Ch14 | IOWY
سُرعان ما غلب النعاس تيانتيان بعد البكاء —-
حمله شيه يون تشي بين ذراعيه ،
واستقر وجهه المستدير بلطف على كتف عمه وهو نائم،
وقد احمرّ طرف أنفه ووجنتاه من كثرة البكاء
وقف يان لان في غرفة المعيشة النظيفة والمضيئة ،
وأشار إلى صورة العائلة المعلّقة على الحائط ،
مستخدمًا لغة الإشارة ليسأل شيه يون تشي :
“ هل التُقطت هذه الصورة قبل خمس سنوات ؟”
أومأ شيه يون تشي برأسه
ظهر على وجه يان لان ابتسامة خفيفة :
“ أول مرة قابلتك فيها كانت فعلًا قبل خمس سنوات .
أنت في هذه الصورة هو نفسه من أحتفظ بصورته في ذاكرتي .”
نظر إليه شيه يون تشي بتركيز :
“ لطالما أردت أن أعرف كيف التقينا قبل خمس سنوات،
لكنك ترفض أن تخبرني .”
رفع يان لان حاجبه مجيبًا:
“ ولِمَ يجب أن أخبرك ؟ وماذا سيتغيّر إن فعلت ؟”
تنهد شيه يون تشي وقد بدت عليه الحيرة :
“ هل تحبني فعلًا ؟
في العادة من يحبّ يُخبر الآخر من تلقاء نفسه .”
أجاب يان لان بلا تردد:
“ أجل ، أحبك . لكني ببساطة لا أريد أن أخبرك .”
: “ ولِمَ؟ هل هناك ما لا يمكن قوله ؟”
هزّ يان لان رأسه : “ يجب أن تتذكّر ذلك بنفسك .”
: “ وماذا إن لم أتذكّر ؟”
: “ لا شيء "
اتجهت نظرة شيه يون تشي من الصورة إلى وجه يان لان، وسأله:
“ هل ستقع في حبّ شخص آخر ؟”
هزّ يان لان رأسه
: “ هل هذا يعني أنك غير متأكد ، أم أنك لا ترغب بذلك ؟”
ردّ يان لان ببساطة : “ لن أخبرك ”
لم يُلحّ شيه يون تشي أكثر ،
بل التفت نحو الأريكة وحمل تيانتيان النائم مجددًا ، قائلاً:
“ لنذهب ، حان وقت العشاء .”
تبع يان لان خطاه نحو السيارة حاملًا حقيبته القماشية،
وفي الطريق ناوله شيه يون تشي الطفل النائم،
ثم خلع سترته ولفّ بها تيانتيان بلطف،
وأعاده إلى حضنه، ليواصل نومه مستندًا إلى ذراعه
ربما كانت هذه أول مرة منذ أكثر من عامين يحتضن فيها
شيه يون تشي تيانتيان على هذا النحو
لاحظ يان لان كيف كان الرجل يُطيل النظر إلى ملامح الطفل
النائم بهدوء ،
وكيف امتلأت عيناه بالحب والحنان والامتنان
أخرج يان لان هاتفه وكتب له:
[ هل ستنتقل للعيش هنا مجددًا ؟ ]
نقل شيه يون تشي نظره من شاشة الهاتف إلى وجهه وقال:
“ نعم .”
أومأ يان لان برضا :
“ هذا جيد . تيانتيان سيفرح بذلك .”
شيه يون تشي:
“ لقد قلتَ إنك ستكون معه ، ولم تُنكر ذلك حينها .
في المستقبل ، تعال إلى هنا متى ما أردت ، لا حاجة لأن تستأذن مني .”
أبعد يان لان بوجهه ببطء
قال شيه يون تشي بابتسامة خفيفة :
“ لقد قلتها بنفسك… لا تكذب على الطفل "
أومأ يان لان قائلًا :
“ أعرف ”
عندها اكتفى شيه يون تشي ، وأعاد نظره إلى نافذة السيارة،
يتأمل الطريق بصمت
تناولوا الغداء في مطعم خاص يملكه أحد أصدقاء شيه يون تشي،
تميّز بتصميم صيني تقليدي وأثاث فاخر من خشب الورد الأحمر،
مما أضفى على المكان طابعًا أنيقًا وفخمًا
يبدو أن العاملين في المطعم كانوا يعرفون شيه يون تشي؛
فما إن لمحوه حتى اصطحبوه مباشرة إلى غرفة خاصة،
وجلبوا أدوات الشاي وأوراق الشاي الفاخرة
كان تيانتيان قد استيقظ حين خرجوا من السيارة ،
وجلس الآن بين شيه يون تشي ويان لان،
يتأمل الزهور الموضوعة على الطاولة الدوارة بشرود،
وكأنه لم يستفق تمامًا من حلمه بعد
بعد أن انتهى شيه يون تشي ويان لان من طلب الطعام،
جاء أحد العاملين بهدية صغيرة لتيانتيان—مروحة يدويّة
صغيرة تعمل بتحريك المقبض يدويًا
أخذ تيانتيان اللعبة وبدأ يتفحّصها بوجه خالٍ من التعبير
لعب بها قليلًا ثم فقد اهتمامه ووضعها جانبًا
كانت الألعاب في منزله محفوظة في غرفة مخصصة،
ويمكنه أن يلعب بما يشاء منها
ورغم أن شيه يون تشي كان حازمًا في تربيته،
إلا أنه لم يُقصّر عليه ماديًا أبدًا
بل إن ما أنفقه سنويًا على ألعاب تيانتيان يفوق حدود الدلال المعتاد
لكن برودة مشاعر تيانتيان لم تظهر على يان لان، الذي بدا مفتونًا باللعبة
وبعد أن استأذن تيانتيان، التقط المروحة الصغيرة،
وأدار المقبض بإبهامه لتبدأ الشفرات الطرية بالدوران،
ناشرة نسمات منعشة
حينها، التفت كلا من شيه يون تشي وتيانتيان نحوه بدهشة،
يراقبانه وهو يلعب بلطف وسعادة بتلك المروحة اليدوية
وقد رفرفت نسمات الهواء شعره الناعم ،
كاشفةً عن جبهته البيضاء النقيّة
ولم يقوَى تيانتيان على المقاومة ،
فانحنى بجسده الصغير نحو يان لان،
دافعًا رأسه ليتكئ على كتفه، ليستمتع بالنسيم أيضًا
فأنزل يان لان المروحة قليلًا ، ليتمكنا معًا من الاستمتاع بها
جلس شيه يون تشي يراقبهما،
مستندًا على يده، وعيناه لا تفارق هذه الصورة الهادئة
لم يستطع أن يمنع نفسه من الشعور ببعض التأثر
لم يكن ليتخيّل قبل اليوم مشهدًا كهذا — ثلاثتهم كأنهم
عائلة واحدة ، طبيعية ، دافئة ، ومنسجمة
بعد الانتهاء من الطعام ، لم يمكث يان لان طويلًا في منزل شيه
وما إن انتهوا من العشاء، حتى قال إنه سيعود إلى الجامعة
وبما أن الوقت كان قد تأخر قليلًا،
لم يُحاول شيه يون تشي إقناعه بالبقاء،
بل وقف وقال إنه سيودّعه عند الباب
بعد وداع تيانتيان المُثقل بالحنين، خرج يان لان حاملًا
المروحة الصغيرة التي لعب بها سابقًا،
واتجه نحو سيارة البنتلي المتوقفة أمام الباب
كان يظن أن شيه يون تشي لن يتعدّى باب المنزل،
لكن المفاجأة كانت حين دخل معه إلى السيارة،
وكأنه ينوي إيصاله بنفسه إلى بوابة الجامعة
أخرج يان لان هاتفه وكتب له باستياء:
[ السائق يمكنه إيصالي ، عدْ وابقَ مع تيانتيان ]
لكن شيه يون تشي أجابه بهدوء وهو يُغلق باب السيارة:
“ لا بأس، الخالة موجودة معه .”
ثم أمر السائق بالانطلاق دون أن يعطي للأمر مزيدًا من التفكير
فهم يان لان أن محاولة الإقناع لا جدوى منها،
فتراجع بصمت دون أن يعلّق
ساد الصمت داخل السيارة للحظات أثناء توجهها إلى كلية الفنون
وبعد فترة، قال شيه يون تشي بصوت هادئ:
“ شكرًا لك يان لان ”
ابتسم يان لان :
“ لا داعي للشكر ، لم أفعل شيئًا يُذكر .”
شيه يون تشي :
“ قبل أن تتدخل ، كنت أظن أن علاقتي بتيانتيان ستظل متوترة حتى يكبر .”
ردّ يان لان:
“ ليست غلطتك . كنت مشغولًا جدًا .
حتى غيابك عن المنزل كان لأجل تيانتيان.
كنت تخاف أن يبدأ بالبكاء فور رؤيتك،
ولم يكن بينكما وقت كافٍ أو تواصل حقيقي.
لكن ما إن تتحدثا بصراحة ، ستتحسن الأمور .
هو بحاجة إليك .
حاول أن تمنحه من وقتك كلما استطعت .”
سأل شيه يون تشي فجأة :
“ وماذا عنك يا أستاذ يان؟”
نظر إليه يان لان باستغراب ، لكن شيه يون تشي لزم الصمت بعدها
وبعد بضع دقائق ، قال شيه يون تشي بنبرة مثقلة بالهم :
“ أنا حقًا لا أعرف ما الذي ينبغي علي فعله ”
أنزل يان لان رأسه ونظر إليه ، ثم كتب على هاتفه :
[ يبدو أنني وضعتك في موقف صعب ]
تنهد شيه يون تشي بخفة بعد قراءة ما كتبه:
“ المشكلة فيّ أنا ”
كتب يان لان:
[ لا داعي لأن تقلق بشأن إيذائي . افعل ما تراه صائبًا .
إن أردت رفضي ، فارفضني وحسب ]
بعد قراءة الجملة، نظر شيه يون تشي إليه بنظرة معقدة، وقال:
“ ألم تقل إنك تريد ملاحقتي ؟”
أومأ يان لان برأسه :
“ صحيح ، لكن في النهاية ، القرار بيدك .
لا أحد يمكنه التدخل .”
قال شيه يون تشي بنبرة شبه مازحة :
“ لكني لم أرَى أي ملاحقة فعلية .
لم تقترح حتى الخروج لتناول الطعام أو الذهاب إلى السينما .”
أجاب يان لان بهدوء :
“ كنت مشغولًا جدًا ، ولم أشأ أن أزعجك
في وقت عملك ”
وبالفعل ، نظرًا إلى جدول أعمال شيه يون تشي المزدحم،
فحتى لو بادر يان لان بدعوة، ربما لم يكن هناك وقت للقاء
شيه يون تشي:
“ ربما سيكون لدي وقت خلال عطلة اليوم الوطني ...”
ثم أخرج هاتفه :
“ ما الذي تحب فعله ؟
يبدو أن أكتوبر سيكون حافلًا — سمعت أن هناك معارض
فنية وحفلات موسيقية .”
ما إن سمع يان لان كلمة “حفلة موسيقية”، حتى تردد للحظة ثم كتب:
[ هل يمكنك الحصول على تذاكر لحفلة فرقة ‘التجوال في المحيط’؟ ]
ابتسم شيه يون تشي :
“ طبعًا ، لا مشكلة . هل تحب هذه الفرقة ؟”
رد يان لان:
[ زميلي في السكن يحبها ، ويريد الذهاب ]
سأله شيه يون تشي:
“ وأنت، هل ترغب في الذهاب ؟”
تردد يان لان بين الحفلة الموسيقية والمعرض الفني ،
ثم شعر أن الذهاب إلى معرض مع شيه يون تشي قد يكون مملاً قليلًا ،
فأومأ برأسه مشيرًا إلى رغبته في حضور الحفلة
شيه يون تشي:
“ إذن لنذهب إلى الحفلة .”
ثم أرسل رسالة إلى السكرتير لين يطلب منه تولّي أمر
التذاكر، وأعاد هاتفه إلى جيبه
ثم نظر إلى يان لان وقال بجدية :
“ على أي حال ، الأمور العاطفية لا يجب الاستهانة بها .
وأريدك أن تعرف أنني أُفكر جديًا بشأن ما بيننا .
وقبل أن أتمكن من اتخاذ قرار ، أظن أن علينا الخروج في
بعض المواعيد للتعارف بشكل أعمق .”
لم يستطع يان لان كتم ضحكته وقال مازحًا:
“ أيشبه هذا الموعد الأعمى ؟”
رد شيه يون تشي وهو يعبث بأنفه بتوتر :
”… يبدو أنه كذلك إلى حدٍّ ما.
على أي حال، بما أننا توصّلنا إلى نوع من التفاهم
الأساسي، أعتقد أنه من الضروري أن نولي هذا الأمر بعض الجدية .
أنا لا أتعامل كثيرًا مع النساء ،
لا في العمل ولا في حياتي الخاصة .
وإن حصل ، فأحافظ دائمًا على مسافة محترمة .”
أومأ يان لان متظاهرًا بعدم فهم التلميح :
“ اطمئن ، لا أملك أي صديقات .”
شيه يون تشي بنبرة متعمّدة :
“ أظن أنه من الضروري أيضًا الانتباه إلى الأصدقاء
الذكور… مثل ذلك الأخ الأصغر أو أي أحد آخر .”
رفع يان لان حاجبًا :
“ وماذا عنك أنت ؟”
أجاب شيه يون تشي بجدية :
“ سأفعل الشيء نفسه ! ”
رفع يان لان ذقنه قليلًا بتعبير ساخر يفهم معناه ،
ثم حوّل نظره إلى نافذة السيارة، متجاهلًا الحديث
تفاجأ شيه يون تشي من رد الفعل غير المتوقع،
وعقد حاجبيه وقال:
“ أنت تفهم ما أقصده أليس كذلك ؟”
كتب يان لان وهو ينظر إلى هاتفه:
[ أفهم ]
قال شيه يون تشي بنبرة تحمل شيئًا من الغيرة :
“ إذًا هل توافق أم لا؟
لا أريد أن أراك المرة القادمة تخرج مع رجل آخر وتضحك
وتتبادل الحديث معه بينما أنتظر عند البوابة .
أنت تكنّ مشاعرك لي، صحيح؟
ناهيك عن أننا…”
وقبل أن يُكمل جملته ، قرصه يان لان في فخذه
احمرّ وجه يان لان قليلًا ، وحدّق فيه بنظرة تحذيرية ثم استدار ،
تاركًا له فقط مؤخرة رأسه
وضع شيه يون تشي يده على فخذه المتألّم وقال بنبرة تذمّر خفيفة :
“ يا أستاذ يان قرصاتك مؤلمة .”
وبدون أن يلتفت ، حرّك يان لان يده بحركة تدل على ' تمام ' 👌🏻
وعندما توقّفت السيارة عند بوابة الجنوب لكلية الفنون،
فتح يان لان الباب ونزل
أنزل شيه يون تشي نافذة السيارة وقال:
“ تصبح على خير .”
وقبل أن يرد عليه يان لان بإيماءة ' تصبح على خير '
سُمع صوت خطوات سريعة تقترب ، وكان الصوت مألوفًا
التفت ليتأكد مما إذا كانت الخطوات تعود ليانغ شياولي،
لكن فجأة، قفز إليه شاب نحيل ومدّ ذراعيه ليحتضنه بقوة
“ موووووموووو !”
وفي هذه اللحظة ،
اسودّ وجه شيه يون تشي داخل السيارة على الفور ~~~~~~
يتبع
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه شياولي يههههبل
( يبدو أنني وقعت في حبه !! )
متت لي لي اعشقه
ردحذف