Ch41 | TMCTM
بدأ تاو شي تدريبه اليومي على المحادثة ——
كان لين تشينهي يقرأ المواد الإنجليزية ويسجلها،
ثم يرسل التسجيلات إليه، ليستمع إليها تاو شي عبر هاتفه ،
مقلدًا نطق لين تشينهي ولفظه بدقة
استيقظ مبكرًا في الصباح، وبعد أن تناول إفطارًا سريعًا في الكافتيريا،
ركض إلى ملعب كرة السلة القريب من بوابة المدرسة
ليتدرّب على المحادثة نصف ساعة في نسيم ديسمبر العليل
ألقى تاو شي نظرة على الساعة،
ثم غادر ملعب كرة السلة متوجهًا إلى بوابة المدرسة وهو
يحمل كتيب المفردات الإنجليزية
كان من المفترض أن يصل لين تشينهي بعد دقائق
وقف في الزاوية بجوار غرفة الحارس ،
مطأطئ الرأس، يراجع الكلمات في الكتيب
وأثناء ترديده لكلمة معقّدة للغاية ،
شعر فجأة بعتمة تحجب نظره ،
وكأن شيئًا ناعمًا غطى عينيه
مدّ يده وسحب ذلك الشيء لأسفل،
فرأى لين تشينهي واقفًا أمامه ينظر إليه، وفي زاوية شفتيه ابتسامة خفيفة
وحين نظر إلى الأسفل، وجد وشاحًا من الكشمير الأسود
ملتفًا حول عنقه، لا يزال يحتفظ بحرارة لين تشينهي
مدّ لين تشينهي يده ليضبط الوشاح،
ولفّه بإحكام حول عنق تاو شي
ثم نظر إلى عينيه المتلألئتين وقال:
" لا تنتظرني في الصباح ، الجو بارد جدًا ."
هزّ تاو شي رأسه داخل الوشاح الناعم الدافئ، وقال:
" على أي حال أنا أخرج لأتدرّب على التحدث .
كلما شعرت بالبرد ، أصبح رأسي أكثر صفاءً."
نظر لين تشينهي إلى أصابع تاو شي المتجمدة ،
وعبس بعدم رضا، لكنه لم يقل شيئ
سار الاثنان معًا في طريق شيانغتشان نحو مبنى التدريس
في هذه الأيام، كان تاو شي يُحضّر مواد المحادثة كل ليلة،
ويتحدث باللغة الإنجليزية مع لين تشينهي في طريقهما إلى الصف في الصباح
كان لين تشينهي يصحّح نطق الكلمات الخاطئة ،
ثم يطرح عليه أسئلة عشوائية ليرد عليها في الحال
ظلّ تاو شي يجهد عقله ليجيب على أسئلة لين تشينهي،
وحين أنهى إحداها، اكتشف أن الأخير قد قاده بعيدًا عن
الطريق المؤدي إلى مبنى المدرسة، ليتوقفا أمام باب متجر
البقالة الصغير
سأله تاو شي:
" هل تريد شراء الإفطار ؟"
لكن لين تشينهي لم يجب، بل دخل مباشرةً إلى المتجر
تبعه تاو شي ورآه يأخذ زوجًا من القفازات الرمادية
المصنوعة من الفرو الناعم، ثم توجّه فورًا إلى الصندوق لدفع ثمنها
خرج لين تشينهي من المتجر، فتح العبوة، ومدّ القفازات إلى تاو شي
أخذ تاو شي القفازات في حالة من الذهول
القفازات مكسوّة بالفرو ، ويوجد على ظهر اليد صورة دب،
تشبه إلى حد كبير الدببة التي أمسكا بها في السابق
رآه لين تشينهي يحدّق في القفازات ، فظنّ أنه لم تعجبه، فقال بهدوء :
" خذها مؤقتًا فحسب ."
رفع تاو شي عينيه إليه، ومدّ إليه إحدى القفازات،
وانحنى طرف عينيه وهو يقول مبتسمًا:
" لنقتسمها، واحدة لي وواحدة لك."
رفض لين تشينهي :
" لا أحتاج إليها ."
فارتداها تاو شي كلتيهما، وانحنى ينظر إلى أصابعه
المفتوحة ذهابًا وإيابًا
⸻
في وقت الظهيرة ، ذهبا معًا إلى الكافتيريا لتناول الغداء
كان هذا أحد الأمور التي لطالما حلم بها تاو شي—أن يتناول الطعام مع لين تشينهي
والآن، وهو يتبعه إلى الكافتيريا،
شعر وكأن العاملات هناك أصبحن في نظره جميلات كالأزهار،
وحتى اليد التي تضع الطعام باتت أكثر ثباتًا
في هذا اليوم ، جاءوا مجموعة من طلاب المرحلة الإعدادية لزيارة المدرسة ،
لذا كانت الكافتيريا مكتظة بالناس
حمل تاو شي صينية الطعام، وسار إلى جانب لين تشينهي للبحث عن مقعد
وأثناء سيرهما، كان هناك الكثير من العيون تلاحقهما بصمت، معظمها من الفتيات
لم يكن تاو شي يعرف عمّا يتهامسن، ولم يهتمّ بذلك أصلًا
وفجأة ، سمع :
" تشين هي-غا !"
غاص قلبه عندما سمع هذه الكلمات الثلاث
استدار فرأى يانغ داولي يحمل صينية الطعام ويبدو أنه كان يبحث عن مقعد
كان إلى جانبه زميله في الغرفة شو تسيشي، الذي كان ينظر
إليهما ذهابًا وإيابًا، وقد بدا على وجهه الانزعاج للحظة
وقعت عينا يانغ داولي على وشاح الكشمير الأسود الذي كان تاو شي يرتديه،
وحدّق فيه لثانيتين، ثم عضّ شفته وتقدّم نحو لين تشينهي مبتسمًا وسأله:
" أنتم أيضًا تبحثون عن مقعد ؟"
أومأ لين تشينهي برأسه ، وألقى نظرة على تاو شي الواقف إلى جانبه
لم تتغير تعابير تاو شي كثيرًا ،
بل حتى بادر بتحية يانغ داولي وشو تسيشي
نظر شو تسيشي إلى لين تشينهي، وتردد قليلًا، ثم أشار إلى طاولة قريبة قائلًا:
" أظن أن هؤلاء أوشكوا على الانتهاء ، يمكننا الجلوس هناك معًا."
عبس تاو شي دون أن يلحظ أحد ، واجتاحه شعور بالضيق
ألقى يانغ داولي نظرة على تلك الطاولة أيضًا ، ثم قال:
" لمَ لا نجلس هناك؟ إنها طاولة لأربعة أشخاص ."
لكن لين تشينهي أجاب بنبرة باردة :
" لا داعي، سنبحث عن طاولة أخرى ."
ثم توقف قليلًا ، ونظر إلى تاو شي قائلًا :
" هيا بنا ."
تنفَّس تاو شي سرًّا الصعداء ،
وتبع لين تشينهي مغادرًا
وقبل أن يستدير ، لمح نظرة يانغ داولي وهو يحدّق فيه
وبعد أن جلس يانغ داولي إلى جانب شو تسيشي، نظر الأخير إلى ملامحه وقال:
“ هذا الشخص لن يبقى هنا سوى سنة واحدة فقط،
وسيعود إلى قريته النائية في سنته الثالثة من الثانوية.
لن يكون له أي علاقة بك بعد الآن .”
كان يعلم أن يانغ داولي ، مثله تمامًا ، لا يحب تاو شي، ولا
يرتاح لرؤية العلاقة الوديّة بينه وبين لين تشينهي
أنزل يانغ داولي عينيه بحيث لم يكن بالإمكان رؤية تعابير
وجهه بوضوح، وقال بهدوء:
“ ليس له علاقة بنا حتى الآن "
فاستغل شو تسيشي الفرصة وأردف:
“ صحيح، نحن لسنا من نفس العالم أصلًا .”
———————
ومع وصول موجات البرد المتتالية في ديسمبر ،
انخفضت درجات الحرارة في مدينة وينهوا مرةً بعد مرة
بدّل تاو شي زيه المدرسي إلى الشتوي مبكرًا، وكان يستيقظ كل يوم باكرًا للدراسة
كان يرى أن الاعتقاد بأن الحب المبكر يؤثر على الدراسة
فكرة خاطئة ؛ فعلى الأقل ، بالنسبة له، لم تؤثر عليه أبدًا،
بل على العكس، أصبح أكثر اجتهادًا
وخلال هذه الفترة ، نجح في الانضمام إلى جمعية
تشينغهوا للرسم ، وأُضيف إلى قروب ويتشات تضم مئات الأشخاص
نائب رئيسة الجمعية ، غوان فانيوان ، أضافته شخصيًا إلى قائمة أصدقائها
عندها فقط تذكّر أنها المرأة التي رآها برفقة يانغ تشنغمينغ
في المعرض، حبيبته
وأثناء استراحة الغداء ،
ذهب لين تشينهي إلى الصف المؤقت الخاص بتدريبات
المسابقة ، ولم يستطع تاو شي مقاومة فضوله ففتح
لحظات غوان فانيوان على ويتشات
كانت لحظاتها ممتلئة بالصور الذاتية ( سيلفي ) ،
أو صور استعراض الهدايا ، دون أي ظهور ليانغ تشنغمينغ
و بعض اللوحات التي رسمتها،
نظر إليها تاو شي عن كثب، فوجدها عادية جدًا،
لا تُقارن بلوحات فانغ سوي، ولا حتى في نفس المستوى
لم يكن يفهم كيف أصبحت نائبة رئيسة الجمعية ،
أو لماذا استخدمها يانغ تشنغمينغ بديلًا عن فانغ سوي
شعر تاو شي بالملل ، فأغلق التطبيق وأطفأ هاتفه ،
ثم أخرج قلمه ليحل أسئلة التوفل
لم يمضِ وقت طويل حتى جاءه أحد الطلاب وقال :
“ تاو شي عندما ذهبت لأستلم طردًا من عند البوابة ،
رأيت والدك ، وقال أنه يريد رؤيتك .”
شد تاو شي على القلم بيده :
“ فهمت ، شكرًا لك.”
قال الفتى معتذرًا :
“ لكنني تأخرت قليلًا في طريقي للعودة ،
ربما انتظرك والدك وقتًا أطول . آسف .”
: “ لا بأس "
شكره تاو شي مجددًا ،
ثم أخرج من حقيبته المدرسية لفافة نقود مربوطة بشريط
مطاطي، كان قد أعدّها منذ زمن في انتظار أن يعود تاو
جيان إليه في يومٍ ما
ربما كان تاو جيان قد وجد عملًا في وقت سابق،
لكنه بالتأكيد خسر كل شيء في القمار،
ولهذا عاد الآن ليطلب المال
كان يعرف هذا ' الأب ' جيدًا
ورغم أنه يدرك أن هذا قد يكون حفرًا في حفرة لا قاع لها،
إلا أنه مضطر لردمها، ولو مؤقتًا
{ لن أسمح لأي أحد بأن يُفسد حياتي هنا …. مع لين تشينهي، أبدًا …. }
سار تاو شي بسرعة نحو غرفة الحراسة حاملاً المال،
لكنه لم يرَى أي أثر لتاو جيان
أشار إليه الحارس، الذي أصبح يعرفه بسبب تكرار وقوفه
عند بوابة المدرسة لقراءة الإنجليزية يوميًا، وقال له:
“ والدك جاء قبل نصف ساعة، لكنه غادر مجدداً .”
عبس تاو شي جبينه ، وشعر بشؤمٍ يعتري قلبه دون سبب واضح
ظل صامتًا للحظة ، ثم سأل الحارس:
“ هل قال شيئ ؟”
تنهد الحارس ونظر إلى تاو شي بنظرة جادة
بدا وكأنه يريد قول شيء ، لكنه تردد لثوانٍ قبل أن يقول أخيرًا :
“ لا شيء . ارجع واستعد لحصصك .”
رغم امتلاء قلبه بالشكوك ، أومأ تاو شي برأسه
وقبل أن يغادر، قال له الحارس بصوت منخفض:
“ في المستقبل ، حاول ألا تدعو والدك للحضور إلى المدرسة كثيرًا ”
زم تاو شي شفتيه وخفض عينيه :
“ أنا آسف ، سببت لكم إزعاجًا .”
ظن أن تاو جيان قد افتعل مشكلة في غرفة الحراسة كما
فعل في المرة السابقة، لذا بدا من المنطقي أن يكون
الحارس قد ضاق ذرعًا به
لوّح الحارس بيده مجيبًا بلطف :
“ لا بأس ، لم أقصد شيئًا سيئًا ،
فقط والدك يبدو من النوع الذي يثور بسهولة .
أخشى أن يؤثر ذلك على دراستك .”
شكر تاو شي الحارس ثم استدار وغادر
وعندما ابتعد تاو شي، تنهد الحارس وقال لزميله الذي جاء لتسلُّم نوبة الحراسة:
“ هذا الفتى يبدو جيدًا ، لكن والده غريب الأطوار .”
سأل الزميل بفضول :
“ هل تشاجر معك مجددًا ؟”
هزّ الحارس رأسه :
“ لا، ليس معي، بل مع…”
توقف للحظة ، ثم تنهد قائلًا:
“ آه، دعك من الأمر، مجرد فلاح بلا ثقافة ،
لا داعي للحديث عنه .”
صباح اليوم ، كان الحارس في نوبة حراسته بغرفة الأمن
حين رأى تاو جيان يدخل وهو ينتعل حذاءً جلدياً ممزقًا من الجانبين
وبسبب ما حدث في المرة الماضية،
لم يكن يحمل عنه انطباعًا جيدًا
و كان على وشك إخباره بأنه لا يمكنه دخول المدرسة دون
إذن من المعلم المشرف، لكن حينها دخل يانغ داولي
ابتسم الحارس على الفور وسأله:
“ يانغ داولي أخذت إذنًا لتعود للبيت مجدداً ؟”
لكن قبل أن يتمكن يانغ داولي من الرد،
اندفع تاو جيان نحوه بخطوات واسعة وسأله بصوت مرتفع وبملامح غريبة :
“ ما اسمك ؟ يانغ داولي ؟”
بدا أن يانغ داولي ارتبك قليلًا ، وحدّق في تاو جيان قائلًا:
“ من أنت؟”
شعر الحارس أن هناك أمرًا غير طبيعي،
وقبل أن يتمكن من سحب يانغ داولي خلفه لحمايته كان تاو
جيان قد أمسك بمعصمه بعنف ورفع كمّه ،
كاشفًا عن الوحمة الحمراء على معصمه الأيمن
لم يكن بوسعه وصف ملامح تاو جيان في تلك اللحظة ،
لكنه تذكّر جيدًا كيف أن وجهه احمرّ كما لو كان مخمورًا ،
وقد كان يحدّق بتلك الوحمة ثم في وجه يانغ داولي ،
وعيناه تلمعان وهو يتمتم بكلمات غير واضحة ،
من بينها —- “ ابني…”
ظل يانغ داولي يحاول المقاومة ،
لكنه بدا كأنه سمع ما قاله تاو جيان
و شحب وجهه من الخوف ، وارتجفت شفتاه ،
بل حتى نسي أن يقاوم
ظن الحارس أن الرجل قد فقد صوابه ،
فسارع للتدخل وفصل الاثنين ،
لكن تاو جيان ترك يد الفتى بسرعة
بدأ ينظر إليه من الأعلى للأسفل ، ثم أشار إليه فجأة وقال:
“ تعال معي، لدي أمرٌ أود قوله لك "
تقدم الحارس خطوة لحماية يانغ داولي وقال بانفعال لتاو جيان :
“ ألم تأتِ لرؤية ابنك تاو شي؟
لعله في طريقه الآن . هذا الطالب لا علاقة لك به!”
أخرج تاو جيان سيجارة بنفاذ صبر وكاد يختنق بها وهو يقول:
“ وكيف عرفتَ أن هذا الـ لاوزي لا علاقة له به؟”
أشعل السيجارة ، وأشار بها نحو يانغ داولي بإصبعه وقال بنبرة تهديد:
“ إن لم تخرج ، فسأتحدث إليك هنا .”
ثم غادر غرفة الحراسة ،
يدخّن خارج الباب منتظرًا أن يخرج يانغ داولي
استدار الحارس ونظر إلى يانغ داولي ،
و على وشك أن يسأله إن كان يعرف هذا الرجل،
لكنه فوجئ بوجهه شاحبًا كالرماد،
وجبهته مغطاة بالعرق البارد،
وعيناه غارقتان خاويتان، كأنّه قد استيقظ لتوّه من كابوس
تمتم قائلًا :
“ أجاء يبحث عن تاو شي؟”
قال الحارس بنظرة يملؤها القلق :
“ نعم، إنّه والد تاو شي. إن لم تكن تعرفه، فلا تخرج،
عد إلى المدرسة وانتظر أن يأتي أحد من عائلتك ليصطحبك.”
ازداد وجه يانغ داولي شحوبًا، وهزّ رأسه ببطء
كان على وشك الخروج،
لكنه استدار فجأة قبل أن يعبر الباب وقال:
“ يا عم ، هل يمكن ألّا تخبر أحدًا بهذا الأمر ؟”
كانت عيناه سوداوتين غائرتين، خاليتين من الحياة
ذهل الحارس للحظة ، ثم أومأ لا إراديًا :
“ حسنًا…”
لكنه سأل بعفوية وقلق :
“ هل الأمر بخير حقًا ؟”
فتح يانغ داولي شفتيه الشاحبتين وكأنه سيتكلم ،
لكنه لم ينبس بكلمة ، واستدار وغادر
راقب الحارس يانغ داولي وتاو جيان وهما يبتعدان بانزعاج
كان يانغ داولي يتجنب تاو جيان كما لو أنه يهرب من أفعى أو عقرب ،
لكنه لم يستطع التخلص منه تمامًا ،
وبدأ الاثنان يتشاجران بشدة في منتصف الطريق
ظل الحارس يحاول تخمين ما يحدث طويلًا دون جدوى ،
وفكّر في الاتصال بالسيد يانغ، لكنه تذكّر وعده ليانغ داولي ، فعدَل عن الأمر
عندما عاد تاو شي إلى الصف ومعه المال الذي لم يسلمه،
كان لين تشينهي قد عاد وجلس في مقعده
رتّب تاو شي تعابير وجهه ، ثم عاد إلى مقعده وسأله بنبرة خفيفة :
“ هل انتهى التدريب بهذه السرعة ؟”
لم يُجبه لين تشينهي ، بل حدق نحو عينيه ،
ثم مدّ يده وأمسك بذقنه ، وضغط بإبهامه على زاوية فمه ورفعها قليلًا ، وسأله:
“ لِمَ أنت غير سعيد ؟”
تجمّد تاو شي للحظة ، ثم نظر حوله ليتأكد من عدم وجود من يراقبهما ،
وبعد أن اطمأن، تهرّب من يد لين تشينهي ووضع أوراق
تدريب التوفل على مكتبه ، وقال :
“ أخطأتُ في كثير من أسئلة القراءة .”
لم يطرح لين تشينهي أي سؤال آخر ،
وبدأ في شرح أسئلة القراءة له
إلى جانب استراحة الغداء ،
كان تاو شي يخصص وقتًا ثابتًا لممارسة اللغة الإنجليزية
خلال الاستراحة التي تسبق الدراسة الليلية ،
وكان لين تشينهي يدرّبه عليها غالبًا كلما سنحت له الفرصة
في المساء ، نقر تاو شي على ذراع لين تشينهي وقال:
“ يبدو أن لديك اتصالًا .”
كان قد سمع اهتزاز هاتف لين تشينهي
وضع لين تشينهي القلم من يده،
وأخرج هاتفه ليرى أن المتصل هو والدته [ لوو تشنغيين ]
فعبس قليلًا وقال لتاو شي:
“ إنها أمي "
ثم أجاب على الاتصال
تساءل تاو شي إن كان عليه أن يبتعد،
لكن لين تشينهي أمسك بيده الأخرى،
وبدأ يضغط على أصابعه ذهابًا وإيابًا تحت الطاولة،
مما جعل أطراف أصابعه تَشْتَعل بالوخز
قال لين تشينهي في الهاتف :
“ حسنًا ، سأعود قريبًا .”
ثم عبس بعمق ، وفكر قليلًا ثم قال لتاو شي:
“ توجد مشكلة في المنزل ، سأضطر لأخذ إذن وأغيب هذه الليلة .”
شعر تاو شي بثقل في صدره وسأله :
“ هل الأمر خطير ؟”
هزّ لين تشينهي رأسه ، وأمسك بيد تاو شي بإحكام، وقال بصوت منخفض:
“ لا تقلق بشأن اختبار التوفل ، لا بأس إن لم تجتزْه
يمكنك إعادة المحاولة مرارًا .”
لم يتوقع تاو شي أن يكون لين تشينهي لا يزال يتذكر ما قاله
في الظهيرة عن كونه غير سعيد بسبب أخطاء القراءة
فداعب كفّه وهو يبتسم وقال:
“ لم أعد متوترًا "
نهض لين تشينهي وجمع كتبه :
“ أراك غدًا "
ثم استدار وغادر الصف
راقب تاو شي ظهره إلى أن اختفى تمامًا ،
ثم أعاد لفة النقود التي كانت في جيبه إلى حقيبته المدرسية
{ لماذا جاء تاو جيان إلى المدرسة
ثم غادر في منتصف الطريق ؟ }
لم يكن يصدّق أن تاو جيان قد استيقظ ضميره فجأة
فكر تاو شي طويلًا ، لكنه لم يجد سببًا منطقيًا لذلك
يتبع
⸻
زاوية الكاتبة :
يانغ داولي غالبًا يرى في كوابيسه أنه ليس ابن والديه ،
كما ذُكر سابقًا .
تعليقات: (0) إضافة تعليق