Ch65 | TDVWD
بدأ المزارعون خارج التشكيل يلاحظون تدريجيًا أن الداخل آمن.
فبدأ بعض الشيوخ بإعطاء التعليمات للناس ليهدؤوا ويدخلوا التشكيل أولًا.
رفع تشي مو ياو رأسه وهو بين ذراعي شي هواي وألقى نظرة على سو يو.
وحين رآه لا يزال في مكانه بلا حراك، خمّن أن دخول هؤلاء المزارعين إلى التشكيل كان أيضًا جزءًا من خطته.
لم يكن أمامه سوى أن يحاول إرسال رسالة بالإحساس الإلهي إلى يي تشيانشي
كانت يي تشيانشي تطير هابطة من الجبل وهي تحمل الثعلب الأزرق بين ذراعيها، لكن سرعة أداة الطيران خاصتها كانت بطيئة جدًا، فتخلّفت كثيرًا عن الآخرين.
وفور دخولها نطاق الإرسال، سمعت تشي مو ياو يقول لها:
“ شيجي لا تقتربي !”
: “ ما الأمر؟” توقفت يي تشيانشي على الفور وسألت بقلق،
وفي الوقت نفسه نظرت إلى أمطار الدم وهي تتساقط على التشكيل العظيم بوجه جاد
كان تشي مو ياو يعلم أنه إن قال لها أن تهرب فورًا ،
فإنها لن توافق بالتأكيد ،
فهي دائمًا متهورة حين يتعلق الأمر بإنقاذه
لذا قال لها فقط:
“ توجد مشكلة هنا. ابتعدي وأقيمي تشكيلًا .
سأذهب إليكِ فاستعدي لمساعدتي .”
: “ حسنًا !”
لم تسأله يي تشيانشي أي شيء آخر ، بل أدارت وجهتها فورًا
وغادرت مع الثعلب الأزرق
شعر الثعلب الأزرق بشيء ما، لكنه كان في حالة من الضعف
تمنعه من مساعدة تشي مو ياو الآن
فوضع مخلبه على جسد يي تشيانشي وشكّل لها حاجزًا واقيًا
لم يكن بوسعه سوى حماية يي تشيانشي، الأقرب إليه في
تلك اللحظة، ولعله هذا ما كان يريده تشي مو ياو أيضًا
بعد أن تأكد من أن يي تشيانشي لن تقترب، رفع تشي مو ياو نظره إلى شي هواي
لم يرسل له شي هواي أي رسائل أخرى، بل اكتفى بالنظر
إليه ومواساته بعينيه، بينما قبض بهدوء على مصباح تجديد الأرواح بيده
أما تشي مو ياو، فوضع إصبعه على الجرس الذهبي، مستعدًا في أي لحظة
كان يعلم أن الهروب وهم بهذه القرب من سو يو أمر بالغ الصعوبة،
خاصةً وأن سو يو يركز عليهم بالذات
لم يكن بيدهم سوى التمسك بأدوات النجاة خاصتهم
في الجهة الأخرى، استعاد يو يانشو بعضًا من عافيته أخيرًا
ومع ذلك، لم يكن يستطيع الوقوف بثبات إلا بدعم أحدهم له
التفت فرأى شي هواي جالسًا على الأرض، وتشي مو ياو
يجلس في حضنه، يعانق كتفيه باعتمادية واضحة
{ منذ متى وهذان الاثنان صارا بهذه العلاقة الحميمية ؟ }
نظر مجددًا، فرأى أن الناس خارج التشكيل فتحوه وبدأوا يتدافعون داخله
تخلّوا تمامًا عن هيبتهم السابقة ، وأصبحوا يتقاتلون كالمجانين ليتزاحموا على الفتحة الصغيرة
وبعد أن دخلوا ، وقف شي هواي أخيرًا
أمسك بخصر تشي مو ياو بيد واحدة ،
ويبدو أنه كان مستعدًا لحمله والهروب معه في أي لحظة
لكن للأسف، ما إن تحركا، حتى أسقط سو يو حاجزًا أمامهما ليقطع الطريق،
وهو يبتسم لهما بابتسامة ضاحكة :
هذا “ الاهتمام الخاص لهما ” كان مزعجًا إلى حد بعيد
وبعد أن دخل الغرباء إلى التشكيل تدريجيًا،
ألقى سو يو نظرة شاملة من حوله،
وازدادت ابتسامته إشراقًا، بل حتى ضحك ضحكة شبه هستيرية
وأثناء حساباته بيده اليمنى، استخدم إحساسه الإلهي ليراقب الوضع من حوله
وحين تجمّع حوالي ثمانين شخصًا داخل التشكيل، رفع بصره نحو السماء
وحين تبع الجميع نظرته، رأوا إعصارًا يتشكل في السماء،
وبدأ بالهبوب نحوهم
الرياح العاتية تقلب السماء والأرض،
تبتلع في طريقها كل شيء، سواء كان بشرًا أم نباتًا
هذه الرياح أشد وعيًا من المطر الدموي،
إذ وجدت طريقها إلى داخل التشكيل عبر الفجوات التي
أحدثها المزارعون القادمون من الخارج
وما إن دخلت ، حتى عاثت فسادًا في الداخل بلا رحمة
ارتفعت حدة الفوضى مرة أخرى
تعالت صرخات الاستغاثة واليأس، تختلط مع صفير الرياح المخيف
انتهز شي هواي فرصة هذه الفوضى وكسر الحاجز بالقوة،
ثم فرّ سريعًا مع تشي مو ياو
وفي مثل هذه الرياح العنيفة، لم تكن أدوات الطيران خيارًا مناسبًا ،
بل كانت لتبتلعهم أسرع
لذا لم يكن أمامهما سوى أن يمسكا بأيدي بعضهما ويتوغلا في الغابة
ثم ما لبث الأمر أن انقلب ،
فأصبح تشي مو ياو هو من يتحرك ويجّر شي هواي معه
مستخدمًا تقنية الخطوات السريعة لطائفة هي هوان ،
حتى أن شي هواي بالكاد استطاع مواكبته وهو في أقصى سرعته
للأسف ورغم ظنهما أنهما قد ابتعدا بما يكفي،
فقد لحق بهما سو يو مرة أخرى
اعترض طريقهما وسأل بنبرة باردة:
“ إلى أين تظنان أنكما ذاهبان ؟”
: “ اللعنة تلعنك !” استدعى شي هواي تنين الهوي وهاجم
تجنب سو يو الضربة ، واستل سيفه ، ودخل في اشتباك مباشر مع التنين
استغل شي هواي الفرصة مرة أخرى ليهرب مع تشي مو ياو نحو اتجاه آخر ،
لكن سرعان ما ظهر سو يو آخر ليقطع عليهما الطريق
وحين التفتا، رأيا أن سو يو الأول لا يزال يقاتل هناك
{ نسخة دمية أخرى!
لماذا كان سو يو خصمًا بهذه الصعوبة ؟! }
لم يكن أمام شي هواي سوى أن يرفع مصباح تجديد الأرواح
أمام تشي مو ياو، ثم سحب سيفه وقال بصرامة:
“ ما الذي تريده؟”
: “ لا شيء .” أجاب سو يو بابتسامة لا تزال مرسومة على
وجهه، لكن ملامحه كانت قد انحرفت الآن بجنون
كان من الواضح أن هدفه لم يكن قتلهم ،
فبعد تبادل ضربات قليلة مع شي هواي ،
دفع كليهما بقوة إلى داخل الإعصار
تشي مو ياو تأثر بموجة القتال القوية بينهما ،
حتى أنه لم يستطع استخدام الجرس الذهبي
وحين ابتلع الإعصار شي هواي ، اختفى معه أيضًا تنين الهوي المستدعى
في التشكيل ، عمت الفوضى ، إذ التهمت الرياح العديد من المزارعين
كان يو يانشو مصابًا من قبل، ولم يعد قادرًا على الصمود
وحين أوشك على أن يُبتلع من الإعصار، ركله أحدهم فجأة
كانت الركلة قوية المظهر ، لكنها في الواقع دفعته خارج
نطاق الرياح ، فأنقذته
وعندما هبط يو يانشو على الأرض ، التفت فرأى أن من ركلَه كان سو يو نفسه
اكتفى الرجل بالنظر إليه نظرة عابرة ، ثم دخل الإعصار دون
أن يتفوه بكلمة
ظل يو يانشو ممددًا على الأرض، ضعيفًا لدرجة أن عينيه بالكاد تبقيان مفتوحتين
وشعر، بصعوبة ، بأن الرياح بدأت تتلاشى فجأة كما جاءت
حاول استخدام إحساسه الإلهي للتحقق من الوضع،
فاكتشف أن الناجين قلة قليلة
الذين نجوا كانوا إما من ذوي الزراعة العالية ،
أو يملكون أدوات قوية للحماية مكنتهم من الثبات في وجه العاصفة
في تلك اللحظة ، سمع يو يانشو حديثًا يدور بين السماويين :
" كما توقّعنا، إنه تشكيل الألواح الإحدى والثمانين الخاص بالضريح.
لا يمكن تفعيله إلا بجمع واحدٍ وثمانين شخص .
لقد استدرجنا سو يو عمدًا ."
: " هذا التشكيل يختفي بعد أن يُكمل عدد المشاركين فيه،
ويبدو أن العقوبة السماوية انتهت أيضًا ."
ظل يو يانشو ممددًا على الأرض،
وكأنّه قد أغمي عليه، لكن وعيه كان في قمة صفائه
بعض السماويين في الخارج علموا مسبقًا أن العقوبة السماوية قادمة،
وعلموا كذلك أن إنهاءها يتطلب إكمال عدد المشاركين في
التشكيل إلى واحدٍ وثمانين شخص
لذا، دخلوا عن قصد
وحين دخلوا ، جلبوا الإعصار معهم عمدًا
لم يأتوا لإنقاذ تلاميذهم ، بل جاؤوا لإنقاذ أنفسهم
كل ما احتاجوه هو أن يُقدَّم واحد وثمانون شخصًا
كـ"قرابين" للعقوبة السماوية حتى تنتهي
{ هل وصل بهم الأمر إلى حد تجاهل أرواح تلاميذهم؟
ربما كان من المفهوم أن يتركوا أولئك الذين كانوا محبوسين
في التشكيل من البداية، فهم لا ينتمون إلى طوائفهم
لكن، ماذا عن أولئك الذين دخلوا لاحقًا ؟
ألم يكن من بيننا مزارعون في مرحلة الجوهر الذهبي من طائفتنا ؟
ألم يكونوا يُلقّبون بالسماويين الموقرين ؟
ألم يكونوا يمثلون أمل العالم وخلاصه ؟
فإذا بالذين طالما احترمناهم ... أشد قسوة وبرودًا مما تخيّلت
الكل... أناني
حين كنا في تشكيل "ميتيان تونغيين"، اختار معظم الناس
أن يختبئوا ليحموا أنفسهم ،
ولم يتقدّم للمساعدة سوى أنا — حين قاتلت مع شي هواي
ضد الذئاب السماوية
وبعدها ، حُكم عليّ من قِبل رفاقي بأني شخص متعالٍ وغير عقلاني
وفي أثناء الاختبار ،
تأثّرت حقاً حين اختار تشي مو ياو أن يبقى وحده في التشكيل لحماية البقية …
أُعجبت بروح التضحية تلك ،
لكنّي سمعت الآخرين يسخرون من تشي مو ياو ويصفونه بالأحمق
لم أهتم …
بل كنت سعيدًا أنني التقيت شخصًا يشبهني
ظنّنت أن هذا هو الحب النقي ، والإحسان الحقيقي ،
وأننا من أولئك القادرين على إنقاذ العالم …. }
ثم، التقى سو يو في الأرض النقية ،
الرجل الذي أخبره بأمور غريبة ...
{ مثل أن السماويين الموقرين باعوا شيوخ عائلة يو من
أجل كسب ود طوائف الشياطين وتأمين السلام ،
ثم أخبروا العالم أنهم هم من جلبوا السكينة وكبحوا الشياطين !! }
تلك الحقائق هزّت كيانه من الداخل ——
وما كان يعتقد أنه يقين راسخ بدأ يتزعزع
بدأ يبحث عن شخص يشبهه ، ليطمئن نفسه أن موقفه كان صائبًا
لكن ذلك الشخص لم يرغب بالتقرّب منه
رفضه تشي مو ياو بلُطفٍ شديد
والآن، بعد ما جرى في هذا اليوم... انهار آخر بقايا إيمانه
{ خيبة أمل...
يا لها من خيبة أمل عظيمة ! }
ثم سمع صوت أحد السماويين مجدداً :
" من المعروف أن تشكيل ألواح الضريح الإحدى والثمانين
يُزهق أرواح ثمانية من كل تسعة مشاركين .
لا نمط ثابت في هذا التشكيل ، وفقط شخص واحد من كل تسعة ينجو .
وبعد عدة جولات من القتل، يجب أن يسير الناجون التسعة
الأخيرون في طرق مختلفة في الوقت نفسه، وأحدها فقط
يقود إلى المخرج. الغالب أن سو يو سيكون الناجي الوحيد ."
بعبارة أخرى ، شخص واحد فقط ممن دخلوا في هذه
العقوبة السماوية القديمة هو من سيتمكن من الخروج،
وغالبًا سيكون ذلك الشخص هو سو يو
أما البقية، فكانوا على الأرجح سيموتون هناك
ويبدو أن تشي مو ياو قد جُرَّ إلى الداخل أيضًا
{ الشخص الوحيد الذي يشاركني قيمي وتفهمي … قد اختفى }
لم يستطع يو يانشو حتى أن يبكي
كل ما استطاع فعله هو أن يُحكم قبضتيه في صمت
في تلك اللحظة ، سمع فتاة تصرخ باسم تشي مو ياو في كل مكان
تصرخ حتى بُحّ صوتها ، لكنها لم تكترث
وفي النهاية ، لم تجد سوى أن تبكي وهي تقول
: “ ألم تقل إنني سأساعدك ؟ لماذا لم تأتِ إليّ ؟!
ماذا سأقول لمعلمنا ، أو لأبي… شيدي لا تخفني !
أنت فقط تختبئ صحيح ؟!”
لم يستطع يو يانشو سوى أن يغمض عينيه
لم يجرؤ حتى على مواجهة يي تشيانشي
….
لقد عاد القمر فوق سلسلة جبال لينغ تشويه إلى طبيعته أخيرًا
أما الميازما السامة المتبقية داخل التشكيل ، فقد بعثرها الإعصار تمامًا
وبما أن التشكيل الكبير فقد غايته ،
فقد قام السماويون في مرحلة ولادة الروح باسترجاع بقاياه المحطّمة
عند سفح الجبل ،
لم يكن هناك سوى مشهد من الفوضى خلفه مسار الإعصار
لا تزال بعض برك الدم المتخثرة مبعثرة هنا وهناك،
تعكس ضوء القمر الساطع في السماء. جمال مخيف ومهيب
ركعت يي تشيانشي على الأرض منهكة من البكاء،
تحتضن الثعلب الأزرق وتحدّق في الغابة من حولها مجددًا
رجال طائفة نوان يان والطوائف الأخرى قد انسحبوا بالفعل برفقة المصابين
وبالتدريج، لم يتبقَّ أحد سواها ——
لقد جاءت بدعوة خاصة من طائفة نوان يان،
لكن حين حان وقت الرحيل… لم يهتم أحد بها
حدّقت في الغابة بنظرة خاوية ،
تأمل أن يخرج تشي مو ياو في أية لحظة ويقول لها إنه كان مختبئ ،
أو إنه أغمي عليه ولم يستطع الرد
{ لكن… لماذا قال لي مو رين قبل قليل إن تشي مو ياو قد جرفته الرياح ؟ }
تنفست وهي ترتجف وركبت أداة الطيران برفقة الثعلب الأزرق ، عائدة ببطء إلى مدرسة يو تشونغ —-
لقد سمعت في اللحظة الأخيرة صوت تشي مو ياو يقول: “ عودي إلى مدرسة يو تشونغ وخبئي مصباح روحي .”
والآن، كانت ستنفذ ما طلبه منها
لا تعرف كيف تمكّنت من العودة
ما إن عبرت بوابة المدرسة ،
حتى سلّمت الثعلب الأزرق إلى أحد التلاميذ الصغار ،
ثم اندفعت إلى قاعة الطقوس
هناك، حيث تحفظ الطائفة مصابيح أرواح تلاميذها،
وقفت تحدّق في مصباح تشي مو ياو…
{ لا يزال مضيئ }
حدّقت فيه طويلًا، وهي تتناوب بين الضحك والبكاء
وقبل أن يدخل المعلم هاو شيا ووالدها يي رانغ ، كانت قد
خبّأت المصباح في الحقيبة الكونية خاصتها ….
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق