القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch31 | ALFKR

Ch31 | ALFKR



أومأ تشاو شينغهي برأسه إيماءة طفيفة ، 

والتقت نظراته بعينيها للحظة من باب المجاملة، 

ثم عاد بتركيزه إلى لقطات المراقبة، 

يراقب المشاهد إطارًا تلو الآخر


كانوا وحدة الأمن قد أرسلوا للتو تسجيلات الكاميرات من 

المداخل المؤدية إلى خليج باولي


كان هناك ما مجموعه سبعة مداخل


أشار تشو تشي شوان إلى أنه لم يرَى تشين وان

ولم يستطع التواصل معه ، وبينما شعر شينغهي بالملل ، 

بدأ يتصفح اللقطات بشكل عشوائي ليتحقق عنه


أبقى تشاو شينغهي عينيه مركّزتين على الشاشة ، 

دون أن يلتفت إلى شو تشي يينغ مجددًا


: " تابعي "


"..."


سردت شو تشي يينغ بإيجاز ما حدث على الطريق


فجأة ، قاطعها تشاو شينغهي الذي كان صامتًا طوال الوقت وسأل: " أي سيارة؟"


" جيب ، بلا لوحة أرقام—"


قاطعها مرة أخرى : " ليست هذه ،، التي جاءت لاحقاً ."


: " فولكسفاغن "


نظرًا لأن تشين وان تصرف طوال الحادثة كأنه بطل خفي لا 

يطلب أي مقابل—لدرجة أنه لم يخبرها حتى باسمه الكامل

—فقد تعمدت شو تشي يينغ حفظ رقم لوحة سيارته


و لم تعد هناك حاجة لمراجعة اللقطات ——-


أغلق تشاو شينغهي اللابتوب ، 

ونهض فورًا ، لم يتغير تعبير وجهه ، لكن الحدة في عينيه 

جعلت شو تشي يينغ تتوقف لحظة


: " قلتِ إنه شاهدك تغادرين ثم أوقف سيارته بجانب الطريق ؟"


: " نعم."


{ إذاً لم يكن ينوي العودة 


شو تشي يينغ لا تعرف تشين وان ، 

لكن احتمالية أن يكون هو لا يعرف من تكون ؟ 

ضعيف للغاية !!! }


استشعرت تغيرًا خفيًا في مشاعر تشاو شينغهي، 

لكنها لم تفهم لمَ كان مهووسًا بتفصيل يبدو تافهًا في 

نظرها وسط كل ما حدث


وخوفًا من أن يكون قد بدأ يشك في تشين وان ، أضافت بتحفّظ :

" أظنها مجرد صدفة . 

لكنني حقًا أعتقد أنها لا تتعدى ذلك—صدفة 

لم يكونا معًا ."


لكن تشاو شينغهي لم يعد يستمع


استدار، التقط معطفه ومفاتيح سيارته، 

وسأل وهو في طريقه للخروج:

" ما حالته ؟"


لم تكن شو تشي يينغ تدرك تمامًا ما الذي يقصده ، 

لكنها أجابت بصدق:  

" أُصيب ، 

وفَقَدَ كمية كبيرة من الدم . سألته ، فقال إنه بخير . 

بدا وكأنه لا يريد أن يعلم أحد—"  


: " فهمت "  


غادر تشاو شينغهي صالة كبار الشخصيات بخطى سريعة دون أن يلتفت للخلف : 

" الآنسة شو افعلي ما تشائين ."  


 


مستشفى رينجي ——-


تحت إشراف الممرضة ، خضع تشين وان لسلسلة من الفحوصات


التشخيص النهائي : رضوض في الأنسجة الرخوة لمفصل اليد ، 

وارتجاج خفيف في الدماغ . 

وقد أوصى الطبيب بالتنويم في المستشفى .  


"..."  


حاول تشين وان أن يرفض بلطف: " طبيب  

لا أظن أن الأمر يستدعي ذلك—"  


قال الطبيب بنبرة صارمة : " يا بُني اعتنِ بجسدك .

مجرد أنك لا تشعر بالألم الآن لا يعني أنك بخير . 

كثير من الإصابات لا تظهر أعراضها فورًا . 

المناطق المصابة قريبة من الدماغ والعينين — ولا يمكن 

التساهل معها إطلاقًا ."  


لم يكن أمام تشين وان خيار سوى الموافقة


: " عليك إكمال إجراءات الدخول. لم يأتِ أحد معك؟"  


: " لا …. " مدّ يده قائلًا :  

" يا طبيب ، فقط أعطني الأوراق وسأتولى الأمر بنفسي ."  


رمقه الطبيب بنظرة قصيرة ، ثم رقّ صوته وقال:  

" بإمكانك الدفع بالبطاقة . 

سأطلب من الممرضة إحضار الأوراق إلى غرفتك لتوقّعها."  


أجابه تشين وان :  

" شكرًا يا طبيب ."  


كانت مستشفى رينجي مستشفىً خاصًا، 

وقد اختار تشين وان غرفة مفردة


بعد ليلة مرهقة ، بلغ جسده وذهنه حد الانهيار


كان يفهم تلك النظرة في عيني الطبيب، 

لكنه لم يُعِرها اهتمامًا


لقد اعتاد منذ زمن بعيد مواجهة صعوبات الحياة وطحن القدر بمفرده


وبالمقارنة بما مرّ به في طفولته ، 

لم تكن هذه الإصابات تُعَد شيئًا يُذكر


كان جائعًا …. و مرهقًا


كل ما فكر فيه هو أنه سينام ، وسينتهي الأمر

 

لكن حتى في هذه الحالة من الإنهاك التام ، 

ظل الإحساس العميق بالمسؤولية مغروسًا في عظامه ، 

يذكّره بأنه نسي إبلاغ تشو تشي شوان


لم يَحضر في الموعد كما كان متفق


{ ولم يكن أحد ليلاحظ — باستثناء تشو تشي شوان }


لذا، باستخدام آخر ما تبقّى من شحن في هاتفه ، 

اتصل برقم تشو تشي شوان


ورغم أن تشين وان حاول التخفيف من وقع الأمر

إلا أن تشو تشي شوان انفجر غاضبًا حين سمع ما حدث ، 

وأصرّ على الحضور إلى المستشفى


لقد تعلّم من التجربة ما تعنيه عبارة " الأمر ليس خطيرًا " 

في قاموس تشين وان


كأن يُضرب حتى تكتسيه الكدمات من طلاب القسم الدولي 

الأكبر سنًا في زقاق خلفي ' وبالتأكيد ، ردّ لهم الصاع صاعين لاحقًا ' 

أو يتسلّل إلى نادٍ ليلي وعمره لا يتجاوز السادسة عشرة 

لإنقاذ سونغ تشينغمياو من رجل وقح متحرش — كل هذا ، 

في نظر تشين وان " ليس بالأمر الخطير"


كان تشين وان جديرًا بالثقة…  

لكن عندما يتعلق الأمر بنفسه ، لم يكن يُعتمد عليه إطلاقًا



صرخ تشو تشي شوان عبر الهاتف : “ كفى ! لا تحاول حتى 

أن تعترض . أنا في طريقي الآن .

وبمجرد أن أعرف من فعل هذا ، سأجعله يندم .”


“…”


انطفأ هاتف تشين وان —- ولم يكن بوسعه منعه



—————————-



أنهى تشو تشي شوان المكالمة في اللحظة نفسها التي 

صادف فيها تشاو شينغهي وهو يخرج من جناح كبار الشخصيات


: “ توقيت ممتاز ….” قالها معتقدًا أن شينغهي سيمكث

ليلته هنا وأنه سبق أن صرف سائقه ، والآن ، العودة من 

وسط المدينة ستستغرق وقتًا : 

“ أعرني سيارتك . يجب أن أذهب .”


ورغم أن طلبه كان يُعد خدمة ، إلا أن نبرته لم تكن مهذبة


لكن تشاو شينغهي لم يتضايق

و ردّه جاء سريعًا وحاسمًا :

“ لا داعي ، سآتي معك .”


“؟”


استدار تشو تشي شوان بدهشة :

: “ أنت—”


: “ الأمر يخصني "


ولأنه لاحظ أن تشو تشي شوان لم يضغط زر المصعد ، 

بادر تشاو شينغهي بفعله ، وطلب المصعد إلى الطابق B1


ثم، وبنبرة منخفضة ثابتة، 

سأل وهو يرمقه بنظرة عميقة وقد لاحظ آثار الذهول لا تزال على وجهه :

“ هل ستأتي أم لا؟”


عُقِد حاجباه ، وهيبته غطّت المكان


ورغم أن ملامحه بقيت هادئة ، إلا أن تشو تشي شوان شعر 

بوضوح أن شينغهي كان غاضبًا بشدة


لم يسبق له أن رأى تشاو شينغهي غاضبًا بهذا الشكل من قبل


لذا، ومن دون تردد، ضغط على زر إغلاق المصعد بسرعة


قاد تشاو شينغهي السيارة بنفسه ——-


السيارة تسير بثبات ، ومع ذلك، شدّ تشو تشي شوان حزام الأمان غريزيًا


لم يكن يعلم أن شخصًا بمثل هدوء تشاو شينغهي قد 

يتحوّل على الطريق إلى ما يشبه “سيد الزحام العنيف”


وبما أن الأمر يتعلق بـ تشين وان —- كان لدى تشو تشي 

شوان العديد من الأسئلة


لكن تشاو شينغهي اكتفى بملخص مختصر ، مباشر ، لما 

نقلته شو تشي يينغ


ومع ذلك، لم يفهم تشو تشي شوان لماذا يُصرّ تشاو 

شينغهي على الذهاب بنفسه


وبين ارتباكه وريبة مشاعره ، قرر تشاو شينغهي أن يوضح:

“ بقايا قاعة الكركي الأبيض بدأوا بإثارة المشاكل مجددًا . 

التفاصيل… لا نعرفها بعد . 

نحتاج أن نسأل تشين وان .”


في اللحظة نفسها فهم تشو تشي شوان كل شيء— 

{ هؤلاء اختاروا هذه اللحظة بالذات لزرع الفوضى حول تشاو شينغهي 


وتشاو شينغهي؟

من المستحيل أن يتركهم يفرّون بفعلتهم }


الشرح كان منطقيًا، متماسكًا، ومعقولًا بالكامل


لذا صدقه تشو تشي شوان


لكن في داخله ، ألقى اللوم على تشاو شينغهي


{ تشين وان انجرف إلى هذه الفوضى عن طريق الصدفة تمامًا …


أما السبب الحقيقي ؟


فهو تشاو شينغهي …


سواء من ناحية أخلاقية أو منطقية ، 

كان من المفترض تمامًا أن يكون هو من يذهب بنفسه }


اندفعت سيارة المايباخ بسرعة على الطريق الساحلي، 

والبحر الليلي الواسع يمتد بلا نهاية على الجانبين


لم يكن يقطع هذا الظلام سوى أضواء المصابيح الأمامية—

كأنها تلك المشاعر الغامضة داخلهم ، 

التي بدأت تتبلور ببطء، تتضح تدريجيًا ، حتى—مزّقت الليل


—————————-


غرفة المستشفى 


الممرضة قد لفت ضمادات كبيرة حول جبين تشين وان وذراعه وكتفه


: “ آوااااان!”


: “ قلت لك إنني بخير—”

توقف تشين وان فجأة ، واتسعت عيناه قليلًا

وبعد أن تأكّد من هوية الزائران ، تردد قبل أن يتكلم :

“ السيد تشاو؟”


لم يسبق لـ تشاو شينغهي أن رأى تشين وان بهذه الحال—

مُصابًا، مرهقًا، وهيئته مبعثرة


انعقد حاجباه قليلًا ، لكنه لم يقل شيئ ، واكتفى بإيماءة خفيفة


قبل لحظات فقط، كان تشين وان يشك في تشخيص 

الطبيب حول وجود ارتجاج خفيف في الدماغ


أما الآن، فقد شعر أنه لا يعاني من ارتجاج فحسب، بل من 

اضطراب في دقات قلبه وتشتّت كامل في أفكاره


لسببٍ ما، ومنذ أن دخل تشاو شينغهي الغرفة ، لم يتوقف شينغهي عن النظر إليه


نظر إليه طويلًا… طويلًا جدًا


شعر تشين وان وكأن نظراته تجرّده من كل شيء ،  

تَكشف روحه ، وتُعرّيها أمامه


بدأت منطقة الإبرة الوريدية تنتفخ قليلًا


لم يكن مرتاحًا لشكله الحالي، وشعر بشيء من الحرج، 

فسأل، مترددًا ومندهشًا بعض الشيء :

“ ما الذي جاء بالسيد تشاو إلى هنا ؟”


لم يُجبه تشاو شينغهي مباشرةً

كان يمكنه أن يُخبر تشو تشي شوان بأنه جاء بسبب شو تشي يينغ و عصابة قاعة الكركي الأبيض ،

لكن لا يمكنه قول ذلك لـ تشين وان


ولأنه ظل صامتًا ، بادر تشو تشي شوان بالإجابة بدلًا عنه، وقال بصراحة:

“ الآنسة شو قالت إنك أنقذتها . 

أولئك الأشخاص كانوا من بقايا قاعة الكركي الأبيض .”


ساد الهدوء فجأة على ملامح تشين وان


{ هكذا إذن… }


لقد كان منشغلًا بشعور الانتشاء بعد رؤيته لجبل فوجي، 

وكاد ينسى أن الفتاة التي أنقذها كانت شو تشي يينغ


شعر بموجة من الحرج تغمره — لأنه ترك مشاعره تسيطر عليه ، 

ولأنه سمح لخيالات لا مبرر لها بأن تتسلل إلى ذهنه


لم يكن خجله نابعًا من قدوم تشاو شينغهي شخصيًا من 

أجل شو تشي يينغ—بل لأنه لم يُدرك ذلك على الفور


لو كان قد جاء لأجل شو تشي يينغ، فهذا أمر طبيعي ومتوقّع


لكن كون تشين وان لم يخطر بباله ذلك مباشرةً —


{ فهذا يعني ، في أعماقي ، أنني لازلت أحمل أوهامًا لا يمكن 

البوح بها… أفكارًا بشعة ومخزية }


هذا الإدراك صدمه، وتصادم مع مبادئه وواقعه،

وهو ما جعله يشعر بالخزي الحقيقي—ذاك النوع من 

الخزي الذي يجعلك تتمنى لو تختفي عن الوجود


لم يكن تشين وان يومًا يظن نفسه شخصًا نقيًا أخلاقيًا


لقد ارتكب الكثير من الأمور السيئة، القاسية، والمتسخة

يداه لم تعودا طاهرتين منذ زمن


لكن في تلك اللحظة،

كان شعوره بالذنب والاشمئزاز من نفسه أكبر حتى من 

حقيقة أن تشاو شينغهي خاطب الانسة شو


للحظات وجيزة، راودته رغبة في الاختباء… في الهرب


لم يستطع مواجهة تشاو شينغهي

والأدهى من ذلك، لم يستطع حتى مواجهة نفسه


جروحه الجسدية كانت مؤلمة،

لكن الألم الحقيقي كان في ثقل الشعور بالذنب الذي سحقه من الداخل


أما تشاو شينغهي، فلم يكن يفهم تمامًا لماذا فقدت عينا تشين وان بريقهما المعتاد

{ ربما بسبب إصابته؟ 


أو لأنه لم يعد متماسكًا كما كان دومًا ؟ }


لكنه أحس بشيء غريب في نظرته — { شيء يشبه الندم… وربما القرار ؟ }


لم يكن يعرف ما هو الندم الذي يشعر به تشين وان 


ولا القرار الذي اتخذه بالضبط —— ،


لكن كان هناك إحساس واضح — 


وكأن شيئًا ما يسقط من بين يدي شينغهي في هذه اللحظة 

بالذات… شيء لا رجعة فيه …..


و شعور نادر وخافت من الذعر —- بدأ يتحرك داخل تشاو شينغهي،

انقبض قلبه فجأة ، دون أن يستطيع تحديد السبب


{ لقد تعرّض تشين وان لهذا كله بسببي أصلاً }


أما مصيبة شو تشي يينغ، فلم تكن مستغربة تمامًا؛

كما يقول المثل في هايش : ' من يأكل السمك المملح، 

عليه أن يتحمل العطش '


عائلتا شو وتشاو تحالفتا لتقاسما بقايا قاعة الكركي الأبيض 

وإن كانت شو تشي يينغ تطمح لقطف ثمار هذا الصراع 

الدموي ، فعليها أن تكون مستعدة لدفع الثمن


{ لكن تشين وان ؟

لم يكن له أي مصلحة… ومع ذلك ، هو من تحمّل الألم والإصابات ….


حتى في المرة السابقة في يينغتشي ( ch14 / مع الشرطة )

كان التدخّل مني هو ما جلب المتاعب إلى تشين وان }



ولأول مرة، شعر تشاو شينغهي بوخز تأنيب ضمير نادر


لكنه لم يكن معتادًا على زيارة المرضى ، 

لذا بدا تصرفه متوترًا وغريبًا بعض الشيء


اقترب من السرير، انحنى قليلًا، وسأل بنبرة دافئة:

“ كيف حال إصاباتك؟ هل كان معهم سلاح ؟”


ظنّ تشين وان أنه يسأل للحصول على معلومات ميدانية،

فاستجمع نفسه وردّ بجديّة، يروي ما يتذكره:


“ لا، لم يكن معهم أسلحة نارية ،

لكن من المحتمل أنهم كانوا يحملون شيئًا آخر في السيارة

— أسلحة بيضاء أو بضائع مهربة .

لاحظت أن صندوقي الجيب من طراز A67 كانا منخفضين 

جدًا من الخلف ، 

وهي سيارات من الطراز الأساسي ، بلا لوحات . 

عادةً تُستخدم في عمليات التهريب عبر الحدود .”


“…”


زم تشاو شينغهي شفتيه بصمت

ونظر مطولًا، بتأنٍ، إلى كل إصابة على وجه تشين وان ويديه


:“ لديك ملاحظة قوية .”


لكن ولا كلمة مما قاله كانت ما أراد أن يسمعه شينغهي ……


“…”


شعر تشين وان أن تشاو شينغهي لم يكن راضيًا عن جوابه،

لكن ما قاله كان كل ما استطاع تذكره في تلك اللحظة المشوّشة والخطرة


فتح فمه قليلًا ، لكنه لم يكن متأكدًا ما الذي يمكن أن يضيفه


جسده المُنهك ورداؤه الطبي جعلاه يبدو وكأنه يعتذر عن وجوده


وهذا المشهد الغريب —- الغريب حتى عليه هو نفسه ، 

حرّك شيئًا في تشاو شينغهي—شيئًا غامضًا دفعه للتصرف بسرعة ووضوح


بعد صمت طويل ، تَوصّل إلى ما بدا له موقفًا مناسبًا ، 

يليق بدوره ومكانته

وبملامح أكثر صدقًا مما اعتاد ، قال :

“ تشين وان …. كان الهدف أنا،

وأنت تورّطت بالصدفة .

إن احتجت إلى أي شيء… فقط أخبرني .”


: “ السيد تشاو "


ناداه تشين وان بصوت خافت


توقّف تشاو شينغهي عن الكلام فورًا ، والتفت إليه بكل انتباهه


ربما لم يُدرك ذلك،

لكن حتى نظرته حملت لمحة خفية من التشجيع—

كأنه يأمل أن يقول تشين وان المزيد


لطالما ظنّ تشين وان أنه يملك نفسًا قوية ، 

وقلبًا لا يضعف بسهولة


حتى في هذه الليلة، لم يشعر بألم لا يُحتمل


أن تدهسه سيارة جيب ، أن يرتطم رأسه —

لم يكن هذا ما يؤلمه …


ذراعه التي سُحقت على نافذة السيارة ، 

الدم الذي نزف منها—لم يؤلمه ….


رؤيته لـ شو تشي يينغ وهي تمشي نحو أضواء المدينة 

المتلألئة—كان قادرًا على تحمّله ….


لكن زيارة تشاو شينغهي الشخصية ، واعترافه وشكره ،

تسببت في تصدّع شيء عميق داخل قلب تشين وان


في البداية ، كان الجرح ينزف ببطء


ثم، بدأ الدم يثقل، ويفور


لأنه، مرة أخرى ، أدرك بوضوح مؤلم—


{ تشاو شينغهي جاء إلى هنا من أجل شو تشي يينغ


ليسألني عمّا حدث ، نيابةً عنها ….


ليشكرني ، نيابةً عنها ….


ليسدد الدَّين، نيابةً عنها …. }


عقله كان يصرخ بـ ' توقف عن هذا الألم غير الأخلاقي فورًا ...

لكن جسده لم يُطعه


كان يشعر وكأن ذهنه ينقسم إلى شخصيتين


الألم تأخر،

لكن حين جاء،

جاء عميقًا، لا يتزحزح


ومع ذلك، بقي تشين وان متماسكًا

ابتسم برقة، كما اعتاد دومًا، وقال:


“ شكرًا لك السيد تشاو ،

لكن لا حاجة لي بأي شيء .

لا داعي لأن تقلق عليّ "


انقبض قلب تشاو شينغهي فجأة


ذلك الشيء الغامض ، الذي لم يكن يعرف سببه ،

كان يسقط بعيدًا بوتيرة أسرع 


{ تشين وان .. يخبرني —

' لا تقلق عليّ '


تمامًا كما فعل سابقًا —

مهذّب ، متحفّظ ، مدروس… ومراوغ }


: “ أمتأكد أنك لا تحتاج شيئًا ؟ ….”

لم يكن تشاو شينغهي متأكدًا أين يكمن الخلل،

لكن كل ما فعله هو أنه حاول أن يبدو أقرب،

أن يُظهر أنه شخص منطقي، يُدرك معنى الامتنان


“ أُصبت بسببي . هذا يجعل الأمر مسؤوليتي .

من حقك أن تتلقى على الأقل تعويضًا أو شكرًا مناسبًا .”


أجاب تشين وان ببساطة :

“ لا داعي لذلك . الآنسة شو قد شكرتني بالفعل .”



يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي