القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch54 | SJUTM

Ch54 | SJUTM





غطّت الثلوج الكثيفة كل أنحاء الدولة B ,

متساقطة بسرعة وكثافة


وخلال ليلة واحدة ، تحوّل العالم إلى بياض نقي، 

يُخفي الطرق الموحلة وأسقف المباني الرمادية


اليوم يصادف اليوم الثالث منذ أن انقطع الاتصال بين شي دوو وشين آنتو ——


فور حادثة إطلاق النار ، نُقل شي دوو على وجه السرعة إلى المستشفى


وقبل أن يفقد وعيه بسبب النزيف الحاد ، 

أوصى الجميع بألا يتواصلوا مع شين آنتو خوفًا من أن يقلق عليه


لكن حين استفاق في اليوم التالي ، 

وكل ما يتمناه هو سماع صوته ، 

اكتشف أنه لم يعد قادرًا على الوصول إليه


حاول شي دوو تعقّب هاتف شين آنتو ، 

لكنه وجد أن الجهاز قد تدمّر ، 

ولم يعد بالإمكان تحديد موقعه أو تتبّع إشاراته


اتصل بـ ' ينابيع يوشوي الساخنة ' فأخبره أحد الموظفين 

بأن الجناح المحجوز باسمه كان محجوزًا لمدة أسبوعين ، 

لكنه لم يُستخدم سوى ليلة واحدة ، 

ومنذ الليلة الثانية ظلّ خاليًا تمامًا


رفض تصديق الأمر ، وظل يحدّق في شاشات المراقبة المنزلية طوال الوقت ، 

مترقّبًا أن يدخل شين آنتو من الباب في أية لحظة


لقد انتظر هكذا … لثلاثة أيام وثلاث ليالٍ


للمرة الثالثة —- { هذه هي المرة الثالثة } —-


ممدّدًا على سرير المستشفى،

 شي دوو يحدّق في الثلوج الثقيلة المتساقطة خارج النافذة


فكر في الفيلا الواقعة على أطراف المدينة—تلك التي تحتوي على قبو


{ ربما حان وقت بعض التعديلات… تنظيف ، وإعادة طلاء ، 

وتركيب سلاسل على الجدران !! 


سأضيف حمام أيضًا ، مع سلاسل بطول يكفي للوصول 

إلى الحمام … لا، ليس ضروري … 


إذا أراد استخدام الحمام ، عليه أن يتوسّل أولًا !!


وإذا رفضت ، فليتحمّل !!!

حتى ينهار بالبكاء والخجل ويتوسلني مرة أخرى


وعندما أشبع ، سأفك السلاسل… لكن الأصفاد ستبقى …


وسأرافقه بنفسي إلى الحمام … }


: “ أرأيت؟ ألم أقل لك؟ لاو شي أنا قلت لك لا تثق فيه 

وها نحن ذا !!

الرجل افتعل حادث طائرة كامل فقط حتى يهرب بالمال ، 

وأنت جئت بكل طيبة نيتك وأفسدت خطته

طبيعي أنه يريد قتلك ! 

بحق الجحيييييم !!! شين لين هذا الشرير ؟ هل شرّه بلا حدود ؟ ! 

لكن مهاراته التمثيلية رائعة. كنا جميعًا نتساءل متى ستعود ذاكرته، في حين أنه ربما لم يفقدها أبدًا . 

لعب على مشاعرك يا لاو شي، وكاد يفقدك حياتك …. 

لكن لا تقلق ، إذا أمسكته ، سأفرغ فيه الرصاص ! 

هو أصاب ساقك ، وأنا سأفرغ ثلاث رصاصات في راسه !”


كان صوت تشو مينغ هوي عاليًا جدًا ، 

يقطّع حبل أفكار شي دوو 

فعبس جبينه بانزعاج وقال ببرود:

“ انقلع .”


كان تشو مينغ هوي قد رافق شي دوو في رحلة العمل إلى الدولة B ، 

وأثناء الحادث ، كان في سيارة مختلفة ، ونجا دون أن يُصاب بأذى


وحين لاحظ مزاج شي دوو السيئ ، أشار بيده و كأنه يُغلق فمه بسحّاب ، 

ثم استدار وغادر الغرفة بهدوء


وفي الخارج ، التقى بوالدي شي دوو اللذين كانا قد وصلا 

لتوهما، يحملان طعامًا منزليًا


كانا قد توجّها على الفور إلى الدولة B بمجرد سماعهما بخبر إطلاق النار


خشيت لي وي من أن لا يعتاد ابنها طعام المستشفى في بلد أجنبي ، 

فحضّرت له الطعام بنفسها وأتت به معه


“ عمي… عمتي "

قالها تشو مينغ هوي وهو يتنحى جانبًا ليُفسح لهما الطريق، 

ثم أغلق الباب خلفهما عند مغادرته


الرصاصة قد اخترقت فخذ شي دوو، واقتربت بشدة من شريان رئيسي


وفقط فكرة أن ابنها نجا من الموت بأعجوبة ، 

كانت كافية لتملأ عيني لي وي بالدموع


دفعت لي وي الطاولة القابلة للطي جانبًا على سرير المستشفى، 

وبدأت تُخرج الغداء من وعاء حراريّ حافظٍ للحرارة


ساعد الأب تشانغتشينغ ابنه شي دوو على الجلوس، 

وظلّ الصمت سيّد الموقف للحظات، 

إلى أن التقت نظرات لي وي بفراغ عينيه، 

ففاض ما في قلبها، ولم تَعد قادرة على الكتمان


قالت، تخنقها العبرة:

“ لا تفكر في شيء الآن . 

أنا ووالدك سنتولّى كل ما يتعلّق بالمنزل . 

أنت فقط… أرح بالك .”



رفع شي دوو عينيه إليها وسأل بهدوء:

“ وحين تقولين إنكما ستتولّيان كل شيء… 

هل يشمل ذلك شين لين ؟”


أجاب شي تشانغتشينغ بدلًا منها بنبرة حازمة:

“ بطبيعة الحال نعم .  

لقد أصدرت الشرطة مذكرة توقيف في اليوم نفسه . 

جميع المنافذ الحدودية والمطارات الخاصة تخضع الآن للمراقبة الدقيقة . 

سيُحاسَب ذلك الفتى على ما اقترفه ، أضعافًا مضاعفة !! .”


قبض شي دوو على عيدان الطعام بقوة، وانفجر قائلاً:

“ لا تسلّموه للشرطة ! ألم أقل لكم ؟ 

إذا عثرتم عليه ، فاجلبوه إليّ مباشرةً . 

لا أسمح لأحدٍ أن يمسّ شعرة من رأسه !”


وقد غلّفت كلماته هالة داكنة من هوسٍ لا يخفى ، 

وبدت ملامحه وقد تشوّهت بجنون التعلّق


قالت لي وي ودموعها تلمع في عينيها:

“ أبعد كل هذا … ما زلت تدافع عنه ؟ 

لقد منحته قلبك بصدق ، فجازاك بالخيانة . 

نجوت من الموت بأعجوبة ، ومع ذلك ما زلت ترفض أن تفيق من هذا الوهم ؟”


لكن شي دوو أجابها بنظرة باردة ، وصوت خالٍ من أي رجاء:

“ مستحيل أن يكون هو الفاعل "


ارتفع صوت لي وي وقد بدأت تفقد سيطرتها:

“ ولماذا لا يكون هو؟ 

العصابة التي أطلقت النار عليك قد قُبض عليها، وزعيمها 

اعترف بأن شخصًا من شركة جينشينغ هو من استأجرهم . 

قُل لي، من غيره هناك يكنّ لك هذا القدر من الكراهية ؟ 

من سواه يملك الدافع ليرسلك إلى الموت ؟”


أجاب شي دوو بثبات:

“ في مثل هذه العمليات ، يتولّى الوسطاء كافة تفاصيل 

التواصل بين المستأجر والمنفّذ . 

أولئك المسلحون لا يعرفون من أرسلهم فعلًا .”


هزّت لي وي رأسها بيأس :

“ هذا لا يُثبت شيئ . حسنًا إذًا، دعني أسألك : أليس هو 

أقرب الناس إليك ؟ 

منذ إصابتك قبل ثلاثة أيام ، هل تواصل معك ؟ 

هل أرسل لك حتى رسالة واحدة يطمئن فيها عليك ؟ 

هل تستطيع الاتصال به؟ 

إن كان بريئًا، فلِمَ لم يُبرّر؟ 

حتى عذرًا واهيًا، حتى كذبة بيضاء… هل قال لك أي شيء ؟”


{ لم يفعل  ….


لا، لا أستطيع الوصول إليه …


ولا، لم يُرسل شيئ }


كان شي دوو يعلم إجابة كل سؤال ، ومع ذلك ، تمسّك بعناده قائلاً :

“ لم يكن هو "


غطّت لي وي وجهها بكفّيها ، وغادرت الغرفة باكية


أما شي تشانغتشينغ، فتنهد تنهيدة ثقيلة، وتبعها بصمت


——



وفي الخارج ، الثلج ما يزال يتساقط ، 

وإن لم يكن بغزارة الليلة الماضية


ولكن التحديق طويلًا في ذلك البياض الواسع يمنحك شعورًا غريبًا ، 

وكأنك قد انفصلت عن هذا العالم، أو أصبحت في عالم آخر تمامًا


{ هل العالم الذي أعيش فيه… حقيقي؟


هل ما أراه وأشعر به… حقيقي؟


هل شين آنتو حقيقي؟


هل حبّ شين آنتو حقيقي؟


أم أنني فقط… أكذب على نفسي؟ }


لقد رأى شين آنتو من خلال أكاذيب شي دوو، واتّخذها قناعًا يتوارى خلفه


وكان شي دوو يدرك ذلك، بل توقّعه


لقد عرف منذ البداية أيّ نوعٍ من الرجال هو شين آنتو… 

ومع ذلك، وقع في شراكه


كان شين آنتو الزوج المثالي


في كل يوم، يطهو له الطعام، ويُعدّ له المنزل، 

وما إن يدخل شي دوو من الباب حتى يُسرع إليه، 

و يرفع رأسه في دلال، ويطلب قبلة


وفي الليل… يمنحه الجزء الخاص من نفسه ، 

يهمس له “ لاوغونغ”، ويقول “أحبك” قبل أن يغادر المنزل ايضاً


صدق شي دوو ذلك


ذلك السمّ الحلو الذي سرى في عروقه خدّر أعصابه، 

وجعله شيئًا فشيئًا يقتنع بأن شين آنتو… قد أحبّه حقًا


كانت هذه الفكرة تواسيه، تخفف من وطأة شوقه لشيءٍ 

يدرك تمامًا أنه لا يستطيع امتلاكه


{ لكن… هل كان الأمر كذلك حقًا ؟ }


ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي شي دوو وهو يحدّق في 

الثلج المتساقط خارج النافذة، بلا نهاية


{ ربما ...

لكنني لم أعد أهتم ….


حتى لو كان كل شيء كذبًا ، فأنا سأجعله حقيقة }


رمش ببطء ، ثم أعاد بصره إلى الداخل ، 

مستأنفًا في ذهنه تصميم قبو الفيلا


وبسبب إصابة شي دوو — ، تولّى والداه شي تشانغتشينغ و 

لي وي إدارة جميع شؤون الشركة ، 

بما في ذلك المفاوضات في الدولة الأجنبية


وهكذا أصبح لديه متسع كبير من الوقت


في النهار، بدا وكأن كل شيء طبيعي—جلسات علاجية، 

مطالعة، إنهاء بعض الأوراق الضرورية


أما في الليل، فكان يشاهد مقاطع الفيديو المخزّنة على 

هاتفه : شين آنتو وهو يطبخ ، يقرأ ، يرسم ، ويضحك ، 

ويقبّله ، ويحضنه ، و الجنس


وهو يحدّق في وجه شين آنتو ، 

كان يهمس مرارًا :

“ أين أنت ؟”


في أحد المقاطع ، كان شين آنتو واقفًا في المطبخ، يجري اتصالًا به 

“ أين أنا؟ في المنزل… أعدّ لك العشاء 

أوه لا… انزلقت يدي ، وأضفت الكثير من الملح ... 

قد يكون مالحًا بعض الشيء…

ماذا ؟ 

تحب الطعم المالح ؟ 

حقًا ؟

لكنني أذكر أنك تفضل النكهات الخفيفة…”


ويتذكّر شي دوو تمامًا ما قاله له حينها 


قال ضاحكًا :

“ تظن أنك تعرف ما أحب ؟ 

النكهة الوحيدة التي أفضّلها… هي شين آنتو "



ثم ضغط على زر الاتصال ، وقال :

“ شين آنتو سأصل إلى المنزل خلال دقيقة . تعال… 

واستقبلني عند الباب .”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي