القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch45 | TDVWD

 Ch45 | TDVWD



أصبح تنفّس تشي مو ياو منتظمًا ، لكنه عبس قليلًا


{ سو يو يستهدف بدقة كل ما يهمني أكثر }


شعر وكأنه سقط في قاع بئر مظلم ضيق وجاف، 

والاختناق يغزو أطرافه، حتى بدأ يتصبب عرقًا


وفي النهاية ، لم يكن أمامه إلا أن يتظاهر بالهدوء ويُجيب بنبرة متزنة قدر المستطاع:

“ سأقتل نفسي قبل أن تقتلهم . 

موت الجميع لا يُعد أمرًا جللًا . لن أساعدك ، مهما حصل .”


ضحك سو يو بسخرية :

“ ههء ، أحقًا بهذه الحدة ؟ 

كل هذا لمجرد أنك لا تريد معالجتي ؟”


رد تشي مو ياو بهدوء ، وهو يدرك جيدًا أن الأمر ليس مجرد علاج بسيط :

“ هل هو مجرد علاج حقًا ؟”


سكت سو يو للحظة ، ثم سأله:

“ ما الذي خمنته ؟”


تشي مو ياو:

“ لا أستطيع علاج الشياطين الداخلية ، ولا يمكنني شفاء الآخرين . لذا لا تُضيّع وقتك معي .”


وأخيرًا… توقف سو يو عن الحديث


السبب الحقيقي وراء عجز سو يو عن الوصول إلى مرحلة شبه الإله هو شيطانه الداخلي


ذلك الشيطان متجذّر بعمق في قلبه ، 

بقي يطارده رغم آلاف السنين من الزراعة


وقد نشأ ذلك الشيطان من الجثة المحفوظة داخل الجرس المعلّق في شعره


ولأجل إحياء ذلك الشخص ، 

لم يتردد في القتل والتهديد والتضحية بآلاف الجثث

ومع هذا… لم ينجح


لكن الآن، وبعد أن لاحظ العقد الروحي بين تشي مو ياو وغزال اليونّي ، 

على الأرجح أنه كان يطمع في قدرة تشي مو ياو


بطبيعة الحال لم يكن تشي مو ياو يرغب في علاج شيطانه الداخلي


فلو نجح سو يو في دخول مرحلة شبه الإله ، 

فإن المشاكل لن تنتهي أبدًا


ومن يدري من يكون ذلك الشخص الذي يحتفظ بجثته؟ 


و ماذا لو عاد إلى الحياة وأصبح هو الآخر كارثة تهدد الجميع ؟


في الرواية الأصلية ، سبب جنون شي هواي كان تحكم نيران 

التنين الهُويّ به في حالة غير واعية ، 

وتحوّله المظلم حصل تدريجيًا


أما سو يو —- فقد كان مجنونًا منذ ظهوره الأول


ارتكب فظائع لا تُحصى من أجل شخص واحد، يقتل الأبرياء بلا رحمة


ولو ساعده تشي مو ياو ، فإنه سيؤذي الآلاف… ولن يسمح لنفسه بذلك


بعد لحظة طويلة من الصمت ، انفجر سو يو ضاحكًا فجأة وقال:

“ ابن التنين العجوز شي وجدني ، ويُرسل الآن رسالة صوتية 

إلى أصدقائه ليشتروا شيئًا لك . 

حتى في هذا الوقت، لا يزال يفكر في عشبة ييشيان… 

ألا يدرك أنني أريد قتله ؟”


تفاجأ تشي مو ياو قليلًا ... التفت فورًا إلى شي هواي


كان شي هواي يلفّ بطاقة الخيزران ببطء ، دون عجلة


وحين لاحظ نظرة تشي مو ياو، قال له بصوت هادئ ولطيف، 

كما لو أنه خاض ما يكفي من التجارب ليصبح لا شيء يفاجئه:

“ لا بأس ، سيكون كل شيء بخير .”


كان يعرف تشي مو ياو جيدًا ، ويحب التحديق به

لذا، سرعان ما لاحظ اضطرابه الخفي


وفورًا، استخدم إحساسه الإلهي ليتفحص ما حوله ، 

ليكتشف سريعًا أن هناك شيئ غير طبيعي في المقصورة 

المجاورة… وكان بإمكانه أن يشعر بأن الشخص هناك… 

و نواياه لا تُقاس


بينما الشيخان من كبار المزارعين في مرحلة ولادة الروح 

يلاحظان الأمر ويجرون تحرياتهم سرِّاً ، شعروا بالفعل بأن هناك شيئًا غير طبيعي


عندها أخرج شي هواي أداة انتقال فوري من جرس كنوزه وأطلقها ، 

ثم أمسك بيد تشي مو ياو وسحبه إلى داخلها


تشي مو ياو كان قلقًا قليلًا على الآخرين، فتردد


لكنه سمع شي هواي يقول له:

“ يوجد هنا شيخان من طائفة تشينغ زي، 

وبقية الشيوخ في طريقهم


إن لم يتمكنوا من حلّ الوضع ، فلا جدوى من بقائك .”


ولأنه لا يستطيع إخبار الآخرين عن عقده الروحي مع غزال 

اليونّي ، لم يكن أمامه إلا الرحيل مع شي هواي


بعد أن دخلا الأداة ، أُغلِقت ، وانتقلا فورًا إلى مكان آخر


كان تشي مو ياو يحدق حوله عندها سمع شي هواي يقول:

“ هذا مسكني في طائفة تشينغ زي "


: “ هاه؟” { هل حقًا وصلنا إلى طائفة تشينغ زي؟ }


: “ سأذهب لأخبر والدي بما حدث . 

ادخل إلى المسكن ولا تتجول .”


: “ اووه … حسنًا.”


كان تشي مو ياو غير مرتاح قليلًا أثناء وقوفه خارج المسكن


بدأ يفرك يديه ويشبك أصابعه ببعضها مرارًا


كان قد لعب ألعابًا من قبل ، 

ويعرف استراتيجية “ اقتل المُعالج أولًا ” في معارك الفرق


{ وفي معركة حقيقية ، ربما أنا هو “المعالج” في الفريق


ولا أستطيع أن أضمن أداء دوري كما ينبغي دون أن أتسبب بالمشاكل 



لا أزال في مرحلة تأسيس الأساس ، 

وحتى بقايا الطاقة الروحية الناتجة عن معركة بين مزارعين 

في مرحلة ولادة الروح كافية لإصابتي بجروح بالغة


حتى إن بقيت هناك ، فلن أكون إلا هدفًا سهلًا لا يقدر حتى على علاج نفسه


لا شك في أنني لا أزال ضعيفًا جدًا … }


لكنه علم أنه لا فائدة من مواصلة التفكير بهذا الآن


لذا نظر إلى مسكن شي هواي، وقرّر الانتظار هنا حتى يحين الوقت المناسب


فلا بد أن تظهر وسيلة ما


اقترب من باب المسكن، 

واستخدم طاقته الروحية لفتحه، 

ليكتشف أنه يستطيع بسهولة تجاوز القيود التي وضعها شي هواي كما توقّع


ومع رفع القيود ، صار بإمكانه رؤية الداخل بوضوح تام، 

فلم يسعه إلا أن يهمس إعجابًا


كم هذا فخم !


باب مطلي باللك الأسود ، بأربع مقابض وثمانية مسامير تثبيت


المقابض الأربعة مثل تلك التي في عالم البشر


في عالم البشر ، يستخدم الناس القوة لفتح الأبواب، 

فيكفي مقبضان، ولا تُستخدم الأربعة إلا للأبواب الثقيلة والمرتفعة جدًا


أما في عالم الزراعة ، فيُستخدم التحكّم الروحي لفتح الأبواب ، 

لذا فالمقابض الأربعة كانت للزينة فقط


أما المسامير الثمانية ، فكانت تعني أن الجبل غني بالطاقة الروحية


والمسكن الجبلي هو مكان يتركز فيه التدفق الروحي، 

لذا تُستخدم المسامير لتثبيت الطاقة داخله


تلك المسامير تُجمع الطاقة وتحفظها داخل المسكن


وهي أدوات شائعة في عالم الزراعة


المسكن العادي يكتفي بمسمارين اثنين


ولا تُضاف مسامير أكثر إلا إن كانت الطاقة تتدفق بوفرة


أفضل مسكن في طائفة هي هوان لا يستخدم سوى أربعة مسامير


أما في مدرسة يو تشونغ… فلا توجد مسامير إطلاقًا


دخل إلى المسكن ، 

باحثًا عن مكان ليستريح فيه


وما إن خطا خطوتين ، حتى لمح لؤلؤة ليل مثبتة في الجدار، 

فتوقف وحدّق بها بتأمل


لحسن الحظ كان ديكور المسكن معتدلًا إلى حد ما


لكن جميع الأدوات الموجودة فيه من الدرجة السماوية


حتى الكراسي مصنوعة من حجر تجميع الأرواح


وبصراحة ، شعر أن هذا يعتبر تواضعًا بالفعل


جلس على أحد الكراسي المصنوعة من حجر تجميع الأرواح، 

وسند ظهره بإحكام إلى مسند الكرسي، وحدق أمامه بشرود


كان يحب الجلوس هكذا


الإحساس بأن ظهره مسنود يجعله يشعر بالراحة


ثم بدأ يحدق في الفراغ ، 

دون أن يركّز على شيء محدد


في الحقيقة ، لم يكن يرى شيئ حقًا


بل كان مجرد شارد الذهن


منذ أن تجسّد في هذا العالم ، 

أدرك أنه لا مفر من مصير كونه شخصية هامشية


فعاش جادًا داخل الطائفة ، 

مقتنعًا بأن التمسك ببضع سنوات إضافية من الحياة يُعدّ أمرًا جيدًا


فكان يعيش سعيدًا بلا هموم


يعلم أن موهبته ليست جيدة، فقد اجتهد في تعلم 

التشكيلات والوهم والأسلحة الخفية وتقنيات الحركة 

السريعة، على أمل أن تنفعه يومًا ما


لكن… تصادف أن التقى بغزال اليونّي وهو على وشك 

الموت ، وأبرم معه عقدًا روحيًا طارئ


والآن، بسبب قدرة العلاج هذه ، لفتَ انتباه سو يو —— 

وسقط في هاوية من اليأس


{ لقد كنت … ضعيفًا جدًا 


حتى إن حصلت لاحقًا على حبة تشكيل النواة وصعدت إلى 

مرحلة النواة الذهبية باستخدام نواة شيطان الذئب 

فلن أكون نِدًّا لسو يو 


لماذا عليّ أن أُقابل سو يو أصلًا …؟



أليس سو يو هو الحد الأعلى لقوة القتال في هذه الرواية ؟ 


لم يكن الخصم الرئيسي في الرواية قد نضج بعد، 

ولم يجنح للظلام حتى! 


حتى البطل والبطلة لا يزالان في مرحلة تأسيس الأساس، 


فكيف يظهر أشّر أشرار الرواية فجأة هكذا ؟! }


انتظر تشي مو ياو طويلاً في مسكن شي هواي، ولكن الأخير لم يعد


ولم يستطع منع أفكاره من الانجراف نحو شتى الاحتمالات، 

حتى تخيل أن مؤتمر الطوائف الألف قد تحوّل إلى مذبحة دون أي ناجين


{ هل من الممكن أن شي لين لم يكن نِدًّا لسو يو أيضًا ؟


وإذا أصيب زعيم طائفة تشينغ زي إصابة بالغة واضطر إلى العزلة ، 

وهُزم شي هواي أيضاً ، فمن عساه يستطيع ردع سو يو ؟ }


وأخيرًا ، بعد ثلاث ساعات ، 

سُمع صوت من خارج المسكن


زونغ سيتشن وسونغ وييو قد أتيا


خرج تشي مو ياو مسرعًا من المسكن ، 

بل استخدم تقنية حركة سريعة للقائهم، وقال بتوتر :

“ كيف هو الوضع؟”


ناول زونغ سيتشن الحقيبة الكونية : “ اشتريت جميع بذور 

عشبة ييشيان وكل يشم الهوانوو. 

هل سمعت بفوانيس التأمل ؟”


نظر تشي مو ياو إلى الحقيبة التي أمسكها دون وعي وقال: “ هذه الأشياء لم يُزايد عليها

 أحد بسعر مرتفع أليس كذلك ؟”


: “ لم يكن هناك مزايدة فعلًا . 

طالما طائفة تشينغ زي ترغب في الشراء ، لا يجرؤ أحد على المنافسة .”


كاد تشي مو ياو أن ينخدع بهذا المنطق

لكن بعد أن استعاد وعيه، سأل بسرعة: “هل حدثت مشاكل 

في مؤتمر الطوائف الألف؟”


أجاب سونغ وييو ببساطة شديدة: “ لا شيء إطلاقًا !”


وبدا عليه بعض الاستغراب، كأنما يتساءل: لماذا قد تكون هناك مشاكل أصلًا ؟


فسارع تشي مو ياو بالتوضيح:

“ عندما أتيت إلى هنا ، بدا أن الشيخين في مرحلة ولادة 

الروح كانا على وشك القتال مع أحدهم .”


: “ آه!” قال سونغ وييو وهو يفهم أخيرًا : “ لم يُمسَك أحد. 

ذاك الشخص هرب بسرعة لدرجة أن لا أحد رآه . 

لكن أبي قال إن الطرف الآخر بلا شك خبير . 

حتى هو ووالد زونغ سيتشن معًا قد لا يتمكنان من مجابهته .”


ذهل تشي مو ياو تمامًا


كان قد فكّر بألف احتمال في الساعات الماضية


و شكك في نفسه، واستهان بذاته ، وشعر بأنه لا قيمة له


حين يُفرط المرء في التفكير ، يغدو متشائمًا


وقد تخطر له أفكار من قبيل الموت من أجل مبدأ


لقد فكّر حتى في أن يفدي الآخرين بروحه ، 

لكن هذا سيكون خيانة لليونّي


لكن الآن عرف أن شيئًا لم يحدث — وأنه قد بالغ في التفكير


كان من الصعب تقبّل هذا


ومع ذلك، فإن سو يو كان مصاب


و على الأرجح لم يكن يرغب في القتال بهذه الحالة، 

ولم يكن بحاجة لذلك أصلًا


هدفه الحقيقي كان تشي مو ياو فحسب


{ لقد بالغت في تقدير الأمور }


تنهد تشي مو ياو تنهيدة ارتياح أخيرًا، ثم سأل:

“ لماذا لم يعد شي هواي بعد ؟”


ردّ سونغ وييو بنبرة عابثة : “هو؟ إنه يتعرض للضرب .”


ارتبك تشي مو ياو: “ ضرب؟!”


كانت تقلّباته العاطفية خلال اللحظات القليلة الماضية شديدة بالفعل


أومأ سونغ وييو : “ نعم . 

أخبر الزعيم أنه ينوي الزواج بك رسميًا ، 

فغضب الزعيم بشدّة . 

لم يتمكن أبي، ولا والد زونغ سيتشن، ولا الشيوخ الآخرون من تهدئته . 

أراهن أن سيد الطائفة الشاب تلقّى بعض الجلدات .”



عند سماع ذلك ، أصيب تشي مو ياو بالهلع ونسي حتى أن 

يضع الحقيبة جانبًا

و أسرع للخروج وهو يتكلم بسرعة بسبب القلق:

“ إذاً ماذا نفعل ؟ علينا أن نجد حلاً !  

هل نذهب لطلب العفو الآن ؟”


أوقفه زونغ سيتشن بسرعة:

“ لا تذهب ، هذا سيزيد الطين بلّة . 

الزعيم أصلاً غاضب لأنه لم يتصور أن اثنين من الرجال قد 

يصبحان شريكين في الزراعة المزدوجة .”


كان شي لين رجلًا شديد التمسك بالمبادئ


لم يكن قادرًا على فهم كيف وقع شي هواي في حب رجل


كان يعتقد أن شي هواي كان يبحث عن ذلك الشخص للانتقام ، وإذا به فجأة يُعلن الحب


أمرٌ لم يحتمله —- بل استفزه —-


شي لين لم يعد يحتمل — و كاد أن يفقد صوابه


بدأ تشي مو ياو في التجوّل جيئة وذهابًا بقلق : 

“ إذاً ماذا نفعل؟ هل نتركه يتعرض للضرب هكذا؟”


تبادل زونغ سيتشن وسونغ وييو نظرة يائسة بينهما


هزّ زونغ سيتشن كتفيه وقال: “ إذا كان والدي وبقية الشيوخ 

لم يستطيعوا إيقاف الأمر ، فليس بإمكاننا فعل شيء أيضًا .”


وأضاف سونغ وييو: “ الزعيم يشعر دائمًا أنه مدين لسيد 

الطائفة الشاب بسبب حادثة التنين الهائج . 

وعادةً يُدلّله كثيرًا . 

أعتقد أنه سيغضب لفترة قصيرة فقط ثم يلين قلبه مع الوقت . من يدري ؟ 

ربما يوافق في النهاية على علاقتكما .”


شعر تشي مو ياو ببعض التناقض


لم يكن يتصور أبدًا أن شي هواي سيُخبر والده بهذه الطريقة المباشرة


{ ألم يكن هذا بمثابة دعوة مفتوحة لتلقي الضرب ؟! 


وأنا لا أغب أصلًا في أن أكون شريك شي هواي في الزراعة المزدوجة !

 

والآن ، شي هواي يضُرب بسببي ، 


وأنا لا أحبه أيضًا … أليس شي هواي مسكينًا جدًا في هذه الحالة ؟ }


كان مسكينًا لدرجة أن قلب تشي مو ياو اعتصره الألم، 

وكأن أداة سحرية تعصره دون رحمة


كان يشعر بانقباض يتكرر مرارًا، يعطّل تدفّق دمه، 

ويجعله يعاني من ألم في صدره وانتفاخ في رأسه


و من شدة الانزعاج قد أصبح بطيء الخطى وكاد أن يتعثر ، 

ولولا أن زونغ سيتشن أسنده بسيفه ، لكان سقط


ولما رأى زونغ سيتشن مدى قلقه ، أسرع ليطمئنه:

“ لا تقلق ، زعيم طائفتنا رجل عاقل ، سيكتفي بتأديب ابنه ولن يضرّه بسوء .”


وأومأ سونغ وييو وهو يضيف بسرعة:

“ بالضبط ، وأيضاً أنت جميل جدًا ، أعتقد أن الزعيم سيتفاجأ حين يراك . 

من يدري؟ ربما يوافق لاحقاً .”


نظر إليهما تشي مو ياو في صمت: “…”


{ لا زلت أرتدي قناع زهور الخوخ ، فكيف علِموا أنني جميل ؟ }


شعر أن هذا التنكر الذي يرتديه بدأ يصبح شفافًا شيئًا فشيئًا، 

ولم يكن بوسعه سوى أن يضاعف طبقاته، 

متخفيًا خلف حواجز عديمة الجدوى لمجرد الشعور بالطمأنينة


والبقية، لم يكن أمامهم إلا مجاراته والتظاهر بأنهم لا يعرفون الحقيقة


لم يمكث زونغ سيتشن وسونغ وييو طويلًا، 

فقد غادرا الجبل بعد تسليم البضائع، 

على الأرجح لمعرفة آخر الأخبار


فتّش تشي مو ياو الحقيبة الكونية بحسّه الروحي ، 

فوجد فيها كل ما أراده ، بل وبكميات مذهلة ، فلم يستطع كتمان دهشته


ثم أعاد الحقيبة إلى مكانها ودخل المسكن مجددًا منتظرًا عودة شي هواي


عاد شي هواي صباح اليوم التالي، 

وكان سونغ وييو يسنده


بدا أن جراحه قد عولجت، لكنه كان لا يزال متوعكًا بعض الشيء


استقبله تشي مو ياو عند الباب، 

فسلّمه سونغ وييو بسرعة ثم اختفى هاربًا، 

على الأرجح حتى لا يُزعج ' عالمهما الخاص الثنائي '


ساعد تشي مو ياو شي هواي على الدخول إلى المسكن


في السابق ، كان فقط يجلس على الكرسي وينتظر، 

لذا لم يكن على دراية بتصميم المسكن



لم يدخل الغرفة الداخلية إلا بعدما طلب شي هواي ذلك


وعندما رأى السرير الهائل هناك ، لم يسعه إلا أن يتوقف في مكانه مذهولًا


السرير دائري بقطر يصل إلى خمسة أمتار ، 

يحتلّ منتصف الغرفة تمامًا ، 

وتحيط به ستائر معلقة من الأعلى تغطيه بالكامل


طبقات متعددة من الستائر: شيفون، وتفتة، وحرير فاخر، 

لا يمكن من خلالها رؤية شيء سوى ظلال السرير غير الواضحة


وحول السرير انتشرت بعض الخزائن ، 

وطاولات وكراسٍ مرتبة بعناية ، 

وبعض الشمعدانات الطويلة


و مصفوفة لطرد الغبار تعمل دائمًا في المسكن ، 

لذا كان نظيفًا دائمًا ، 

والهواء فيه منعش خالٍ من الرطوبة والعفن


بعد لحظة تردّد ، رفع تشي مو ياو الستار وساعد شي هواي 

على الاستلقاء فوق السرير، ثم انحنى وسأله:

“ أين أصبت؟ دعني أرى .”


إلا أن شي هواي أدار وجهه بعيدًا ، رافضًا أن يُريه شيئًا ، وقال :

“ لا داعي للقلق . 

كلها إصابات بسيطة وقد عولجت بالفعل .”



قال تشي مو ياو بإصرار وهو يشدّ على ملابس شي هواي ، 

بعدما لاحظ أنه يتجنّب الحديث عن إصاباته :

“ دعني أرى كيف حالها الآن .”


جثا تشي مو ياو بجانب السرير ، 

وأمسك برداء شي هواي بعناد وهو يقول بنبرة لا تقبل الرفض :

“ شي هواي أرِني!”


نظر إليه شي هواي ، مترددًا ، لكنه لم يُقاوم هذه المرة


فما كان من تشي مو ياو إلا أن فتح قميصه فورًا ليتفقد جراحه ، 

ومع أنه كان قد أعدّ نفسه نفسيًّا ، إلا أنه ما زال يلتقط أنفاسه من هول ما رأى


فالجميع هنا مزارعون درّبوا أجسادهم جيدًا ، 

ومع بعض المرهم العلاجي، عادةً تلتئم الجروح سريعًا


وبما أن الأب شي لين يعرف ذلك جيدًا ، 

فقد لجأ إلى وسيلة غير اعتيادية حين غضب — السوط 

الذي استخدمه كان ' سوط شوك الرعد الخماسي '


كل لسعة منه مشحونة بطاقة روحية ، 

والجراح التي يُحدثها لا تلتئم بسهولة ، 

بل تبقى تحترق وتلسع لفترة طويلة ، 

حتى أن المراهم لا تنفع معها


لن تبدأ بالشفاء إلا بعد أن تتبدّد طاقة الرعد من الجرح تمامًا


وهذا الرعد قد يبقى لأشهر …


تخيّل الألم الناتج عن تمزق اللحم بالسوط ، ثم أضف إليه 

شرارات تتراقص فوق الجرح دون توقف — { أي عذاب هذا ؟ }


ارتجفت أنامل تشي مو ياو، 

واحمرّت طرفا عينيه وهو يسأل بصوت مرتجف :

“ كيف استطاع والدك أن يفعل هذا ؟ 

كيف استطاع أن يتحمّل رؤيتك هكذا ؟”


أجاب شي هواي بصوت خافت:

“لقد غضب حقًا هذه المرة…”


فبعد كل شيء ، أن يصبح وريث طائفة تشينغ زي مجرد ' فرن زراعي ' لتلميذ من طائفة هي هوان ، 

كان عارًا كبيرًا للطائفة كلها


قال تشي مو ياو وهو يمد يده ليحاول سحب طاقة الرعد من الجروح :

“ وماذا سنفعل بشأن هذه الإصابات ؟”


لكن شي هواي أمسك بمعصمه وأوقفه:

“ لا تلمسها ، الطاقة ستؤذيك .”


فهذا النوع من الجروح كان من أصعب أنواع العلاج ، 

لا يعذب المصاب فحسب ، بل قد يصيب من يلمسه أيضًا


فالجلد السليم حين يلمس طاقة الرعد يشعر وكأن مئات 

الإبر تخترقه ، فما بالك بالجروح المفتوحة ؟


شعر تشي مو ياو بوخز الندم يزداد ، وألمه يتعمق


وبعد لحظة من التردد، أخرج زجاجة من ' نبيذ خلاصة الخوخ ' وناولها لشي هواي قائلاً:

“ ما رأيك أن تسكر قليلاً لترتاح من الألم ؟”


وحين رأى شي هواي النبيذ ، ابتسم وسأل:

“ هل تنوي الهرب مجددًا ؟”


ردّ تشي مو ياو:

“ لو كنت أنوي الهرب ، لهربت وأنت تُضرب . 

في ذلك الوقت، لم تكن لتنتبه لي. اشرب أولاً .”


تردد شي هواي قليلاً ثم قال وهو يأخذ الزجاجة :

“ وحين أغفو بسبب النبيذ ، لن تكون غبيًّا كفاية وتحاول 

معالجتي، صحيح ؟”


: “ كيف لي أن أمتلك القدرة على ذلك؟!”


فكّر شي هواي قليلًا ، ثم شرب رشفتين ، 

وما لبث أن ارتخى على السرير وقد سكر سريعًا كعادته


أعاد تشي مو ياو الزجاجة إلى حقيبته ، ثم اقترب مجددًا ليتفحص الإصابات 


هذه الإصابة معقّدة جدًا، ولو كانت إصابة عادية لعالجها في لحظة


حتى المراهم في جرس كنوز شي هواي كانت لتكفي


لكن لعلاج هذا النوع من الجروح، عليه أولًا أن يتعامل مع طاقة الرعد المُحيطة بها


مدّ يده محاولًا سحب الشرارات البنفسجية ، 

لكنه ارتجف فور لمسها وسحب يده بسرعة


نظر إلى شي هواي مجددًا ، فوجده رغم سُكره ما زال يعقد حاجبيه من الألم —— { لا بد أنه يتعذّب بشدة }


وفي النهاية ، عزَم تشي مو ياو على استخدام تقنيات 

الامتصاص من طائفة هي هوان مع قدرة غزال اليونّي ، 

لسحب الصواعق البنفسجية إلى جسده ثم تفريغه خارجه


وفي لحظة ، تطايرت الشرارات —-


فقد تدفقت طاقة الرعد من جسد شي هواي إلى جسد 

تشي مو ياو عبر إصبعيه الممدودين


البرق البنفسجي بدأ يتجمع حوله ، يتصادم ويتشقق


و دوّى انفجار كهربائي ساطع


أحاطه وهج بنفسجي دار حوله بجنون ، ينفجر ويتبدّد، 

كما لو أنه يمر بعاصفة رعدية مستمرة


عضّ على شفتيه وتحمل الألم ، حتى أنه بدأ يئن في المراحل الأخيرة


ولمّا لم يعُد يحتمل ، أسودّت عيناه وأغمي عليه بجانب شي هواي


وعادت الغرفة إلى هدوئها ———


وكما في تلك المرة عندما أنقذ تشي مو ياو شي هواي في الكهف ، 

استلقى شي هواي على ظهره ، وتشي مو ياو على بطنه


وجسديهما بمحاذاة بعض ، في صمتٍ تام


يتبع


زاوية الكاتبة : 

نظرًا لأن النص نفسه غامض قليلاً ، 

للتنويه لم يكن هنا زراعة مزدوجة ، بل مجرد امتصاص عادي للطاقة الكهربائية (البرق)

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي