Ch24 بانغوان
أشار وين شي إلى الأمر بعبارة ' ذلك اليوم ' ليتماشى مع
مفهوم الزمن الذي يعيشه الناس داخل القفص ،
لكن في الحقيقة ، لم يكن قد مضى وقت طويل على الإطلاق
فعندما خرجوا من القفص ، كان المطر الغزير قد توقّف للتو ، ولا تزال قطرات الماء تتساقط من أطراف مظلاتهم
كانوا يقفون في الشارع أمام معرض شيبينغ، والمتاجر على
جانبي الطريق مغلقة
ومنطقيًّا ، كان من المفترض أن يكون المكان خاليًا تمامًا
لكن ما إن فتح وين شي عينيه —
حتى وجد نفسه محاطًا بدائرة كثيفة من البشر
كلهنّ نساء بشعور سوداء طويلة وكثيفة ، ووجوه شاحبة
على جباههن وُضعت أوراق صفراء من التعاويذ
عيونهن بيضاء بالكامل تقريبًا ، لا يظهر فيها سوى نقطة
سوداء صغيرة في المنتصف ، ثابتة لا تتحرك
شِفاههن الحمراء الفاقعة ترتسم بابتسامة ملتوية،
وألسنتهن—الأطول حتى من شعورهن—تدلت من أفواههن
قبل لحظة واحدة فقط كان شيا تشياو وسط جدال مع تشو شو
وفي اللحظة التالية ، وجد نفسه وجهًا لوجه مع هذه الكائنات
تفلتت منه لعنة : “اللعننة …” وكاد أن ينهار في الحال
تلك النسوة لم تتحرك ، ولهذا لم يجرؤ شيا تشياو على الحركة أيضًا
تعلّق بذراع وين شي اليسرى بصمت ، وكأنه على وشك الموت:
“ غا… غا … غاا ، هل خرجنا من القفص؟”
قبل أن يتمكّن وين شي من الإجابة ، تولّى شيه وون الرد بنفسه :
“ خرجنا .”
ازداد شيا تشياو ذبولًا، وهمس: “ إذن… ما هؤلاء ؟”
فتح وين شي فمه ، لكن شيه وون سبقه وقال:
“ أشباح .”
لم يستطع شيا تشياو أن يصمد إلا ثانية واحدة ، و انزلق
صامتًا إلى الأرض وهو لا يزال متمسكًا بذراع وين شي
وين شي: “…”
مع أن شيا تشياو هو الذي فقد وعيه، شعر وين شي وكأن شيه وون قد أوقعه هو في ورطة
فقال ببرود وهو يحاول عبثًا تحرير ذراعه اليسرى:
“ هل تحمل ضغينة تجاهي ؟”
ولكي يحرّر يده اليمنى للتعامل مع دائرة الأشباح ، لم يجد
حلاً غير إمالة رأسه قليلًا ، ووضع المظلة بين عنقه وكتفه
لكن شيه وون أنكر بلا مبالاة :
“ بالتأكيد لا ” و مد يده ليمسك بالمظلة عن وين شي
لا يزال يرتدي قفازَيه الأسودين ، وأمسك بأسفل مقبض المظلة ،
محافظًا على مسافة مهذّبة عن وجه وين شي
لكن لسبب ما، حين لمح وين شي معصمه الشاحب،
قفزت إلى ذاكرته فجأة لمسة أصابع شيه وون الباردة قليلًا
فتوقّف في منتصف حركته وهو يمد يده نحو الأشباح
قال شيه وون بنبرة تذكير :
“ ارفع رأسك قليلًا .
لقد توقّف المطر ، سأستعيد المظلة الآن .”
ولما لم يتلقَّ أي رد بعد لحظة ، تابع بصوت منخفض:
“ فيما أنت شارد الذهن ؟”
انتفض وين شي من أفكاره فجأة
شد شفتيه ورفع رأسه، مفسحًا المجال بصمت لشيه وون كي يأخذ المظلة
ثم اختار واحدة من الأشباح وسحب التعويذة من على وجهها
وفي اللحظة التي انتُزعت فيها التعويذة ،
بدأ الحصار من الأشباح يتلوى ، وكأنهم على وشك أن
يتحرروا من الختم وينقضّوا عليه مباشرةً
لم يُعر وين شي أي اهتمام، ومد يده نحو التعويذة التالية
لكن فجأة سمع صوتًا خافتًا يهمس من خلفه
“ لقد خرجوا بالفعل ؟”
وفي اللحظة التالية ، تحللت الأشباح النسائية إلى دخان
واختفوا من تلقاء نفسهم قبل أن يتمكن من فعل أي شيء
لم يتبقَ سوى سبع تعويذات ، انسابت بخفة في الهواء ،
فأمسك بها أحدهم
الذي التقطها كان رجلًا طويل القامة ، ذا بشرة برونزية ،
وجسد مفتول العضلات ، ورأسٍ محلوقٍ قصير الشعر
من النظرة الأولى كان واضح أنه مارس الفنون القتالية ؛
لكن ملامحه بدت خشبية بعض الشيء ، خالية من التعبير
أطال وين شي النظر في عينيه قليلًا ، ثم حوّل بصره إلى صدر الرجل
الملابس تحجب الرؤية ، فلم يستطع رؤية العلامة المرسومة هناك
لكنه استطاع أن يميز بوضوح أنه دمية—دمية قريبة جدًا من هيئة الإنسان الحي
الدمية وهو يحمل التعويذات ، أدار رأسه وسأل:
“ لقد أمسكتها . ماذا أفعل الآن ؟”
كانت هناك امرأة تقف خلف الدمية
شعرها يصل إلى كتفيها ويتدلى خلف أذنها ، ليكشف عن
صف من الأقراط اللامعة
زينت وجهها بمكياج كثيف مبالغ فيه بدا وكأنه طبقة من
الجلد المرسوم ، مما أخفى ملامحها الأصلية وعمرها الحقيقي
لكن من خلال بنية وجهها ، كانت بلا شك جميلة
قالت وهي تجيب عن سؤال الدمية :
“ أحرقها من أجلي .”
بعدها التفتت بعينيها الشفافة كالزجاج نحوهم
لمحت بنظرها شيا تشياو مرورًا ، ثم توقفت قليلًا عند وين شي
ثم حدقت في شيه وون
ثم قالت :
“ من الذي تجرأ على تمزيق تعويذة هذه ' السيدة العظيمة ' ؟ ليتقدم .”
( وصفت نفسها بالسيدة العظيمة )
وين شي: “…”
{ هذا النوع من الفتيات ، كان من الأفضل لهن ألا يفتحن أفواههن أصلًا }
سألت وهي تركّز مباشرة على شيه وون : “ أيها ' الضعيف' أكان أنت ؟”
( مو ضعيف في القوة / تقصد ضعيف في الصحة )
فتح وين شي شفتيه وهمس بصوت منخفض :
“ هل تعرف هذه الـ ' سيدة العظيمة ' ؟”
ضحك شيه وون على ذلك
أدار وجهه جانبًا وسعل بخفوت وهو يضع يده على أنفه ، ثم أجاب:
“ يمكن القول ذلك . إنها من عائلة تشانغ ”
عائلة تشانغ كبيرة جدًا ، ولوحة سجل الأسماء مكتظة بهم
وحتى بعد أن قال شيه وون ذلك ، لم يتمكن وين شي من
مطابقة أي اسم مع ملامحها ، فاكتفى بـ “أوه” عابرة
ولما لاحظ شيه وون أن وين شي ما زال حائرًا ، أضاف موضحًا:
“ ابن تشانغ بيلينغ ذكرها عابرًا داخل القفص سابقًا ، لا أدري
إن كنت تتذكر . اسمها تشانغ لان .”
الـ سيدة العظيمة الواقفـة أمامهم : “…”
لقد مرّت تشانغ لان بمختلف المواقف وقابلت شتى أنواع الأشخاص
وكانت دائمًا تُعرّف بطرق متعددة
وغالبًا… لا —- بل في كل مرة يُذكر اسمها ، ترتسم على
وجوه السامعين ملامح إدراك مفاجئ
ومن البديهي أن يتبع ذلك بقولهم :
“ تشانغ لان ؟ تلك الموجودة على قمة لوحة الأسماء ؟!”
وبصراحة كان ذلك شعورًا رائع
لكن بعد أن تكرر سماع الأمر ذاته مرارًا وتكرارًا ، فقد بريقه في النهاية
ظنّت تشانغ لان أنها تجاوزت العمر الذي تشعر فيه بالفخر
والغرور تجاه ذلك،
لكنها اكتشفت اليوم، بعد سماع تقديم شيه وون لها ، أنّها
ما زالت شابة في أعماقها
{ ما معنى “ذكرها عابرًا”؟
وما معنى “لا أدري إن كنت تتذكر أم لا”؟ }
اندفعت تشانغ لان غاضبة بخطواتها على كعبها العالي
لكن، وهي تقترب، سمعت الشاب الوسيم الهادئ الواقف بجانب شيه وون يقول :
“ لدي انطباع غامض عنها .”
وطأت تشانغ لان على غطاء مصرفٍ معدني ، فعلق كعبها فيه
فاستدارت نحو دميتها الحارس ، وسألت:
“ قبل أن نخرج إلى هنا ، أي نوع من الطالع تنبأتَ لي به؟”
فأجاب بإيقاع ثابت :
“ ستة-خمسة : الثياب الصفراء ، فالٌ عظيم .”
ساد صمت قصير ، ثم، ولعله خشي أنها لم تفهم ، أضاف بإخلاص شديد:
“ فالٌ استثنائي الحُسن .”
تشانغ لان: “ هراء محض .”
الدمية بإخلاص وولاء : “ نعم، أنت محقة .”
تشانغ لان: “…”
راقب وين شي الموقف للحظة ثم سأل شيه وون:
“ أأنت متأكد أنها تلك التشانغ لان ، وليست مجرد تحمل نفس الاسم ؟”
كانت أذن تشانغ لان حادّة ، فالتفتت فجأة وقالت:
“ هل تسخر مني ؟”
أجاب وين شي ببرود :
“ لا، أنا جاد .”
ضحك شيه وون حتى بدأ يسعل مجددًا ، وبعد مدة التفت نحو وين شي وقال:
“ إن عانيتُ من سعال حاد الليلة فأنت تتحمل المسؤولية كاملة .”
لكن وين شي لم تكن لديه رغبة في تحمّل تلك المسؤولية،
فتوقف عن الكلام ببرود
في هذه الأثناء تمكن شيا تشياو أخيرًا من جمع شتات نفسه
بعد أن كان منهارًا على الأرض، وتمتم قائلًا:
“ لقد أرعبني ذلك حتى الموت ….”
ثم نظر حوله بخوفٍ ما زال يلازمه وسأل :
“ غا أين ذهبت تلك الأشباح النسائية ؟”
مسحت تشانغ لان وجهها ، وأعادت ارتداء قناعها المتعجرف ، قائلة:
“ أي أشباح نسائية ؟ كنت أستخدمهنّ للعثور على ' بوابة القفص' .”
أما شيا تشياو فلم يكن يعرف سوى ' بوابة التنين '
التي يقفز منها سمك الكوي ، فحدق فيها بذهول
“ ذلك من صنعك ؟ ولماذا جعلتهن يحاصروننا إذًا ؟”
أجابته باستخفاف:
“ أنتم كنتم داخل القفص . لو لم أجعلهم يحاصرونكم ،
كيف لي أن أجد البوابة ؟
على كل حال، على الأرجح أنك لا تفهم ما أقول .”
في الحقيقة كانت تشانغ لان قد رأت شيا تشياو مرة من قبل
بسبب صلته بالعجوز شين تشياو — لكنها لم تتعرف عليه الآن
لقد نشأت مدللة بين أفراد أسرتها ، ولم تكن تتذكر سوى
الأشخاص ذوي الوسامة الفائقة أو القوة الاستثنائية
وبطبيعة الحال هذا يعني أنها لا تتذكر الكثيرين
وشيا تشياو لم يكن بوضوح من النوع الذي يعلق في ذاكرتها
لذا افترضت من تلقاء نفسها أن شيا تشياو ووين شي مجرد
زبائن لشيه وون ؛ أي أنها اعتقدت أنهم أشخاص عاديون
تمامًا دخلوا القفص بالخطأ مع شيه وون
ولهذا لم تكترث لشرحٍ أطول، واكتفت بأن قالت لشيه وون:
“ أنا في نوبة دورية الليلة في نينغتشو وسمعت أن تشو شو
قد جُرّ إلى قفص ، فجئت لأتفقد الأمر
وبالصدفة رأيتكم تتوقفون هنا فجأة .”
كانت ذات خبرة كبيرة ، فبمجرّد نظرة واحدة أدركت أنهم كانوا داخل قفص
قالت تشانغ لان بدهشة حقيقية :
“ كنت أستعد للدخول للبحث عنكم، لكنكم خرجتم ،،،
كيف خرجتم ؟ هل كان في القفص شخص آخر أيضًا ؟”
فالجميع كانوا يعرفون أن شيه وون هاوٍ عاجز عن كسر القفص
ولهذا، لم يخطر ببالها أصلًا أن هؤلاء الثلاثة قد يكونون
السبب، بل افترضت مباشرةً أن أحدًا آخر ساعدهم
و قبل أن يتمكن شيه وون من الكلام ، قال وين شي:
“ تشانغ بيلينغ.”
جوابه كان يحتمل أكثر من تفسير ؛ لكنه جعل المستمع
بشكل لا شعوري يفكر أن الشخص الذي فكّ القفص هو
فعلًا تشانغ بيلينغ
وبالفعل ، أطلقت تشانغ لان “أوه” قصيرة
“ لينغ-جي دخلت القفص أيضًا ؟ لا عجب . منطقي ، بما أن
ابنها كان عالقًا فيه .
ممتاز، هذا يجعل الأمور أسهل بالنسبة لي.”
ثم استدارت وهمّت بالمغادرة ، لكنها فجأة أدركت أمر —
{ إن كان هذان الغريبان يعرفان كلًا من شيه وون وتشانغ بيلينغ، فالأرجح أنهما ليسا مجرد أشخاص عاديين }
خطت بضع خطوات ثم توقفت مجددًا
التفتت، وبدأت تحدّق في وين شي من أعلى لأسفل ثم قالت في حيرة:
“ انتظر لحظة ، أنتما أيضًا تعملان في هذا المجال ؟”
{ لكن ذلك بدا غير منطقي
لقد قابلت تقريبًا كل من هو مُسجّل على جدارية الأسماء من قبل،
وبمظهر كـ وين شي … لا يمكن أنني رأيته ثم نسيته }
تشانغ لان: “ من أي عائلة أنت ؟”
رد شيا تشياو بتوتر: “من عائلة شين .”
كان في الواقع يخشى دائمًا أن يذكر أصله أمام الآخرين ،
إذ يشعر وكأنه يجلب العار للجد شين تشياو
ومع أسلوب تشانغ لان الجاد وحِدّة تعبيرها ، ازداد شعوره
بالحرج حتى كاد يصل حدّ الذعر
ولمّا زاد من ارتباكها ، سألت بعد لحظة :
“ أيّ عائلة شين ؟”
عندها عجز شيا تشياو عن الإجابة تمامًا
و في هذه اللحظة ، خطر له فكرة { بما أنني أريد أن أستمر
في التعلّم من وين شي … فماذا لو… استطعت أن أضع
اسمي يومًا ما على تلك الجدارية ؟ }
لاحظ وين شي ملامح الخزي الشديد على وجه شيا تشياو ، فأجاب بدلًا منه :
“ شين تشياو ”
ردّت تشانغ لان بسرعة هذه المرّة : “ مفهوم "
فهي تعرف من يكون شين تشياو
بل إن الاسم مألوف جدًا لديها ، لكن ليس بسببه هو
بل بسبب الفرع الذي ينتمي إليه
ذلك الفرع كان يضم شخصية أسطورية ،
مكانته تكاد لا تقل عن مؤسس الطائفة الموقّر تشين بوداو
وكل من تخصّص في فن الدمى من الأجيال اللاحقة كان
يحرص على تبجيل هذه الشخصية
أما شقيقها الأصغر ، تشانغ يالين ، فكان مهووسًا بالدمى
ذلك الأحمق كان يعبد صندوقًا خشبيًا صغيرًا بتديّن شديد،
وقد نُقش على بابه اسم تلك الشخصية الأسطورية—وين شي
أما الكنوز التي عثر عليها أو اشتراها من متاجر الأدوات
الروحية ، فكان يضعها كلها داخل الصندوق
لقد فتحت تشانغ لان الصندوق خلسة من قبل لترى ما بداخله
كان يحتوي على عظمتين شبيهة باليشم من أصابع بشرية ،
وغصنين قصيرين تفوح منهما رائحة صنوبر خفيفة ،
ولفافة خيط مصنوع من مادة مجهولة ،
ذلك الأحمق كان يؤمن إيمانًا راسخًا بأن هذه بقايا وين شي وآثاره
وبهذا يمكن اعتباره غريب الأطوار بحق
ومع تجاهل هوس تشانغ يالين، فإن تشانغ لان نفسها كانت
مهتمة بوين شي أيضًا ، رغم أن مجالها الأساسي هو التعويذات
أولًا ، قيل إنه كان وسيمًا للغاية —-
ثانيًا ، كانت شغوفةً بالقيل والقال المرتبط بالتاريخ غير
الرسمي ؛ لا يهم إن كان صحيح أم زائف ، ما دام مثيرًا
للاهتمام ويصلح لخداع الآخرين …
لقد قرأت الكثير عن إشاعات بقية الشخصيات ،
لكن وين شي كان الوحيد تقريبًا الذي لم يكن له سوى
القليل جدًا منها
و بحسب الشائعات ، فإن تشين بوداو كان لديه عدد كبير
من التلاميذ حينها، لكن معظمهم كانوا يعيشون خارج الجبل
أما الذين رأوه بالفعل بأعينهم ، فيمكن عدّهم على أصابع اليد الواحدة ،
وهؤلاء هم من اعتُبروا لاحقًا تلاميذه المباشرين
ومن بين هؤلاء التلاميذ المباشرين :
• وين شي : تخصّص في فن الدمى .
• تشونغ سي : تخصّص في التعويذات .
• بو نينغ : تخصّص في العرافة والمصفوفات 'التشكيلات' .
• تشوانغ يي : كان يميل للفنون المختلطة وتعلّم من كل شيء قليلًا .
و كان تشوانغ يي اجتماعيًّا ويجيد تكوين الصداقات ، لذا
ارتبط بعلاقات ودّية مع معظم تلاميذ بوداو الخارجيين،
ومن بينهم السلف الأكبر لعائلة تشانغ
لاحقًا ، عندما امتلأ تشين بوداو بطاقة شريرة وخبيثة تسببت
في ذبول الكائنات الحية أينما سار ،
هؤلاء التلاميذ هم من تصدّوا له وقاموا بختمه ،
وكان لسلف عائلة تشانغ النصيب الأكبر من المساهمة ،
وهذا أحد أسباب ازدهار عائلتهم شيئًا فشيئًا —-
هذه كانت روايات شائعة نسبيًا
لكن تشانغ لان قرأت أيضًا بعض الروايات النادرة —
إذ يُقال إنه من بين كل أولئك التلاميذ المباشرين ، كان
هناك واحد فقط يتبع تشين بوداو عن قرب حقًا
ذلك التلميذ وُلد بهيئة روح شريرة ، ولذلك أبقاه بوداو بجواره دائمًا ،
وربّاه بيده وعلّمه العديد من الأمور ، محاولًا تحويله تدريجيًا إلى إنسان عادي ،
هذه القصة كانت نادرة الذكر فعلًا ، ولم يرد فيه اسم التلميذ مطلقًا
لكن إن كان صحيح ، فـ تشانغ لان تتوقع
أن ذلك التلميذ هو وين شي —- لأنه التلميذ الوحيد الذي
لا تملك عنه معلومات كافية
( يا كثر المعلومات ! //
وللتذكير في ch22 يالين ولان انذكروا فيها ' بشكل عابر ' )
――
قال الدمية فجأة : “ يوجد من يتصل بك ”
انتفضت تشانغ لان من شرودها وسألت : “ ماذا ؟”
أخرجت الدمية هاتف يهتز من جيبه ، وقدّمه إليها
ضغطت تشانغ لان بضع مرات على الشاشة ، فانطلق صوت رزين عبر هدوء الليل :
“ إلى أين خدعتِ دميتي هذه المرة ؟”
ألقت تشانغ لان نظرة على الدمية ثم قطعت سيل الاتهام وردّت :
“ كيف تقول إني خدعته ؟ لقد جلبته معي علنًا وبطريقة نزيهة .
وأيضاً ثم شياو هاي هو من اختار مرافقتي ، وإن لم تصدق
فبإمكانك سؤاله بنفسك لاحقًا .”
وقف الدمية إلى جانبها باحترام ، مظهرًا براءة تامة
توقفت تشانغ لان عن الاكتراث بشيا تشياو والبقية ؛ فهي في
النهاية سمعت من قبل عن شين تشياو
ورغم أنها لم تكن تعلم أن شين تشياو قد أخذ تحت جناحه
بعض التلاميذ ، إلا أنها كانت تعرف أن أسماءهم جميعًا لم
تُسجَّل على جدارية سجلّ الأسماء ، مما يعني أنهم جميعًا مبتدئون
فتابعت :
“ حسنًا القفص قد فُك ، وانتهينا من النقاش .
إن لم يكن هناك أمر آخر، فسأواصل دورية الحراسة .
أراكم لاحقًا .”
لوّحت تشانغ لان بيدها نحو شيه وون والبقية ،
ثم استدارت عند زاوية الشارع برفقة الدمية شياو هاي
في تلك اللحظة وصلتها رسالة نصية من تشانغ بيلينغ،
فبدأت تتجه نحو أطلال وانغتشيوان لترى كيف حال تلك السائقة
وأثناء الطريق ، ظلت تتواصل مع تشانغ بيلينغ، بينما
تتشاجر في الوقت نفسه مع شقيقها الأصغر تشانغ يالين
وفي منتصف الطريق ، ظهر فجأة اتصال فيديو من يالين
قالت تشانغ لان بضجر:
“ ما الذي تفعله؟ أليست الرسائل الصوتية كافية لك؟
هل ستلقي خطابًا أيضًا ؟ لن أستمع إليه .”
فأجاب صوت يالين من الجهة الأخرى، لكن وجهه لم يظهر
كانت الكاميرا موجهة نحو جدارية ، وصوته—الذي اعتاد أن
يكون دائمًا متماسكًا وعقلانيًا— حمل هذه المرة لمحة انهيار :
“ لقد اكتشفت هذا الأمر للتو …. يجب أن تريه بنفسك .”
نظرت تشانغ لان إلى ما ظهر في الفيديو ، وقالت باستغراب:
“ جدارية سجلّ الأسماء ؟ ما خطبك ؟ لماذا تريها لي
هل تظن أنني لم أرها من قبل ؟”
كبح يالين غضبه :
“ أنا لا أطلب منك النظر إلى الجدارية كلها ، انظري أسفلها ،
أسفلها تمامًا .”
وأثناء قوله ذلك ، حرّك الكاميرا إلى الأسفل ، خشية أن تتجاهل أخته التفاصيل
طهرت أسماء عديدة أمام عدسة الكاميرا ، فأدارت تشانغ
لان عينيها ونظرت نزولًا على الجدارية… لكن حين وصلت
إلى السطور الأخيرة ، كادت تلتوي قدمها من الصدمة
لأنها رأت أن الخط الذي كان ميتاً في أسفل الجدارية منذ
أكثر من عشر سنوات—منذ أن تقدّم شين تشياو في العمر
وتوقف عن دخول الأقفاص—قد ارتفع فجأة وبلا تفسير
ليرتفع فوق اسم تشانغ بيلينغ
تشانغ لان : “؟؟؟”
مذهولة : “ ما الذي يحدث ؟!”
رد يالين : “ إنه بالضبط كما ترينه .
عائلة شين قفزوا فجأة فوق تشانغ بيلينغ ”
تشانغ لان بذهول : “ هذا مستحيل …. أليست هذه السلالة
قد انقرضت تمامًا ؟”
يالين : “ بلى ، مات جميع أفرادهم ، لم يبقى أحد حي.”
تشانغ لان : “ فكيف ارتفع خطهم فجأة ؟؟؟”
يالين : “ وكيف لي أن أعلم ؟ لقد رأيت ذلك بعينيّ الآن .
رأيت الخط — يصعد بنفسه .”
تشانغ لان: “…هل جنّت هذه الجدارية ؟”
تأمل يالين قليلًا ثم قال:
“ لست متأكد إن كانت الجدارية قد جنّت ، لكنني متأكد
أنني أنا على وشك الجنون .”
فأن تشهد بنفسك خطًا ميتًا يقفز إلى الأعلى — تجربة لا تُنسى حقًا
يتبع
⸻
لما قالت تشانغ لان عن نفسها بـ ' السيدة العظيمة '
فذلك تعبير ساخر للدلالة على الغرور والتعالي، وليس لقبًا رسميًا لها .
في ذي الجملة :
مسحت تشانغ لان وجهها ، وأعادت ارتداء قناعها المتعجرف ، قائلة:
“ أي أشباح نسائية ؟ كنت أستخدمهنّ للعثور على ' بوابة القفص' .”
أما شيا تشياو فلم يكن يعرف سوى ' بوابة التنين '
التي يقفز منها سمك الكوي ، فحدق فيها بذهول
“ ذلك من صنعك ؟ ولماذا جعلتهن يحاصروننا إذًا ؟”
تلاعب لفظي : فكلمة قَفَص (笼) في الصينية تنطق بنفس
نطق كلمة تنين (龙).
وقد ظن شيا تشياو أن ' بوابة القفص التي ذكرتها تشانغ
لان هي ' بوابة التنين '
في المثل الصيني الشهير : “ سمك الكوي يقفز عبر بوابة التنين ”،
أي يتجاوز اختبارًا صعبًا ليحقق المجد .
تعليقات: (0) إضافة تعليق