Ch94 | TDVWD
في نظر تلاميذ طائفة هي هوان، ما زالت لديهم مفاهيم
مستمدة من عالم البشر
فهم لا يرون “حفل عقد الشراكة الروحية” مجرد طقس اعتيادي،
بل يعتبرونه بمنزلة “زفاف ابنة”
طائفة هي هوان نادرًا يقيمون مثل هذه المناسبات السعيدة،
إذ إن عالم الزراعة يحمل أحكامًا مسبقة ضدهم
معظم الناس يرون أن فتيات طائفة هي هوان ما هنّ إلا
زهرات عابرة أو عطر فواح زائل،
بل إن مجرد الاقتران بهن يعني أن 'سحابة خضراء' ستعلو فوق رؤوسهم
( إنه الفتاة لها علاقات سابقه ومعروف ذا الشي )
حتى إن وُجد من يُقرر الارتباط بتلميذة من طائفة هي هوان،
فعادةً يُعدّ ذلك “شريك ثابت في الزراعة المزدوجة” لا
أكثر، وليس “شريك حياة”
نادراً ما يعامل أحد تلميذات هي هوان كشريكة طريق حقيقية
ومن قبل، لم تحدث في الطائفة سوى حالتين حيث اختار
شخص ما الزواج من تلميذة تنتمي إلى طائفة هي هوان وهو على علم بهويتها :
• إحداهما كان زواجًا سريًا تم رغم اعتراض الجميع، ولم يُقم له أي حفل رسمي.
• أما الأخرى، فكانت لتلميذة لم تكترث لما يقوله
العالم الخارجي، وأصرّت على إقامة حفل شراكة روحية رسمي.
ذلك كان أول حفل رسمي للطائفة، وقد حضره تشي مو ياو شخصيًا.
والآن، تشي مو ياو هو ثالث شخص “يُزفّ” من الطائفة،
مما جعله وجودًا فريدًا ومثيرًا داخل الطائفة
طائفة هي هوان على وشك “تزويج” أحد تلاميذهم وهو ذكر!
وفي سبيل التحضير لحفل عقد الشراكة ،
ذهب تشي مو ياو بنفسه إلى الزعيمة سي روييو
لاستشارتها، وبعد مناقشة، قررا موعد الحفل
أول ما فعله بعد تحديد الموعد،
هو إرسال رمز صوتي إلى شي هواي لإبلاغه بالخبر
وقد تقرر أن يُعقد الحفل بعد شهرين
لكن شي هواي لم يوافق،
وردّ عبر الرمز الصوتي متسائلًا:
“ هل يمكن خلال ثلاثة أيام ؟”
فاضطر تشي مو ياو إلى تهدئته قائلًا:
“ هناك الكثير من التحضيرات اللازمة !
كما أن الدعوات بعد إرسالها تحتاج وقتًا ليتمكن الضيوف من الحضور .”
لكن شي هواي رد مجددًا بسرعة:
“ إذن لا أستطيع الانتظار ، ارجع فورًا إلى طائفة تشينغ زي!”
فأرسل له تشي مو ياو رمزًا صوتيًا آخر ليُطمئنه:
“ حين أحتاج إلى تنسيق الأمور ، سأخرج من الطائفة بنفسي .
فكما تعلم، الأمور في قاعة الإدارة اللوجستية كلها على عاتقي .
حينها يمكنك أن تأتي أيضًا .”
تشي مو ياو هو تلميذ في قاعة الإدارة التابعة لطائفة هي هوان،
وهو المسؤول عادة عن تنسيق جميع الشؤون فيها
والآن، حتى حفل عقد شراكته، عليه أن يتولاه بنفسه، لأنه لا يثق في تركه لغيره
أما شي هواي، بصفته وريثًا لطائفة تشينغ زي، فبوسعه أن
يكتفي بدور “رئيس بلا مهام”، لكن تشي مو ياو لا يمكنه ذلك
ومنذ أن تم تحديد موعد الحفل،
لم يتوقف أفراد طائفة تشينغ زي عن زيارة طائفة هي هوان،
إما ليسألوا عن الاحتياجات، أو ليتحققوا مما ينقصهم،
مؤكدين أنهم على استعداد لتوفيره
سرعان ما عاد بعض أفراد طائفة تشينغ زي مجددًا،
وهذه المرة ليسألوا عن تصميم أدوات الطيران التي
ستُستخدم في يوم عقد الشراكة :
هل تُرضيهم؟ هل تحتاج إلى تعديل؟
أما داخل طائفة هي هوان، فقد انشغل الجميع بالتجهيزات الداخلية للطائفة،
كما بدأوا بتحضير “مهر العروس” الخاص بـ تشي مو ياو
رغم أن عالم الزراعة لا يبالغ في مظاهر الزفاف مثلما تفعل
العائلات الدنيوية — فلا حاجة إلى موكب “عشر أميال من
المهر الأحمر”، خصوصًا وأن معظم المتعلقات توضع داخل
أدوات تخزين سحرية، وإذا عُرضت علنًا قد تجذب
الطامعين فيُغتال العروسان وتُنهب ممتلكاتهم — إلا أنهم
ما زالوا بحاجة إلى التحضير من أجل “المظهر الخارجي اللائق”
وفي عالم الزراعة، “الهيبة” تعني الآتي:
• صناعة دفعة من أدوات الطيران الخاصة الموحدة الشكل، الدقيقة الصنع.
• تفصيل دفعة جديدة من ثياب الزراعة.
لا حاجة لأن تكون ذات خصائص قوية،
يكفي أن تكون أنيقة المظهر.
حاليًا، منشغلات طائفة هي هوان في خياطة هذه الثياب،
فهنّ لا يردن أن يُحرج تشي مو ياو أو يقلّ شأنه.
• كذلك، يجب أن يحضر مزارعون من المراتب العليا،
يرافقون الزوجين خلال موكب الزواج في الطرقات، ليثبتوا
أمام الجميع أن لهذين الشخصين ظهرًا قويًا لا يُستهان به.
وطائفة تشينغ زي، بثروتها الطائلة، قامت بتخصيص كل شيء،
بل وطلبوا كميات ضخمة من الأدوات لدرجة أن ورش
صناعة الأدوات في عالم الزراعة كلّه بدأوا العمل ليلًا ونهارًا لتلبية الطلب .
حفلات عقد الشراكة بهذا الحجم نادرًا ما تُقام في طائفة شيطانية.
وآخر من فعلها بهذا الشكل الضخم… كان شي لين وزوجته
أما الآن، فهو شي هواي، ويبدو أن حفلته ستتجاوز حتى ما فعله والده
والأكثر غرابة: أن الحفل يُقام مع تلميذ من طائفة هي هوان،
بل بين رجلين، ومع ذلك وصل إلى أعلى درجات الفخامة.
طائفة تشينغ زي تنوي دعوة جميع مزارعي العالم لحضور الحفل، في سابقة لا مثيل لها
حتى الحرب الكبيرة التي اندلعت مؤخرًا، لم تؤثر على هذه الطائفة كثيرًا
فبمجرد أن أتموا ترميم منازلهم ، بدأوا مباشرة في إعداد الولائم ودعوة الضيوف
داخل الطائفة، الجميع يعمل على تجهيزات الحفل، بل وأرسلوا دعوات زفاف إلى طائفة نوان يان
ووجّهوا دعوة خاصة إلى السماوية شيان يوي ~~
وحتى تكون الدعوة مهيبة كفاية ،
قام شي لين بإطلاق صاعقة بنفسجية عند باب كهف عزل شيان يوي ~~
الصاعقة اخترقت حواجز طائفة نوان يان
كما لو أنه يقول
' إذا أردنا مهاجمتكم ، يمكننا دخول طائفتكم بأي وقت '
كانت شيان يوي لا تزال في طور العلاج والتأمل بعد إصابتها،
ففزعَت من الصاعقة وكادت أن تفقد السيطرة وتُصاب بجنون انحراف طاقة تشي
وحين علمت بأن السبب مجرد دعوة لحفل زفاف،
غضبت بشدة لدرجة أنها بصقت دمًا من الغيظ ~~
———————-
في هذه الأثناء ، يي تشيانشي تعيش فوضى عارمة،
فاستلت مكنسة وصرخت في وجه مو رين:
“ كم مرة قلت لك؟ لاااا !
ذلك شي هواي قد غير مشاعره !
توقف عن التسكع في طائفتنا ، ألا تملّ ؟!”
لكن مو رين ظل متمسكًا برأيه :
“ ذلك التلميذ من طائفة هي هوان ، هو تشي مو ياو ، أليس كذلك؟
دَعيني فقط أرى مصباح حياته !”
يي تشيانشي صاحت بغضب :
“ قلت لك مئة مرة ، مصباح حياة شيدي مدفون في قبره منذ زمن !”
مو رين :
“ هكذا يصعب إقناعي .”
يي تشيانشي:
“ وما حاجتي لإقناعك أصلاً ؟ انقلع !”
بعد الحرب الأخيرة بين العوالم ، ظهر تشي مو ياو لإنقاذ البعض
وبالرغم من ارتدائه “قناع زهر الخوخ”، إلا أن الكثيرين بدأوا يشكون في هويته
فأولئك الذين شاركوا معه في التدريبات أو في مهمة
غابة الميازما يعلمون مدى هوس شي هواي به
والآن، بعد أن قرر شي هواي عقد شراكة مع تلميذ من
طائفة هي هوان، بدأت الشبهات تتأكد:
أن ذلك التلميذ لا بد أن يكون تشي مو ياو نفسه —-
جمال تشي مو ياو الفائق ، جعل من المعقول تمامًا أن يُقال إنه من طائفة هي هوان
ولأجل التحقق من ذلك ، لم تتوقف طائفة يو تشونغ عن
طرد الناس إلى الخارج مؤخرًا
وكان مو رين هو الأكثر إلحاحًا وتمسكًا بالأمر —-
فهو مُصِرّ على التحقق من أن تشي مو ياو هو نفسه ذلك التلميذ من طائفة هي هوان،
وظل يُلاحق يي تشيانشي طالبًا منها أن تُريه “مصباح حياة تشي مو ياو”، وكان يكرر الأسئلة:
هل تعرفون حقيقته ؟ هل تعلمون شيئًا ؟
{ لكننا لم نكن نعرف شيئ !
حتى عندما علمنا ، صُدمنا مثلكم تمامًا ! }
و الشيء الأكثر عبثية هو أن البعض بدأ يشكّ بأن طائفة يو
تشونغ نفسها تواطأت مع طائفة شيطانية،
متسائلين:
“ لولا وجود علاقة بينهم ، كيف ظهر تلميذ طائفة هي هوان في طائفة يو تشونغ ؟”
فصرخت يي تشيانشي غاضبة:
“ افهموا الوضع من فضلكم !
نحن أصلاً لم نرغب في المشاركة ، أجبرونا طائفة نوان يان!
وطائفتنا بالكاد تخرج من الجبال ، أي خيانة تتحدثون عنها ؟
أنطلق الوحوش لتثور عليكم الآن ؟!”
عندها فقط انسحب مو رين على مضض
تنهدت يي تشيانشي بارتياح أخيرًا ،
لكنها فوجئت بوصول يو يانشو ——
فوضعت يديها على خصرها وحدّقت به بشراسة وكأنها تقول
' تجرّأ واسأل ، وسأطردك أيضًا ! '
لكنه لم يهتم لنبرتها، بل سلّمها بطاقة دعوة قائلاً :
“ تبقّى شهر ونصف على حفل زفاف شي هواي وتلميذ طائفة هي هوان.
إن أردتم الذهاب، يمكننا الذهاب سويًا.
معلمي سيذهب أيضًا، فطائفة تشينغ زي أنقذونا بإعارتهم الحاجز
والذهاب لا يُعد انحيازًا للطائفة الشيطانية .”
كانت طائفة يو تشونغ معزولة عن الأخبار ،
لذا حين رأت يي تشيانشي بطاقة الدعوة ، أسرعت إليها،
ابتسمت للحظة، ثم خفّت ابتسامتها وحلّ محلّها حزنٌ شديد
لقد مرت نحو أربعة أشهر منذ نهاية حرب العوالم،
وخلال هذه الفترة، لم يعد تشي مو ياو لزيارتهم ولو لمرة واحدة
والآن حتى خبر حفل زفافه وصلهم عن طريق الغرباء
فاجأها شعورٌ غريب
{ هل كنت أتوهّم أنني ذو مكانة خاصة في قلبه ؟ }
يو يانشو لاحظ حزنها،
لكنه لم يعلّق، بل غير الموضوع قائلاً:
“ هل تحتاجون لأي مساعدة في الطائفة مؤخرًا ؟”
“ لا ”
“ حسنًا ، سأغادر إذن ”
“ همم ”
بقيت يي تشيانشي تنظر إلى بطاقة الدعوة في يدها للحظات ،
ثم ألقتها جانبًا وعادت إلى عملها
وفي طريقها نحو الحاجز الخارجي،
رأت أرض زراعة عشبة ييشيان المهجورة — تلك التي كانت
تُستخدم لإطعام غزال اليونّي — وفجأة ، انهارت بالبكاء
“ ما هذا الهراء !
ألم نتفق أن نعتني بالغزال معًا ؟!
الآن كل نبتات ييشيان ماتت !
غزالنا صار طعامه شحيح ، وهو لا يعود !
ذهب لينقذ العالم ، وترك غزاله خلفه ؟!
ما أقسى قلبك !”
شَهَقَت وهي تواصل التذمّر،
“ حتى إنه لم يكلّف نفسه عناء المجيء لرؤيتنا…”
في ذلك الحين ، كانوا طائفة يو تشونغ قد أُجبروا على المشاركة في الحرب،
ولم يكن لدى تلاميذ الطائفة دراية كافية بنبتة الييشيان
وبسبب انخفاض مستوياتهم،
لم يتمكنوا من تعديل حرارة الحاجز الوقائي،
مما أدى إلى موت معظم المحصول،
ولم يتبقَّ سوى كمية ضئيلة للغاية
وهذا لا يكفي لغزال اليوني
فأصبح مضطرًا للانتظار فترة طويلة حتى يحصل على وجبة
بسيطة منها
دخلت يي تشيانشي إلى الحاجز لتفقد ما تبقى من النبتة،
وما إن شرعت في العمل، حتى سمعت جرس البوابة يُقرَع،
فرفعت عينيها إلى السماء،
وهي تعرف أن هذا الجرس لا يُقرَع إلا حين يأتي زائر ويجد
الباب مغلقًا،
فيلجأ إلى شدّ الجرس المثبَّت عند المدخل لجذب الانتباه
“ لا بد أن أحد تلاميذ الطائفة قد أتى مجددًا !
وكما هي العادة، لا أحد يفتح غيري…”
فتحت الباب وأطلت برأسها تسأل بنفاذ صبر:
“ هل أنتَ تاجر جاء لتسليم البضائع ؟”
أجاب الرجل: “ لا ”
“ أجئتَ لبيع شيء ؟”
“ لا ”
“ في هذه الحالة ، فأنتَ غير مرحَّب بك ”
لكن الزائر سارع بالقول:
“ وماذا إن كنتُ أُحضِر بطاقة دعوة ؟
ألن أُستقبَل حينها ؟”
كانت على وشك إغلاق الباب، لكنها توقفت حين سمعت تلك الجملة،
ففتحت الباب قليلًا وحدّقت في ملامحه
كان شابًا وسيمًا، ملامحه رقيقة، بشرته بيضاء نقيّة، ونبرة صوته هادئة ودافئة،
لا يبدو عليه الانتماء لطائفة من طوائف الشياطين
فتحت الباب أكثر وقالت بنبرة لا مبالية:
“ هل أرسلوك طائفة تشينغ زي؟”
دخل الفتى إلى الساحة، نظر حوله قليلاً،
ثم توجه إلى الطاولة الحجرية وسكب لنفسه كوبًا من الماء وكأنه في بيته
عبست يي تشيانشي بحاجبيها من تصرفه وقالت بحدة:
“ أجِب عن سؤالي !”
لكنه تجاهل استياءها وقال بلطف:
“ لماذا كنتِ تبكين ؟ هل وبّخك المعلم مجددًا ؟”
: “ لم أكن أبكي!” أجابت على الفور، لكنها سرعان ما أدركت
أن في كلامه ما يدعو للريبة، فتفحصته بنظرات فاحصة
ابتسم الشاب ابتسامة خفيفة، ثم أخرج من جرس كنوزه بطاقة دعوة
ووضعها على الطاولة الحجرية:
“ سيُقام حفل بعد عدة أيام ،
وإن حضرتم فستكونون على مائدة الشيوخ .”
توسّعت عيناها فجأة، وصرخت بدهشة:
“ أأنتَ… شيدي ؟!”
: “ ومن تظنينه غيري؟ ألم أخبرك من قبل أن جوهرة
الضباب الوهمية فعّال ؟”
وما إن أدركت هويته الحقيقية ، حتى انفجرت في بكاء عارم،
دموع وانتحاب بصوت عالٍ كما هي عادتها عند الانهيار
لم يستطع تشي مو ياو إلا أن يبتسم ، وقال بصوت مهدّئ:
“ لا … لا تبكي الآن ”
: “ لماذا تأخرتَ كل هذا الوقت ؟!”
: “ كنت قد استنفدت طاقتي الروحية تمامًا لإنقاذ الآخرين ، ولم أستعد عافيتي إلا مؤخرًا .”
: “ لكن… حفل زفافك بات قريبًا !”
جلس تشي مو ياو بهدوء ، وبدأ يشرح بصوت هادئ ومنظّم:
“ طائفة هي هوان مثل طائفتكم ، كل المهام تقع على عاتقي .
استعدت عافيتي أولًا ، ثم بدأت بتنظيم شؤون الحفل .
أما بقية الطوائف فقد أرسلت لهم الدعوات عبر رموز الاتصال ،
لكن طائفة يو تشونغ… لا، لا بد أن أُسلّمها بأنفسي .”
بدت يي تشيانشي مرتاحة أكثر ، وجلست إلى جانبه وقالت بحماس شديد:
“ما الذي جرى لك داخل تشكيل العقاب السماوي ؟
كيف خرجت؟ آه، هل استخدمتم بوابة النقل التابعة
لطائفة تشينغ زي؟
هل كان الوضع خطيرًا ؟ هل أُصبْتَ ؟
أنتَ—”
:“ واحد تلو الآخر شيجي .”
فأخذت يي تشيانشي تسأل تشي مو ياو سيلًا من الأسئلة،
وهو يجيب عنها جميعًا بكل صبر وجدية
وعندما سمعت بما مرّ به داخل تشكيل العقاب السماوي،
وكيف نجا بأعجوبة من الموت،
شعرت بانقباض مؤلم في قلبها، وكادت تبكي من شدّة التأثر
في هذه الأثناء، كان الثعلب يمشي متكاسل باتجاههم،
فمدّت يي تشيانشي يدها وسحبته إلى حضنها كأنه لعبة
قالت وهي ترفعه لتُريه لتشي مو ياو:
“ انظر ، لقد أحضرت تشينغ هوا هوا معي إلى طائفة يو تشونغ !”
تشي مو ياو تجمّد في مكانه، مصدومًا:
“ ما اسمه ؟!”
“ تشينغ هوا هوا ” ( الزهرة الزرقاء 😭
هوا هوا مكررة من اللطف والتدليل يعني :
' زهرتي الزرقاء الصغيرة ' 😭 )
حاول أن يتمالك نفسه ، لكنه فشل ، وانفجر ضاحكًا بعد لحظة ،
“ هههههههههههههههههههههههههههههههههههه !”
في تلك اللحظة، تسللت إلى وعيه رسالة صوتية باستخدام
القوة الروحية من الجدّ الثعلب :
“ إذا ضحكت مرة أخرى ، سأقتلك !”
أجابه تشي مو ياو داخليًا بهدوء:
“ هكذا تكافئ من أنقذك ؟”
“ لقد وفيتُ بديني بالفعل ، والآن يمكنني قتلك متى شئت!”
: “ أمم، تشينغ هوا هوا أقوى ثعلب عرفته .”
اشتعل غضب الثعلب الأزرق ،
وبدأ يخمش ثياب تشي مو ياو بأظافره ،
لكن يي تشيانشي ضربت مخالبه ضربة خفيفة وقالت بنبرة تأنيب :
“ هوا هوا لا تفعل هذا !”
تشي مو ياو رأى هذا المشهد، فتظاهر بالهدوء وبدأ يشرب من الماء ،
لكن بعد أن ابتلع كمية ، لم يستطع منع نفسه من الضحك مجددًا
بدأ الجدّ الثعلب يلفّ ويدور حول نفسه غاضبًا ،
ثم تجاهل الجميع وقفز مبتعدًا
حينها سألت يي تشيانشي بقلق:
“ إن ذهبنا إلى طائفة تشينغ زي، ألن يتم كشف هويتك؟”
تنهّد تشي مو ياو :
“ أنا في حيرة من هذا الأمر أيضًا .
في قلبي، أتمنى كثيرًا أن تكونوا حاضرين في يوم حفل الزواج .
سيكون حضوركم سعادةً كبيرة لي.
لكن إن حضرتم ، فقد يُجلب إليكم المتاعب بسبب صلتي بكم.
فكّرتُ كثيرًا في حلٍّ مثالي ، لكن… لم أجد ”
رفعت يي تشيانشي بطاقة الدعوة من على الطاولة،
وقالت بحسم لا يقبل نقاشًا:
“ يجب أن نذهب !
نحن ملزمون بالحضور إلى حفل زفافك !
أريد أن أكون شاهدة عليه بعينيّ!
أما هؤلاء الفضوليون الذين يأتون يسألون، فقد خمنوا الأمر منذ مدة .
لكن ما الذي يمكنهم فعله بنا ؟
أقصى ما يمكنهم فعله هو مقاطعة بضائعنا !”
تشي مو ياو تمتم بتردد:
“ الارتباط بمزارعين من طائفة الشياطين…
يظل أمرًا غير محبب في النهاية —”
قاطعت حديثه قائلة:
“ حتى شريكة السيد السماوي غوان نان من طائفة الشياطين !
إن كانوا يريدون محاسبتنا ، فليبدؤوا به أولًا.
ثم إنني سمعت أن السيد السماوي غوان نان سيحضر الحفل أيضًا ،
قال إنه استعار بوابة نقل طائفة تشينغ زي ، ومن باب رد الجميل، سيشارك .”
: “ حسناً … هذا أفضل.”
هذه المرة، عاد تشي مو ياو إلى طائفة يو تشونغ بشكل سري، دون أن يُعلِن عن نفسه،
لذا لم يكن تلاميذ الطائفة الصغار يعلمون بعودته أصلًا
وبعد عودة الزعيم يي رانغ و المعلم هاو شيا من الجبل،
ذهب الأربعة معًا إلى القاعة الرئيسية للطائفة
وكان المعلم هاو شيا أضعف حتى من يي تشيانشي،
إذ هرع إلى تشي مو ياو فورًا وعانقه باكيًا، لا يريد أن يتركه
في النهاية، اضطر تشي مو ياو إلى دفعه برفق وهو يقول:
“ سيدي ، زوجي شديد الغيرة .”
: “ أنا معلمك!”
: “ حتى المعلم لا يُستثنى… العلاقة بين المعلم وتلميذه
في الروايات دائمًا محفوفة بالمخاطر ~ .”
نظرًا لحساسية الأوضاع بين العالمين،
لم يكن من المناسب لتشي مو ياو أن يبيت في طائفة يو تشونغ،
فوجوده هنا لفترة طويلة قد يُعرضه لخطر أن تستخدمه
طائفة نوان يان كرهينة للضغط على طائفة تشينغ زي
مكث تشي مو ياو في طائفة يو تشونغ طيلة فترة ما بعد الظهيرة ، وغادر في المساء
وحين طار باستخدام الأداة الطائرة إلى وسط الغابة،
لم تمضِ لحظات حتى رأى شي هواي يقفز من على غصن شجرة أمامه
فقد أراد القدوم للقائه بنفسه، لكنه لم يطمئن لتركه يذهب وحده،
ومع أن ملامحه مميزة للغاية ويجهل استخدام فنون التغيير والإخفاء،
إلا أنه ظلّ ينتظر عند أطراف جبل بو هي ، خارج نطاق طائفة يو تشونغ
وما إن رأى تشي مو ياو يخرج،
حتى تقدّم نحوه فورًا، وعانقه إلى صدره وهو يتمتم بظلم واضح:
“ مرت أربعة ساعات كاملة دون أن أراك…”
قال له تشي مو ياو وهو يربّت على رأسه:
“ حسنًا حسنًا، فلنعد معًا .”
ردّ شي هواي بتوسّل طفولي:
“ لا تعد إلى طائفة هي هوان…”
: “ كن مطيعًا، لا يزال لديّ الكثير من الأمور لأرتّبها.”
قالها تشي مو ياو وهو يداعب شعره بلطف
لكن شي هواي لم يُفلته من عناقه ، وضمّه بقوة أكبر
فما كان من تشي مو ياو إلا أن وقف على أطراف أصابعه ليقبّله قبلة خفيفة
لكن شي هواي لم يرضَى بذلك ، بل استغل اللحظة ،
ودفعه إلى جذع الشجرة وبدأ يقبّله بحرارة وعناد لفترة طويلة ،
حتى هدأ أخيرًا ، فركبا الأداة الطائرة وعادا معًا إلى أراضي طائفة الشياطين
اختارا هذه المرة أداة طيران ثنائية بطيئة الطيران،
ومع ذلك، بقي شي هواي ملتصقًا به طوال الرحلة، يحتضنه كزهرة ذابلة،
مسندًا جسده بالكامل عليه، مما جعل وزنه عبئًا لا بأس به
وحين وصلا إلى بوابة طائفة هي هوان،
أنزله شي هواي وهو ينظر إليه بنظرات حزينة،
و يُودّعه على مضض
أما تشي مو ياو، فقد دخل الطائفة وهو يلتفت خلفه في كل بضع خطوات،
خطواته كانت ثقيلة، ليس بسبب الحنين ،
بل لأن شي هواي كان يُرسل ضغط روحي عليه عبر التحكم الذهني ~~~
ضغط روحي لا يُستهان به قادم من مزارع في مرحلة ولادة الروح
وحين نظر للأسفل ، رأى خيط قوس قزح الذي يرمز للشريك الزراعي
يلتفّ حوله كأنه يحاول تقييده ، أو يمنعه من الدخول ،
أو يحاول خطفه مجددًا لطائفة تشينغ زي
نظر حينها إلى وجه شي هواي، ولم يستطع إلا أن يتخيل
مشهد كلب ضخم تمّ التخلي عنه
هكذا هو شعور من يملك شريك ضخم الحجم من النوع شديد التعلّق
قال له تشي مو ياو وهو يشير إلى بوابة الطائفة:
“ إذاً، سأدخل الآن .”
“ همم.”
“ سأظل أنظر إليك وأنت تمشي .”
“ وأنا سأظل أنظر إليك حتى تدخل .”
قالها شي هواي بإصرار لا يقبل المساومة
“ إذًا… هل تسمح لي على الأقل بالدخول ؟”
عندها فقط ، خفف شي هواي من ضغطه الروحي،
فتمكّن تشي مو ياو أخيرًا من الدخول إلى طائفة هي هوان
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق