Ch91 | TDVWD
في معسكر طائفة نوان يان المؤقت،
انفجر أحد كبار المزارعين غاضبًا وهو يصيح:
“ عبث !
هل لا تزال تجهل ما يحدث ؟!
في مثل هذا الوضع، ما زلت تفكر في أولئك العالقين داخل التشكيل؟!
فكّر أولًا في كيفية قلب الموقف الراهن !”
كان يو يانشو قد عاد لتوّه من مفاوضات فردية مع معسكر الشياطين،
وما أن عاد حتى عرض أن يدخل عدد من مزارعي نوان يان
من مرحلة ولادة الروح إلى أراضي طائفة تشينغ زي، لتفعيل
تشكيل النقل وإنقاذ بعض التلاميذ العالقين
فهاج القوم عليه،
فقد كانوا قد خاضوا للتو معركة ضارية مع طائفة تشينغ زي
وخرجوا منها مهزومين،
والآن يُطلب منهم دخول أرض العدو في وضع يجعلهم
تحت رحمته أثناء تفعيل التشكيل؟
تلك ببساطة دعوة إلى الموت
: “ عبث لا يُحتمل!” صاح أحدهم وهو يضرب الطاولة بكفه
ثم نظر إلى غوان نان بنظرة حادة وتابع :
“ غوان نان شريكتك من طائفة الشياطين،
وأنت كنت أول من انسحب من المعركة وسحبت وراءك غيرك ،
والآن… تُربّي تلميذًا كهذا ! ما الذي يحصل بحق السماء؟!
دعني أقترح عليك حلاً…
بما أن رأسه لا يعمل ، حتى لو كان ذا جذر روحي نقي ،
فلا فائدة منه!
فلنقطع رأسه ليكون عبرة للآخرين !”
قال آخر بنبرة مشمئزة :
“ أراهن أن هذا الفتى أيضًا جاسوس من طائفة الشياطين!
بعد أن عجزوا عن إبادة البقية ، أرادوا أن نخوض حتفنا بأقدامنا !”
كان غوان نان جالسًا متأملًا يتعافى،
لكنه فتح عينيه عند تلك اللحظة،
وحدّق في يو يانشو وقال بهدوء:
“ اشرح لهم ، فهم ليسوا بلا منطق .”
ثم وجه نظره إلى باقي الحضور وأضاف بنبرة تنذر بالخطر:
“ أليس كذلك ؟”
سادت القاعة لحظة من الصمت
فرغم أن طائفة نوان يان لطالما ضمت مزارعين بارعين في القتال،
إلا أن هذه المعركة الأخيرة تسببت في إصابات جسيمة،
خاصةً السماوية شيان يوي التي دخلت في غيبوبة من شدّة الاصابات
حتى باستخدام أفضل أنواع الحبوب العلاجية ،
ستحتاج لعزلة علاجية لا تقل عن عشر سنوات
في ظل هذا كله، السماوي غوان نان كان الأقوى بينهم،
ومهاراته في التشكيلات تجعله خصمًا لا يستهان به
وإذا ما فقد أعصابه ، فلن يجرؤ أحد على الوقوف ضده
عندها فقط، هدأت الأصوات، وساد الصمت
كان يو يانشو الشاب الوحيد بينهم،
واقفًا متوترًا، وبدنه يرتجف من الغضب المكبوت
وحين أتيحت له الفرصة أخيرًا، رتّب أفكاره وقال بصوت ثابت:
“ نحن طائفة من الطوائف الكبرى ، وينبغي أن نتحلى
بالكرامة التي تليق بنا.
حماية تلاميذ الطائفة هو واجب لا مكرمة.
حين يُصاب التلميذ، حتى إن كان إنقاذه محفوفًا بالخطر،
فهذا أقل ما يمكن فعله،
حتى لا يُصاب الجيل الجديد بخيبة في طائفته .
إذا علموا أن كبار الطائفة سند لهم ، فسيجرؤون لاحقًا على
الدفاع عن طائفتهم بكل شجاعة .”
لكن أحد السماويين صاح في وجهه غاضبًا:
“ هراء ! إن قُتلنا جميعًا ، فلن يبقى من الطائفة شيء .
هل سيُجدي نفعًا إن لم يشعر التلاميذ بـ ' الخيبة ' !؟”
كان تأثير غضبه هائلًا ، حتى أن ضغط طاقته الروحية كاد
يُسقط يو يانشو أرضًا،
لولا أن السماوي غوان نان مدّ له حاجزًا روحانيًا في اللحظة المناسبة
رفع يو يانشو رأسه ، محاولًا الحفاظ على رباطة جأشه، وتابع:
“ أقترح أن نترك للطائفة بعض الوجه، حين تنتشر القصة خارجًا،
يمكننا الادعاء أننا اضطررنا لقتال الشياطين حين حاولنا إنقاذ تلاميذنا،
وأننا فاوضنا بشجاعة، ولما رفضت طائفة الشياطين
مطالبنا، أُجبرنا على القتال فاضطروا للرضوخ لنا والسماح باستخدام تشكيل النقل .
أما إن انتشرت الحقيقة، فستكون مهينة: طائفة نوان يان حاولوا اقتحام أراضي الشياطين
فهُزموا شر هزيمة وعادوا يجرون أذيال الخيبة .
ثم إن تصرف السماوية شيان يوي خارج التشكيل ،
حين تجاهلت سلامة التلاميذ وأصرت على قتل شي هواي،
قد أشعل الغضب في قلوب الطوائف المتحالفة معنا.
فقد جاءوا لمساعدتنا، وأُصيب تلاميذهم، ونحن لم نُبالِ بهم،
بل وضعنا كل جهدنا في مطاردة كبار مزارعي العدو .
الآن طائفة نوان يان أصيبوا في مكان دقيق ،
والطوائف الأخرى بدأت تبدي امتعاضها مننا ،
ويُخشى أنه في غضون عام أو نصف، سيتغير ميزان القوى
بين الطوائف، ولن تظل طائفة واحدة مهيمنة .
لكن إن أنقذنا الناس الآن، فقد نحصل على بعض السمعة الحسنة،
على الأقل لن نبدو بهذا الضعف والانكسار .”
انفعل أحد السماويين بعد سماع ذلك وصاح غاضبًا:
“ أتُهددنا؟!”
فردّ يو يانشو بثبات دون انكسار :
“ لا أجرؤ يا سادتي .”
فقال آخر بازدراء:
“ هذه فخاخ من طائفة تشينغ زي، وأنت أيها الصبي الجاهل تصدّقها؟
بل وتأتي لتلومنا على ما نحن فيه؟
غاية في السخف !”
قبض يو يانشو على قبضتيه بقوة، ورفع صوته في إصرار:
“ حين بدأتم الهجوم على طائفة الشياطين، قلتم إنه لأجل
أجيال الطائفة القادمة، لحمايتهم من شرور طائفة الشياطين .
لكن ما رأيته هو أنكم تخليتم عن حياة تلاميذكم !
هل هذا حقًا من أجلنا ؟ أم أنه مجرد ذريعة لتصفية
حساباتكم القديمة؟
أم أنكم فقط لا تحتملون رؤية طائفة تشينغ زي تنهض
وتتفوق على نوان يان؟!”
أراد الحاضرون الرد عليه، لكنهم وجدوا أن كل رد سيكون تبريرًا سطحيًا
لأن أقوالهم لم تعد تتفق مع أفعالهم
في هذه اللحظة، تحدث السماوي غوان نان قائلًا:
“ حين أعلنتم نيتكم مهاجمة طائفة الشياطين، لم أعارض،
بل رافقتكم.
أما الآن، فأنا أنوي دخول طائفة تشينغ زي واستخدام تشكيل النقل لإنقاذ التلاميذ .
فمن منكم يرغب في مرافقتي ؟”
ساد الصمت القاعة
ثم تجرأ أحدهم وقال بتردد:
“ بعد أن نتعافى… نعيد النظر بالأمر ”
ضحك غوان نان ساخرًا:
“ أراكم لا تريدون الاحتفاظ بأي شرف !
الصغار يفكرون أفضل منكم !”
قال الآخر:
“ ولكن إن دخلنا أراضي طائفة تشينغ زي، فقد يغدرون بنا…”
فأجابه غوان نان ببرود:
“ تتهمونهم بأنهم طائفة شياطين، لكنّهم حتى الآن لم
يُظهروا من الدناءة ما رأيته فيكم .
لا تحكموا على الآخرين بمعايير حقارتكم ”
فصرخ أحدهم :
“ شريكتك من طائفة الشياطين، والآن تُجازف بنا جميعًا لأجلها ؟!”
ردّ عليه غوان نان بنبرة حادة:
“ السماوي لان نوو ، إن لم تخني الذاكرة ، فإن ثلث التلاميذ
الذين فُقدت أرواحهم ينتمون إلى قصرك الثاني .
لنفعلها هكذا : من يرغب بالذهاب ، فليأخذ تلاميذه معه
إلى طائفة تشينغ زي لإنقاذهم .
ومن لا يرغب، فليعتبر تلاميذه قد انتهوا .”
كان هذا القول بمنزلة ضربة قاصمة
الآن، بات الوضع واضح
هناك من المخضرمين من يختار التضحية بنفسه لإنقاذ تلاميذه ،
وهناك من يختار سلامته على حسابهم
فكيف سيكون حال التلاميذ الذين يشهدون أقرانهم يُنقَذون ،
بينما يكتشفون الأخرين أن كبارهم تخلّوا عنهم ؟
الموقف بات معقّدًا حقًا
بمساندة من السماوي غوان نان، نجح يو يانشو في إقناع
خمسة عشر سماوي بالذهاب معه إلى طائفة تشينغ زي
خرجوا سويًا وأبلغوا تلاميذهم بضرورة الاستعداد ،
وأخذوا معهم الجرحى الذين أصيبوا على يد شي هواي لتلقي العلاج هناك
أما تلاميذ القصر الثاني ، فلم يتلقّوا أي إشعار ،
فبدأ الشك يتملكهم. هرعوا إلى مشايخهم للسؤال، لكنهم طُردوا بعنف
رفض بعضهم الاستسلام،
فذهبوا مباشرة إلى يو يانشو، فهم يعلمون أنه وحده من
دخل إلى طائفة تشينغ زي وطلب المساعدة
وكان أيضًا التلميذ الوحيد في مرحلة الجوهر الذهبي الذي حضر اجتماع كبار الطائفة
حين سألوه، بدت الحيرة على وجهه، ثم أجاب بتردد:
“كبار القصر الثاني أُصيبوا بجراح بالغة، وهم لا يرغبون بالمشاركة
في عملية الإنقاذ. كما أنهم لا يريدون أن يُغامر تلاميذهم بالذهاب… ولهذا السبب…”
على الرغم من أن كبار القصر الثاني هم من رفضوا الذهاب،
إلا أن يو يانشو وجد نفسه مضطرًا لإيجاد مبررات عنهم.
قال أحد التلاميذ بانفعال:
“لكن تلاميذ القصور الثالث والرابع ذهبوا !
حتى تلاميذ البوابة الخارجية ذهبوا معهم!”
ارتبك يو يانشو وظهرت الحيرة على وجهه، ثم قال بصوت متردد:
“أنا… حاولتُ إقناعهم، فعلتُ كل ما بوسعي.”
قال أحد التلاميذ وهو على وشك البكاء، يدور في مكانه من القلق:
“إخواننا التلاميذ كانوا من الأفضل فينا موهبة، أما الآن فأجساد بلا روح، ماذا عسانا أن نفعل؟”
فكر يو يانشو طويلًا، ثم قال بحذر:
“ما لم تنضموا إلى القصر الثالث، فلن يكون بإمكاننا فعل شيء لتلاميذ القصور الأخرى.”
حين علم بقية التلاميذ من القصور الأخرى أن الأمر قد انتهى بهذا الشكل، رحلوا غاضبين محبطين.
فالسماوي غوان نان، قائد القصر الثالث، قاد فريق الإنقاذ، أما شيوخهم فقد تخلّوا عنهم.
لم يعد هناك أمل في النجاة، إلا بالانضمام إلى القصر الثالث
فوقفوا عاجزين يشاهدون زملاءهم ينقلون التلاميذ الجرحى إلى طائفة تشينغ زي للعلاج.
وما زاد ألمهم أنه بعد مرور ساعة، عاد أولئك التلاميذ الذين كانوا قد فقدوا وعيهم ، سالمين معافين ،
ولم يتعرض أيٌّ منهم لسوء داخل طائفة تشينغ زي
ووفقًا لروايات العائدين ، فإن مزارعي طائفة تشينغ زي
بالكاد التفتوا إليهم
أما من بقي من تلاميذ القصور الأخرى، فظلت أجساد
إخوتهم راقدة ، عقولهم غائبة ،
ومستقبلهم كمزارعين قد انتهى تمامًا
لجأ بعضهم مرةً أخرى إلى الشيوخ، ولكن دون جدوى
بل إن بعض الشيوخ اختاروا الانعزال التام، رافضين مقابلة أي أحد
ولذلك، لم يكن هناك حلٌّ سوى أن يقوم أحد التلاميذ
الأصحّاء باتخاذ القرار نيابة عن زميله المصاب،
معلنًا انضمامهما رسميًّا إلى القصر الثالث،
ليُتاح لهما أخيرًا التوجه إلى طائفة تشينغ زي وتلقي العلاج
أما التلاميذ الذين شعروا بالخيانة والخذلان من قصورهم ،
فقد قرر بعضهم تركهم والانضمام للقصر الثالث طواعية،
خاصةً أولئك الذين لا تربطهم خلفيات عائلية
وبهذا، دخلت طائفة نوان يان في حالة من الفوضى،
إذ ازداد عدد المنضمين إلى القصر الثالث بشكل مفاجئ
ظل السماوي غوان نان مع مرافقيه في طائفة تشينغ زي يومين كاملين،
وذلك لأن عدد من ذهب معه كان قليلًا،
مما اضطرهم إلى التناوب في تشغيل تشكيل النقل،
رغم أن طاقتهم لم تكن قد استعادت عافيتها بعد الحرب الأخيرة
لكنهم أخيرًا نجحوا في ربط تشكيل النقل بتشكيل العقوبة السماوية،
ووضعوا داخل التشكيل دلائل لتوجيه التلاميذ العالقين،
بحيث يتمكنون من الخروج عبر هذا التشكيل والعودة إلى طائفتهم
وعندما عاد غوان نان إلى طائفة نوان يان،
ورأى أن عدد التلاميذ في قصره قد ازداد بشكل هائل،
لم يشعر بالفرح، بل بالحيرة والصداع
فهو لم يكن بارعًا في التعامل مع الأمور الإدارية،
ومن كان يساعده دائمًا، سيّدة القصر سي روييو (السماوية تشي شان )
والتي قد عادت إلى طائفة هي هوان
في لحظةٍ من اليأس، لم يجد أمامه سوى أن ينظر إلى يو يانشو
وكان يو يانشو قد توقّع ذلك، فتقدم نحوه مطيعًا
قال له غوان نان بتعب ظاهر:
“ تولَّى أنت المسؤولية ، وإن لم تستطع التعامل مع الأمر بمفردك ، فاستعن بشي زيهي،
أنتما في العمر متقاربان، وهو طيب القلب، فلا بد أن تنسجما .”
: “ مفهووم معلمي .”
: “ همم… خذ التلاميذ إلى طائفة نوان يان، سأدخل في عزلة لأسترد طاقتي .”
: “ مفهوم !”
———————-
بعد عدة أيام من مغادرة السماوي غوان نان لطائفة تشينغ
زي وانسحاب مزارعي الفصائل المستقيمة،
وصلت سي روييو إلى طائفة تشينغ زي برفقة اثنتين من
تلميذات طائفة هي هوان
سي روييو تُعد من أولئك الذين أسدوا فضلًا لطائفة تشينغ زي،
ناهيك عن مكانتها الخاصة الحالية ،
لذا عندما وصل للزعيم شي لين بلاغ وصولها ،
أوقف تأمله على الفور ، وخرج بنفسه لاستقبالها
وبما أن هويتها قد كُشفت تمامًا،
فلم تعد تكترث لإخفاء نفسها
دخلت الطائفة بكل أريحية، ترتدي رداءً ورديًا،
دون أن تغطي وجهها بقناع زهور الخوخ كما كانت تفعل سابقًا
و خلفها أربع تلميذات من طائفة هي هوان، يرتدين أقنعة،
لكن أجسادهن الممشوقة وتمايلهن الأنثوي كان كافيًا
ليجعلهن يبدين كجنيات فاتنات نزلن من السماء
داخل طائفة تشينغ زي،
كان المشهد لا يزال يعج بالفوضى،
حيث يوجد كثير من التلاميذ منشغلين بإصلاح الأبنية التي
دُمرت خلال المعركة الأخيرة
وما إن رأوا أولئك الفتيات المتألقات يسرن داخله، حتى بدأ
بعضهم يحدق بهن مطولًا دون قصد
لم تتمالك سي روييو نفسها وقالت بحدة:
“ تنظرون فقط ؟ لماذا لا تطلبون رمز إرسال صوت ؟!”
فما إن نطقت بذلك حتى شعر التلاميذ بالخجل وانصرفوا،
خجلين أكثر من الفتيات أنفسهن
أُحضرت سي روييو إلى القاعة الكبرى ،
حيث استقبلها شي لين بابتسامة صادقة، وقال:
“ هذه المرة ، الفضل يعود إليك .”
ردّت بخفة:
“ لم آتِي لأطالب بالفضل .”
: “ أوه؟” بدا شي لين مرتبكًا بعض الشيء
فقالت بصراحة:
“ متى سيكون الزفاف ؟”
: “ هاه؟” بدا على شي لين الارتباك
رفعت سي روييو صوتها وقالت:
“ تلميذي ذهب أمام الجميع لينقذ ابنك ، بل واستدعى
الكائن الروحي الهائل هوي!
من في العالم لا يستطيع الآن تخمين العلاقة التي تجمعهما ؟
ألن تعقدوا زواجًا ؟ أم أنكم تنوون عدم تحمل المسؤولية ؟”
قال شي لين أخيرًا وهو يضحك : “ أوه أوه أوه، حفل ارتباط الشريك الزراعي ، فهمت الآن!
في أي وقت يناسبكم، لكن علينا أولًا انتظار عودة طائفة تشينغ زي إلى سابق عهدها.
مثل هذا الحدث العظيم لا يمكن إقامته على عجل.”
سي روييو :
“ تلاميذ طائفة هي هوان قلما يختارون شريكًا دائمًا،
فإن اختار أحدهم شخصًا بعينه، فذاك من حسن حظه
الذي جناه في حيوات عدة، ومن الطبيعي أن نقيم حفلًا يليق بذلك .”
: “ نعم نعم، هذا الشاب حقًا شخص مميز، وأنا معجب به كثيرًا .”
ولم تكن كلمات الإعجاب هذه مجاملة من شي لين،
بل صدقٌ نادر
فقد كانت هذه المرة الأولى التي يقترح فيها أن يُمنح مزارع
في مرحلة الجوهر الذهبي رتبة سيد القصر
حينما يتجرأ أحدهم على المجازفة بحياته في وقت المحنة
العظمى من أجل إنقاذ ولده،
ويكون في عيني ابنه بالغ الأهمية، فلا يهم بعد ذلك من أي
طائفة أتى أو أكان ذكرًا أم أنثى—هذا “الكنة” قد نال بالفعل اعترافه
وبعد أن رأت أن شي لين لا يزال يتحلى ببعض اللباقة،
خاصة في حديثه عن تشي مو ياو ،
وأنه لا يضمر له عداءً ،
رقَّت نبرتها أخيرًا ، وقالت بنبرة فيها بعض الرضا:
“ نريد شارع بطول عشرة أميال يُقام عليه الزفاف .”
فقال شي لين بلهجة واثقة :
“ بل أطول من ذلك— فلتجُب مراسم الزواج أراضي فصيل الشياطين كلها ،
وليعلم الجميع أننا استقبلنا شخصية كريمة في طائفتنا .”
عندها، رفعت سي روييو حاجبها راضية، ثم أضافت:
“ لا أدري ما هي المكانة التي سيتولاها تلميذي بعد الزفاف…”
: “ سأمنحه رتبة سيد قصر.”
: “ حسنًا، مقبول.” قالت وهي تنهض : “ منذ خرج تلميذي
من تشكيل العقاب السماوي، لم ألتقِ به ولا تحدثت معه.
سأذهب لأطمئن عليه وأرى كيف يتعافى.”
وهنا أخيرًا ، بدت ملامح الحرج على وجه شي لين لأول مرة، وقال:
“ صدقًا ليس أنني أمنعك من رؤيته ، لكني أنا نفسي لم أره.
بعد أن انتهى من معالجة تلاميذ طائفة نوان يان،
عادا مباشرةً إلى مسكنهما ،
وأقام ابني تشكيل حظر صغير على الجبل ولم يغادره منذ عدة أيام وليالٍ.”
أما ما الذي كان يفعله خلال تلك الأيام والليالي…
فقد أدركت سي روييو بسرعة
وضعت يدها على خصرها وأخذت تفكر قليلًا، ثم قالت:
“ حينما ينزلان من الجبل ، اجعلوه يمرّ على الطائفة .”
: “ سأنقل له الرسالة حتمًا.”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق