Ch13 | IOWY
كان يانغ شياولي ميّالًا قليلًا إلى إثارة المواقف ،
لكن رغم ما قاله ، لم يكن يجرؤ على تنفيذ فكرته دون
موافقة يان لان ،
فالأمر كله كان متوقفًا على قرار يان لان نفسه
كان يترقّب بشوق أن يومئ له يان لان برأسه بالموافقة
أو يرفض بالإشارة ، لكن فجأة ، دوى صوت من خلفهما
استدار كلاهما في الوقت نفسه ،
ليجدا لين جيانشينغ يركض نحوهما مرتديًا قميصه العسكري ،
على الأرجح بسبب انتهاء تدريبهم العسكري
حيث بدت هذه الفترة استراحة الغداء الحرّة
قال وهو يقترب:
“ سينبااااااي هل أنتما ذاهبان لتناول الغداء ؟”
رفع يانغ شياولي حاجبًا :
“ هل أنهيت غداءك أم أنك في طريقك لتناوله ؟”
أجاب لين جيانشينغ:
“ أنهيته بالفعل .”
ضيّق يانغ شياولي عينيه وقال بنبرة مشككة:
“ إذن، ماذا تفعل الآن ؟”
بدا على لين جيانشينغ الارتباك من السؤال وقال:
“ لا شيء في الحقيقة . لا يُسمح لنا بالعودة إلى السكن،
ففكرت أن أبحث عن مكان آخذ فيه قيلولة .”
قال يانغ شياولي بمكر:
“ أوه~. أنا ذاهب لتناول الغداء الآن ،
أما مومو… فهناك من يدعوه على الغداء .”
ثم ضغط بقوة على كتف يان لان، وابتسم بمكر، ثم استدار وركض مبتعدًا
تابع لين جيانشينغ بعينيه مغادرة يانغ شياولي
ثم التفت إلى يان لان وسأله :
“ مومو ؟”
اكتفى يان لان بابتسامة صغيرة دون شرح، ثم تابع سيره
عندها ، تحرّك لين جيانشينغ لا إراديًا ، ولحق به وسأله:
“ سينباي هل ستخرج اليوم خارج الحرم الجامعي ؟”
أومأ يان لان برأسه
: “ هل لديك موعد للغداء؟”
أومأ مرة أخرى
لم يكن لين جيانشينغ يعرف لماذا استمر في مرافقة يان لان
بدا وكأن قدميه تتحركان تلقائيًا إلى جانبه ،
بل ولسانه أيضًا لم يتوقف
: “ أنا أحسدك سينباي . أتمنى لو أستطيع الخروج
وتجربة المطاعم خارج الجامعة .”
أخرج يان لان هاتفه وكتب له
[ بعد انتهاء التدريب العسكري يمكنك ذلك ]
وبعد أن قرأها ، ابتسم لين جيانشينغ بسذاجة ،
ومرر يده على شعره القصير المرتب بعناية:
“ صحيح… لكن لا يزال أمامي وقت طويل ،
وسأتحمّل بضعة أيام أخرى…”
فجأة، بدا الحماس على وجه لين جيانشينغ، وقال:
“ أوه، بالمناسبة سينباي رأيت لوحتك في صالة عرض
الأعمال المتميزة قبل بضعة أيام .
أعجبتني كثيرًا لوحة ' غروب الشمس عند بحيرة ليشيان'
استخدام الألوان فيها كان رائعًا بحق ،
وبقيت واقفًا أمامها طويلًا ولم أرغب في المغادرة .”
أخذ هذا التحول في مسار الحديث يان لان على حين غرة،
لكن ما أدهشه أكثر أن اللوحة التي أحبها لين جيانشينغ،
وهي ' غروب الشمس عند بحيرة ليشيان ' كانت الأقل
شهرة من بين ثلاث لوحات عرضها في معرض أعمال الطلبة
المتميّزين
إذ كانت اللوحتان الأخريان تحظيان بشهرة أكبر بوضوح
ولم يكن أحد يعلم ، حتى يانغ شياولي نفسه ،
أن لوحة ' غروب الشمس عند بحيرة ليشيان ' كانت أيضًا
المفضّلة لدى يان لان من بين الثلاثة
لذا ، حين عبّر لين جيانشينغ عن إعجابه الشديد بتلك
اللوحة تحديدًا ، شعر يان لان بالمفاجأة والسعادة معًا
ولم يستطع مقاومة رغبته ، فأخرج هاتفه وكتب
[ معظم الناس يفضّلون
لوحة ' تفتح الساكورا المتأخر ' ]
ابتسم لين جيانشينغ وقال بحماس:
“ صحيح أن ' الساكورا المتأخر ' رائعة ، لكنني شخصيًا
أفضل ' ليشيان ' فأنا من أبناء هذه المنطقة ،
وكان جدّي يأخذني دومًا للتنزه حول بحيرة ليشيان
عندما يخرج ليتمشى مع الكلب .
كنا نذهب كثيرًا إلى هناك ، لكن بعد وفاة جدي ، لم أعد أزورها أبدًا .
وعندما رأيت لوحتك ذلك اليوم ، تأثرت بشدة ، وتذكرت جدي …"
ثم تابع ، بنبرة فيها حنين :
“ أرغب كثيرًا في الذهاب هناك معه مرة أخرى ،
نمشي معًا ونأخذ ' نيو نيو ' معنا… آه صحيح نيو نيو هو
الجرو الصغيرة التي ربّاها جدي، والآن أصبحت كلبة مسنّة .”
كتب له يان لان:
[ عندما ينتهي التدريب العسكري، يمكنك أن تصطحب نيو نيو إلى هناك .
لا شكّ أنها تفتقد جدّك أيضًا ]
ابتسم لين جيانشينغ وأومأ برأسه، ثم سأله:
“ سينباي لماذا رسمت بحيرة ليشيان بالتحديد؟”
وبسبب صدق لين جيانشينغ الواضح ،
لم يرغب يان لان في إخفاء شيء عنه ، فكتب له:
[ لأنني قابلت الشخص الذي أحبّه هناك لأول مرة ]
رفع لين جيانشينغ حاجبيه بدهشة وقال :
“ هل يمكنك إخباري بأمر خاص كهذا ؟”
كتب يان لان مبتسمًا :
[ طالما أنك لن تخبر أحد ]
فرفع لين جيانشينغ ثلاث أصابع ، وكأنّه يُقسم:
“ أعدك لن أخبر أي أحد .
وإذا فعلت… سأظل أعزبًا حتى التخرج !”
ضحك يان لان :
[ أليست هذه مبالغة ؟ ]
أجاب لين جيانشينغ بجدية مصطنعة:
“ القليل من التهديد يجعلني ألتزم تمامًا بالصمت !”
ثم عمّ صمت خفيف بينهما، وأصبح الجو مشوبًا بشيء من الحرج
كان لين جيانشينغ يسير ورأسه منخفض،
يتبع خطوات يان لان باتجاه بوابة الجنوب للأكاديمية
وبين الحين والآخر ، كان يسرق نظرة إلى جانب وجه يان لان الجميل ،
وكأن هناك شيئًا يتحرك بداخله
ثم تردد لحظة ، و سأل بصوت خافت :
“ سينباي … هل يمكنني أن أطرح سؤالًا وقحًا قليلًا ؟
هل ما زلت تُحب الشخص نفسه ؟
لأنني سمعت أن تلك اللوحة رُسمت في سنتك الدراسية
الأولى، وسمعت أيضًا أنك لم ترتبط بأحد منذ ذلك الحين…”
أومأ يان لان برأسه ، وأخرج هاتفه وكتب :
[ نعم، لا يزال هو نفسه ]
أبدى لين جيانشينغ دهشة واضحة :
“ سينباي هل يعني هذا أنك لم تنجح في الوصول إليه، أم…؟”
كتب يان لان:
[ في البداية كان إعجابًا من طرف واحد ،
والآن أنا من يسعى خلفه ]
لم يجرؤ لين جيانشينغ على مواصلة السؤال ،
إذ شعر أن أي استفسار إضافي سيؤدي به إلى السؤال عن
هوية من يحبّه السينباي، وهو ما لم يرد التطفل عليه
و دون أن يشعر ، كان قد رافق يان لان حتى وصلا إلى بوابة الجنوب للأكاديمية
وعلى طول الطريق، استمر لين جيانشينغ في الحديث
بحماس عن اللوحات الفنية والمعارض ،
بينما يان لان يرد من وقت لآخر برسائل قصيرة على هاتفه ،
مما خلق جوًا لطيفًا بينهما
في تلك اللحظة ، سيارة بنتلي سوداء قد توقفت للتو على
جانب الطريق قرب بوابة الجنوب
ومن المقعد الخلفي ، كان شيه يون تشي يراقب بصمت
يان لان وهو يسير برفقة شاب غريب ،
يتبادلان الحديث والضحكات ، وتبدو بينهما ألفة مريحة لا يمكن تجاهلها
ظل شيه يون تشي يتأمل الثنائي المتماشي جنبًا إلى جنب ،
كابحاً مشاعر الانزعاج التي بدأت تغلي في صدره ،
ثم أمسك هاتفه وأرسل رسالة قصيرة
في تلك الأثناء ، كان يان لان مستغرقًا تمامًا في الاستماع
إلى لين جيانشينغ وهو يتحدث بحماس عن المعرض الفني
الذي سيُقام في المدينة الشهر المقبل،
ولم ينتبه أبدًا إلى البنتلي المألوفة التي وصلت للتو
قال لين جيانشينغ:
“ عمي سيعطيني تذاكر للمعرض .
سينباي إذا كنت تريد الذهاب ، استطيع إعطائك كم تذكرة .”
كان يان لان على وشك الإيماء شكرًا له،
عندها فجأة رن هاتفه بإشعار
فتحه ليرى رسالة من شيه يون تشي
[ يان لان ارفع رأسك ، أنا هنا ]
تجمّد للحظة ، ثم رفع رأسه لا شعوريًا كما طلبت الرسالة ،
وفورًا لمح البنتلي السوداء المركونة على جانب الطريق
لاحظ لين جيانشينغ نظراته، فسأله مستغربًا:
“ سينباي؟ هل صديقك جاء يأخذك ؟”
أومأ يان لان وفتح تطبيق الملاحظات وكتب:
[ نعم، آسف، عندي أمر ضروري ، يجب أن أذهب ]
قال لين جيانشينغ بلطف:
“ لا بأس ،،، بالمناسبة سينباي هل من الممكن أن نتبادل
حسابات الويتشات؟
حتى أرسل لك التذاكر إذا وصلتني ”
رأى يان لان أن الأمر سيكون أسهل ، فتبادلا الحسابات مباشرةً
وأثناء كتابة الملاحظة التعريفية ، صفع لين جيانشينغ جبهته بخفة وقال مبتسمًا:
“ أهههخ صحييييح تحدثنا كثيراً ولم أُعرّفك بنفسي رسميًا ،
أنا اسمي ' لين جيانشينغ ' ' جيان ' بمعنى يرى ،
و ' شينغ ' بمعنى نجم ،
و أدرس تخصص الأنميشن.”
يان لان أومأ برأسه، وأرسل ردًا بعد قبول الطلب،
ثم وضع هاتفه جانبًا
لوّح بيده لـ لين جيانشينغ، ثم استدار وركض نحو مسافةٍ بعيدة
ما لم يكن يان لان يعرفه هو أن لين جيانشينغ لم يبتعد ،
بل وقف في مكانه يراقبه وهو يركض نحو السيارة المركونة
على جانب الطريق
ثم رأى رجلاً يرتدي بدلة يخرج من السيارة ويرحب بيان لان للدخول
سواء أكان وهمًا أم لا، شعر لين جيانشينغ أن ذلك الرجل
نظر في اتجاهه ثم صعد إلى السيارة
سحب شيه يون تشي بصره من نافذة السيارة والتفت
ليحدق بوجه يان لان المحمر قليلاً بجانبه ،
وبلا مقاومة ، سأل :
“ هل ذلك الشخص كان زميلك في السكن ؟”
هز يان لان رأسه :
" لا، هو أصغر مني، طالب جديد هذا العام .”
شيه يون تشي:
“ فهمت . لا عجب في ارتدائه قميص العسكرية .
من المفترض أنه ما زال في فترة التدريب العسكري…
يبدو أن علاقتكم جيدة .”
فكر يان لان للحظة :
" تقريباً ، هو أحب إحدى لوحاتي ، فتحدثنا قليلًا عندما
التقينا في الطريق ،
ثم تحدثنا بدون وعي حتى بوابة المدرسة .”
شيه يون تشي:
“ هل يمكنني رؤيتها ؟”
توقف يان لان للحظة :
“ ليست مسألة رفض ولكن اللوحة في قاعة المعارض
الطلابية في الحرم الجامعي، قد تحتاج لتسجيل دخولك وبياناتك لرؤيتها .”
ارتخى حاجبا شيه يون تشي وقال :
“ سأذهب بالتأكيد متى ما وجدت وقتًا .”
شعر يان لان ببعض القلق ، فأغلق هاتفه ونظر إلى تيانتيان الجالس بجانبه
نادراً ما كان تيانتيان يخرج
الخادمة قد ألبسته تيشيرت أخضر نعناعي بأكمام قصيرة
وبنطال أبيض ، وارتدى حذاءً أبيض نظيفًا وجذابًا
خوفًا من أن يشعر بالملل في السيارة ،
كان يان لان يتحدث إليه بلغة الإشارة ،
ممدحًا مدى وسامته اليوم
كان مزاج تيانتيان ليس مرتفعًا جدًا ،
ووجهه الصغير خالٍ من التعبير ،
لكن بالنظر عن قرب يمكن ملاحظة بعض القلق
مدركًا أن مزاجه ليس على ما يرام ،
أمسك يان لان بيده الصغيرة بلطف ،
وداعب راحة يده بإبهامه
بعد وفاة والدي تيانتيان في حادث سيارة، تبناه شيه يون تشي
وحتى اليوم، لم يُسمح له بالعودة إلى منزله السابق
وما لم يكن تيانتيان يعرفه، هو أن شيه يون تشي نفسه لم
يعد إلى ذلك المنزل منذ ذلك الحين
كان شيه يون تشي قد عاش في ذلك المنزل لفترة أطول من تيانتيان
حين كان في المدرسة الثانوية ، حوالي الخامسة عشرة أو
السادسة عشرة من عمره، اشترى شيه هان تشي ذلك
المنزل كمسكن للزواج
و كان فيه غرفة نوم شخصية لشيه يون تشي ،
وحتى غرفة الدراسة كانت مشتركة بالتساوي
تزوج شيه هان تشي، وولد تيانتيان…
و كم من الذكريات الجميلة جرت في ذلك المنزل؟
لكن الآن، تحولت تلك الذكريات إلى شفرات سكاكين خفية لا تُرى
فقد تيانتيان والديه ،
وفقد شيه يون تشي أخاه وزوجته ،
الشخصان الباقيان لم يعتمدا على بعضهما كما قد يظن
الآخرون ، بل أبقيا مسافة كبيرة في قلبيهما
واقفًا بين الاثنين، نظر يان لان إلى الأكبر بصمت ،
ثم إلى الأصغر بوجه بلا تعبير ،
وفي النهاية ، لم يستطع إلا أن يتنهد بلا حول ولا قوة
بعد نصف ساعة ، تغيّر المشهد المتطور خارج نافذة السيارة من ناطحات
السحاب إلى الجبال الخضراء الكثيفة
عبروا طريق خرساني يمر عبر الغابة ،
يكشف بين الحين والآخر عن فيلا أو اثنتين مختبئتين بين الأشجار
هذه هي المرة الأولى ليان لان في مثل هذا المكان،
وظل فضوله موجهًا للنظر خارج النافذة حتى توقفت
السيارة أمام فيلا حديثة مكونة من طابقين ونصف
لم يخرج تيانتيان من السيارة بعد
رأى المنظر المألوف خارج النافذة،
فاحمرت عيناه فورًا، وانخفض برأسه ليفرك عينيه
شعر يان لان بالأسى تجاهه ، فأمسك بيده بلطف ،
مانعًا إياه من فرك عينيه مباشرةً
وفي تلك الأثناء، كان شيه يون تشي، الذي كان جالسًا على
الجانب الآخر، قد نزل من السيارة بدون أن ينبس ببنت شفة
دار حول السيارة ، وفتح الباب ، ورأى تيانتيان —- مد يده ،
ومسح جبين تيانتيان ولفات شعره الناعمة ،
ثم انحنى وحمله إلى الخارج
ما أدهش يان لان هو أن تيانتيان لم يُقاوم إطلاقًا
بل أحاط ذراعاه الصغيرتان برقبة شيه يون تشي بإحكام،
ودفن وجهه الصغير في كتف عمه،
المكان الذي يُفترض أنه يكرهه
ما إذا كان يكره عمه حقًا، فلا يعرف إلا تيانتيان نفسه
لكن في هذه اللحظة، كان اعتماده على شيه يون تشي
والدعم العاطفي الذي يبتغيه منه واضحين بحيث لا
يستطيع أحد غيره أن يحل محله
بعد أن خرجوا من السيارة ، تبعهم يان لان إلى باب الفيلا الأمامي
كان باب الفيلا مزودًا بقفل برقم سري
و بعد عدة تنبيهات مسموعة ، انفتح الباب
المشهد الذي تخيله يان لان، المملوء بالغبار الخفيف
وشبكات العنكبوت، لم يظهر على الإطلاق
كانت غرفة المعيشة نظيفة وبسيطة ودافئة
و من الواضح أنه رغم عدم وجود أحد يسكن المنزل، فإنه يُنظف بانتظام
في غرفة المعيشة الواسعة ، توجد لوحة عائلية كبيرة معلقة على الحائط
كان تيانتيان في الصورة لا يزال صغيرًا جدًا،
ربما عمره ثلاث أو أربع سنوات فقط،
يبتسم بعينين مقوستين،
يكشف عن بعض الأسنان اللبنية البيضاء الصغيرة
الرجل الجالس على الكرسي وهو يحمل تيانتيان كان يشبه
شيه يون تشي إلى حد ما، بتعبير جاد على وجهه،
لكن حاجبيه وعينيه كانتا ناعمتين
و بجانبه امرأة ترتدي فستانًا أحمر ،
عيناها زرقاوان وشعرها الطويل بني مائل للكستنائي
ومن الواضح أنها والدة تيانتيان
لكن أكثر ما جذب انتباه يان لان هو الرجل الواقِف خلفهم
تلك الهالة ، الحاجبان والعينان، والابتسامة الجريئة والدافئة
على وجهه كانت مطابقة تمامًا لـ يون تشي قبل خمس سنوات في ذاكرته
شيه يون تشي، وهو يحمل تيانتيان، وقف في غرفة المعيشة،
يحدق أيضًا في صورة العائلة على الحائط
تيانتيان المبتسم في الصورة، الذي صار الآن يبكي بشدة بين
ذراعيه، ووجهه مغطى بالدموع
لو كان يستطيع التحدث، ربما كان ينادي والديه الآن
أخرج يان لان علبة مناديل من حقيبته القماشية ومسح
دموع وأنف تيانتيان، الذي كان مستندًا على كتف شيه يون تشي
بعد لحظة، وضع شيه يون تشي الذي كان واقفًا بلا حراك
تيانتيان، الذي بدأ يهدأ تدريجيًا، على الأرض وركع على
السجادة الناعمة قائلاً:
“ لم أحضرَك إلى هنا لأنني كنت أخشى أن تبكي هكذا ...”
شَهَق تيانتيان، و رموشه الطويلة مبللة من البكاء
مما جعله يبدو مؤثرًا للغاية
لم يعد شيه يون تشي يحافظ على تعبيره الجاد
وذابت قسوة عينيه
و أصبح نظره هادئًا ومليئًا بالمحبة ، وقال:
“ أنا أشتاق إليهم كثيرًا أيضًا ، تمامًا مثلك .
لكن لا يمكنني أن أبقى أفكر فيهم فقط ،
لأنك يا تيانتيان ما زلت بجانبي.
عليّ أن أعمل بجد، وأكسب الكثير من المال من أجلك.
حتى يأتي اليوم الذي أراهم فيه مجدداً ، وأخبرهم ألا يقلقوا،
لأن تيانتيان بخير .”
تمسك تيانتيان بملابس شيه يون تشي بقوة ،
وحدق فيه بعينيه الزرقاوين الصافيتين والجميلتين كالجواهر المبلولة
تعبيرات شيه يون تشي بلغة الإشارة واضحة جدًا ،
وكل حركة كانت مدروسة وبطيئة ،
ليضمن أن يرى تيانتيان كل شيء بوضوح
تابع : “ كان لدى هذا العم أخ حين لم يكن لديه والدين .
وعلى الرغم من أن تيانتيان ليس لديه أخ ، إلا أن لديه العم ،
وفي المستقبل سيكون لدى تيانتيان أيضًا عمة .”
وعندما أشار بكلمة “ العمة ”، بدأت صورة يان لان تتشكل
ببطء في ذهن شيه يون تشي
هزَّ ذلك قلبه للحظة ، لكنه سرعان ما رتب أفكاره وتابع :
“ أعلم أنني أخفتك عندما عدت متأخرًا ذلك اليوم ،
وأعلم أيضًا أنك لا تريد فقط العم ، لكن يا تيانتيان، هم لن
يعودوا، حتى لو عشت هنا، فهم لن يعودوا .”
زم تيانتيان شفتيه الصغيرة ، وكاد أن يبدأ بالبكاء مرة أخرى،
والدموع تملأ عينيه
بعض هذه الكلمات قد قالها له شيه يون تشي قبل عامين
ولكن في ذلك الوقت، كان تيانتيان صغيرًا جدًا،
غارقًا تمامًا في حزن فقدان والديه،
وكان يبكي بشكل هستيري كلما رأى شيه يون تشي
حتى اليوم ، بعد عامين ، كان شيه يون تشي مستعدًا
ليحضره إلى هنا،
ليواجهوا معًا حقيقة لم يرغب أي منهما في الاعتراف بها —
صورة العائلة على الحائط لا تبقى فيها سوى اثنين منهما الآن
مسح شيه يون تشي بظهر يده دموع تيانتيان عن وجهه، وقال:
“ العم هنا معك ….”
ثم مد يده خلفه ،
وبدون أن ينظر أمسك بمعصم يان لان ،
وجذبه برفق إلى جانبه ، وتابع :
“ والأستاذ هنا معك أيضًا . نحن هنا معك .”
يتبع
يا حبيبي حزني منجد صعب وضعه 🥺💔
ردحذف