحدّق في وجه شين آنتو بينما تتلاشى الابتسامة عن ملامحه


شين آنتو : “ هل أنت متردد في ترك شي دوو؟”


كلماته لسعت جي يوان كالنار ، قفز من مقعده فجأة :

“ لست كذلك !!”


: “ شش—” وضع شين آنتو إصبعه على شفتيه، 

وسحب جي يوان ليجلس من جديد، 

و عادت تلك الابتسامة المعتادة ، ابتسامة ' شن لين ' 

لتستقر على وجهه.

“ أنا أعرف نوعك المفضل — وسيم ، بارد ، وفيه قليلاً من طبع متحكّم . 

تسعة أعوام مضت ، أليس هذا بالضبط الذي جذبك لي؟”


امتلأ وجه جي يوان بالذعر، وبدأ العرق يتجمّع في كفّيه : 

“ ليس لدي أي مشاعر تجاه شي دوو ! صدقني !”

لقد رأى طرق شن لين سابقًا ، 

ويمكنه أن يجادل شين أنتو المصاب بفقدان الذاكرة ، 

لكنه لا يجرؤ على مواجهة ' شين لين ' : 

“ صحيح أن شي دوو من نوعي المفضل ، 

وأعترف أنني أحيانًا لا أستطيع مقاومة التحديق فيه 

ولكن أقسسسم أقسم أنني لا أنوي آخذه منك!”


: “ إذن لما لا تغتنم الفرصة التي أعطيك إياها لترحل؟ 

إذا كان شيا دوو قادرًا على سداد ديونك ، 

فأنا أيضًا قادر على ذلك ”

استرخى شين آنتو في مقعده ، ثم وضع السيجارة غير 

المشتعلة على طبق جي يوان : 

“ ربما لا تدرك ذلك، لكنني قضيت أيامًا أفكر في كيفية اقتلاع كرتَيّ الكريستال من محجر عينيك 

تريد سماع التفاصيل ؟”


بقي جي يوان صامتًا ، 

لكن شين آنتو لم يكن يهتم بإجابته أصلًا ،

غرز عيدانه بقوة في لحم البط المشوي


: “ أنا أكرهك جي يوان . 

كنت أكرهك منذ تسع سنوات… 

والمشكلة أنني أكرهك أكثر الآن .”


شعر جي يوان بشجاعة مفاجئة : 

" إذا كنت تكرهني إلى هذا الحد ، فلماذا ناديتني في نادي دوران ؟"


: “ أوه، لأنّي كنت أحتاجك طبعًا ...” ردّ شين آنتو دون 

إخفاء ، ولم يخفِي الحقد في نبرته لحظة حتى : 

كما كنت تشك ، كنت بحاجة إلى شخص يساعدني في 

إخفاء تواصلي بجينشينغ من شي دوو .،، و كان يجب أن 

يكون شخص لا علاقة له بماضيي ، وصادف أنك ظهرت ”


صر جي يوان على أسنانه : 

“ شين لين… يا حقير… هل تستمتع بكونك تتحكم في 

شخص ما تمامًا؟ ”


ضيّق شين آنتو عينيه : 

“ ألا تعرف ذلك أفضل مني ؟ 

جي يوان لا تنسى ما فعلته بي. أنت مدين لي”


للحظة، خلت ملامح جي يوان من أي تعبير


ثم بدأت ذكريات دفنها منذ زمن طويل تطفو على السطح ، 

تحمل معها رائحة قديمة… وعفنة


———


جي يوان : “ تشو-جي ( الأخت تشو ) سمعتُ أنك تحبين الأشياء ' الحارّة ' . 

لدي من أرشّحه لك—أشهر فتى ليل في الملهى الليلي . 

سيفعل أي شيء طالما أنه يتقاضى أجرًا ”


: “ أوه ؟ وهل يدوم طويلًا ؟ 

لا أريد واحد يُصبح دراما بعد بضعة أيام مثل من سبقوه .”


: “ جرّبيه وسترين …”


——

دوّى صوت سحب شين آنتو لعِيدان الطعام فأعاد جي يوان إلى وعيه


وبطرف العيدان المغطى بالصلصة ، خطّ رقمًا على منديل ورقي


: “ أحتاجك أن تتواصل مع هذا الشخص . 

بلّغه أنني سأكون قريبًا في ينابيع ‘يوشوي’ الساخنة ، 

واطلب منه أن يجد لي وسيلة للحصول على هاتف .”


حدّق فيه جي يوان مذهولًا : 

“ أنت… تعلم…”


من كلمتين فقط ، كان شين آنتو قد أدرك ما يريد جي يوان 

قوله : “ نعم ، أعلم أن شي دوو قد زرع أجهزة تنصّت وتتبع في هاتفي . 

ولولا ذلك، لما تحملتُ هذا الضجيج أصلًا .”


هزّ جي يوان رأسه بيأس : 

“ لا، حتى هاتفي مخترق . لا يمكنني…”


قاطعه شين آنتو قائلاً بهدوء مدروس:

“ بدلة شي ونشوان بالتأكيد قد تضررت بعد قليل اذهب لشراء بدلة جديدة له. 

وأثناء طريقك، ستمر بسوبرماركت؛ ستجد عند صندوق 

المحاسبة هواتف بسيطة—اشترِي واحد ، ولا تنسَى علبة سجائر أيضًا .”


كانت خطته محكمة ، لكن جي يوان ظلّ مترددًا : 

“ وماذا عن شريحة الاتصال؟ 

شي دوو أخذ هاتفي القديم . 

إن اشتريتُ شريحة جديدة ، سيلاحظون ذلك حتمًا . 

وإن انكشف أمري…”


اقترب صوت شين آنتو ، وانخفض صوته حتى أصبح يشبه 

همسًا شيطانيًا يغري بالانزلاق نحو الهاوية:

“ لا ترتبك يا جي يوان ... نفّذ ما أقوله بدقة ، وسيدعك شي دوو وشأنك. 

وإن فشلت الخطة… فسأتحمّل أنا وجينشنغ العواقب .”


———-


: “ مرحبًا ؟ من المتصل ؟”


ارتدّ جي يوان إلى وعيه فجأة : 

“ مرحبًا ، هل هذا السيد سايمون ؟”



أنهى المكالمة وأغلق الهاتف البسيط بإحكام ، 

قابضًا عليه كما لو كان خشبة نجاة

ثم تمتم في الغرفة الخالية :

“ شين آنتو… لم أعد مدينًا لك بشيء "



حتى في حالة السُّكر ، ظل شي ونشوان مطيع


ما إن لامس رأسه الوسادة حتى غطّ في نومٍ عميق دون أن 

يحتاج إلى رعاية أحد


———


أما شي دوو —- الذي قضى ليلته في غرفة الضيوف 

المجاورة ، فقد استيقظ في السابعة صباحًا، مستجيبًا 

لساعة جسده البيولوجية المعتادة ،،

حدّق للحظات في ضوء السقف الغريب ، ثم تذكّر مكانه


جلس ، ثم نهض متوجهًا إلى غرفة النوم الرئيسية في الطابق الثالث


في مثل هذا الوقت ، كان من المفترض أن يكون شين آنتو لا يزال نائمًا


ليلة واحدة كانت أقصى ما يستطيع احتماله… 

و كان بحاجة إلى احتضانه الآن 


لم يكن الباب مقفل ، فانفتح بسهولة


لكن السرير كان خالي ... 


البطانيات مرمية على الجانبين ، وباردة كالجليد


أسرع شي دوو نحو الحمّام—ولا أحد فيه


ثم إلى غرفة خزانة الملابس—فلا أحد


اندفع إلى الطابق الثاني وفتح باب غرفة شي ونشوان —

ليجدها فارغة أيضًا


بوووووف ———


اصطدم باب غرفة الضيوف بعنف ، 

فارتدّ صدى الصوت في أرجاء الفيلا كلّها


لم يشعر شي دوو من قبل بمثل هذا الغضب


بدأ يمشي في الممر ذهابًا وإيابًا 

حتى تذكّر فجأة وجود كاميرات المراقبة


بعد دقيقتين ، واقف أمام الشاشة يحدّق في اللقطات المسجّلة


في الساعة الثالثة صباحًا ، أظهرت الكاميرا أن شين آنتو قد 

أيقظ شي ونشوان بالقوة ، وغادرا معًا


يتبع


زاوية الكاتبة :

أخيراً يمكنني قول ذلك !!! 

عادت ذاكرة شين أنتو تدريجياً ، واستعادها بالكامل في 

اليوم الذي شعر فيه بالغثيان ! 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي