القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch25 | DJPWNK

Ch25 | DJPWNK



قال جيانغ شو معرفًا : “ شين فانغ يو .. زميلي في العمل ”


ابتسمت يو شين بأدب، ومدّت يدها نحوه قائلة: “ مرحبًا، 

أنا يو شين. 

أنا موعد التعارف الذي رتّبته عمته ، 

لكنني لم أصبح حبيبته بعد .”


أجاب شين فانغ يو بتنهيدة خفيفة ، 

وربما كان مجرد شعور ، لكن يو شين شعرت أن التوتّر الذي 

أبداه نحوها قد تلاشى ، وكأنما شعر بالارتياح


قال مبتسمًا وهو يصافحها، 

ثم أضاف بنبرة ساخرة لا تخلو من المزاح:

“ جيانغ شو… مهووس بالنظافة ، قليل التعبير ، وبارد—”

لكنه حين تملّكته فجأة موجة من الذكريات الحماسية ، 

ابتلع الصفة الأخيرة دون أن يكملها، وتابع بنبرة هادئة :

“ ليس مناسبًا لكِ ”


يو شين: “……”


هذه أول مرة ترى فيها يو شين زميلًا يتصرّف بهذا الشكل غير المعتاد


فقد سبق أن تحدّث يو سانغ والبقية بإعجاب كبير عن جيانغ شو 

وامتدحوه لكونه طبيبًا مجتهدًا لا يتورط أبدًا في أمور العاطفة


لكن ما أدهشها حقًا لم يكن كلام شين فانغ يو


بل قبول جيانغ شو لتلك الكلمات دون اعتراض أو انزعاج


بل إن شين فانغ يو ذهب أبعد من ذلك ، 

فوضع يده على كتف جيانغ شو وجذبه إليه بارتياحٍ ظاهر


عندها سقط هاتف يو شين على الطاولة من فرط الذهول



————-



في موقف سيارات مستشفى جينهوا ——


يو شين رفعت هاتفها بهدوء ، ثم اتصلت بصديقتها المقربة 

وهي تكاد تطير من الحماس :

“ قابلت ذلك الطبيب ، في الواقع هو أكثر وسامة بكثير مما توقعت! 

وتخيلي… أعطاني بطاقة مواقف !”


صديقتها هتفت بدهشة : “ حقًا ؟! إذن لمَ لا تحاولين الفوز به ؟!”


أجابت يو شين بانفعال مضاعف:

“ لا، لا، لا… أظن أنه مثلي !!! 

تخيّلي، رجل بهذا الجمال ولم يسبق له أن ارتبط بفتاة ، 

وقال لي إنه لا يستطيع الدخول في علاقة لأسباب خاصة! 

أليس هذا مريبًا ؟! 

والأسوأ من ذلك، أنه فور انتهائنا من الطعام ، دخل فجأة 

شاب وسيم آخر ، وتصرفه كان وكأنه يعلن ملكيّته له !”


قالت صديقتها بصدمة : “ يا إلهي ! حقًا، كل الرجال 

الوسيمين إما مرتبطون أو مثليون ! 

هل التقطتِ له صورة ؟!”


فأرسلت لها يو شين صورة على الفور


كان جيانغ شو قد عرض مرافقتها إلى الطابق السفلي ، 

لكنها أصرّت على المغادرة وحدها، 

وبعد أن افترقا، التقطت صورة خلسة من أمام المصعد تُظهر ظهر 

جيانغ شو وظهر شين فانغ يو وهما يسيران معًا


وأضافت بحماس:

“ وتخيّلي !!!!!! بعد أن غادرت ، ناداه ذلك الشاب الوسيم 

نحو النافذة ، كأنه كان يوبّخه على خيانته !”


ضحكت صديقتها المقربة بنبرة مشفقة :

“ واضح أنه مستعجل ، مستعجل !”


ثم نقرت على الصورة، فرأت رجلين طويلين يقفان عند حافة النافذة


أحدهما يستند إلى النافذة بملامح يعلوها شيء من الحيرة والعجز ، 

بينما الآخر واقفًا ويداه معقودتان على صدره


لم يكن وجهه ظاهرًا للصورة لأن ظهره كان نحو الكاميرا، 

لكن هالة من التوتر كانت تنبعث من هيئته


في تلك اللحظة ، كان شين فانغ يو يحدّق بالشخص الواقف أمامه وسأله بنبرة خافتة :

“ هل كان غداء الحب لذيذ ؟”


رمقه جيانغ شو بنظرة دون أن يرد


تابع شين فانغ يو ساخرًا :

“ ألم تكن تأكله بكل سعادة ؟ لماذا التزمت الصمت الآن ؟”


ضغط جيانغ شو على جسر أنفه بإصبعيه ، 

ثم رفع عينيه نحو شين فانغ يو وقال ببرود :

“ ما الذي يثيرك بهذا الشكل ؟”


ابتسم شين فانغ يو

لكن ابتسامته كانت خاوية من الدفء ، وقال بنبرة لاذعة:

“ إذًا، كنت مستعجلًا للذهاب إلى الدولة M من أجل 

جراحة ، وفي الحقيقة كنت تهرول من أجل موعد تعارف ؟ يبدو أنني قللت من شأنك يا جيانغ شو ….”

ثم أضاف من بين أسنانه :

“ هل تتوق إلى الزواج بهذا الشكل ؟”


بردت ملامح جيانغ شو فجأة ، وقال بحدة :

“ ما هذا الأسلوب ؟ 

أتحاول انتزاع اعتراف مني بالحيلة ؟”


شدّ شين فانغ يو فكّه وتوتر صوته :

“ وهل أحتاج أصلًا إلى الحيل ؟ 

لقد أتت بنفسها إلى هنا تبحث عنك ، ألا يدلّ ذلك على أن 

الأمور بينكما تسير بسرعة؟ يا جيانغ شو "


كانت ابتسامته كأنها مرسومة على وجهه، دون أدنى حرارة، 

وعيناه تلمعان بالسخرية، ثم قال:

“ من الآن فصاعدًا ، قم بنوبة المناوبة الليلية الخاصة بك بنفسك . 

لستُ بوذا ولن أساعدك في تغطية نوبتك حتى تستعيد 

قوتك لتأخذ ابنتي في موعد تعارف ”


ازداد غضب جيانغ شو

فنظر إليه بنظرة ضيق وقال باختصار :

“ أعطيتك اعتبارًا أمام الغريبة ، لماذا تفرغ غضبك عليّ الآن ؟”


ثم مرّ بجانب شين فانغ يو متجهًا نحو باب الخروج ، ودفعه بكتفه أثناء مروره


قال بصوت خافت قبل أن يبتعد:

“ إما أن يستحق الحب التضحية أو لا …

لا أحد يطلب منك أن تضحي .”


صرخ شين فانغ يو بغضب وهو يراه يبتعد :

“ جيانغ شو !!!!!”

ثم علا صوته :

“ يسمح لك أن تتناول الغداء وتخرج في موعد تعارف 

لكن أنا لا يُسمح لي بأن أعلّق ؟”


ركل الكرسي الصغير بجانب النافذة بقوة وهو يصرخ :

“ أين ضميرك اللعين ؟!”


استدار جيانغ شو فجأة وأشار إلى الكاميرا فوق رأسه، وقال:

“ تخريب ممتلكات عامة ، ستدفع ثمنها .”

ثم دخل مصعد المبنى المفتوح دون أن يلتفت ، 

وضغط زر الإغلاق بوجه خالٍ من التعابير


رفع شين فانغ يو نظره نحو حيث أشار جيانغ شو


فرأى الكاميرا الكبيرة تومض بضوء أحمر صغير ، 

كأنها تومئ له بعينٍ تفيض بالشفقة والرثاء


ركل شين فانغ يو الكرسي الصغير البريء مرة أخرى من 

شدة الغضب، وتمتم غاضبًا:

“ اللعننننة ”


———————


لعدة أيام متتالية ، 

خيّم جوّ من التوتّر الغريب على قسم النساء والولادة في مستشفى جينهوا


العلاقة التي بدأت تتحسّن مؤخرًا بين الطبيب جيانغ 

والطبيب شين عادت فجأة إلى نقطة التجمد



فبمجرّد أن يظهر الاثنان في المكتب في الوقت نفسه ، 

كان الجو يصبح كأن عاصفة ثلجية تضرب المكان ، 

وأي بعوضة تطير قد تتجمد في الهواء ، 

حتى بات جميع العاملين يسيرون على رؤوس أصابعهم


ولحسن الحظ أن كليهما كان مشغولًا طوال الوقت ، 

ونادرًا يتواجدان معًا في المشهد ذاته


لكن… يو سانغ، وهو يحدّق في جيانغ شو وقد نقل مكتبه 

إلى الغرفة الثالثة ، لم يتمالك نفسه من التفكير { الآلهة 

تتصارع، والصغار يدفعون الثمن }


فالمكتب الأول مخصص للمدير ، 

والثاني لنائبي المدير والأطباء المقيمين ، 

أما الثالث ، فهو لطلاب الدراسات العليا ، 

والأطباء المتدربين والمبتدئين . 


وبما أن معظم طلاب جيانغ شو كانوا في المكتب الثالث، 

فإن رؤيتهم لأستاذهم يجلس بينهم جعلت أيامهم تمرّ في توتر دائم


فتح جيانغ شو الباب بسرعة ، فعمّ الصمت في المكتب 

الذي كان ينبض بالحيوية قبل لحظة ، 

ثم قال بصوته الهادئ والحازم :

“ شياو شاو ”


استدارت الفتاة التي ناداها ، وقد بدت متيبسة وهي ترفع يدها قائلة :

“ نعم، أستاذ جيانغ ”


قال دون أن يدخل الغرفة حتى :

“ رافقيني إلى العيادة ، سأنتظرك عند المصعد .”


ثم استدار وغادر مباشرةً


نهضت شاو لي من مقعدها كأنها انطلقت بضغط نابض ، 

وجمعت أوراقها وأقلامها وأسرعت خلفه

وما إن خرجت ، حتى سمعت أحدهم يعلّق مازحًا :

“ تمهّلي ، لا تسقطي !”


ولو أن الموقف كان في وقت آخر ، لشعرت شاو لي بالامتنان 

من تلك الكلمات


لكنها الآن لم تجرؤ حتى على الالتفات


كان أستاذها واقفًا على بُعد عشرة أمتار عند المصعد، 

وإلى جانبه عدوه اللدود، الطبيب شين، الذي إما كان يفتقر 

تمامًا لحسّ الموقف، أو يتعمّد إثارة الاستفزاز


فقد سار بجانب جيانغ شو وقال وهو ينظر إلى شاو لي بوجه بريء:

“ شياو شاو هل أنتِ ذاهبة إلى العيادة الخارجية ؟”



كان جيانغ شو واقفًا أمامه مباشرة، ومع ذلك، لم يتوجّه إليه 

شين فانغ يو بالسؤال، بل وجّه كلامه لها، هي، الطبيبة 

المتدرّبة الصغيرة


شاو لي كانت شبه مخدّرة من التوتر


أجابت بـ”هممم” خافتة، 

فما كان من شين فانغ يو إلا أن قال مبتسمًا:

“ آه… وأنا أيضًا ذاهب إلى العيادة اليوم ، 

لذا إن لم يعلّمكِ الطبيب جيانغ جيدًا 

يمكنكِ الانضمام إليّ "


نظر جيانغ شو إليه بنظرة باردة وقال بحدة:

“ سمعت أن آخر طالبين في اختبار المعلومات الخاص 

بالقسم قبل أيام كانا من طلابك ، أنصح الطبيب شين بالاهتمام بنفسه أولًا .”


ردّ شين فانغ يو بسرعة :

“ مجرد اختبار بسيط لا أكثر . 

لماذا لم تذكر تلك الحادثة حين كاد طالبك المسكين 

يسقط النموذج من الخوف خلال اختبار الجراحة بسبب 

وجهك المتجمّد ؟ 

يبدو أن الطبيب جيانغ يطمح للحفاظ على لقبه كأكثر معلم 

مرعب في قسم النساء والولادة لهذا العام… 

آوه صحيح شياو شاو  لا تنسي التصويت له ومساعدته على تحقيق حلمه !”


شاو لي ، من داخلها ، كانت تبكي وتصرخ { اتركوني وشأني، 

أنا مجرد طبيبة صغيرة ! }


وأخيرًا ، رنّ جرس المصعد وفتح الباب ، 

فتنهّدت شاو لي براحة


علّقت آمالها على الزحام داخل المصعد ، 

معروف أن مصعد قسم التنويم دائمًا مزدحم ، 

وعندما يندفع الجميع للدخول ، 

سيُفصل حتمًا بين جيانغ شو وشين فانغ يو


وفعلًا —- ، ما إن فُتح الباب حتى اندفع الحشد ، 

أطباء ومرافقي مرضى ، 

وهم يصرخون ويدفعون بعضهم البعض ، 

فانتهى الأمر بشاو لي محشورة في زاوية ضيقة


ظنّت أنها نجت أخيرًا ، 

لكنها حين رفعت رأسها، رأت الطبيب جيانغ مدفوعًا إلى 

طرف المصعد… والطبيب شين يقف أمامه وجهًا لوجه


تجمّدت شاو لي في مكانها ، 

وسدّت أذنيها بيديها وهمست لنفسها مرارًا :

“ لا تتشاجرا ، لا تتشاجرا ، لا تتشاجرا…”


كان جيانغ شو يحدّق بغضب في شين فانغ يو

الذي بدا وكأنه يحتضنه من شدة القرب


رفع جيانغ شو قدمه ليركله، 

لكن شين فانغ يو استغل الزحام وأمسك بساقه وثبّتها في مكانها


همس في أذنه :

“ لا تتحرك .”


الهواء الساخن الذي خرج مع كلماته لامس أذن جيانغ شو، 

مما جعله يشعر بوخز خفيف ودغدغة مزعجة 


عضّ جيانغ شو شفته وقال بصوت مكتوم:

“ ابتعد عني ”


ردّ شين فانغ يو دون خجل:

“ لولا خوفي من أن تُسحق ابنتنا ، لما أزعجتُ نفسي بحمايتك أصلاً ”


قال جيانغ شو بغيظ :

“ أنتَ…”


قاطعه شين ببرود :

“ ما بك ؟”


نظر إليه جيانغ شو نظرة حادة، فيها الكثير مما لم يُقال


ثم فُتح باب المصعد مجددًا ، 

واندفع مزيد من الناس إلى الداخل ، 

فمدّ شين فانغ يو يده ووضعها على كتف جيانغ شو — 

محيطًا به بذراعيه كما لو أنه يحتضنه


حاول جيانغ شو أن يدفعه مبتعدًا ، 

فوضع يده على صدره في اشمئزاز ، 

لكن الزحام الشديد منعه حتى من رفع ذراعه إلى النصف


تنحنح شين فانغ يو : “ احححم…” وخفض صوته قائلًا:

“ هل يمكنك أن تُبعد يدك ؟ 

أو على الأقل تغيّر مكانها ؟”


انتزع جيانغ شو يده على الفور ، 

وحين لاحظ أن نظرات شين فانغ يو بدأت تنجرف نحو الأسفل ، 

لم يتمالك نفسه وتمتم غاضبًا :

“ اللعنة …” ثم مدّ يده وقرص خصره بشدّة، وقال :

“ ما الذي يشغل عقلك طوال اليوم ؟ 

هرائك لا ينتهي .”


صرخ شين فانغ يو من الألم وقال ممتعضًا :

“ ما شأنك أنت ؟ 

ألستَ من بدأ يمدّ يده دون حياء ؟”


أدار جيانغ شو وجهه بجمود ، محاولًا كتم الغضب داخله ، 

وبدأ يحدّق في أرقام الطوابق على شاشة المصعد بصمت


قال شين فانغ يو فجأة ، وكأنه اكتشف شيئًا ممتعًا للغاية :

“ جيانغ شو … يبدو أنك تملك شامة في أذنك .”


ردّ عليه ببرود :

“ هممم ”


ثم تابع شين وهو يبتسم بمكر:

“ وأذناك أيضًا حمراوان ”


ردّ جيانغ شو فورًا بنفاذ صبر :

“ انقلع ”


وأخيرًا ، وصل المصعد إلى الطابق الأرضي



وبينما شاو لي قد لاحظت أن الاثنين كانا يهمسان طوال الوقت، 

فقد كان من الواضح أنهما على الأقل حافظا على قدر من 

الاحترام ولم يتشاجرا داخل المصعد


لكن…


ما إن فُتِح باب المصعد حتى اندفع جيانغ شو خارجًا بخطواته الطويلة ، 

ولم يمضِ سوى ثوانٍ حتى اختفى عن الأنظار


لحقته شاو لي ، وما إن وصلت إليه حتى سألها فجأة :

“ شاو لي هل أذناي حمراء ؟”


نظرت إليه بدهشة قبل أن تردّ :

“ لا… لا تبدوان كذلك .”


تنفّس جيانغ شو بعمق، 

ثم استدار ليحدّق في شين فانغ يو بنظرة حادة


أما شين فانغ ، وكأنه كان يتوقّع ذلك ، 

رفع يده مقلّدًا حركة مسدس 👈🏼 ، لكنه لم يكد ' يطلق النار ' 

حتى تجاهله جيانغ شو وأدار وجهه


قال بعدها ببرود وهو يواصل السير بسرعة :

“ بعد انتهاء العيادة اليوم ، قدّمي طلبًا إلى قسم 

اللوجستيات لبناء مصعد إضافي لقسم التنويم .”


شاو لي : “ هاه ؟”


أضاف دون أن يبطئ خطواته :

“ وإذا لم تكن لديهم ميزانية كافية ، فليخصموها من 

حساب شين فانغ يو

أخبريهم إنني أنا من اقترح ذلك .”


شاو لي : “……”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي