القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch47 | TMCTM

Ch47 | TMCTM



حين أجابه لين تشينهي، شعر تاو شي وكأن الضيق الذي كان 

يملأ صدره قد تلاشى فجأة ——-


وعندما اهتزّ هاتف لين تشينهي، مدّ تاو شي يده إلى جيب 

معطفه وأخرج الهاتف، ثم ناوله إياه


ألقى لين تشينهي نظرة على الشاشة، 

فوجد أن المتصل هي والدته لوو تشنغيين، ففتح الخط


لوو تشنغيين:

“ تشينهي أنا في طريقي الآن لاصطحاب لي لي وسأصل قريبًا . 

لا بد أنك عدت من بيت جدك ، أريد أن أدعوكما لتناول العشاء . 

هل يناسبك المجيء الآن ؟”


لم يتردّد لين تشينهي طويلًا ، وردّ بنبرة مباشرة:

“ تاو شي وأنا بالخارج ، سأُعيده إلى المدرسة لاحقاً .”



كانت الغرفة الخاصة التي تسللوا إليها هادئة جدًا ، 

لدرجة أن تاو شي استطاع أن يسمع صوت لوو تشنغيين 

حتى دون أن يكون الهاتف على مكبّر الصوت



تردّدت لوو تشنغيين قليلًا ثم ردت :

“ هل تاو شي معك؟ 

إذًا فليتناول العشاء معنا أيضًا. 

من النادر أن يكون لديك صديق تفضّله . 

و لطالما رغبتُ بلقاء هذا الفتى .”


حين سمع تاو شي كلمة “تفضّله”، رفع عينيه إلى لين 

تشينهي، وارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه


أما لين تشينهي، فقد عبس بحاجبيه قليلًا


كان يعرف جيدًا ما تقصده لوو تشنغيين


في الفترة الأخيرة، كان يانغ داولي بمزاج سيء جعل جو العائلة متوترًا ، 

وقد نفذ صبره من محاولات تهدئته ، 

حتى توترت العلاقة بينهما أكثر فأكثر


وكانت لوو تشنغيين تحاول مرارًا إيجاد فرصة لإصلاح ما بينهما


كان يعلم أن تاو شي يضيق ذرعًا بيانغ داولي ، 

وهمّ بأن يبحث عن حجة يرفض بها، 

إلى أن سمع صوت لوو تشنغيين تقول بنبرة متوسلة :

“ تشينهي هل يمكنك أن تسأل تاو شي من أجلي ؟”


نظر لين تشينهي إلى تاو شي، متوقعًا أن يهزّ رأسه رافضًا، 

لكنه رأى تاو شي يجيبه بهدوء :

“ قل لها أنني موافق .”


حدّق لين تشينهي في عينيه لثانيتين ، 

ولما تأكد أن تعبير وجهه لا يحمل أي تردد ، 

وافق على طلب لوو تشنغيين وسألها عن اسم المطعم


وبعد أن أنهى المكالمة ، التفت إلى تاو شي وسأله:

“ أأنت حقًا لا تمانع ؟”


لم يكن يعلم بالضبط إلى أي حدّ يرفض تاو شي رؤية يانغ داولي ، 

لكنه أدرك ذلك منذ أول لقاء جمعهما مع بداية العام الدراسي


أدخل تاو شي يده في جيبه وقال بنبرة خفيفة:

“ لا أمانع "

{ لكن يانغ داولي… كيف ستكون ردة فعله حين يراني ؟ }


————



أوقفت لوو تشنغيين السيارة في موقف النادي ، 

واتصلت بيانغ داولي


وربما لأن حفلة عيد الميلاد كانت ممتعة ، 

بدا لها أن يانغ داولي بمزاج أفضل من المعتاد الآن


سرعان ما صعد إلى السيارة ونادها قائلًا: “ أمي لوو .” 


ورغم أنه لم يكثر من الحديث، 

إلا أنه كان يجيب عن أسئلتها حين تبادر هي بالسؤال


سألته لوو تشنغيين عن بعض تفاصيل الحفلة ببساطة ، 

ثم قادت السيارة نحو مطعم غربي قريب كانت قد حجزت 

فيه مسبقًا، لأنه يانغ داولي يحب حلوياتهم 


وفي الطريق ، تردّدت قليلًا قبل أن تخبره أن لين تشينهي وتاو شي قادمان أيضًا


لطالما اعتقد البالغون أن خلافات الأطفال يمكن حلّها 

ببساطة عبر الحديث معهم


كانت لوو تشنغيين تأمل في الأصل أن يتمكن لين تشينهي ويانغ داولي من تهدئة علاقتهما، 


لكن تصادف وجود تاو شي، فخمّنت أن الخلاف بين ولديها 

ربما يكون سببه تاو شي


ولذا رأت في هذه الفرصة النادرة مناسبة لأن يجلس الثلاثة معًا ويتحدثوا من القلب


وفي النهاية —- لم تُخبره ——


———-



في مطعم غربي، جلس الأربعة إلى طاولة مستديرة، 

وكان يانغ داولي يخفض رأسه وهو يتناول الحلوى الفاخرة بالشوكة


أما لوو تشنغيين التي كانت تجلس مقابله ، 

فأرسلت رسالة عبر ويتشات إلى لين تشينهي تسأله عن مكانه ، 

ثم التفتت إلى يانغ داولي وسألته:

“ لي لي ما رأيك أن نذهب سويًا لزيارة قبر والدتك في نهاية الأسبوع ؟”


كانت لوو تشنغيين تأخذ يانغ داولي من حين إلى آخر لزيارة قبر فانغ سوي


وكان يانغ داولي يختار بعناية كمية من الورود البيضاء التي 

تحبّها والدته من محل الزهور ، 

ثم يضعها على قبرها ويتحدّث معها لبعض الوقت


لكن هذه المرة ، رأت لوو تشنغيين يده تتوقّف ، 

وشفتاه تنطبقان بشدّة ، دون أن ينطق بكلمة


كان من الواضح أنه لا يرغب في الذهاب


أصابها الحيرة ، وقبل أن تسأله عن السبب ، 

رأت لين تشينهي يدخل من بعيد بصحبة فتى آخر


وقد تعرّفت فورًا على الفتى الآخر —إنه تاو شي


أشار تاو شي بإصبعه نحو البيانو الكبير الأسود الفارغ في وسط المطعم، 

وأمال رأسه ليقول شيئًا ما إلى لين تشينهي


نظر الأخير نحو البيانو، ثم ابتسم ابتسامة خفيفة لتاو شي


شعرت لوو تشنغيين باضطراب غريب في قلبها، 

فقامت من مقعدها وقالت بابتسامة لمن اقتربا :

“ تشينهي، تاو شي "


قال تاو شي بأدب : “ مرحبًا خالتي "


ثم ألقى نظرة على يانغ داولي الذي كان يجلس بظهره له، 

ويتناول طعامه بصمت


وفجأة، دوى صوت معدني على الأرض —— 


إذ سقطت الشوكة من يد يانغ داولي


أسرع النادل الذي كان قريبًا واستبدلها بأخرى جديدة


تصلّب ظهر يانغ داولي ، وظلّ منحنيا برأسه


قبض على الشوكة الجديدة بشدة ، وارتجفت يده قليلاً


لم تكن لوو تشنغيين قد رأت ملامحه ، فقالت له بنبرة لطيفة:

“ لي لي لم أخبرك سابقًا ، لكن تشينهي وتاو شي جاءا أيضًا. 

أنتما زميلان في الصف، فسيكون من الجيد أن تجلسا وتتحدثا معًا "


ألقى لين تشينهي نظرة على يد يانغ داولي التي تمسك بالشوكة، 

ثم سحب كرسياً لتاو شي ليجلس إلى جانب لوو تشنغيين، 

بينما جلس هو في المقعد المقابل له


جلست لوو تشنغيين أيضًا، وأخيرًا لاحظت اضطراب يانغ داولي الجالس في الجهة المقابلة


فقد بدأ العرق البارد يتصبب من جبينه، 

وشحب لونه حتى مالت شفتاه إلى البياض، 

بينما يقبض بشدة على الشوكة، 

ويحدق في بودينغ التوت غير المكتمل أمامه


قلقت عليه وظنّت أنه ليس على ما يرام، فسألته على عجل:

" لي لي ما بك؟"


كان تاو شي قد أخذ قائمة الطعام من لين تشينهي، 

ثم ألقى نظرة على يانغ داولي الجالس أمامه بشكل مائل، 

ثم أنزل رأسه وتابع قراءة القائمة


رفع يانغ داولي عينيه تجاه تاو شي، 

ثم هزّ رأسه بلطف تجاه لوو تشنغيين، 

وقال بصوت واهن بالكاد يُسمع:

" أنا بخير ."

ثم تابع تناول الحلوى دون أن ينظر إلى أحد


تساءلت لوو تشنغيين في داخلها عمّا إذا كانت قد تسرّعت في شيء أو تصرّفت بلا إذن


فقد بدا أن يانغ داولي يرفض وجود تاو شي بشدّة ، 

لكنه مع ذلك لم يطلب المغادرة ، بل واصل الأكل بصمت


كبحت شكوكها ، والتفتت إلى تاو شي وقالت له بلطف:

" تاو شي اطلب ما تشاء ، 

هذه الخالة هي من ستدفع اليوم "


رد تاو شي بأدب :

" حسنًا، شكرًا لكِ خالتي "


أنزل رأسه مجدداً ينظر إلى قائمة الطعام ، 

وكانت الأسعار فيها باهظة لدرجة أنه عجز عن النطق


وبعد لحظة من التردد، لم يعرف ما يختار

فدفع القائمة إلى لين تشينهي، ووخزه برفق في ظهر يده 

عندما لم تكن لوو تشنغيين تنظر


فهم لين تشينهي الإشارة ، وأخذ القائمة ، 

ثم طلب بعض الحلويات والمشروبات من النادل


وصل الطعام بسرعة ، ورأت لوو تشنغيين كيف أن لين 

تشينهي قطّع قطعة من حلوى البرقوق ووضعها مباشرة في صحن تاو شي


ابتسم تاو شي له كأنه معتاد على هذا التصرف، 

مما أثار دهشة خفيفة في قلب لوو تشنغيين، فنظرت 

مجددًا إلى ابنها



الموسيقى الهادئة تعم أرجاء المطعم ، 

لكن الجوّ عند طاولتهم كان ساكنًا ومتوترًا بعض الشيء



حاولت لوو تشنغيين عدّة مرات أن تبادر بالحديث لتشجيع 

الأولاد على التفاعل ، 

لكن وحده تاو شي كان يجيبها بجديّة


أما لين تشينهي، فكان يردّ بجمل مختصرة بين الحين 

والآخر، بينما ظل يانغ داولي صامتًا تمامًا ———-


ولأن حديث الأمهات عادةً لا يخرج عن نطاق الدراسة والهوايات ، 

فقد سألت لوو تشنغيين حين سمعت تاو شي يقول إنه 

يحب الرسم، بنبرة من المفاجأة مع ابتسامة:

" أأنت تحب الرسم أيضًا ؟"


ولم تدرك أن كلمة "  أيضًا " تلك كانت غريبة في سياقها


كان لين تشينهي يجلس إلى جانب يانغ داولي، 

وقد لاحظ كيف أن الأخير كان يُمسك بطرف المفرش تحت 

الطاولة بيده اليسرى، وعظام يده بارزة وبيضاء من شدة التوتر


أومأ تاو شي برأسه :

" نعم، أتعلم الرسم الزيتي الآن على يد الجد تشياو هنيان ."


توقفت لوو تشنغيين عن الكلام لحظة حين سمعت اسم ' تشياو هنيان ' وسرحت في ذكريات قديمة


فمنذ سنوات طويلة ، حين كانت فانغ سوي في السادسة 

عشرة أو السابعة عشرة من عمرها، 

كانت تتلقى دروسًا في الرسم على يد الأستاذ تشياو هنيان أيضاً 


وكانت لوو تشنغيين تأخذ دروس العزف على البيانو في 

عطلة نهاية الأسبوع ، 

ثم تركب دراجتها لتذهب إلى فيلا عائلة تشياو القديم 

لتُقل فانغ سوي بعد انتهاء درسها


وكانت فانغ سوي تلتقط أحيانًا ورقة من شجرة بولونيا 

ساقطة على الطريق، وتهديها إليها، 

ثم تجلس خلفها على الدراجة وتضحك وتتحدث طوال الطريق


شعر تاو شي أن لوو تشنغيين كانت تنظر إليه بطريقة غريبة، 

وكأن في عينيها حزنًا ويأسًا لا يمكن تفسيره، 

كما لو أنها لا تراه هو، بل ترى من خلاله شخصًا آخر

فسألها بتردد:

“ هل تعرفين الجد تشياو أيضًا ؟”


استعادت لوو تشنغيين هدوءها


{ ربما …. لأن هذا الشاب يشبه فانغ سوي كثيرًا 

لذا كلما وقعت عيناي عليه ، تذكّرت فانغ سوي }


وكان في قلبها شعور غامض بالضيق

ابتسمت وقالت:

“ نعم، العم تشياو رافقني منذ طفولتي ، 

وبالتأكيد ستتعلّم الكثير على يديه ، 

فهو ليس فقط رسامًا عظيمًا ، بل أيضًا أستاذ ممتاز .”



أومأ تاو شي برأسه وقال:

“ الجد تشياو علّمني الكثير فعلاً "


استعادت لوو تشنغيين ذكرى أخرى من الماضي :

“ كان تشينهي يزور منزل العم تشياو كثيرًا حين كان صغيرًا، 

لكنه قلّ زياراته في السنوات الأخيرة.”

ثم التفتت إلى لين تشينهي وابتسمت:

“ تشينهي اذهب لزيارته في العطلة القادمة ، 

لقد شكا لي في السابق وقال إنك لم تعد تزوره بعد أن كبرت .”


نظر تاو شي إلى لين تشينهي ، ومدّ قدمه من تحت الطاولة 

ليُلامس بخفة طرف حذاءه


فقال لين تشينهي دون أن يغيّر تعبيره:

“ سأزوره الأحد القادم .”


وكأنه لم يزر ذلك المكان من قبل قط 


نظرت لوو تشنغيين إلى يانغ داولي الذي كانت تراقبه طوال الوقت، 

لكنه ما يزال مطأطئ الرأس يتناول طعامه دون أن ينبس بكلمة، 

فتنهدت في سرّها، واضطرت إلى مواصلة الحديث مع تاو شي


قالت:

“ هل تنوي مواصلة دراسة الرسم مستقبلًا ؟ 

هل فكّرت في أي جامعة تريد الالتحاق بها ؟”


ابتسم تاو شي قليلًا :

“ أخطّط للتقديم على كليات الفنون في أمريكا ….”

ثم رمق يانغ داولي بنظرة هادئة وتابع :

“ لذا بدأت في تجهيز ملف أعمالي والمشاركة في بعض 

المعارض والمسابقات الفنية .”


بدت لوو تشنغيين متفاجئة قليلًا ، وبعد لحظة تفكير اقترحت عليه:

“ إذا كنت تفكّر في الدراسة في الخارج ، فمن المهم فعلًا أن تبدأ مبكرًا . 

أنا على دراية جيدة بالمعارض الفنية ، 

يمكنني أن أعرّفك على بعضها . 

أما المسابقات فلا أعرف عنها كثيرًا ، 

يمكنك أن تسأل العم تشياو.”


كانت تريد حقًا أن تساعده


فعلى مدى السنوات الماضية، وبسبب تنظيمها المتكرّر 

لمعارض تخليدًا لذكرى فانغ سوي، أصبحت أكثر اطلاعًا على هذا المجال


ابتسم لها تاو شي وقال بصدق :

“ شكرًا لك خالتي " 


وحين رأت لوو تشنغيين ابتسامته، سرحت للحظة 

ولمع شيء ما في ذهنها، فسألته فجأة:

“ سمعت من لي لي و تشينهي أنك من مقاطعة تشينغشوي، ما اسم بلدتك هناك؟ 

أنا لم أزر تشينغشوي من قبل، لكني رأيت بعض اللوحات 

الطبيعية المرسومة عنها، تبدو كأنها مكان جميل جدًا .”


في تلك اللحظة ، رأى تاو شي من طرف عينه يانغ داولي 

يوقف حركته بالملعقة، وقبل أن يجيب، 

كان يانغ داولي قد نهض من مقعده، 

و شفتيه مشدودة بشدة، 

ثم رمى أدوات الطعام جانبًا وغادر المطعم دون أن يقول كلمة واحدة



وقفت لوو تشنغيين بسرعة، ونادت عدّة مرات : “ لي لي ! لي لي !”


لكن يانغ داولي لم يتوقف، 

واضطرت إلى اللحاق به على عجل، 

دون أن تسنح لها الفرصة لتقول أي شيء للاثنين الآخرين


كان تاو شي يدرك جيدًا سبب هرب يانغ داولي، 

فأنزل عينيه ليُخفي السخرية التي لاحت في عينيه


لم يتبقَى على الطاولة سوى شخصين


لاحظ تاو شي أن لين تشينهي كان يحدّق به طوال الوقت، فسأله :

“ ألست ذاهبًا مع والدتك ؟”


خلال العشاء وحديثهم ، 

لاحظ أن اهتمام لوو تشنغيين بـ يانغ داولي وعنايتها به 

يفوقان اهتمامها بابنها الحقيقي لين تشينهي 

وهذا ما لم يستطع فهمه ———


بل شعر بسخرية مريرة في قلبه — هو يبذل قصارى جهده 

لينال رضا الكبار ، 

بينما يانغ داولي قادر على الغضب والمغادرة وقتما يشاء


دفع لين تشينهي طبق الحلوى الذي لم يلمسه مطلقًا نحو تاو شي، 

وكأنه لا يبالي بخروج والدته ويانغ داولي، وقال بهدوء:

“ حين تنتهي من الأكل ، سأوصلك .”


تناول تاو شي الحلوى دون مبالاة ، 

وانحنى برأسه يواصل الأكل، لكن قلبه كان منشغلًا بأفكار عن والدة لين تشينهي


تذكّر فجأة أن بي تشنغفي قال له ذات مرة إن والدة لين تشينهي تعامل يانغ داولي 

كما لو أنه ابنها الحقيقي، 

ويبدو الآن أن تلك العبارة لم تكن مبالغًا فيها


{ إذًا ، إن ظهرت الحقيقة ، 

فبعد أكثر من عشر سنوات من المحبة والعشرة كالأم وابنها ، 

من المؤكد أن والدة لين تشينهي ستقف إلى جانب يانغ داولي، أليس كذلك؟


فماذا سيكون رأيها بي ؟


وأنا الذي تربطه علاقة خاصة مع ابنها لين تشينهي … }


كان تاو شي يأكل الحلوى بشرود ، 

حين سمع فجأة لين تشينهي يسأله



“ هل زيارة غوان فانيوان لك الليلة لها علاقة بـ يانغ داولي؟”


ارتجف قلب تاو شي فجأة، 

وتوقفت يده الممسكة بالشوكة في مكانها، 

وابتلع الحلوى في فمه ببطء، دون أن يجيب


كان يشعر أحيانًا أن حدّة ذكاء لين تشينهي تخيفه


لكن لين تشينهي لم يكن ينتظر منه جواب ، 

بل حدّق فيه بهدوء وتابع:

“ لو لم آتِ في ذلك الوقت ، كنت ستذهب معها ؟”


لم تكن في نبرة صوته أي حدة ، 

بل بدت الجملة وكأنها تأكيد أكثر من كونها سؤال


صمت تاو شي للحظة ، 

ثم أنزل نظره كطالب يُوبَّخ من والديه ، 

ووضع الشوكة جانبًا ، 

وضمّ يديه على الطاولة بانضباط ، وقال:

“ نائبة الرئيس غوان قالت إنها تريد أن تعرّفني على صديق 

لها، قد يساعدني في التقديم على الجامعات في الخارج.”


لم يكن يستطيع أن يخبر لين تشينهي بالحوار الذي سمعه، 

ولا بالخطة التي كان ينوي من خلالها الانتقام


عبس لين تشينهي حاجبيه قليلًا، ولم يبدُ عليه التصديق


كان يعلم أن تاو شي لم يعد يقبل إحسان الآخرين بسهولة، 

فكيف إذا كان هذا الإحسان من غوان فانيوان

{  — غريبة تمامًا ، وهويتها معقدة ؟ }



وكان يعلم أيضًا، دائمًا، أن تاو شي يُخفي شيئًا عنه، 

ربما يكون السر الذي كان على وشك أن يبوح به ذات مرة


وحول هذا السر ، كانت تراوده فرضية غريبة للغاية ، 

إلى حدّ أنه بدأ يشك في أنه قد فقد صوابه ———



…..

عاد عازف البيانو في المطعم ، وجلس يعزف لحنًا من 

موسيقى الجاز المتراخية ، 

وبين روّاد المطعم تعالت الضحكات وصفّق البعض


لكن على هذا الجانب من الطاولة ، خيّم الصمت فجأة


لم يسبق لتاو شي أن شعر بنظرة من لين تشينهي بهذا 

الشكل — كأنّ لنظرته وزنًا يُثقل الكاهل



ارتبك قليلًا


لم يكن يعرف ما يدور في رأس الآخر


ظنّ أنه ما زال يفكر في غوان فانيوان 

فتردّد قليلًا ثم سأل بصراحة :

“ ما بك؟ 

هل هناك شيء غير مريح بشأن الرئيسة غوان ؟”


ابعد لين تشينهي نظره بعيدًا ، 

وأجّل الفرضية المجنونة التي في قلبه


كان قد سمع بالفعل عن غوان فانيوان وغيرهم ، 

لكنه لم يكن ممن يتحدثون عن الآخرين من خلف ظهورهم، 

فاكتفى بالقول:

“ لا شيء . 

لكن إن أتت إليك بمفردها مرة أخرى ، من الأفضل أن تتجاهلها .”


تنفّس تاو شي الصعداء، وأومأ برأسه :

“ حسنًا ، فهمت .”


ثم بدأ يتحدث عن حفلة عيد ميلاد جين جينغ التي أقيمت في المساء ، 

وبدأ يروي بحماس كيف أن بعض من لديهم هوس 

بالمايكروفون تسابقوا على الغناء، 

وكيف أن صوت بي تشنغفي كان حكاية بحد ذاته ، 

وكيف كان كعك عيد الميلاد ضخمة وشهيّة …


وكان لين تشينهي يصغي بصمت و يرد بين الحين والآخر بكلمات مختصرة 


أنهى العازف معزوفة الجاز ، وبدأ بعزف مقطوعة جديدة، 

لكن لم يكمل منها سوى مقطع قصير


عندها لمعت عينا تاو شي، وقال موجّهًا كلامه إلى لين تشينهي :


“ اسمع! 

هذه Merry Christmas, Mr. Lawrence!”


أسند خدّه إلى كفه، وبعد أن استمع للحظات، هزّ رأسه قائلاً :

“ ليست بجمال عزفك .”


اتكأ لين تشينهي للخلف في كرسيه، 

وسأله بنبرة يغلب عليها التسلية :

“ وهل تملك أذنًا تميّز بينهما ؟”


أدرك تاو شي أنه يسخر من ذائقته الموسيقية ، 

فتمتم بتذمر خفيف :

“ إن قلت إن عزفك جميل ، إذًا هو جميل .”


ابتسم لين تيشنهي ، وبدأ يصغي للمقطوعة التي عزفها 

مرات عديدة من قبل، لكن هذه المرة، لم يكن ذهنه 

منشغلًا بالموسيقى، ولا بمن يعزفها بأفضل صورة


بل بدأ يحدق عبر النافذة الزجاجية الممتدة حتى الأرض


ديسمبر قد بلغ منتصفه ، 

والمتاجر في الشوارع بدأت تزيّن واجهاتها بمظاهر الكريسماس ، 

بينما تم تزيّين مدخل مركز التسوق بشجرة كريسماس ضخمة ، 

تتلألأ بأضواء النيون الحمراء والخضراء ،


{ لا يفصلنا عن الكريسماس سوى تساقط ثلجٍ واحد … }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي