القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch33 | ALFKR

Ch33 | ALFKR



قاعة اجتماعات مينغلونغ ——


عندما وصل تان يومينغ وشين تسونغنيان، كان تشاو 

شينغهي يراجع التقرير الطبي اليومي القادم من المستشفى



ورغم أن محتواه يكاد يتكرر كل يوم، إلا أنه قرأه بعناية


رفع رأسه ونظر إلى الرجلين، ثم أشار لهما بذقنه :

“ انتظرا قليلاً .”


{ كان رأسه مستديرًا حقًا ~ }


أغلق تشاو شينغهي اللابتوب دون أن يظهر عليه أي تعبير


جلس تان يومينغ على الأريكة، 

وظن في البداية أنه يعمل، لكن سرعان ما تلقّى تشاو شينغهي مكالمة

صوته كان منخفضًا، لكن كلمات مثل “شوربة”، “تغذية”، 

و”دعه وشأنه” سُمعت بوضوح


أومأ تان يومينغ لـشين تسونغنيان بيده ، مشيرًا له أن يُصغي أيضًا


إلا أن تشاو شينغهي أنهى المكالمة سريعًا، دون أن يترك مجالًا لمعرفة المزيد

لكن تان يومينغ من أولئك الذين لا يرتاحون حتى معرفة الحقيقة

وقبل أن يبدؤوا بمناقشة الأعمال ، لم يستطع كبح فضوله وسأل:

“من كان على الهاتف؟”


وكعادته، لم يُمانع تشاو شينغهي في تلبية فضوله، 

فأجاب ببساطة:

“مدبرة المنزل.”


تان يومينغ: “ما الأمر؟”


أخذ تشاو شينغهي العقد من يده وبدأ بتصفحه دون أن يرفع عينيه

“ لديها قط. لا يريد أن يأكل .”


“…”


شعر تان يومينغ أنه يتعرّض للسخرية :

“ هل هذا نوع جديد من الدعابة الجافة ؟”


حتى شين تسونغنيان رفع بصره متفاجئًا


لكن تشاو شينغهي لم يشرح أكثر، بل دخل مباشرة في صلب العمل


ورغم أن الاجتماع لم يكن رسميًا،

استمر النقاش حتى حلول المساء

وحين انتهوا، 

سأل تان يومينغ:

“هل ترغب في مرافقتنا لزيارة تشين وان؟

جيانغ يينغ سيكون هناك أيضًا . آ-شوان أخذه اليوم إلى جزيرة باي للرسم . 

سنلتقي في المستشفى .”


لكن تشاو شينغهي رفض بلطف

ولم يرغب في الذهاب مع جماعة

فتذرّع ببساطة قائلاً :

“ عليّ العودة إلى المنزل القديم الليلة .”


كان الجد تشاو ماوتشنغ قد ألحّ عليه في الأيام الماضية، 

وعلى الأرجح كان يريد توبيخه على المؤتمر الصحفي وفعالية الاحتفال


قال تان يومينغ: “ حسنًا ”، لكنه شعر أن تشاو شينغهي 

يخلو تمامًا من العاطفة

ثم ذكره:

“عندما نقيم حفلة خروج تشين وان من المستشفى، لا تتغيب .

فإصابته مرتبطة بك بشكل أو بآخر .”


لكن تشاو شينغهي لم يُبدِ موافقة مباشرة ، واكتفى بالقول:

“ سنرى .”


“…”


——-



كان السائق بانتظار شينغهي في موقف السيارات



وحين صعد إلى المقعد الخلفي ، 

لم يفتح أي ملف عمل كما اعتاد أن يفعل دائمًا


وصلت بعض الصور الجديدة على هاتف تشاو شينغهي


——- تشين وان يأكل تفاحة ، رموشه منخفضة ، وشفاهه حمراء


لم يُعرف إن كانت تلك قطرات ماء أم عصير تفاح ، لكنها 

تساقطت على أصابعه


——- تشين وان يعمل بينما المغذي موصول بذراعه ، 

وجهه شاحب قليلًا ، يكتب بيد واحدة وبملامح جادة


——- تشين وان نائم دون أن تغطيه البطانية جيدًا ، 

و قدمه مكشوفة — شديدة البياض 



عندما وصل تشاو شينغهي إلى المنزل القديم ، 

بدأ الخدم بتقديم العشاء


كان السيد تشاو مين وزوجته وان هيي حاضرين أيضًا


كانا قد عادا من معرض فني في النمسا في اليوم السابق


تشاو مين نحات ، بينما وان هيي رسّامة


ما يُسمّى بـ”الثنائي الفني المتناغم” كان في الحقيقة قائمًا على ثروة طائلة


منذ زمن طويل ، أدرك الجد تشاو ماوتشنغ أن ابنه تشاو 

مين لا يملك موهبة في الأعمال أو السياسة ، 

فأفرغ كل طموحاته وتوقعاته في حفيده البكر


ومنذ طفولته ، بدأ بتدريب تشاو شينغهي بصرامة ، 

حرصًا على ألا تنقطع سلالة العائلة


سألت وان هيي إن كان تشاو شينغهي مشغولًا هذه الأيام


لم يكن تشاو شينغهي مقربًا من والديه، فأجاب بإيجاز


ابتسمت وان هيي وسألته عن تعاون مينغلونغ الأخير مع 

عائلة شو

وقالت إنها سمعت أن الابنة الكبرى في العائلة فائقة 

الجمال والذكاء. وسألته إن كان ذلك صحيحًا


أجاب :

“ لا أعرفها جيدًا "


“…”


كان صوته هادئًا وباردًا. 

تبادل تشاو مين ووان هيي النظرات، ولم يجرؤا على الإلحاح أكثر


لطالما شعرا ببعض الخوف من ابنهما


حين كان تشاو شينغهي طفلًا ، تركه والداه في رعاية جدّيه، 

وتجولا العالم بحثاً للرومانسية والفن


ولم يكن لديهما أدنى فكرة عن قسوة النظام التعليمي 

النخبوي الذي فرضه تشاو ماوتشنغ عليه


وبحلول الوقت الذي انتبها فيه، كان ذاك المراهق البارد قد 

أصبح شابًا غامضًا، منغلقًا، لا يمكن سبر أغواره


كان الناس في الخارج يصفونه بالغموض، 

لكن حتى والداه لم يتمكّنا من فهمه، 

ولم يحظيا يومًا بعلاقة حقيقية معه


تشاو شينغهي لم يُصدر حكمًا يومًا على كفاءة والديه

ولم يتوقّع منهما شيئًا أصلًا


في الحقيقة، لم يتوقّع الكثير من أي أحد—حتى من نفسه


ورغم كثرة الناس في قصر عائلة تشاو القديم، كان الشيء 

الوحيد الذي يثقله هو ذلك الإحساس الفارغ والفخم 

والمفرغ من المعنى بالمسؤولية


إحساس ثقيل كألف جبل، أُوكل إليه منذ أن كان في الثامنة 

من عمره، ولا مفرّ من أن يحمله طوال حياته


ومن هذه الزاوية ، إن كان تشين وان يرى أن تشاو شينغهي شخص طيب ،

فلربما كان مُحقًا


فالمسؤولية والواجب، هما أيضًا شكل من أشكال الطيبة


———-


بعد العشاء، غادر السيد والسيدة تشاو أولًا


كانت جولة فنية في أمريكا الشمالية بانتظارهما، 

وربما لن يعودا حتى حلول رأس السنة


ومن باب المجاملة، قال تشاو شينغهي:

“ رحلة موفقة .”

ولم يزد أكثر


عائلة شديدة التهذيب والرسمية——


نادى تشاو ماوتشنغ حفيده:

“ تعال إلى المكتب .”


وبما أن ابنه لم يكن كفؤًا ، فقد كان صارمًا بشكل استثنائي مع حفيده الأكبر


اختار له الاسم “تشاو شينغهي” بمعنى ألّا يكون معزولًا في الأعالي ، 

ولا منساقًا خلف أصواتٍ جوفاء


وبعد سنوات طويلة في السلطة ، لم يخفت شغف تشاو 

ماوتشنغ بالسيطرة ، بل ازداد


كان يتدخل في كل شيء — من العمل إلى الشؤون الشخصية


قال بحدة:

“ حتى حين يعود والداك ، لا تأتي إلى البيت .”


ولولا استدعاءاته المتكررة ، لما جاء تشاو شينغهي في هذا اليوم


نادراً يعود إلى المنزل القديم ، إذ لا يحمل له أي ذكريات جيدة 


كبالغ ، لم يكن يحب الظهور العلني ، رفض إجراء المقابلات ، 

وتجنب التصوير—وكل ذلك في سبيل حريته


وجذر جميع تلك القيود ، كان هنا ——


:“ ما الذي يشغلك إلى هذا الحد حتى لا تجد وقتًا للعودة إلى منزل العائلة ؟”


لم يكن سؤالًا، بل اتهامًا


لكن تشاو شينغهي لم يعد يُلقي بالًا لمراقبة جده أو اختباراته


ذلك العجوز الذي كان يومًا قويًّا لم يتبقَّ له سوى بقايا سلطة خاوية


لم يعد بمقدوره التحكم بحياة حفيده


في هذه المرحلة، ما أراد تشاو شينغهي فعله، لا أحد يستطيع منعه


رفع كوب الشاي بهدوء وأخذ رشفة، وردّ بصوت لبق وبارد:

“ كنت مشغولًا ببعض الأمور .”


“…”


لم يكن يحمل مشاعر قوية تجاه جده تشاو ماوتشنغ

لكنه كان قادرًا على الحديث بأدب حتى مع من لا يطيقهم


أما حين لا يعود قادرًا على التحمّل ، فأسلوبه عندها يكون مباشرًا وصارمًا


صمت الجد تشاو ماوتشنغ للحظة ، 

ثم حدّق فيه بعينين مظلمة غاضبة


قال غاضبًا:

“ كفّ عن المراوغة! 

أتظن أنني أصبحت عجوزًا ولا أستطيع التحكم بك؟


موضوع عائلة شو—كيف تنوي أن تفسّره؟ لهم؟ للعامة ؟”


ضرب عصاه على الطاولة بعنف، كأنه يواجه خيانة عظيمة


تشاو شينغهي نظر إليه بفضول خفيف

رد بنبرة هادئة :

“ أولًا ، شؤوني الخاصة لا تتطلب تفسيرًا لأي أحد .

وثانيًا ، بما أنك قمت بنشر شائعة عن خطوبة دون علمي أو موافقتي ، 

فعليك أنت أن تفسّر ذلك لعائلة شو وللرأي العام .

وفي الواقع، لو أردت محاسبتك، أنت من يدين لي بتفسير .”


“…”

اشتعل وجه تشاو ماوتشنغ غضبًا

صرخ:

“ تفسير ؟! كل ما فعلته كان لمصلحتك !

لا تنسَى — شركة مينغلونغ وقّعت خطة تعاون لعشر سنوات معهم .  

تمويل مشروع جزيرة بي لا يزال جاريًا . 

والإنشاءات في خليج لي تشي بالكاد بدأت .”


رد تشاو شينغهي، بنبرة مؤدبة لكن كلمات مستفزّة :

“ صحيح ، ولهذا قمت بترتيب تخفيض في الأسهم خلال التمويل ، 

وإحالة الإنشاءات إلى مقاولين فرعيين ، وأخطط للتفاوض على فسخ العقد معهم .”


ارتجف تشاو ماوتشنغ من شدة الغضب، وصرخ:

“ يا جاحد! يا ناكر للجميل !”

ثم صرخ بقوة وسأله :

“ أترى شو تشي يينغ أقلّ منك شأنًا ؟ 

كيف لا تكون جديرة بك؟”


: " على العكس تمامًا …"، أجاب تشاو شينغهي دون أي 

انفعال : " أنا أُكنّ لها كثيرًا من الإعجاب .

في الواقع، إن كان هناك من لا يليق بها ، فهو أنا ."  


بالنسبة له، كانت شو تشي يينغ امرأة متميّزة بحق — 

لكن ذلك الإعجاب لم تكن له أي صلة بالحب


قال تشاو شينغهي بوضوح :  

" الأمر الأهم يا جدي ، أنني لا أنوي أن أُقيَّد بعائلة تشاو .

 الشخص الذي أرغب في التعاون معه هي شو تشي يينغ فقط ."  


كان يُدرك تمامًا أن امرأةً تصل إلى هذا الموقع في عالم 

النفوذ والمكانة لا يمكن أن تكون عادية ، 

بل لا بد أنها تجاوزت بقدراتها معظم الرجال


وبطريقته ، كان يُعجب بها


زمجر تشاو ماوتشنغ بعينيه العجوزتين، رغم غبشهما، قائلاً:  

" لا تكرهها ، ومع ذلك ترفض الزواج بها ؟ 

هل يعني أن هناك شخصًا آخر ؟"  


لم يجد تفسيرًا آخر ، لكن كل الجواسيس الذين زرعهم حول 

تشاو شينغهي لم يرفعوا له أي تقارير مماثلة


" ما نوع هذا الشخص ؟"  

لم يكن مستعدًا أن يسمح لأيٍّ كان بدخول عائلة تشاو


تشاو شينغهي لم يُظهر أدنى اهتمام بتطفله، 

لكنه فكّر بجدية للحظة—ربما لأنه لم يكن قد توصّل إلى 

جواب حاسم بعد—ثم أجاب بجملة مختصرة :  

" ليس بعد "  


رد مبهم، لكن مثير للاهتمام


صرخ تشاو ماوتشنغ:  

" لا تتحدَّى حدودي يا شينغهي! 

أنت تعلم جيدًا أن لديّ وسائل لأعرف ، ووسائل للتدخّل ."  


فأجابه تشاو شينغهي بصوت واثق وثابت:  

" غالبًا لم تعد تملك تلك الوسائل .

إن أتى ذلك اليوم ، وإن وُجد ذلك الشخص ، فسيكون لي 

وحدي— لن ينتمي لعائلة تشاو ، ولا لمينغلونغ، 

ولا لأي إطار أو مقياس تتخيله . سيكون فقط… لي. "


ابن عاق، لا يحترم الأعراف ولا يحمل ولاءً، 

لكن تشاو شينغهي لم يكن يرغب في استفزاز العجوز أكثر

بل أنهى الحديث بهدوء:  

" نم باكرًا . لا تُجهد نفسك ، فالصحة لا تنتظر ."  


ثم استدار ليغادر


نادى عليه تشاو ماوتشنغ من خلفه :  

" تشاو شينغهي هل ما زلت تكرهني ؟"  


توقّف تشاو في منتصف الخطوة


أضاف العجوز بصوت ثقيل :  

" هل بسبب تلك المجسمات التي أحرقتها ؟ 

أم ذلك الكلب المسكين… الذي أطلقت النار على رأسه ؟"  


هز تشاو شينغهي رأسه بهدوء، ثم نظر إليه من فوق وقال:  

" ليس لدي وقت كي أكرهك .

لكن بعد مئة عام ، يمكنك أن تسأل بوهتشو… إن كان يكرهك ."  


بوهتشو—ذلك الجرو الصغير الذي أنقذه تشاو شينغهي من 

صندوق كرتوني في ليلة ممطرة وهو في الثالثة عشرة من 

عمره ، وكان قد وُلد لتوّه ، برأس صغير مستدير —-


 


لم يكن معه سائق في هذه الليلة ، فقاد تشاو شينغهي 

بنفسه سيارته اللاند كروزر الضخمة


لكنه لم يتّجه مباشرةً إلى شقته في سنترال، 

بل انطلق على الطريق الساحلي، 

في التفاف طويل عبر طريق الحزام 375—نقطة الحادث في تلك الليلة


المكان مقفر —- يواجه البحر —-بلا حواجز


التلف الذي لحق بالحواجز بين الأشجار وحافة الجرف لا يزال غير مُصلح ، 

وكأنه فم وحش هائل مفتوح في الظلام


{ تشين وان… كان مجنونًا }


أدرك تشاو شينغهي ذلك من جديد، وبوضوح مطلق


قوة محرّك جيب 'جراند شيروكي' وقوة اصطدامها تعادل 

ثلاث سيارات فولكسفاغن عادية



حساب مسافة الفرملة الدقيقة عند السرعة القصوى، 

والانحراف في اللحظة المثالية لاعتراض الطريق—هذا 

المستوى من الدقة في التقدير لا ينجح إلا مرة واحدة في عشرة ملايين


خطأ بسيط واحد يعني حادثًا مميتًا ، وأجسادًا لا يمكن التعرّف عليها


كان من الصعب القول إن من يقدم على خطوة متهوّرة 

كهذه لا يحمل في داخله نيةً صامتة للموت المشترك مع العدو


و بلا أيّ تعبير ، ضغط تشاو شينغهي على دواسة الوقود


و زمجر المحرّك بينما الإطارات تسحق تلك البقعة التي 

تحوّلت إلى 'منطقة موت'


رنّ هاتفه


كان مساعده يتصل ليبلغه بآخر التطورات في القضيّة


قال المساعد :

" يريدون حمايته ، لكن لضمان الأمان التام ، ستضطر 

للتفاوض بنفسك… وربما إخطار الجهات العليا أيضاً ."


وبما أن المسألة باتت تتعلق باتهامات جنائية ، 

فقد بات تدخّل تشاو شينغهي الشخصي ضروريًا


أضاف المساعد بتحفّظ :

" لكن في حال ذهبت ، لن نستطيع الاحتفاظ بالموعد الذي 

طلبت تفريغه بعد غد مساءً ."


في تلك اللحظة ، شعر تشاو شينغهي بالندم لأنه رفض دعوة 

تان يومينغ لزيارة المستشفى اليوم


لكنه كان يعلم:

ما لم يسحق الطرف الآخر تمامًا ، لن يعرف طعم الراحة


قال ببساطة :

" فهمت "


ثم ألقى نظرة على الصور الجديدة التي وصلته لتوّها على هاتفه 

— كان تشين وان قد غطّ في النوم بالفعل

و بجانب سريره باقة من الزهور { من المؤكد أن تان يومينغ والبقية قد جلبوها }


زهور الليزيانثس والزنبق والقرنفل—تنسيق أنيق ينسجم 

بانسجام غريب مع ملامحه الكلاسيكية، 


تذكّر تشاو شينغهي تلك الحكاية الخرافية عن أميرة نائمة لا توقَظ إلا بقبلة


لكنّه لم يقرأ تلك القصص في طفولته قط


قصص ما قبل النوم لم تكن ضمن نظام تشاو شينغهي التربوي


حتى قصص الأطفال والمانغا التي كان زملاؤه يُعيرونه إيّاها في المدرسة الدولية، 

تحوّلت إلى رماد بفعل غضب الجد تشاو ماوتشنغ


عندما كان في العاشرة ، شعر تشاو شينغهي بالذنب ، 

فاشترى نسخًا جديدة من تلك القصص وأعادها خفيةً إلى أصحابها


ومنذ ذلك الحين، لم يقبل أي شيء مُستعار من أحد—لا قصصًا، ولا ألعابًا


في الظلام ، أطال النظر إلى صورة تشين وان، ثم قال لمساعده:

" جهّز الأمور . سنغادر بأقرب وقت ممكن ."


——————-


رغم توصيات الأطباء القوية ببقائه في المستشفى لأسبوع 

كامل، أصرّ تشين وان على الخروج في اليوم الخامس


لم يكن بإمكان الشركة أن تستمر طويلاً بدونه


حاولت مدبرة المنزل، التي تولّت رعايته بمحبة خلال الأيام الماضية ، أن تثنيه :

" السيد تشين ابقَ لبضعة أيام أخرى . 

الصحّة لا تعوّض—والمال… لا يُكسب إلى الأبد ."


كانت الخادمة قد عملت سابقًا في منزل تشاو القديم، 

ثم أُوكلت إليها مهمة الطبخ لـتشاو شينغهي بعد عودته من الخارج


لكن بما أن تشاو شينغهي نادرًا يعود إلى المنزل في المساء، 

قلّما أُتيحت لها فرصة الذهاب إليه


ولم يسبق لها أن قابلت شخصًا قدّر طبخها كما فعل تشين وان


كان تشين وان وسيم ، لطيف الطبع

كل ما تطهوه كان يأكله


و إذا قالت له اشرب الحساء، شربه 

وإذا ناولته فاكهة، أكلها


لم يسبق للخادمة أن رأت شابًا بهذه الطاعة من قبل


كان قد خسر الكثير من وزنه بسبب مشروع ' وانباو هانغ '

لكن بعد العناية والراحة ، 

بدا عليه التحسن ، وعاد وجهه يحمل شيئًا من الحيوية


شعرت نحوه بالشفقة — تعرّض لإصابة بالغة ، 

وبقي في المستشفى فترة طويلة ،

ومع ذلك ، لم يزره أيّ فرد من عائلته ،

فقط بعض الأصدقاء ، مثل تشو تشي شوان ..


بين حين وآخر، كانت تسمعه يتحدث في الهاتف مع والدته

— التي كانت إما مشغولة بالقمار ، أو بالتسوّق ،

كان يطمئنها بأنه بخير ، فتقفل الخط فورًا


ابتسم تشين وان وقال لها:

" يا خالة أنا بخير فعلًا . لو بقيت يومًا آخر ، سأتعفّن هنا ."


لم يكن يعلم أنها خدمت عائلة تشاو لأكثر من عشر سنوات،

كان يظنّها مجرد موظفة مؤقتة


ولذلك ، قبل خروجه من المستشفى ، أهدى لها ظرفًا أحمر كبيرًا


لكنها رفضته:

" لا حاجة لذلك يا السيد تشين هذه وظيفتي "

{  وقد تلقيتُ بالفعل راتبًا كريمًا من السيد الشاب 

الذي طلب مني مباشرةً أن التقط صورًا بين الحين والآخر لـتشين وان،

للتأكد من أنه يرتاح ويتعافى كما يجب ؟ }


...


حين علم تان يومينغ من تشو تشي شوان أن تشين وان خرج 

من المستشفى قبل الموعد، 

بدأ على الفور ترتيب خطته السابقة—حفلة صغيرة خارج 

المستشفى لطرد النحس


لكن تشين وان لم يشأ أن يُثقل على هؤلاء الشباب الأثرياء، 

فتقدّم من نفسه وقال:

" السيد الشاب تان، دعوني أعزمكم هذه المرّة . 

اعتبروها طريقتي لشكركم جميعًا على ما قدمتموه لي خلال هذه الفترة ."


وافق تان يومينغ، واتفقا على موعدٍ مناسب


وبما أنه هو صاحب الدعوة ، كان عليه أن يتواصل مع الجميع بنفسه


دعا كلًّا من شين تسونغنيان، وجيانغ يينغ، وعددًا من 

الأصدقاء الذين زاروه في المستشفى


أما الإشكالية فكانت تشاو شينغهي 


الجميع في الدائرة يعرف أن دعوة تشاو شينغهي مهمة صعبة


فكّر تشين وان في أن يطلب من تشو تشي شوان أو تان يومينغ إيصال الدعوة ،

لكنه شعر أن ذلك سيكون غير لائق


فهي دعوته هو —- وإذا اتصل بنفسه بكلّ الأصدقاء ،

ثم أرسل دعوة تشاو شينغهي عبر طرف ثالث ،

فهذا لا يليق ، ولا يعبّر عن الاحترام


بعد تفكير طويل ، استجمع تشين وان شجاعته واتصل 

بالمساعدة الثانية لـتشاو شينغهي

ودعا السيد بأدب شديد 


كانت المساعدة بدورها مهذبة للغاية ، ووعدته بإيصال الدعوة ،

لكنها اقترحت بلطافة :

" للدعوات الشخصية مثل هذه ، أعتقد أن فرص نجاحك 

ستكون أعلى لو تواصلت مع السيد تشاو مباشرةً يا السيد تشين "


صُدم تشين وان للحظة


في الواقع — كان لديه الرقم الخاص لـتشاو شينغهي

قد حصل عليه عندما زاره الأخير في المستشفى


و قال له وقتها :

" إذا حصل أي شيء غير طبيعي ، اتصل بي فورًا . 

في أي وقت . لا تنتظر "


تجمّد تشين وان للحظة


{ في كل مدينة هايش ، هل يتجاوز عدد من يملكون الرقم 

الخاص لـتشاو شينغهي عدد أصابع اليد ؟


هل أصبحت أنا أحد أولئك القلّة حقًا ؟ }


حاول أن يبدو هادئًا ، ورد وقتها :

" حسنًا ."


لكن تشاو شينغهي لاحظ أنه ظلّ يحدّق في الرقم دون رد فعل ، فقال :

" لكنني عادةً لا أرد على الأرقام المجهولة ."


تردّد تشين وان

وانكمش حماسه فجأة ، كأنه بالون انفجر في صمت


لكن بعد لحظة ، قال تشاو شينغهي بصوت رسمي:

" ستحتاج إلى إعطائي رقمك "


رفع تشين وان نظره ببطء ، وهو يرمش بدهشة


يتيع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي