Ch57 | ALFKR
انتشر خبر تعرّض تشاو شينغهي لهجوم في جزيرة تينغ بسرعة ——
وفي تلك الليلة ، تلقّى اتصالًا من كلٍّ من تان يومينغ وشين تسونغنيان
طمأنهم تشاو شينغهي بأنه بخير ،
وأنه سيعود إلى هايش قريبًا
فما إن سمع تان يومينغ ذلك، حتى ذهب ليلعب ألعاب الفيديو ،
بينما بقي شين تسونغنيان على الخط
تشاو شينغهي:
“ هل ما زال لديك ما تريد قوله ؟”
ردّ شين تسونغنيان:
“ ألستَ أنت من لديه ما يقوله ؟”
ساد صمت قصير ، ثم قال تشاو شينغهي:
“ لا "
قال شين تسونغنيان بعد لحظة صمت :
“ سمعت أن تشين وان حجزك في الحجرة الآمنة ؟”
أجاب تشاو شينغهي:
“ تعرف بالأمر ؟ تشين وان اعترف لي بذلك ”
“ ؟ ”
أضاف تشاو شينغهي:
“ لكننا لم نرتبط بعد "
“ ؟ ”
: “ هو يلاحقني الآن "
أغلق شين تسونغنيان الخط على الفور ~~~
⸻
ربما كانت الحادثة قد زلزلت كيان تشين وان —-
فعندما أقام لي شنغهوي مأدبة عشاء للاعتذار من الجميع،
خرج تشاو شينغهي للرد على مكالمة عمل
وقد طال غيابه قليلًا ،
فخرج تشين وان إلى الخارج ووجهه مشدود ملامحه ،
يشبه شخصًا يحاول الإمساك بالقمر المنعكس على سطح الماء ،
يخطو بخفة ، دون أن يجد أرضًا صلبة يستند إليها
كان تشاو شينغهي قد لمحَه من بعيد ،
لكنه لم ينادِيه ، بل اكتفى بضمّ ذراعيه ومشاهدته بصمت
حين لا يبتسم تشين وان،
تبدو ملامحه باردة حقًا —
وكأنه لو لم يرَى تشاو شينغهي في اللحظة التالية ،
لقام بسحب مسدس بيريتا في أي لحظة
وعندما بدأ وجهه يعكس قلقًا واضحًا ،
اقترب تشاو شينغهي من الخلف ، وربّت على كتفه
“ تبحث عني ؟”
أدرك تشين وان متأخرًا أن تصرفه ربما بدا مبالغًا فيه،
وخشي أن يظن تشاو شينغهي أنه صار متعلقًا به أكثر من اللازم
فقال:
“ خرجت فقط لأستنشق بعض الهواء "
رفع تشاو شينغهي رأسه قليلًا :
“ أليس هناك سطح لهذا الغرض ؟”
“…”
لم يرغب تشين وان أن يظنه متوترًا أو غير صادق،
فابتسم ابتسامة عاجزة، ثم قال الحقيقة:
“ خرجت لأبحث عنك …..”
وسارع بالتوضيح :
“ لم أقصد أن أتطفل عليك ،
لكنني كنت خائفًا أن يحدث لك شيء .”
ثم نظر مباشرة في عيني تشاو شينغهي وقال بجدية:
“ إن كان ذلك أزعجك—”
: “ لم يزعجني ...” تشاو شينغهي قريب جدًا منه،
ووضع يده على كتفه ، ثم أضاف:
“ لكن…”
: “ مم ؟”
ربما كان تأثير الكحول،
لكن تشاو شينغهي شعر ببعض الضيق،
فأرخى ربطة عنقه قليلًا
ارتجفت أصابع تشين وان، كأنه أراد مساعدته،
لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة
قال تشاو شينغهي:
“ تشين وان
لا داعي لأن تكون مؤدبًا لهذه الدرجة أثناء ملاحقتك لي "
كان تشين وان مثاليًا في كل شيء
منتبه ، رقيق ، مهتم ،
ويحبه بإخلاصٍ لا يتزعزع
لكنّه كان مؤدبًا أكثر من اللازم —
يتصرّف دومًا بحذرٍ مفرط ،
ويضع مشاعر تشاو شينغهي فوق كل اعتبار
لكن تشاو شينغهي… لم يكن بحاجة إلى ذلك
: “ هاه ؟”
كان تشين وان لا يزال يجد الأمر صعب التصديق
لم يرَى تشاو شينغهي ذلك التعبير على وجهه كثيرًا—
حيًّا إلى هذا الحد ، مليئًا بالدهشة
نظر إليه مباشرة وقال :
“ أنا أُفضّل من يبادر .”
ردّ تشين وان على الفور :
“ أنا مبادر جدًا !”
: “ حقًا؟” رمقه تشاو شينغهي بنظرة مشككة :
“ لا يبدو كذلك ~ .”
قال تشين وان بحزم : " أنا كذلك ،
هل يمكنك أن تخبرني المزيد ؟
ما الذي يعجبك أيضًا ؟"
تلك النظرة المليئة بالإصرار والنية الصادقة ،
المندفعة برغبة جامحة في أن يكون الأفضل ،
أدهشت تشاو شينغهي وحرّكت شيئًا رقيقًا في أعماقه
وكأن تشين وان مهما علت المعايير وصعُب الطريق ،
سيواصل المحاولة للوصول إلى القمة
عادت طبيعة تشاو شينغهي المتغطرسة إلى الظهور، جامح ، لا يهدأ
نظر إليه للحظة ، ثم انحنى قليلًا ،
واقترب من أذنه ، لامسها بطرف شفتيه ثم ابتعد ،
وقال بصوت منخفض عميق :
" ربما ما يعجبني... هو شيء أكثر واقعية "
تشين وان تجمّد في مكانه ، واحمرّت أذناه
منح تشاو شينغهي بعض الوقت ليستوعب ما قاله ،
لكن عندما لم يصدر منه أي رد، لم ينتظر أكثر
مد ذراعيه فجأة واحتضنه ، وبدأ يُعلّمه ،
خطوة بخطوة ، كيف ' يغش '
: " مثلاً ، إن أردت الاتصال بي، فاتصل .
وإن أردت إرسال رسالة ، فأرسلها في أي وقت ،،
ويمكنك أن تطلب مني ما تشاء أيضًا "
ارتجفت كتفا تشين وان قليلًا ،
وفجأة غمرته رائحة تشاو شينغهي الدافئة والمألوفة ،
فتبدلت ملامحه إلى الذهول والشك
بدا كأنه لا يصدق أن رجلًا عقلانيًا ومتزنًا مثل تشاو شينغهي ،
بشخصيته العملية المثالية ،
قد يكون بهذا القدر من التعلّق والاحتياج
لكن تشاو شينغهي نظر إليه بنظرة حاسمة وقال:
" هذا ما يعجبني"
فكر تشين وان للحظة ، ثم قال بجديّة :
" حسنًا. سأفعل"
رأى تشاو شينغهي فيه طاعةً نادرة ،
فانحنى وعض شفتيه بلطف كنوع من التشجيع
ظل تشن وان مذهولًا
شعر بسعادة لم يعهدها في حياته كلها
لم يفهم لماذا منحته الحياة هذه اللحظة
ذلك الفرح غير الواقعي ، المختلط بالقلق ، دفعه لسؤال:
" تشاو شينغهي... لا بد أن هناك كثيرين يلاحقونك، أليس كذلك ؟"
ردّ عليه وهو يرمقه بنظرة جانبية :
" لا. أنا لا أسمح لأحد بملاحقتي "
: " فلماذا سمحت لي؟"
{ لماذا ،،،، من بين الجميع ، حصلت أنا ، ذلك العادي
والبسيط ، على هذه الفرصة ؟ }
أراد أن يعرف حقًا
لقد كان مجرد واحد من أولئك الذين ينظرون إلى جبل
فوجي من بعيد ،
فكيف سنحت له الفرصة ليغترف قبضة من ثلجه ؟
{ هل لأنني كنت الأشد إصرارًا ؟ الأكثر إخلاصًا ؟
الأجرأ قلبًا ؟ }
فكر تشاو شينغهي قليلًا :
" هذا سؤال لا يمكنني الإجابة عنه الآن .
جوابه يحتاج إلى وقت "
زم تشين وان شفتيه ، وابتسم ابتسامة خافتة
و بصوت خافت :
" لا أشعر أن هذا حقيقي".
بل حتى في أحلامه ، لم تحدث له لحظة كهذه
تأمله تشاو شينغهي طويلًا ، ثم قال:
" فلنجعل الأمر يبدو أكثر واقعية "
ثم انحنى وقبّله قبلة عميقة
لم يستطع تشين وان حتى أن يتنفس
أغمض عينيه ورفع ذراعيه ليعانق تشاو شينغهي بحذر ،
كما لو أنه يحتضن قبضة من الثلج : بتوجّس ، بتحفّظ ،
كانت المرة الأولى التي يلمس فيها "الثلج" حقًا ،
ولم يعرف ما القوة أو الوضعية المناسبة لفعل ذلك
كان يريد أن يضمه بقوة ، لأنه اشتاقه بشدة ،
وسار طويلًا لأجله
لكنه لم يجرؤ ، خائفًا من أن يذوب الثلج بين يديه ،
ويتحوّل إلى ماء بارد ، أو يتلاشى كما يتلاشى الحلم
لكن قبلة تشاو شينغهي القوية ، بدت وكأنها تقول له
جبل فوجي ليس بعيدًا ،
والقمر يمكن أن يصبح ملكك فعلًا …
شعر تشين وان بأن قلبه غارق ،
منتشيًا بذلك الألم الحلو
أدرك حينها أنه عندما يتحقق لك حلم لم تجرؤ حتى على تخيّله ،
فإن شعورك لا يكون سعادة خالصة ،
بل مزيجًا من الحلاوة والمرارة ،
طعمه يتسلل إلى أعماق صدرك ، حتى يكاد يبكيك
في السنوات الست عشرة التي قضاها يُراقب فيها تشاو شينغهي من بعيد ،
لم يشعر قط برغبة في البكاء
لكن في هذه الليلة ، حين قبّله تشاو شينغهي ، شعر بوخزة في أنفه
لم يبكِي ، بل فقط تمسّك بقميص تشاو شينغهي بحذر ،
لكنه أمسك به بشدة ،
وكأنه يرجو أن يظل الثلج في يديه إلى الأبد ،
وأن يُغرس القمر في قلبه
شعر تشاو شينغهي بارتجاف جسد تشين وان ،
وبأن حالته العاطفية ليست مستقرة
فربت على ظهره بلطف ، منتظرًا بصبر أن يهدأ ، وسأله :
" هل تواجه صعوبة في التأقلم ؟"
شد تشين وان شفتيه ، وشعر بشيء من الإحراج
تشاو شينغهي: "بإمكاني أن أمنحك بعض الوقت لتتأقلم،
لكن لا يمكن أن يستمر الوضع كما كان من قبل"
: " هم؟"
نظر إليه وقال بجدية : " تشين وان ، هل طريقتك في محبة
الآخرين دائمًا متشابهة ؟ لا تتجاوز الخط أبدًا ؟"
فتح تشين وان فمه ، لكنه لم يجد ما يدافع به عن نفسه
قال تشاو شينغهي بنبرة هادئة : " ما قدمته لي لا يتجاوز
كونه شيئًا مجانيًا "
سواء كان مع تشو تشي شوان، أو تان يومينغ، أو حتى أي أحد آخر
مدّ يده ولمس خد تشين وان برفق ،
وكأن به حيرة وعتب خفيف ،
ثم تمتم وهو ينقر لسانه : " وجهك ناعم ، لكن قلبك قاسٍ جدًا "
عبس تشين وان بحاجبيه وقال بجدية : " أنت لست شيئًا مجانيًا !"
تنهد في داخله، ولم يعرف من أين يبدأ
بعد لحظة، جذب كمّ تشاو شينغهي بخفة، في محاولة
لتهدئته، ولتقديم وعد صادق : " من الآن فصاعدًا ،
سأعاملك جيدًا "
ولم يكتفِ بذلك، بل أضاف بإصرار: " جيد جدًا .
بأفضل ما لدي "
لكن تشاو شينغهي لم يردّ
كان القمر معلقًا خلفه مباشرة ، وفي عيني تشين وان ، بدا وكأن شينغهي إله هبط من السماء
ثم قال ذلك الإله : " تشين وان في الحقيقة …..
أنا لا أريد ما تعطيه للآخرين ."
رفع رأسه قليلًا ، وبدت ملامحه خالية من أي مشاعر :
" إن كنت تنوي ملاحقتي ، فعليك أن تعطيني ما لا تستطيع
إعطاءه لأي شخص آخر "
انجذب تشين وان إليه كما لو كان مسحورًا ، وقال:
" تشاو شينغهي خذ مني ما شئت . كل ما تريده "
نظر تشاو شينغهي إليه بنظرة غامضة لا تُقرأ ،
ثم أبعد نظرته بعيدًا وقال: " كلام فارغ"
ابتسم تشين وان مجددًا ، لكن في عمق عينيه ،
كانت هناك ظلمة عنيدة لا تزول
…..
لي شنغهوي أرسل أحد ليبحث عن تشاو شينغهي،
فقام الأخير بسحب تشين وان إلى زاوية مظلمة للاختباء
استدار تشين وان ليحجب عنه الأنظار ، وبين الظلال ،
قبّله تشاو شينغهي مجدداً
⸻
الكلمات التي قالها تشاو شينغهي تلك الليلة ،
قبل مغادرة الجزيرة ، ظلت عالقة في صدر تشين وان ،
تثير فيه شعورًا بالذنب العميق ……
ذلك الحب الذي كبته طوال سنوات انفجر أخيرًا كبركان نشط ، لكنه ، للأسف ،
لم يكن يعرف شيئًا عن كيفية ملاحقة
شخص ما،
فكل ما عرفه دائمًا هو الحب من طرف واحد
فما كان منه إلا أن التفت إلى تشو تشي شوان طلبًا للنصيحة ،
وكاد أن يُفزعه حتى الموت ~~~
صرخ تشو تشي شوان بانفعال: " ماذا قلتُ ! ماذا قلتُ !
ألم أقل لك!"
كان غارقًا في مشاعره، لا يعرف إن كان غاضبًا،
مندهشًا، أم فقط فاقدًا للتركيز
وبعد لحظة، سأل: " إذن ؟ هل فعلتها ؟"
قال تشين وان بهدوء: " لسنا معًا بعد . ما زلت أُلاحقه "
"...أوه." ثم بعد لحظة صمت، سأل تشو تشي شوان
بإخلاص حقيقي: "هل هذا نوع جديد من العلاقات؟"
لقد خاض علاقات لا تُحصى، ولم يسمع من قبل عن شيء كهذا
"...تشو تشي شوان "
ساد الصمت على الطرف الآخر
أنزل تشين وان عينيه وقال بصوت خافت:
" أريد أن أذهب إلى مونيكا وأتوقف ."
تشو تشي شوان دون تردد: "سأذهب معك "
ثم فكر قليلًا وسأله: " هل ستخبره ؟"
: " لا." رغم مرور عدة أيام منذ مغادرتهما لجزيرة تينغ ،
لا يزال تشين وان شاردًا ،
كما لو أنه لا يزال هناك ،
لقد فكّر كثيرًا، ثم سأل: " برأيك... لماذا أنا ؟"
ردّ تشو تشي شوان بإصرار: " لأنه لا يمكن أن يكون غيرك."
استعاد في ذهنه ماضي تشين وان،
منذ شبابه وحتى هذه اللحظة،
وكان واثقًا أن تشاو شينغهي لن يجد أبدًا من يحبه أكثر منه
قال تشين وان بصوت يشبه الهمس : " أشعر أحيانًا أن كل هذا مجرد وهم"
قال تشو تشي شوان على الفور، بحزم وعدل :
" ليس وهماً، تشاو شينغهي مسحور بك تمامًا ."
"..."
تابع : " لا تشك في ذلك .
مهما بدا الأمر مستحيلاً لك، فهو حقيقي .
كل ما عليك هو أن تتمسك به بشجاعة . مهما فعلت ، أنا أدعمك ."
ابتسم تشين وان : " شكرًا لك يا تشي شوان .... في الحقيقة ،،،"
وهو ينظر من نافذة المكتب إلى أضواء المباني العالية،
وعيناه سوداوان كالليل : " سواء كان حقيقيًا أم لا، لا
أستطيع أن أتركه يذهب الآن ."
"..."
وبخبرته الواسعة ، قدم تشو تشي شوان مجموعة من
الاستراتيجيات لكيفية ملاحقة شخص ما
⸻
عندما دخلت المساعدة الثانية حاملة باقة زهور ،
رفع تشاو شينغهي حاجبه بينما كان يراجع ملفات تراكمت طوال أسبوع
كانت الباقة من أزهار الفاونيا البيضاء والهيدرانجيا الوردية
تأملها قليلاً ثم قال: " أحضر لي مزهرية "
كان عبير الفاونيا والهيدرانجيا خفيفًا ورقيقًا ،
فذكره برقة بشرة تشين وان
كان لدى تشين وان نوع من السحر
فقد كان كل يوم يبدو متشابهًا لتشاو شينغهي،
لكن مع تشين وان، تحولت الحياة والوقت إلى مشاعر
ملموسة ، إلى دقات قلب وذكريات
كانت كغروب الشمس فوق السنترال ،
وأوبرا كانتونية تعزف على الراديو أثناء الإعصار ،
والرغبة المتأججة التي تظهر في أعماق الليل ،
تسربت أخبار إصابة تشاو شينغهي في جزيرة تينغ إلى حد ما،
رغم أن لا أحد يعرف القصة كاملة ، فانتشرت الشائعات في كل اتجاه
و لوضع حد لذلك ، حضر تشاو شينغهي مأدبة بنفسه ،
وأوقف الثرثارين مرة واحدة وإلى الأبد
هذا الـ ' ابن السماء ' حيًا وبصحة جيدة ،
فلا تفكروا في استغلال الفوضى لزرع المشاكل
لم يظهر علنًا منذ مدة طويلة ،
لذا جاء إليه عدد أكبر من المعتاد ليشرب نخبَه ،
فمتى سيظهر ذلك الانطوائي من جديد ؟
لم يرد أحد ، لكنه اكتفى برشفات قليلة
لطالما كان رجلاً قليل الكلام ، ونادرًا يجرؤ أحد على إزعاجه لفترة طويلة
كان لتشين وان ارتباطاته الاجتماعية أيضًا ،
لكنه استمر في إرسال الرسائل النصية إلى تشاو شينغهي
طوال الأمسية ،
يشارك بأفكاره العشوائية ليقضي الوقت
تشين وان: [هل انتهيت؟]
تشاو شينغهي ردّ دون تعجّل أو تأخير: [ تقريباً .]
تشين وان : [ هل لا يزال رأسك يؤلمك ؟
يمكنك شرب حساء دافئ للصداع .]
تشاو شينغهي الذي بالكاد شرب شيئاً : [ قليلًا .]
تشين وان : [ هل أتي لأوصلك ؟]
تشاو شينغهي : [ إذا كان الوقت متأخرًا، فلا داعي .]
أرسل تشين وان صورة لمصباح شارع خارج نافذة السيارة
: [ أنا في طريقي بالفعل .]
: [ قطة تجري بسرعة jpg ]
كان تشين وان قد شرب ، لذا كان السائق يقود السيارة
وسرعان ما وصلا إلى موقف السيارات تحت الأرض
ووقفت السيارة في زاوية غير واضحة
كانت سيارة تشين وان متوقفة بشكل مخفي للغاية،
حتى أن تشاو شينغهي اضطر للبحث قليلاً قبل أن يجدها
وعندما فتح الباب الخلفي،
نظر إليه تشين وان بابتسامة رقيقة ومد يده : “ تشاو شينغهي.”
ظل تعبير تشاو شينغهي هادئًا، واقفًا بلا حراك
كان ينوي في الأصل أن يركب سيارة تشين وان أمام الجميع،
لكن مع تلك الابتسامة التي رآها، وعيون تشين وان التي
ضاقت عند الزوايا، وضع تشاو شينغهي يده في يد تشين وان
احتضن تشين وان يده بكفيه كما لو كانت شيئًا ثمينًا،
ودفاها بلطف
أرخى تشاو شينغهي ربطة عنقه وسأل بصوت منخفض: “ على ماذا تنظر ؟”
حدق فيه تشين وان باندهاشٍ خفيف،
ثم تحدث اللغة الكانتونية وقال بهدوء : “ تشاو شينغهي قد
لا تدرك ذلك ، لكنك جذاب جدًا !! ”
“…”
استدار تشاو شينغهي وضحك ضحكة قصيرة - ضحكة من نوع العجز
لم يكن ثملاً ، لكن نظرته افتقرت لرباطة الجأش المعتادة ،
وكان فيها نوع من الوحشية الهادئة
نظر إلى تشين وان لفترة ،
ثم سحبه برفق ليجلس على حجره وجهًا لوجه ،
ودرسه بجدية مركزة
بعد عدة أيام من عودته ، أصبح شعر تشين وان أطول ،
مما منحه وسامة كلاسيكية
تذكر تشاو شينغهي فجأة العديد من التماثيل الصغيرة التي
كان يمتلكها في طفولته ،
رغم أنها كلها دُمرت على يد الجد تشاو ماوتشنغ
و مع ذلك ، يتذكر كل واحدة منها بوضوح
لو كان بإمكان تشين وان أن يكون تمثاله ،
فسيكون الأجمل والأغلى ،
والوحيد الذي يلعب به أكثر من غيره
خفق قلب تشين وان تحت تلك النظرة التي لا توصف
شعر بالخجل قليلاً لكنه سمح له بالنظر
ولعدم رغبة تشين وان في أن يراه السائق ،
رفع الحاجز الفاصل في السيارة
أمسك تشاو شينغهي بخصره ليمنعه من الحركة وسأل
ببرود : “ ألم تكن تجلس ببراعة في المقصورة الآمنة ؟”
احمر وجه تشين وان
و بالفعل عامل تشاو شينغهي يده كتمثال صغير لبعض الوقت ،
وسمح له تشين وان بلعبها بامتثال
فرق إصبعي السبابة والوسطى ليد تشين وان برقة ،
ثم جمعهما، ثم فرقهما مجددًا
كانت حركاته تدغدغ ، فضحك تشين وان
ضغط تشاو شينغهي بإبهامه على أطراف أصابع تشين وان،
وفركها لفترة طويلة ،
أنزل عينيه وتمتم : “ كيف لم أنتبه لهذا من قبل ؟”
( يقصد الشامة البنية في اصبع تشين وان )
شعر تشين وان وكأنه يلعب بمخلب حيوان صغير ،
أمسك بيد تشاو شينغهي وقال: “ من الصعب ملاحظة ما هو موجود دائمًا ”
رد تشاو شينغهي بـ “أوه” وسأل: “ لم يلاحظ أحد من قبل ؟”
شعر تشين وان بقلب تشاو شينغهي النابض بقوة عبر كفه ،
وقال مازحًا ومُتململًا : “ من ينظر إلى يدي؟”
ألقى تشاو شينغهي نظرة خاطفة لكنه لم يقل شيئ …
يتبع
الفاونيا البيضاء :
تعليقات: (0) إضافة تعليق