القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch54 | TMCTM

Ch54 | TMCTM




ألقى لين تشينهي نظرة على تاو شي، الذي كان لا يزال نائمًا على السرير، 

ثم خرج من غرفة النوم بهدوء وأغلق الباب خلفه، 

ثم التقط هاتفه


قالت سو يون عبر الهاتف :

“ السيد الشاب تشينهي، أحد زملاء تاو جيان أخبرني أنه رآه 

في مستشفى هانّان بعد ظهر البارحة .”


سار لين تشينهي نحو غرفة المعيشة وسأل:

“ هل كان وحده ؟”


أجابت سو يون:

“ الموظف لم يرَى سواه . كان ينوي التحدّث معه ، لكن تاو 

جيان لم يكن يبدو بحالة جيدة ، فرحل دون أن يقول شيئ .”


شكرها لين تشينهي، وبعد أن أنهى المكالمة، 

كان ينوي أن ينادي تاو شي ليستيقظ، 

لكنه فوجئ بتاو شي قد خرج بالفعل من غرفة النوم، 

واقفًا بشعرٍ مبعثر ، ينظر إليه بعينين منتفختين وبنظرة شاردة


لم يستطع لين تشينهي أن يمنع نفسه من الضحك

فتقدّم إليه ورفع يده ليرتب شعره قائلًا :

“ اذهب واغتسل ، الفطور جاهز .”


أومأ تاو شي ببلادة وتوجّه إلى الحمّام


وما إن نظر في المرآة حتى انهار وجهه على الفور


اقترب منها ورأى أن جفنيه المزدوجين قد تورّما واتسعا، 


{ فلا عجب أن لين تشينهي ضحك للتوّ 


انتهى الأمر ! كيف سأقابله ؟ }


اغتسل بسرعة ، وتناول فطورًا فاخرًا مع لين تشينهي في غرفة الطعام، 

ثم وضع كمادة باردة على عينيه لنصف النهار، 

حتى قال له لين تشينهي إن الانتفاخ قد زال، فجلسا بعدها معًا على الأريكة


أمسك تاو شي بجهاز التحكّم ليفتح التلفاز، لكنه سمع لين تشينهي يسأله:

“ في أي ساعة ستذهب إلى منزل الجد تشياو هذا المساء ؟”


وضع تاو شي جهاز التحكّم جانبًا، وقال:

“ عادةً أذهب في الساعة الثانية ، لكن اليوم سيأخذني الجد تشياو لمقابلة رسّام كبير

لذا يجب أن أكون هناك قبل الواحدة .”


منذ أن علم تشياو هنيان برغبته في التقدّم إلى جامعة خارج البلاد ، 

وهو يبحث له عن فرصة لمقابلة رسّامين معروفين


لين تشينهي:

“ سآخذك بنفسي بعد الظهر .”


وافق تاو شي، لكنه تردّد قليلًا قبل أن يسأله:

“ ألستَ مضطرًا للعودة إلى المنزل من أجل حفلة عيد الميلاد بعد الظهر ؟”


عبس لين تشينهي حاجبيه 

ثم سرعان ما ارتخيا ، وأجاب باختصار وحسم : 

“ لن أذهب .”


تظاهر تاو شي باللامبالاة وردّ بـ “ اووه ”

لكنه شعر بفرحة خفية في قلبه


شرب رشفة ماء من الطاولة، 

وأخفى ابتسامة ارتسمت على شفتيه


لين تشينهي:

“ تعال معي إلى بيت جدي وجدتي يوم السبت المقبل .”


قفز قلب تاو شي، وتوقف يده عن الإمساك بالكوب، 

منصتًا إلى لين تشينهي يتابع حديثه



: “ هذا الأسبوع ، سيعود الجد فانغ إلى مسقط رأسه لزيارة الأسلاف ، 

وربما لن يعود إلا في اليوم الثلاثين . 

وسيتجمّع الجميع ليلة الحادي والثلاثين للاحتفال برأس السنة .”


كان صوت لين تشينهي هادئًا جدًا


لقد توصّل إلى هذا القرار بعد تفكير طويل


لم يرغب أن يُؤخّر هذا الأمر كثيرًا ، كي لا تتعقّد الأمور


وكان من حسن الحظ أن مسابقته ستنتهي يوم الجمعة، 

الثلاثين من الشهر ، 

مما يمنحه بعض الوقت للاستعداد خلال هذا الأسبوع


أنزل تاو شي عينيه قليلًا ، ممسكًا بالكوب بكلتا يديه ، 

وبدأ يفرك حافته بأصابعه دون وعي


لم يُجب على الفور ، بل سأل لين تشينهي:

“ هل يمكنك أن تخبرني عن جدي وجدتي ؟”


لم يكن قد رآهما إلا من بعيد عبر باب غرفة المستشفى


وفي تلك اللمحة القصيرة ، بدا الجد بشعره الأبيض يغلب 

عليه الشيب ، ونظارة ذات إطار فضّي معلّقة حول عنقه، 

تبدو عليه الجدية


أما الجدة فكانت قد صففت شعرها على شكل كعكة ، وترتدي تشيونغسام أنيق من قماش فاخر ، 

مظهرها راقٍ ومثقف ، وكانت تنضح بجوٍّ من الذوق الفني


تشيونغسام :





لين تشينهي:

“ حسنًا.”

ثم بدأ يعرّفه عليهما بالتفصيل


كان جده — فانغ زوتشينغ ، أستاذًا في أكاديمية علوم الحياة بجامعة وينهوا، 

وكان أيضًا عميدًا لها قبل تقاعده. 

أشرف على عدد كبير من الطلبة المتميزين، 

ويُعدّ من أبرز العلماء في مجال علوم الحياة على مستوى الصين. 


أما جدته، يي يورونغ، فكانت راقصة باليه مشهورة، 

فازت بالعديد من الجوائز في مسابقات الرقص عندما كانت شابة، 

وكان لها العديد من التلاميذ. 

يُعدّ الاثنان من الشخصيات التي تركت أثرًا واسعًا في مجالهما.


استمع تاو شي بصمت، وقد شعر فجأة أن بينه وبين جدّيه مسافة غريبة : قُربٌ دافئ ، وبُعد لا يُقاس


ظلّ مطأطئ الرأس، إلى أن مدّ لين تشينهي يده برفق وأمسك بذقنه، رافعًا وجهه إليه، 

ثم قرص وجنته وقال له:

“ سيحبانك ”


أسند تاو شي ذقنه على كفّ لين تشينهي، ورفع عينيه وسأله:

“ حقًا ؟”


أجابه لين تشينهي بيقين :

“ بالتأكيد ، لا أحد يكرهك .”


كان تاو شي يعلم أن لين تشينهي كان يواسيه، 

فأزاح القلق عن وجهه، 

وفرك ذقنه في راحة كفه، ثم ابتسم وقال:

“ أنا لست مالًا حتى يحبّني الجميع ”


وفي النهاية ، وعد لين تشينهي بأنه سيذهب معه إلى منزل جديه السبت المقبل


كان هذا أمرًا لا بدّ له أن يواجهه ، 

ولا أحد سواه يمكنه أن يواجهه


اليوم ، توقّف تساقط الثلج أخيرًا


وبعد الغداء ، خرج تاو شي برفقة لين تشينهي، 

فرأى أن حديقة المجمع السكني قد اكتست بالبياض. 

وكان كثير من الأطفال يصنعون رجال ثلج وسط الحديقة، 

فشعر تاو شي برغبة جامحة في اللعب، 

لكنه اضطرّ إلى كبحها لعدم وجود وقت كافٍ، 

فاتجهت نظرته نحو لين تشينهي وتبعه إلى الخارج


نظر لين تشينهي إلى الأطفال المنشغلين بصنع رجال الثلج، ثم قال لتاو شي:

“ بإمكانك الذهاب للتزلج في عطلة رأس السنة .”


كان وجه تاو شي ملفوفًا إلى نصفه بالوشاح، 

ولم يظهر سوى عينين لامعتين تنظران إلى لين تشينهي


وما إن همّ بأن يقول “حسنًا”،

لكن بريق عينيه تلاشى فجأة ، 

بمجرد التفكير في أنه سيقابل جده وجدته في يوم 31، 

شعر بالتوتر لدرجة أن معدته بدأت تتقلص 


أدخل لين تشينهي يد تاو شي في جيبه وقال له:

“ لا تفكّر بالأمر طوال هذا الوقت ، كل شيء سيمضي بطبيعته .”


تنهد تاو شي نفسًا خفيفًا وأجاب بـ “همم” قصيرة


ركب الاثنان سيارة حتى وصلا إلى مدخل فيلا عائلة تشياو


وبعد أن خرجا ، لم يستطع تاو شي مقاومة القفز على حافة أحواض الزهور ، 

وطأ الثلج الناعم تحت قدميه تاركًا أثرَ خُطوتين عميقتين، 

ثم سأل لين تشينهي:

“ إلى أين ستذهب هذا المساء ؟”


مدّ لين تشينهي يده وأمسك بذراع تاو شي

وأنزله من على الحافة وهو يقول:

“ سأعود إلى منزل عمي، وسآتي لاصطحابك عندما تنتهي .”


أومأ تاو شي برأسه، وطأ الثلج ومشى نحو منزل عائلة تشياو، 

ثم استدار ولوّح بيده نحو لين تشينهي قبل أن يدخل من الباب


ظلّ لين تشينهي واقفًا يراقب الباب حتى أُغلق خلف تاو شي، 

ثم استدار وأوقف سيارة أجرة


ولازالت أغاني الكريسماس تُبث داخل السيارة. سأل السائق باسترخاء:

“ إلى أين ؟”


: “ مستشفى هانّان.”


: “ قد تكون الطرق مزدحمة اليوم، خصوصًا بعد تساقط الثلوج، لذا لن أقود بسرعة.”


: “ لا بأس.”

قالها لين تشينهي، ثم أخرج هاتفه وكان ينوي الاتصال بـ سو 

يون، لكن سبقه اتصال من والدته لوو تشنغيين


ثمة ضجيج خافت في الجهة الأخرى من الخط ، 

يدلّ على أن الفيلا تعجّ بالناس ، 

بدت لوو تشنغيين وكأنها ابتعدت قليلًا عن الضوضاء ، 

وما إن اتصلت حتى قالت :


“ تشينهي، ألا تنوي العودة هذا المساء؟ 

حفلة عيد الميلاد قد بدأت ، كثير من زملائك وأصدقائك حضروا ، 

حتى جديّ لي لي جاءا ، وسألاني عن سبب غيابك .”


نظر لين تشينهي عبر نافذة السيارة ، نظرته هادئة كعادته، وقال:

“ لدي أمر عليّ إنجازه هذا المساء ، 

أرجو أن تنقلي تحياتي إلى الجدّ فانغ والجدة يي ”


في الجهة الأخرى من الخط ، سُمع صوت باب يُغلق


بدا أن لوو تشنغيين دخلت غرفة وأغلقت الباب، 

فعُزلت الأصوات الصاخبة على الفور


تردّدت قليلًا، ثم قالت بصوت منخفض:

“ تشينهي، أعلم أنك ستنزعج إن قلت هذا، 

لكن اليوم هو في النهاية عيد ميلاد لي لي. 

ومنذ الساعة صفر وحتى الآن، لم تتصل به ولو لمرة واحدة، 

ولا حتى لتهنئه بعيد ميلاده . 

لقد سألني أين كنت، ولم أعرف كيف أجيبه .”


ظلّ لين تشينهي ممسكًا بالهاتف بصمت، 

وقد خيّم على قلبه حزنٌ عميق كقيدٍ ثقيل


كانت والدته ترى أن تجاهله لعيد ميلاد يانغ داولي أمر لا يُغتفر


{ فماذا ستظن لو علمت أن ابن فانغ سوي الحقيقي قضى 

سنواته في قرية جبلية نائية ، دون أن يسمع من أحد في 

حياته كلمة ' عيد ميلاد سعيد ' في هذا اليوم ؟ }


في تلك اللحظة ، كاد أن يُفجّر كل ما بداخله ويسأل لوو تشنغيين بصراحة ، 

لكنه كان يعلم أن هذه المرأة المسكينة لم تخرج أبدًا من اكتئابها


و حياة عاشت على وَقع الهوس، 

ولم تفعل سوى نقل هذا الهوس من شخصٍ ميت إلى شخصٍ آخر… { هذا … خاطئ }


وفي النهاية ، لم يقل سوى:

“ الهدية الخاصة بـ لي لي موجودة على مكتبي في الغرفة، 

يمكنكِ أن تعطيها له بدلاً عني .”


: “ لقد وصلنا.” قال السائق بعد أن أوقف السيارة قرب مستشفى هانّان، 

وناول لين تشينهي رمز الاستجابة السريعة (QR Code) ليقوم بالدفع


لكن لين تشينهي قال: “ لا داعي ”، ثم أخرج محفظته، 

وسحب منها بعض النقود وناولها للسائق


تفاجأ السائق قليلًا ، ثم قال مازحًا:

“ الشباب هذه الأيام كلهم يدفعون بالهاتف ، 

نادر أحد هكذا .”


لم يرد لين تشينهي، واكتفى بقول “شكرًا”، 

ثم نظر إلى الصورة في الجيب الشفاف للمحفظة، 

وأغلقها ثم فتح باب السيارة وخرج منها


————————-



في هذه الأثناء ، 

كان تاو شي يركب مع تشياو هنيان في سيارته الكلاسيكية


حمل تشياو هنيان قفص الببغاء ، وبدأ يداعب الطائر قليلاً، 

لكنه حين لم يجد من فمه سوى كلمات غير لائقة، 

رمى القفص نحو تاو شي وقال له:

“ هل سلّمت اللوحة الخاصة بالمسابقة ؟”


أخذ تاو شي القفص بسرعة، 

فقاطعه الببغاء صارخًا: “ أيها الصعلوك !”

أجاب تاو شي على عجل :

“ تم تسليمها منذ فترة ، ويبدو أن الأعمال التي تجاوزت 

المرحلة الأولى ستُعرض قريبًا على الإنترنت .”


شغّل تشياو هنيان الراديو على لحنٍ قديم ، 

دندن معه لبضع لحظات ثم قال بلا مبالاة:

“ ستتجاوز الجولة الأولى بسهولة ، قالها لي العجوز تشونغ 

في المرة الماضية، كان أحد الحكّام في الدورة السابقة .”


أخيرًا تمكّن تاو شي من تهدئة الببغاء المشاكس، فقال ممازحًا :

“ شكرًا يا جدي لأنك أخذتني لرؤية الأستاذ تشونغ. 

إذا فزت بالجائزة ، سأشتري لك ببغاءً يُجيد المدح .”


كان تشونغ تشيوشنغ صديقًا قديمًا لتشياو هنيان، 

وشيخًا ذو مكانة كبيرة في جمعية الخط والرسم


زار منزل عائلة تشياو ذات أحد ، وأخذ تشياو هنيان تاو شي لرؤيته


ضحك تشياو هنيان وشتمه مازحًا:

“ هذا الصعلوك لم يتعلّم ذلك مني، لكن إن أطاع تلك الحفيدة تانغ، فإن ببغائي قد يفوز بجائزة التميّز الحضاري في الحي !”



قادا السيارة إلى باحة خاصة في أطراف المدينة


أخذ تشياو هنيان تاو شي لمقابلة صديقه القديم تشونغ تشيوشنغ، الذي التقى بتاو شي في المرة السابقة وكان لديه انطباع جيد عنه


ابتسم وربت على كتف تاو شي قائلاً:

“ حفيدِي العاجز جاء اليوم ، اسمه تشونغ شان

في نفس عمرك تقريبًا، اذهب والعب معه .”


نظر تاو شي من خلال الزجاج الممتد من الأرض إلى السقف في باحة المنزل، 

فرأى فتى يرتدي جاكيتًا سميك محشوًا بالزغب، 

و يجثم في الثلج ويصنع رجل ثلج


أجاب “حسنًا”، وعلم أن الرجلين الكبيرين سيشربان الشاي 

ويتحادثان في غرفة الشاي، فلبس حذاءه وخرج


جلس تشياو هنيان وتشونغ تشيوشنغ في غرفة الشاي


كان تشونغ تشيوشنغ يُعتبر نصف محترف في فن إعداد الشاي


كانت غرفة الشاي مفروشة بأناقة، وكل الأدوات ثمينة جداً. ببطء أعد الشاي، وصب فنجانًا وسلمه إلى تشياو هنيان قائلاً:

“طالبك هذا يشبه كثيرًا طالبتك السابقة التي اسمها فانغ، 

لقد فوجئت قليلاً عندما رأيته آخر مرة .”


لم يكن تشياو هنيان معتادًا على مراسم الشاي، 

فشرب الشاي كله دفعة واحدة، 

وتنهد تحت نظرات تشونغ تشيوشنغ، وقال:

“ للأسف .. طالبتِي الفتاة توقفت مبكرًا . 

وقد التقيت بابنها أيضًا . الأستاذ فانغ حاول بكل الوسائل أن 

يرسله إليّ ليتعلم الرسم . 

طلبت من الطفل أن يرسم عدة مرات بشكل عابر ، وكان 

واضحًا أنه لم يرث أي موهبة من أمه ، 

ورفض قبول التعلم على أي حال .”


كان عادلاً طوال الوقت


كثير من أبناء أصدقائه كانوا يرغبون في تعلم الفن، 

فكان يتولى أمر تدريبهم، لكن بمجرد أن يشعر أنهم لا 

يستطيعون التعلّم، لا يقبلهم حتى لا يضر بسمعته


قال تشونغ تشيوشنغ وهو يعبّر عن أسفه:

“حقًا أمر مؤسف أن الموهبة الأمومية لم تُورث ...” ثم 

توقف عن صب الشاي لتشياو هنيان، 

وارتشف هو الشاي ببطء، وأضاف:

“ لكن لا يمكن الجزم بالأمر، حفيدي لم يرث مني شيئ .”


غضب تشياو هنيان حينما تحدث عن الأحفاد ، 

وبعد أن وبّخ حفيدته مع صديقه ، تذكر عمله فجأة ، 

وقال بسرعة وبنبرة ودودة :

“ هل نسيت ما أخبرتك به في المرة السابقة ؟ 

عن خطاب التوصية .”


همس تشونغ تشيوشنغ وضحك:

“ أنت تقلق كثيرًا على الطالب . توصيتك تكفي تمامًا ، 

ولماذا تجرني معك إذًا ؟” 

ثم وضع خطابًا كان قد أعدّه منذ زمن على الطاولة


أخذ تشياو هنيان الخطاب ، قرأه من البداية للنهاية ، وأومأ 

برأسه مُبدياً رضاه



التقط تاو شي كرة ثلج كبيرة من الأرض ووضعها على جسد رجل الثلج


كان تشونغ شان، الذي وقف بجانبه، يثبت بسرعة الجزرات 

التي أُعدت مسبقًا على رأس رجل الثلج، 

ثم سلّم عنبًا لوزتين إلى تاو شي وقال بابتسامة:

“ يمكنك استخدامهما للعيون .”


هز تاو شي رأسه بتعبير بارد وقال:

“ خُذها بنفسك ، أنا ذاهب إلى الداخل .”


لأجل وجه تشونغ تشيوشنغ، حيّى هذا الرجل المسمى تشونغ شان بودّية ، 

وانتهى به الأمر متورطًا هنا وهو يبني ثلاثة رجال ثلج 

ظهر اليوم


حتى أنه لم يجد وقتًا لرؤية معرض تشونغ


داس تاو شي على الثلج ومشى نحو الفيلا ، 

وبينما يسير ، سأل عبر هاتفه عن مكان لين تشينهي، 

فأجابه بسرعة :


Moon : [ على وشك الوصول ]


نظر إلى هاتفه ، لم يستطع إخفاء ابتسامته ، 

لكنه فجأة شعر بيد تمسك به


اقترب منه تشونغ شان وقال بابتسامة:

“ يا صديقي أضفني على الويتشات .”


لم يظهر على تاو شي أي تعبير وقال:

“ لا أملك ويتشات .”


شعر أن هذا الشخص غريب قليلًا ، إذ كان ينظر إليه بنظرات 

غامضة أثناء بناء رجال الثلج


نظر تشونغ شان إلى واجهة الويتشات على هاتف تاو شي، 

وظن أن الرفض مجرّد مجاملة منه


في تلك اللحظة ، اقترب صوت خطوات على الثلج ، 

استدار تاو شي ونظر ، فرأى لين تشينهي


الغروب على الأبواب ، والسماء ملبدة ببعض الغيوم


في غابة الصنوبر المغطاة بالثلوج ، 

شعر تاو شي بأن العالم كله قد أضاء ، 

فحرر يده من قبضة تشونغ شان، 

وداس على الثلج وركض سريعًا نحو لين تشينهي


قال مبتسمًا :

“ أنت لست على وشك الوصول ، أنت هنا بالفعل .”


لو لم يكن هناك غرباء حولهم ، لكان قفز على لين تشينهي ورماه في الثلج


ألقى لين تشينهي نظرة على تشونغ شان الذي يتبعه ، 

ثم على رجال الثلج الثلاثة المشوهين القريبين، وسأل تاو شي:

“ هل يمكننا العودة الآن ؟”


أومأ تاو شي :

“ سأتحدث فقط مع الجد تشياو والجد تشونغ .”


فجأة نظر تشونغ شان إلى لين تشينهي بدهشة قائلاً:

“ لين تشينهي؟! لماذا أنت هنا ؟” 

ثم نظر إلى تاو شي وسأل:

“ هل تعرفان بعضكما ؟”



كان تشونغ شان في نفس المدرسة التي درس فيها لين 

تشينهي في المرحلة الإعدادية، 

لذا كان من المستحيل ألا يعرف هذا العبقري الشهير


ناهيك عن أن كبار العائلتين كان لهما علاقات، 

لكنه هو ولين تشينهي لم يكونا على معرفة شخصية


خلع لين تشينهي وِشاحه وأعطاه لتاو شي، وقال بصوت هادئ:

“ جئت لأحضره وأعيده إلى المنزل .”


فتح تشونغ شان فمه على اتساعه من الدهشة، 

ولم يتفاعل لفترة طويلة، وعندما فعل، كان الشابان قد 

ابتعدا يمشيان جنبًا إلى جنب


ودّع تاو شي الرجلين الكبيرين ثم ركب مع لين تشينهي 

السيارة عائدًا إلى المنزل، 

لكن في الطريق لم يتحدث لين تشينهي كثيرًا


وعندما سأل تاو شي بعض الأسئلة ، كان لين تشينهي يجيب، 

لكنه لم يظهر اهتمامًا كبيرًا


———


عندما عادوا إلى المجمع السكني ، 

الظلام قد حلّ تمامًا


وأثناء مرورهم عبر الحديقة ، قال تاو شي فجأة لين تشينهي:

“ هل نبني رجل ثلج ؟”


توقف لين تشينهي قليلاً في خطواته ، 

ثم تابع المشي وقال بلا مبالاة:

“ لم يتبقى الكثير من الثلج .”


لم يتساقط الكثير من الثلج خلال النهار، 

فلم يكن هناك حقًا الكثير منه في الحديقة، 

وفي بعض الأماكن كان الثلج قد دُوس كثيرًا حتى أصبح متسخًا قليلًا


تجاهل تاو شي كلام لين تشينهي وأمسك بيده مباشرة، 

وجذبه إلى زاوية أهدأ حيث كان الثلج لا يزال نظيف


انحنى ، وأخذ كمية من الثلج بكلتا يديه ، 

وضغطها بكفه لتشكل كرة صغيرة ، 

وقال لين تشينهي الذي انحنى أيضًا :

“ هذه الرأس ، لقد صنعتها بالفعل .”


التقط لين تشينهي أيضًا كمية من الثلج ، 

وشكل كرة ثلجية أكبر ، وكبّ يديه على الثلج ثم نظر إلى تاو شي


وضع تاو شي الكرة الثلجية الصغيرة التي صنعها فوق الكرة الأكبر ، 

ثم جمع بعض الأغصان الصغيرة وبعض الحجارة الصغيرة، 

ووضعها لتكون عيونًا وأيدي رجل الثلج


رفع رجل الثلج الصغير من الأرض وقال للين تشينهي:

“ يمكنك أن تسميه .”


عبس لين تشينهي وهو ينظر إلى رجل الثلج :

“ إنه قبيح ، انس الأمر .”


على الرغم من قبحه، أخذ لين تشينهي رجل الثلج وعاد به 

إلى الثلاجة ووضعه بعناية في الفريزر


لاحظ تاو شي أن لين تشينهي كان يفتح الثلاجة بهدوء كل 

يوم ليراقب ما إذا كان رجل الثلج قد ذاب ~~


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي