Ch64 | ALFKR
حين استيقظ تشين وان ، كان وحده في السرير
العلامات التي على ذراعيه وصدره قد تحوّلت إلى لون أزرق مائل إلى البنفسجي
مدّ يده يلامسها برفق، وكأنه يعتز بها
رغم مرور ليلةٍ كاملة، إلا أن الألم لم يزل،
وكأن تشاو شينغهي لا يزال يحتضنه ، و لا يزال يتحرّك داخله
{ يبدو أن تشاو شينغهي قد غادر في وقتٍ ما من الليل أو الفجر }
لكن الجهة الأخرى من السرير كانت لا تزال دافئة قليلاً
دفن تشين وان وجهه في ذلك المكان للحظات ثم نهض أخيرًا
وهو يركب السيارة ، ارتجف جفنه للحظة ،
لكنه لم يُعر الأمر اهتمامًا كبيرًا
كان يومه مزدحمًا :
لقاء مع لياو تشوان ، الذي تركه ينتظر يومين ؛
تسوية نقل الأسهم مع والده تشين بيشين ؛
ثم الذهاب إلى شركة تايجي لتوقيع عقد ظلّ مع جي شي…
رفع هاتفه واتصل :
“ آ-شوان هل يمكنك أن تساعدني في أمر ما ؟ ……. ”
بعد عدة دقائق ——
صمت تشو تشي شوان لحظة بعد أن أنهى تشين وان حديثه ،
ثم قال بنبرة معاتبة :
“ تشين وان هل ما زلت تنوي السعي خلف تشاو شينغهي؟”
: “ نعم ،” أجاب تشين وان
ثم أضاف بعد صمتٍ قصير :
“ أريد أن أسعى إليه بضمير مرتاح ”
ردّ تشو تشي شوان بنبرة حادة :
“ إذن توقف .
إذا استمررت في فعل هذا النوع من الأشياء ، سينتهي بك
الأمر بأن يقتلك ”
أغلق تشين وان علبة الدواء بهدوء وقال:
“ سأشرح له كل شيء ”
لكن تشو تشي شوان لم يرد ، فقط أنهى المكالمة ——
تنهد تشين وان
وبعد لحظة، وصله مقطع صوتي طويل —
نصفه بالكانتونية ، ونصفه شتائم
استمع إليه ، ثم ابتسم ابتسامة باهتة لا تخلو من العجز ….
⸻
الصباح الباكر في منطقة سنترال هادئ ،
ناطحة سحاب مينغلونغ كانت شامخة وسط الأبنية الزجاجية المحيطة ،
ولم يحضر أحد بعد ، سوى بعض الموظفين الذين باتوا في مكاتبهم
مباني المكاتب المنفصلة في قلب الحي التجاري أول من أضاء أنواره
ألقى تشاو شينغهي نظرة على هاتفه
لم تصله أي رسائل —-
{ ربما لم يكن تشين وان قد استيقظ بعد
لقد تجاوزنا الحدّ الليلة الماضية …. }
فمهما طلب تشاو شينغهي،
لم يتردّد تشين وان لحظة واحدة في الاستجابة
حتى وعيونه محمرّة ،
ظل يسأله بهدوء :
“ هل تشعر بالمتعة ؟
أستطيع رفعها أكثر ، إن أردت ”
“…”
اشتعل غضب تشاو شينغهي أكثر وقتها ،
ولم يقل شيئ ، بل زاد عنفه بلا أي تعبير على وجهه
الشمس تشرق فوق جسر اللؤلؤ —
وبعد استراحة قصيرة ، اتصل تشاو شينغهي بشين تسونغنيان
لم تُسجّل أي تحرّكات جديدة للشركة الوهمية التي كانوا يتعقبونها في السابق
وخلال فعالية الأمس، تحدّثت السيدة جي شي رئيسة شركة تايجي الحالية ، مطولًا مع الأنسة شو تشي يينغ ،
وقد بدا أن العلاقة بينهما ودية
تشاو شينغهي ظل مستمعًا أغلب الوقت، ولم يُبدِ رأيًا
شو تشي يينغ بدت متفائلة بشأن ضمّ تايجي كجهة راعية ،
في حين اقترح تشين وان عائلة ياو —
لكن في الحقيقة ، لم يكن تشاو شينغهي راضيًا عن أي من الخيارين ؛
فعائلة ياو لها روابط عميقة في الخارج ،
مما يجعل من الصعب التحكم بها
ولأن شين تسونغنيان لم يجب ، أعاد تشاو شينغهي الاتصال مجدداً
لكن هذه المرة، قُطع الاتصال بعد رنّة واحدة فقط
“…”
كان تشاو شينغهي يدرك جيدًا من فعل ذلك ، ولم يُعاود المحاولة
ارتفعت الشمس أكثر ، وبدأ الناس يتوافدون إلى الحديقة
في طريقهم إلى العمل
ومرة أخرى ، امتلأ المبنى برائحة القهوة المرة المألوفة
دخلت السكرتيرة لتبلّغ تشاو شينغهي بالتقرير :
“ حتى الآن ، لا يبدو أن هناك أي تعاملات مالية تُذكر بين
السيدة سونغ والسيد تشين ،
باستثناء بعض التحويلات العقارية وعدد من وثائق
التأمين مرتفعة القيمة التي يشتركان في الاستفادة منها.
أما الأسهم التي تمتلكها السيدة سونغ ، فلم يطرأ عليها تغيير كبير مؤخرًا .
على الأرجح، هذه الجولة من شراء الأسهم بسعر منخفض لا علاقة لها بها .”
أومأ تشاو شينغهي برأسه
كان سعر سهم شركة رونغشين يظهر عليه علامات تضخّم مصطنع
أسلوب الشراء بسعر منخفض هذا سبق أن استخدمه تشاو شينغهي في المنطقة المالية
لكن القوانين المحلية كانت مختلفة —
فمثل هذه المناطق الرمادية قد تمرّ بلا ملاحظة ،
أو قد تتفاقم بشكلٍ درامي
لم يكن متأكد ما إذا كانت جي شي أو الآنسة شو تشي يينغ
من يملك الجرأة على اتخاذ مثل هذه الخطوة
تابعت السكرتيرة بنبرة فيها شيء من الحرج :
“ و مع ذلك ، سنحتاج وقتًا أطول لفحص المعاملات
المتعلقة بحصص الأسهم مؤخرًا .
إدارة رونغشين الداخلية فوضوية ، وبيانات الإفصاح
الخاصة بها ليست شفافة تمامًا .”
تشاو شينغهي لم يكن من نوع المديرين القساة
ورغم أنه لايكون له مشاعر جيدة للآخرين إلا أنه كان
مستقرًا نفسيًا ، واقعيًا في تقييمه ، ولا يُصعّب الأمور على الآخرين
ومع ذلك، هذه المرة الثانية التي يطلب فيها نتائج بشأن هذا التحقيق،
والنتائج لم تكن مُرضية
لكنه لم يقل شيئ ، واكتفى بالرد :
“ استمروا في البحث .”
{ الواضح أن أطراف متعددة يُعكّرون المياه
رونغشين لا تزال شركة عائلية لم تخضع لإعادة هيكلة ،
والصراعات الداخلية فيها كانت كثيرة —
كل فرع من العائلة يحسب مصالحه الخاصة
ولهذا، فإن التحقيق سيستغرق وقتًا }
تنفّست السكرتيرة الصعداء وغادرت المكتب
يوم الأربعاء — يوم عمل عادي تمامًا
ومع اقتراب نهاية الدوام ،
كانت جلسة مجلس الإدارة الموسعة في مجموعة مينغلونغ على وشك الانتهاء ،
حينها اندفعت السكرتيرة إلى قاعة الاجتماعات ،
لكنها أُوقفت من قِبل المساعد التنفيذي
كان على وجهها ملامح جديّة غير معتادة ، وقالت:
“ الأمر يخصّ السيد تشين .”
تردد المساعد للحظة ، ثم سمح لها بالدخول
تقدّمت السكرتيرة مباشرة نحو تشاو شينغهي
وانحنت وهمست له بضع كلمات في أذنه،
أمام جميع الحضور
لم يتغير تعبير وجه تشاو شينغهي،
بل بصوت عميق، أوكل إلى نائبه أن يتولى إدارة الاجتماع،
ثم نهض وغادر الغرفة برفقة السكرتيرة
كانت خطواته سريعة ، وصوته ثابتًا وهو يوجّه التعليمات أثناء سيره :
“ اتصلي بـ هيي ييدا فورًا ”
هيي ييدا —- مفوّض في لجنة الرقابة بمدينة هايش
قبل لحظات فقط ، تم استدعاء تشين وان رسميًا من قبل اللجنة
طُلب منه الحضور خلال أربع وعشرين ساعة للاستجواب
ظلّ وجه تشاو شينغهي خاليًا من أي تعبير ،
خطواته ثابتة ، وكل حركة منه محسوبة ومدروسة
“ اتصلي بـ شريكه في الشركة هان جين . وقولي له إن
تجرأ على توقيع اتفاقية إنهاء الشراكة مع تشين وان ،
فإن مينغلونغ ستحمّل شركة kxيانغ كامل المسؤولية
عن خرق العقد ”
كان تشاو شينغهي قد قال سابقًا لشين تسونغنيان أنه لا يفهم تشين وان تمامًا
وفي هذه اللحظة، أدرك كم كان ذلك صحيحًا
لم يسبق أن شعر تشاو شينغهي بهذا الوضوح من قبل —
——- الضباب الذي خيّم على ذهنه انقشع فجأة
تبيّن أن هذه المناورة الخطيرة لم تأتِ من جي شي أو شو تشي يينغ كما ظن
تمويلٌ تجاوز العشرة ملايين ليس بالأمر الهيّن
ولم يجد تشاو شينغهي من يلومه سوى نفسه —
{ لقد بالغت في تقدير مبادئ تشين وان الأخلاقية
تنسيق صفقات واسعة النطاق ،
وتحويل المسؤولية ، وإرباك المتابعين —
كل جزء من هذه اللعبة حمل بصمات تشين وان الواضحة }
لم يكن وقت الذروة قد بدأ بعد ،
وكانت الطرق العلوية ما تزال خالية نسبيًا
ومن المرآة الخلفية ،
رأت السكرتيرة أن تشاو شينغهي ظلّ على الهاتف طوال الطريق
كان هادئًا ومنظمًا كما هو دائمًا،
لكن بعضًا من هدوئه وثقته المعتادة كان قد تلاشى
وعندما أنهى المكالمة أخيرًا، سلّمته السكرتيرة ملفًا بنفسها :
“ الرئيس تشاو هذا ما ظهر أثناء التحقيق في نسب أسهم عائلة تشين
وتحويلات أصول السيدة سونغ تشينغمياو خلال السنوات الماضية .”
منذ دخول سونغ تشينغمياو إلى عائلة تشين،
اشتدّت الصراعات الداخلية في شركة رونغشين،
وأصبح توازن الأسهم والنفوذ بين فروع العائلة يتغير باستمرار
لكن في مرحلة معينة، بدأت سونغ تشينغمياو تُجري تحويلات متكررة للأصول
نحو عائلة لياو ، وتحديدًا فرعهم الثاني
وقد وجدت السكرتيرة في ذلك أمرًا مريبًا
ومع التعمق في التحقيق، اتضح أن تلك التحويلات
قد لا تكون “تعويضًا” كما بدا — بل أشبه بـ “فدية”
كانت النسخ المصوّرة ضبابية بعض الشيء،
لكن الختم الأحمر البارز الذي يحمل كلمة ' سري '
والأحرف التقليدية التي تشير إلى [ جبل شياولان ]
طعنوا بحدة في عيني تشاو شينغهي
ومن المرآة ، لاحظت السكرتيرة أنه أصبح ساكنًا —
جالسًا في مكانه ،
يمسك الظرف دون أن ينبس بكلمة
وكأن الزمن توقف
لم يفتح تشاو شينغهي الظرف إلا بعدما اجتازت سيارة المايباخ جسر اللؤلؤ
استطاع أن يشعر بوضوح بقلبه يغوص ببطء ،
ينحدر شبرًا تلو الآخر ،
في مستنقع من المياه السوداء
لم يكن الملف سوى صفحة واحدة
فالأمر يعود إلى زمن بعيد جدًا ،
والسنين قد طمست كل شيء تقريبًا ،
ولم تبقِ سوى قمة جبل الجليد
قرأ تشاو شينغهي الصفحة… ثم أعاد قراءتها مرة أخرى
ثم أخذ هاتفه واتصل برقم ما
أُجيب على المكالمة على الفور تقريبًا
الشمس على وشك الغروب ،
ترسم على الأفق خيوطًا قرمزية أشبه بالدم
قال تشاو شينغهي بصوت ثقيل:
“ تشو تشي شوان… أعرف كل ما فعلته من أجل تشين وان "
تجمّد تشو تشي شوان في مكانه
لقد انكشف كل شيء أبكر بكثير مما كان يتوقع ——
لم يكن قد استعدّ حتى للرد ،
حين تابع تشاو شينغهي كلامه :
“ من الآن فصاعدًا ، كل كلمة أقولها ، كل سؤال أطرحه ،
أريد منك أن تجيب عليه بجدية وصدق ، وبأدق التفاصيل .”
كان لتشاو شينغهي حضور آسر بطبيعته ،
لكن نبرته الباردة والحازمة هذه المرة جعلت تشو تشي
شوان لا يجرؤ حتى على التنفس
لأنه كان يعلم أن الورطة هذه المرة أكبر مما يُحتمل
لكنه لم يكن قادرًا على عدم مساعدة تشين وان
ففي هذا العالم، إن لم يساعده هو — فلن يساعده أحد
ثم جاء صوته مجددًا من الهاتف، أخف هذه المرة، لكنه أعمق:
“ هذا ليس أمر ولا تهديد … بل هو طلبي الشخصي .”
صُدم تشو تشي شوان
وفي تلك اللحظة، أدرك أن تشين وان قد انتصر ——
وكأنه أخيرًا قد وجد له سندًا حقيقيًا ، وأرضًا يقف عليها بثبات
وبعد لحظة من التفكير، قال:
“ جبل شياولان… لا أعرف الكثير ….
لكنني سمعته يقول إن هذا العام يصادف مرور ستة عشر عامًا
منذ لقائه الأول بك هناك .”
تبدل تعبير وجه تشاو شينغهي على الفور
تجهم وجهه ببطء، وارتسمت على جبينه تجاعيد عميقة
خيط خافت لمح في ذاكرته فجأة —
وكأنه لو أمسك بذلك الخيط وسحبه،
سوف تتكشّف أمامه ماضٍ لا يُمكن تخيّله
“ هل تذكر ، بعد التخرج ، عندما سافرت إلى كاليفورنيا مبكرًا ؟
كان تان يومينغ قد دعا بعض الأصدقاء إلى المطار لتوديعك .
وقبل أن تعبر الجمارك ،
طلبت منك أن تنتظر دقيقة واحدة فقط ؟”
هزّ تشاو شينغهي رأسه :
“ لا… لا أذكر ”
قال تشو تشي شوان:
“ كان تشين وان ...
كان يركض إلى المطار في ذلك الوقت ….
هرب من المنزل كي يتمكن من الوصول إليك ….
كان والده تشين بيشين قد حبسه في القبو .
سونغ تشينغمياو خسرت مبلغًا كبيرًا في المقامرة وأثارت غضبه ،
فانهال عليهما بالضرب
تشين وان كان قد تم قبوله أيضًا في جامعتك .”
لم يخض تشو تشي شوان في التفاصيل وتابع ببساطة :
“ لكنه كان يعلم أنك ستغادر مبكرًا ، وربما لن تعود لسنوات ،
فأراد فقط أن يراك للمرة الأخيرة ….
من خارج بوابة الصعود ، من بعيد
بالطبع، لم يجرؤ على الاقتراب أو إزعاجك .”
الشمس قد شارفت على الغياب ،
وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة من الضوء
: “ في الفصل الدراسي الثاني من سنتك الثانية ،
اخترتَ لعبة الرجبي .
قلتُ لك حينها إن أشرطة المعصم الاحتياطية كانت مني،
لكنها في الحقيقة كانت منه .
وكذلك معظم المشروبات . متأكد أنك لا تتذكر .
تشين وان شاهد كل خطاب ألقيته ،
وكل مسابقة شاركت فيها ، باستثناء تلك التي أُقيمت في
صالة البولينغ وصالة المبارزة ،
لأن دخوله إلى هناك لم يكن ممكنًا .
في ذلك الفصل ، كنتُ أنا في برنامج تبادل طلابي ، فلم يتمكن من رؤيتك شخصيًا أبدًا .
في سنتك الثالثة ، عُرض نموذج الروبوت الحائز على الجائزة
في معرض السطح بمبنى ييفو
ذلك الفصل شهد إطلاق عدة تحذيرات من الإعصار رقم 8
وكلما عادت الدراسة بعد العاصفة ،
كان يتسلل إلى الحرم الجامعي باستخدام بطاقتي الطلابية ،
فقط ليقوم بتنظيف نموذجك ، قطعةً قطعة .
كان يزيل أوراق الشجر المتساقطة ، ويكنس القمامة .
كان نموذجك دائمًا الأنظف .
ولكي يتجنب مقابلة أحد ، كان يذهب متأخرًا جدًا بعد الدراسة المسائية ، أو يستيقظ قبل الفجر .
اعتاد أن يتحدث مع ذلك النموذج ….”
حتى في ذلك الوقت، كان تشو تشي شوان قد بدأ يدرك أن
سلوك صديقه لم يكن طبيعيًا
: “ كان يقول الكثير من… الأشياء التي لم أستطع فهمها .”
لطالما ظن تشاو شينغهي أن ما حدث له كان فخًا مدروسًا،
ومطاردة بقصدٍ واضح واعتراف مدبّر
لكنه اكتشف الآن أن ورقة الشجر التي سقطت من النافذة لم تكن محض صدفة
ولا الولاعة التي صودرت منه
ولا شاي “دا هونغ باو” الذي قُدّم له مرتين
ولا الرسائل النصية والمكالمات التي تلقّى ردًا على كل واحدة منها
ولا اليراعات تحت ضوء القمر
ولا شجرة الميلاد التي ظهرت باحتمال لا يتجاوز الواحد في المليون
لم تكن أي من تلك التفاصيل عشوائية
كان تشو تشي شوان لا يزال يتحدث ،
لكن تشاو شينغهي لم يعد قادرًا على استيعاب كل شيء
' كم كان الوقت ؟ '
' دقيقة وخمس ثوانٍ '
' تشين وان، لم توقف المؤقت، أليس كذلك ؟ '
“…”
' لم تكن تراقب جيدًا '
' كنت أراقبك بالفعل '
وفجأة، تذكّر تشاو شينغهي أن عبارة ' دقيقة وخمس ثوانٍ '
التي تفوّه بها تشين وان كانت الرقم القياسي الذي سجّله في
سباق السباحة أثناء اللقاء الرياضي في الثانوية
كان قد نسيه تقريبًا،
لكنه كان قد تجاوز رقمًا قياسيًا سابقًا لطالب رياضي،
فلم يترك أثرًا كبيرًا في ذاكرته
لكن لا أحد يمكنه أن يتذكر ، بهذه الدقة وبهذه السرعة ،
توقيت سباق نهائي سباحة لطالب زميل قبل عشر سنوات
— حتى تشاو شينغهي نفسه لم يفعل
ما رآه تشاو شينغهي مجرد مصادفات عابرة ،
كان لتشين وان مسيرة عبور جبال وأنهار كاملة
امتدت أضواء إشارات المرور الحمراء بلا نهاية ،
والجسر المتقاطع ذو الاتجاهات الأربعة بدا كأنه مدرّج ضخم
ومع اختفاء آخر شعاع من ضوء النهار خلف الأفق،
لم يتبقَّ في عيني تشاو شينغهي سوى السواد الصامت
تشو تشي شوان:
“ لا يمكنني إيقافه … .
هو لا يهتم بأي أحد
تشاو شينغهي، ربما تكون أنت اللجام الوحيد المتبقي له،
وآخر خيط من العقل في داخله .”
لم يكن تشو تشي شوان يعرف إلى أي مدى وصل تشين وان
في سعيه خلف تشاو شينغهي،
ولا كم أصبحا قريبَين الآن
ولم يكن ينوي أن يتخطى حدوده
فما يعرفه، في النهاية، ليس سوى قمة جبل الجليد ،
لأن—
“ تشين وان شخص قادر على تحمّل الكثير ، والصبر بصمت ….
أن يقف أمامك الآن… لم يكن أمرًا سهلًا أبدًا ”
هبط آخر ضوء لغروب الشمس على وجه تشاو شينغهي
أنزل عينيه وقال بصوت خافت :
“ لقد عانى بما فيه الكفاية ”
يتبع
زاوية الكاتبة :
النسخة الصينية من رواية “رسالة من كيانو ريفز” تحمل عنوان “رسالة من جزيرة الكنز”،
وكلمات الأغنية تختلف اختلافًا جذريًا بينهما
إذا تم تبادل مشاعر تشين وان ،
فالعنوان هو: “رسالة من كيانو ريفز”
أما إذا لم تُبادله تلك المشاعر ،
فالعنوان هو: “رسالة من جزيرة الكنز”
تعليقات: (0) إضافة تعليق